صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

105

104

103

102

101

 

أفلام التحريك اليابانية:

من التجارية إلى الفنّ

شيمامورا تيرو

جامعة جوشيبي للفنون، والتصميم

أوراقٌ مختارة من منتدى بكين 2005

كتابة: شيمامورا تيرو

ترجمة: محمد زرزور

 
 

الخلاصة:

تتشجّع الحكومة الصينية لإنتاج أفلام التحريك محلياً من أجل حماية الأطفال من التأثير المُفرط للثقافة الأجنبية، وخاصةً تأثير العالم الغربي.

وبعد عام 2000، قررت الصين أن تكون أكثر من 60 % من أفلام التحريك التي يتمّ بثها في القنوات التلفزيونية من انتاج الصين.

وعلى الرغم من أنّ أفلام التحريك الأجنبية يجب أن تكون أقلّ من 40 %، إلاّ أنّ معظم المحطات التلفزيونية باستثناء CCTV لم تلتزم بالقاعدة.

إلاّ أنّ سبب اتخاذ هذا القرار، مفاده أنّ هناك حقيقة تسببت في قرار الحكومة، هي أنّ أفلام التحريك التي تنتجها ديزني من أفلام التحريك الأمريكية، واليابانية تحظى بشعبيةٍ كبيرة بين الأطفال الصينيين.

على وجه الخصوص، يبدو أنّ معظم طلاب المدارس الابتدائية في المناطق الحضرية يشاهدون أفلام التحريك اليابانية مثل "المحقق كونان Detective Konan "، "ألترامان  Ultraman"، "ماروكو الصغيرة Chibi maruko chan "، "الكابتن ماجد Captain Tsubasa "، وما إلى هنالك.

تُقدر أفلام التحريك اليابانية، والمانغا في الصين بأنها عالية جداً فتمّ اختيار "دورايمون  Doraemon" على أنها "أكثر سلسلة فكاهية" في البحث الذي أجراه معهد الصين للعلوم الاجتماعية.

في اليابان، يبلغ عدد مسلسلات أفلام التحريك التي يتمّ بثها على التلفزيون حوالي 2500 مسلسل.

ويبلغ إجمالي المبيعات أكثر من 1 تريليون ين بما فيها مبيعات الشخصيات، فهي تعدّ كبيرة بما يكفي ليتمّ تسميتها "صناعة عملاقة".

تبلغ الصادرات 100 مليار ين سنوياً (نصف حجم مبيعات جميع الأفلام الأمريكية سنوياً، أربعة أضعاف مبيعات الحديد الصلب اليابانية المصدرة إلى الولايات المتحدة).

تبلغ حصة أفلام التحريك اليابانية في السوق العالمية أكثر من 60 في المائة، و80 في المائة من مسلسلات التحريك التي تبث على التلفزيون في أوروبا هي إنتاج ياباني.

كما أنّه لا تحظى أفلام التحريك التلفزيونية بشعبيةٍ فحسب، بل أيضاً الرسوم الكوميدية (مجلات الرسوم). حيث يمكن للمرء أن يجد بسهولةٍ رفوف كتب مليئة بالـ "مانغا" في مكتبات الدول الآسيوية، أو الأوروبية. كما يتمّ تمييز أفلام التحريك اليابانية على أنها صناعة عملاقة في جميع أنحاء العالم.

ليس فقط من وجهة نظر ثقافية، ولكن أيضاً من وجهة نظر اقتصادية مرتبطة بحركة كمية هائلة من الأموال، سيتمّ التركيز على مشاكل العولمة، والجهوية، وتوطين أفلام التحريك.

إنّ هذه الأنواع من أعمال التحريك اليابانية، والتي تشكل التيار الرئيسي لأعمال التحريك التجارية، تنتج حيزاً ثقافياً خاصاً يُسمى ثقافة "أوتاكو"، وهي مصطلحٌ ياباني يُطلق على المعجبين بهواية ما خاصةً الأنمي، والمانغا، أو ألعاب الفيديو (إضافة المترجم).

لقد أصبحت منطقة أكيهابارا مؤخراً مركزاً لثقافة "أوتاكو"، حيث يأتي الكثير من السياح الأجانب لشراء الأجهزة الكهربائية المصنوعة في اليابان، وكذلك أعمال التحريك، وهذا ما ساعد على امتداد ثقافة "أوتاكو" هذه أيضاً إلى العالم.

في أوروبا_ مثل اليابان_ تُقام أحداث التحريك _وحتى عروض الأزياء_ في مدنٍ مختلفة.  

كما يُطلق على الشباب الذين يتجمعون هناك اسم "أوتاكو" مع احترام أولئك الأشخاص المتميزين بثقافة فرعية.

في هذه الدراسة، لن يتعامل الدارس مع الظروف الفعلية للتحريك في اليابان باعتبارها الصناعة العملاقة مقارنةً بالسوق العالمية، والاستثمارات الهائلة، والتي أثارت حتى تدخل السياسة في مختلف البلدان، والمناطق.

فبشكل مستقل نسبياً عن أعمال التحريك التجارية الرئيسية، هناك بعض أعمال التحريك الفنية، والإبداعية التي لاقت رواجاً تدريجياً بين الجمهور.

سيتمّ تقديم أسلوبها، وإمكاناتها بشكلٍ أساسي في البحث، وفي هذه الحدود أيضاً يمكننا أن نجد الصراع بين قيود القومية، وإمكانية العولمة، وهذا لا يعني أبداً "الأمركة".

إنّ الأهداف الرئيسية لهذا البحث هي مسلسلات التحريك المستوحاة من أعمال ميازاوا كينجي، الشاعر الياباني الشهير، وكاتب قصص الأطفال في القرن العشرين السابق.

ففي هذه السنوات، كان يُنظر إليه على أنه أحد المؤلفين الوطنيين لليابان، كما أنه أصبح معروفاً بشكل تدريجي على نطاق العالم.

ستوضح هذه الدراسة مدى اختلاف مفاهيم، وأساليب هذه المسلسلات من "تحريك/تنشيط" الأدب، عن تلك الخاصة بأعمال التحريك التجارية، كما ستوضح مسعى رسامي التحريك لتقليل قيود القومية، والمحلية، وما إلى ذلك.

 

1/ Gauche, a Cellist   الاسم الأصلي Sero hiki no Gôshu  من إخراج تاكاهاتا إيساو 1982

 

فيلم التحريك الذي تمّت مناقشته أولاً هو" ” Gauche, a Cellist للمخرج تاكاهاتا إيساو عام 1982.

لقد أنتج فيلم التحريك الطويل هذا بشكلٍ تطوعي بواسطة O-Production والتي تنتج عادةً أعمال تحريك تجارية.

 كويتشي موراتا المدير الإداري لـ O-Production  عمل في هذا الفيلم كمخرج فني.

 كما أن مشاهير رسامي التحريك اليابانيين انضموا لفريق انتاج هذا الفيلم أمثال:

سايدا توشيتسوغو، (مخرج فيلمMARCO" ")

ماساهيرو أندو (مخرج “Devilman”)

بالإضافة إلى شيهتو تسوجي (مخرج “Metropolis”).

تأسّست O-Production في عام 1970 من قبل أربعة رسامين يابانيين (نوريو شيوياما_ كويتشي موراتا _ كازو كوماتسوبرا_ كوشين يونيكاوا) كشركة إنتاج تنفيذية لأعمال أفلام التحريك.

ومنذ ذلك الحين، اهتمت O-Production بالعديد من أفلام التحريك، كمنفذ لانتاجات العديد من الشركات في مجال الانيمشن.  

فقدمت أعمالها الرئيسية

 "هجوم رقم 1 Attack No.1"

"قناع النمر Tiger Mask "

 "هايدي Heidi"

 "ماركو Marco

Galaxy Railway 999"

  "Getter Robot" "

 "Space Pirate Captain Harlock”

 إلخ....

 

كلها تقريباً أعمال ضخمة في تاريخ التحريك الياباني، وهي أعمال تعكس حقيقة اهتمام O-Production  وقدرة هذه الشركة، ورسامي التحريك الذين يعملون فيها على انتاج هذه السوية من الأعمال.

لقد دعت  O-Production مخرج أفلام التحريك تاكاهاتا إيساو، لتقيم معه شراكة وثيقة من خلال إنتاج سلسلة التحريك للقصص اليابانية الشهيرة، وبدأوا بإنتاج فيلم التحريك الطويل "Gauche ، a Cellist" بشكل تطوعي، وحظي هذا الفيلم بردة فعل إيجابية من قبل الجماهير.

الآن يعمل هناك أكثر من 30 رسام تحريك، يصنعون أعمالاً من أفلام التحريك مثل "ماركو الصغيرة Chibi Maruko-chan"، و"Metropolis ميتروبوليس"، و"Sen and Chihiro المخطوفة " التي أنتجتها شركة إنتاج أفلام التحريك الشهيرة  Studio GIBRI المملوكة من قبل هاياو ميازاكي، و تاكاهاتا إيساو.

إنّ ماسبق ذكره عن خلفية تعامل O-production عادة مع أعمال التحريك التجارية لمخرجي الأفلام، والمسلسلات في شركات انتاج الرسم، والتحريك، يمكننا أن نكتشف بسهولة في هذا العمل "التطوعي" الخاص بشركة الإنتاج، مع هذه الخلفية، بعض العلاقة الوثيقة بالأعمال التحريكية التجارية.

 

أولاً، اعتماد أسلوب رسم الأنيم.

 

كان تاكاهاتا_ مخرج هذا العمل_ يهتمّ بعمل إنتاج أعمال التحريك التجارية اليابانية منذ نشأتها، بالتعاون مع ميازاكي هاياو، الذي كان أحد الأعضاء المؤسّسين في Studio GIBRI ويمكن القول أنّه رائد في صناعة الأنيم.

 فيلم أخرجه تاكاهاتا، فمن الطبيعي أن يكون بأسلوب رسم أحد أعمال Studio GIBRI، باعتماد أسلوب أعمال التحريك التجارية.

وهنا يمكننا أن نشير إلى إدخال بعض الشخصيات الفرعية في فيلم “Gauche, a Cellist” لم تظهر أبداً في القصة الأصلية التي كتبها ميازاوا كينجي عام 1931، فالقصة لم تنشر  في حياته.

يقال إن "غوش_ عازف التشيلو" في أوركسترا صالة سينما في بلدة صغيرة _هو عازف فقير.

يلومه قائد الفرقة الموسيقية بسبب "خروجه عن النغمة"، أو "عدم تناغمه مع الفرقة "، لا يملك أكثر من عشرة أيام للتحضير للحفلة الموسيقية للسمفونية السادسة.

عندما عاد إلى كوخ طاحونة المياه الخاص به، تدرب بكثرة على التشيلو، من تلك الليلة فصاعداً، تقوم مجموعة من الحيوانات: قطة، وقواق، كلب، واثنان أمّ، وابن من فأر الحقل، بزيارته واحدًا تلو الآخر.  

من خلال التواصل مع هذه الحيوانات الصغيرة، يتغلب دون وعيٍّ على عيوب عرضه الموسيقي.

في الحفلة الموسيقية يقوم بعزف مقطوعة منفردة من معزوفة "Indian Tiger Hunting"   وينال الاستحسان حتى من قبل قائد الأوركسترا.  بينما يعتذر للوقواق الذي أصابه بالخطأ.

في القصة الأصلية، يوصف غوش بأنه شخصية وحيدة يقاطعها حتى أعضاء آخرون في الأوركسترا، يعيش في كوخ طاحونة المياه في الضواحي، تبدو صورته كرجل عازب رثّ في منتصف العمر، بينما في الفيلم تظهر شخصية ثانوية هي عضوة شابة في الأوركسترا تنجذب نحو غوش بطريقة مؤدبة.

مع هذا التغيير، يتمّ تغيير شخصية غوش نفسه إلى شاب في مقتبل العمر، وفي نهاية الفيلم، سيكون لدى الجمهور انطباع بأن غوش والفتاة قد يتعاطفان مع بعضهما البعض.

يعمل بطل الرواية الذكر مع شخصية ثانوية أنثوية يحبها _ أو على الأقل يتعاطف معها_هذا هو المزيج المعتمد عموماً في أعمال التحريك التجارية اليابانية.

يُطلق على هذا النوع من الشخصيات الأنثوية اسم "مادونا" نسبةً إلى لقب شخصية مادونا التي ظهرت في رواية ناتسوم سوسيكي الشهيرة "بوتشان Bochan " وهي مهمة جداً لدرجة أن كيفية تفعيل شخصيتها هي النقطة الأساسية للحصول على ردّة فعل الجمهور تجاه فيلم الأنيم هذا.

قد يكون أحد أسباب إضافة عضوة الأوركسترا هذه، الفكرة المتعلقة بإنتاج أعمال التحريك التجارية التي تتطلب شخصية "مادونا."

 تعكس هذه الخلفيات الغاية التجارية لمنتَج أفلام التحريك _على الرغم من أنه عمل تطوعي_  كما يمكننا أن نجد في  “Gauche, a Cellist” أسلوب الرسم، والأساليب المستخدمة بشكل عام في أعمال التحريك التجارية التي تمّ تبنيها على نطاق واسع.

لكن، لا يمكن إنكار أن هذا العمل صدر/عُرض على أنه عرضٌ تطوعيّ، دون أن يكون له غاية تجارية عامة مثل البث التلفزيوني، أو التوزيع من قبل شركات السينما الكبرى.

ولهذا السبب، فإن العمل التحريكي هذا يحافظ على جودة أعلى من الأعمال التجارية الأخرى التي يجب أن يكون لها العديد من القيود.  

كما يمكن أن يكون تأثير إنتاج هذا العمل هائلاً، حيث أثبت أنه من الممكن، بالعلاقة مع الأعمال التجارية، أن يزدهر العمل التطوعي في مجال إنتاج أعمال التحريك.

 

المصدر

Selected Papers of Beijing Forum 2005

 Japan Animation: from Commercialism to Art

 SHIMAMURA Teru

Joshibi University of Art and Design

Variety

 

نيويورك، 1983، تبحث كريستين بيأسٍ عن عملٍ، وينتهي بها الأمر بأن تقبل وظيفةً مؤقتةً في صالةٍ مخصصة لعرض الأفلام الإباحية.

يوماً بعد يوم، وتدريجياً، تصبح مهووسةً بأصوات، وصور الأفلام التي تُحيط بها، ومن ثمّ، مفتونةً بأحد المتفرجين، وهو رجل أعمال يُدعى لوي، وهكذا تبدأ كريستين في متابعته ...

*****

Variety  هو أول فيلم روائي طويل لبيت جوردون، المولودة عام 1955، وهي مخرجة، وأستاذة في جامعة كولومبيا.

كما أنها شخصية بارزة في السينما الأمريكية المُستقلة، والتجريبية، والطليعية، وقد تناولت بالفعل موضوعات الجنس، والعنف، والمواد الإباحية في أفلامها القصيرة.

من خلال هذا الفيلم، ارادت أن تدخل في مواجهة مع الحركات الداعية إلى حظر المواد الإباحية في الولايات المتحدة، والتساؤل عما تمثله، خاصةً بالنسبة للنساء.

 

"أحبّ أن ألاحظ، لطالما كنت مفتونًة بالسينما، والمتعة السرية، القريبة من التلصص، التي أشعر بها عندما أرى الممثلين على الشاشة.

نظراً لأن المبدأ الأساسي للسينما هو أن ترى، وأن تُرى (التلصص، وجانبها المنحرف، الاستعراض)، أردت أن أصنع فيلماً يتناول هذه الجوانب".

(بيت جوردون)

 

من أجل تجسيد الطابع المُعقد لكريستين، بحثت المخرجة عن بطلةٍ هيتشكوكية، شقراء، وباردة، ولكن، بشيءٍ مختلف.

هذه المرة، لن تخضع للرغبات الذكورية: سوف تصبح متلصصةً، مهووسةً برغبتها.

بيت جوردون تحول الرجل "الشخص المُشاهد" إلى "كائنٍ مُراقب"، وعكس الأدوار المعيارية للغاية.

وهكذا، فإن هذا الفيلم المفاهيمي، الذي يذكّرنا بالعمل الجريء للفنانة صوفي كايل، وجماليات نان جولدين -التي مثلت دوراً في الفيلم، وكانت المصورة الفوتوغرافية أيضاً – يظهر أنه عملٌ سينمائي مثير للاهتمام.

 

"تكمن احدى التحيزات الأصلية للفيلم في اختيار امرأة شابة لتلعب دور بديل المتفرج فيما يتعلق بالمتفرج ـ المُتلصص، قامت بيت جوردون ببناء شخصية كريستين بمهارةٍ شديدة بطريقةٍ غامضة إلى حدٍّ ما؛ رغبتها في الرؤية ستكشف عن نفسها شيئاً فشيئاً، مما يقود المُشاهد في سعيه الخاص".

(جاك بيتا، سينما 85 رقم 314 ، فبراير 1985).

 

" أحب المُشاهدة، لطالما كنت مفتونةً بالسينما، وبهذه المتعة السرية عند مشاهدة الممثلين على الشاشة، نظراً لأن الشرط الأساسي للسينما هو العلاقة المُتبادلة بين أن تُشاهد، و أن يُنظر إليك (بين التلصص، والاستعراض)، فقد أردت أن أصنع فيلماً يعالج هذه الثنائية.

في VARIETY ، تعمل كريستين في صالة السينما المُخصصة بالأفلام الإباحية كموظفة قطع التذاكر، يتموضع الفيلم على جانب المتفرج المًتلصص، باستثناء أنه في هذه الحالة، يتمّ عكس الدور الذي يقع عادة على عاتق الرجل، حيث تصبح كريستين نفسها مهووسة بزبونٍ تنظر إليه أولاً ثم تبدأ في متابعته.

هوسها، بطريقةٍ ما، إباحيّ، لقد استخدم هيتشكوك بالفعل شخصية "المرأة الشقراء"، ولكن دائماً ككائن غريب الأطوار بالنسبة لنظرة الرجل.

تغتصب كريستين هذا الدور، تصبح المُحققة في فيلم إثارة حيث تتشكل المنطقة من خلال لغة الرغبة".

بيت جوردون، 1984

فيلمٌ أمريكيٌّ من إنتاج الولايات المتحدة 1983، وإخراج بيت جوردون

سينماتك في ـ  20 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 04.09.2022

 

>>>

105

104

103

102

101

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004