ملفات خاصة

 

لاحق

>>

05

04

03

02

01

<<

سابق

 
دراما رمضان التلفزيونية لعام 2021

12th APR - 12th MAY 2021

 
دوري النقاد

إشراف رئيس قسم الفن بمجلة روز اليوسف: شيماء سليم

 

عصام زكريا - مجدى الطيب - ماجدة موريس- علا الشافعي- رامي عبد الرازق- ناهد صلاح- رامي المتولي- عبد الله غلوش

 
 
 
 
 
 
 
 

دورى النقاد .. عصام زكريا:

خواطر اليافعين فى التأليف والتقييم!

مع دخول الربع النهائى من السباق الرمضانى، يحتدم التنافس بين مسلسلات القمة على عيون وقلوب المشاهدين وصفحات السوشيال ميديا. وفى عالم اليوم يستحيل أن تجد إجماعا مع، أو ضد، عمل ما، فالأذواق متباينة والآراء متعارضة، وهذه «الثورة» فى الاتصالات إنما تفرق الناس عوضا عن أن توحدهم، ولا يطفو فى النهاية سوى «التريند» الذى ليس له علاقة بالنقد أو الحكم السليم، وغالبا ما يكون نوعا من «الايفيه» الساخر، أو شهقة إعجاب بمشهد عابر للمألوف.

يذكرنى تعبير «التريند» بكلمة كانت تطلق فى الستينيات والسبعينيات على «الموضات» المتلاحقة، وهى كلمة «صرعة»، والتى ترتبط غالبا بكلمة «أحدث» أو «آخر»، فكان يقال «أحدث صرعة» فى عالم الأزياء، «آخر صرعة فى تصفيفات الشعر» إلخ.. بعد صرعة التهكم على فراعنة (الملك)، وصرعة السخرية من (نسل الأغراب)، وصرعة انتقاد (ملوك الجدعنة)، وصرعة الدفاع عن (الطاووس)، وصرعة الإعجاب بمشهد ولادة «منى زكى»، وعشرات الصرعات الأخرى، ها نحن نصل إلى نهاية السباق مبهورى الأنفاس من كثرة الصرعات، وها هو غبار الصرعات ينقشع بالتدريج لتنجلى الرؤية بشكل أوضح عن نتائج السباق: الأكثر والأقل شعبية، المرشح للبقاء والمرشح للرحيل فى الأعوام المقبلة، والأكثر دلالة: ما سيبقى فى الذاكرة ومشاهدات أخرى قادمة، وما سيطويه ستائر النسيان.

بشكل عام تعكس هذه الصرعات اهتماما متزايدا بالدراما التليفزيونية فى وقت يتهدد فيه وجود التليفزيون، مثل كل وسائل الإعلام القديمة، بالفناء، والفضل للمنصات والمشاهدة عبر الانترنت التى يبدو أنها ستسود العالم خلال السنوات القليلة المقبلة.

وبشكل عام تعكس الآراء نجاحا وصعودا فى مستوى الدراما المصرية على مستوى التقنيات، ولكن تظل المشكلة الأكبر تتعلق بالكتابة. هناك اهتمام ملحوظ بالإبهار البصرى واستسهال مخز فى الكتابة.

هناك خلل كبير فى البناء الدرامى لمعظم الأعمال، وخلل أكبر فى رسم الشخصيات، وأكبر منه فى كتابة الحوار، ولعل المشكلة الأكبر فى كل هذا تتعلق بالرقم 30، حيث تفرض شروط الإنتاج والتسويق أن يتكون المسلسل من ثلاثين حلقة، حتى لو لم تكن قماشته تصلح لتفصيل أكثر من عشر حلقات. وهذه المشكلة يجب أن يتم الانتباه لها وحلها إذا أردنا حقا أن تواصل الدراما المصرية استمرارها وصعودها على الساحة المحلية والإقليمية وربما العالمية.

تعتمد كتابة كثير من الأعمال على نظام الورش، حيث يتم الاستعانة بشباب صغار يقوم كل منهم بكتابة بعض الحلقات أو بتطوير خط درامى أو شخصيات بعينها أو إضافة لمسات كوميدية إلى آخره، ولكن ما لا يدركه صناع هذه الأعمال أن تعاون أنصاف المواهب لا يصنع عملا متكاملا بل غالبا ما يؤدى إلى تلاشى الأكثر موهبة وامكانيات، إن وجد

لأستاذ النقد الأدبى الدكتور «محمد مندور» تعبير جميل يصف به ظاهرة كتاب القصة القصيرة، التى كانت صرعة شبابية فى الستينيات تشبه صرعة الإقبال على تأليف المسلسلات هذه الأيام، وهو أنها أشبه بـ«خواطر اليافعين»، وربما لا يعلم مراهقو ويافعو اليوم أن مراهقى ويافعى الماضى كان لديهم غالبا دفتر يوميات يسجلون عليه خواطرهم ومشاعرهم وأشعارهم، يقلدون فيها بعض ما يقرأون من أعمال أدبية، ويعتقدون أن خواطرهم نصوص لا تقل ابداعا وقيمة.

كثير مما يكتب اليوم من حوارات ومواقف درامية هو من قبيل «خواطر اليافعين» التى تعبر عن تجارب محدودة وأفكار مستنسخة وسطحية، وكثير من التعليقات والتقييمات التى تنهمر كالسيل على مواقع التواصل الاجتماعى هى من قبيل «خواطر اليافعين» الذين يشاهدون ولكن لا يفقهون، ولا يبذلون الجهد الكافى لتعليم أنفسهم فنون التأليف أو التقييم.

وبالطبع لا ينطبق هذا على الجميع، فهناك مؤلفون شباب موهوبون جدا، ومؤلفون كبار أصيبوا بصرعة خواطر اليافعين، ولكن تظل الكتابة بشكل عام هى نقطة ضعف الدراما المصرية المزمنة!

أفضل مسلسل

لعبة نيوتن

أفضل ممثل

محمد ممدوح

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

09.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. مجدى الطيب:

«الاختيار 2».. هدف جميل أدار الرؤوس

يعرف أبناء جيلى، والأجيال السابقة عليه، مهارة أساسية، كانت تُميز نجوم كرة القدم، فى الخمسينيات، والستينيات، اصطلح على تسميتها «الضربة الخلفية المزدوجة» أو Double Kick، التى يركل فيها المهاجم الكرة بقدميه، وظهره للمرمى، فى وضع معاكس لاتجاه الناظر، ويُسكن الكرة فى المرمى، وسط دهشة وانبهار الجمهور، واللاعبين أنفسهم، وهى المهارة، التى اختفت من ملاعبنا المصرية لسبب لا أعلمه، حتى ذكرنى بها مسلسل  «الاختيار 2: رجال الظل»، تأليف هانى سرحان وإخراج بيتر ميمي؛ فالمسلسل، الذى قام ببطولته كريم عبدالعزيز وأحمد مكى، مع كوكبة من نجوم مصر، تمكن من إحراز مجموعة من الأهداف الجميلة، والأخاذة، مُستعيدًا سحر «الضربة الخلفية المزدوجة»، التى خلبت لُب الجميع، بمن فيهم المتربصون، الذين أخرستهم عذوبة المسلسل، ورؤيته المُبدعة، سواء على صعيد الحس الإنسانى المُفرط، أو اللغة الفنية الخلاقة؛ التى مزجت بين اللونين الدرامى والوثائقى، بشكل مُبْهر ذابت فيه الفوارق؛ بحيث يصعب على المتابع التفريق بين «التمثيل» و«التوثيق»، لكنه لن يتوقف، فى الحالين، عن صب اللعنات على هؤلاء الخوارج، الذين نصبوا من أنفسهم أوصياء على المجتمع، وعملوا على إنهاكه، وإرباكه؛ بحجة قتال «الطائفة الممتنعة عن تنفيذ شرع الله»، على حد زعمهم، وهم أول من سفك، وأراق الدماء، وشاءت إرادة الله أن تفضحهم، وتكشف زيفهم، وهو الدور الذى أداه مسلسل  «الاختيار2: رجال الظل» ببراعة منقطعة النظير، ووعى محسوب بدقة، الأمر الذى جعله سببًا فى خلق مساحة هائلة من المصداقية قادت إلى إقناع قطاع كبير من المجتمع، بحجم الجُرم الذى ارتكبته هذه الشرذمة، من السفاحين والقتلة، فى حق المجتمع، وأنفسهم، وأسفرت عن مراجعة شريحة كبيرة لمعتقداتهم الفاسدة، بما يجعلنى أثق أن هذا العمل سيكون له أكبر الأثر فى عودة كثيرين إلى جادة الصواب، وتحفيز غيرهم ضد أولئك المتعطشين للدماء، الذين انحرفوا بالمجتمع، وأوقعوا، وغرروا، بأهله، باسم الدين.

فى المقابل بدا مسلسل «كوڤيد 25» خارجًا عن السياق؛ ليس فقط لأن بطله يوسف الشريف أعطى لنفسه الحق فى أن ينسب فكرة لا يملكها لنفسه، ولا لأن زوجته مصممة الملابس أصبحت بقدرة قادر مؤلفة وكاتبة للسيناريو والحوار، وإنما لأن السطو كان سافرًا، ووقحًا، حتى لو انبرى من يدافع عنهما، والمخرج أحمد نادر جلال والمنتج تامر مرسى، بالقول إن الاقتباس كان مقصورًا على الفكرة فقط، فالفكرة وحدها كافية لوضع حجر أساس العمل، وتدشين البناء الدرامى، وخلق شخصيات من لحم ودم، وبسبب طزاجة الفكرة، سطر البعض أشكالًا وألوانًا من الكلمات، التي بدوا خلالها، وهم يكيلون المديح للمُجدد، المُبدع، الذي يُفاجئ الجميع، كل عام، بأفكار مغايرة تضخ دماء جديدة في شرايين الدراما العربية، من دون أن يتوقف أحد من الذين رفعوا القبعة، قبل عرض العمل، ليسألوا أنفسهم :«ما مصدره؟»، ومن دون أن يُدرك «عاقل» أن «كوڤيد 25» محض استثمار لجائحة «كوفيد 19»، وتكرار للادعاء المتهافت إن الوباء نتاج مؤامرة خبيثة، وخطة قذرة، لشركات الدواء العالمية، وبعض الدول الكبرى، بينما الحقيقة أن المسلسل محاولة رخيصة لتدوير الفزع، الذى اجتاح العالم عقب ظهور جائحة «كوڤيد 19» . غير أن المُدهش والعجيب أن «الشريف»، الذي اختار أن تدور الأحداث فى العام 2025، لم يُضمن العمل إشارة واحدة، باستثناء الاستعانة بجهاز دخول المنشئات الحيوية، عبر استخدام بصمة العين، وهو معمول به بالفعل فى واقعنا، بل إن العمل، الذى قيل إنه ينتمى إلى الخيال العلمى، لم يتضمن سوى ثرثرة، وخزعبلات، وتهويمات، وكأننا بصدد بشر «لبسهم الجن» و«ركبتهم العفاريت»، الأمر الذى يعكس فشلًا ذريعًا يُسأل عنه المخرج أحمد نادر جلال، ومهندس الديكور رامى دراج، ومدير التصوير حسام حبيب !

اللافت أيضًا أن الحارة المصرية جرى تزييفها فى عملين دراميين، هما: «لحم غزال» و«ملوك الجدعنة»؛ حيث عمد المنتج صادق أنور صباح، إلى بناء ديكور السوق، والحارة فى لبنان، واستضاف أبطال، وأسرة العملين، فى أحد الفنادق اللبنانية، ليصوروا الأحداث بالكامل فى الديكور اللبنانى، ضاربًا عرض الحائط بكل معاني الواقعية والمصداقية و..الغريب أن أحدًا لم يستنكر أو  يعترض!

.. وبينما يتربع «موسى»، و«لعبة نيوتن»، وبالطبع «الاختيار 2»، على القمة، يحتدم الصراع بين: «القاهرة: كابول»، «هجمة مرتدة»، «المداح» و«اللى مالوش كبير» على دخول (المربع الذهبى)، ويبدو وكأن: «نجيب زاهى زركش»، «حرب أهلية»، «ضد الكسر»، «قصر النيل» و«الطاووس» اكتفوا باحتلال المنطقة الدافئة، بينما يطارد «شبح الهبوط»: «نسل الأغراب»، «النمر»، «ملوك الجدعنة»، «لحم غزال» و«بنت السلطان»، واحتلت مسلسلات: «فارس بلا جواز»، «وكل ما نفترق» و«كله بالحب»، الذيل بالفعل!

أفضل مسلسل

الاختيار 2: رجال الظل

أفضل ممثل

محمد فراج

أفضل ممثلة

منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

09.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. ماجدة موريس:

المسلسلات.. ووقت التحول الإجبارى

مع نهاية الأسبوع الثالث من مسلسلات رمضان، تبدأ الأحداث فى الهبوط لتتيح فرصا أكبر للتغييرات التى يتحرك إليها مسار العمل، والمتغيرات التى تتحول إليها الشخصيات الفاعلة فى كل مسلسل، ومع ذلك فإن ما لدى بعض الكتاب ما زال كثيرا، برغم وضوح الطريق الذى سار فيه العمل منذ البداية، وربما لرغبتهم فى خلق مساحات من التشويق تجذب المشاهد حتى النهاية، والأمثلة كثيرة تبدأ من (القاهرة كابول) حين تذهب «أم عبد الله» إلى ضابط الامن الوطنى «خالد الصاوى» طالبة انقاذ ابنها من براثن أبيه «الأمير» الذى تزوجته برعاية شقيقها قبل أن يغدر به ويقتله، وهنا تتاح الفرصة للضابط، ولنا، لمعرفة المزيد عن أمير الإرهاب المبتسم دائما والذى يقوم بدوره «طارق لطفى». وفى (الاختيار ٢) تصل بنا الأحداث إلى التحول الذى حدث لبعض الضباط الذين تأثروا بمن يطاردونهم وتحولوا لإرهابيين، ضد الدولة، وضد كل فرد يؤمن بالوطن، وهو تطور كبير، دراميا، استطاع العمل أن يمهد له جيدا فى حلقات سابقة ليقدم لنا، ربما للمرة الأولى، هذا الجزء من تحولات بعض رجال الأمن إلى عكس عقيدتهم وواجبهم. أما فى (لعبة نيوتن) فالاكتشافات تتوالى سريعا لتصل إلى مرحلة الانقلابات فى الحرب بين «منى زكى» و«محمد ممدوح» أى «هنا» و«حازم»، وفى تأكيد أن كلاهما يعتبر الآخر همه الأول بعد أن كان حبه الأول، مهما حدث من قصص وعلاقات وارتباطات دخل إليها كلاهما، بل إن دور وأهمية «مؤنس» زوجها الثانى «محمد فراج» يتراجع هنا ليصبح رد فعل لحركة «هنا» فى دائرة توثيق وترتيب حياتها فى بلدها من جديد، وكأننا أمام جزء جديد من علاقة قديمة بدأت ببراءة المحبة بين «حازم» و«هنا»، وانتهت مع رحلتها لأمريكا، ومولد «إبراهيم» طفلهما، ثم الشقاق الكبير والخلاف المتزايد برغم الانفصال غير الودى بينهما. بينما يقدم لنا مسلسل آخر هو (نجيب زاهى زركش) بطله- «يحيى الفخرانى» - وقد وصل إلى حالة من التفاهم والتوافق مع واقع لا يمثله كرجل ينتمى إلى الطبقة البورجوازية الغنية، وبعد جهد كبير بذله لًيصل إلى الاشتباك مع حياة الشبان الثلاثة الذين أنجبتهم «شفيقة» التى رحلت بعد زواجه بها مباشرة، وأحدهم ابنه، وبين التعاطف، والتفاعل الحقيقى مع ظروفهم يشعر العجوز، صاحب المقام العالى، بالحب والاهتمام والاشفاق على كل منهم، ويتسع ادراكه للعالم ليختلف كثيرا عن شقيقته الوحيدة المتطرفة فى البقاء داخل طبقتها والتى تلعب دورها «آنوشكا».

والهجمة المرتدة

مع مسلسل (هجمة مرتدة) يختلف الأمر كثيرا، فنحن لا نتابع سيناريو محبوك عن قصص الأبطال، ومن حولهم، ولكننا نتابع مغامراتهم من خلال سيناريو خاص بكل منهم يضعه رجال المكتب المسئولين عنهم فى المخابرات العامة، وهم ثلاثة، «رفعت بيه، هشام سليم» ومساعداه «ندى موسى، ونضال الشافعى» والحوار بينهم لا ينتهى حول كل فرد يقوم بمهمة فى أى مكان فى العالم، ومن هنا فإن «سيف العربى، أحمد عز» يحتل مساحة كبيرة، لكنها لا تخصه وإنما تقدم لنا صورة للأماكن التى أرسلوه إليها، وكذلك «دينا أبو زيد، هند صبرى» التى نراها عبر مشاوير مستمرة، ولقاءات مختلفة، ومؤتمرات يجرى الحديث خلالها مواربا عن المتغيرات السياسية فى المنطقة وكيفية التعامل معها، وللآن، فى الأسبوع الاخير، مازال «سيف» كما هو، يجرى فى الطرقات، ومازالت «دينا» تحاول تضليل من يتعقبها، والغموض هو سيد الموقف فى عمل به جهد فنى كبير فى التصوير فى بلاد متعددة، وفى أداء وإدارة الممثلين، وفى التعامل مع حركتهم مونتاچيا، وفى الموسيقى، لقد رأينا أعمالًا كثيرة من قبل من ملفات المخابرات العامة المصرية، بعضها نحفظه مثل (رأفت الهجان) بأجزائه، و(دموع فى عيون وقحة) وحتى (حرب الجواسيس) وكانت القصة والسيناريو هى عمود هذه الاعمال، ولهذا ما زلت أشعر بأن هذا العمل كان يحتاج إلى مزيد من الوضوح وليس الغموض.  

أفضل مسلسل

نجيب زاهى زركش –  لعبة نيوتن

أفضل ممثل

هشام سليم - محمد فراج

أفضل ممثلة 

هند صبرى – منى زكى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

09.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد.. علا الشافعى:

"ولاد ناس" و "الطاووس" .. مسلسلات النفس الطويل

أيام معدودات وينقضى شهر رمضان الكريم، لتصل المسلسلات المتنافسة فى موسم 2021 الرمضانى محطتها الأخيرة. وبعيدًا عن الاستفتاءات واختيار الأفضل والأحسن سواء على مستوى النجوم والفنانين أو التقنيين نجد أن هناك تساؤلًا يستحق الطرح حول المسلسلات طويلة النفس، ولا أقصد هنا الأعمال ذات الإيقاع البطيء الذى قد يصل إلى حد الملل، بل أتساءل حول بعض التجارب اللافتة رغم أنها لم تحظ بدعاية كبيرة أو مبالغ فيها ورغم ذلك حققت رد فعل جيدًا وصدى كبيرًا، خصوصًا وأنها مسلسلات تتحدث عن أشخاص يشبهوننا ومشاكل قد يصادفها البعض فى الحياة، وبعيدًا عن أى مبالغات درامية، تشريح لمجتمع نحن جزء منه والتساؤل هنا هل ستحقق هذه الأعمال نجاحًا أكبر بكثير عند العرض الثانى خارج رمضان يضاف إلى ما حققته من شعبية لأننا نعرف أنها هناك مسلسلات للاستهلاك الرمضانى ولا تحمل أى متعة تجعلنا نتابعها مرة ثانية؟.

ومن هذه الأعمال مسلسل (ولاد ناس) تأليف وإخراج «هانى كمال» وبطولة عدد كبير من النجوم ومنهم «أحمد وفيق، صبرى فواز، رانيا فريد شوقى، وفاء صادق» وعدد كبير من الفنانين، ومسلسل (الطاووس) تأليف «كريم الدليل» وإخراج «رؤوف عبدالعزيز» وبطولة «جمال سليمان، سهر الصايغ، الفنانة القديرة سميحة أيوب، أحمد فؤاد سليم، وهبة عبدالغنى».

العمل الأول يتناول وبإيقاع سريع فى الحلقات الأولى حادثة أتوبيس مدرسة من المدارس الخاصة، يصاب فيه عدد كبير من الأطفال ومن خلال ذلك الحادث نكتشف العديد من النماذج الإنسانية والتى لا نشعر بغربة تجاهها «عيسى،صبرى فواز» المحامى الجشع الذى يلعب بالبيضة والحجر ولا يعنيه إلا ما يجمعه من أموال، هو بعيد كل البعد عن مراعاة المبادئ والمهم أن يكسب قضاياه، و«يحيى،أحمد وفيق» ويبدو أنه أب وزوج شديد المثالية فى علاقته بزوجته «رانيا فريد شوقى» وأبنائه، وهناك «نجوان، صفاء الطوخى» مديرة المدرسة الجشعة المشغولة بجمع المال وارتداء الألماس أكثر من أى شيء آخر، حتى علاقتها بابنتها، المرأة التى ترتكب فعل الخيانة، المطلقة التى تعيش بمفردها، وتتحمل مسئولية ابنها المراهق، المتشدد دينيًا والزواج الثانى، والزواج السرى نماذج كثيرة يرصدها المسلسل وكأنه يقدم صورة بانورامية لشكل العلاقات الزوجية وطبيعة مؤسسة الزواج، ويكشف الكثير من أزمات المراهقين وأخطاء تربية الأطفال ورغم أن المسلسل يبدو كلاسيكىًا فى بنائه الدرامى، وتقليدىًا، وقد يرى فيه البعض بعضًا من المباشرة، إلا أنه مسلسل يشبهنا نجد فيها قصصًا سمعنا عنها أو على الأقل بعضنا كان طرفًا فيها، وهناك كشف أيضًا لبيزنس التعليم ومشاكل المدارس الخاصة هو نص يكشف عن أوجه متعددة لشخصياته وأبطاله، ليس هناك ملائكة أو شياطين، فالبشر يرتكبون الأخطاء، وضحايا لمنطق مغلوط فى التربية، ويكشف أيضًا عن شكل بعض العلاقات فى مجتمعنا، بعيدًا عن أى فذلكة، وأتوقف عند مشهد تكرار حادث الأتوبيس مع بداية كل حلقة وأرى أنه يمثل عبئًا نفسيًا ويؤذى المشاهد من كثرة تكراره.

وأجاد معظم نجوم العمل فى تجسيد أدوارهم دون أى مبالغة فى الأداء والانفعال حيث يقدم «أحمد وفيق» واحدًا من أدواره المهمة وكذلك «صبرى فواز» والنجم المخضرم «أحمد صيام» و«وفاء صادق»، مسلسل «ولاد ناس» من الأعمال التى تملك نفسًا طويلًا وفى ظنى أنه سيحقق نجاحًا أكبر عند العرض الثانى، وهذا لا ينفى أنه حقق نجاحًا ولفت الأنظار فى السباق الرمضانى.

يدخل فى هذا الإطار أيضًا مسلسل (الطاووس) وتقدم فيه «سهر الصايغ» دورًا مهمًا، دراما (الطاووس) حقيقية وواقع نجد له صدى فى العديد من القضايا، وأيضًا المسلسل المميز (خلى بالك من زيزى) تلك الأعمال رغم تقليديتها إلا أنها تشبه حياتنا بعيدًا عن دراما «الكمبوندات».  

أفضل مسلسل

لعبة نيوتن

أفضل ممثل

كريم عبدالعزيز

ومحمد فراج

أفضل ممثلة

منى زكى – حنان مطاوع – ريهام عبدالغفور

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

09.05.2021

 
 
 
 
 

الناقد رامي عبدالرازق اعتذر عن مقاله بتاريخ 09.05.2021

وسيعاود الكتابة الأسبوع القادم

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

09.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد..ناهد صلاح:

كتابة على إيقاع واحد

لعل أبرز ما كشفته متابعة المسلسلات الرمضانية، هو التزام أغلبها بالمعايير الاستهلاكية البحتة التى تخضع لقواعد المصلحة التجارية أكثر من الفنية، ومن شواهدها الهوس بالإطالة حتى فى المسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة، وهذا بلا شك نوع من الكتابة السائبة، لدرجة أتصور معها أن المؤلفين أنفسهم عجزوا عن وضع أعمالهم فى إطارها المضبوط، فبالغوا فى الثرثرة، حوارًا وصورة، دون اكتراث للعملية الفنية، المهم تلبية نهم السوق الرمضانية.

هذا الملمح لا يمكن تعميمه على مسلسلات سعت للخروج من الدائرة الضيقة، فـ(الاختيار) مثلًا حافظ على رسوخه وحرفيته، فى كل عناصره سواء التصوير، المونتاج، الموسيقى، الديكور، الملابس، المكياج، أو تحرره من نمطية الموضوع السياسى التقليدى إلى نقل الحدث الواقعى وإعادة تقديمه بما يتوافق مع أهميته وحقيقته، كما أسهم أداء أبطاله فى هذا الرسوخ، لأسباب عدة، منها طاقتهم المذهلة على الإقناع، وعفويتهم على الشاشة.

 كذلك يستمر مسلسل (لعبة نيوتن) فى إتاحة متعة المشاهدة، والتحريض على التأمل فى الحكاية وجماليات الصورة والمجهود المبذول فى إنجازها، السرد الدرامى مرتبط بتكثيف بصرى يفسح مجالًا أمام العين والانفعال والعقل للتبصر، يمتزج فيه التمثيل مع بقية العناصر الفنية، ما يجعل المتفرج ينتبه إلى قسوة الواقع وانفتاح المشهد على خيبات متكررة، وقبل ذلك إلى عنف مبطن تعانى منه الذات والروح.

بينما، وعودة لبداية المقال، أسرفت مسلسلات أخرى فى تصنعها، وعدم واقعيتها، إذ بلغ الأداء فيها مستويات كاريكاتيرية مثيرة للضحك والتندر، ليس أدل على ذلك أكثر من (نسل الأغراب)، فإن طامته الكبرى ليست فى فشل الممثلين تقليد النموذج الصعيدى فقط، وإنما هناك عطب فى الكتابة، سواء كان فى كتابة الشخصية وفهم أبعادها وبنائها النفسى، أو كتابة بيئتها الاجتماعية وخصائصها، حتى موسيقاه التصويرية تم استخدامها بإفراط، بدون إدراك أن الموسيقى عنصر درامى يكتمل به العمل فى سياق متماسك.

 وحين لا يوجد تماسك، يكون هناك التشوش مثل هذا الذى لمسناه فى (ملوك الجدعنة)، بدا الأمر كما لو كان لوحة ركيكة عن قسوة المكان، الحارة القبيحة كما قدمها المسلسل، نموذج متكرر فى السنوات الأخيرة، يختلف تمامًا عن حارة «أسامة أنور عكاشة» و«إسماعيل عبدالحافظ» وبالطبع «نجيب محفوظ»، لا أقصد استعادة أزمنة مضت؛ لكنها محاولة لفهم الآنى الذى انفتح أفقه على نماذج مرتبكة، دون التقاط النبض الحقيقى للمكان أو علاقات الناس.

ثمة حارتين مختلفتين فى مسلسلين تشابهت قضيتهما إلى حد ما، (الطاووس) و(ضل راجل)، من حيث الخديعة التى تعرضت لها فتاتان، سواء بالاغتصاب أو الزواج العرفى، فالجانى فى الحالتين من الطبقة الثرية الفاسدة، والضحية تنتمى إلى بيئة شعبية، والحدث هنا مساحة للجرح الغائر فى الروح والجسد، «شهد» فى (ضل راجل) انعكاس لشرخ مفتوح على عالم معقد ومتشابك، ابنة لأب يعافر فى الحياة ومتمسك بها بالرغم من ظروفه الصعبة، الحكاية فى بدايتها مثيرة لمتابعة الأب الذى لا يترك حق ابنته، ويواجه شبانًا من طرف العالم الآخر، الغارق فى اللهو والاعوجاج، ثم غرقت فى الإسهاب والتحول النمطى للسياق العام.

 أما «أمنية» فى (الطاووس) فهى منذورة للشقاء، يموت والدها بعد فضيحتها لتقيم هى فى الوجع، والقصة بهذا المعنى صرخة ضد واقع مرير، لكنها حاولت الخروج من التنميط إلى حالة فنية أرحب وفى نفس الوقت مرادفة للمزاج الشعبى، امتدت إلى مباراة فى التمثيل تكشف عن رسم واضح للشخصيات، هذا ما ندركه مثلًا مع «جمال سليمان»؛ محامى التعويضات الذى ذكرنا بـ«أحمد زكى» فى (ضد الحكومة)، محاميان أخذا القضية طمعًا فى مبلغ تعويضى ضخم، لكن الحالة الإنسانية غيرت مسارهما، «جمال سليمان» فى هذا الدور؛ بصرف النظر عن لكنته السورية المحببة، استوعب تركيبة الشخصية فى جوهرها الاجتماعى والثقافى والسلوكى

أفضل مسلسل

الطاووس

أفضل ممثل

كريم عبدالعزيز

أفضل ممثلة

سهر الصايغ

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

09.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد .. رامى المتولى:

خارج المنافسة

أكثر من 20 مسلسلًا مصريًا تتنافس فيما بينها خلال موسم شهر رمضان، عدد كبير من المسلسلات المتنوعة ما بين الدراما والجريمة والنفسى، ذلك إلى جانب تنوع كبير فى الموضوعات والقضايا المطروحة، وما بدأ عليه الموسم وتفوق بعض الأعمال من البداية أو كونها مبشرة لم يستمر حتى النهاية فيما حافظ البعض على جاذبيته وثباته، بينما ساهمت السوشيال ميديا فى صعود وهبوط مسلسلات أخرى، أى أننا أمام موسم قوى له صفات تميزه بشكل خاص وسيظل علامة فارقة فى طبيعة إنتاج وشكل الدراما التليفزيونية فى مصر.

السباق بدوره كان متباينًا من حيث طبيعة المسلسلات التى جاء بعضها مكونًا من 15 حلقة، وغياب الأعمال الكوميدية، وانتشار المنافسة حتى وصلت إلى المنصات الإلكترونية التى زاد الإقبال عليها، الأمر الذى دفع بمنصة «واتش أت» أن تضيف «ثوانى إجبارية» للإعلان قبل عرض الحلقات، هذه الطبيعة الخاصة أيضًا دفعت بعض التفاصيل لتتفوق خارج المنافسة بسبب الظروف المختلفة التى نشهدها وعلى رأسها الظرف السياسى والاجتماعى الخاص جدًا منذ عام 2011 وحتى الآن.

هذا الظرف الخاص يضع مسلسلات (القاهرة كابول) و(هجمة مرتدة) و(الاختيار 2: رجال الظل) خارج المنافسة التقليدية، ويجعل الاهتمام بها يصل لحد التشجيع. بالطبع (القاهرة كابول) سقط من الحسابات بعد عرض عدد من حلقاته بسبب ضعف مستواه الفنى فى الكتابة والإخراج ولولا التفوق الفردى لـ«حنان مطاوع» و«فتحى عبدالوهاب» و«طارق لطفي»، لما ذُكر المسلسل من الأساس إلا فى السخرية على صفحات السوشيال ميديا والتى نال معظمها من «نبيل الحلفاوي» ليس لتقصير منه قدر ما هو رسم وحوار ساذج للشخصية مع عدم قدرة من المخرج لإدارة باقى شخصيات المسلسل.

ربما لو كان (القاهرة كابول) متوسط الجودة من الناحية الفنية لمرق وحقق شعبية أكبر، وهو ما توفر وأكثر فى (هجمة مرتدة) و(الاختيار 2) كلاهما أخلصا لنوعيهما، كون الأول مسلسل جاسوسية وهو الوحيد فى الموسم، كما أن جودة صناعته وضعته خارج المنافسة، والمقارنة ستكون بينه وبين أعمال أخرى سبق عرضها، أما الثانى فهو أقرب لتوثيق أحداث ما زالت فى الذاكرة الجمعية القريبة وما زالت محل خلاف ومجرد عرضها يثير حنق وغضب التكفيريين، لذلك يحمل المسلسل طبيعة تجعله لا ينافس المسلسلات الأخرى من الناحية الفنية التى تفوق فيها من خلال عناصر التمثيل والإخراج والمونتاج والتأليف.

غياب الأعمال الكوميدية سواء بتصدى كوميديان بلا قدرات تمثيلية قادرة على المنافسة كـ«على ربيع» ومسلسله (أحسن أب) أو نجم من زمن فات كـ«مصطفى قمر» ومسلسله (فارس بلا جواز) وخروج مسلسل (عالم موازى) لـ«دنيا سمير غانم» من السباق، والذى كان ينتظره الجميع بشغف، جعل من «إيمان السيد» وشخصيتها «مفاتن/ ماتيلدا» فى مسلسل (اللى مالوش كبير) و«محمود حافظ» وشخصيته «سكلانس» من مسلسل (النمر) هما فرسان الكوميديا فى موسم رمضان 2021، فلا مسلسل من المصنفين ككوميديا بالفعل مسلسلات كوميدية، ولا المسلسلات الكوميدية خفيفة الظل على العكس تثير الحنق جراء الأداء التمثيلى الضعيف والحوار الأضعف الخالى من الفكاهة.

حتى مسلسلات (النمر) و(اللى مالوش كبير) خارج المنافسة بدورهما، لأن الموسم بدأ وهذه المسلسلات فى مراكز متأخرة بقائمة اهتمام الجمهور والنقاد، لاعتقاد الجميع بتكرار «ياسمين عبدالعزيز» و«محمد عادل إمام» لأنفسهما بعد نجاح أعمال (ونحب تانى ليه) و(هوجان)، بالإضافة إلى الاهتمام الشديد بالأعمال التى تركز على التفاصيل الفنية مثل (لعبة نيوتن)، بما لا يجعل هناك أى مجال فى البداية للاهتمام بالمسلسلات الخفيفة، لكن مع توالى الحلقات، واكتشاف الجمهور لعدم التكرار بالإضافة للجودة الفنية فى عناصر الكتابة والتمثيل والإخراج، بالإضافة إلى الديكور وتنفيذ مشاهد الحركة بمسلسل (النمر) حظيا بالتقدير المناسب والمتابعة حتى لو جاءت متأخرة فى مقابل الاهتمام بمسلسلات مثل (لحم غزال) و(ملوك الجدعنة) واللذان تراجعا وكللا بالفشل بعد وضوح ضعف المستوى الفنى.

خارج المنافسة أيضًا أصحاب الظهور المميز كـ«دلال عبدالعزيز» و«رانيا يوسف» فى (ملوك الجدعنة) واللتان لن تحظيا بالتقدير المناسب لجهديهما بسبب ضعف المسلسل، نفس الشىء مع «ريم سامى» و«دياب» و«أحمد السقا» فى مسلسل (نسل الأغراب)، أصحاب الأداء الأفضل فى المسلسل، والذى أثر مخرج المسلسل «محمد سامى» على استقباله سلبًا سواء برؤيته الفنية الغرائبية أو بسبب سلوكه الشخصى الذى يؤثر سلبًا على تلقى أعماله.

أفضل مسلسل

بين السما والأرض – النمر

أفضل ممثل

بيومي فؤاد – محمد رياض

أفضل ممثلة

سلوى محمد على – صفاء الطوخى

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

09.05.2021

 
 
 
 
 

دورى النقاد .. عبد الله غلوش:

يكرّم النجم أو يهان

ساعات قليلة تفصلنا على نهاية شهر رمضان المبارك، ساعات قليلة ونتعرف على نهاية 25 مسلسلًا تنافست طوال الشهر الفضيل للفوز برضا وإعجاب المشاهد.. ساعات قليلة ونعرف ما هو المخطط الذى كان يستهدف الدولة المصرية فى حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية؟ (الاختيار 2).. وهل هناك صلح محتمل بين «غفران» و«عساف الغريب» وتحالف فيما بينهما ضد الغجر (نسل الأغراب).. وزواج أحسبه بات قريبًا بين «عصام السقا» و«رنا رئيس» ابنة «ياسر جلال» فى أحداث مسلسل (ضِل راجل).. ومواجهة مؤجلة من الحلقة العاشرة بين «محمد رمضان» و«منذر رياحنة» فى (موسى).. ومصير «مدام هنا» أو «أم إبراهيم» الحائرة بين زوجها الحالى والسابق فى (لعبة نيوتن) وشهر عسل تأخر كثيرًا بين «غزل» و«سيف الخديوى» فى (اللى مالوش كبير).. وغيرها من النهايات السعيدة التى نبحث عنها منذ بداية رمضان.

نهاية كل مسلسل هى أشبه بورقة امتحان آخر العام الدراسى، يتوقف عليها مصير عام كامل من التعب والمجهود والتحضير والمذاكرة، ممكن تكون عامل مسلسل بطىء وممل ومزدحم بالأخطاء و«الديفوهات» والمشاهد يتجاوز عنها كلها، لو قدمت له نهاية منطقية، غير متوقعة، تحترم دماغه وتجعله يذكرك ويذكر مسلسلك بكل خير، كما هو وارد أيضًا أن تقدم مسلسلًا عالى الجودة فى كافة الأركان، وتأتى الحلقة الأخيرة لتهدم هذا الحلم الجميل على دماغ صناعه فردًا فردًا، فمن يكرم أو يهان بين نجوم رمضان ليلة عرض الحلقة الأخيرة؟.. دعونا ننتظر.

بوجه عام ونحن فى الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل أرى أن الموسم الدرامى الحالى هو الأفضل منذ سنوات طويلة لأكثر من سبب

التنوع فى الأشكال الدرامية المقدمة، ما بين الوطنى والاجتماعى والأكشن والرومانسى والصعيدى والشعبى والخيال العلمى والإثارة والكوميدى وإن كانت الكوميديا بحاجة لجرعة أكبر، وأعتقد أن الظروف حرمتنا من عمل متميز كان سيضيف للدراما الرمضانية الكوميدية الكثير وهو مسلسل (عالم موازى) بطولة «دنيا سمير غانم»، بعد إصابة بطلته وعدد من صناعه بالكورونا.

فى السنوات الماضية كان الفارق كبيرًا بين مسلسل وآخر، وكان يفوز بنصيب الأسد من عبارات المدح والإشادة مسلسلان أو ثلاثة على الأكثر، أما هذا العام فقد تلاشت الفوارق بشكل كبير، وأصبح من الصعب على أفراد الأسرة الواحدة أن يحققوا شبه إجماع على مسلسل واحد يستحق الفوز بلقب الأفضل فى شهر رمضان الحالى.

عودة مسلسلات الـ 15 حلقة، هى الأخرى واحدة من نقاط تميز الموسم الرمضانى الحالى، وأتمنى أن تستمر خلال السنوات المقبلة وتزيد عددها، وأحلم أن يختفى الرقم أو عدد الحلقات تمامًا من حساباتنا، ونقدم المسلسل بعدد الحلقات التى يستحقها بدون مط أو تطويل أو شد وحذف مبالغ فيه، فعلى سبيل المثال المسلسل الأعلى مشاهدة فى تونس خلال شهر رمضان الحالى هو مسلسل (حرقة) بطولة «عائشة بن أحمد» وإخراج القدير «الأسعد الوسلاتى» وعدد حلقاته 20 فقط، مع أنهم كان سهل عليهم جدًا أن يجعلوه 30 حلقة ويمطوا فى الأحداث أو يقصروا مدة الحلقة ويجعلوها 25 دقيقة بالتترات بكليب فى الحلقات السابقة، كما يفعل أكثر من مخرج عندنا للأسف.

كذلك من علامات تميز الموسم الدرامى الرمضانى الحالى، أننا أصبحنا نهتم بكل عناصر الصناعة، نمتلك الآن أكثر من مدير تصوير شاطر، ومؤلف موسيقى ومهندس ديكور ومهندس صوت ومصمم أزياء و«كاستينج دايركتور» على أعلى مستوى، كما أصبحنا نمتلك أكثر من مخرج متميز صاحب رؤية، فقط ينقصنا وفرة فى المادة الخام لأى عمل درامى وهو المؤلف أو كاتب السيناريو، أينعم! لدينا أكثر من كاتب شاطر ولكن للأسف عددهم لا يتناسب مع حجم الصناعة ولا يليق بدولة يتجاوز عدد سكانها الـ 100 مليون.

افضل مسلسل 

الاختيار 2

لعبة نيوتن

أفضل ممثل

كريم عبدالعزيز

محمد ممدوح

أفضل ممثلة

منى زكى

أمينة خليل

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

09.05.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004