ملفات خاصة

 

لاحق

>>

05

04

03

02

01

<<

سابق

 
دراما رمضان التلفزيونية لعام 2021

12th APR - 12th MAY 2021

 
دوري النقاد

إشراف رئيس قسم الفن بمجلة روز اليوسف: شيماء سليم

 

عصام زكريا - مجدى الطيب - ماجدة موريس- علا الشافعي- رامي عبد الرازق- ناهد صلاح- رامي المتولي- عبد الله غلوش

 
 
 
 
 
 
 
 

دورى النقاد .. عصام زكريا :

عندما يستمع «الخليفة» إلى الغناء!

فى أحد المشاهد الرائعة من مسلسل (القاهرة - كابول) يجلس «خليفة المؤمنين» وزعيم الإرهابيين «رمزي/طارق لطفي» مع «مجاهد» أسيوى يحب الغناء والموسيقى، كان الخليفة قد سبق أن حكم عليه بالجلد ثمانين جلدة عندما ضبطوه وهو يعزف ويغنى على العود.

الآن، وهما بمفردهما، يحن رسول العنف، الذى لا يتردد فى قتل الأبرياء وأقرب المقربين منه، إلى صباه فى مصر، حيث الحب والفن ودفء الحياة الاجتماعية. يتذكر حبيبته الوحيدة التى بدأ فى مراسلتها مجددا منذ فترة «حنان مطاوع»، ويطلب من الشاب الموسيقى أن يعزف ويغنى له، بصوت خفيض حتى لا يسمعه أتباعه فى الخارج. يبدأ الشاب فى العزف والغناء بلغته، وتنساب الموسيقى العذبة فى المكان الموحش الصخري، مثل قلب «رمزي». للأسف لا يرقى مستوى الإخراج، كالعادة فى هذا العمل، لمضمون المشهد، فقد كان يحتاج على الأقل لمشاهد عامة خارج وداخل الخيمة تؤكد وتعمق المعنى، الجبل، النجوم فى السماء، كتل الرجال النائمين الضائعين فى ضلالاتهم الذين نسوا إنسانيتهم ومشاعرهم، ولكنهم لم يفقدوها تماما..للأسف شهوة الكلام والمواعظ تطغى على التعبير بالصورة فى هذا العمل الذى كان يمكن أن يكون شيئا آخر تماما.

يجلس «الخليفة» مع المغنى بمفردهما فى الحجرة الصخرية القاحلة، وتبدأ الموسيقى وصوت الشاب العذب فى الانسياب والتسلل إلى قلب «رمزي» الموحش، الذى يفقد رزانته وتصلبه تدريجيا، ويوشك على البكاء تحت سحر الموسيقى والذكريات.

مرة أخرى كنا نحتاج إلى رؤية «رمزي» وهو يقاوم مشاعره، فهو بالتأكيد يردد لنفسه أن الموسيقى من عمل الشيطان، وأن الضعف أمامها خطيئة، لنرى كيف تعمل العقلية المتطرفة القاتلة وكيف يقوم العقل المتصلب بتحويل صاحبه إلى وحش مجرد من المشاعر.

ولكن مرة أخرى فى مسلسلاتنا وأفلامنا، فإن المعنى غالبا فى اتجاه واحد بسبب غلبة اللغة والحوار على كثافة وشعر الصورة.

مع ذلك يظل هذا المشهد إحدى اللحظات النادرة فى الأعمال التى تتناول الصراع بين التسامح والتطرف، الحداثة والبداوة، التعددية والصوت الواحد، الدولة المدنية وحكم آيات الله، التى تتجاوز المفهوم الأمنى للصراع لتحاول النفاذ إلى مفهومه الإنسانى والحضاري، وتبين بوضوح كيف يكون الفكر والفن سلاحا أمضى وأكثر تأثيرا فى هذا الصراع، ولماذا يكره المتطرفون الفنانين والمفكرين أكثر مما يكرهون المدافع!

على العكس من سيناريو (القاهرة كابول) المحمل بإمكانيات هائلة يفسدها الحوار المدرسى والإخراج المتواضع، يواصل مخرج (الاختيار 2) نجاحه فى تحويل سيناريو بوليسى شبه وثائقى إلى عمل يفيض بالتشويق والمشاعر والجمال الفني، بحيث لا يمكن تخيل هذا العمل بأسلوب أو مخرج آخر، وهذا هو أرقى ما يطمح إليه أى عمل فنى أن يتضافر كل من المضمون والشكل فى كل واحد لا يمكن فصلهما.

ربما كان يحتاج سيناريو (الاختيار 2) إلى مشهد مثل «الخليفة والمغني» فى (القاهرة كابول)، حتى نرى كيف يعمل عقل الطرف الآخر، فهذه أحد أهم وظائف الدراما أن نفهم كيف يفكر الشيطان نفسه، وحتى النصوص الدينية المقدسة تعطى للشيطان بعض المساحة ليتحدث عن مبرراته وأسباب تحوله إلى شيطان!

مع ذلك يفعل سيناريو (الاختيار 2) ما لا يجرؤ أى عمل آخر على فعله، وهو تقديم «الاختراق» الذى قام به المتطرفون على مدار عقود من حكم «السادات» و  «مبارك» للأجهزة الأمنية وعقول سياسيين وإعلاميين ومفكرين، وهذا «الاختراق» أسوأ شىء حدث، ويمكن أن يحدث، لنظام ما، أن يكون العدو من الداخل، وقصة اغتيال المقدم «محمد مبروك» أكبر مثل على ذلك، ولعل الأشهر منها اغتيال «السادات» نفسه.

(الاختيار 2) فى الحقيقة يفعل ما لم يفعله أى عمل آخر فى تاريخ الدراما والسينما المصرية: إنه يحذر بوضوح من هذا «الاختراق»، ويؤكد مقولة أن أسوأ عدو هو العدو من الداخل، وينبه لضرورة وحتمية أن يواجه كل إنسان وكل نظام عدوه الداخلى قبل أن يواجه أعداءه فى الخارج.

أفضل مسلسل

الاختيار2

أفضل ممثل

طارق لطفى

أفضل ممثلة

جميلة عوض

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

02.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. مجدى الطيب:

هجمة مرتدة.. قلبت الموازين وكشفت المتورطين

حتى وقت قريب كان المتعارف عليه، فى ثقافتنا المرئية، وذاكرتنا الدرامية، أن مسلسلات «الاستخبارات» هى تلك المأخوذة عن ملفات الاستخبارات المصرية، فى صراعها الطويل مع «الموساد» الإسرائيلى، والتى كتب غالبيتها «صالح مرسى، إبراهيم مسعود، ماهر عبدالحميد وبشير الديك»، ويُطلق عليها، فى الغالب، مسلسلات «الجاسوسية».. وكلها تدور فى عالم «العملاء»، الذين خانوا الوطن، وباعوه بثمن بخس، وترصد، فى المقابل، الدور الوطنى المشهود، الذى يقوم به رجال جهاز الاستخبارات العظيم، فى حماية الوطن من الخونة. لكن،اللافت أن المُفرَج عنه، من ملفات الاستخبارات المصرية، كان محصوراً، طوال الفترة السابقة، فى محور «الجاسوسية»، بمعناها الحرفى، بينما يبدو الوضع مختلفاً تماماً، فى مسلسل «هجمة مرتدة»، الذى كتبه «باهر دويدار»، وأخرجه «أحمد علاء الديب»؛ فالمسلسل استمد أحداثه من ملفات استخباراتية تخص «عملاء وجواسيس»، باعوا الوطن، وخانوه، فى الداخل، وفقدوا كل  معنى للانتماء والأخلاق، طمعاً فى المال، لكنهم ليسوا الجواسيس، بشكلهم التقليدى، وكأن المسلسل يٌلقى الضوء، من زاوية جديدة للغاية، على الدور الوطنى المُشرف لجهاز الاستخبارات، تلك التى تتعلق بحماية الجبهة الداخلية؛ فإذا كان «هجمة مرتدة» بدأ بتأمين الوطن خارج حدوده (الحدود السورية العراقية عام 2007)، فسرعان ما استشعر أن ثمة خطر يتهدد الجبهة الداخلية، فما كان من قياداته سوى أن استدعت «سيف العربى، أحمد عز» و«دينا أبو زيد، هند صبرى»، ليعملا ، فى الداخل، تحت قيادة الكفء «هشام سليم»، والقائد السابق المُخضرم «أحمد فؤاد سليم»، على إجهاض المؤامرة التى استهدفت تخريب الوطن، وتحطيم معنويات شبابه، والتغرير بالبسطاء من أهله، وهو الدور الذى كان للمسلسل الفضل فى الكشف عنه، وعن بطولاته، وتضحيات أبنائه، التى لا يعلم عنها أحد شيئاً، وكأنه يفضح شكلاً آخر للخيانة، لا يختلف كثيراً عن الارتماء فى أحضان العدو التقليدى، فى إطار الصراع المصرى - الإسرائيلى، ويؤكد بشكل قاطع أن وجوه العدو تتعدد، لكن الخطر واحد، وأن لدينا جهازاً وطنياً يقظاً، وقادراً على مواجهة كل الاحتمالات.. والمؤامرات، وهذه، فى رأيى، النقطة الإيجابية الأكبر وراء عرض مسلسل «هجمة مرتدة»، الذى يُكرّس، ويُدشن نوعاً جديداً من الأعمال الدرامية المأخوذة عن ملفات الاستخبارات، والتى تتناول الشأن الداخلى.

وفِى توقيت متزامن مع انبهار الجميع بإبداع «الاختيار 2: رجال الظل»، وثبات مستوى «لعبة نيوتن»، و«الطاووس» واحتدام المنافسة بين «موسى» و«نسل الأغراب»، وصعود نجم «قصر النيل» و«المداح»، وتَراجع جماهيرية «القاهرة : كابول»، بشكل ملحوظ، وتأكيد مسلسلات؛ مثل: «حرب أهلية»، «نجيب زاهى زركش» و«ضد الكسر» أنها صاحبة نفس طويل، شهد السباق الدرامى الرمضانى، مطلع هذا الأسبوع، تغييراً كبيراً، تمثل فى خروج المسلسلين الدراميين: «بين السما والأرض»، بطولة «هانى سلامة»، و«أحسن أب»، بطولة «على ربيع»، من السباق؛ كونهما ينتميان إلى مسلسلات الـ 15 حلقة، ودخول عمل جديد الخدمة؛ هو : «كوڤيد 25»، بطولة «يوسف الشريف». 

جاءت الحلقة الأخيرة من مسلسل «بين السما والأرض»، المأخوذ عن قصة «نجيب محفوظ»، التى قدمتها السينما من قبل، فى فيلم من إخراج «صلاح أبوسيف»، أقرب إلى اعترافات ركاب «الأتوبيس الضال»، فى مسرحية «سكة السلامة»، وفِى المجمل العام جاء سيناريو وحوار «إسلام حافظ»، بتفريعاته الكثيرة، تحقيقاً لرغبته فى الحديث عن خلفيات كل من تواجد فى المصعد الذى علق بركابه، فى تأكيد أن المخرج «محمد جمال العدل» أخطأ التقدير.

بينما حالف التوفيق عددًا كبيرًا من المنتجين والمخرجين فى الدفع بوجوه شابة وموهوبة؛ مثل: «مايان السيد، نور» فى (حرب أهلية)، «يوسف الأسدى، توفيق» فى (الطاووس)، «رنا رئيس، شهد» فى (ضَل راجل) و«نانسى» فى (نجيب زاهى زركش) و«مريم محمود الجندى، زوجة الإرهابى» فى (الاختيار 2)، «محمد إبراهيم يسرى، مؤنس» فى (نجيب زاهى زركش) و«آدم الشرقاوى، بيج زى» فى (لعبة نيوتن). ومن اللافت أن عدداً كبيراً من الوجوه الجديدة، هم أبناء لفنانين وأسر فنية، وهى الظاهرة التى تجسدت بشكل صارخ، فى مسلسل اسمه «ولاد ناس» غالبية أبطاله هم ورثة «ولاد ناس» بالفعل!

أفضل مسلسل

هجمة مرتدة

أفضل ممثل

أحمد شاكر عبداللطيف

أفضل ممثلة

سوسن بدر

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

02.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. ماجدة موريس:

ما تصدقوش.. إحنا بنمثل

تذهلك «منى زكى» بقدراتها التمثيلية فى مسلسل  (لعبة نيوتن) التى جعلته محفلاً لدور الأم فى كل ما يخص انتظار المولود، والتفاعل مع إشارات حضوره، وعملية الولادة، ثم البحث عنه فى المستشفى، والانفعال الشديد لعدم رؤيته، وقبل أن يأخذنا العمل إلى القوانين الأمريكية التى حرمتها من الابن الرضيع بسبب هذا الانفعال. «منى زكى» فى هذا العمل الذى كتب قصته وأخرجه «تامر محسن» تقدم نموذجًا مهمًا لعلاقة الممثل بدوره، أى الشخصية الدرامية التى يقدمها، والتفاصيل الضرورية واللازمة حتى تحصل على مصداقية تصل للمشاهد، وتؤثر فيه فيتفاعل معها، ويتبنى موقفها، ومن ضمن التفاصيل المهمة، الملابس اللائقة بالشخصية والمواقف والمكان، والماكياچ الذى لا يشغل المشاهد عن المشهد، وتحولات تعبيرات الوجه واللهجة، وهو ما نراه فى رد «هنا» على رسالة تليفونية لزوجها موجهها لـ«مؤنس»، وفى تعبيرات وجهها فى المحكمة وهى تواجه أسئلة القاضية، ولكن، مع هذا كله، تفاجئنا «منى زكى» نفسها بتقديم إعلان عن مشروع متعدد الجنسيات، وتتحدث إلينا ببعض الكلمات الإنجليزية به وهى تسير بكامل لياقتها وجمالها، وتشارك مع الآخرين الاحتفال، فمن نصدق؟ منى زكى الأولى، أى «هنا» المسحوقة فى أمريكا والباحثة عن استرداد ابنها من الحكومة الأمريكية، أم منى زكى الغندورة السعيدة وهى تدعونا للمشروع الجديد؟ خاصة أن الاثنين يتجاوران؟ وهى ليست وحدها هنا، وإنما نجوم آخرون، فى قمة تألقهم، يقدمون إعلانات تخل بمصداقية أعمالهم مثل «كريم عبدالعزيز» بطل العمل الكبير والمهم (الاختيار2) والذى يشارك «نيللى كريم» بطلة مسلسل (ضد الكسر) فى إعلان لإحدى شبكات الاتصالات، ويشارك الاثنان فى إعلان آخر مع «يسرا» وآخرين عن كومبوند جديد، والحقيقة أن هذه الازدواجية تخل بقواعد المشاهدة الرشيدة التى تحتم على الممثل ألا يشتت المشاهد بين الحقيقة والتمثيل، فالشخصية الدرامية هى واقع افتراضى يتحرك ويحب ويكره ويسعى لأداء دور فى منظومة المسلسل المأخوذة من الواقع الحقيقى والمعبرة عنه، أما الشخصية الحقيقية فهى كما هى، ليست تمثيلاً مهما ادعت، وهو ما نلاحظه فى الإعلانات، التى تحولت هى الأخرى إلى مسلسلات إعلانية فى رمضان، كإعلان «ليلى علوى»، وإعلان «محمد هنيدى»، وإعلان «راغب علامة»، وإعلانات «آسر ياسين» و«أمينة خليل»، وغيرهم.

نفهم هنا أن الممثلين الذين لم يمثلوا فى أعمال رمضان يرغبون فى تعويض غيابهم بالظهور الإعلانى الذى اقتبس بعض مفردات الدراما، ولكن كيف يتغاضى الذين مثلوا، وقدموا بطولات وأدوارًا كبيرة عن مصداقيتهم، وعن رضا المشاهد فيظهرون فى المسلسلات، والإعلانات معًا؟ وهل تهاوت الحدود بين الفن والفلوس لهذه الدرجة المؤلمة؟ أم أن المعلنين يريدونها منافسة علنية للمسلسلات ما داموا هم الأقوى ماليًا، وكيف يوافق المجلس الأعلى للإعلام على هذا، أم أن القضية بالنسبة إليه مجرد تلقى بلاغات والتحقيق فيها، إن الإعلانات تسعى لفرض واقع إعلانى جديد أشبه بالدراما، بكل أنواعها، فلا  بد من شخصيات ومواقف وحوارات فيها، خاصة إعلانات المدن الجديدة، والمشروعات السكنية، وشركات الاتصالات فما هى الحدود الفاصلة بين هذا وذاك؟ وهل من حق معلن أن يطرح علينا بإلحاح إعلانه الطويل جدًا عن منتجع جديد سكانه يجتمعون معًا فى الحديقة، متلاصقين، يأكلون ويضحكون وكأنهم لم يسمعوا عن الكورونا واحترازاتها، وإذا كان النجوم لا يريدون الغياب عن الشاشة، فهل عليهم أن يقوموا بالرقص والغناء وكل شىء لمراضاة المعلنين!

أفضل مسلسل

الاختيار2

أفضل ممثل

محمد فراج

جمال سليمان

أفضل ممثلة

منى زكى  

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

02.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. علا الشافعى :

صخب درامى وعلاقات إنسانية غير سوية!

مع كل موسم درامى رمضانى لا نتوقف عن طرح نفس السؤال وتحديدًا بعد انتصاف الشهر الكريم، حيث تدخل المسلسلات الدرامية المتنافسة فى حالة من الثبات الدرامى، قليلة هى الأحداث التى تأخذنا إلى تطور درامى فعلى، أو نرى انعكاساتها واضحة على الشخصية، وتقتصر المسألة على حوارات طويلة، أو إعادة المعلومات التى سبق أن عرفناها، وحتى لو كان هناك تطور ما عادة ما يكون فى إطار المتوقع وقليلة هى الأعمال التى لا تزال تحتفظ ببعض من الجاذبية، وبما أننا دخلنا فى تلك الحالة المكررة، من الثرثرة الدرامية رغم ما تشهده صناعة الدراما من تطورات وتجارب نراها على المنصات العالمية، فقد يكون هذا الأسبوع مثاليًا لتأمل طبيعة العلاقات الإنسانية، والتركيبات الدرامية الأكثر سيطرة ووضوحًا فى أكثر من عمل، والتى تتمحور فى معظمها حول نمط من الخيانات، والعلاقات غير السوية، وأصدقاء يتآمرون على بعضهم البعض، أو مواقف درامية تحمل كشفًا لأكثر من وجه قبيح تطل به بعض الشخصيات، وبالطبع الدراما عادة ما تركز عن كل ما يخرج عن القاعدة، وتتعامل مع حالات بعينها، ولكن توجد أيضًا دراما معنية بالتفاصيل البسيطة بموقف قد يغير حياة، وليس بالضرورة أن يكون أبطالها مرضى نفسيين وغير أسوياء، وبنظرة سريعة لتراثنا الدرامى سنجد أن الكثير من تلك المعانى تم تناولها، ولكن بشكل أكثر صدقًا وأصالة واحترافية، لذلك فالفارق كبير بين أن تصنع مسلسلاً مهمًا واحترافيًا، وبين حالة الضجيج والصخب الدرامى والتحولات المنهكة والمربكة، ولدينا مثلاً مسلسل (الشهد والدموع) أحد أيقونات الدراما المصرية ألم نشاهد فيه شقيقًا يتآمر على شقيقه، ويستحل ماله وحقه، ألم نر علاقات اجتماعية مبتورة بين أبناء الدم الواحد، علاقات حب تقوم على الانتقام، حب يشفى من المرض والغل؟ وكثيرة هى الأعمال المصرية الخالصة التى قدمت موضوعات تشبهنا تحكى عن بيئة وشخصيات نعرفها أو تحمل جزءًا منها، ولكن ما يعرض حاليًا قائم فى جزء كبير منه على نماذج مستوردة ويتم تركيبها بشكل أو بآخر لتناسب نجمًا أو نجمة بعينها.

وفى مسلسل (حرب أهلية) للنجمة «يسرا» ومن إخراج «سامح عبدالعزيز»، وتأليف «أحمد عادل» بطلتنا «مريم، يسرا» طبيبة تجميل مشهورة تمتلك مستشفى خاصًا، علاقتها متوترة بابنتها «جميلة عوض»، بعد انفصالها عن الزوج، الابنة التى عانت شعور التخلى من جانب الأم ورغم الحياة الثرية التى تعيشها إلا أنها تتحول إلى آلة من الأذى، طبيب نفسى «باسل خياط»، لم نشاهده فى مشهد واحد يعمل بجدية داخل عيادته يستغل مرضاه يتزوج «مريم» سرًا، ويوهمها بالمرض وأنها قريبة من الموت ليسرق مشروع عمرها وهو المستشفى الخاص بها ومتعدد العلاقات النسائية، ولذلك تتفق زوجته «فريدة» تجسدها «أروى جودة» مع «مريم» للانتقام منه.

أما النجمة «نيللى كريم» الموهوبة والممثلة المختلفة وصاحبة العديد من الأدوار المميزة والتى قدمت فى العام الماضى مسلسلاً حقق نجاحًا كبيرًا على المستوى النقدى والجماهيرى (بـ 100 وش)، فتقدم هذا العام مسلسل (ضد الكسر) من إخراج «أحمد خالد» وتأليف «عمرو الدالى»، وتدور أحداثه فى نفس أجواء العلاقات غير السوية لنكتشف بعد كل ما يحدث لسلمى بطلة العمل و«البلوجر» المعروفة والمتزوجة من رجل الأعمال «كريم، محمد فراج» أنها تخفى وتتستر على الكثير، بما فيهم محاولة شقيقتها الصغرى قتلها بشكل غير عمدى، وصديق زوجها «إياد، لؤى عمران» الذى يتآمر لهدم حياتهما.

وأكبر تجسيد لتلك الحالة من الصخب الدرامى هو مسلسل (نسل الأغراب) تأليف وإخراج «محمد سامى» والذى يتحمل حقًا مسئولية العمل بأكمله خصوصًا أنه المتحكم فى الكثير من عناصره، الكتابة والإخراج والديكور، لأننى لا أفهم كيف يكون لدى مخرج نجمان بحجم «أحمد السقا»، و«أمير كرارة» لديهما شعبية، وإنتاج كبير وتكون النتيجة بهذه الصورة، وللحديث بقية.

أفضل مسلسل

لعبة نيوتن 

أفضل ممثل

على قاسم

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

02.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. رامى عبد الرازق:

خلى بالك من زيزى.. مفاجأة النصف الأول من الموسم

من عيوب العروض الحصرية خلال الموسم الرمضانى أن بعض الأعمال التى يجب أن يتم عرضها على عدة شاشات وفى أوقات مختلفة من اليوم لا توضع لها خطة تسويقية جيدة، بينما يفوز بها العرض الحصرى لمجرد تحقيق العائد المادى، دون النظر إلى القيمة المعنوية التى يمثلها وصول منتج فنى متكامل العناصر إلى مختلف شرائح الجمهور المستهدف التى تستحق أن تتابعه.

باستثناء عنوانه الذى يلعب على تيمة المحاكاة الساخرة للفيلم السبعيناتى الشهير، ويمنح الجمهور انطباعًا أن العمل يدور فى أجواء هزلية، مما يتيح له تصنيف كوميدى آمن، إلا أن (زيزى) بالفعل هو واحد من أكثر الأعمال الموجودة خلال الموسم الحالى إخلاصًا لنوعه الحقيقى، بعيدًا عن الانطباعات المبدئية، إنه كوميديا اجتماعية سوداء على قدر جيد من النضج والتماسك سواء على مستوى رسم الشخصيات، كل الشخصيات تقريبًا، وبصورة متوازنة جدًا، أو على مستوى البناء الدرامى والصراع والتصاعد والإيقاع العام للعمل ككل.

صحيح أن العمل يدور فى طبقة اجتماعية معينة ترتفع كثيرًا عن مستوى الطبقة المتوسطة التى من المفترض أنها تمثل جزءًا أساسيًا من تركيبة المجتمع المصرى، بالإضافة لكونه يرتفع طبقيًا وثقافيًا بصورة شاسعة عن الطبقات الشعبية وتحت المتوسطة التى يمكن أن تعتبر أن ما تشاهده ينتمى لعوالم خيالية من حيث شكل البيوت وماركات السيارات ومستوى المدارس والجامعات وطبيعة العلاقات العاطفية والإنسانية بين الشخصيات، وصحيح أن كل هذه المظاهر المادية يمكن أن تمثل حاجزًا أساسيًا فى عملية التلقى النفسى والذهنى للأفكار أو المشاعر التى يريد المسلسل أن يتوقف أمامها! إلا أننا نظل أمام عمل ناضج على مستوى العديد من العناصر الفنية أبرزها بالطبع الكتابة الواعية التى تتعامل مع الأنماط النفسية للشخصيات، وطبيعة مشكلاتها ما بين الماضى والحاضر والمستقبل بصورة حساسة ودقيقة، بالإضافة إلى السيطرة الإخراجية على أداء الممثلين كى لا يجنحوا إلى الهزل، كنتيجة لوجود مساحة من الصراع الطريف خاصة بين «زيزى» بعصبيتها الشديدة وعدم قدرتها على التعامل مع انفعالاتها وبين بقية الشخصيات، وعلى رأسهم بالطبع زوجها «هشام» أستاذ الجامعة الهادئ المهذب أو محاميها «مراد» بقوة شخصيته ومقاومته لأى انجراف عاطفى تجاهها مرورًا بابنة خالتها «نيللى» بكل رقتها الحالمة، ومن قبلهم أمها مديرة البنك بشخصيتها الكلاسيكية وأبوها الذى ورثت عنه العصبية وكان سببًا رئيسيًا فى إفسادها.

يمكن أن نضيف أيضًا على مستوى الإخراج هذا التوظيف اللافت لمساحات الصمت والتركيز على التعاطى مع النظرات ولغة العيون والإيماءات البسيطة، ودقة التعامل مع الزمن الدرامى فى المشاهد التى تحتاج إلى إشباع شعورى مثل مشهد رفض «هشام» دخول «زيزى» البيت بعد أن شجّت رأسه وحرر ضدها محضرًا، أو مشهد قربهما الجسدى فى محاولته السيطرة على غضبها ورغبتها هى فى الاستسلام له، أو ما بعد الشجار الأخير قبل مشهد المواجهة أسفل عمود الإنارة، كل هذه المشاهد يتحول فيها الزمن الدرامى إلى ما يقارب الزمن الطبيعى للحياة لأن المعلومات التى يراد توصيلها شعورية بالأساس وتحتاج إلى كل الوقت كى تصل. وتجدر الإشارة إلى البناء الدرامى الذى يوازى ما بين «زيزى» و«تيتو» الطفلة الصغيرة ابنة أخت «مراد» وكأن السيناريو يلمح لنا من خلال التتابعات أن «تيتو» هى «زيزى» الصغيرة وأن «زيزى» هى «تيتو» بعد سنوات، ليصبح السؤال الدرامى هو: ما هى التحولات التى يمكن أن تمنع «تيتو» من أن تصبح «زيزى» جديدة! وهل يمكن أن تتخلص «زيزى» من «تيتو» التى لا تزال تعيش بداخلها؟ وتجعلها على هذا القدر من العشوائية والغضب والتشتت؟!

(خلى بالك من زيزى) هو إشارة لظهور عناصر إبداعية جديدة فى الكتابة «منى الشيمى وجمال أمين» واكتشاف مساحات طازجة فى إمكانيات «كريم الشناوى» الإخراجية، وتطور هائل فى عناصر الأداء الصوتى لـ«محمد ممدوح»، ونضج واضح لـ«أسماء جلال» بعيدًا عن تمثال الفتاة الجميلة، أما «على قاسم» فهو الآن مستعد تمامًا لأن يصبح واحدًا من أهم ممثلى جيله.

أفضل مسلسل

خلى بالك من زيزى

أفضل ممثل

محمد ممدوح

أفضل ممثلة

أمينة خليل

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

02.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد..ناهد صلاح:

خلّى بالك من الكوميديا

لا تحتاج الكوميديا إلى تقلص مساحتها فى الدراما التليفزيونية لرمضان هذا العام، كى تتأكد إصابتها بجدب وفقر، فى الوعى والثقافة وكذلك فى الخيال الإبداعى، فقد شاهدنا فى السنوات السابقة أعمالاً افتقدت تلك اللغة العميقة فى صناعة الضحكة الجميلة والكوميديا الحقيقية، واعتمدت على ممثلين ظنوا أن قدراتهم الذاتية وحدها كافية، فكانت النتيجة الحتمية فوضى فى إنتاج صنيع فنى هش، مسلسلات منقوصة، مرتبكة، عاجزة عن ابتكار لغة متجددة، ذلك نابع من أزمة الكتابة الفنية والموضوعات الساذجة والتمثيل السطحى.

غاب «عادل إمام» هذا العام، وخرج مسلسل (عالم موازى) من الماراثون الرمضانى لعدم استكمال تصوير مشاهده، بعد إصابة بطلته «دنيا سمير غانم» ووالدتها «دلال عبدالعزيز» المُشاركة فى المسلسل بفيروس كورونا، فأصبح الامتثال لحضرة الكوميديا مقتصرًا على: (أحسن أب، فارس بلا جواز، خلى بالك من زيزى، نجيب زاهى زركش).

إذن، لو اتفقنا على وجود خلل فى الدراما الكوميدية، يكشف عن الفراغ الدرامى والإنسانى فى أعمال عدة شاهدناها فى السنوات الأخيرة، ارتكزت على حركات وإيفيهات وحوارات بليدة، فإن مسلسلاً مثل (أحسن أب) نجد «على ربيع» هو الأب الذى يسعى أن يكون مثاليًا، على حسب السيناريو الذى يستخدم أدوات ساذجة لإضحاك عابر، بدون تقديم مواقف إنسانية مغلفة بكوميديا جدية، وهنا يظهر السؤال: هل أرادوا أصلًا التعبير عن مواقف إنسانية؟

من هذه النقطة، فإن نظرة لمسلسل (فارس بلا جواز) يجسد «مصطفى قمر»، فى حلقات متصلة منفصلة، شخصية «فارس» الذى تجبره ظروف خارجة عن إرادته للتفتيش عن عروس، نجد أن الممثل هنا لا ينتمى لتيار الكوميديا، كما أن التيمة ليست مبتكرة وتكشف عن بهتان فى الموضوع وإسرافه فى إثارة ضحك عَرَضى، مجرد مسلسل للتسلية ولا يعنيه غير ذلك.

حسناً، فالممثل ليس شرطًا أن يكون كوميديًا من الأساس، ليقدم هذا اللون، هذا ما نلحظه أيضًا فى مسلسل (خلى بالك من زيزى)، فالشرط الأساسى هو التجديد وبراعة الأداء، كما فعلت «أمينة خليل» فى مسلسل مصنوع بلغة مبسطة وسلسة، فيه هذا التلاقى الساخر بين التفاصيل والحكايات بدون ادعاء أو ثرثرة درامية، «زينب» تجد نفسها فجأة فى مواجهة تحول عنيف فى حياتها العائلية، تفشل محاولاتها فى الإنجاب ثم تخسر زوجها الذى يصارع هو الآخر بسبب علاقتهما، «زيزى»  تثير ضحك المشاهدين، لكن حركتها المفرطة وسلوكها العصبى، يتوارى خلفهما حكاية موجعة، أداء «أمينة خليل» بلغ الحد المدهش فى إظهار غضبها الداخلى وضياعها المخفى وأزمتها الذاتية.

مسلسل (نجيب زاهى زركش)، ربما يستدعى سؤالًا من نوع: هل يجب أن يكون الممثل الكوميدى مثقفًا، منتبهًا إلى أهمية الفعل الإبداعى فى الوعيين الفردى والجماعى؟ فى رأيى يجدر أن تكون الإجابة نعم، خصوصًا مع ممثل فى قيمة «يحيى الفخرانى»، فنحن أمام حالة متفردة يصعب معها اعتبار المسلسل على أنه مجرد رقم فى السباق الرمضانى، فسواء نسى صُنّاعه الإشارة إلى الفيلم الإيطالى (الزواج على الطريقة الإيطالية) (1964) إخراج «فيتوريو دى سيكا»، بطولة «صوفيا لورين»، «مارشيللو ماستوريانى»، أو مسرحية (فيلومينا ماتوراتو) تأليف «إدواردو دى فيليبو»، النص الأصلى الذى تم اقتباس العمل عنه، أم لم يفعلوا، إننا إزاء عمل ناهض فى المقام الأول على سحر النجم، على الرغم من أنه فى النص الأصلى المرأة هى محور العمل ومساحة دورها أوسع، حتى إن النص نفسه يحمل اسمها، لكن هنا «فيلومينا» أو «شفيقة» التى جسدتها «هالة فاخر»، تختفى ويكون النجم هو الأساس الذى تدور حوله الأحداث، بينما نجد «الفخرانى» لاعبًا بارعًا فى التحكم بالشخصية ومفرداتها وتفاصيلها وفى تفكيك معالمها وامتداداتها وفضاءاتها، إذ ينجح فى الإمساك بها من الداخل، والعمل على تطويعها وفقاً لمسار الحكاية.

أفضل مسلسل

نجيب زاهى زركش

أفضل ممثل

يحيى الفخرانى

أفضل ممثلة

أمينة خليل

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

02.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد .. رامى المتولى:

الصراعات العائلية عنوان مسلسلات رمضان 2021

العائلة والترابط الأسرى هما الموضوع الذى تركز عليه معظم مسلسلات رمضان 2021، العائلات فى دراما هذا الموسم التليفزيونى هم محل امتحانات متعددة وصعبة بشكل يكشف تطور صناع هذه المسلسلات واتصالهم بالشارع والمشكلات التى طرأت عليه بسبب التقدم والسوشيال ميديا والانفتاح عليها، مسلسل (الطاووس) تعامل بنمطية شديدة وقدم صورة وأداءً تمثيليًا وعناصر فنية تحمل روح تسعينيات القرن العشرين، الصورة العامة لا تواكب العصر وتبدو كأنها منعزلة عن التطور الحاصل حولنا، هذه العناصر تشمل اختيار «جمال سليمان» كبطل للعمل والذى على الرغم من قدراته التمثيلية الكبيرة إلا أن حاجز اللهجة مازال عائقًا أمام أدائه لشخصيات مصرية، نفس الحال مع اختيار طبيعة الشخصية التى تقدمها «سهر الصايغ» والتى لا يختلف أى شخص أيضًا على قدراتها وموهبتها الكبيرة، لكن الطبيعة المنكسرة والتصرفات التى تتسم بالسذاجة الملتصقة بالشخصية لا تتناسب مع الوقت الحالى بطبيعته مع اختلاف التعاطى مع قضايا الاغتصاب والتحرش.

فشلت «زينة» أيضًا بمسلسلها (كله بالحب) و«روجينا» بمسلسلها (بنت السلطان) فى أن يتعاملا مع قيمة العائلة كمحرك لطبيعة الشخصيات وتفاعلها، الفكرة فى المسلسلين تعتمد على تأثير العائلة واختيارات أفرادها بالأساس، لكن فى الحقيقة هى تناقش موضوعات مستهلكة ودراميًا استنفذت صلاحيتها وفقدت أى جاذبية مع الأداء التمثيلى المبالغ فيه، والمط والتطويل ومحاولات ملء الفراغ الذى يكشف عن ضعف فى السيناريو والقدرات المتواضعة لمخرجيهما وبسببهما غاب المسلسلان عن المنافسة تمامًا، نفس الشىء مع مسلسل (ضل راجل) الذى يتصدى لموضوع قريب الشبه من مسلسل (الطاووس) وبطريقة ميلودرامية، ورغم أن عنصر التمثيل أفضل بمراحل من المسلسلات السابقة،فإنه  كعادة المسلسلات الميلودرامية فى شكلها الكلاسيكى والتى حققت نجاحات كبيرة بلغت ذروتها فى منتصف التسعينيات يميل للمط والتطويل والكثير من البكائيات، واعتماد أقل على التكنولوجيا بشكل غير منطقى خلافًا لما يحدث حاليًا، حيث كان يمكن الوصول لأسماء مرتكبى الحادث بأكثر من طريقة بدلًا من تكرار استجواب شهود الحادث أكثر من مرة مما سيجبر الصناع على اختزال الحلقات العشر الأولى على الأكثر فى حلقتين.

فى المقابل أمام هذه السلبيات فى التصدى لتيمة العائلة وصراعاتها نجد مسلسلات أخرى متفوقة استطاعت استخدام هذه التيمة والتعامل معها بأشكال متنوعة، أبرزها (ضد الكسر) الذى يستغل الشخصيات ودرجة قربها عاطفيًا داخل الأسرة الواحدة فى تحريك الأحداث وبشكل مثير ومحفز على متابعة المشاهدة، فمع كل حلقة نكتشف تفاصيل جديدة تزكى الصراع وتساهم فى تعقيده بشكل فنى جيد لا مقحم، فى مسلسل (حرب أهلية) نتعامل مع الأمراض والعقد النفسية وتفاصيل أخرى لها علاقة بالصراع التقليدى بين الطبقات، وكلا المسلسلين سواء (ضد الكسر) أو (حرب أهلية) معاصران ويواكبان التكنولوجيا والتفاصيل الحياتية الصغيرة ويستخدمانها فى تحريك الحبكات الدرامية الفرعية، لذلك المسلسلان متفوقان.

التركيز على المرض ودوره وتأثيره فى ترابط وتفكك الأسرة بسبب الجهل بالعلاج أو التعامل معه على أنه سلوك عادى، هو محور أحداث مسلسل (خلى بالك من زيزى)، الشخصيات وتفاصيلها واضحين بشكل كبير، التعامل مع الكثير من المشاكل التى تواجه المجتمع ولا تحظى بالاهتمام الجيد بأسلوب مبسط وجمالى أيضًا متوافر فى المسلسل ،فمن خلاله نتابع تأثيرات التنمر عند الأطفال والكبار كمثال إلى جانب مشكلات أخرى، وبالشكل الذى يجعل المسلسل الأكثر تصديًا للمشاكل العاطفية خاصة مع المشكلات التى ظهرت بسبب التطور والانفتاح على أدوات تواصل متقدمة تكنولوجيًا.

مسلسل (الاختيار 2: رجال الظل) أستفاد فنيًا لحد كبير بعد التركيز بشكل كبير على العائلة والأسرة وقيمتهما، ففى الوقت الذى كان واحد من الانتقادات التى وجهت للمسلسل فى الجزء الأول وهو غياب البعد العائلى للشخصيات، وهو الأمر الذى أدى لتسطيح الشخصيات على الشاشة ولجأ الجمهور للتقارير المكتوبة والشهادات على مواقع التواصل الاجتماعى لسد الفراغ، وهو ما تم تداركه فى الجزء الثانى وبشكل مكثف وعلى أكثر من محور، وهو ما انعكس فنيًا على المسلسل بشكل إيجابى.

أفضل مسلسل

خلى بالك من زيزى

أفضل ممثل

على قاسم

أفضل ممثلة

 جميلة عوض

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

02.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد .. عبد الله غلوش:

له ما له وعليه ما عليه

لست هنا بصدد الدفاع عن «محمد رمضان»، لا أبحث له عن مبررات أو أعذار، ولكن أحاول أن أبحث عن تفسير لانصراف عدد ليس بالقليل من جمهوره عن متابعته والوقوف فى ظهره مثلما كان يتباهى فى أغنيته الشهيرة «نمبروان».

على الصعيد الفنى يقدم «محمد رمضان»، «موسى» واحدًا من أفضل وأرقى أعماله التليفزيونية فى شهر رمضان الحالي، مسلسل جيد الصنع من جميع الوجوه، تمثيل ونص وديكور وملابس وتصوير وإخراج وإنتاج، ويستحق فعلًا وصف «ملحمة».

مسلسل يرصد مرحلة زمنية مهمة فى تاريخ مصر، وكيف وقف الشعب المصرى وأهل الصعيد فى مواجهة الاستعمار الإنجليزي.

مسلسل لا يدعو للعنف والبلطجة وهى التهمة التى كانت توجه لمعظم أعماله السابقة، وتخلى فيه أيضًا عن عدد كبير من الكلشيهات التى كانت تميز مسلسلاته، مثل ظهوره فى دور الابن والأب، ودخوله السجن ظلمًا، وخروجه منه للانتقام.

مسلسل يعتبر بطولة جماعية، ولا يستأثر لنفسه بطله الرئيسى بنصيب الأسد من عدد المشاهد، بل إن حلقات عديدة تمر ولا يظهر فيها سوى مرة أو مرتين على الأكثر.

على المستوى الشخصى ارتكب «محمد رمضان» عددًا من التصرفات التى لا تصدر من نجم يصف نفسه بلقب «نمبر وان»، قبل بداية شهر رمضان الكريم دخل فى معركة كلامية لا داع لها مع الإعلامى «عمرو أديب»، وما وصفه البعض بالشماتة من وقف مسلسل «الملك» لـ«عمرو يوسف»، بعدها هدأت الأمور بعض الشيء وابتعد بطل مسلسل «موسى» عن تصريحاته وتصرفاته المستفزة، إلى أن جاءت حلقة الطوفان التى حققت نجاحًا وصدى واسعين بين الجمهور، وكانت سببًا فى دخول مسلسل «موسى» لقائمة التريند لأول مرة منذ بداية الشهر الفضيل، وهنا عادت ريما لعادتها القديمة وعاودته أعراض جنون العظمة من جديد، ولم يجد «رمضان» مرة أخرى الصديق المخلص الذى يكبح جماح غروره ويرشده للطريق الصحيح، وهو ما دفعه لارتكاب 3 أخطاء كارثية فى أقل من 48 ساعة، البداية كانت مع نشره رثاء للطيار الراحل «أشرف أبو اليسر» بطل الأزمة الشهيرة التى تجمعهما منذ فترة، من خلال صورة تجمعه مع «عمرو دياب ودينا الشربيني» وكأنه يوجه رسالة غير مباشرة عن طريق تلك الصورة، التى تسببت فى موجة من الانتقادات التى طالته ودفعته لحذفها واستبدالها بصورة أخرى، بعدها دخل «رمضان» فى أزمة جديدة بطلها العملاق الراحل «إسماعيل ياسين» بسبب مشهد فى مسلسل «موسى»، اتهمه فيه البعض بمحاولة النيل من تاريخ واحد من رموزنا الفنية الكبيرة، الأمر الذى دفع أسرة المسلسل لإصدار بيان اعتذار وتوضيح مؤكدة فيه أنها تكن كل الاحترام والتقدير للأسطورة «إسماعيل ياسين» وهو ما سيثبته السياق الدرامى للشخصية فى الحلقات المقبلة، ولم تمر سوى ساعات وقامت الدنيا من جديد على محمد رمضان بعد نشره لـ «سكرين شوت» يضع فيها حذاءه فوق صورة لـ«محمد عادل إمام»، وهو ما أعاد للأذهان حرب تصريحات قديمة جمعت بين الطرفين خلال الشهور الماضية.

بإختصار ما نجحت فيه حلقة «الطوفان» فى مسلسل «موسى» أفسده «محمد رمضان» بنفسه، وبعد أن كنا نسمع عبارات الإشادة بالمخرج «محمد سلامة» والسيناريست «ناصر عبدالرحمن» ومدير التصوير العالمى «محمد مختار»، أصبحنا نتحدث عن تصريحات وتصريحات و«بوستات وستوريز» بطل العمل.

 ربما يرى «محمد رمضان» فى إثارة الجدل نجاحًا، وربما يعتقد أن التريند حتى لو كان سلبيًا هو أفضل من خروجك من قائمة التريند نهائيًا، وربما يحاول أن «يشوشر» بتلك التصرفات على نجاح طاغٍ يحققه غيره من النجوم على الأرض، وعلى السوشيال ميديا بدون مجهود أو عناء، وعلى رأسهم الثنائى «كريم عبدالعزيز» و«منى زكي».

الخلاصة، أن الجمهور لم يعد يفرق بين الإنسان والفنان، وأن تصريحاتك وتصرفاتك سنتعكس سلبًا أو إيجابًا على مدى تقبل الجمهور لأعمالك، وأن «محمد رمضان» بحاجة لمدير أعمال شاطر وأمين وزكى يستشيره وقت الحاجة، ويعلمه كيف يتصرف وكيف يعيد الجمهوره ليقف «فى ضهره» من جديد.

أفضل مسلسل

(الاختيار 2

اللى مالوش كبير

أفضل ممثل

كريم عبدالعزيز 

طارق لطفى

أفضل ممثلة

منى زكى

أمينة خليل  

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

02.05.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004