صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

130

129

128

127

126

 

الضحك المُقدس! الكوميديا ​​البريطانية

ترجمة: صلاح سرميني

 
 
 

"الضحك المُقدس! الكوميديا ​​البريطانية"، هي تيمة العدد الجديد يناير 2023 للمجلة السينمائية الخاصة بالنادي السينمائيّ لجامعة جنيف/سويسرا.

 

لماذا الكوميديا؟

 

نشهد حالياً، في إنتاج هوليوود، تجسيداً فرعيّاً لـ "الكوميديا ​​الخالصة" لصالح الدمج التدريجيّ للنوع الكوميديّ في الأنواع السينمائية الأخرى.

ولنأخذ على سبيل المثال أفلام الأبطال الخارقين التي تُهيمن على حصةٍ كبيرةٍ من سوق السينما التي تستهدف المراهقين، والشباب البالغين: تعتبر جميع أفلام مارفل تقريباً كوميديا ​​أكشن، أو كوميديا ​​عائلية كبيرة الميزانية.

ومع ذلك، فإن الكوميديا ​​"الخالصة"، التي كانت شائعة جداً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (والتي ظهر منها العديد من الممثلين المشهورين مثل سيث روجن، جيمس فرانكو، مايكل سيرا، جونا هيل، وتشانينج تاتوم)، أخذت مساحة أقلّ، وأقلّ في صالات السينما، أو تفتقر إلى المُشاهدة، وأحياناً تفشل بشكلٍ مباشر على منصات البث.

لماذا اخترنا الكوميديا ​​البريطانية، بدلاً من الكوميديا ​​الأمريكية، أو الفرنسية؟

على مدى عقودٍ، اكتسبت الكوميديا ​​البريطانية سمعةً فريدة، وأسلوباً متميزاً في تاريخ السينما، وبالتالي، في الثقافة الشعبية.

كوميديا ​​هزلية، منحرفة، وحتى عبثية، تسخر من البريطانيين، وثقافتهم.

اليوم، لا نسمع الكثير عن كوميديات استوديو ​​Ealing ، أو حتى الكثير عن فرقة  Monty Python والتي مع ذلك تميّز جيلًا بأكمله.

وبالتالي، فإن الهدف من هذه الدورة التي يقدمها نادي السينما في جامعة جنيف هو تحديث نوع سينمائي يكاد بإمكان للمرء القول بأنه في حالة تدهور.

كان خيار تقديم مجموعة من الأفلام من عدة عقودٍ مبرراً بالرغبة في مخاطبة أوسع جمهور ممكن، وتعريف كلّ جيل بفترات الكوميديا ​​الإنجليزية التي لا يعلمون بها، من خلال تفضيل برامج متنوعة من حيث الأنواع، والأنماط، والفترات الزمنية.

تمّ تحديد أربعة فتراتٍ زمنية.

الفترة الأولى من سنوات استوديو Ealing  في بريطانيا ما بعد الحرب، وحتى أوائل الستينيّات، مع الأفلام التي كانت تُوظف بشكلٍ أساسيٍّ كهجاءٍ اجتماعي.

والثانية ما بين الستينيّات، والثمانينيّات، وتجمع بين منهجين للسينما: الموجة البريطانية الجديدة من ناحية، مع إنتاجاتٍ درامية بشكلٍ أساسيّ، ولكن بعضها يميل إلى الكوميديا ​​الاجتماعية - مثل حالة

Billy Liar (إخراج  John Schlesinger، إنتاج عام 1963)، وكوميديا ​​عبثية من ناحية أخرى، مع فرقة Monty Python أو A Fish Called Wanda (والذي أنتج جزئياً بفريق Monty Python).

بينما تُسلط الفترة الثالثة الضوء على المخرجين من أواخر التسعينيّات، وأوائل القرن الحادي والعشرين مثل Guy Ritchie و Edgar Wright ، الذين بثوا حياةً جديدةً في هذا النوع من خلال إنشاء أشكال جديدة من الكوميديا، ​​وهويتها البصرية، والفنية.

أخيراً، بدأت الحقبة الرابعة التي تمّ تحديدها في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بأعمالٍ أكثر حميمية قليلاً، والتي توسّع مجال تعريف النوع، حتى أنها تخلق فتحاتٍ نحو التطورات في ما يمكن أن تصبح عليه الكوميديا ​​البريطانية – من الكوميديا ​​التاريخية، والدرامية، والنوار ل The Favourite(إخراج Yórgos Lánthimos، وإنتاج عام 2018)، إلى الهجاء السياسي لـ In the Loop  (إخراج Armando Iannucci، وإنتاج عام 2009) إلى وقائع المراهقة الحلوة، والمرة لـ Submarine(إخراج Richard Ayoade، وإنتاج عام 2010).

باب الوداع

صلاح سرميني/باريس

منذ دهرٍ يُطالب النقد السينمائي العربي بدعم الأفلام الجادة (مع تحفظي لهذا المُصطلح العائم)، والترويج لها، وتسهيل إيصالها إلى الجمهور،.. حسناً، أين هو الآن من فيلم "باب الوداع" (إخراج كريم حنفي، إنتاج عام...)، هل ينتظر أن يكتشفه الغرب، ويحتفي به كي يقوم بواجبه الجوهري؟

 ماهو مصير الفيلم من العرض التجاري في مصر، او على الأقل العرض النخبوي؟

 لماذا لم يتحرك المنتج، والجهات المُمولة باقتراح الفيلم على المهرجانات الدولية؟

 لماذا لم يتحرك المنتج، والجهات المُمولة للتواصل مع موزعين أوروبيين لعرض الفيلم في صالات الفن، والتجربة التي اشاهد فيها يومياً أفلاماً بعضها أقلّ قيمةً من فيلم "باب الوداع"؟

كريم حنفي مخرج مصريّ موهوب لا تتركوا فرنسا تستقطب هذا المخرج كما حال عشرات المخرجين الأجانب الذين يزينون السينما الفرنسية.

إن كنتُ مسؤولاً في وزارة الثقافة المصرية لقدمتُ الدعم لهذا المخرج "على بياض"(الحمد لله بأنني لستُ مسؤولاً لأنني كنت خرّبت ذوق الجماهير).

بعد ذلك، كريم حنفي ليس برجمان، ولا تاركوفسكي، ولا شادي عبد السلام، ولا بارادجانوف.. إنه المخرج المصري كريم حنفي الذي تأثر رُبما بكلّ هؤلاء، وغيرهم (لم أمتحن ثقافته السينمائية)، وأنجز فيلماً مصرياً خالصاً لا يشبه أيّ فيلم آخر في تاريخ السينما المصرية.

 

*****

 

فيلمٌ من نوعية "باب الوداع" يحتاج إلى خبراتٍ خاصة بآليات التوزيع في أوروبا، وخاصةً صالات الفن، والتجربة، كما يحتاج إلى اهتمامٍ مضاعف من الداعم الأساسي، وزارة الثقافة المصرية، وترويجه في المحافل الدولية، وأسواقها.

اختراق دورة التوزيع الاوروبية ليس أمراً سهلاً، ولكن، ليس مستحيلاً، كل الأفلام التي تشارك في المسابقات الرسمية (وقسم كلاسيكيات) لمهرجان كان تُعرض لاحقاً في الصالات السينمائية الفرنسية.

كل الأفلام التي تحصل على جوائز في المهرجانات العالمية الكبرى تعرض في صالات السينما الفرنسية.

معظم الأفلام التي تعرض في المهرجانات الكبرى تعرض في صالات السينما الفرنسية.

طيب، وماذا عن الأفلام التي لم تنل حظ المشاركة في هذه المهرجانات الكبرى؟

الإجابة: أسواق الفيلم في هذه المهرجانات، وخبرة المنتج في التوجه إلى الموزع المناسب (يعني من العبث التواصل مع موزع فيلم "أنترستيلر" من أجل توزيع فيلم "باب الوداع").

وأخيراً، طرق أبواب مكاتب الموزعين المتخصصين بتوزيع هذه النوعية من الأفلام...نعم، هناك موزعون متخصصون (الفكرة طريفة، أليس كذلك؟).

المهرجان الدولي للسينمات المُختلفة، والتجريبيّة في باريس

تُنظم "جماعة السينما الشابة"، وهي عبارة عن مؤسّسةٍ أهلية لتوزيع، ونشر المُمارسات التجريبية للصورة، والأفلام (احتفلت بعيدها الخمسين العام الماضي) في الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر 2022 في واحدةٍ من الصالات الباريسية للفنّ، والتجربة، الدورة الرابعة، والعشرين للمهرجان الدولي للسينمات المختلفة، والتجريبية في باريس.

تواصل هذه الدورة عملها في التنقيب عن الإبداع التجريبيّ، والمختلف، والمعاصر، والعالمي، بناءً على ثلاث دعوات للأفلام تمّ تنفيذها في عام 2021/2022.

تلقى فريق المهرجان الكثير من الأفلام، وخاصةً تلك المُصوّرة على شرائط سينمائية، وأخرى منجزة من تجميع لقطاتٍ مهملة، وأفلاماً تحتوي على حواراتٍ من خارج الصورة، و/ أو أعمالاً صوتية غنية، ونموذجية، وأيضاً أفلاماً صامتة.

أفلامٌ ذات الأنواع المزعجة، والمضطربة، فريسة التهجين، أحياناً مضحكة جداً، مخالفة لمعايير صناعة السينما، قلقة بشأن وسائل إنتاجها.

وبالتالي، في هذا العام، كان من دواعي سرور إدارة المهرجان أن تقدم جلسة عرضٍ تجمع مختاراتٍ من أفلام مخرجين بعمر 15 عاماً، وأخرى لمخرجين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17.9 عاماً.

وبالطبع، هناك أيضاً المسابقة، التي تغطي بانوراما واسعة، ومتنوعة، من وجهة نظر شكلية، ومضمونية، خلال 6 عروضٍ، مع 35 فيلماً من 22 دولة، وتهتمّ لجنة تحكيم دولية تمييز قائمة الجوائز خلال مداولات عامة بحضور الجمهور.

أخيراً، تمّ التركيز الموضوعاتيّ على برمجة 5 جلسات عروضٍ، بتنسيق من ماكسيم جان باتيست، وبدعم من ليلى جيكر، وتركز على الأفلام التي أنتجها صانعو الأفلام المنحدرين من أصلٍ أفريقي من منظور انهاء الاستعمار.

مهرجانٌ مدته 5 أيام هو بمثابة مكان، ووقت للاكتشافات السينمائية، وتحفيز التبادلات، واللقاءات غير المتوقعة لجمهور كبير، مع جميع صانعي الأفلام الشباب، وصانعي الأفلام الأكثر خبرة، أو ذويّ الخبرة، وأعضاء فريق المهرجان.

سينماتك في ـ  28 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 22.01.2023

 

>>>

130

129

128

127

126

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004