صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

130

129

128

127

126

 

أقلّ ما يُمكن أن تعرفه عن

صالات السينما في فرنسا

ترجمة: صلاح سرميني

 
 
 
 

باريس، مدينة النور، والأضواء المُلوّنة، والأبيض، والأسود، لا تستحقّ اسمها كما الحال في السينما ... إنها أكثر بكثيرٍ من مجرد مكان، هي بالأحرى شخصيةٌ حقيقيةٌ، مكانٌ للتحوّل النفسيّ، الكيميائيّ، السحريّ، وفيها نكتشف الحبّ، ونُحقق الأحلام، أو نُقابل الواقع.

المخرجة الفرنسية آنييس فاردا، قالت يوماً:

"مشاهدة الأفلام في صالةٍ سينمائية، هي المُتعة، والمُشاركة، والتساؤلات".

 

صالة السينما، أو السينما، هي مكانٌ يتمّ فيه تنظيم عرض الأفلام، يمكن أن يشير هذا المُصطلح أيضاً إلى التجميع معاً، في نفس المكان، العديد من صالات السينما، والتي تعرض عموماً أفلاماً مختلفة في ساعاتٍ مختلفة (في هذه الحالة يمكن أيضاً استخدام مصطلح "مُجمّع سينمائيّ").

في الحقيقة، الحديث عن صالات السينما هو بمثابة الشغف بأماكن السحر، والخيال، ولا يمكن أن نعيش ذلك خارج الصالة: الجوّ الذي ينبعث منها، والمشاعر التي تُثيرها تجمع المتفرجين، وطقوس العروض عندما تنطفئ الأضواء، ودفء مكانٍ غارقٍ في التاريخ ...

كلّ هذا يأخذنا في رحلةٍ سينمائيةٍ مُكثفة لا مثيل لها، ولا، ولن تتحقق أمام جهاز تلفزيون، أو كمبيوتر، ولا حتى شاشة منزلية.

في فرنسا، يجمع "الاتحاد الوطنيّ لصالات السينما الفرنسية" ـ يعود تاريخ تأسيسه إلى عام ١٩٤٥ـ ما يقرب من 6000 صالة سينما بكلّ تنوّعها، تُديرها شركاتٌ وطنيةٌ كبيرة، واستثمارات صغيرة، ومتوسطة، وصالات فنّ، وتجربة، وأخرى تابعة للبلديات، إلخ.

يتحدّد الدور الأساسيّ لـلاتحاد في أن يكون ممثلًا قانونياً لجميع صالات السينما أمام جميع المحاورين المُحتملين، بدءاً من السُلطات العامّة: وزارة الثقافة، والاتصال، المركز الوطني للسينما، والصور المتحركة (CNC)، البرلمان، إلخ.

هذا الدور مهمٌ أيضاً مع المنظمات المهنية الأخرى، ومنها: المؤلفين، المنتجين، الموزعين، قنوات التلفزيون، والفيديو، إلخ.

يمكن دعوة الاتحاد للتدّخل في أيّ مجالٍ آخر طالما أنه يتعلق بالمصلحة العامة للاستثمار، والسينما.

ويُعتبر الترويج للسينما في الصالات من أهمّ مهام الاتحاد.

على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، قام بحملات اتصالٍ كبيرة للترويج لصالات السينما، وتحت شعاراتٍ مبهجة، ولطيفة، منها:

"للسينما مكانُ طبيعيٌّ: صالات السينما".

"الأحاسيس، والمشاعر أمام الشاشة الكبيرة".

"في السينما، النجم هو أنتم".

منذ عام 2010، يستخدم الاتحاد شعاراً جديداً:

"هناك دائماً سينما قريبة من عواطفكم".

كما طوّر الاتحاد أيضاً عملياتٍ ترويجية وطنية تتخلل تقويم البرمجة السنوية للأفلام، والتي تُنظمها لجميع صالات السينما في فرنسا:

"ربيع السينما" في شهر مارس.

"عيد السينما" في نهاية شهر يونيو.

يضمن الاتحاد أيضاً مهام أيّ منظمة مهنية: الحوار الاجتماعي، وتقديم المشورة للأعضاء، وما إلى ذلك، حيث أصبح مؤتمره، الذي يضمّ أكثر من 2500 مشارك في نهاية سبتمبر، أحد الأحداث الرئيسية من العام السينمائي.

الاتحاد عضوّ في "مكتب الاتصال للصناعات السينمائية"، و"الاتحاد الدولي لصالات السينما".

"الاتحاد الوطني لصالات السينما الفرنسية" هو اتحاد نقاباتٍ مهنية لأصحاب، ومشغلي صالات السينما، يديره مجلسٌ اتحاديّ يضمّ جميع رؤساء النقابات الأعضاء في الاتحاد، وكذلك رؤساء، ومقرري اللجان الفرعية، ورؤساء اللجان الدائمة.

كلّ عامين، ينتخب المجلس الاتحادي مكتباً يتألف من ثمانية أشخاص، ورئيسه هو أيضاً رئيس الاتحاد.

المشغلون أصحاب الصالات، بالإضافة إلى تمثيلهم من قبل نقاباتهم داخل المجلس الاتحادي، يجدون تعبيراً اقتصادياً من خلال لجان الفروع التي تجمعهم معاً في فروع "الاستثمارات الصغيرة"، و"الاستثمارات المتوسطة"، و"المستثمرون الكبار".

يتمّ انتخاب أعضاء هذه اللجان لمدة عامين من قِبَل نقابات الاتحاد.

الهدف من اللجان الدائمة، هو متابعة ملفاتٍ معينة، كما حال لجنة القضايا الاجتماعية، أو لجنة صالات الفن، والتجربة، أو لجنة الترويج، أو لجنة التعليم، أو التربية من خلال الصور ...

أخيراً، يضمن فريقٌ من الموظفين الدائمين تنفيذ توجيهات، وقرارات المجلس الاتحادي، ويقدم المشورة للمُشغلين أصحاب الصالات في الأمور الاجتماعية، أو المالية، أو القانونية، إلخ.

المهرجان الدولي للسينمات المُختلفة، والتجريبيّة في باريس

تُنظم "جماعة السينما الشابة"، وهي عبارة عن مؤسّسةٍ أهلية لتوزيع، ونشر المُمارسات التجريبية للصورة، والأفلام (احتفلت بعيدها الخمسين العام الماضي) في الفترة من 12 إلى 16 أكتوبر 2022 في واحدةٍ من الصالات الباريسية للفنّ، والتجربة، الدورة الرابعة، والعشرين للمهرجان الدولي للسينمات المختلفة، والتجريبية في باريس.

تواصل هذه الدورة عملها في التنقيب عن الإبداع التجريبيّ، والمختلف، والمعاصر، والعالمي، بناءً على ثلاث دعوات للأفلام تمّ تنفيذها في عام 2021/2022.

تلقى فريق المهرجان الكثير من الأفلام، وخاصةً تلك المُصوّرة على شرائط سينمائية، وأخرى منجزة من تجميع لقطاتٍ مهملة، وأفلاماً تحتوي على حواراتٍ من خارج الصورة، و/ أو أعمالاً صوتية غنية، ونموذجية، وأيضاً أفلاماً صامتة.

أفلامٌ ذات الأنواع المزعجة، والمضطربة، فريسة التهجين، أحياناً مضحكة جداً، مخالفة لمعايير صناعة السينما، قلقة بشأن وسائل إنتاجها.

وبالتالي، في هذا العام، كان من دواعي سرور إدارة المهرجان أن تقدم جلسة عرضٍ تجمع مختاراتٍ من أفلام مخرجين بعمر 15 عاماً، وأخرى لمخرجين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17.9 عاماً.

وبالطبع، هناك أيضاً المسابقة، التي تغطي بانوراما واسعة، ومتنوعة، من وجهة نظر شكلية، ومضمونية، خلال 6 عروضٍ، مع 35 فيلماً من 22 دولة، وتهتمّ لجنة تحكيم دولية تمييز قائمة الجوائز خلال مداولات عامة بحضور الجمهور.

أخيراً، تمّ التركيز الموضوعاتيّ على برمجة 5 جلسات عروضٍ، بتنسيق من ماكسيم جان باتيست، وبدعم من ليلى جيكر، وتركز على الأفلام التي أنتجها صانعو الأفلام المنحدرين من أصلٍ أفريقي من منظور انهاء الاستعمار.

مهرجانٌ مدته 5 أيام هو بمثابة مكان، ووقت للاكتشافات السينمائية، وتحفيز التبادلات، واللقاءات غير المتوقعة لجمهور كبير، مع جميع صانعي الأفلام الشباب، وصانعي الأفلام الأكثر خبرة، أو ذويّ الخبرة، وأعضاء فريق المهرجان.

فكرة "الفاصل" في سينما جان لوك جودار

يُركز هذا البحث للباحث جيونج ها لي على فكرة المونتاج، "الفاصل"، الذي ابتكر مفهومه المخرج الروسي دزيغا فيرتوف في عشرينيّات القرن الماضي بهدف "الكشف عن صورة أفكار الإنسان الحيّ".

"يؤكّد الفاصل نفسه بشكلٍ أساسيٍّ على أنه "وقت المونتاج"، ;ويتمّ تحديثه على سطح الصور من خلال وضعه في تفاعلٍ مستمرٍ لخلق فكرة أخرى في "المونتاج المُتواصل".

نجد نفس طريقة التفكير في الصورة، "الفاصل"، في سينما جان لوك جودار، لا سيما في تجاربه السينمائية من السبعينيات حتى "تاريخ (تواريخ) السينما".

يمكن تلخيص فرضية الباحث على النحو التالي:

1) الفكرة الجودارية (نسبةً إلى جودار)، "و" أو "بين" باعتبارها عقدة غير مرئية بين الأشياء غير المُتجانسة هي في الواقع تلخيص لمفهوم فيرتوفيّ (نسبةً إلى دزيجا فيرتوف) عن "الفاصل"، الذي تمّ إزاحته نهائياً، وتجديده من جديدٍ في فكرة الزمن الذي يخلقه.

2) "الخيال" الفيلميّ لجودار لا يعني أيضاً شيئاً سوى تحقيق القوة الحيوية بين الصور، الذي تمّ تنفيذه بـ"زمن المونتاج"، "و" أو "الفاصل".

3) هذا النوع من المونتاج قادرٌ على اختراع "تاريخ" السينما، بناءً على إمكانية "الذاكرة" لدينا، والتي تتحقق أيضاً في "المونتاج المتواصل".

أخيراً، مفهوم المونتاج هذا، "الفاصل"، يميّز الحركة المُتأصلة في الفكر الإبداعي.

 

جيونج ها لي، أطروحة الدكتوراه في علوم اللغة، بإشراف جاك أومون، نُوقشت في عام 2003 في باريس "مدرسة الدراسات العليا في العلوم الإنسانية".

عندما يحتفي المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو بالمخرج السويدي أنغمار برغمان

في الفيلم الأعظم Les Quatre Cents Coups للمخرج الفرنسي فرانسوا تروفو، وفي المشهد الشهير الذي يظهر فيه الصبيّ أنطوان دوانيل ـ المُعادل لشخصية المخرج عندما كان في نفس العمرـ  ومعه صديقٌ يتجولا ليلاً، ويسرقا صوراً، وملصقاتٍ معلقة في مدخل إحدى الصالات الباريسية.

من بين تلك الصور، صورةٌ للممثلة السويدية هارييت أندرسون من فيلم "مونيكا، والرغبة" للمخرج السويدي أنغمار برغمان، هذه الممثلة المُشهيّة التي ألهبت، وألهمت مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة في تلك الفترة.

La traduction est trop longue pour être enregistrée

أكتوبر 2022 - رقم 791 يعد موت جودار حدثًا لا يضاهى بالنسبة لمجلات السينما ، وهي مراجعة تدين له كثيرًا وكان عضوًا فيها ورفيقًا وصديقًا وشخصية وصاية وحتى أيقونة. لذلك ، لا يمكن أن يكون هذا الإصدار سوى موضوعًا خاصًا ، مليئًا بالنصوص التي تحاول تغطية مجموعة كاملة من أعماله (الجمال والفن ، والفلسفة ، والموجة الجديدة ، والتقنية ، والنجوم ، والشعر ، والسياسة ، والتاريخ ...) ومن يفعل ذلك دون أن يكون قادرًا على ذلك. منع عاطفة معينة تتصفح هذه الصفحات المائة. إنه أيضًا الذي يمكن العثور عليه في تكريم صانعي الأفلام الذين أعجبوا به ، من مارتن سكورسيزي إلى ليوس كاراكس ، عبر جيم جارموش أو كلير دينيس ، وبالطبع من بعض المحررين التاريخيين في المجلة ، مثل جان ناربوني ، تشارلز تيسون ، آلان بيرغالا أو أنطوان دي بايك ، بالإضافة إلى مقابلة مع دومينيك بايني. وثائق غير منشورة ، بما في ذلك تبادل بين غودار وريفيت أو رسائل أرسلها صانع الفيلم إلى آلان رينيه ، ترافق أيضًا أرشيف المجلة ، ومقابلات مع متعاونين في JLG. هذه الصفحات المائة مصحوبة أخيرًا بمذكرة نقدية تغطي الأخبار في دور السينما لشهر أكتوبر ، والتي تتضمن مقابلات مع باتريشيا مازوي (بولينج ساتورن) ، وجيرزي سكوليموسكي (EO) ولويس جاريل (L’Innocent)

سينماتك في ـ  28 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 15.01.2023

 

>>>

130

129

128

127

126

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004