ملفات خاصة

 

صفحات

>>

05

04

03

02

01

<<

سابق

 
دراما رمضان التلفزيونية لعام 2021

12th APR - 12th MAY 2021

 
دوري النقاد

إشراف رئيس قسم الفن بمجلة روز اليوسف: شيماء سليم

 

عصام زكريا - مجدى الطيب - ماجدة موريس- علا الشافعي- رامي عبد الرازق- ناهد صلاح- رامي المتولي- عبد الله غلوش

 
 
 
 
 
 
 
 

دورى النقاد.. عصام زكريا ..

فى (لعبة نيوتن).. لا أحد متزنا، ولكن الجمال موجود!

فى الدراما البدائية يعرف المؤلف والجمهور كل شىء عن الشخصيات، دوافعها الطيبة أو الشريرة، هل هى قوية أم ضعيفة، عاقلة أم مجنونة، كذلك تعرف الشخصيات كل شىء عن نفسها: مشاعرها وأفكارها، من تحب ومن تكره، هدفها فى الحياة، مشاكلها وكيف تتغلب عليها..إلى آخره.

فى الدراما التقليدية يعرف المؤلف كل شىء عن شخصياته. بينما الشخصيات لا تعرف نفسها، ولا يعرفها الجمهور، ولكن الشخصيات والجمهور يعرفان ما يعرفه المؤلف بمرور الوقت، حسب الحبكة والخطة الدرامية، ويصاب المشاهد عادة بخيبة أمل إذا لم يفهم الشخصيات أو إذا لم تفهم الشخصيات نفسها، فهذا الفهم هو ما يعطى للعمل الفنى معناه وجماله.

فى الدراما الحديثة لا يعرف المؤلف كل شىء عن الشخصيات، والشخصيات قد لا تعرف نفسها، وقد ينتهى العمل والمشاهد يشعر أن هناك أشياء كثيرة لا يفهمها، ولكن العمل فى مجمله قد يحمل جمالاً ومعانى يصعب وصفها.

من بين عشرات المسلسلات التى غرقنا فيها خلال شهر رمضان، هناك عمل واحد ينتمى للنوع الثالث، وهو (لعبة نيوتن).

فى مشهد متأخر من المسلسل يتواجه «حازم- محمد ممدوح» و«بدر- سيد رجب» بالقرب من فراش «أمينة- عائشة بن أحمد» التى تحتضر.

«أمينة» ضيّعت حياتها لأنها لم تكن تعرف أنها تحب الحياة. منذ ستة أشهر تلقت خبر مرضها بالسرطان باستخفاف ولا مبالاة. كانت مكتئبة إلى درجة أنها رحبت بشبح الموت ورفضت أن تعالج. وعندما وقعت فى حب «حازم» وبادلها الحب رغبت مجددًا فى الحياة، ولكن الوقت فات، وعليها الآن أن تقضى أيامها الأخيرة نادمة على الحياة التى أضاعتها. لكن الأمر ليس بهذه البساطة فى (لعبة نيوتن). لو أن «أمينة» ذهبت للعلاج بصحبة «بدر»، لما التقت بـ«حازم»، ولما أحبت الحياة مجددا!

«حازم»، من ناحية أخرى، فقد زوجته «هنا، منى زكى» بسبب محاولاته المستميتة للتمسك بها. الغضب والخوف اللذان كانا يحركانه دفعاه إلى اتخاذ قرارات وردود أفعال عصبية، كل منها كان يبعدهما خطوة: تلهفه على السفر تسبّب فى سرقة مدخراته وتورطه فى جريمة، صراخه الدائم فى «هنا» جعلها تنفر منه، استعانته بـ«مؤنس» دفعت بها إلى أحضان «مؤنس». فى نهاية المطاف أصبح يكرهها.

«هنا» مثل «حازم» لم تكن تعرف غيره. كلاهما محاصر ومختنق بحبه للآخر، وكل محاولاتها لإثبات أنها جديرة بحبه كانت تؤدى إلى ابتعاده عنها: إصرارها على البقاء فى أمريكا والنجاح فى مهمتها، استعانتها بـ«مؤنس»، ردود فعلها العصبية. فى نهاية المطاف عادت من أمريكا مهزومة وفاقدة لزوجها، أو بالأصح متزوجة من اثنين!

ولكن فى اللحظة التى تحطم فيها زواجهما، أدرك كل منهما أنه لم يزل يحب الآخر، ربما أكثر من أى وقت مضى.

فى المشهد الذى يتواجه فيه «حازم» و«بدر» يلوم الأول الثانى لأنه لم يصر على معالجة «أمينة» وتركها لرغبتها فى عدم تلقى العلاج. يقول «حازم» لـ«بدر» ما معناه أنها لم تكن فى حالة نفسية تسمح لها باتخاذ قرار وأنها لم تكن متزنة. فيجيبه «بدر» بعقلانيته الباردة التى تخفى لوعة وألمًا داخله: وهل كنت أنت متزنًا عندما جئتني؟ هل هناك إنسان متزن؟ كلنا نتخذ قرارات غير متزنة

بعيدًا عن الأربعة كان «مؤنس» منهارًا بجوار السرير الذى حاول فيه أن يغتصب «هنا»: لقد عاش حياته بمسطرة وقلم الدين، يعتقد أنه أفضل من الجميع. ولكنه الآن يرى نفسه من دون ماكياج التديُّن الشكلى، وحشًا مشوهًا وطفلًا معقدًا تم إجباره على كراهية أمه.

الشخص الوحيد الذى كان يعتقد أنه يفهم كل شىء عن نفسه، يكتشف أنه كان يعيش كذبة كبيرة طويلة.

لا أحد متزنًا فى (لعبة نيوتن)، حيث تدور الشخصيات فى متاهة، لا تفهم بعضها بعضًا ولا نفسها ولا تعرف ما تريد.. لكن المعنى موجود والجمال موجود، حتى لو كان من الصعب أن نمسك بهما!

أفضل مسلسل

لعبة نيوتن

أفضل ممثل

محمد ممدوح محمد فراج

أفضل ممثلة

منى زكى عائشة بن أحمد

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

15.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. مجدى الطيب ..

أصحاب الأجر والأجرين.. من المخرجين والمجتهدين!

روى «عمرو بن العاص»، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«إذا حَكَمَ الحاكِمُ فاجْتَهَدَ ثُمَّ أصابَ فَلَهُ أجْرانِ، وإذا حَكَمَ فاجْتَهَدَ ثُمَّ أخْطَأَ فَلَهُ أجْرٌ»، وباعتبار المخرج هو حاكم العمل، وقائده، نرصد فى هذه السطور قائمة مخرجى الأعمال الدرامية الرمضانية، الذين أصابَوا ولَهُم أجْرانِ، ومن أخْطَأَ منهم ولَهُ أجْرٌ الاجْتَهَادْ.

أول المجتهدين، الذى أصابَ ولَهُ أجْرانِ، هو المخرج «بيتر ميمى»، الذى واجه، مع الكاتب «هانى سرحان»، المتربصين، ممن راهنوا طويلاً على فشله، ولم يتركوا عملاً من إخراجه، إلا سخروا منه، وتندروا به؛ سواء المسلسلات التليفزيونية التى أخرجها؛ مثل (الأب الروحى) و(كلبش) و(الاختيار)، فى جزئه الأول، أو الفيلم السينمائى (حرب كرموز)، لكن الشاب، الذى تخرج فى كلية الطب، نجح فى الرد بقوة، على المتربصين، ولقّنهم درسًا قاسيًا؛ عندما جعل (الاختيار 2: رجال الظل)، بمثابة الوجبة اليومية للصائمين والمُفطرين، على حد سواء، كما نجح فى كشف النقاب عن الكارهين، والمتآمرين، باسم الدين، ورغم حجم وحساسية المغامرة، وضخامة العمل، كان على قدر المسئولية، ونجح فى تغيير وعى وقناعة الكثيرين، من المخدوعين، والمُغرر بهم. وإن وجدتنى متحفظًا على بعض القطعات الخشنة، التى أضاعت هيبة اللحظة، وجعلت جرعة التأثير غير مُشبعة؛ كالقطع المتعجل على واقعة السيدة التى قدمت ماء النار لمأمور قسم كرداسة، والقفز على لحظة اغتيال المستشار «هشام بركات»، لنجد أنفسنا فى حفل خطوبة «أحمد مكى»، وخطيبته ترقص مع رفيقاتها، وهو نفس ما جرى عقب مأساة استشهاد الضباط فى مأمورية الواحات، عندما كان «أحمد مكى» يتلقى الخبر المُروع، ولما أبلغوه بأن زوجته وضعت مولوده الأول، يبدو وكأنه لا يأبه بما جرى، فالإيقاع السريع لم يكن مطلوبًا على الإطلاق، وأزعم أنه لم يُكمل الشحن الًمطلوب، مثلما لم يرو الظمأ، ولم يشف الغليل!

أما ثانى المجتهدين، فهو المخرج «تامر محسن»، الذى كان سببًا، مع «مها الوزير»، كاتبة مسلسل (لعبة نيوتن)، فى إعادة الاعتبار للدراما المصرية، وجعل منها «سيدة الدراما العربية»، وهو ما لمسته فى ردات أفعال الأشقاء العرب، ممن منحوا (لعبة نيوتن)، من دون مبالغة أو مُجاملة، لقب «أفضل مسلسل رمضانى»؛ إذ بدا «محسن»، وكأنه أقدم على صنع العمل بالقلم والمسطرة، أو وضع نظرية أو قانونًا على شاكلة «نيوتن» وقانونه، فهو طوال الأحداث يُشيع فى الأجواء غموضًا جميلًا، ببناء درامى شيق، وأسلوب سرد غير تقليدى، ومُربك، وقيادة واعية للممثلين، الذين كانوا فى أفضل حالاتهم؛ سواء «منى زكى»، التى تعاملت بوعى، مع كل تفاصيل الشخصية، و«محمد فراج»، الذى أبدع فى تجسيد شخصية المتأسلم القمىء، صاحب الشخصية اللزجة، الذى يتاجر بالدين، ويلهث وراء نزواته، و«محمد ممدوح»، الذى تألق بشكل غير مسبوق، وشكَّل مع «سيد رجب» ثنائيًا رائعًا، بينما تباروا جميعًا فى تقديم إبداع متميز، واقعى بدرجة كبيرة، وتلقائى بشكل لا يعرف الافتعال.

مباراة أخرى مثيرة، جرت أحداثها على ملعب (القاهرة كابول)، لفتت الأنظار إلى المجتهد الثالث: المخرج «حسام على»، الذى عزف مع الكاتب «عبدالرحيم كمال»، مقطوعة فنية رائعة، فتحت النار، من دون هوادة، على ظاهرة الإسلام السياسى، والإرهاب باسم الدين، وعريا زعماء التطرف والتكفير؛ الذين زعموا الجهاد ضد الطائفة الممتنعة عن تنفيذ شرع الله

وتكتمل قائمة الذين اجْتَهَدَوا ثُمَّ أصابَوا بأسماء: الكاتب «ناصر عبدالرحمن»  والمخرج «محمد سلامة»  فى (موسى)، الكاتب «عمرو محمود ياسين» والمخرج «مصطفى فكرى» فى (اللى مالوش كبير)، الكاتب «باهر دويدار» والمخرج «أحمد علاء الديب» فى (هجمة مرتدة)، الكاتب «أحمد عادل» والمخرج «سامح عبد العزيز» فى (حرب أهلية)، الكاتب «عمرو الدالى» والمخرج «أحمد خالد» فى (ضد الكسر)، الكاتبان «كريم الدليل» و«محمد ناير» والمخرج «رءوف عبدالعزيز» فى (الطاووس)، الكاتب «محمد سليمان عبدالمالك» والمخرج «خالد مرعى» فى (قصر النيل)، الكتاب : «أمين جمال ووليد أبو المجد وشريف يسرى» والمخرج «أحمد سمير فرج» فى (المداح) والكاتب «أحمد عبدالفتاح» والمخرج «أحمد صالح» فى (ضل راجل).

أما أصحاب الأجر الواحد من المجتهدين؛ فأولهم الكاتب «محمد صلاح العزب» والمخرجة «شيرين عادل» فى (النمر)، وثانيهم «مريم نعوم» (ورشة سرد) والكاتبان «مجدى أمين ومنى الشيمى» (صاحبة الفكرة) والمخرج «كريم الشناوى» فى (خلى بالك من زيزى) والكاتب «إسلام حافظ» والمخرج «محمد العدل» فى (بين السما والأرض).

أفضل مسلسل

الاختيار2

أفضل ممثل

محمد ممدوح

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

15.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. ماجدة موريس..

عام درامى مختلف

قليل جدًا من المسلسلات تعطى سرّها للمُشاهد، أى تقدم له الحدوتة على طبق فضة، فيدرك نهايتها قبل أن يأتى الميعاد، ولكننا هنا، من زاوية النقد، أدركنا أن القضية ليست فى معرفة الحدوتة، ولكن فى كيفية حكيها، وفى أسلوب المخرج فى التعامل مع مفردات الكاتب والبحث والتدقيق فى كل «فتفوتة» سوف نراها على الشاشة، والتفكير فى كيفية تنفيذها مع فريق العمل الكبير وراء الكاميرا، كل هذا حتى ننساق وراء العمل، ونتابعه بشغف، وقبل كل ذلك، التأمل فى الأفكار التى يقدمها لنا صناع العمل، ومدى علاقتها بنا، وهل هى أفكار حقيقية أمْ وهمية، مؤثرة على واقعنا، أمْ تنتهى بلا تأثير، فى هذا الإطار وجدت العديد من الأعمال التى تناقش قضية الشقاق الزوجى والاجتماعى فى مصر الآن، لكن، كان الصوت الأعلى هنا للحوار وليس لنمو الفكرة واتساقها مع قضايا أخرى مؤثرة فى العلاقات الإنسانية بين العائلات الكبيرة والصغيرة فى مجتمعنا

ومن هنا كان الاختيار للأعمال الأكثر تأثيرًا على المجموع وليس على فرد واحد من الأسرة، والأكثر تعبيرًا عن السياق العام، وليس الخاص، إضافة إلى أهمية الطرح، فنيًا وفكريًا، من هنا توقفت عند أربعة أعمال درامية لأعطيها صوتى، هى (ولاد ناس، لعبة نيوتن، الطاووس، ونجيب زاهى زركش). وعمل مختلف خامس، يوضع فى سياق وحده هو (الاختيار 2).

 كلنا هذا الإنسان 

فى مسلسل (ولاد ناس) للكاتب والمخرج «هانى كمال»، تكشف حادثة أوتوبيس مَدرسة خاصة عن كل المواجع التى لا يتصورها أحد، بمن فيهم أولياء أمور التلاميذ أنفسهم، ومنذ الحلقة الأولى التى انقلب الباص فى نهايتها وحتى الحلقات الأخيرة ونحن أمام تحليل، وتشريح بارع لهوية البنات والأولاد الذين نُقلوا للمستشفيات، من خلال حركة آبائهم وأمهاتهم وهوياتهم الاجتماعية، ومدى التباعد الاجتماعى الذى وضع الآباء فى مواجهة أبناء، بالاسم غالبًا، كما وضع الأمهات فى مواجهة زواج فاشل أو متعثر، ووضع الجميع فى مواجهة أنفسهم وسؤال يطاردهم فى كل لحظة عن الفشل فى محبة الأبناء وليس تربيتهم فقط. وفى «لعبة نيوتن» قصة وإخراج «تامر محسن» وكتابة فريق عمل بقيادة «مها الوزير» تفاجئنا العلاقة بين «هنا» و«حازم»، زوج مسيطر وزوجة تقرر التحرّر منه فى أول فرصة رُغم الحب بينهما، لكن الغربة، والحلم الأمريكى بطفل يحمل الجنسية الأعظم يبعدان بينهما، وتتحول علاقتهما، عبر الموبايل إلى شقاق، وتستند الزوجة على آخرين فى بلد المهجر؛ ليتلقفها «مؤنس» رجل الأعمال الإسلامى، ويتزوجها لتحصل على ابنها من القانون الأمريكى، وعند العودة به إلى مصر، تصبح المشكلات أكثر لدى الجميع، أمّا فى مسلسل (الطاووس) تأليف «كريم الدليل» وإشراف  «محمد ناير» وإخراج «رؤوف عبدالعزيز» فنحن أمام عنف القوة الاجتماعية تجاه الطبقات الأقل، وحيث يقرر مجموعة شباب التعدى على فتاة تعمل ضمن العاملين فى خدمة ضيوف حفل زفاف بهوات أقيم بالساحل الشمالى، وبسرعة يحيطون بها، ويتم تخديرها واغتصابها فى غرفة داخلية بالقصر، لتبدأ مأساة «أمنية» الشخصية، ثم فضيحتها الكبرى من ڤيديو صوّره أحد أفراد الشلة لها وسرّبه إلى المواقع الإلكترونية، ولتجد الفتاة المكافحة نفسها فى موقع مَن يتاجر بنفسه، والكل فى الحارة التى تسكن بها يهتك سمعتها، وتتوالى ردود الأفعال التى يواجهها معها محامٍ قوى أدرك ورطتها، أمّا فى (نجيب زاهى زركش) للكاتب «عبدالرحيم كمال» والمخرج «شادى الفخرانى»؛ فإن بعض الأغنياء  ذوى  النسب العريق يحاولون الإمساك بالزمن الحالى رُغم الوقت الضائع، وهو ما يفعله العم «نجيب» مع شباب هذه الأيام؛ خصوصًا بعد معرفته بأن له ابنًا لا يعرفه ممن تزوجها لليلة واحدة قبل موتها، محاولة التغيير هنا تفتح أمامنا عوالم أخرى فى التعامل مع الحياة.

 مسلسل اليوم، وغدًا

أخيرًا، يأتى (الاختيار 2) ليكون عملا نفخر به ونتعجب أيضًا، فهو عن ماضٍ أقرب للحاضر، وحاضر لم ينتهِ بعد، طالما ظهر عدد من الإرهابيين فى ربوع مصر هنا وهناك، إنه عمل توثيقى، ولكنه درامى مشوّق فى نفس اللحظة التى تم فيها دمج العمليات الحقيقية بحركة الأبطال من قوات الشرطة للدفاع عنّا، وما قدمه الكاتب «هانى سرحان»، والمخرج «بيتر ميمى» وفريق عمل جبار يمكن فكّه فى عشرة مسلسلات، وأهمية هذا تأتى من كون (الاختيار2) يدشن هنا نوعية جديدة على الدراما المصرية، المأخوذة من الواقع بحذافيره، والقادرة على استعادة الذاكرة لملايين المشاهدين، وإضافة المزيد من المعلومات والأساليب التى تم بها التعامل مع الخارجين عن القانون، ثم التأكيد على بطولات أبناء الوطن الشرفاء

أفضل مسلسل

الاختيار 2

أفضل ممثل

كريم عبدالعزيز. محمد فراج. صبرى فواز

أفضل ممثلة

منى زكى. سهر الصايغ

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

15.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. علا الشافعى ..

من أجل دراما «احترافية»

هناك الكثير من التساؤلات التى تستحق أن نطرحها بعد انتهاء الموسم الدرامى الرمضانى 2021، بعضها حول أفضل الأعمال التى توقفنا عندها ولفتت الانتباه، وبعضها الآخر عن العناصر الفنية المميزة، والفنانين من مختلف الأجيال الذين قدموا أداءً مميزًا بعيدًا عن مدرسة الصراخ، والمبالغات الجسدية و«التبريق» أو أصحاب الأداء الواحد.

تحفل صناعة الدراما المصرية بالعديد من الفنيين المهمين والمحترفين فى جميع الأفرع الفنية؛ حيث إنهم يستحقون التحية مثلهم مثل النجوم والفنانين المشاركين الذين يقفون أمام الكاميرا، وإذا كنا نؤكد دومًا على أن المخرج هو رب العمل وقائده فهناك أسماء تستحق التوقف عندها قدموا تجارب فنية لافتة ومتماسكة بذلوا فيها جهدًا حقيقيًا، وأداروا الممثلين بشكل احترافى؛ حيث ظهر معظمهم فى أفضل حالاتهم الفنية وهم «تامر محسن»، (لعبة نيوتن)، و«كريم الشناوى»، (خلى بالك من زيزى)، و«محمد سلامة»، (موسى)، و«حسام على»، (القاهرة كابول)، و«بيتر ميمى»، (الاختيار2)، و«شادى الفخرانى»، (نجيب زاهى زركش).

هناك أيضًا مديرو تصوير موهوبون، ومنهم «محمد مختار»، (موسى)، و«حسين عسر»، (الاختيار 2 رجال الظل)، و«أحمد جبر»، (خلى بالك من زيزى)، و«أحمد فهيم»، (بين السما والأرض)، و«محمود يوسف»، (لعبة نيوتن).

وبالطبع لا نستطيع أن نغفل «المونتيرين» لهذه الأعمال أيضًا الذين بذلوا مجهودًا ضخمًا لتخرج تلك المسلسلات بشكل مميز، وصناع الموسيقى التصويرية.

وشهد موسم 2021 الدرامى تنافسًا ما يقترب من 26 عملاً دراميًا، ورغم أن سقف الطموح والتوقعات للموسم كانت كبيرة نظرًا لوجود العديد من الظواهر الإيجابية أهمها فكرة البطولات الثنائية، والجماعية وعودة نجوم كبار وتقديم أعمال تدور أحداثها فى 15 حلقة؛ فإن الأعمال المتميزة كانت قليلة -(الاختيار2) خارج التصنيف؛ خصوصًا أن له تركيبة مختلفة.

قلة الأعمال المتميزة تجعلنا نتساءل حول صناعة الدراما وشكلها فى السنوات المقبلة؛ خصوصًا فى ظل المنافسة الشرسة المنتظرة، ووجود المنصات بكثافة. كل هذه الأمور يجب أن تجعلنا نعيد النظر فى شكل الموسم الرمضانى وفكرة الـ30 حلقة الحاكمة للسوق الدرامية التى تعد فكرة إعلانية اقتصادية أكثر منها فكرة فنية، ومن المهم أيضًا إعادة الاعتبار للنص الدرامى وأن يكون هو أساس العملية الإنتاجية وليس النجم، بمعنى أن يكتب النص كاملاً ومن بعده اختيار باقى العناصر الفنية؛ لأن ذلك سينعكس بشكل أو بآخر على كل الميزانيات التى يسهل ضبطها وإحكامها بعيدًا عن الهدر الذى يحدث نظرًا لعدم اكتمال النص، وأن هناك حلقات تكتب على الهواء وفى أثناء التصوير.

ولا يعيب أى نص درامى أن تكون مساحته أو تركيبته وطبيعة موضوعة خمس عشرة حلقة أو حتى عشرين أو عشر حلقات مثلما نشاهد حاليًا على الكثير من المنصات وأيضًا حسبما يقول تاريخ الدراما المصرية منذ البدايات، وعلى المعلنين أن يستوعبوا هذا التطور، وليس ذلك فقط، بل من الضرورى إعادة النظر فى الطريقة التى يتم بها عرض الإعلانات داخل المسلسلات، وهو الأمر الذى بح صوت الكثيرين من صناع الدراما والمتابعين والنقاد لأنه لا يحدث فى أى مكان فى العالم، بل المسألة يجب إعادة تنظيمها على شكل فواصل مكثفة قبل العمل على الأقل أو بعد ربع ساعة من بداية الحلقة وليس بين كل مشهد والآخر.

وفى النهاية يستحق صناع مسلسلَىْ (خلى بالك من زيزى)، (ولعبة نيوتن) التحية لتقديمه عملين مختلفين على مستوى السرد الدرامى وتركيبات الشخصيات والموضوعات التى ناقشها العملان بحرفية وبعيدًا عن الصخب والاستعراض.

أفضل مسلسل

لعبة نيوتن خلى بالك من زيزى

أفضل ممثل

محمد فراج محمد ممدوح

أفضل ممثلة

منى زكى حنان مطاوع

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

15.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. رامى عبد الرازق..

عوالم «نيوتن» ونبرة «منى زكى» وعينا «فراج»

سواء كان موسمًا ضعيف المستوى أو متوسطًا على أفضل تقدير – مثل المواسم الأخيرة السابقة فى ظل الاحتكار الحادث لسوق الدراما التليفزيونية- إلا أن شرائح كثيرة من المتفرجين سوف تظل تذكره بالموسم الذى عرض فيه مسلسل «لعبة نيوتن» من تأليف وإخراج «تامر محسن» وسيناريو لورشة عمل أشرفت عليها «مها الوزير» فى إعلان قوى عن ميلاد كاتبة سيناريو جديدة فى ظل ظروف عقيمة، ضاغطة، ومعطلة لأى موهبة جديدة يمكن أن تشق طريقها نحو ساحة العرض إلا بشق الأنفس.

يكمل «لعبة نيوتن» المشروع الذى بدأه محسن منذ قدَّم مسلسله الأول «بدون ذكر أسماء» من تأليف الكاتب الراحل الكبير «وحيد حامد»، اختار «حامد»، «محسن» لمسلسله كدم جديد كانت صناعة الدراما تحتاجه فى ذلك الوقت، وأكمل «محسن» ما بدأه مع الكاتب الراحل فى عام 2018 بمسلسل «هذا المساء» من تأليفه وكتابة ورشة سيناريو مميزة، ثم نتيجة لظروف الإنتاج الكئيبة فى بلد كان  له السبق فى الإنتاج الدرامى العربى تأخر مسلسل تامر الجديد لعامين حتى ظهر «لعبة نيوتن». 

يبدو «تامر محسن» مولعًا بفكرة صدام العوالم، ودخول أشخاص من بيئة ومساحة زمنية ونفسية معينة إلى بيئات ومساحات زمنية وإشكاليات نفسية مختلفة تمامًا عن طبيعتها -أو ما تظنه أنه طبيعتها-، لقد استوعب جيدًا ما قدمه مع وحيد حامد فى «بدون ذكر أسماء» ووجد فيه مساحة أثيرة لمشروع صدام العوالم الذى أعاد تقديمه فى هذا المساء بمختلف تجلياته الطبقية ثم فى «نيوتن» فى سياق من التداخل العنيف والقوى على المستوى النفسى والإنسانى والشعوري.

يمكن القول أن «لعبة نيوتن» هو أفضل مسلسلات الموسم الرمضانى 2021 ليس فقط لأن الموسم لولاه كان سيفتقد للكثير من حالات المتابعة والجدل واستفزاز ذائقة وذوق وأفكار شرائح كثيرة من الجمهور، لكن لأنه أيضًا يعتبر خطوة جديدة لمخرج لديه مشروعه الذى يتابع الحركة فيه إلى الأمام وسط أجواء هى موجودة بالأساس لكى تقتل أى مشروع جاد وتحول دون أن يكون هناك أى تميز أسلوبى يلفت النظر.

ورغم أنه ليس بالضرورة أن يتم اختيار أفضل ممثل وممثلة من نفس العمل المرشح كأفضل مسلسل؛ ولكن من الطبيعى أن جزءًا من قوة أى مسلسل هو نضج وتكامل عناصره الفنية وبالتالى يأتى كل من «محمد فراج» و«منى زكي» كترشيح مستحق لأفضل ممثل وممثلة لهذا الموسم وذلك لعدة أسباب أولها بالطبع ظهور التوجيه الجيد والمسيطر على كل أدوات كل منهما من قبل مخرج العمل وهو العنصر الذى يجب أن ينسب له دائمًا نصف الفضل فيما يقدمه الممثل من حالة أدائية وثانيها لأن كليهما استطاع أن يخلق روحًا حقيقية للشخصيات الممثلة بصورة شديدة الوعى والذكاء والبساطة، دون افتعال أو مبالغة ولكن بتدرج شعورى ونفسى شديد الاتساق مع فكرة العمل القائمة على صدام العوالم كما سبق وأشرنا، وبطبيعة أداء جسدى متوازنة لشخصيات تتمزق ما بين أهدافها القريبة وتاريخها المشوش وعقدها النفسية المسيطرة على حاضرها والتى تحاول إخفاءها طول الوقت، قدمت «منى زكي» تحديدًا أداء صوتيًا يعكس تاريخ الشخصية بالكامل من الداخل، ليس فقط فى مشاهد المواجهات العنيفة أو الانهيار الكامل ولكن حتى على مستوى المشاهد ذات الإيقاع الانفعالى الهادئ، لقد حافظت على نبرة صوت صعبة أدائيا من أجل أن يظل داخل الشخصية ظاهرًا فى كل كلمة تنطقها، أما «محمد فراج» فقد تمكن من أن يستدعى كل دواخل الشخصية المعقدة التى يقدمها لتفوح نظرات عينيه بكل ما يحمله من تاريخ نفسى مركب وحاضر شعورى متخبط وغير مفهوم حتى بالنسبة للشخصية نفسها، ورغم اختباء نصف ملامحه أسفل لحية الشيخ «مؤنس»؛ فإن عينيه استطاعتا أن تكفلا لوجهه قوة التعبير المطلوبة وسردية الأزمة الخاصة به منذ أن دمرته علاقة أبيه بأمه فى سنواته التكوين الأولى.   

أفضل مسلسل 

لعبة نيوتن

أفضل ممثل

محمد فراج

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

15.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. ناهد صلاح..

دراما تفيض بالتمثيل

المنجز العام الذى انتهت إليه الدراما الرمضانية فى هذا العام، هو فن التمثيل؛ قويًا فى كل المسلسلات على تباينها، بصرف النظر عن النص المكتوب أو تكنيك الإخراج واستخدامه للعناصر الفنية الأخرى، فالنتاج التمثيلى إن خضع لقراءة نقدية دقيقة، سوف تتبين معالم تميُّزه فى ابتكار أشكال متنوعة للتعبير عن الحدث، وذلك كله بفضل ممثلين أعدَّوا أنفسهم وأطلقوا العنان لذاتهم، كل ممثل كان له أسلوبه الخاص فى التدفق والاستمرار وتطوير الشخصية التى يجسدها، وبالتالى ربح الجمهور متعة المشاهدة والاندماج فى العوالم الخاصة للشخصيات.

أتاح الموسم الرمضانى فرصة التواصل مجددًا مع أسماء كبيرة، بارعة، كذلك التعرف إلى ممثلين جدد، قدموا أداءً باهرًا بحماسة، الطرفان مدهشان ببساطتهما، كان هذا تحديًا كبيرًا فى دورى النقاد لاختيار اسم واحد ليكون هو الأفضل كل أسبوع، يزيد التحدى فى نهائى الدورى مع ممثلين أتقنوا اللعبة، لكنى أعطى صوتى فى هذه المرة الحاسمة للاعب انضم إلى السباق فى ربعه الأخير، جعل التمثيل كتابًا مفتوحًا على الحالة الوجدانية: الاسترخاء، التركيز، المونولوج الداخلى المتخيل الذى ينسحب خارج الشاشة، إنه «ماجد الكدوانى، اللواء مراد» رئيس قطاع الأمن الوطنى فى (الاختيار 2).

ليس ضروريًا  أن يكون بطلًا فرديًا أو أن يكون مساحة دوره من «الجلدة للجلدة»، لكى يثبت الممثل حضوره، هذا ما فعله «ماجد الكدوانى» على قدر خبرته وبالقدر التى تركت فيه السنوات أثرًا على ملامحه ومنحته أيضًا مقدارًا كبيرًا من النضج الإنسانى، يكفيه للوصول إلى المعنى الحقيقى لدوره كممثل، فإنه بذلك يؤكد حضوره المختلف عن تميزه فى أدواره الكوميدية، جاعلاً من ملامحه وأدائه تمرينًا على بلورة فن التمثيل.

الكوميديا وإن كانت صبغت أدواره فى أعمال مثل: (حرامية فى كى جى تو، الرجل الأبيض المتوسط، حرامية فى تايلاند، عسكر فى المعسكر)، حتى فى بطولته المطلقة الأولى فى (جاى فى السريع)، لم تكن شرطًا فى أجندته التى احتوت أعمالًا مثل: (عفاريت الأسفلت، جنة الشياطين، كباريه، الفرح، ديكور، الأصليين، طلق صناعى)، فقد أتقن كيفية تحويل أدائه إلى مساحة أجمل دون الوقوف عند التصنيف، مساحة ترتكز على إلغاء الحد الفاصل بين الممثل والشخصية.

الممثل هنا فى (الاختيار 2) يفهم طبيعة الشخصية، أداؤه مدهش، قدرته على التعبير عن الانفعالات مشوقة،  وهو أمر مثير للمتعة البصرية، صحيح أن حضوره بعد «رياض الخولى»، ممثل آخر له مساحته وثقله، كان تحديًا كبيرًا، لكنه لاقاه بمهارة وعدم مغالاة، انفعالاته داخلية لا تظهر بشكل واضح، كذلك ملامحه الواثقة، أسلوبه فى زم شفتيه، ثبات عينيه ونظرته الحادة خلف النظارة، حتى طريقة تصفيف شعره، كل هذا يشير إلى أن شخصية «اللواء مراد» تضعه فى مفترق طرق، وفى الوقت نفسه تؤكد حدسه الفنى الذى اكتسبه بعد خبرته العميقة، بدا ذلك واضحًا  منذ مشهد دخوله الأول، مشاهد استجوابه للمتهمين، مناقشاته مع فريقه، إلى مشهد الرثاء بعد مذبحة الواحات، فيه أجهش بالبكاء الداخلى ولم تنفرط منه دمعة، هذه هى روح الممثل المفعمة بالحكاية، المحتشدة بالإمكانيات التى تنتظر لحظة التوهج.

من هنا أستقر على «منى زكى» فى (لعبة نيوتن)، مسلسل محتشد بالأفكار والتفاصيل، وممثلة مراوغة، وجهها الهادئ مخادع؛ يشعرك بالارتباك، ثم ببعض التأمل تكتشف مشكلة كبيرة لا يفصح عنها الوجه، يمكن أن ترى فى عينيها سؤالًا محيرًا، يعكس فى أحيان أخرى إحساسًا بالمرارة من عدم التحقق، الشخصية مزعزعة، غير آمنة، خائفة طول الوقت، والحرفية التمثيلية واضحة، الانغماس فى الشخصية، شكلًا وتفكيرًا وسلوكًا، يمنح الصورة الدرامية صدقًا مطلوبًا.

بينما يظل (الاختيار 2) هو المسلسل الأكثر تماسكًا، مشغول بحرفية متينة الصنعة توثِّق لحظات حية، إذ إن الجماليات مختلفة، من تقنية السرد السريع والتقطيع الأسرع والمضمون الحيوى الذى ينبش ما كان مخفيًا ومعلنًا.

أفضل مسلسل

الاختيار2

أفضل ممثل

ماجد الكدوانى

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

15.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد .. رامى المتولى..

نهاية السباق

موسم رمضان 2021 يعد واحدًا من أكثر المواسم تنافسية خلال السنوات العشر الماضية، وهم عمر الطفرة التى شهدتها صناعة الدراما التليفزيونية فى مصر، فإلى جانب التنوع الذى كان واحدًا من السمات الرئيسية فى مسلسلات الموسم، والتطور التقنى فى الكثير من العناصر، وانتشار مسلسلات الـ 15 حلقة، لكن هناك منافسة شديدة بين الأعمال فى كل العناصر، هذا إلى جانب استمرار نجاح عدد كبير من النجوم الشباب وظهور العديد من الوجوه الصاعدة، بالشكل الذى ينبئ بتطور أكبر قادم.

الموسم نفسه ضم العديد من المفاجآت فالمسلسلات التى بدأت الموسم بمؤشرات تفوق واضحة مثل (موسى) و(لعبة نيوتن) سقطوا فى فخاخ النمطية والمط وزيادة ردود الأفعال على الأحداث وتكرارها، الأخير تحديدًا ضاعف من جرعة التصرفات اللا منطقية وفتح مساحة للمبالغة فى إظهار الانفعالات، بالإضافة إلى غياب الحدث، والاعتماد بشكل رئيسى على الحوار بين الشخصيات وصراعاتهم بشكل يغذى فقط السوشيال ميديا لا الدراما وبلا أى حرفة فنية فقط لضمان استمرار تصدر المسلسل للتريند.

وهو نفس ما حدث مع مسلسل (موسى) الذى قدم مشهدًا يتضمن إهانة مباشرة للنجم «إسماعيل يس» وعادوا بمشهد آخر لنفى تعمد إهانته، ثم الاعتماد على خلافات شخصية بين «سمية الخشّاب» و«أحمد سعد» للترويج لمشهد زفاف شخصيات «محمد رمضان» و«سمية الخشاب» فى المسلسل، وتراشق بعد عرض المشهد بين «سمية» و«سعد» عبر السوشيال ميديا، بالشكل الذى ينبئ بظاهرة سلبية سقط فى دوامتها مخرج بحرفية ومهنية «تامر محسن» وموهبة «محمد سلامة» التى ظهرت فى الحلقات العشر الأولى من المسلسل بشكل واضح وتوارت خلف ما اعتاد «محمد رمضان» تقديمة وبتكرار مخل فى أعمال سابقة وبنفس الطريقة فى الحلقات التى تلت وصول «موسى» إلى الجيزة.

بالطبع كانت هناك أعمال وضح ضعف مستواها الفنى بعد عرض حلقات قليلة، وآخر لم يتطلب أكثر من حلقتين لاكتشاف كم الاقتباس الفج كما الحال مع (كوفيد 25)، والذى وصل لإعادة تصوير مشاهد بنفس الطريقة فى الأصل الأمريكى ومن أفلام شهيرة، بالإضافة إلى الادعاء بأصلية القصة ونسبتها لبطل العمل «يوسف الشريف» وأصلية السيناريو والحوار ونسبتهم لزوجة البطل «إنجى علاء»، وأى متابع غير متخصص لإنتاجات هوليوود من الفئة A يمكن بمنتهى السهولة أن يتعرف على التقليد الرخيص لهذه الأفلام فى المسلسل المصاب بالترهل والمط على الرغم من كونه 15 حلقة فقط، ومثل هذه الأمثلة الكثير مما يترك عددًا قليلاً فقط الذى استطاع أن يثبت أحقيته بالوصول لنقطة النهاية منتصرًا، لأنه راعى جودة العناصر وأخلص صناعه فى إبداعه.

أفضل مسلسل: خلى بالك من زيزى

رغم البداية الهادئة، والمساحات التى أفردها صناع المسلسل للتعرف على الشخصيات بهدوء، والصدمة التى تلت التعاطى مع شخصية «زيزى، أمينة خليل» بعصبيتها ومبالغتها فى الانفعال، ربما تسببت فى التوجس والتعامل مع المسلسل بحذر فى البداية، لكن مع تصاعد وتيرة الأحداث بسرعة وتطور الشخصيات وتفاعلها، مع الجودة فى رسم هذه الشخصيات وبالتالى أدائها على الشاشة بشكل أكثر من جيد، بالإضافة إلى مناقشة قضايا مجتمعية بالشكل الذى يثيرها ويضعها فى حوار مجتمعى تمهيدًا لتغيير النظرة لها، يجعله المسلسل الأكثر تكاملاً والأكثر حفاظًا على مستواه.

أفضل ممثل: كريم عبد العزيز

ربما يرجع البعض ردود الفعل الإيجابية عن أداء «كريم عبدالعزيز» لشخصية ضابط الأمن الوطنى «زكريا يونس» فى مسلسل (الاختيار 2: رجال الظل) لطبيعة المسلسل نفسه، وكونه يتعرض لأحداث مؤثرة عانى منها معظم المصريين، ولكن العكس هو الحقيقة، فإتقان «كريم» لدوره وإظهار تفاصيل الشخصية وبعدها الإنسانى الإيجابى إلى جانب تفوقها فى العمل، جعل من «كريم» تحديدًا أحد أهم العناصر فى نجاح المسلسل بعد الإخراج والسيناريو.

أفضل ممثلة: نيرمين الفقى

شاركت «نرمين الفقى» فى مسلسلين خلال الموسم هما: (ضل راجل) و(النمر) ورغم عدم تصدر أى من المسلسلين الاستفتاءات الفنية المتخصصة، وذلك لطبيعتهما، الأول لميلودراميته الشديدة والسيناريو الخاص به متوسط الجودة، والثانى الذى يُعد أفضل فنيًا، لكن كونه مسلسل حركة خفيف لا يؤهله للمنافسة مع مسلسلات تعلى الصبغة الفنية، لكن أداء «نيرمين الفقى» وحفاظها على الانفعالات والتباين بين شخصيتى «هدى» من (ضل راجل) و«شمس» من (النمر) يجعلها الأفضل أدائيًا من أخريات بالغن فى الأداء ليتحولن إلى تريند على السوشيال ميديا أو يغطى الأداء على ضعف رسم الشخصية والسيناريو.

أفضل مسلسل

خلى بالك من زيزى

أفضل ممثل

كريم عبدالعزيز

أفضل ممثلة

نيرمين الفقى  

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

15.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. عبد الله غلوش..

من يستحق لقب «نمبر 1»

فى البداية اسمحولى أن أستخدم العامية المصرية فى كتابة هذا المقال.. ليس لشىء سوى أن الموضوع زاد عن حده وأصبح مستفزًا لدرجة كبيرة، وتقريبًا كل نجوم مسلسلات رمضان شايفين إنهم رقم «1» وكلها أيام وكل فنان سيشحن جمهوره للتصويت فى استفتاءات معظمها مضروبة ومُعدة سلفًا والفائز بها هو من وعد القائمين عليها فى حضور حفل التكريم لا أكثر ولا أقل.

ويبقى السؤال الذى يشغل بال الجميع: ما هو المسلسل الأعلى مشاهدة؟ .. وهل مواقع التواصل الاجتماعى كافية للحكم على نجاح أو فشل مسلسل بعينه؟.. الحقيقة أن مواقع التواصل مؤثرة وأصبحت من الوسائل المهمة لقياس الرأى العام، لكنها فى رأيى حتى الآن هى معيار غير دقيق، لأنها لا تخبرنا سكان حوارى كرداسة ومسطرد بيتفرجوا على إيه؟ ولا الناس فى عزبة الصليبة بيشوفوا مين؟ ولا البنات فى حلايب إيه هى قصة الحب التى استحوذت على اهتمامهم فى دراما هذا العام؟ ولهذا السبب أعيد ما ذكرته قبل رمضان وما أقوله كل عام تقريبًا.. مفيش حاجة اسمها مسلسل مجاش أو محدش شافه، مفيش مسلسل مالوش جمهوره، مفيش مسلسل إلا ما يكون له فئة أو شريحة عمرية أو ثقافية أو اجتماعية عاجبهم.

ثقافة الناس فى المشاهدة مختلفة وغالبًا لا تخضع لجودة العمل.. فى اللى بيجيب قناة ومش بيحول من عليها.. وفى اللى مشترك فى أبليكاشن ومش بيتفرج غير على المسلسلات اللى بيعرضها..وفى اللى مبيحبش يتفرج غير على المسلسلات الكوميدية فقط.. وفى اللى بيثق فى رأى حد ينصحه بـ مسلسل أو اتنين بالكتير يتابعها وخلاص.. وفى اللى يحب يصطاد له مسلسل مليان غلطات عشان يقعد يسف عليه.. وفى اللى بيحب نجم معين فمقرر من البداية أنه مش هايتفرج غير عليه حتى لو مسلسله دون المستوى.

متحكمش على المسلسل بدماغك وبثقافتك وبوجهة نظرك أنت فقط .. لأن المسلسل اللى شايفه مباشر فى غيرك مش هايفهمه غير كده .. واللى شايفه بيدعو للبلطجة فى غيرك شايفه واقعى.. واللى شايفه بيناقش مرض مهم، فى قرى كتير فى مصر النوع ده من الأمراض بالنسبة لهم رفاهية وميصحش أصلا نعتبره مرض.. واللى شايف أن المخرج منجم فيه زوجته على حساب باقى الأبطال، فى غيرك ميعرفش أساسًا مين متجوز مين ولا يعرف أسماء المخرجين ولا بيشغل نفسه بالتفاصيل دى أصلًا.

أكيد فى مسلسلات مستواها أفضل من مسلسلات وأكيد فى مسلسلات متشافة أكتر من مسلسلات وأكيد فى ديفوهات أو أخطاء فى مسلسلات كتير وتحديدًا فى السيناريوهات لكنى أرى أن الموسم الحالى أفضل من المواسم السابقة بمراحل، وإن أهم ميزة فى مسلسلات رمضان الحالى هى التنوع عشان ترضى رغبات أكبر قدر من الناس وكل واحد يلاقى اهتماماته فى مسلسل أو اتنين منهم على الأقل.

بوجه عام شايف أنه مفيش فوارق كبيرة بين المسلسلات وبعضها اللهم إلا 3 أو 4 مسلسلات بالكتير، وإن فى مسلسلات كتير لما يتعاد عرضها هاتنجح أكتر بعيد عن زحمة رمضان، ومتنسوش إنه أصبح عندنا حالة تشبع درامى نوعًا ما بحكم أن طول السنة بنشوف مسلسلات جديدة سواء على التليفزيون أو على المنصات الإلكترونية المختلفة.

الخلاصة أنه طول ما هو مفيش وحدة استطلاع رأى وجهاز قياس نسب مشاهدة معتمد من الدولة، هانفضل كل سنة نسمع كلمة المسلسل الفلانى مجاش أو النجم العلانى محدش سمع عنه، ونشوف كم استطلاعات واستفتاءات وسكرينات شوتس مضروبة على بروفايلات النجوم، كل واحد فيهم بيدّعى فيها إنه رقم «١» والأكثر مشاهدة.

أفضل مسلسل

الاختيار 2

أفضل ممثل

كريم عبدالعزيز 

أفضل ممثلة

منى زكى  

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

15.05.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004