صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

05

04

03

02

01

 

تاريخ السينما التايلاندية من عام 1945 إلى عام 1970

عصر الأفلام الروائية الشعبية 16 ملم

كتابة: اليوشا هيريرا

ترجمة: صلاح سرميني

 
 
 

يبدو أن الخمسينيّات، والستينيّات من القرن الماضي، كانتا عقدين من الاضطرابات الشديدة في السينما التايلاندية، أدى اعتماد التصوير بأشرطة مقاس 16 ملم من قبل جيلٍ جديدٍ من صانعي الأفلام بعد الحرب العالمية الثانية إلى ظهور إنتاج أفلام شائع جداً في المملكة، في حين أنّ الكوميديات الموسيقية التي أنتجها المؤسّسون الرائدون لشركة Phaphayon Siang Si Krung حتى عام 1941 بدت وكأنها تعدّ بهيمنة حقيقية دائمة لـ"هوليوود تايلاند"، فإنّ هذه الأعمال الروائية المُبهجة، تمّ تصويرها بوسائل متواضعة، ورافقها فورياً إتقاناً أسطورياً من المُدبلجين المحترفين، التقت جمهوراً كبيراً من بانكوك إلى أبعد القرى في المقاطعات، في إطار عروض كامتدادٍ مباشر مع العروض الاحتفالية المختلطة في الماضي، إلاّ أن الاختفاء العرضيّ للممثل ميت شيبانتشا في 8 أكتوبر 1970 أثناء تصوير فيلم Insi thong ["النسر الذهبي"] وضع نهايةً مفاجئة لهذه التجربة الفريدة للسينما الشفوية، كشف التكوين الأخير لمجموعةٍ أرشيفية في السينماتيك التايلاندية عن بقايا غنية لتلك الفترة المُسماة "عصر 16 ملم".

تمّ اقتراح هذا البحث/أطروحة الدكتوراه هذه (تاريخ السينما التايلاندية من عام 1945 إلى عام 1970: عصر الأفلام الروائية الشعبية 16 ملم) للباحثة الفرنسية اليوشا هيريرا كمحاولةٍ تاريخية أولية لكشف هذا التراث المرئي، الراسخ في التقاليد الدرامية السيامية (التايلاندية)، والظهور في سياق ديكتاتورية عسكرية، وضعت تحت التأثير المُعقد لحليفها الأمريكي في تلك السنوات من الحرب الباردة.

"سانتي ـ فينا"، أول فيلم تايلانديّ بالألوان

"سانتي ـ فينا"، فيلمٌ تايلانديٌّ من إخراج ثافي نا بانغتشانغ، وإنتاج عام1954

أحبَّ سانتي، وفينا بعضهما البعض منذ الطفولة، سانتي أعمى، الشاب الآخر، كراي، الذي يحبّ فينا أيضاً، يبذل قصارى جهده للفصل بينهما.

"سانتي ـ فينا" هو أول فيلم تايلانديّ طويل تمّ تصويره بمقاس 35 مم، وبالألوان، كما أنه أول فيلم تايلانديّ طويل يحظى باعترافٍ دولي، ومع ذلك، ظلت المادة الأصلية لهذا الفيلم على مدار أكثر من ستين عاماً مفقودة، لم يكن هناك سوى نسخةً واحدةً من مقاس 16 ملم في حالةٍ سيئة في "أرشيف الأفلام التايلاندية".

في عام 2014، تمّ العثور على المواد الأصلية (النجاتيف، والصوت) في "معهد الفيلم البريطاني"، وكذلك في "أرشيف الفيلم الصيني"، ونسخة العرض التجاري في "أرشيف الفيلم الروسي"، تمّ ترميم الفيلم، ورقمنته في مختبر L'Immagine ritrovata في بولونيا (إيطاليا).

***

بمُناسبة عرض الفيلم في قسم "كلاسيكيات كان" عام 2016، كتب الناقد، والمُؤرخ الفرنسي جيرالد دوشوسوا:

"تنفتح السماء عليهما، فقد تمّ تصوير الحبيبان فينا، وسانتي من زاويةٍ منخفضة في لحظةٍ كانت فيها الأجرام السماوية تغطي فظاظةً غامضة، ويتحدّ الحبيبان في لازورديةٍ سماويةٍ متحررة من اضطهاد مجتمع الفلاحين، النايّ السحري التايلاندي لسانتي الكفيف، الذي يطمح أن يكون راهباً بوذياً، يعمل بمثابة تعويذة تُسحر، ويقود فوراً إلى ذكرياتنا عن فيلم The Pied Piper لجاك ديمي (1972)، أو عازف الفلوت هاملن فريدي كروجر، والبعبع في A Nightmare  لأولم ستريت(1984).

لعبةٌ كثيفة، وغائمةٌ للظلال تمزق الفيلم عبر حلاوة القمح المُغذي، والشموس الأرضية التي يحرثها الظلام الذي يزعج سانتي بشكلٍ دائم، والراهب المُتعبّد بهيكو الذي يعيش في كهفٍ مظلم، مائل للزرقة، رمز روحه المفقودة، بينما تبكي فينا خلف قضبان غرفة كانت فيها سجينة، تكتسب الحبيبة المتألقة ملامح أميرة السينما الصامتة، واثقة، وعاشقة بجنون.

جميلٌ بشكلٍ مذهل، مكهربٌ بكاميرا ثابتة، ومونتاج أكثر رصانة، يحمل نعمة الطبيعة البرية، والغابات الخضراء، والرطبة المليئة بأرواح هائمة، يفرض "سانتي ـ فينا" براءة السينما التي تمجد القلوب النقية، وكذلك يردد أصداء شعر طفوليّ، ومبهج.

شباب الموضوع، وتكوين اللقطات، هو أيضاً سينما ناشئة، تتسامى بالكوميديا ​​الموسيقية التقليدية، ويشعر المرء بعاطفةٍ كبيرة عند مشاهدة هذا الفيلم الساحر.

ثلاثيّات سينمائية {2}

القاهرة : حسن علاء الدين

ثلاثية BRD - رينر فيرنر فاسبندر – ألمانيا

  The marriage of Maria Braun (1979)

Lola (1981)

 Veronika Voss (1982)

BRD، هي إشارةٌ لألمانيا الغربية، ويرصد فاسبندر في الثلاثية حياة ثلاثة نساء ما بين الشهرة، والانهيار،

والبحث عن الحب، والكَنف.

 إن اختيار العنصر النسائي كبطل رئيسي رُبما نبع من رؤية ذاتية لدى فايسبندر على أن المرأة تشترك مع الوطن في كونها ملجأ آمناً يحوي الجميع بعاطفته، متقلب كتقلباتها، مُتخبط، وهش في كثير من الأحيان.

ربما يجسد فايسبندر المجتمع الألماني بعد الحرب العالمية الثانية بما فيه من انهيار، وتخبط، وحيرة، وفقدان للذات، وهو أيضاً يوجه نقدًا لاذعًا لسياسة الحرب، وينظر بعين الشفقة للمجتمع الألماني المستمر في التداعي، والسقوط مع الأسف على حاله.

 

ثلاثية النوار - أكيرا كوروساوا – اليابان

Stray dog (1949)

 The bad sleep well(1960)

 High and low (1963)

امتازت أفلام المخرج الياباني أكيرا كوروساوا في تلك الفترة بأنها تميل لأفلام النوار، أيّ تلك القصص البوليسية التي انتشرت في هوليوود حينها، فاعتمدت الثلاثية بشكل رئيسي على تيمة السيناريوهات المتصاعدة، كشف الجريمة تباعًا، مطاردة الجاني.

ما يميز الثلاثية عن غيرها من أفلام النوار، هو تطويع الأدب لخدمة تلك السيناريوهات، فعُرف عن كوروساوا حبه لأعمال شكسبير، وتأثره بالأدب الروسي؛ دوستويفسكي، وتولوستوي..

، فنجد شبح "الجريمة والعقاب" يلوح في فيلم High and lowوخاصة قرب النهاية، وأما فيلم

The bad sleep well

فهو محاكاة عبقرية، ومتفردة لهاملت شكسبير.

 

ثلاثية الصحراء - ناصر خمير – تونس

الهائمون (١٩٨٤)

طوق الحمامة المفقود (١٩٩١)

بابا عزيز (٢٠٠٥)

ثلاثية الصحراء، أو التصوّف للمخرج ناصر خمير هي عبارة عن ثلاث رحلات لإيجاد شيء ما جوهري فقده الإنسان؛ متمثلًا في الإنسان ذاته، الحب، والسعي للخلود، والتسامي، والتوحد مع الكون، والخالق، ثلاث رحلات عذبة، وحميمية لا يخفى فيها تأثره بسينما الإيطالي بيير باولو بازوليني، وأيضًا فيلم المومياء للمصري العظيم شادي عبد السلام، وتجلى ذاك خاصة في الفيلم الأول "الهائمون". 

 

ثلاثية الشقة - ألفريد هيتشكوك – أميركا

 Rope (1948(

 Dial M for Murder (1954)

 Rear window (1954)

كعادة رائد الجريمة، والإثارة، "مسيو هيتشكوك" كما لقبه رواد الموجة الفرنسية الجديدة، وأهمهم تروفو؛ يقدم ثلاثة سيناريوهات تتناول جريمة القتل كموضوع رئيسي، لكن ما يميزها عن باقي سيناريوهاته هو المكان الذي تدور فيه الجريمة نفسها، فيكون مكان الحادث مقتصراً على شقة تدور بها كل الأحداث؛ من ارتكاب الجريمة، والتدرج في كشفها، ومحاولة فك رموزها، إن عبقريته في تلك الثلاثية تتمحور حول قدرته الفذة على جذب المشاهد، وتصعيد الأحداث في إطار ذلك المكان المحدود عن طريق الحوار فقط كمحرك للحدث، وبأقلّ الامكانيات.

 

ثلاثية أليكس - ليّوس كاراكس – فرنسا

 

Boy meets girl (1984)

 Mauvais sang (1986)

 The lovers on the bridge ( 1991)

شاع إسم أليكس في سينما الفرنسي ليوس كاراكس المعروف في العقد الماضي بتحفته Holy motors

وربما يمثل أليكس ذات كاراكس نفسه؛ يربط تلك الثلاثية اسم البطل، وهو أليكس، وتتمحور حول علاقات الحب الطائشة التي يتخبط فيها الحبيبان، يتورطان في المتاعب، أو يحاربان الحياة، وصعابها جنبًا إلى جنب، ربما يكون أليكس هو الشخص ذاته في الأفلام الثلاثة، ويمر بتلك العلاقات على فترات متباعدة من حياته، وبذلك، تصبح الثلاثية هي عالم واحد، حياة واحدة تتمحور حول أليكس، ويرصد كل فيلم محطة في حياة بطلها، ويتم تجسيد كل محطة من حياته بفتاة، ربما لا، من الممكن أن يكون أليكس هو كل محب وفيّ، ومخلص، عنيد يحارب الحياة بالحب.

الرجل الذي باع جلده

أخيراً، بتاريخ 15 مارس تمّ الإعلان عن القائمة القصيرة للأفلام المُتنافسة على جوائز الأوسكار، شمال إفريقيا تكرّم القارة بفيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية الذي لا يزال في المنافسة.

يتنافس فيلم "الرجل الذي باع جلده" على جائزة أفضل فيلم أجنبي إلى جانب 4 أفلام من جميع أنحاء العالم.

وهكذا، تقدم كوثر بن هنية أول ترشيحٍ لجائزة الأوسكار لبلادها.

سيُقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في 25 أبريل 2021.

عن مدونة مجلة awotele

سينماتك في ـ  19 ديسمبر 2022

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 14.04.2021

 

>>>

05

04

03

02

01

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004