صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

45

44

43

42

41

 

لغة الفيديو التجريبية

كتابة: ليليانا باتريشيا برنال مارين

ترجمة: علاء شنانة

 
 
 

يتمّ تعريف لغة الفيديو التجريبيّ من خلال علاقته الوثيقة مع التيارات الفنية، مثل الموسيقى، الفنون البصرية، والأداء الفني المباشر، حيث أنه، وفي هذه الأشكال الطليعية، يظهر لأول مرة كشكلٍ جديد من الفن، ومع ذلك، يمكن أيضاً تعريفه من خلال معارضته للتلفزيون، وفي هذا الصدد، كتب "خوسيه رامون بيريز اورنيا" في (El Arte del Vídeo/فن الفيديو):

"لا يمتلك فنّ الفيديو استخداماَ وظيفياً، ولكن عملاً جمالياً، نحن هنا لا نتحدث عن تقنية الفيديو المُستخدمة لإعطاء المعلومة، أو وظيفته الترفيهية، وإنما عن الفن بحدّ ذاته (...)، الصورة الإلكترونية منفصلة عن الصورة التلفزيونية".

ويكمن الاختلاف أساساً في الأغراض التي نفس التقنية تُستخدم في الأشكال التي يمكن الحصول عليها من تلك التقنية.

ومع ذلك، طرأ جدلٌ ضدّ هذا النهج، مفاده، أنه لا يمكن فصل الفن عن فعل الاتصال، حيث أن كلّ فنٍ يقول ضمناً، او صراحةً شيئاً ما.

إن لغة فن الفيديو معقدة، بسبب عدم دقتها، ولأنه لا يوجد نموذجاً تجسيدياً يستحوذ على خيال المُشاهد، كما هو حاصل في لغاتٍ سمعية/بصرية أخرى.

في حالة السينما، على سبيل المثال، أنشأ "نويل بورش" شكل التجسيد المؤسّسيّ للسينما MRI، هيكلٌ شكليٌّ يسعى المؤلف الى تعريف طريقة صنع الافلام بشكلٍ صحيح.

ويتطلب هذا التعقيد جمهوراً أكثر تطلباً، ونشطاً، ولديه القدرة على قراءة فن الفيديو كلغةٍ غير دقيقة "ابعد ما يكون مرادفاً للبساطة، والسهولة، في حقيقة الامر، إنه يجعله العكس تماماً، أكثر تطلباً ومعقداً، يمتلك ابتكار تعددية من الرموز الثقافية، والفنية".

جمع "بيريز اورنيا" في كتابه أعمال عدد من الفنانين المرتبطين بالحركات الطليعية في الستينيّات الذين بدأوا باستخدام الفيديو كدعامةٍ لأعمالهم الفنية، ويشير المؤلف الى اللغة من حيث استخدام الاشكال لهذا في فن الفيديو، لكنه لا يشير الى لغة خاصة للفيديو بحدّ ذاتها"... الكلمة حاضرة في الصورة بصيغة تجسيد صوري، ومن خلال الأصوات، هناك مستوى ثالث من التجسيد، عندما تصبح الكلمات كائناتٍ، وتتصرف كما ولو كانت صوراً".

بالتالي، يتفق العديد من المؤلفين مثل "نستور اولهاغاراي يانوس"، و"خوسي رامون بيريز اورنيا"، حول غياب عناصر محددة مسبقاً تسمح بفهم العناصر المختلفة التي تشكل الفيديو التجريبي، لأن "الفيديو التجريبي كان قد تمّ فهمه، والحكم عليه عادةً انطلاقاً من وجهة نظر السينما، والتلفزيون، تحديدا لتموضعه بين كلا الوسيطين".

خلافاً للرؤية الطفيلية للفيديو التي كانت لدى المؤلفين السابقين، يشرح "أومار رينكون" كيف "أن الفيديو يستثمر الاشكال، ويعاود صناعة السمعي/البصري انطلاقا من ممارسات تعبير، وخيال أخرى".

وعلى الرغم من أن الفيديو ما يزال يُعتبر جزءاً من اللغة التلفزيونية، يعرض رينكون "ستة براهين تسجل أسباب افراط الصورة في المشهد الرمزي المعاصر".

يقترح تحليل رينكون بإعادة ابتكار الخيال، ويقترح بأن الفيديو هو لغة تتغذى على صورٍ لا ترتبط بالضرورة بالترفيه، أو السوق، وإنما على العكس، لها معنى اجتماعي تفترض طرقاً جديدة لعمل سياسيّ، وانشاء معاني أخرى مختلفة عن المعاني، والمدارك الجماعية.

تشير "اراثيلي زوينيغا فاسكيز" إلى أن: "الفيديو آرت ينتمي للكتابة الجديدة، إلى القواعد الجديدة غير الخطية للأزمنة الحديثة (...) تمرينٌ دقيقٌ، وعميقٌ يساعدنا على التفكير، ومعرفة، وإعادة إنشاء مجالنا الأيقوني، إعادة ترجمة اللغات/الاشارات التي تترجم، وتجسد الاشكال الجديدة للعيش، والتفكير في التوافق مع هذه الغاية/بداية الالفية".

قامت "زوينيغا فاسكيز" بتحليلٍ دقيقٍ للكيفية التي يخلق التلفزيون أميةً بصرية "من خلال استغلال العلامات البصرية (الخردة)، ومن خلال الاساءة، والجمود، وتدهور الصورة، وبالتالي، إبطال صلاحيتها، وأهميتها في التفكير، المعرفة، والتأمل".

وابتعد "رومان غوبيرن" عن النظريات المتعلقة بالفيديو التجريبي، ولغة التلفزيون بربطها مع تجارب الرسم ما بعد الشكلانيّ، والتي، وُفقاً له، تمتلك عناصر مشتركة مع الفيديو آرت "مستوى صوريّ منخفض".

وفي السياق المحلي، فإن لغة الفيديو التجريبي تمت مراجعتها من قبل بعض المنظرين، وهناك بحثٌ رائدٌ حول هذا الموضوع نفذه "جيل شارلامبوس"، الذي يثير في "تاريخ الفيديو ارت في كولومبيا/ Historia del Vídeo Arte en Colombia، تصنيفاً حسب أنواع الفيديو التجريبي، مع اعطاء خصائص محددة لكلّ نوعٍ من الأنواع التي تسمح بمراقبة نمط ٍمن القواعد.

مهرجان السينما للأفلام بميزانية صفر

تأسّس مهرجان CinemaZERO في عام 2007 ومنذ الدورة الأولى يتمّ تنظيمه عن طريق جمعية

il Funambolo، وبإدارةٍ فنيةٍ من طرف جويدو لاينو بالتعاون مع ألبرتو بروديسكو، ولويجي بيبي.

سوف تنعقد دورة عام 2021 في ترينتو (إيطاليا) خلال الفترة من 18 إلى 21 نوفمبر2021.

يقترح المهرجان فكرةً راديكاليةً لـ "سينما صفر"، تستندّ أساساً على استقلالية المؤلف، في تناقضٍ واضحٍ مع صيغ السينما الصناعية، والتجارية، سواء فيما يتعلق بوسائل الإنتاج، أو النماذج الجمالية، والسردية المُتبعة.

الهدف الرئيسي للمهرجان هو الترويج لفكرة "سينما صفر"، ومناقشتها من خلال الاجتماع بين المخرجين، وعرض الأعمال المهمّة بشكلٍ خاص، والبحث على المستويين الوطني، والدولي، ومسابقة الأفلام القصيرة المُمولة ذاتياً.

*****

المهرجان هو المكان المُناسب للسينما المُستقلة للغاية، تلك التي يتمّ إنتاجها بشكلٍ مستقل، وبتكلفةٍ صفرية، أو منخفضة.

يحتفي بالأفلام الروائية، والتسجيلية، والتحريك، وفنّ الفيديو، ويسلط الأضواء على المشاريع الغريبة المُغلفة بحدسٍ غير متوازن، كما الإنتاجات الوضّاءة، والأفلام المنزلية شديدة العفوية، والنهج التأليفية الفوضوية، والعنيدة، والانعزالية، والتي لا مساومة فيها.

"السينما الصفرية" هي كلّ هذا، وأكثر، حيث أنه دورةً بعد دورة – وصل المهرجان إلى دورته الثالثة عشرة – عمدت إدارته على إعادة تصميم حدود تلك المنطقة الصغيرة المُعترف بها، ولكن الشاسعة من إنتاج الأفلام، وعلى الجمهور فقط القفز داخل هذه الحدود، واختبار رحلة إلى تلك المناطق التي تختار كلّ دورة استكشافها.

من ناحيةٍ أخرى، وفي حالة الغالبية العظمى من منتجات السينما الصناعية، يعرف كلّ متفرج بالفعل ما يمكن توقعه، أما في مهرجان "السينما الصفرية"، لا، لأنّ مجال عمله الرئيسي إظهار ما هو، دائماً، وتقريباً، خارج الإحداثيات التي يراها المشاهدون اليوم.

 

منافسة

المنافسة الدولية للأفلام القصيرة من أيّ نوع ليست بالضرورة أفضل ما يتمّ إنتاجه، وإرساله إلى المهرجان، في سياق "سينما صفر"؛ إنه بالأحرى جزء من أعمال الاستكشاف، ورسم الخرائط التي تضعها منطقة المهرجان كهدفٍ أساسيٍّ له، بالإضافة إلى توفير مساحة لهذا النوع من الإنتاج.

لذلك، تُظهر المُسابقة الاتجاهات المختلفة، والتنوّع متعدد الأشكال لهذه السينما، بكلّ فروقاتها الدقيقة. يُصوّت الجمهور في صالة العرض، ويمنح جائزة، وقد أظهرت السنوات القليلة الماضية أن الموافقة على هذه الأفلام الصغيرة، التي لا يمكن مشاهدتها إلاّ من خلال المهرجان، دائماً ما تكون عالية المستوى.

منذ عام 2017 انضمت SguardoZERO إلى المسابقة الرئيسية، وهي مسابقة للأفلام التي لا تتجاوز مدتها الزمنية 5 دقائق، وإخراج مخرجين أعمارهم أقلّ من 30 عاماً من منطقة Trentino Alto Adige(إيطاليا)، يتمّ اختيارها وُفق أفكار المشروع: ثم تتناول مجموعة المخرجين المختارين عملية إنتاج أعمالهم القصيرة معاً في المهرجان.

أيضاً، في هذه الحالة، تتنافس الأعمال المُنتجة على جائزة الجمهور.

 

ضيوف الشرف

لا يتكوّن المهرجان من المخرجين الناشئين وحدهم، بل، على العكس من ذلك، فقد حاولت كلّ دورة إظهار كيف أن شيئاً ما يمكن التعرّف عليه على أنه "سينما صفر" كان له أيضاً مساحةً في المشهد السينمائي بشكلٍ عامّ تحتكره السينما الصناعية، أو كفكرة "سينما صفر " رُفضت من قبل مخرجين معروفين.

ضيوف الدورات السابقة همّ:

ألينا مرازي، وفابريزيو دي بارتولومي في عام 2007.

دانييل جاجليانون، وبيترو مارسيلو في عام 2008.

بيبو ديلبونو في عام 2009 مع فيلم "La paura"، وهو أول أفلامه التي تمّ تصويرها بالهاتف المحمول.

أندريا كاشيا في عام 2010.

دافيد مانولي في عام 2012.

كوزيمو تيرليزي، وأليسيو دي زيو في عام 2013.

ماركو بيتشيس في عام 2014.

المايسترو فرانكو بيافولي، ولوكا فيري في عام 2015.

أندريا سانغيني، مؤلف وكاتب سيناريو فيلم "Liberami" (جائزة Solinas وأفضل فيلم روائي طويل في "قسم آفاق" في مهرجان فينيسيا السينمائي 73).

هيرنان تالافيرا، ومرةً ​​أخرى لوكا فيري في عام 2016.

منذ عام 2017، ركز المهرجان على برنامج موسّع، مع مزيدٍ من الاهتمام بالأفلام، حتى لو لم يكن ذلك مع الحضور المادي لمؤلفيها:

في دورة 2017، قدم المهرجان عروضاً استعادية مخصصة لجون ألبرت، وأفلام مؤلفين مشهورين عالمياً مثل: مورغان ديوز، وفيلمه Surveillance Camera Man

في دورة عام 2018، أفلام مارك كوزينز(الذي خصص أيضاً مقابلة شخصية بالفيديو حول "سينما صفر" في المهرجان)، وجوناثان كاويت، ودين فلايشر كامب، وشون بيكر، ولوكا سيباستيانو إنسينجا (كان حاضراً في لجنة التحكيم)، وانضمّ إلى قسم كلاسيكيات كريس ماركر وفيلمه  "La Jetée،  وLa verifica incerta للمخرجيّن جيانفرانكو باروتشيلو، وألبرتو غريفي.

في عام 2019، كان الضيوف الرئيسيون هم: أجوستينو فيرينتي، وأوسكار أليجريا (كان حاضراً فعلياً في المهرجان) بفيلميّن لكلٍ منهما، وأيضاً جيورجي بالفي، وأيضاً فيلم Retour a Kotelnichالنادر جداً، والاستثنائي للمخرج إيمانويل كارير، بالإضافة إلى قسم كلاسيكيات مع أفلامٍ لمان راي، ودزيغا فيرتوف في نسخة 2020، التي انعقدت في يوليو 2021، استضاف المهرجان عروضاً استعادية للثنائيّ فلافيا ماستريلا، وأنطونيو ريتسا، وأفلام لكلٍ من الروسي أيزنشتاين، والفرنسي جي ديبور.

أربعاء السينما

لماذا يُعتبر كلّ يوم أربعاء هو عيدٌ في فرنسا لجمهور السينما؟ 

لأنّ الأفلام التي تُعرض في صالات السينما تتجدد كلّ يوم أربعاء

هناك أفلامٌ تختفي من دورة التوزيع في الصالات التجارية، وأخرى تدخل، وهكذا حتى نهاية السنة

وفي جميع الحالات، يبلغ عدد الأفلام الموجودة في الصالات التجارية حوالي 300 فيلماً (تقريباً)

متوسط عدد الأفلام الجديدة التي تدخل دورة التوزيع أسبوعياً تتراوح ما بين 12إلى 18 فيلماً حديث الإنتاج، أو من إنتاجاتٍ قديمة تُعرض في نسخٍ رقمية. 

هذا الأسبوع، كمثال بدأ عرض 15 فيلماً جديداً 

هذا يعني، بأنه يتوّجب على "السينيفيليّ/العاشق للسينما" مشاهدة فيلمين، ونصف يومياً كي يتمكن من مشاهدة الجديد أسبوعياً في صالات السينما. 

ولكن، في هذه الحالة ماذا يفعل مع الأفلام التي تُعرض في إطار أسابيع، أو تكريمات، أو مختارات، وهي حوالي 100 فيلم تقريباً؟ 

وماذا يفعل مع الأفلام التي تُعرض في السينماتك الفرنسية، وملتقى الصور، ومركز جورج بومبيدو، والمتاحف، والمراكز الثقافية؟ 

وبعد ذلك، ماذا يفعل الناقد السينمائي مع الأفلام التي يتوّجب عليه مشاهدتها في إطار عمله؟ 

وماذا يفعل مع المهرجانات السينمائية الوطنية، والدولية التي تنعقد في باريس، وعموم فرنسا؟ 

لا شيء، يشاهد ما يستطيع أن يشاهده من أفلام، ويحمد الله لأنه يعيش في فرنسا

تنهدّ الأمواج

Le Soupir des vagues  هو العنوان الفرنسيّ للفيلم الياباني/الأندونيسي/الفرنسي، ويعني "تنهد الأمواج"، والمعروف أيضاً بعنوانٍ إنكليزيّ  The Man Who Came from the Sea (الرجل الذي جاء من البحر).

الفيلم من إخراج الياباني كوجي فوكادا، وإنتاج عام 2018 تاريخ عروضه الجماهيرية في اليابان، بينما بدأت في فرنسا في أغسطس 2021 .

وتتمحور أحداثه حول عائلةٍ يابانية تعيش في إندونيسيا، تستقبل رجلاً غريباً، وكتوماً عثروا عليه عارياً على الشاطئ.

تمّ تصوير الفيلم في أندونيسيا في باندا آتشيه، ومحيطها.

كما شارك في مهرجان كابورج السينمائي (فرنسا) 2019، وكان الاختيار في قسم البانوراما، وأيضاً في المسابقة الرسمية لمهرجان كينوتايو للفيلم الياباني المُعاصر في باريس عام 2019 .

سينماتك في ـ  04 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 27.09.2021

 

>>>

45

44

43

42

41

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004