صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

35

34

33

32

31

 

كوينتين جيروم تارانتينو (2)

ترجمة: صلاح سرميني/ باريس

 
   
 
 

استراحةٌ إبداعية

في عام 1997، عاد تارانتينو إلى الإخراج مع فيلم Jackie Brown، تكريماً لأفلام الـ Blaxploitation، مقتبسٌ من رواية Rum Punch لإلمور ليونارد.

مع مجموعةٍ من النجوم مكوّنة من: بام جراير، صامويل جاكسون (مُنح جائزة الدبّ الفضي لأفضل ممثلٍ في برلين)، بريجيت فوندا، وروبرت دي نيرو، ومع ذلك، كان هذا الفيلم أقلّ نجاحاً من سابقيّه.

بعد Jackie Brown، أصبح تارانتينو أكثر سريةً في المشهد الإعلامي، واستغرق أكثر من ست سنواتٍ قبل إخراج فيلم روائي جديد.

بالنسبة للبعض، تقاعد، وتحدث آخرون عن فراغٍ إبداعي، وعند سؤاله عن هذا الموضوع، أكّد تارانتينو أنه "شعر بالحاجة إلى الخروج من الشهرة"، وقضاء الوقت في الحياة الواقعية، تلك التي تُعاش"، لاستعادة طاقته، وتغذية فنه.

كما شارك في إنتاج بعض الأفلام (بما في ذلك تكملتيّن لفيلم Une nuit en enfer)، وقضى الكثير من الوقت في العمل على سيناريو فيلم حربيّ، والذي سيصبح فيما بعد Inglourious Basterds

 

عودةٌ إعلامية

في عام 2000، التقى تارانتينو مرةً أخرى بـ أوما ثورمان، ممثلة في Pulp Fiction، وقررا استئناف مشروع تمّت الإشارة له في فيلم Pulp Fiction، وهو فيلمٌ عن الانتقام مستوحى من أفلام الوسترن على الطريقة الإيطالية، والكونغ فو، وأفلام السيف اليابانية (chanbara)، بعنوان Kill Bill.

أعطى تارانتينو الأولوية لهذا المشروع، وقضى معظم العام في كتابة السيناريو من أجل التصوير في عام 2001، لكن أوما ثورمان أصبحت حاملاً، وتأجل التصوير لمدة عام، بدءاً من يونيو 2002، كان من المفترض أن يكون فيلماً واحداً، تمّ عرضه أخيراً في جزأين، الجزء الأول في نوفمبر 2003، والجزء الثاني في مايو 2004، بسبب الصعوبات في قطع مشاهد بحيث تمّ تقليل الفيلم إلى طولٍ معقول، حقق كلا الفيلمين نجاحاً تجارياً، ونقدياً.

في عام 2002، مثل تارانتينو في حلقتين من سلسلة Alias قبل العثور عليه في حلقتين أخريين في عام 2004.

استعاد كوينتين تارانتينو اكتشاف طعم الإخراج، ووجد نفسه متورطاً في العديد من المشاريع.

في عام 2004، حقق حلمه كمخرج شابّ من خلال توليه منصب رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي لعام 2004.

جائزته المثيرة للجدل بقدر ما كان سيؤيد بشدة Old Boy  (الجائزة الكبرى أخيراً)، لكنه منح السعفة الذهبية لفيلم "فهرنهايت 9 / 11" لمايكل مور، بيانٌ سينمائيٌّ مناهضٌ للرئيس الأمريكي الأسبق بوش.

في عام 2005، أخرج تارانتينو مشهداً من فيلم Sin City للمخرج روبرت رودريغيز، وفرانك ميللر، الذي كان في السيارة بين كليف أوين، وبينيشيو ديل تورو، وحصل على دولار كأجرٍ رمزيّ.

في نفس العام، أخرج الحلقة المزدوجة الأخيرة من الموسم 5 من سلسلة Experts، والتي تخيل القصة بنفسه.

حققت الحلقة واحدة من أكبر جماهير المسلسل، حيث شاهدها أكثر من 30 مليون مشاهد، كما أنتج Hostel الذي أخرجه إلي روث.

في عام 2007، عاد بمشروع جديدٍ مع صديقه روبرت رودريغيز، هو Grindhouse، تكريماً للأفلام الشعبية المنخفضة التكاليف في السبعينيّات، حيث صنع كلّ منهما فيلماً يفصلهما إعلانات مزيفة.

بينما أخرج رودريغيز Planet Terror (حيث لعب تارانتينو دوراً صغيراً)، أخرج تارانتينو الفيلم الثاني  Death Proof ، الذي تمّ تقديمه في مسابقة مهرجان كان السينمائي لعام 2007.

تمّ جمعهما في فيلمٍ واحدٍ في الولايات المتحدة، وعُرض الفيلمين بشكلٍ منفصل في الدول غير الناطقة بالإنجليزية.

عانى هذا المشروع من فشلٍ تجاري، مع أنّ  Death Proof حصل إلى حدٍّ ما على مراجعاتٍ نقدية إيجابية.

 

نجاح Inglourious Basterds

في عام 2008، تمّ اختيار تارانتينو لتقديم درسٍ في السينما خلال الدورة الـ 61 لمهرجان كان، في تلك المناسبة، أعلن أن فيلمه القادم سيكون Inglourious Basterds، وأنه تمّ تحديد فترته الزمنية خلال الحرب العالمية الثانية.

بدأ بكتابة سيناريو هذا الفيلم حتى قبل إخراج Jackie Brown، وكان قد فكر طويلاً في إخراجه قبل وضعه جانباً لصالح Kill Bill ثمّ Death Proof.

بدأ التصوير في شهر أكتوبر من عام 2008 في ألمانيا، وانتهى في ديسمبر في فرنسا، الفيلم، الذي تعامل بحريةٍ كاملة مع الواقع التاريخي، وكرّم السينما بشكلٍ عام، وأفلام الوسترن على الطريقة الإيطالية، وأفلام الحرب في الستينيّات، والسينما الألمانية في عشرينيّات، وثلاثينيّات القرن الماضي على وجه الخصوص، تمّ تقديمه في مسابقة مهرجان كان 2009.

براد بيت، ميلاني لوران، ديان كروجر، وكريستوف والتز من بين الأسماء الرئيسية، حقق الفيلم نجاحاً تجارياً كبيراً، وبشكلٍ عام، حصل على مراجعاتٍ نقدية إيجابية.

تمّ ترشيح Inglourious Basterds ثماني مراتٍ لجوائز الأوسكار لعام 2010 (لا سيما في فئتيّ "أفضل فيلم"، و"أفضل مخرج").

كما فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان، ثم جوائز غولدن غلوب، وجوائز الأوسكار لأفضل ممثل في دور داعم للنمساوي كريستوف والتز الذي لم يكنّ معروفاً في المنطقة الناطقة بالألمانية قبل أدائه شخصية الضابط هانز لاندا، صياد اليهود، مثقف، ومتعدد اللغات، وساديّ.

في عام 2010، ترأس تارانتينو لجنة تحكيم الدورة 67 من مهرجان فينيسيا السينمائي التي منحت جائزة الأسد الذهبي إلى Somewhere لصوفيا كوبولا، وهي صديقةٌ مقربة، وعشيقته السابقة.

كما أشاد، في الليلة الختامية، بالصفات الفنية لفيلمها.

في تلك المناسبة، اتهمّت الصحافة الإيطالية تارانتينو بالمحسوبية/الشللية، حيث أن صديقين مقربين آخرين من تارانتينو، أليكس دي لا إغليسيا، ومونتي هيلمان، حازا على جوائز في نهاية المهرجان.

 

فيلمان ويسترن

Django Unchained

The Hateful Eight

في عام 2011، أعلن تارانتينو عن فيلمه الجديد  Django Unchained تكريماً لأفلام الوسترن على الطريقة الإيطالية، ولا سيما Django للمخرج سيرجيو كوربوتشي ، تدور أحداثه في أعماق جنوب الولايات المتحدة في زمن العبودية، والذي قام فيه بعملٍ بحثيّ مهم.

في الفيلم نجد الممثل النمساوي كريستوف والتز، وكذلك صامويل جاكسون، يلعب جيمي فوكس دور جانغو، عبدٌ محرّر، بينما يلعب ليوناردو دي كابريو دور الخصم.

حالما تمّ الإعلان عن ذلك، تخلى كيفن كوستنر أخيراً عن المشروع، وحلّ محله كيرت راسل، الذي تركه بدوره.

عُرض الفيلم في الولايات المتحدة في 25 ديسمبر 2012 و16 يناير 2013 في بلجيكا، وفرنسا، في 24 فبراير 2013، حصل العمل، الذي حقق نجاحاً نقدياً، وعاماً في أوروبا، وأمريكا، على جائزتيّ أوسكار: أفضل سيناريو أصلي لـ تارانتينو، وأفضل ممثل مساعد لـوالتز.

بعد ذلك، حصل كلٍّ من المخرج، والممثل على جائزتهما الثانية في نفس الفئتيّن، بعد فوزهما بجوائز البافتا، وجولدن غلوب.

Django Unchained  حمل الرقم القياسي لأقصر عرضٍ في الصين، حيث طلبت الرقابة سحب الفيلم بعد دقيقة واحدة من العرض على الرغم من الحذف الذي عاناه بالفعل.

ثم قام ريجنالد هودلين بتحويل النسخة الأولى من سيناريو كوينتين تارانتينو إلى قصصٍ مصوّرة، وتمّ إصدارها في الولايات المتحدة بواسطة Vertigo في 7 مجلداتٍ صغيرة.

ثم أعلن كوينتين تارانتينو عن رغبته في كتابة Crossover تقاطع بين Django، و Zorro ، بالتعاون مع مات واجنر.

"بقراءة قصص زورو، اقتنعتُ بأن الجمع بين هذين الرمزين فكرةً جيدة، وفكرة القصة التي راودتني مثيرة حقاً، وأعتقد أنها ستكون فصلاً جديداً مثيراً لهذين الشخصين".

- كوينتين تارانتينوـ

 

تمّ إصدار المجلد الأول Django / Zorro # 1 عن طريق Dynamite Entertainment في نوفمبر 2014 في الولايات المتحدة .

في يناير 2013، أعلن تارانتينو عن رغبته fالعمل مع ليدي غاغا، التي وصفها بشكلٍ عابرٍ بأنها "امرأةٌ رائعة".

في نوفمبر 2013، أعلن تارانتينو أنّ فيلمه القادم سيكون ويسترن مرةً أخرى.

لا علاقة له بـ Django Unchained ، عنوانه هو (The Hateful Eight) ، وهو إشارة إلى فيلم  (The Magnificent Seven)  كان من المقرر بدء التصوير في صيف 2014 بهدف عرضه في العام التالي، ولكن، في يناير 2014، وبالكاد كان على وشكّ الاكتمال، تسرّب السيناريو، وشعر تارانتينو بالاكتئاب الشديد بسبب ما اعتبره خيانة، فأعلن بأنه تخلى عن إخراج الفيلم للانتقال إلى مشروع آخر.

بعد بضعة أيام، قدم شكوى، وطالب بتعويضٍ قدره مليون دولار من موقع Gawker Media الذي ساعد على تعميم السيناريو على الإنترنت، ومنذ ذلك الحين تمّ حذف جميع الروابط.

في أبريل/نيسان رفضت العدالة الأمريكية الشكوى قائلة أنّ الأدلة على انتهاك حقوق النشر غير كافية.

ومع ذلك، لم يتمّ التخلي عن المشروع، حيث تمّ تنظيم قراءة عامة للسيناريو في 19 أبريل 2014 في لوس أنجلوس من قبل الممثلين المُعلنين للفيلم، بحضور هارفي وينشتاين، المنتج المخلص لتارانتينو، بالإضافة إلى ذلك، يذكر تارانتينو أنه أعاد كتابة السيناريو في عدة نسخ بنهاياتٍ مختلفة.

في أكتوبر 2014، انضمّت جنيفر جيسون لي إلى فريق التمثيل للعب الدور النسائي الرئيسي، في 7 نوفمبر 2014، تمّ الإعلان عن أن بروس ديرن، والتون جوجينز، صامويل جاكسون، مايكل مادسن، تيم روث، كيرت راسل، تشانينج تاتوم، وديمان بشير بأنهم سوف يكملون فريق التمثيل الرئيسي، وسيبدأ التصوير في تلوريد، كولورادو ، من أجل عرضٍ تجاريّ مُحتمل في ديسمبر 2015.

بدأ تصوير الفيلم في 8 ديسمبر 2014

تمّ تصوير الفيلم بشريط مقاس 70 مم، وهو الأول لفيلم تمّ توزيعه في جميع أنحاء العالم منذ Far and Away (1992)

عند اكتمال التصوير، كشف تارانتينو أنه استعان بـ إنيو موريكوني لتأليف الموسيقى الأصلية للفيلم، تعطلت الحملة الترويجية الأخيرة بسبب دعوة مقاطعة صدرت من بعض إدارات الشرطة في المدن الأمريكية الكبرى بعد بيانٍ صدر عن تارانتينو يدين وحشية الشرطة بعنف خلال تجمع Black Lives Matter

في 21 ديسمبر 2015، قبل وقت قصير من العرض الدولي للفيلم، تلقى تارانتينو نجمته في ممشى المشاهير في هوليوود.

 

Once Upon a Time… in Hollywood

فيلمه التاسع، الذي كشف النقاب عنه في صيف 2017 ليتمّ تصويره في عام 2018، وعُرض في صيف عام 2019، أيّ بعد نصف قرنٍ من وقائعه، هو فيلمٌ يستحضر نهاية الستينيّات مع عائلة مانسون كخلفية، مجموعةٌ من الهيبيّ بزعامة تشارلز مانسون أرعبوا أمريكا.

وفقًا لمعلوماتٍ نشرتها المجلة الأمريكية Vanity Fair وقتذاك، سوف يركز الفيلم على ممثلٍ تلفزيوني بصدد انحسار النجاح، والرغبة في اقتحام صناعة السينما، في لوس أنجلوس عام 1969، وتمت الإشارة إلى أسماء: جينيفر لورانس، ومارجوت روبي، وبراد بيت، وليوناردو دي كابريو، وتمّ ذكر توم كروز.

هذا هو أول فيلم لتارانتينو وزعته شركة سوني، وتخلى عن الشركة التي كان يتعامل معها Weinstein Company بعد قضية هارفي وينشتاين.

هذه قصة أحداثٍ خيالية من نقطة انطلاق تاريخية، تدور حول التدهور المهنيّ لممثل مُتخيل، ريك دالتون (تمثيل ليوناردو دي كابريو)، يحيط به صديقه كليف بوث - مؤدي المشاهد الخطيرة بدلاً عنه- (الدور الذي مثله براد بيت)، وجريمة القتل الحقيقية لشارون تيت (التي مثلت دورها مارجوت روبي) ارتكبها "عائلة" تشارلز مانسون في أغسطس 1969، وهي دراما يقدمها تارانتينو بنتيجةٍ مختلفة.

شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي عام 2019، ولاحقاً حاز على ثلاث جوائز غولدن غلوب، بما في ذلك أفضل فيلم موسيقيّ، أو كوميديّ في عام 2020، وبعد ذلك، تمّ ترشيحه سبع مراتٍ في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام 2020، وعشر مراتٍ في حفل توزيع جوائز الأوسكار.

تُوّج براد بيت بجائزة أفضل ممثل مساعد.

مع أكثر من 389 مليون دولار من العائدات في جميع أنحاء العالم، تُعدّ هذه ثاني أكبر نجاح لـكوينتين تارانتينو بعد Django Unchained (2012).

سينماتك في ـ  02 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 26.08.2021

 

>>>

35

34

33

32

31

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004