ملفات خاصة

 

لاحق

>>

05

04

03

02

01

<<

سابق

 
دراما رمضان التلفزيونية لعام 2021

12th APR - 12th MAY 2021

 
دوري النقاد

إشراف رئيس قسم الفن بمجلة روز اليوسف: شيماء سليم

 

عصام زكريا - مجدى الطيب - ماجدة موريس- علا الشافعي- رامي عبد الرازق- ناهد صلاح- رامي المتولي- عبد الله غلوش

 
 
 
 
 
 
 
 

دورى النقاد.. عصام زكريا:

صورة مبهرة وحوار ممل!

هات مسلسلين ثلاثة، أو فيلمين ثلاثة، قطعتين موسيقيتين ثلاثة، واضربهم فى الخلاط، وسيخرج لك مسلسل أو فيلم أو لحن موسيقى جديد، عالمه مألوف ولكن يصعب أن يتعرف أحد على أصوله، وحتى لو عرفوا سيمكنك دائما أن تقول إنها صدفة، أو أنه تأثر مشروع، وعلى أضعف الإيمان ستقول إنك كنت تنوى الإشارة للمصادر ولكن نسيت!

لقد تحولت مشاهدة الأعمال التليفزيونية المعروضة فى رمضان هذا العام إلى لعبة الذاكرة، إذ يضيع معظم الوقت فى تذكر أين شاهدت وسمعت هذه القصة والشخصيات والموسيقى من قبل.

هناك ارتفاع ملحوظ فى مستوى الدراما التليفزيونية المصرية لا يمكن إنكاره، خاصة فى التصوير والتمثيل والإخراج، ولكن أيضا هناك ضعف ملحوظ فى عدة عناصر، على رأسها الكتابة والموسيقى

لا مجال للمقارنة مع معظم الأعمال الأجنبية الأمريكية والأوروبية التى نراها على المنصات والفضائيات، والتى ذابت فيها الفوارق الفنية بين المسلسل التليفزيونى والفيلم السينمائى حتى كادت أن تتلاشى، ومن الظلم أن نضع هذه الأعمال فى سياق واحد مع المسلسلات المصرية، ولكن حكمنا يعتمد على مقارنة مسلسلات اليوم بغيرها من المسلسلات المصرية القديمة.

لم تزل كتابة السيناريوهات تعتمد على ملء الفراغ بمساحات لا تنقطع من الثرثرة والمط والتطويل على حساب الصورة والحبكة والإيقاع، وزاد الاعتماد على «الاقتباس» والسطو على الأعمال الأجنبية والمصرية، حتى كاد المرء، كما تقول الست، يشك فى نفسه. وللأسف، حتى الأعمال المكتوبة جيدا كقصة وحبكة وشخصيات، تعانى من حوارات طويلة مملة، وبعضها مثل «القاهرة كابول» يعانى من الرغبة فى الوعظ وإلقاء الحكم والنصائح بشكل مبالغ فيه.

فى التمثيل يبرز محمد ممدوح فى كل من «لعبة نيوتن» و«خلى بالك من زيزى»، لكن ممدوح لديه مشكلة فى النطق تجعل كلماته غير مفهومة أو مسموعة للبعض، لكنه أفضل من يقدم شخصية «الرجل المتوسط» average man، الذى يشبه الناس العاديين، ويمثل كما يتصرف ويتكلم الناس العاديون، ومهما كان من حوله يزعقون ويحزقون، يبدو محمد ممدوح عاديا وطبيعيا حتى وهو يقتل.

يبرز أيضا الثلاثى طارق لطفى وخالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب فى «القاهرة كابول»، لكن الشخصية التى يؤديها فتحى عبدالوهاب أكثر تركيبا وثراءً، وهو يؤديها بنعومة وتمكن. كما يبرز الثلاثى كريم عبدالعزيز وأحمد مكى وإياد نصار فى «الاختيار 2»، رغم أن أدوارهم ذات بعد واحد، حتى الآن

أحمد عز طور نفسه كثيرا مع مرور السنوات، بعد أن كان يعتمد فقط على وسامته وإجادته لأداء «الإيفيهات» الظريفة، وتمثيله فى «هجمة مرتدة» جيد بشكل ملحوظ، ربما لأن الشخصية تناسبه تماما

بجانب هذه الأسماء لم يزل يحيى الفخرانى يؤدى شخصية «نجيب زاهى شركس» بسلاسته المعتادة، رغم أن هناك اسم ممثل آخر مبدع فى المسلسل، وهو الممثل محمد محمود الذى يلعب دور طريف خادم القصر المخلص، وأعتقد أن هذا الدور نقلة كبيرة فى مسيرته.

الأدوار النسائية الجيدة قليلة هذا العام، ومعظم الممثلات يخفين ملامحهن تحت طبقات من الجيلاتين والسيلكون والماكياج، ولكن يبرز من بينهن سهر الصايغ فى «الطاووس»، نيللى كريم وتارا عماد فى «ضد الكسر»، أمينة خليل فى «زيزى»، بين أسماء قليلة أخرى.

كما ذكرت هناك ارتفاع عام فى مستوى الإخراج، وأبرز المخرجين المتمكنين من أدواتهم بشكل ملفت بيتر ميمى فى «الاختيار2»، أحمد علاء الديب فى «هجمة مرتدة»، أحمد خالد فى «ضد الكسر» وتامر محسن فى «لعبة نيوتن».

فى النهاية إذا كان ينبغى أن أذكر اسما واحدا فقط لكل فرع من «دورى النقاد» هذا الأسبوع، فهذه اختياراتى.

 أفضل مسلسل

الاختيار2

أفضل ممثل

فتحى عبدالوهاب

أفضل ممثلة

تارا عماد

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

25.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. مجدى الطيب:

الزلزال الذى ضرب (القاهرة: كابول)!

«القادمون من الخلف»، تعبير كُروى شهير، يستهدف التحذير من المفاجآت غير المتوقعة، وغير الموضوعة فى الخُطة، التى تقلب المباراة، وتقود إلى نتيجة رائعة، لم تكن فى الحسبان، وهو ما ينطبق، بالضبط، على مسلسل (القاهرة : كابول)، الذى كان من المُقرر عرضه، فى الموسم الرمضانى الماضى، لكن جائحة «كورونا» حالت دون استكمال تصويره، ولما وجد لنفسه مكانًا، فى الموسم الحالى، لم يكن أكثر الناس تفاؤلاً يتوقع ما فعله، من إنجاز، وضعه على قمة السباق الدرامى الرمضانى!

احتل مسلسل يقوم ببطولته «طارق لطفى» القمة، فى وجود مسلسلات بطولة«نجوم سوبر»؛ لأنه تخلّص من «الإرث» المُعتاد فى دراما «العصف الذهنى» أو «غسيل المخ»، التى يلتبس عند البعض مفهومها، ويظنها فرصة للخطاب المباشر، والنبرة الغليظة، المليئة بالصراخ والزعيق، والتلقين، التى نجح المؤلف «عبدالرحيم كمال»، ومعه المخرج «حسام على»، فى استبدالها بجرعة إنسانية، وفنية، قوامها السلاسة، والشخصيات الواقعية، وأسلوب السرد الشيق، الذى  لا يتعالى على الجمهور، لكنه يستهدف عقله، قبل مشاعره، رُغم صعوبة، وحساسية، الاقتراب من مثل هذه القضايا، التى تتناول ظاهرة الإرهاب، باسم الدين، أو ما يُطلق عليه البعض «الإسلام السياسى»!

فى «القاهرة كابول» مَشاهد تُصدمك، لفرط جدّيتها، وأخرى تحبها لصدق مشاعرها؛ فمن المؤكد أن زلزالاً ضربك بقوة، وأنت تُشاهد المخرج «خالد، أحمد رزق»، وهو غارق فى دمائه، بعد اغتياله، بينما تُدرك، فى قرارة نفسك، أن العميد «عادل، خالد الصاوى»، ضابط الأمن الوطنى، هو المُستهدف بالاغتيال الخسيس، الذى يقف وراءه صديقهما الإرهابى «رمزى، طارق لطفى»، الذى لم يولد كذلك؛ بل كان شاعرًا، خجولاً، وقع، فى طفولته، ضحية من أفسد عقله، و«غسل مخه»، وأدخل فى روعه، أن الاستماع لأم كلثوم «حرام»، والصلاة خلف أمّه وأبيه، «غير شرعية»، وأن عليه اعتزال «المجتمع الكافر»، وكانت النتيجة، المنطقية، أن باع نفسه، بعدما صار مهندسًا، للشيطان، طمعًا فى لقب «خليفة المُسلمين»!

فى سياق المفاجآت نفسها قلب مسلسل (الطاووس) الأوضاع، والتكهنات، بعد أن تجاوز سقطته الدرامية، التى بدا خلالها، وكأنه عن فتاة اغتصبوها؛ لأنها «شربت حاجة أصفرا»، وأصبح رقمًا صعبًا، فى السباق، وجاء قرار لجنة رصد الأعمال الدرامية، التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بإيقافه، والتحقيق مع المسئولين عن إنتاجه، بالإضافة إلى مسئولى القنوات، التى تقوم بعرضه، بحجة «استخدام لغة لا تتفق مع الأكواد التى أصدرها المجلس، والتى تؤكد على ضرورة إعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية أو الحط من شأنها، أو إظهارها فى صورة تسىء إليها»، ليلفت الأنظار إليه، وقضيته، بينما لم تُفلح أى دعاية فى إنقاذ (أحسن أب)، بطولة على ربيع، أو انتشال (فارس بلا جواز)، بطولة المطرب «مصطفى قمر»، من كبوته، بعكس مسلسل (المداح)، بطولة المطرب «حمادة هلال»، الذى استحوذ على اهتمام مَن قادته الظروف لمشاهدته، وهو الأمر الذى ينطبق على مسلسل (اللى مالوش كبير)، الذى خيب ظن بعض من راهنوا على فشل تجربة الجمع بين «ياسمين والعوضى»، وجاءت التجربة مثيرة، كأحداث (حرب أهلية)، التى لم تعتمد على نجومية «يسرا وباسل خياط»، لكنها أتاحت الفرصة لمواهب كثيرة واعدة؛ مثل: «جميلة عوض، مايان السيد، سينتيا خليفة»، بينما احتفظ (لعبة نيوتن)، بحميميته، فضلاً عن تميزه البصرى، و(الاختيار 2: رجال الظل)، بجاذبيته، وجماهيريته، وإثارته لجدل لا ينتهى؛ خصوصًا مَشاهد فض رابعة، وصار (نجيب زاهى زركش)، أقرب إلى «فيلم المهرجانات»، و(ضد الكسر)، بطولة «نيللى كريم ومحمد فراج»، إلى مسلسل بوليسى، بينما انحرفت بعض الأعمال «عن مسارها»، بعدما كانت تَعد بالكثير؛ مثل: (موسى)،(نسل الأغراب)، (هجمة مرتدة). وفى حين انهارت مقاومة بعض المسلسلات؛ مثل: (ملوك الجدعنة)،(بنت السلطان)، (لحم غزال)، (خلى بالك من زيزى)، و(ولاد ناس)، ولا يزال هناك بصيص أمل لدى بعض المسلسلات، فى تحسين أوضاعها؛ مثل: (قصر النيل)، (بين السما والأرض)، (وكل ما نفترق)،(كله بالحب) و(ضل راجل)

أفضل مسلسل

القاهرة كابول

أفضل ممثل

طارق لطفى

أفضل ممثلة

ياسمين عبد العزيز

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

25.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. ماجدة موريس:

حول الاختيار الأول للمشاهد وهل هو الأخير؟

هل من الضرورى أن يرى المشاهد كل المسلسلات فى مهرجان رمضان الدرامى؟ وماذا يفعل الناقد الذى لا بد أن يقوم بعمله على الوجه الأفضل؟ السؤالان قفزا إلى ذهنى بعد أسبوع من المشاهدة، وبعد جهد مبدئى لفرز الأعمال فى الأيام الثلاثة الأولى، واختيار الأفضل بالنسبة لى، والأفضل هنا ممكن الاختلاف عليه، لكنه ليس اختيارًا مزاجيًا، ولكن له قواعده، ومنها الثوابت، مثل الأعمال الوطنية أو المخابراتية أو السياسية، وبالتالى، وربما للمرة الأولى فى تاريخ الموسم الدرامى السنوى تجتمع ثلاثة أعمال مرة واحدة فى هذا الإطار، مع اختلافها وهى (الاختيار٢)، (هجمة مرتدة)، و(القاهرة:كابول)، والتى تتناول تاريخنا الحديث، جدًا، مع الإرهابيين، وكارهى الوطن، ومن هم، وكيف حدث هذا، وتتناول أيضًا مساحات من الجدل والتفاعل بين الداخلين والعاملين فى مؤسسات الأمن الوطنى، أيًا كانت، وبين البعيدين عنها، بكل هوامشهم، وهو ما نكتشفه بالتدريج فى علاقات(سيف) بأداء أحمد عز في (هجمة مرتدة)، للكاتب دويدار الطاهر، والمخرج أحمد علاء الديب، وهو أداء يشوبه نوع من الحرص الشديد مع الاستهتار أيضًا، فى علاقاته مع الناس حوله فى العراق إبان الاحتلال الأمريكى لها، ومساحة الحرية التى أتاحها لنفسه، والتى تجافى هويته كعميل سرى، وهو ما دفع رئيسه بالقاهرة (بأداء هشام سليم) إلى إبعاده عن العمل المخابراتى بعد استدعائه فى حسم، كان دافعه سوء التزامه بتعليمات الجهاز، (ولنتذكر هذه العلاقات وكيف كانت تتم فى أعمال خلّدتها الذاكرة مثل (رأفت الهجان) وغيرها، ثم يأخذنا هذا إلى علاقات أخرى، مفتوحة بين أصدقاء الشارع.

والجيرة وما نكتشفه بصورة مختلفة في (القاهرة كابول) من خلال علاقة الصداقة التى نمت بين أصدقاء الطفولة فى حى السيدة زينب، والذين فرقت بينهم السبل حين كبروا، فأصبح أحدهم ضابط أمن وطنى، (خالد الصاوي)، والثانى إعلاميًا شهيرًا (فتحى عبدالوهاب)، والثالث مخرجًا سينمائيًا (أحمد رزق)، والرابع أمير جماعة إرهابية، وخليفة لها (طارق لطفي)، وفى المسلسل الذى كتبه عبدالرحيم كمال بعد خبرة طويلة بالكتابة عن الناس ودواخلهم، وأخرجه المخرج الشاب حسام علي بإجادة وقدرة على إدخالنا عوالم مختلفة، بعضها غرائبى، نجد أن الزمن لم يبتعد بنا كثيرًا منذ عهد مجاهدى أفغانستان، خاصة مع استمرار أفكارهم لدى الكثيرين، بعد أن ذهبوا وتركوا الملعب لفرق أخرى، ومن هنا تأتى أهمية هذا الجزء الثانى من مسلسل (الاختيار)، ولا أرى اسم (رجال الظل) منصفًا، فالجميع يعرف بطولات الشرطة، كما نعرف بطولات الجيش، ولكن ما لم نعرفه من خلال هذا العمل كان أكبر مما عرفناه منذ سنوات قليلة، وبالتحديد ما حدث عند فض اعتصام الإخوان وفرقهم فى ميدان رابعة، والذى قدمه المسلسل الذى كتبه هانى سرحان، وأخرجه بيتر ميمى فى الحلقة الخامسة، ليرينا من خلال الوثائق المصورة الحقيقية عام ٢٠١٣، وقبل الدراما، ماذا فعل المعتصمون فى الميدان، وأى تخطيط كانوا يدعون إليه العالم، وكيف كانت المتفجرات تصنع فى زوايا الاعتصام التى تسببت فى طرد كثيرين من سكان المنطقة من بيوتهم، الجمع بين الدراما وأبطالها هنا (كريم عبدالعزيز وأحمد مكى وغيرهما) نجح أحيانًا وأخفق أحيانًا أخرى، بقوة الحدث، أى فض الاعتصام، وما تلاه من انتقام الإخوان وأعوانهم من أقسام شرطة عديدة، وسحل مأمور بأحد أقسام الهرم (قام بدوره أشرف عبدالباقي) والهجوم على كنائس عديدة. كل هذا كان يرشح هذا الحدث ليكون فيلمًا وثائقيًا بامتياز، وعرضه وحده تأكيدًا على أهميته، والتى أوصلت الإخوان إلى الرد على الحلقة يوم الأحد الماضى بڤيديو يصور قتل المواطن المصرى نبيل حبشى فى سيناء، ومن هنا تأتى أهمية مسلسلات بناء الوعى، فى رمضان، وفى بقية الشهور.

ففى وجود الإرهابيين لا بد من دعم محبى الوطن وأبطاله، دائمًا

أفضل مسلسل

لعبة نيوتن 

نجيب زاهى زركش

أفضل ممثل

محمد فراج

هشام سليم

أفضل ممثلة

منى زكى

هند صبرى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

25.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. علا الشافعى:

هل ينقذ التمثيل (القاهرة كابول) من فخ النمطية والكليشيهات؟

لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية المَرحلة التاريخية التى يتناولها مسلسل (القاهرة كابول) تأليف «عبدالرحيم كمال» وإخراج «حسام على»؛ خصوصًا أنها من الفترات التى لم تتطرق لها الدراما المصرية بشكل واضح وصريح؛ حيث كانت هناك لمحات عنها ليس أكثر قدّمها الكاتب المخضرم الراحل «وحيد حامد» فى مسلسله (بدون ذكر أسماء)، ولذلك هناك حالة من الترقب والمتابعة الجدّية والمُحمّلة بالكثير من التساؤلات حول المسلسل الذى بدأ فى حلقاته الثلاثة الأولى بداية قوية وكان مشهد اجتماع الأصدقاء الأربعة فى شقة الإعلامى «طارق كساب، يجسده فتحى عبدالوهاب» فى لندن هو المؤسّس والكاشف لعلاقتهم من خلال مَشاهد الفلاش باك؛ حيث كانوا يحكون ويتبادلون الذكريات والقفشات.

المشهد الذى نفذه المخرج «حسام على» بحرفية وانضباط كبيرين، جعلته يتصدر فى نسب المشاهَدة والتساؤلات حول المسلسل والإشادة بأبطاله «طارق لطفى وخالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب وأحمد رزق وحنان مطاوع»، ولكن بعد ذلك تحول الأمر إلى خُطب شديدة المباشرة، واستعراض لأفكار المؤلف التى حملها لبعض شخصيات العمل لتتحول الحلقات إلى سلسلة من المحاضرات الحوارية الطويلة. فلماذا وقع المؤلف فى هذا الفخ؟

المفارقة أن هناك الكثير من المواد التاريخية المنشورة التى توثق لتلك المرحلة بمختلف التفاصيل، ولا أعرف هل تجاهلها المؤلف «عبدالرحيم كمال» لأنه لم يرغب فى الدخول إلى حقل الألغام؟ إذ إنه من غير المعقول أن يكون «رمزى المتطرف التكفيرى- طارق لطفى» نبتًا شيطانيّا وأنه فقط ضحية لجارهم وقريبه المتطرف «غريب- يجسده بحرفية محمد عز»، والذى حوّله تمامًا من طفل ينتمى لأسرة متوسطة يستمتع باللعب والذهاب للسينما والغناء إلى متطرف يرغب فى أن يصير خليفة للمسلمين ويحكم العالم، فهل الأمر بتلك البساطة، وأين الدور الذى لعبته بعض أجهزة المخابرات العربية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية فى إرسال المئات من الشباب العرب إلى أفغانستان بدعوى محاربة الإلحاد الشيوعى، وهل يجوز أن نقدم عملًا تاريخيّا يتحدث عن فترة باتت واضحة المعالم، وهناك الكثير من المعلومات المتوافرة والموثقة عنها بشخصيات تبدو وكأنها منزوعة من سياقها مع الاكتفاء بجملة أن تلك الشخصيات «من وحى خيال المؤلف وليس لها علاقة بالواقع»، رُغم أن كل مَن يشاهد المسلسل يستطيع ببساطة الربط بين شخصيات العمل وشخصيات حقيقية نعرفها تمام المعرفة؟!.

(القاهرة كابول) توافرت له إمكانيات كبيرة للخروج فى أفضل صورة بدءًا من مخرج موهوب ومدير تصوير متميز ونجوم من أصحاب المواهب التمثيلية العالية يعرفون كيفية تجسيد الشخصيات بمهارة وحرفية عاليين بدءًا من انفعالاتها الداخلية توظيف لغة الجسد وتعبيرات الوجه، وتلويت الصوت بدرجات مختلفة حسب طبيعة المشهد، وأعتقد أن جزءًا كبيرًا من استمرار متابعة المسلسل هو وجود هؤلاء النجوم وعلى رأسهم «طارق لطفى وحنان مطاوع وخالد الصاوى وأحمد رزق وفتحى عبدالوهاب» الذين يتحملون حتى هذه اللحظات مباشرة النص ونمطية رسم الشخصيات والكليشيهات الكثيرة الموجودة فى النص، ولولا الوعى الذى يمتلكه كل من نجوم العمل لفقد المسلسل الكثير من بريقه، فهناك متعة حقيقية فى مُشاهدة نجوم يشخصون بهذا الهدوء، بعيدًا عن الصراخ واستسهال الفعل ورد الفعل.

الحقيقة أن سقف التوقعات والطموحات للمسلسل كانت كبيرة للغاية؛ خصوصًا أننا فى أمَسّ الحاجة لتقديم مثل هذه النوعيات من الأعمال الدرامية، ولكن بشكل أكثر جاذبية، وقد يتحمل المُشاهد فكرة الخطابة والمباشرة لبعض الوقت ولكن ليس طوال وقت الحلقات والتى يصل عددها إلى 30 حلقة، وسبق أن شاهدنا أعمالًا تتناول تاريخنا لكبار المؤلفين ومنهم «أسامة أنور عكاشة، ووحيد حامد» كانت مليئة بالمتعة الفنية رُغم أن بعضها لم يكن يخلو أيضًا من المباشرة، ولكنها القدرة على ابتكار حالة فنية مميزة وغنية بالتفاصيل.

أفضل مسلسل

لعبة نيوتن 

أفضل ممثل

طارق لطفى

أفضل ممثلة

حنان مطاوع

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

25.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. رامى عبد الرازق:

موسى.. سؤال الأصالة وإعادة التدوير

يتحرك «محمد رمضان» فى مسلسله الجديد هذا الموسم من منطقة شعبوية آمنة إلى أخرى أكثر أمنًا (الدراما التى تدور فى الصعيد)، صحيح أنها ليست المرّة الأولى التى يذهب إلى هناك؛ حيث قدّم قبل بضعة أعوام مسلسل (نسر الصعيد)، لكن هذه المرّة تبدو مختلفة على عدة مستويات، أولها هو الطابع البصرى المميز الذى لم يكن جزءًا من الصورة التقليدية لمسلسلات «محمد رمضان»، والذى يقف خلفه عنصرا التصوير لـ«محمد مختار» والإخراج لـ«محمد سلامة»- الذى يمكن اعتباره أحد أهم مكاسب صناعة الصورة فى الموسم الحالى- أن الشرائح المتابعة لمسلسل «رمضان» لم تكن معتادة على هذا النوع من التأصيل البصرى للحكاية، عبر استخدام موتيفات النور والظل وتوظيف البيئات المكانية ومصادر الإضاءة التى تنتمى للحقبة الزمنية (الأربعينيات)، كان «رمضان» يستحوذ فى حضوره العنيف والشعبوى من خلال الحوار المسجوع والموسيقى ذات الطابع الميلودرامى الفج على الصورة طوال الوقت، مع وجود هامش معقول لظهور قدرات تشخيصية لبعض الممثلين المشاركين، ولكن ظلت شخصيته البصرية كمحور للحكاية بكل تفاصيله التقليدية هى المسيطرة لسنوات على صناعة الصورة فى أى عمله يقوم ببطولته- ربما باستثناء مسلسل (البرنس) العام الماضى- مع ضرورة الإشارة إلى أنه يقوم بأداء شخصية واحدة فقط فى (موسى) وليس شخصيتين كما فى غالبية الأعمال السابقة.

ثم لدينا سيناريو «ناصر عبدالرحمن» الذى يعتمد على تقديم عدد من القصص والتيمات التراثية الشهيرة، يجمعها محور أساسى، وهو أنها جميعًا من بطولة «رمضان» نفسه، بداية من الاسم (موسى) المرتبط باسم الشخصية الدينية الأشهَر ذات الصلة بالماء والنيل- على اعتبار أن «موسى» فى المسلسل صياد تماسيح- لكنه يمارس مهنة النبى «داود» (الحدادة)، كما يشير هو نفسه فى بداية حكيه لقصته، مرورًا بتحوله السريع والقافز دراميًا إلى «خُط الصعيد» بعد انضمامه للمطاريد- فجأة نجده بعد براءة النفس وطهارة اليد يمارس سرقة المواشى وقتل الأعداء بمنتهى السلامة النفسية وكأنه خُلق من أجل هذا- ثم يصعد درجة فى سلم التراث ليتحول من الخُط إلى «أدهم الشرقاوى» ويصبح الإنجليز أعداءه بعد مقتل أخيه الأكبر فى الحرب العالمية، ثم يعرج فى الخط الشخصى من رحلته على حكاية «شفيقة ومتولى»- حيث تهرب أخته شفيقة إلى القاهرة عقب اتهام زوجها السكير لها بالزنى والعُهر- ولما كانت «هبة مجدى» تقوم بأداء الشخصية فإننا ننتظر خلال الحلقات المقبلة أن تتحول إلى مطربة فى أحد كازينوهات عماد الدين- مع الإشارة الواضحة للغجرى الذى أغواها بالهرب خوفًا على حياتها.

مجموع هذه التيمات التراثية مضاف إليها التيمات الأشهَر والأكثر تكرارًا فى الدراما الصعيدية (المتاجرة فى الآثار ودائرة الثأر والتفاوت الطبقى فى قصة حب الحداد ابن شخصى الكتاب الفقير لابنة العمدة الجميلة) مخلوط به التيمات التى يحرص «رمضان» على أن تكون موجودة فى كل أعماله (الشهامة المطلقة وحب الناس المفروغ منه والعلاقة الخارقة مع الأم حد تقبيل قدميها) مع توابل دراما الحركة وإطلاق النار والتفجيرات ثم أخيرًا نومته على ظهره فى إشارة واضحة للقطة الأيقونية الشهيرة لـ«أحمد زكى» من فيلم (الهروب) أشهَر أدوار «زكى» الصعيدية، كل هذا المعجون الدرامى والشكلى يجعلنا أمام عمل يطرح سؤالاً مُهمّا يخص هاجس الأصالة وإعادة تدوير الحكايات والعناصر الأثيرة لدى ممثل بعينه! فـ«رمضان» لديه فرصة جيدة ليفتت بعضًا من الكلاشيهات التقليدية لمسلسلاته، والسيناريو لديه فرصة مهمة للاشتباك مع التراث وإعادة إنتاجه بشكل أكثر حداثة وتطورًا، فهل ستكشف الحلقات المقبلة عن مغامرة أدائية ودرامية ربما تصبح نقطة تحوُّل بالنسبة للممثل والكاتب على حد سواء؟!- وبعد أن أثبت المخرج حتى الآن أنها تجربة تحسب له بالفعل- أمْ سوف تزل قدم «موسى» فى وحل التكرار؟! لينزلق العمل كله فى فخ المساحة الآمنة لحكايات معادة بغرض الاستهلاك (الرمضانى).

أفضل مسلسل

وكل ما نفترق

أفضل ممثل

طارق لطفى

أفضل ممثلة

تارا عماد

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

25.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد..ناهد صلاح:

السؤال الحائر

من «موسى» إلى «الاختيار، القاهرة - كابول، هجمة مرتدة»، خط واحد ممتد إلى آخره، إنه خط المقاومة أو بالأحرى الحرب، ومن هذه النقطة فإنه- شئنا أمْ لم نشأ- يصبح هذا السؤال الحائر مناسبًا لحالة التيه والالتباس السائد فى الواقع، سؤال يثير الحزن: كيف يكون هذا هو حال بلادنا التى ناضلت ضد الاستعمار لتكون حُرّا؟ كيف احتلها هذا الوباء الذى يصيب عقلها ويفتك بجسدها؟

العدو بالأمس كان أكثر وضوحًا، مستعمرًا صريحًا، ظاهرًا بجيوشه وأطماعه، وأناسًا مكترثين بالخلاص، أمّا اليوم فإن العدو غامض، يتسلل بوحشية ويجعل الموت هو النمط اليومى، وناس كثيرون أدركهم تلوث الجهل الذى انتشر فى الأرجاء، الجهل حاضر بقوة، عيشًا ووعيًا، يتفشى من خلاله خطاب الكراهية والعنصرية، المبنى على انفعال طائفى رخيص ومبتذل، ومصر فى كل الأحوال هى طرف أساسى فى معركة شرسة.

المفارقة الدرامية مذهلة فى تناقضاتها، بين مسلسل يتناول نضالًا ما ضد العدو فى الماضى، ويفسر الرغبة فى الخلاص من بطشه وقمعه، وبين مسلسلات تكشف وتعرى وتفضح العدو فى الحاضر، مسلسل تقوم فكرته على الخيال الذى ينقب فى الذاكرة والتاريخ، ويطرح أسئلة عن القهر والتعسف، وعن الإرادة والتصدى، ومسلسلات تخوض فى الواقع الراهن، وتسجل فصلًا من سيرة البلد وغليانه.. النموذجان يعكسان أهمية الدراما فى تنقيبها فى الذاكرة والتاريخ الجماعى، مع ضرورة التوقف عند الفارق بين زمنى المسلسل الأول الذى يعيد اكتشاف حقبة تاريخية، والمسلسلات الثلاثة الأخرى التى تواجه تحديًا أكبر قضيتها لم تنته بعد ومعركتها لا تزال دائرة، على اعتبار أن لكل زمن نسقه وتحدياته، فمجمل القيم والأفكار والسلوكيات والأهداف فى زمن الاحتلال بشكله ومعناه الكلاسيكى، غير الأنساق الفكرية الحالية وما تعرضت له من تشوه قيمى وسلوكى.

يطالعنا البطل فى مسلسل (موسى) تأليف «ناصر عبدالرحمن»، إخراج «محمد سلامة»، مثالًا للشجاعة والجرأة المطلقة بلا حدود، فى نص يسمح له بإظهار جسارته ونخوته، بما يليق بتماثله مع جغرافيا بيئته المعلقة بأرواح الأجداد، تبدو قوة شكيمة موسى نفيًا للمنطق البشرى، حتى إن الحيوانات المتوحشة تخشاه (بتهابه الغيلان فى البر ونجوعه)، كما تقول كلمات أغنية التيتر، لكن هذا بديهى فى ملاحم البسالة والإقدام، كما فى هذه الملحمة التى تنسج «موسى» بطلًا، أجفانه مفتوحة على الحق وذراعه عفية، ممدودة للمظلومين.

الطابع الملحمى والبطولى ربما يناسب «محمد رمضان» الذى اعتاد الصدارة فى أعماله السابقة، لكنه هذه المرّة يظهر فى عمل قضيته الرئيسية مختلفة، مقاومة احتلال أجنبى وتجنيد إجبارى للمصريين فى الحرب العالمية الثانية، إذن الموضوع هنا خارج الصورة المألوفة للممثل الذى نراه ملتزمًا إلى حد كبير بالأبعاد النفسية والاجتماعية التى صنعته متمردًا، رافضًا الإهانة، عرف «رمضان» كيف يعبر عنها حركيًا وبتلوين صوته، ما بين تهديد وإفصاح عن عواطفه ومكنونه الداخلى، وهذا أمر تشارك فيه محاولة الممثل للتغيير، وسيناريو غنى بالتفاصيل راعى التمازج بين الخيال والحقائق التاريخية، كما احتوى حوارًا جدليًا ومشغولًا بكثير من الدفء فى ذات الوقت، هذا غير الحس الجمالى فى الصورة، فضاء بصرى تخرج إليه الكتابة من الكادر ويبقى تأثيره على الشاشة طويلًا.. إن هذا المسلسل بالفعل جاء فى وقته ليسند «محمد رمضان» بعد فجائع كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، هزت علاقته بجمهوره مرات عدة.

البطولة الجماعية والجانب التوثيقى فى مسلسل «الاختيار2: رجال الظل» تأليف هانى سرحان، إخراج «بيتر ميمى»، إنه مسلسل واقعى يعتمد على حوادث حقيقية مازلنا متأثرين بها، التزم بكتابة وصورة تسعى إلى تقديم حالة حيوية وحماسية، تصنع صورًا، وتروى حكايات، وتصور انفعالات، وتلتقط حالات متباينة تقود إلى الوعى والمعرفة بما حدث ولا يزال يحدث، لا يقدم المسلسل تفسيرًا لشىء، لكنه يستعيد أيامًا صعبة مررنا بها جميعًا، كادت أن «تقطم» ظهر البلد، لولا أبطال تصدوا لذلك. (الاختيار 2) يعد وثيقة مرئية تعيد صوغ دور هؤلاء الأبطال فى قصص إنسانية امتزجت بالسياسى والثقافى والمجتمعى والنضالى، وتنعش وعيًا يأبَى أن يفتك به الجهل.

إنه الجهل الذى نراه بشكل آخر فى (القاهرة - كابول) تأليف «عبدالرحيم كمال»، إخراج «حسام على»، والذى تسلل إلى عمق المجتمع وتبعه مزيد من الانهيارات والفوضى، فى السياسة والاقتصاد والمال والاجتماع، إضافة إلى التراجع الفكرى.. الفكرة الإنسانية التى يطرحها ترفض الإرهاب بأشكاله المختلفة، ترفض فكرة تسييس الدين بشكل عام، لتبقى الأسئلة مفتوحة حول الموضوع وإمكانية المسلسل فى لفت الأنظار إليه بعد أن قدم صورة هى بالتأكيد أعمق من مشاهد القتل الجبرية التى نتابعها يوميًا بعين الاعتياد عبر نشرات الأخبار دون الاهتمام بما وراءها.

بينما يتسع الصراع فى المنطقة العربية بالشرق الأوسط ومحاولات التخطيط لتقسيمها، حسبما يقدمه (هجمة مرتدة) تأليف «باهر دويدار»، إخراج «أحمد علاء الديب»، فى قالب من الدراما الجاسوسية غير التقليدية، يتقاطع فيها الخاص بالعام ويقدم قراءة فنية للحظات الراهنة، شهادة قد تجيب عن أسئلة كثيرة ملتبسة.

أفضل مسلسل

(الاختيار 2

أفضل ممثل

طارق لطفى

أفضل ممثلة

هند صبرى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

25.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. رامى المتولى:

تفوق العناصر التقنية

من مميزات الطفرة التى شهدتها الدراما التليفزيونية فى مصر منذ عام 2011 وحتى الآن، الاهتمام بعناصر فنية لم تكن تحظى بنفس الاهتمام فيما سبق، عناصر مثل الملابس والمكياج مثلاً لم تكن عنصرًا مهمًا فى الدراما التليفزيونية، إلا فى حالة المسلسلات الكوميدية أو التاريخية، باستثناء هذين النوعين لم يكن هناك أى اهتمام بالملابس، على العكس بعض النجمات كانوا يغالون فى الظهور بملابس غالية ومن ماركات عالمية لمجرد التباهى دون وجود ضرورة درامية لذلك.

بالطبع.. البعض ما زال يقوم بنفس الفعل، لكن الغالبية العظمى من صناع المسلسلات التفتوا بشكل كبير لأهمية وتأثير الملابس والمكياج على إضفاء ثقل فنى للعمل، تفوق هذا العنصر تحديدًا نستطيع ملاحظته بوضوح فى عدد كبير من أعمال موسم رمضان 2021، فى مقدمتها مسلسل (موسى) ببعده التاريخى وطبيعة الملابس المنتمية لصعيد مصر فى هذه الحقبة التاريخية، و(نجيب زاهى زركش) الذى يعتمد بشكل رئيسى على الملابس فى تحديد تفاصيل الشخصيات، ويمكن ملاحظة ذلك من ملابس شخصية «طريف، محمد محمود» و«نجيب، يحيى الفخرانى» ففى الوقت الذى تعبر فيه ملابسهما عن طبيعة طبقاتهما الاجتماعية واختلافها، لكن فى الوقت نفسه هى ملابس مميزة لا يرتديها من يعمل فى وظيفة أمين أسرار «نجيب زاهى» أو الأخير نفسه الذى تتميز ملابسه بأناقة ذات طابع كلاسيكى تتماشى مع اعتداده بنسبه وعائلته.

الملابس والمكياج ليسا العنصر الوحيد المتفوق سواء خلال العشر سنوات الماضية أو فى 2021، المونتاج عنصر بارز فى مسلسل (الاختيار 2: رجال الظل) وصعوبة التعامل مع هذا العنصر فى هذا المسلسل ترجع لاختيار مخرجه «بيتر ميمى» أن يدمج المقاطع المصورة وقت حدوثها والتى يعرفها وشاهدها الجميع بنسيج المسلسل بصريًا، اختيارات الفصل بين هذه المشاهد عادة يتم التعامل بشكل تقليدى وحدث ذلك فى الجزء الأول، لكن الخيار الفنى فى الجزء الثانى مختلف، حلقة الوصل التى تربط بين نهاية المقطع وبداية مشهد المسلسل ألقت بعبء كبير على المونتير، لكنها أضافت بعدًا فنيًا وجماليًا للصورة فى المسلسل، هذا بالإضافة إلى دمج مشاهد الجزء الأول مع الثانى والانتقال بين الأحداث المختلفة التى تعد فى صميم عمل المونتير.

المونتاج أيضًا عنصر متفوق فى مسلسلى (بين السما والأرض)، و(لعبة نيوتن)، كلاهما يعتمد فى بنائه على «الفلاش باك»، حيث يجرى توظيفها لإضفاء أبعاد على شخصيات المسلسلين بطريقتين مختلفتين، والتعامل مع كل منهما يتطلب رؤية إخراجية، وفنان مونتاج بارعًا لتظهر بهذا الشكل الجيد الذى خدم العمل فى النهاية.

أما الديكور فظل لسنوات التفوق فيه حكرًا على السينما، ورفاهية بالنسبة للمسلسلات، التى كانت تعتمد أكثر على عناصر أخرى لتشويق المشاهدين، لكن فى العشر سنوات الأخيرة تحول الديكور ليكون واحدًا من أهم العناصر فى المسلسلات، وبعضها يستمد قوته من خلال هذا العنصر، مثل ما حدث العام الماضى مع مسلسل (الفتوة)، هذا العام الصعوبة كانت فى استحضار الحقب التاريخية من خلال مسلسلات (قصر النيل) و(موسى)، ومن خلالهما يكمن التحدى الذى يثرى الصورة إذا ما جرى تنفيذ جيد للديكور، فى (موسي) ديكور القرية واختيار أماكن التصوير فى الجبل ووسط الزراعات والتى تدخل ضمن تصميم الإنتاج منحا المسلسل ثقلًا، مما دعم السيناريو، وساعد لحد كبير فى استمرار حالة الإيهام واستحضار المرحلة التاريخية، ونفس الشىء فى مسلسل (قصر النيل) لكن ليس فى القرية بل على العكس فى أجواء مختلفة وطبقة اجتماعية أكثر ثراء، ديكور مسلسل (النمر) الذى استحضر أجواء منطقة الصاغة التى جرى تصوير بعض المشاهد فيها، لكن بشكل عام يتضح الجهد المبذول فى استحضار المنطقة بطابعها الأثرى والشعبى فى الديكور الذى صمم خصيصًا لذلك، بينما نجح ديكور (نسل الأغراب) فى إضفاء الأجواء الغرائبية على العمل ككل، تنفيذًا لرؤية المخرج فى صناعة عمل يستلهم الصعيد، لكن فى الوقت ذاته لا يعبر عنه، لذلك يأتى الديكور بهذا الشكل ليدعم هذه الرؤية.

أفضل مسلسل

«موسى»

أفضل ممثل

محمد رمضان

أفضل ممثلة

غادة طلعت

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

25.04.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. عبد الله غلوش:

ملاحظات الأسبوع الأول

الاختيار 2.. الأفضل فى الأسبوع الأول من رمضان، عمل متكامل الأركان، «كريم عبدالعزيز» و«أحمد مكى» كاريزما وحضور طاغ.. السيناريست «هانى سرحان» إضافة مهمة للجزء الثانى ونجح فى إضافة بُعد إنسانى واجتماعى كان يفتقده الجزء الأول، أمّا «بيتر ميمى» فهو فى رأيى البطل الرئيسى للعمل.

القاهرة- كابول.. عمل راق بكل ما تحمله الجملة من معنى ومباراة تمثيلية على أعلى مستوى.

ضل راجل.. قضية اجتماعية شائكة وأداء متميز كالعادة للنجم «ياسر جلال» وإن كنا نأمل فى إيقاع أسرع لأحداث المسلسل نوعا ما.

النمر..  من مفاجآت الأسبوع الأول بالنسبة لى،  المسلسل الأنسب لزحمة رمضان، مسل، دمه خفيف، وأهم شىء إن القصة والإخراج من دون فزلكة.

وكل ما نفترق.. مسلسل جيد أرهقته الخلافات بين أبطاله وصناعه.

أحسن أب.. كنت أتوقع مستوى أفضل وضحكًا أكثر.

نسل الأغراب.. حالة درامية غريبة، «ممكن يكون فى حاجات كتير مش عاجباك فى المسلسل ورغم كده متقدرش تفوّت منه حلقة».. أداء عبقرى للنجم «أحمد السقا»، و«دياب» كالعادة فى أفضل حالاته.

نجيب زاهى زركش.. دراما اجتماعية بسيطة خالية من التعقيد، يعيبها فقط أن أحداثها بطيئة بعض الشىء.

بين السما والأرض.. واحد من أصعب المسلسلات، وتحويل عمل سينمائى 90 دقيقة لـ 15 حلقة من دون أن تشعر بالمَلل، يحسب لكل صناع هذا المسلسل المتميز.

حرب أهلية.. أن تأتى متأخرًا أفضل من ألا تأتى أبدًا.. المسلسل بدأ من الحلقة الرابعة من وجهة نظرى.

ضد الكسر.. فى زمن السوشيال ميديا، أصبح للنجاح معايير أخرى غير القصة الحلوة والتمثيل الجيد، أهمها الشو والبروباجندا وهى الخاصية التى يفتقدها معظم نجوم العمل.

لعبة نيوتن.. مسلسل مصرى بمواصفات عالمية، «تامر محسن» كالعادة يهتم بأدق التفاصيل، و«منى زكى» تمكن وتحكم فى الشخصية غير عادى.

اللى مالوش كبير.. المسلسل الوحيد تقريبًا الذى يصعب تصنيفه، هل هو اجتماعى ولّا رومانسى ولّا كوميدى ولّا أكشن.. «ياسمين عبدالعزيز» كما لم نشاهدها من قبل، «أحمد العوضى» يثبت أقدامه بقوة بين كبار النجوم، و«خالد الصاوى» كالعادة يقدم السهل الممتنع

هجمة مرتدة.. مسلسل مهم يكشف كواليس قضايا وملفات مهمة، «أحمد عز» فى تطور مستمر و«هشام سليم» متفوق على نفسه.

موسى.. كل ما أشوف المسلسل أدعو بالهداية لـ«محمد رمضان»، الذى يفسد بتصريحاته وتصرفاته، روعة وقيمة هذا العمل الذى أعتبره الأفضل فى مشواره الفنى.

المداح..أداء استثنائى يقدمه «حمادة هلال» وتحكم هائل فى كل أدوات الشخصية الخاصة بالشيخ «صابر».

كله بالحب.. أغنية التتر بصوت يارا هى أفضل ما فى المسلسل.

ملوك الجدعنة.. قصة «اتهرست» مليون مرّة من قبل، وسبحان الله، لسّه «بتاكل» مع الناس.. «ياسمين رئيس» و«محمد التاجى» و«أحمد كشك» من العلامات المضيئة فى المسلسل.

قصر النيل.. السيناريست «محمد سليمان عبدالمالك» صنع قطعة «أويما» صعب تلاقى منها كتير فى الزمن الحالى،  تمثيل وديكور وملابس ومزيكا على أعلى مستوى.

خلى بالك من زيزى.. تشعر وكأنك تشاهد مسلسلًا أجنبيّا مدبلجًا للمصرى.. «والحقيقة مش قادر أحدد دى حاجة كويسة ولّا وحشه؟».

لحم غزال.. نسخة كربونية من أعمال «غادة عبدالرازق» الأخيرة، لا مشهد زاد ولا فيلر نقص.

ولاد ناس.. عمل اجتماعى من طراز فريد، مسلسل يثبت لك أن السيناريو الجيد أهم بمراحل من أسماء أبطاله.

بنت السلطان.. مسلسل جيد، عيبه الوحيد أن «روجينا» كانت من المفروض تعمله من 20 سنة.

الطاووس.. مسلسل مثير للجدل، قضية مهمة، «سهر الصايغ» فرضت نفسها بين نجمات الأسبوع الأول من رمضان.>

أفضل مسلسل

(الاختيار 2

أفضل ممثل

أحمد السقا

أفضل ممثلة

منى زكى  

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

25.04.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004