صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

125

124

123

122

121

 

المهرجانات السينمائية (4)

كتابة: صلاح سرميني

 
 

ما هو دور المدير الفني في مهرجان سينمائي؟

نظرياً، المدير الفني لمهرجانٍ سينمائي، هو الشخص المسؤول تماماً عن الجانب الفني للمهرجان:

طبيعة المهرجان.

تحديد أقسام المهرجان، ومسابقاته، وبرامجه الرئيسية، والموازية.

الإشراف الكامل على برمجة كل الأقسام المكوّنة للمهرجان.

تحديد آليات الاختيار.

الإشراف على مبرمجي، ومستشاري كلّ الأقسام.

الإشراف على اختيار لجان التحكيم.

الإشراف على اختيار الإعلاميين، والصحفيين، والنقاد.

الإشراف على دعوات الضيوف بشكلٍ عام.

الإشراف على كل الأقسام الموازية للمهرجان بما فيها الندوات، والسوق، وورشات العمل.

إلخ...

المدير الفني هو المسؤول عن كل شيء في المهرجان، من أصغر التفاصيل وحتى أكثرها تعقيداً.

أمثلة من مهمات المدير الفني :

هو الذي يحدد طبيعة المسابقات المختلفة.

مثلاً في مهرجان فرنسي:

مسابقة خاصة بمخرجي القاطنين في المدينة التي ينعقد فيها المهرجان، وتُسمّى مسابقة محلية.

مسابقة خاصة بالمخرجين الفرنسيين، والمقيمين في فرنسا، وتُسمى مسابقة وطنية.

مسابقة خاصة بالأوروبيين، والقاطنين فيها، وتُسمى مسابقة أوروبية.

مسابقة لمخرجين من كل أنحاء العالم، وتُسمى مسابقة دولية.

هو الذي على سبيل المثال يقرر إلغاء مسابقة، وتعويضها بمسابقة أخرى.

وهو الذي ـ على سبيل المثال ـ يقرر إدخال برنامج، أو مسابقة للأفلام التجريبية، أو أيّ نوع من أنواع السينما.

هو الذي ـ على سبيل المثال ـ يختار تيمة تخصصية.

هو الذي ـ على سبيل المثال ـ يوجه المهرجان نحو نوع معين من الأفلام.

هو الذي ـ على سبيل المثال ـ يقرر تنظيم برنامج للسينما الهندية.

هو الذي ـ على سبيل المثال ـ يقرر تكريم هذه السينما، أو هذا المخرج.

ولكن

هل يقرر، ويعمل لوحده؟

لا، بالطبع...

 

من أهمّ المدراء الفننين العرب، السينمائي الإماراتي مسعود أمر الله.

المهرجانات السينمائية (5)

صلاح سرميني

عندما تقترح فيلمك القصير على مهرجانٍ ما، هل من مصلحتك الإشارة في رسالتك بأن فيلمك شارك في 10 مهرجانات، أو 20 مهرجان؟

 

الإجابة :

 

إطلاقاً، هذه المعلومة ليست من مصلحتك، ويمكن أن تضرّك.

كيف؟

عندما تذكر هذه المعلومة، وكأنك تقول لإدارة المهرجان :

ـ أنا فيلمي تحفة، روعة، ما فيش منو، دا حتى اشترك في 20 مهرجان.

ومن جهة أخرى..

معظم المهرجانات الكبيرة ترغب بعرض أفلامٍ للمرة الأولى، أو الثانية، أو الثالثة.

وحكاية أن الفيلم عُرض في 20 مهرجان تنطلي على المهرجانات الصغيرة، وحتى هذه المهرجانات، ربما تقول إداراتها :

ـ طب خلاص اتعرض فيلمك في 20 مهرجان، وجاي هنا تعمل إيه،..يتغرينا يعني؟

من جهة ثالثة،...

أنا لو وصلني فيلم من مخرج ما، وشفت هذه المعلومة بأن الفيلم تعرض في 20 مهرجان، سوف أعتقد بأن المخرج يغريني، علماً بأن الفيلم لو اتعرض في 100 مهرجان لن يلفت انتباهي إلاّ الفيلم نفسه.

إذاً، لا داعي لوسيلة الإغراء هذه، بإمكانك تسجيل هذه المعلومات في الملف التقني للفيلم، وليس في رسالتك إلى أيّ مهرجان.

كما أن المهرجانات الكبيرة تعرف الفرق بين مهرجان كان، وبرلين.......ومهرجان محمدين، وعطيات في كوكب المريخ.

دع فيلمكَ يتحدث عن نفسه.

المهرجانات السينمائية (6)

صلاح سرميني

يسأل مخرج أفلام قصيرة، ويبدو بأنه سؤالٌ يتشارك به جميع مخرجي الأفلام القصيرة"

 

قد يبدو سؤالي غريباً، وقد ينمّ عن جهلٍ، وقد يحوطه بعض الاحباط، إلاّ أني، في الحقيقة، وفي خضمّ هذا الزحام، والجدل الدائر حول المهرجانات السنيمائية، والاشتراك فيها، ومحاولات الفوز بأحد جوائزها، اصبحت اتساءل حول جدوى الاشتراك بها.

ما الدافع الى الاشتراك في مهرجانٍ لم يسمع عنه أحد، قد يجيب البعض أن الاشتراك في أحد المهرجانات، ونيل أحد جوائزه هو دليل نجاح الفيلم.

 

*****

 

ما هو الدافع من الاشتراك في مهرجانٍ لم يسمع به أحد؟

 

من قال لنا بأن هذا المهرجان، أو ذاك لم يسمع به أحد؟

إذا كنت أنت، أو هو، أو أنا، لا نعرفه، فهي مشكلتنا، وليست مشكلة المهرجان، أو المهرجانات.

هناك في العالم آلاف المهرجانات لا نعرفها، ولم نسمع عنها، في فرنسا وحدها هناك حوالي 350/400 مهرجان فعليّ، وفي بعض الأحيان، وعلى الرغم من إقامتي الطويلة في هذا البلد، أكتشف مهرجاناً جديداً لا أعرفه سابقاً.

على سبيل المثال، في شهر سبتمبر الماضي انعقدت دورة جديدة لمهرجان تخصصي بعنوان: مهرجان سينما الغرابة، من يعرفه في بلادنا؟

إذاً، هناك من يعرف، وهناك من لا يعرف، ويتوجب على من لا يعرف أن يعرف.

ولكن، ماهي أهمية هذه المهرجانات التي لا يعرفها أحد؟

لكلّ مهرجانٍ أهميته على المستوى المحلي، والوطني، والدولي، ولكلّ مهرجان أهمية تختلف عن المهرجانات الأخرى، ولكلّ مهرجان هدف يختلف عن أهداف المهرجانات الأخرى...

والمهرجانات لم تتأسّس، وتنتشر، وتزدهر كي تمنح جوائز فقط، لقد تأسّست كي تساهم ـ على الأقلّ ـ في نشر السينما، وترويجها، وعشرات أهدافٍ أخرى يمكن أن تكون موضوعاً لكتاب.

 

ما هو الدافع من الاشتراك في مهرجان إذاً؟

 

الدافع هو أن المهرجانات هي المنصات الجماهيرية الوحيدة لعرض الأفلام القصيرة التي لا تجد لها مكاناً للعرض في صالات السينما، ونسبياً في القنوات التلفزيونية.

بدون المهرجانات السينمائية، سوف تموت الأفلام القصيرة، علماً بأنها البذور الأساسية للسينما.

تخيل أن تموت هذه البذور، هذا يعني موت السينما.

الجائزة التي يحصل عليها فيلم ما من مهرجانٍ كبيرٍ مثل كان، وبرلين، ...إلخ تعني جودة الفيلم حتماً، وهذه الجودة نسبية تختلف من شخصٍ إلى آخر.

والدليل بأننا بعد كلّ مهرجانٍ كبيرٍ نقرأ كتاباتٍ لصحفيين، ونقاد تستنكر حصول هذا الفيلم، أو ذاك على جائزة.

ولكن، وعلى الرغم من التباين في ردود الأفعال، مع، أو ضدّ، فقد حصل الفيلم على جائزة من كان، أو برلين...، وهي غصباً عني، وعنك، وعن كلّ الصحفيين، والنقاد، وأيّ شخص كان، جائزة مهمة سوف تفتح كلّ الأبواب للمخرج، والفيلم، ومشاريعه القادمة.

في المقابل، هناك مهرجانات كثيرة، وكثيرة جداً تمنح جوائز، وشهادات تكريم، واستحقاقٍ، وكلّ ما يخطر على البال، وخاصة تلك التي نجدها في مواقع التسجيل التي لا تتطلب أكثر من كبسة زرّ، وفي معظم الأحيان رسوم تسجيل أصبحت موضوعاً لنقاشٍ، وتساؤلاتٍ بعد أن بدأ بعض النابهين استخدامها لأغراضٍ نفعية بعيدة كلّ البعد عن جوهر المهرجان، وهو المنفعة العامة بدون أهدافٍ ربحية.

هذه الجوائز تعني الكثير لمن حصل عليها، ولكنها لا تعني شيئاً لمن يعرف مستوى الفيلم، ومستوى المهرجان.

أما لماذا تمنح بعض المهرجانات جوائز لأفلام (نختلف على مستواها النوعي)؟

الأسباب أيضاً كثيرة، وتختلف من مهرجانٍ إلى آخر، وتتعلق بسياسة كلّ مهرجان، وآلياته.

الأهم في هذا الموضوع ليس الجائزة التي حصل عليها الفيلم، ولكن الفيلم نفسه.

ومن المفيد بأن لا ننسى، جوائز معظم المهرجانات: درع، تمثال، شهادة ورقية، وشعار إلكتروني.

وهنيئاً لكلّ من يحصل عليها .

المهرجانات السينمائية (7)

فاقد الشيء لا يُعطيه

صلاح سرميني/باريس

عندما ينظم ناشطُ سينمائيٌّ/أو عددٌ من النُشطاء مهرجاناً تحت عنوانٍ معين/تيمة معينة، فإن أبسط الضرورات التي يجب أن تتحقق، هي الالتزام بالتيمة نفسها.

عنوان المهرجان، وتيمته الرئيسية هي الهدف من تنظيم أيّ مهرجان، وتسليط الأضواء على التيمة في كلّ معانيها، وجوانبها.

اختيار تيمة لمهرجانٍ ما، وحشو برنامجه بأفلام لا علاقة لها بالتيمة، هي قمة العبث بأهداف المهرجانات التي تفرض على الفاعلين في الوسط السينمائي التنبيه لها، والتحذير من تكريسها كظاهرة تُبعد مهرجانات بلدانهم عن غاياتها الجوهرية.

مثال :

دعونا نفترض بأن نشطاء يريدون تنظيم مهرجان ما بعنوان :

المهرجان الدولي لأفلام السلام.

هنا مفهوم "السلام" بكلّ معانيه، هي التيمة الرئيسية للمهرجان، ويتوّجب على منظمي المهرجان الالتزام به، والامتناع عن حشوّ البرنامج/المسابقة بأفلام لا علاقة لها بالتيمة.

يا سادة، السكوت علامة الرضا، وبدون الانتقاد، والاحتجاج، وحتى الصياح، لا أمل من تطوير سينما البلدان التي تعيشون فيها.

الطبطبة على الأكتاف لن تطوّر سينما بلد ما، ولن تصنع مخرجين، ولا مهرجانات، ولا ثقافة سينمائية....إلاّ إذا كان المستوى العام للمشهد السينمائي في هذا البلد، أو ذاك متواضعٌ، إلى درجة أن لا أحد يتحسّس/يشعر بكل هذه الأخطاء الكارثية على سينما البلد، وبالتالي، الكلّ يصفق للكلّ في أفراحٍ أبعد ما تكون عن تسميّتها "مهرجانات سينمائية" من المفترض تنظيمها بكلّ الجدية التي تستحقها.

كان المخرج المصري الراحل "هشام أبو النصر" يردد على مسامع طلبته جملةً شهيرةً: "فاقد الشيء لا يعطيه"

حسناً.....ابحثوا عن هذا "الشيء" قبل أن تعطوه.

سينماتك في ـ  28 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 15.12.2022

 

>>>

125

124

123

122

121

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004