صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

35

34

33

32

31

 

تقبل الذات في سينما التحريك

قراءة لفيلم الرسوم المتحركة القصير Bloom

كتابة: ليليا عثمان الطيب*

 
 
 

تجسد الانفعالات التمثيل الرمزي لنظام القيم في كل مجتمع، فكل لغة لها مصطلحات محملة بكلمات إنفعالية مرتبطة بالسياق الثقافي، ويتم توظيف هذه الميزة في سينما التحريك حيث تطرح العديد من من العواطف البشرية في سياق ثقافي وإجتماعي معين، لقد كانت أفلام الرسوم المتحركة دوما حافلة بالرسائل العاطفية الإنفعالية بداية من مغامرات ميكي ماوسMickey Mouse الشجاع الذي يساعد أصدقائه، وتطور الأمر لتصبح هناك مجموعة أفكار متكررة يتم إعادة تدويرها من فيلم لآخر، كما شهدت أفلام الرسوم المتحركة نقلة جديدة في بداية التسعينات من حيث طبيعة الإنفعالات الموظفة فيها، فهي تتناول مواضيع أكثر سوداوية وحزنا مثل فيلم الأسد الملك The Lion King الذي يتضمن مشهد موت والد سيمبا Simbaحيث يتحمل سيمباSimba مشاعر وفاة والده، والتعامل مع مشاعر الفقد و الحزن بالإضافة إلى الرغبة في الإنتقام، ومع التطور التكنولوجي وظهور المجتمع الإفتراضي تغيرت الرسائل العاطفية في أفلام الرسوم المتحركة فمثلا في فيلم شجاعة Brave تظهر شخصية الفتاة المتمردة التي تقرر مصيرها بنفسها عكس أميرات ديزني الكلاسيكيات  اللواتي ينتظرن الأمير لإنقاذهن من مشاكلهن .

لقد أصبحت سينما التحريك اليوم تطرح مشاكل واقعية يعاني منها العديد من الأشخاص خاصة المواضيع المتعلقة بعدم الثقة بالنفس والغرور والتكبر والتنمر وتقبل الذات، ومن بين أفلام الرسوم المتحركة الذي يتناول مشكلة عدم تقبل الذات فيلم الرسوم المتحركة القصير  الصامت Bloom الصادر سنة 2021 من إخراج Auraline Mary، وموسيقى Amante Amato لاتتجاوز مدة الفيلم ثلاث دقائق إلا أنه يطرح قضية مهمة يعاني منها شباب هذا العصر ، وقد استغرق الفيلم عشرة أشهر لإنجازه، ودعت المخرجة فيه من خلال قصة فتاة مراهقة إلى حب الذات .

تظهر الفتاة المراهقة في الفيلم تعاني من مشكلة في وجهها من خلال ظهور أزهار وردية اللون تقوم دائما بنزعها وإخفائها إلا أن صديقاتها بالمدرسة يكتشفن الأمر  وتتعرض للتنمر ، تقدم المخرجة في أول فيلم رسوم متحركة قصير لها الأزهار كرمز اجتماعي وثقافي ترمز للإختلافات والمخاوف التي يعيشها كل منا داخله فمنهم من يختار إخفائها ومنهم من يتقبلها ويعتبرها جزء لايتجسد منه، لذلك فالفتاة في الفيلم ترفض في البداية تقبل إختلافها بسبب أفكار سلبية مسبقة كونتها عن نفسها، فالتفكير الإيجابي يعمل بشكل جيد مع من يتمتعون بتقدير عال للذات أو يحملون صورة إيجابية عنها، أما من لديهم تقدير متدن للذات أو صورة سلبية عنها فدائما يفكرون بشكل سلبي .

تنتقل الفتاة في الفيلم إلى مرحلة أخرى في حياتها بعد أن تتعرف على شاب يعاني من نفس مشكلتها حيث تتقبل نفسها كما هي معه ويمران بمرحلة سعيدة قصيرة معا حتى ينفصلا فسعادتهما مرتبطة فقط بكونهما يشتركان في نفس الاختلاف إلا أن هذا ليس سبب كاف ليقررا البقاء معا، فتقبل الذات هو أحد الأبعاد الأساسية للشخصية ولايمكن أن يكتسبها المرء في مرحلة إنفعالية مؤقتة، يرى رانجيت سينج مالهي وروبرت دبليو ريزنر في كتابهما " تقدير الذات " أن 66% منا لديهم تقدير متدن للذات، فالكثيرون يرون أنفسهم غير أكفاء وغير جديرين بالحب، فنحن نبالغ في إنتقاد أنفسنا لذلك أصبحنا ضحية للأفكار السلبية المبرمجة لعقولنا والمقيدة لتفكيرنا، تلك الأفكار التي يفرضها علينا الآخرون ونقبلها على أنها حقيقة مسلم بها، ومن ثم فلاداعي للدهشة حينما نعرف أن الشخص العادي لايستفيد سوى من نسبة تقل عن 10% من كامل قدراته وإمكانياته .

لذلك حين تفشل قصة الفتاة مع الشاب تجد نفسها على مفترق الطرق إما أن تسمح لنفسها الإنغماس في البحر الأسود الذي يرمز لليأس والإنسحاب أو تتقبل نفسها كما هي، وفي النهاية تميل إلى الخيار الثاني في صورة بصرية مبهرة حيث يمتلئ جسدها بالورود كدليل على تقبل إختلافها، حيث تنقذ نفسها من حصار الأفكار السلبية وتقرر الإنفتاح الكامل على ذاتها وتحب نفسها رغم كل الظروف الخارجية القاسية، فالبحر المظلم يمثل أيضا التدمير الذاتي، وعندما وجدت نفسها تصل للقاع استطاعت أن تكتشف حب تقدير الذات داخل نفسها .

*أستاذة جامعية (جامعة الجزائر02)

العنوان الفضيحة

هنا نموذجٌ من الترجمات الميكانيكية التي نتداولها في عالمنا العربي، ويُقدم علي ترجمتها غير متخصصين بالسينما/أو الموضوع الذي يترجمونه.

في عام 1974 صدر كتابٌ باللغة الفرنسية بعنوان

Le cinema experimental histoire et perspectives

للمخرج، والباحث الفرنسي "جان ميتري"

عنوان الكتاب

السينما التجريبية، تاريخٌ، وآفاق.

اليوم، وأنا أبحث عن صورةٍ لغلاف الترجمة العربية التي صدرت عن وزارة الثقافة السورية عام 1997 (ترجمة عبد الله عويشق) أثار انتباهي عنواناً فرعياً للكتاب

السينما التجريبية، تاريخ، ومنظور مستقبلي.

سينما 2000/سيغرز

لقد صدر الكتاب الأصلي بطبعته الفرنسية عام 1974، وصدرت الترجمة العربية عام 1997، ما معنى هذا العنوان الفرعي (سينما 2000/سيغرز)؟

راجعتُ غلاف الكتاب الأصلي باللغة الفرنسية، وعلى الفور اكتشفت العبث الذي عشناه، ونعيشه بقراءة كتبٍ ترجمها أشخاصٌ غير متخصصين في الموضوع الذي يترجمونه، وفقدان المراجعة، حيث لم يدرك المترجم "عبد الله عويشق" بأن (سينما 2000/سيغرز) هي:

Editions Seghers

اسم دار النشر التي أصدرت الكتاب الأصلي باللغة الفرنسية، و

Cinéma 2000

هي عنوان المجموعة/السلسلة التي أصدرتها هذه المؤسّسة، وكانت وقتذاك 5 كتب.

وهكذا، من أجل خطأ فاضح نتج عن ترجمة ميكانيكية، أصبح اسم الكتاب باللغة العربية :

السينما التجريبية، تاريخ، ومنظور مستقبلي.

سينما 2000/سيغرز

وتناقلته كلّ المنصات، والمواقع العربية كهذا بدون أن يتساءل أحدٌ عن معنى العنوان الفرعي،

وهذا يعني، بأن كلّ الكتب السينمائية المترجمة، والمتوفرة في مكتبتنا العربية بحاجةٍ إلى مراجعة، ليس من طرف أشخاص يتقنون لغة الكتب الأصلية، ولكن من نقاد، وباحثين يتقنون لغة الكتب الأصلية، وموضوع الكتب نفسها.

يعني إذا كان الكتاب عن السينما الألمانية، يجب أن يتقن المترجم اللغة الأصلية للكتاب/الألمانية، ويعرف جيداً السينما الألمانية، وشاهد كل الأفلام المشار إليها في الكتاب.

أو باختصار، إهمال هذه الكتب المترجمة كلها، وقراءة الكتب السينمائية بلغاتها الأصلية.

وهي نصيحةٌ لكلّ الأجيال الحالية، والقادمة.

ملاحظة: إذا كانت الأخطاء قد بدأت من الغلاف، كيف يكون حال محتوى الكتاب؟ لا أعرف.

لقاءات مدغشقر للأفلام القصيرة

يتمّ تنظيم مهرجان "لقاءات الأفلام القصيرة" في مدغشقر من قبل جمعية لقاءات الأفلام القصيرة في مدغشقر، والمعهد الفرنسي لمدغشقر، وشركة ROZIFILMS  

ستُقام الدورة السادسة عشر للمهرجان من الجمعة 19 إلى السبت 27 نوفمبر 2021.  

تهدف "لقاءات الفيلم القصير" إلى الترويج لاجتماع المحترفين الذين يمتلكون نشاطاً هاماً في الإخراج، أو الإنتاج، أو التوزيع، أو الترويج المُرتبط مباشرةً بالفيلم القصير.  

يمكن تسجيل الأفلام التي تستوفي المعايير أدناه فقط

- تمّ إنتاج الفيلم بعد 1 يناير 2020، ويجب ألاّ تتجاوز مدته الزمنية 30 دقيقة، ولم يتمّ بثه على الإنترنت، ويمتلك خصائص عمل الفيلم القصير

 أن يتمّ التسجيل أحد أصحاب حقوق الفيلم

ـ لم يسبق التسجيل في الدورات السابقة للمهرجان. 

ـ التسجيل مفتوح لجميع الجنسيات

بالنسبة للمسابقة، يجب أن يكون المخرجون/المخرجات من جنسية دولة أفريقية على الأقل، ويمكن للمخرج أن يسجل فيلماُ واحداً فقط.  

المسابقة الوطنية مخصصة حصرياً لمخرجين، ومخرجاتٍ من مدغشقر

التسجيل مشروطٌ بدفع رسوم التسجيل المحددة بواسطة إدارة المهرجان

وفاة الممثل الموهوب شونا فيرجسون

شونا فيرجسون، الممثل الجنوب أفريقي، والمنتج، والمُؤسّس المشارك لشركة "أفلام فيرجسون"، توفي بعد ظهر يوم الجمعة، 30 يوليو 2021، بسبب المضاعفات المتعلقة بـ كوفيد 19.  

كان عمره 47 سنة

يشتهر الممثل بأدواره في مسلسل Rockville و The Queen و The Wild.  

في عام 2020، بدأ فيرجسون شراكةً مع نتفليكس لبث مسلسل Kings Of Joburg 

وُلد فيرجسون في جابورون، بوتسوانا في 30 أبريل 1974، وسافر إلى جنوب إفريقيا، وبدأ التمثيل في عام 1992.  

كان الممثل أيضا زوج المنتجة، والممثلة كوني فيرجسون

"منطق السينما التجريبية"

أطروحة دكتوراه بلا منطق

كيف يمنح باحثٌ عنواناً لأطروحة دكتوراه "منطق السينما التجريبية"، وهذه السينما أصلاً ترفض أيّ منطق؟

كتاب "منطق السينما التجريبية" للباحثة العراقية د. بان جبار خلف، الصادر عام 2011

محتواه بحاجةٍ إلى إعادة نظر شاملة، وجذرية.

من المؤسف حقاً أن يصل فهم السينما التجريبية إلى هذا الحدّ من التبسيط.

* 78 مرجعاً باللغة العربية، واحدٌ منها، أو اثنان فقط يهتمان بالسينما التجريبية، يعود تاريخ كتابته/ما إلى الخمسينيات (ومن بين المراجع المعتمدة في هذا البحث القرآن الكريم، والكتاب المقدس).

* مرجعان باللغة الإنكليزية لا علاقة لهما بالسينما التجريبية.

* عشراتٌ من نماذج أفلام سينمائية لا علاقة لها بالسينما التجريبية .

* مئات الأسماء من الروّاد، والسينمائيين، ومُنظري السينما التجريبية غائبون عن الكتاب، بينما نجدهم في أيّ كتاب حقيقيّ عن السينما التجريبية حتى وإن كان مؤلفه من سكان جزر الواق الواق.

باختصار، تناست الباحثة، أو نسيت، أو لا تعرف، أو لم تقرأ تاريخ السينما التجريبية (ومصادرها شاهدة على ذلك)، وأشارت إلى ملامح نحيفة جداً منها (فترة العشرينيات) يعرفها حتى طلبة السنوات الأولى في معاهد السينما، كما تجاهلت، أو بالأحرى لا تعرف، ولم تشاهد تراث السينما التجريبية منذ نشأة السينما وحتى تاريخ إصدار الكتاب (ومصادرها تشهد على ذلك)، وانحرفت تماماً عن موضوعها الأصلي (السينما التجريبية) كي تتوقف عند مفهومٍ تبسيطيّ للتجريب السينمائي، ووجدت هذا التجريب في أفلام مخرجين ولا واحداً منهم ادعى يوماً بأنه يمارس السينما التجريبية.

وانطلاقاً من هذا الفهم التبسيطيّ الشائع حتى عند طلاب السنة الأولى من معاهد السينما، يمكن استنتاج خلاصة بأن كل الأفلام التي نشاهدها تجريبية.

بعد قراءة هذا الكتاب الأسطوري، لا أستغرب أن يظهر أحد من طلبتها، ويعلق على أيّ فيلم أدرجه في صفحتي من أفلام تجريبية، ويكتب:

ـ ما هذا الهراء، بإمكاننا هنا (أي في العراق موطن الباحثة) إنجاز عشرات من هذه الأفلام يومياً.

العلم، والمعرفة ليست اجتهادات، وما كتبته أعلاه إشارة إلى مستوى بحثٍ من المُفترض أن يكون علمياً عن موضوع أهتمّ به، وأكتب عنه منذ أكثر من ربع قرن.

كيف يمنح باحث عنواناً لأطروحة دكتوراه "منطق السينما التجريبية"، وهذه السينما أصلاً ترفض أيّ منطق؟

سينماتك في ـ  02 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 29.08.2021

 

>>>

35

34

33

32

31

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004