ملفات خاصة

 

لاحق

>>

05

04

03

02

01

<<

سابق

 
دراما رمضان التلفزيونية لعام 2021

12th APR - 12th MAY 2021

 
دوري النقاد

إشراف رئيس قسم الفن بمجلة روز اليوسف: شيماء سليم

 

عصام زكريا - مجدى الطيب - ماجدة موريس- علا الشافعي- رامي عبد الرازق- ناهد صلاح- رامي المتولي- عبد الله غلوش

 
 
 
 
 
 
 
 

دورى النقاد .. عصام زكريا :

بطاقات دعوة جذابة وبطاقات منتهية الصلاحية فى الحلقات الأولى

تشبه الحلقة الأولى من أى مسلسل بطاقة الدعوة إلى المناسبات المهمة.

تتضمن الدعوة طبيعة الحدث، عيد ميلاد، أمْ حفل زفاف، أمْ تأبين، أمْ فعالية عمل، أمْ مجرد دعوة على العَشاء لقضاء وقت لطيف!

طبيعة الحدث هى الفكرة والقصة والمضمون العام للمسلسل. تتضمن الدعوة أيضًا معلومات عن المناسبة: المكان الذى تقام فيه، أسماء الداعين والرعاة، وبناءً على هذه المعلومات يمكن أن تعرف مدى أهمية المناسبة وحجمها وهل تستحق أن تقوم بشراء رابطة عُنُق جديدة لها، أمْ تكتفى بالذهاب بقميص وبنطلون.

هذه المعلومات تمثل عناصر الجذب التى يعدك بها صناع المسلسل وما يطلبونه منك فى المقابل: هل تحتاج إلى تركيز ومتابعة جيدة، أمْ تكتفى بالمرور عليه بشكل عابر، أم تبحث عن شىء آخر أهم.

طبعًا بطاقة الدعوة ليس لها أهمية فى حد ذاتها، فقد تكون الدعوة جميلة والحدث ممل، وقد تكون الدعوة بسيطة والحدث جَلل، ولن تكتشف ذلك إلا بعد أن تذهب بنفسك، أو تشاهد على الأقل بعض الحلقات.

ومن خلال الحلقات الأولى للمسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان الحالى يمكن أن أقول إن أهم المسلسلات السياسية هو (الاختيار2)، وأهمها اجتماعيّا (لعبة نيوتن)، وأظرفها فنيّا (خلى بالك من زيزى) وأكثرها شعبية (موسى) وأكثرها إثارة للخلافات والجدل (نسل الأغراب).

(الاختيار) مع (القاهرة كابول) و(هجمة مرتدة) يحملون مغامرة الحديث عن تاريخ قريب لم تتبين كل تفاصيله بعد، ولكن من المهم أن يناقش على الشاشة وفى وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، فمن شأن ذلك تشجيع الناس على التساؤل والبحث؛ خصوصًا فى ظل غياب الوعى الذى يعانى منه الكثيرون.

(لعبة نيوتن) فكرته تبدو جديدة وكذلك عالمه، ورُغم أن الحلقة الأولى لا تخلو من مبالغات تمثيلية وإخراجية مضحكة؛ فإنه يعد بموضوع وشخصية جديدة.

(خلى بالك من زيزى) و«نجيب زاهى شركس» يحلان محل الأعمال الكوميدية الكثيرة التى كانت تملأ الفضائيات فى الأعوام السابقة وللأسف أساء صناعها للكوميديا وتسببوا فى عزوف الناس عنها.

محمد رمضان مع السيناريست ناصر عبدالرحمن فى (موسى) ربما ينجح فى الحفاظ على شعبيته بعد الكوارث التى يرتكبها على السوشيال ميديا، فهو فى النهاية ممثل جيد محبوب له كثير من المعجبين.

أمّا (نسل الأغراب) فمغرى بالمشاهدة بسبب طبيعة موضوعه الذى يصل بالصراع العائلى والأخوى إلى حدود ربما تكون غير مسبوقة فى الدراما المصرية، ولكنه مُغْرٍ أيضًا بالسخرية لأسباب كثيرة على رأسها المبالغة فى التمثيل والهيئة التى يظهر بها بطلا المسلسل أحمد السقا وأمير كرارة.

هناك أعمال قليلة أخرى تعد بأنها ستكون جديدة فى موضوعاتها أو طازجة فنيّا، مثل (هجمة مرتدة) و(نجيب زاهى شركس)، ومن ناحية ثانية هناك أعمال كثيرة تشى منذ حلقتها الأولى بأنها تقليدية، تعيد استنساخ ما سبق أن قام صناعها بتقديمه مثل (لحم غزال)، (حرب أهلية)، (وكل ما نفترق)، و(اللى ملوش كبير)، و«ضل راجل». وهناك أعمال لم يظهر لها ملامح واضحة بعد مثل (ملوك الجدعنة)، (الطاووس)، (قصر النيل)، و(بين السما والأرض)، ذلك أن فكرتها الأساسية لا تكفى من دون تطوير وتفاصيل غنية تغرى بمواصلة المشاهدة.

دون أن نضمن عدم الوقوع فى فخ الحكم المتسرع يمكن أن أشير لبعض العناصر التى أثارت انتباهى فى هذه الحلقات الأولى، وحتى إشعار، أو أسبوع، آخر.

أفضل مسلسل

«الاختيار2»

أفضل ممثل

يحى الفخرانى

أفضل ممثلة

أمينة خليل

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

18.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. مجدى الطيب:

مسلسلات رمضان تجاوزت مرحلة «جس النبض»!

فى السياسة، كما الرياضة، عرفنا مرحلة«جس النبض»، التى يتحسس فيها كل طرف نوايا، وقوة، الطرف الآخر، لكن مع الساعات الأولى لانطلاق شهر رمضان، بدا وكأن ثمة تجاوزا لتلك المرحلة؛ حيث احتدم السباق الدرامى، قبل ليلة من بداية الشهر الكريم، وراح كل طرف يحشد أسلحته منذ الحلقة الأولى.

فمنذ الإطلالة الأولى لمسلسل «لعبة نيوتن»، يُدهشك المخرج تامر محسن، بلغته البصرية الرائعة (مدير التصوير محمود يوسف)، والأداء السلس لمنى زكى، رغم تقليدية الفكرة، التى تتمحور حول زوج ينتهز فرصة حضور زوجته مؤتمرًا فى أمريكا، ليخططا لهروبها من الوفد المصرى، وإنجاب مولودهما فى أمريكا، ليحصل على الجنسية الأمريكية، بينما اللافت فى مسلسل «لحم غزال»، إخراج محمد أسامة، وبطولة غادة عبدالرازق، أن الكاتبين إياد إبراهيم وجيهان عبدالعظيم حشدا كل ما لديهما من أحداث، فى الحلقة الأولى، وكأنها الأخيرة، فيما جاء المسلسل تنويعة على «سلطانة المعز»، الذى قامت ببطولته غادة عبدالرازق، فى العام الماضى، لنفس المؤلف إياد إبراهيم، وتكريس شعور خفى بأن غادة عبدالرازق تسعى لخلافة عرش نجمة الجماهير نادية الجندي؛ ومُغرمة بتيمتها المعروفة (صعود امرأة من القاع إلى القمة، لتبدأ مسلسل الانتقام)!

وبينما توقع فصيل كبير أن يضع «موسى» نقطة النهاية لأسطورة محمد رمضان، ينتابك إحساس، منذ اللحظة التى يُطالعك فيها صوته، عبر الشاشة، قائلًا : «جذورى فى سابع أرض، وقلبى فى السما زى الطير.. اللى يشوفنى حجر أبقى صخر واللى يشوفنى زرزور أبقى صقر»، بأنه يُجدد عهده مع النجومية، والجماهيرية، وأنك أمام ملحمة كتبها ناصر عبدالرحمن، وأخرجها محمد سلامة، وتدور أحداثها عام 1942، فى إحدى قرى سوهاج، وستكون أقرب إلى «عصا موسى»، التى تبتلع مسلسلات المنافسين؛ فالتصوير (محمد مختار) لوحات فنية تشكيلية، واختيار البيئة، والخلفيات، أكثر من رائع، والأحداث تنطق بواقعية أخاذة، وهى مناسبة للإشارة إلى المسلسلات الجماهيرية، التى تحتفى بالبطل الشعبى، أو تصنعه؛ مثل «النمر»، بطولة محمد إمام، من تأليف محمد صلاح العزب، وإخراج شيرين عادل، و«ملوك الجدعنة»، الذى يجمع بين مصطفى شعبان وعمرو سعد، فكرة محمد سيد بشير، سيناريو وحوار عبير سليمان، وأمين جمال، من إنتاج صادق أنور صباح، وإخراج أحمد خالد موسى، ويُذكرك بشعبيات المخرج نادر جلال، فى «سلام يا صاحبى»، والمخرج سمير سيف فى «المشبوه»، وأيقونة رضوان الكاشف فى «ليه يا بنفسج». أما «نسل الأغراب»، فيمثل المحاولة اليائسة من جانب المخرج محمد سامى للتأكيد على أنه صاحب الفضل فى النجاح المدوى لمسلسل «البرنس»، وليس محمد رمضان، وفضلًا عن نجاحه فى الجمع بين أحمد السقا وأمير كرارة، يبدو أنه سيصنع من أحمد السقًا ممثلًا، لأول مرة، سواء من حيث الشكل أو الأداء، مع تفوقه الواضح فى توظيف عناصره الفنية. أما من يتابع مسلسل «الطاووس»، سيناريو وحوار كريم دليل، الذى أشرف على كتابته محمد ناير، تصوير وإخراج رءوف عبدالعزيز، وبطولة جمال سليمان وسهر الصايغ، فلا بد سيُدرك أنه مُعالجة درامية لواقعة الاغتصاب الجماعى،التى جرت عام 2014، فى فندق فيرمونت، لكنها معالجة ساذجة؛ حيث بدت المشاهد الأولى، لاغتصاب الفتاة «أمينة» (سهر الصايغ)، غاية فى الافتعال، والركاكة، والتلفيق، وكأنها لفتاة «شربت حاجة صفرا»، وهو الافتعال، الذى تحول، فى مسلسل «بين السما والأرض»، الذى أخرجه محمد العدل، وكتب له السيناريو والحوار إسلام حافظ، إلى غلظة، بادعائه التحذير من خطورة الإرهاب،كعقيدة تدميرية، وكمرض يدمر جسد الأمة، وبدلًا من البساطة غرق فى بحور الثرثرة والسفسطة، حول الحرية، وحق الاختيار، فى حين اتسم مسلسل «ولاد ناس»، تأليف وإخراج هانى كمال، بالمباشرة الفجة، وكأنه فيلم مقاولات، بينما عانى مسلسل «خلى بالك من زيزى»، تأليف مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوى، سوء اختيار طاقم التمثيل، خصوصًا أمينة خليل. ومسلسل «القاهرة: كابول»، تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج حسام على، بتناوله الشيق لظاهرة الإرهاب، وتمتعه بالكثير من الإثارة، ربما لجاذبية وكاريزما، أبطاله، أصدقاء طفولة حى السيدة زينب: «عادل» خالد الصاوى، الذى صار ضابطًا فى الأمن الوطنى، و«طارق» فتحى عبدالوهاب، الذى أصبح إعلاميًا، و«رمزى» طارق لطفى، الذى أصبح واحدًا من شيوخ الإرهاب، ورابعهم أحمد رزق، فى دور المخرج، وهى الجاذبية التى يُنتظر أن يُحققها مسلسل «هجمة مرتدة»، المأخوذ عن ملفات الاستخبارات المصرية، إخراج أحمد علاء، وبطولة أحمد عز وهند صبرى.

أفضل مسلسل

«لعبة نيوتن»

أفضل ممثل

محمد رمضان

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

18.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. ماجدة موريس:

صنعها المبدعون.. واستولى عليها المعلنون

ليست الدراما الجميلة فقط هى الفن الذى صنعه المبدعون فى مصر منذ زمن الإذاعة ثم التليفزيون، ولكنهم صنعوا أيضًا هؤلاء النجوم الذين نتباهى بهم، وننتظرهم، ونعطيهم فوق حقوقهم حتى يصبحوا إيقونات فى حياتنا، لكن هذا النظام أوشك على السقوط، أو سقط بالفعل بعد يومين فقط من بداية الموسم الدرامى السنوى الجديد مع بداية شهر رمضان، فقد تركنا أغلب النجوم وذهبوا إلى الإعلانات، وبذلك أصبح رجال الإعلان هم «نمبر وان» على شاشات مفترض انها فى سباق لعرض الدراما أولًا وثانيًا وثالثًا، وبالطبع فإن المشاهد هو الطرف الأضعف، فقد فرضت عليه مشاهدات لم يختارها، ومسلسلات إعلانية أكبر من احتماله، وتوارت ملامح الأعمال التى اختار أن يراها؛ لأن الأعمال التى أختيرت له أقوى، وأكثر انتشارًا،من الصعب نسيانها وهى تطارده فى كل قناة، وبين مشاهد كل مسلسل، طبعًا مع حالة من التغيير كل يوم، بإضافة نجوم وإعلانات، ومفاجأة عشاق المسلسلات بأن «المسألة» مش جد قوى كده، واللى مش حتشوفه فى الدراما حتلاقيه فى إعلان، بيمثل برضه، وبراحته»، فالإعلانات مفيهاش دموع ولا مواقف درامية صعبة» ومع ذلك كله؛ فقد استطعتُ أن أجرى بالريموت وراء بعض الأعمال التى رأيت فيها بداية تستحق جهد المتابعة ، ورغم أن الحلقة الأولى غالبًا لا تفتح أبواب العمل بقدر ما تجتهد فى جذب المشاهد ببعض الغموض؛ فإن بعض الأعمال لا تضيع الوقت فى البحث عن المشاهد وإنما يتجه صناعها إلى تقديم صلب القصة مباشرة وبحيث تجد نفسك أمام عمل واضح الهوية الفكرية، أمّا مسيرة السيناريو، والبناء الدرامى  للشخصيات، والمكان، وقدرة الحوار، فهذه أمور تتضح فى الحلقات المقبلة من المسلسل، توقفت أمام الحلقة الأولى لثلاثة أعمال، الأول هو مسلسل «ولاد ناس»، والثانى «الطاووس»، أمّا الثالث فهو «لعبة نيوتن» .

من حلم الستر، لحلم الهجرة

فى الحلقة الأولى لمسلسل «الطاووس» يلفت النظر مشهد وأداء رغم تكرار المضمون كثيرًا من قبل لقصة أسرة فقيرة فى حارة يجلس الأب المسن فيها «جميل برسوم» يقرأ القرآن ويدعو لابنته «سهر الصايغ» التى تعمل فى مطعم ووافقت على السفر يومين مع رئيستها لخدمة ضيوف حفل زفاف يقام فى الساحل الشمالى، وداع الابنة لأبيها قبل السفر يدخلك فى حالة شجن ومحبة للأسرة وحالتها التى تجبرالابنة على هذه المهمة من أجل مال تحتاج إليه بشدة، لكن تتطور الأحداث بسرعة فى نهاية الحلقة لتصل بنا إلى تعرُّض الابنة لاعتداءات عديدة من بعض ضيوف الحفل من الشباب الثرى الذين قرر أحدهم ان يحتال عليها ليقضى غرضه فى هذا الصخب، وليقدم المخرج «رؤوف عبدالعزيز» واحد من أهم مشاهد الدراما للشباب الثرى يحاصر الضحية، ويتغلب عليها، ليصبح هذا التحرش وما بعده هو الصدمة التى سنتابعها. أمّا فى الحلقة الأولى من مسلسل «ولاد ناس» للكاتب والمخرج هانى كمال فنجد أنفسنا أمام عالم يقترب من الواقع فيما يخص أبناء الأسر الذين يذهبون إلى المدارس الخاصة التى تسلك مديرتها هنا بمبدأ«اللى مش عاجبه زيادة المصاريف يودى ولاده مدرسة تانية» رافضة أى تعامل مع أولياء أمور يعيشون أزمات صعبة، وفى نفس الوقت تتهاوى رقابة المدرسة عن أساسيات تمس حياة التلاميذ ليفجر حادث وقوع للأوتوبيس الذى ينقلهم كل المسكوت عنه، أمّا فى مسلسل «لعبة نيوتن» للكاتب والمخرج تامر محسن فنحن أمام معضلة مبدئية لزوجين يقرران الهجرة إلى أمريكا من خلال وضع الزوجة مولودها هناك، وبينما تسافر هى بالفعل مع رحلة، يقع الزوج فى مشكلة تمنعه من اللحاق بها.

أفضل مسلسل

الطاووس

أفضل ممثل

جميل برسوم

محمد ممدوح

أفضل ممثلة

سهر الصايغ

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

18.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. علا الشافعى :

عوالم تامر محسن فى «لعبة نيوتن»

تعد قوانين نيوتن للحركة من أهم نظريات الفيزياء، والتى حملت الكثير من التفسيرات فيما يتعلق بقوانين الحركة والجاذبية الأرضية، ومنها القانون الأول «الجسم الساكن يبقى ساكنًا ما لم تؤثر عليه قوى خارجية، والجسم المتحرك لا تتغير سرعته طالما لم تؤثر عليه قوة خارجية، ولكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوٍية لها فى المقدار ومضادة لها فى الاتجاه».

أتذكر بعضًا من قوانين تلك النظرية التى درسناها فى مراحل تعليمية مختلفة، وأتساءل منذ بداية أحداث الحلقة الأولى من مسلسل (لعبة نيوتن) كيف سيحول المخرج الموهوب تامر محسن بعضًا من قوانين تلك النظرية إلى دراما حية مليئة بالتفاصيل، وهو السؤال الذى تأتينا إجابته منذ اللحظة الأولى بل لنكن أكثر دقة من الإعلان التشويقى للمسلسل، والذى حمل قدرًا من الاختلاف والدلالات على أننا أمام عمل مختلف، يستحق أن تبحث عنه وتنتظره لتشاهده وسط موسم مسلسلات ودراما رمضان الصاخب والممتلئ بالكثير من المسلسلات والنجوم.

والمدهش أنه مع كل عمل درامى جديد يتأكد لنا قدرة المخرج تامر محسن على صياغة عوالم خاصة به ومختلفة وغنية بالتفاصيل عن كل الدراما التى تنافسه، حيث صار علامة مميزة للأعمال الأصيلة والمختلفة، ولا نبالغ إذا قلنا إنه من المخرجين القلائل أصحاب الأسلوب الخاص، ومثلًا إذا كنا نقول فى السينما إن هناك مدرسة محمد خان، أو داود عبدالسيد أو خيرى بشارة، فإن تامر محسن أصبح كذلك فى الدراما منذ أن قدم تجربته الأولى فى (بدون ذكر أسماء) مع الكاتب وحيد حامد، ثم (تحت السيطرة)، (وهذا المساء)، وفى ظنى أنه أيضًا من الموهوبين المخلصين لتلك المهنة والذين يرغبون فى إتقان التفاصيل

المخرج تامر محسن فى لعبة نيوتن يأخذنا ببساطة إلى واحد من قوانين الحركة وهو قانون الجاذبية وتحديدًا هو أنه لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه، من خلال تلك العلاقة بين زوجين يملكان مشتلًا صغيرًا وتعمل هى فى إحدى الهيئات الزراعية وهما، «هنا» تجسدها «منى زكى»، و«حازم» يجسده «محمد ممدوح» هى علاقة تبدو لطيفة من الخارج.

«هنا» بمرور الأحداث نكتشف أنها شخصية اعتمادية أعنى تعتمد كليا على «حازم»، يصعب عليها اتخاذ أى قرار دون الرجوع لـ«حازم»، ليس ذلك فقط بل لديها فوبيا من الكلاب والظلام (مشاهد تعرقها ورعبها من الكلب وهى تخرج كيس القمامة، غضبها ودخولها الحمام وإغلاقها الباب دون أن تتذكر أن هناك مشكلة فى مقبض الباب ثم حالة الرعب التى تصاب بها ومحاولاتها فتح الباب بفرشة أسنان تعرقها وصوتها المرتعش، مع محاولات «حازم» مساعدتها فى الخروج).

استطاع تامر محسن من الحلقة الأولى أن يقدم بناءً دراميًا شديد الذكاء، وفلاش باك موظفًا بدقة ليكشف الكثير من ملامح «هنا» وكيف تكون رد فعل لما يدفعه إليها «حازم» بشكل قد يكون واعيًا أو لا إراديًا وهذا ما ستكشفه الحلقات المقبلة من العمل، حيث نجد أن «هنا» تلك الشخصية الاعتمادية والتى تملك فوبيا من الكثير من الأشياء تخطط مع «حازم» فى صمت لإنجاب طفلهما فى أمريكا وتستغل فرصة سفرها فى مؤتمر علمى إلى هناك. يقدم «محسن» من اللقطة الأولى عملًا متماسكًا.. تبدو فيه بعض الخيوط الدرامية واضحة، والأخرى تتوارى ولكنها تحمل الكثير من التساؤلات عن شكل تطورات الأحداث وبالطبع هناك أداء هائل من جميع الممثلين بلا استثناء.. «منى زكى» فى تركيزها فى تفاصيل الشخصية بدقة وعناية، اهتمامها بمظهر الشخصية من الخارج وانفعالاتها الداخلية (مشهد الحمام، ومشهد المطار، ومشهد ذهابها لمعاينة الشقة فى أمريكا، ورد فعلها بعد تخطيها خوفها من الكلب الذى كان يقف أمام الباب)، و«محمد ممدوح» فى دور «حازم» ويبدو أنه سيكشف عن وجوه أخرى مع تطور الأحداث الشخصيات الثانوية لا تحمل أى نوع من الاستسهال فى الاختيارات بل تم توظيفها جيدًا ومنها (أستاذ طلعت) مسئول الوفد الذى تسافر ضمنه «هنا» إلى أمريكا.. موسيقى تامر كروان تضيف الكثير للمشهد وبالطبع لا يزال أمامنا الكثير لنكتشفه عن المسلسل، ولكنها براعة الاستهلال فى الحلقات الأولى، من الأعمال والمسلسلات الدرامية المتنافسة.

أفضل مسلسل

«لعبة نيوتن»

أفضل ممثل

محمد ممدوح

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

18.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. رامى عبد الرازق:

قليل من الأحداث كثير من الموسيقى

يتحدث البطل والبطلة فنستمع إلى الموسيقى طاغية فى خلفية المشهد، يسير البطل بمفرده أو البطلة وحدها فنستمع إلى الموسيقى مسيطرة على شريط الصوت، يتقاتل اثنان من البلطجية أو يطارد ضابط شرطة إرهابيا خطيرا فتصبح الموسيقى هى العنصر الأساسى فى إحماء حالة المشهد أو تعويض ضعف اللياقة البدانية أوركاكة تصميم المعارك.

خلال الحلقات الأولى للكم الكبير من المسلسلات المعروضة هذا العام نلاحظ هذه الحالة الغريبة من الإفراط فى استخدام الموسيقى، ونرصد بسهولة ذلك الحشو المريب لشريط الصوت بكم لا يحتمل من النغمات والإيقاعات التى تعكس عدم فهم لطبيعة الموسيقى كعنصر حكى صوتي، أو غياب الإدراك المفترض لتصميم شريط الصوت فى العمل الدرامي، بحيث يصبح اللجوء إلى استخدام الموسيقى هو العنصر الأخير فى قائمة طويلة من أساليب الحكى بالصورة والصوت.

تعتبر الموسيقى التصويرية على أهميتها عنصرا خطيرا من عناصر السرد لو لم يكن المخرج مدركا تماما لطبيعة تأثيره وكونه خيطا رفيعا يفصل ما بين الشعور بالحدث أو الفكرة أو السياق وبين كونه حالة من التشوش والضوضاء التى تولد الضيق أو إحساس المتفرج بأنه ثمة ما يقاطع تركيزه ويعطل جزءا من (تراكات) عقله وذاكرته أثناء متابعة الأحداث أو سماع الحوار أو الاستغراق فى تفاصيل الصورة.

إن أبسط  قواعد التعامل مع الموسيقى التصويرية والتى تبدو غائبة عن الكثير من الصناع الجالسين فى غرف المونتاج هو السؤال التالى: هل استنفذت كل عناصر الصورة والصوت فى التعبير عن مشاعر الأبطال ومستويات الفكرة وطبيعة اللون الدرامى وسمات النوع حتى اضطر إلى اللجوء للموسيقى أم لا يزال لدى من العناصر ما يمكن أن استخدمه قبل أن أضع «مازورة» واحدة فوق شريط الصوت الخاص بالمشهد؟

لدى صانع الدراما (مخرجا كان أو مونتيرا أو حتى كاتبا يقترح ذلك على الورق) عدة عناصر سردية صوتية يجب أن يضعها فى اعتباره قبل أن يلجأ لموسيقى. أولها بالطبع الحوار الخاص بالمشهد والذى عادة ما يكون أول عنصر يفسد نتيجة استخدام الموسيقى بإفراط ما يؤدى إلى ضياع الكثير من الجمل والكلمات تحت وطأة النغمات المعزوفة بعذوبة أو بنشاز – سيان- وثانيها هو الأصوات الطبيعية للمكان سواء كان حديقة أو شارع أو شقة أو وسيلة مواصلات، وثالها هو المؤثرات الصوتية المستوحاة من طبيعة المشهد مثل دقات القلب أو صوت الأنفاس أو حتى الشعور بالصمم وغياب الهواء أو المؤثرات الخارجية مثل الضربات الإيقاعية وما شابه، وهناك بالطبع العنصر الأهم والأكثر قوة وجاذبية وهو الصمت، وما أدراك ما هى قوة الصمت فى إحداث تأثير مهول على ذهن ونفسية المتفرج، وثمة مصطلح يختصر هذا التأثير الهائل يدعى (موسيقى الصمت)، وأخيرا تأتى الموسيقى التصويرية كآخر عنصر فى قائمة الأساليب السردية والتى إن أدرك صانع الدراما قوة ما سبقها من عناصر لما اضطر إلى استخدامها إلا فى أقل القليل، مع كامل احترامنا بالطبع لكل مبدعى هذا العنصر الرائع.

مع بداية موسم الدراما التليفزيونية الرمضانية نوجه تحذيرا لكل صناع الدراما من الإفراط فى استخدام الموسيقى كما حدث فى الكثير من الحلقات الأولى، ونوجه أيضا إلى إذن المشاهد نصيحة ذوقية لكى يطور من حساسيته تجاه التعامل مع الوجود المفرط للموسيقى فى المسلسلات، ربما لكى يعى السر وراء نفوره من بعض المشاهد أو شعوره بأن ثمة ما يعوق استعيابها أو الاستغراق فيها أو إدراكها بشكل كلى مؤثر، لأن كل هذه السلبيات قد يكون فرط استخدام الموسيقى التصويرية سببا فيه، دون أن يفهم المشاهد ذلك على مستوى الوعي، ولكن لا وعيه بلا شك يتعرض للتأثر ويصبح أكثر ازدحاما بما لا يطيق أو يحتمل من نغمات وإيقاعات هو فى غنى عنها لكى يتلقى العمل أو يستغرق فى مشاعره وأفكاره.

أفضل مسلسل

«لعبة نيوتن»

أفضل ممثل

أحمد مكى

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

18.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد..ناهد صلاح:

الرهان على التنوع والتجديد

 فى مسلسلات رمضان هذا العام تتجاور كل الأفكار والرؤى والألوان الفنية فى مشهد واحد يصنع حالة من التنوع الثرى للدراما، بحيث يمكن الولوج لعوالم هذه المسلسلات دون التوقف عند سيطرة اللون الواحد أو النوع الواحد، بل رؤيتها من زوايا متعددة تفسر المزاج الدرامى، وربما تتواصل مع الأعمال المعروضة فى جموحها لمواجهة تحديات فرضتها ظروف مختلفة من خارج المهنة، مثل جائحة كورونا التى اقتضت تغيرات هائلة فى أساليب العمل وحتى فى أساليب المشاهدة.

نظرة سريعة للحلقات الأولى تُظهر أسماء مؤلفين يثابرون ويستأنفون مشوارهم مع الكتابة فى الدراما التليفزيونية (عبدالرحيم كمال، ناصر عبد الرحمن، مريم نعوم، محمد سليمان عبدالملك وغيرهم)، من ناحية فإنهم يتقنون الصنعة ويرسمون صورة فارقة لمستقبل هذه الدراما، ومن ناحية أخرى يؤكدون فكرة الكتابة كبطل رئيسى، يرسخون الدور الفاعل للكتابة، كما يعزفون على إيقاع التجديد، شكلًا ومضمونًا.

 المسلسلات فى غالبيتها مشغولة بملمح جمالى يصوغ الشكل البصرى للمضمون الدرامى، ويشعل التنافس فيما بينها، خصوصًا مع وجود نجوم كبار مثل: يحيى الفخرانى، يسرا، أحمد السقا، محمد رمضان، أحمد عز، هند صبرى، منى زكى، ياسمين عبد العزيز، غادة عبد الرازق، سوسن بدر، نيللى كريم، مصطفى شعبان، عمرو سعد، يوسف الشريف وغيرهم.

 كما أنها حملت قضايا متنوعة، فالصعيد مثلًا حاضر على أكثر من منحى، حيث تطالعنا الجغرافيا الصعيدية بمكنوناتها المختلفة، فتظهر فى (موسى) تأليف «ناصر عبد الرحمن»، إخراج «محمد سلامة» على خلفية من الأحداث التاريخية والانعطافات العالمية الكبيرة، وهى غير ما نشهدها في(نسل الأغراب) تأليف وإخراج «محمد سامي»، وغيرها بالمرة فى (النمر) تأليف «محمد صلاح العزب»، إخراج «شيرين عادل»، بينما المعارك مع الإرهاب والتطرف هى محور (الاختيار 2) تأليف «هانى سرحان»، إخراج «بيتر ميمي»، كذلك (القاهرة – كابول) تأليف «عبد الرحيم كمال»، إخراج «حسام علي»، ولا تغيب الحارة الشعبية بأجواء من الأكشن مثلما فى (ملوك الجدعنة) تأليف «عبير سليمان» وإخراج «أحمد خالد موسى»، وحتى إعادة فيلم سينمائى مثل (بين السما والأرض)، قصة «نجيب محفوظ» وإخراج «صلاح أبو سيف»، فى صورة جديدة كتبها «إسلام حافظ» وإخراج «محمد جمال العدل».

بل هناك عودة لمسلسلات الجاسوسية يقدمها (هجمة مرتدة) تأليف «باهر دويدار»، إخراج «أحمد علاء الديب»، غالبًا فى قصص وروايات الجاسوسية والأعمال المخابراتية، كان يتقاطع الخاص بالعام ويقدم قراءة فنية للحظات تاريخية مهمة صنعت بعدًا وطنيًا مهمًا، وللأعمال من هذا النوع حضور خاص فى وجدان الجمهور، فمثلًا من (دموع فى عيون وقحة إلى رأفت الهجان) كان الولع بهذا اللون الدرامى يزيد، بينما نحن هنا أمام عمل بأسلوب جديد، يحمل من الإثارة والتشويق بمضمون مصرى بينما الشكل هوليوودى.

هناك أيضًا البعد الإنسانى الذى بدا قويًا فى عدد من المسلسلات بعيدًا عن المباشرة والتنظير عبر قصص وأحداث تبدو منذ الوهلة الأولى بسيطة وعادية، لكنها لا تنتقص من قيمتها الفنية والجمالية أو من التوغل فى قضايا مفتوحة على تفاصيل متشعبة لواقع مأزوم فقرًا وخوفًا وتسلطًا كما فى (ضل راجل) تأليف «أحمد عبدالفتاح»، إخراج «أحمد صالح»، أو الإيقاع السريع والمشوق لمسلسل (لعبة نيوتن) قصة وإخراج «تامر محسن».

وعلى الرغم من مشاهد العنف التى ظهرت فى الحلقة الأولى لبعض المسلسلات مثل مشهد المعركة فى نادى ليلى وتحطيم سيارة البطلة ثم ضرب زوجها لها فى (اللى مالوش كبير)، أو مشهد تعذيب وحرق أحد أفراد العصابة فى (ملوك الجدعنة)، أو تهديد البطلة للديلر بالحرق ثم حرقه فعلًا بالخطأ فى (لحم غزال)، فإن ثمة شعرة فاصلة بين الوهم والحقيقى، تجعل جمهورًا متعبًا يتطلع إلى شاشة تنقله إلى حيوات أخرى، يبادل بها حياته الحقيقية أو على الأقل يعيشها بالتوازى مع واقعه الصعب.

أفضل مسلسل

«لعبة نيوتن»

أفضل ممثل

ياسر جلال

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

18.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد .. رامى المتولى:

التمثيل يحدد الأفضل

بدايات الأعمال الفنية إلى حد كبير تكون مؤشرًا على طبيعة وجودة العمل الفنى المقدم، خصوصًا لو كان هذا العمل ينتمى للمسلسلات التى تتميز بطبيعة خاصة استنادًا على طريقة عرضها وصناعتها التى تعتمد على وحدتها الأساسية وهى الحلقة، التى يكثف صُناعها كل مواردهم لتكون هذه الوحدة جيدة وتحظى بالقبول والاهتمام، مع إضافة الضغوط التى تصاحب المسلسلات المعروضة فى الموسم الأهم للدراما التليفزيونية وهو شهر رمضان الذى تنتظره المسلسلات من الفئة (أ) بنجومها الكبار. عادة الحلقات الأولى للمسلسلات لا تكشف عن الطبيعة الكاملة للمسلسل والحكم الكامل على العمل لا يأتى إلا بعد مرور عدد يتخطى الخمس حلقات – فى حالة مسلسلات الـ 30 حلقة- لتكوين رأى عنه، لكن هناك بعض العناصر التى نستطيع الحكم عليها بشكل قاطع من الحلقة الأولى، أبرزها التمثيل والحوار بالإضافة إلى الإضاءة والتصوير والمونتاج، بشكل عام يوفر تقييم هذه العناصر فى الحلقات الأولى المؤشر الذى يحرك المشاهدين لاستمرار المتابعة ويرسم صورة عن جودة العمل ونادرًا ما يتغير عمل انطلاقته ضعيفة من التقييم، تظل المسلسلات التى تتأرجح بين الجودة والضعف فى انتظار الحسم بعد مرور وقت كافٍ لتقييم الحلقات.

البدايات فيما يتعلق بعنصر التمثيل كافية جدّا للحُكم على الممثلين، الحلقة الأولى كافية لنحكم على الممثلين والمسلسلات بشكل مبدئى واختبار الحلقات الأولى فى هذا العنصر تحديدًا رسب فيه مسلسلات (ملوك الجدعنة) و(بنت السلطان) و(كله بالحب) و(لحم غزال) لأسباب متفاوتة، أبطال المسلسل الأول «مصطفى شعبان» و«عمرو سعد» غير مناسبين للشخصيات من الأساس، لا يعبر أيٌّ منهم عن شخصية الفتوّة من المنطقة العشوائية فى الوقت الحالى، لا تتناسب أعمارهما ولا أداؤهما التمثيلى، كما أن الافتعال يصاحب ظهورهما وزاد من الافتعال الحوار الركيك والنمطى الذى يحاول أن يجعل منهما أشقياء لا يمس طرفهما، والرغبة فى إظهار هذا البؤس تحولت لكوميديا من الأداء التمثيلى المبالغ فيه.

نفس الشىء يمكن قوله على أداء «روجينا» فى (بنت السلطان) فى البداية الشخصية غير مناسبة من حيث المرحلة العمرية، وهو ما يصنع حاجزًا مبدئيّا بين المشاهد والمسلسل، ويفقد الشخصية التعاطف اللازم للتفاعل مع صراعاتها، فى الوقت الذى يأتى فيه اختيار شخصية «حمو» ليؤديها «باسم السمرة» فى محله وملامح الشخصية تتضح وتفاصيلها تصل لنا بأداء «السمرة» رغم القسوة والعنف والفجاجة التى تميزها، لكن التفاعل الحقيقى يكون معها، خلافًا لـ«روجينا» التائهة فى رسم ملامح الشخصية بين بنت تركها أبوها لتواجه المشاكل والعداوات التى تركها بعد وفاته، تحاول أن تبدو وديعة ومغلوبة على أمرها وفى مرات أخرى يعلو صوتها فجأة وتتقمص روح «فدوى» شخصيتها من مسلسل (البرنس) العام الماضى، لا يوجد «بروفايل» محدد للشخصية ويتوج الضعف الذى صاحب الدراما فى الحلقة الأولى التى استُهلكت بالكامل فى التعريف بالشخصيات وعلاقاتها بمشهد هزلى تنفيذ الخدع البصرية فيه طفولى، وموقف يهدف لإثارة الغموض وما ورائى خلافًا لطبيعة المسلسل ليزيد الأمر سوءًا.

بالطبع (لحم غزال) يعانى من عدم وجود أداء تمثيلى من الأساس مع نمطية السيناريو الخاص به والذى يضم ما تفضله بطلة العمل، التى أصيب وجهها بالجمود وأصبح غير قادر على التعبير عن الانفعالات الرئيسية، أمّا مسلسل الفنانة «زينة» الشهير بـ(كله بالحب) يُعد فصلًا رئيسيّا فى كتاب غياب عنصر التمثيل عن عمل فنى، اهتمام «زينة» بالملابس والمجوهرات التى ستظهر بها أهم من أدائها التمثيلى، هذا إلى جانب الأداء الكاريكاتورى لـ«مصطفى درويش» والذى يجعل من عنصر التمثيل فى المسلسل هو الأسوأ بين مسلسلات رمضان لهذا العام.

فى المقابل مسلسلات أخرى حققت مفاجأة على رأسها مسلسل (المداح) بأداء «حمادة هلال» الذى تغير تمامًا عن أعماله السابقة ووظف صوته كمطرب جيد داخل دراما العمل بشكل طبيعى يتخطى أداءه لأغنية العمل فقط، وبالطبع الأداء الجيد والمتوقع من «أحمد بدير»، نفس الشىء فى مسلسل (ولاد ناس) الذى تفوّق فى الأداء التمثيلى من خلال النجوم الذين ظهروا فى الحلقة الأولى مَهما كانت مساحة شخصياتهم، وساعد على ذلك السيناريو الذى لم يكتفِ بتعريف الشخصيات فقط؛ بل وضع الحدث الذى سيحول مسار الشخصيات الطبيعى لشكل مختلف يجود على التفاعل الموجود بالفعل بين شخصياتهم، فيما جاء المتوقع بجودة الأداء من مسلسلات (الاختيار 2: رجال الظل) و(لعبة نيوتن) الأول بزر من خلاله «كريم عبدالعزيز» و«أحمد مكى» و«محمد فراج»، والثانى قدّم من خلاله «محمد ممدوح» و«منى زكى» أداءً ثنائيّا يحسب لهما خاصة الأخيرة التى عبّرت عن قلق الشخصية بشكل يتضمن انفعال دقيق وموزون يليق بنجمة فى ثقلها.

أفضل مسلسل

«الاختيار2»

أفضل ممثل

أحمد مكى

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

18.04.2021

 
 
 
 
 

دوري النقاد.. عبد الله غلوش:

الملح ع التورتة

سعيد وفخور بتواجدى بين نجوم الدراما المصرية طوال شهر رمضان الحالى، على صفحات واحدة من أهم وأعرق الإصدارات الصحفية فى العالم العربى وليس فى مصر فقط، وها قد جاء شهر رمضان وجاءت معه الحيرة المعتادة والسؤال الذى يشغلنا جميعا «هنتفرج على إيه؟».. والحقيقة الحيرة هذا العام «أوفر دوز» حيث تكتظ الشاشات بعدد كبير من المسلسلات المهمة التى تحتاج لـ 24 ساعة إضافية كل يوم لتتمكن من حصرها ومتابعتها، ولكن بداية دعونى أشكر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على ما قدمته للدراما من دعم وتخطيط طوال الفترة الماضية، أعادت به الهيبة والريادة لتلك الصناعة المهمة مرة أخرى، وخير دليل على ذلك عودة المسلسلات المصرية للعرض واحتلال قائمة الصدارة على مختلف الشاشات العربية فى السعودية والإمارات والكويت والأردن وتونس وفلسطين والعراق وغيرها من الدول.

الموسم الدرامى الحالى قد يكون الأقوى فى العشر سنوات الأخيرة، ليس بسبب كثرة الأعمال ولكن من أسماء أبطالها والطاقم الذى يقف خلفها من كتاب ومخرجين ومديرى تصوير ومصممى ديكور ومؤلفين موسيقيين وغيرهم، فمن كان يحلم بوجود «كريم عبدالعزيز وأحمد مكى وإياد نصار» فى عمل واحد؟، ومن كان يتخيل أن يقف «أحمد السقا وأمير كرارة» وجها لوجه فى نفس المسلسل، باختصار ما نشاهده فى دراما هذا العام رفع من سقف التوقعات وبالتالى أشفق على صناع الدراما فى السنوات المقبلة لأننا لن نقبل بأقل مما نشاهده حاليا

إن الطفرة الدرامية هذا العام لم تكن نتاج صدفة، ولكن عن طريق خطة مدروسة للنهوض بالصناعة وإعادة هيبتها من جديد، بدليل أنه ولأول مرة من سنوات وقبل انتهاء شهر رمضان الماضى تم الكشف عن أسماء 5 من المسلسلات التى يتم عرضها فى الموسم الحالى، ولم تمر سوى أيام قليلة على انتهاء شهر رمضان، إلا وقد تم الإعلان عن أسماء ٥ أعمال درامية أخرى يتم عرضها فى شهر رمضان الحالى بالفعل.

من الظواهر الإيجابية أيضا فى دراما هذا العام هو عودة مسلسلات الـ15 حلقة هروبا من فكرة المط والتطويل من خلال مسلسلات (كوفيد 25- بين السما والأرض- أحسن أب- عالم موازى). وأيضا من أبرز إيجابيات هذا العام وجود 3 أعمال درامية وطنية متميزة هى: (الاختيار وهجمة مرتدة والقاهرة كابول)، تزيد من الوعى وتغرس الانتماء وحب الوطن عند الأطفال وتبرز الحقائق وترد على أكاذيب الخونة والعملاء وتشعل الحرائق فى صفحات رموز الجماعات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى طول شهر رمضان.

لم تعد الدراما الجيدة كذلك حكرًا على شهر رمضان فقط، بل أصبحنا نتابع كل شهر تقريبا عرض 4 مسلسلات جديدة، بخلاف الأعمال الدرامية الخاصة بالمنصات الرقمية، وأبسط مثال على ذلك أنه وحتى قبل انطلاق شهر رمضان الفضيل بساعات كانت قنوات «أون ودى إم سى والحياة وسى بى سي» تعرض 4 مسلسلات جديدة وهى «ورا كل باب، وزى القمر، وفى يوم وليلة، وحلوة الدنيا سكر». 

دراما 2021 شهدت عودة نجوم كبار مثل «يحيى الفخرانى وليلى علوى وإلهام شاهين ونبيل الحلفاوي»، كما شهدت أيضا منح فرصة البطولة المطلقة لأول مرة لعدد كبير من النجوم الشباب مثل «هنا الزاهد ومحمد أنور ومى عمر»، وهو ما يتيح الفرصة أمام الجميع للتواجد ويخلق نوعا من المنافسة الحميدة بين النجوم ويخلق حالة من التنوع أمام المشاهد.

على نجوم الدراما نفسهم أن يفرحوا ويفخروا بصناعتهم، بدلًا من أن يفسدوها بأيديهم كما حدث فى الساعات الماضية من حرب تصريحات وبيانات وخناقات بين بعض الفنانين والإعلامين من جهة وبين الفنانين وبعضهم البعض من جهة أخرى، وكأنهم أرادوا رش الملح ع التورتة، استقيموا يرحمكم الله لا التترات بتدوم ولا النجومية عمرها ما كانت بعدد المشاهد، ونمبر وان بنسب المشاهدة والإيرادات وليست بالتريندات المضروبة واللجان الإلكترونية.

من الظلم اختيار نجوم للحلقات الأولى من مسلسلات رمضان خاصة فى ظل هذا العدد الكبير من الأعمال المتميزة .

أفضل مسلسل

(الاختيار 2)

 لعبة نيوتن

القاهرة كابول

أفضل ممثل

يحيى الفخرانى

 كريم عبدالعزيز

ياسر جلال

أفضل ممثلة

منى زكى

هند صبرى

حنان مطاوع

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

18.04.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004