صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

30

29

28

27

26

 

كوينتين جيروم تارانتينو (1)

ترجمة وكتابة: صلاح سرميني

 
   
 

كوينتين جيروم تارانتينو (وُفق النطق باللغة الإنكليزية) من مواليد 27 مارس 1963 في نوكسفيل، تينيسي، مخرجٌ أمريكيّ، كاتب سيناريو، منتجٌ، وممثل.

اكتسب شهرةً دوليةً في التسعينيّات كمخرج أفلامٍ مستقلة مع أول فيلميّن روائيين له:

 Reservoir Dogs (1992)  وPulp Fiction (1994)، وفاز الثاني بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان.

بعد فيلمٍ ثالثٍ في عام 1997 (Jackie Brown)، عاد ليُنجز فيلم  Kill Billالجزء الأول عام 2003، والجزء الثاني عام 2004

كانت أكبر نجاحاته التجارية الدولية هي Django Unchained (2012) و Once Upon a Time… in Hollywood (2019)، فيلمٌ يتعامل فيه بطريقة إعادة كتابة التاريخ بتعديل الماضي، كما فعل مع واحدٍ من نجاحاته الكبيرة  Inglorious Basterds عام 2009

يتوضّح أسلوب كوينتين تارانتينو السينيفيلي للغاية، من بين أشياء أخرى، من خلال سرده ما بعد الحداثيّ، وغير الخطيّ، وغالباً ما تتخلل حواراته المُتقنة إشاراتٍ للثقافة الشعبية، ومشاهده الجمالية للغاية، ولكن العنيفة جداً، مستوحاة من الأفلام الجماهيرية قليلة التكلفة، وفنون الدفاع عن النفس، أو الويسترن على الطريقة الإيطالية.

بعد أن تدرّب كممثلٍ، لعب في كثيرٍ من الأحيان أدواراً صغيرةً في أفلامه، مثل السيد براون في Reservoir Dogs، جيمي في  Pulp Fiction، وارين في Death Proof، أو حتى موظف شركة تعدين في Django Unchained

ومن أجل إنتاج فيلمه Pulp Fiction أنشأ شركة إنتاج باسم A Band Apart ، تكريماً لفيلم

 (Bande à part) لجان لوك جودار، بينما يتميّز شعارها بالشخصيات بملابس سوداء في فيلم Reservoir Dogs

يتعاون كوينتين تارانتينو بانتظامٍ مع صديقه المخرج روبرت رودريجيز.

 

فترة الشباب

 

وُلد كوينتين تارانتينو في 27 مارس 1963 في نوكسفيل، تينيسي، هو نجل كوني ماكهوغ، ممرضة، من مواليد 3 سبتمبر 1946، وتوني تارانتينو، ممثلٌ، وموسيقيّ هاوٍّ وُلد في نيويورك، هذا الأخير من أصلٍ إيطاليّ من طرف والده، والدته من أصولٍ إيرلندية، وشيروكية.

تمّت تسميته على اسم Quint Asper، الشخصية التي لعبها بيرت رينولدز في مسلسل Gunsmoke ، وكوينتين كومبسون، الشخصية في روايةThe Sound and the Fury.

غادر والده منزل الأسرة حتى قبل ولادته، وفي عام 1965، انتقلت والدته إلى تورانس، في الضواحي الجنوبية لوس أنجلوس، وتزوجت مرةً أخرى مع كيرتس زاستوبيل، عازف بيانو في حانة، وهو الذي جعلها تكتشف السينما، ولكن، انفصل الزوجان عندما بلغ كوينتين حوالي 10 سنواتٍ من عمره.

 

اكتشاف السينما

 

في سنٍّ مُبكرة، بدأ تارانتينو يشاهد الأفلام بنهمٍ في صالات السينما، كانت الأفلام الأولى التي أثرّت به بعمقٍ هي: Deliverance للمخرج جون بورمان من إنتاج عام 1972، و The Wild Bunch للمخرج سام بكينباه إنتاج عام 1969.

أمضى السنوات التالية في مشاهدة الأفلام، خاصةً الأمريكية فترة السبعينيّات (Blaxploitation)، والتي منحت الاعتبار للشخصيات الأمريكية من أصولٍ أفريقية، أو الكونغ فو.

لديه القليل من الميل للدراسة، وارتكب بعض الجرائم البسيطة، بعد أن كرر الصف الثالث، ترك دراسته في كاليفورنيا في سنّ الخامسة عشرة، ومن أجل كسب بعض المال، اشتغل عامل عرضٍ في صالةٍ تعرض أفلاماً إباحية.

في عام 1981، التحق بشركة James Best Theatre Company في Toluca Lake، لكنه لم يكن يتلاءم معها بشكلٍ جيد، وتركها لأخذ دروس في الفنّ الدرامي مع ألين جارفيلد.

ستُميّز هذه الفترة حياته المهنية المُستقبلية كمخرج، اعتاد على تمثيل مشاهد معينة مع زملائه الممثلين، والتي يأخذها من أفلامهم المُفضلة، ويُعيد كتابة الحوارات التي لم يعودوا يتذكرونها، ويطرز أشياء جديدة أكثر، وأكثر في كلّ مرة.

بعد ذلك، أصبح تارانتينو على درايةٍ بمواهبه ككاتب سيناريو، لم يلتحق أبداً بمدرسة للسينما، لكن الدروس المسرحية ساعدته كثيراً على فهم عالم الفنّ السابع.

بدءاً من عام 1983، بعد أن هجر المدرسة، وكان عمره حوالي 16 عاماً، والقيام ببعض الوظائف الصغيرة، عمل في صالةٍ مختصة بعرض الأفلام الإباحية (le Pussycat) ثمّ في أرشيف الفيديو، وهو متجر تأجير فيديو مشهور في هيرموسا بيتش، كاليفورنيا.

وهناك اكتشف السينما الفرنسية لـ جان بيير ميلفيل، وجان لوك جودار، وإريك رومر، ولكن أيضاً أفلام جون وو، وشوي إمامورا، وتشارك شغفه بالسينما مع روجر أفاري، كاتبٌ مشاركٌ في Pulp Fiction و True Romance.

قضى تارانتينو أكثر من خمس سنواتٍ في العمل في هذا المتجر، والعيش فيه تقريباً قبل مغادرته في عام 1989.

 

الخطوات الأولى ككاتب سيناريو

 

كريج هامان، موظفٌ آخرٌ في نادي الفيديو، في عام 1984 كتب مع كوينتين تارانتينو أول سيناريو من حوالي 30 صفحة بعنوان My Best Friend's Birthday، وأعادا كتابة النصّ الذي تطوّر إلى ثمانين صفحة، ثم وجدا ميزانيةً تبلغ خمسة آلاف دولار، وبدآ التصوير بكاميرا 16 مللي مستأجرة في لوس أنجلوس يوم الجمعة بسعر يوم واحد، وكانا يعملان طوال عطلة نهاية الأسبوع.

استغرق تارانتينو ثلاث سنواتٍ لإنهاء فيلمه، ولكنه وجد النتيجة النهائية مخيبة للآمال، ولكن، مع الوقت، وجدها تجربةً ثرية، احترق جزءٌ من الفيلم في حريق، لذلك لم يكتمل الفيلم أبداً.

في الثمانينيّات، وكان في أوائل العشرينيّات من عمره، حقق مسيرةً قصيرةً في التمثيل، كان يذهب إلى اختبارات الممثلين، مضيفاً إلى سيرته المهنية أدواراً في أفلام وهمية، وهكذا لعب دور شبيه الفيس بريسلي في المسلسل التلفزيوني The Golden Girls.

بعد ذلك، عرض عليه روجر أفاري سيناريو آخر، The Open Road.

في عام 1987، أعاد كوينتين تارانتينو كتابته بالكامل، وتحوّل إلى سيناريو طويل أصبح العمود الفقري لقصة True Romance، في حين ضمّ مشاهد يمكن العثور عليها لاحقاً في Reservoir Dogs

Pulp Fiction و  Natural Born Killers

قام كوينتين تارانتينو، وروجر أفاري بتحسين سيناريو  True Romance، وحاولا عبثًاً عدة سنوات لإنتاجه قبل أن يقررا بيعه مقابل 40.000 دولار.

كتب كوينتين تارانتينو أيضاً سيناريو فيلم Natural Born Killers، وحاول أيضاً إخراجه، لكنه لم يستطع تجميع الميزانية اللازمة، لذلك باع النصّ إلى المنتجيّن جين هامشر، ودون ميرفي مقابل عشرة آلاف دولار.

تمّ إخراج True Romance في عام 1993 من طرف توني سكوت، الذي تصادق معه كوينتين تارانتينو.

سيناريو True Romance هو أكثر قصة سيرة ذاتية كتبها تارانتينو، الذي حدد شخصية كلارنس وُفقاً لذوقه، وماضيه.

تمّ إخراج Natural Born Killers في عام 1994 من طرف أوليفر ستون الذي أعاد كتابة السيناريو بطريقةٍ تنصّل منها تارانتينو.

 

صعوده كمخرج

 

أصابته خيبة أملٍ لعدم تمكنه من إخراج هذين الفيلمين، في أكتوبر 1990، وخلال ثلاثة أسابيع ونصف، كتب كوينتين تارانتينو نصّاً جديداً بعنوان Reservoir Dogs.

خطط أولاً لعمل فيلم بأشرطةٍ من مقاس 16 مم مع موظفي نادي الفيديو، ومع ذلك، من خلال لورانس بندر، منتجٌ شابٌ أصبح صديقاً مع كوينتين تارانتينو، وصل السيناريو إلى يديّ هارفي كيتيل الذي ابتهج بالقصة، ووافق على التمثيل في الفيلم، وأن يكون منتجاً مشاركاً فيه.

في يونيو 1991، شارك تارانتينو في مختبر صانعي الأفلام في معهد صندانس، ومع ستيف بوسكيمي أنجز بروفة مشهد من الفيلم.

كان تيري جيليام يعمل مستشاراً خلال هذا المختبر، استمتع بالمشهد، وشجع تارانتينو، وهكذا تمّ اختيار ممثلين آخرين، مثل تيم روث، ومايكل مادسن، وبدأ تصوير الفيلم في أغسطس 1991.

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي في يناير 1992، هذا الفيلم الذي تمّ تصويره في مكانٍ واحدٍ شديد العنف بين بلطجية يتقاتلون، أثار ضجةً كبيرة هناك، ثم تمّ تقديمه خارج المنافسة في مهرجان كان السينمائي، وكذلك في مهرجانات أخرى، حيث فاز بالعديد من الجوائز.

وكان إبداع الفيلم في سرده، وعنفه تأثيراً على السينما المستقلة.

أثناء تجواله في أوروبا، واليابان لتقديم الفيلم في المهرجانات، يعود تارانتينو إلى مشروعٍ قديمٍ تمّ تخيله مع صديقه روجر أفاري.

كان ذلك Pulp Fiction، يتألف من ثلاث قصص منحرفة/مختلفة في الزمن، ولكنها تتقاطع فيها نفس الشخصيات.

انتهى من كتابة السيناريو في يناير 1993، استخدم تارانتينو، وبندر الأموال التي قدمتها شركة جيرسي للأفلام للمشاركة في المشروع من أجل إنشاء شركة إنتاج خاصة بها، تُسمى A Band Apart.

مولت شركة Miramax Films معظم الفيلم، وتمّ التصوير من سبتمبر إلى نوفمبر 1993.

يفاجئ العمل بسرديته غير الخطية، وبنيته الفريدة لأفلام بمقاطع (اسكتشات)، وطريقته في المزج بين العنف المُفرط، والفكاهة، والسخرية، والمواقف الغريبة من خلال سلسلة من الأشكال، وفيها رجال العصابة، والبلطجية نمطية كما في المجلات الشعبية.

حظيّ الفيلم بنجاحٍ دولي، فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1994، خلال تسليم الجائزة لكوينتين تارانتينو انطلق صفير جزء من الجمهور، وأجاب عليها بإشارة النصر.

مثل هذا الفيلم أيضاً عودة جون ترافولتا إلى الشاشة، وتكريس ممثلين آخرين مثل صامويل جاكسون، وبروس ويليس، وأوما ثورمان.

حصل الفيلم على سبعة ترشيحاتٍ لجوائز الأوسكار عام 1995، بما في ذلك أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل ممثل (ترافولتا)، وأفضل ممثل مساعد من الجنسين (ثورمان، وجاكسون).

أخيراً، فاز تارانتينو، مع أفاري، بجائزة أفضل سيناريو أصلي.

سرعان ما أصبح فيلماً مرجعياً، استشهد به المتخصصون كواحدٍ من أكثر الأفلام تأثيراً في التسعينيّات.

بالإضافة إلى ذلك، دفع على الفور مخرجه الشاب البالغ من العمر 31 عاماً إلى مستوى الأعظم، ومع ذلك، تسبّب بخلافٍ عميق بين تارانتينو وأفاري، حيث طلب الأول من الثاني التخلي عن المشاركة في السيناريو المُشترك، وبدلاً من ذلك، القبول بكتابة القصة.

سمح الفيلم الاعتراف بتارانتينو في عالم السينما، في نفس العام أنتج Killing Zoe لروجر أفاري، ثم مثل في Desperado  من إخراج روبرت رودريغيز.

في عام 1995، أخرج حلقة من سلسلة Urgences وكتب، وأخرج أحد الأجزاء الأربعة منGroom Service، وهو فيلمٌ بمقاطع (اسكتشات) كان فشلاً خطيراً تجارياً، ونقدياً.

في عام 1996 أصدر From Dusk till Dawn ، من إخراج روبرت رودريغيز، وكتبه تارانتينو في الوقت الذي كان يعمل في نادي الفيديو.

مثل تارانتينو أحد الأدوار الرئيسية إلى جانب جورج كلوني، حقق الفيلم نجاحاً تجارياً معقولًا، وحصل على مراجعاتٍ نقدية إيجابية إلى حدٍّ ما، لكن، الطريف حصول تارانتينو على ترشيحٍ لجائزة Razzie Award لأسوأ ممثلٍ مساعد.

300   يوم - عامٌ بدون سينما

(300 يوم - عامٌ بدون سينما) هو فيلمٌ سينمائيّ/توثيقيّ استغرق إنجازه عدة أشهر، وبدأ من الرغبة في التحدث مع أولئك الذين يصنعون السينما الفرنسية الحالية، مهما كان موقعهم، من رئيس الصناعة إلى الملحق الصحفي،  مروراً بأصحاب الصالات، أو الصحفيين.

 300 يوم من إغلاق صالات السينما في فرنسا، 300 يوم صعب تتجسّد في الفيلم/الوثيقة من خلال شهاداتهم.

لأنه في النهاية، أمرٌ جيدٌ، وجميلٌ إنشاء قناة سينمائية شخصية لا تهتمّ فقط في "التعليق" على ما يحدث، ولكن، من الممتع دائماً سماع من همّ في قلب المشهد السينمائي نفسه، بغضّ النظر عمّا إذا كنا سوف نتفق، أو لا نتفق مع ما يقولونه عنها.

يقول الصحفي، ومخرج الفيلم فيكتور بونيفوي:

"شخصياً، لقد كانت أسابيع صعبة من المونتاج (في الأصل 10 ساعاتٍ من المُقابلات، لعمل فيلم وثائقي مدته ساعة وخمسين دقيقة، بمعنى آخر، كان من الضروري اتخاذ قراراتٍ بطريقةٍ صارمة)، وخاصةً اختباراً في إمكانية النجاح في العثور على حلولٍ وسطية في الآراء، دون أن أفرض الكثير من رأييّ، وأحياناً على النقيض تماماً مع وجهات النظر التي حصلت عليها منهم.

حيث أن هذا أيضاً جوهر السينما، الجدل، والتناقضات، والآراء المُتعارضة التي تضرب بعضها البعض، ولكنها حتماً تتقاطع فيما بينها.

سينماتك في ـ  01 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 15.08.2021

 

>>>

30

29

28

27

26

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004