صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

05

04

03

02

01

 

Lajja (العار)

بوليوود تنتصر للمرأة المظلومة

كتابة: جمال الدين بوزيان الجزائر

 
   
 

فيلمٌ هنديٌّ، نسائيّ بامتياز، أحد أهمّ الأفلام التي انتصرت للمرأة، وثارت ضدّ التقاليد الهندية التي تجعل منها تابعاً للرجل، وتُجبرها على اتباع تقاليد تفيض بالجهل، والظلم.

أخرجه راج كومار سانتوشي عام 2001، وكان موفقاً في اختيار نخبةٍ من أهمّ النجوم في ذلك الوقت: أنيل كابور، أجاي ديفغان، مادهوري ديكسيت، مانيشا كويرالا، ماهيما تشودهري، وريــكــا.

يحكي قصة أربع نساء في مناطق مختلفة، قصص منفصلة متصلة، النقطة المشتركة بينهن هي الفكرة الرئيسية للقصة، ظلم التقاليد المُطبّق بقسوةٍ، وصرامةٍ، وجهلٍ على المرأة الهندية.

تربط بين الشخصيات مانيشا كويرالا التي تلعب دور امرأة حامل مغلوب على أمرها متزوجة من رجلٍ ثريّ (جاكي شروف)، تقرر وضع حدٍّ لإهاناته، وتهميشه لها، فتهرب منه إلى مناطق مجهولة، ومتعددة، وخلال هروبها تلتقي ببقية الشخصيات، حيث تنتقل أولاً إلى مدينةٍ أخرى بمساعدة لصٍّ نزيه خفيف الظلّ (أنيل كابور)، وتصل إلى حفل زفاف تقليديّ، حيث يتوّجب على أهل العروس دفع مبلغ باهظٍ لأهل العريس، وإلاّ تمّ فضحهم علناً امام الحضور، لتكون مانيشا شاهدة على تطورات هذه القصة الثانية التي تنتهي بانتفاضة العروس (ماهيما تشودهري) برفقة اللصّ النزيه، ورفضها لإهانتها لوالدها بسبب مبلغ بسيط ناقص من مهرها.

استمراراً لهروبها من زوجها، ورجاله الذين يلاحقونها، تصل إلى مدينة فيها مسرح محلي بطلته مادهوري ديكسيت، ممثلة فاتنة، ومحبوبة، لكن عشقها لزميلها الممثل معها في المسرح جعلها تُسلم نفسها له، وتدخل معه في علاقة جسدية، تحمل منه، وتُوصم بالعار، وتُقذف بالحجارة وسط كل أهل المدينة، وكأنها المذنب الوحيد في كلّ ما حصل، ويتسبب في تلك الفضيحة صاحب المسرح الذي كان يساومها على شرفها، ويريد جعلها خليلة له.

المنطقة الأخيرة التي تهرب إليها البطلة هي قرية نائية تعيش فيها امرأة مسنة تعمل قابلةً، وعطارة للقرية (ريكا)، والتي تساعد البطلة (مانيشا كويرالا) على الاختباء، والهرب، ولكن المشكل في هذه القرية زعيم شرير يكرهها بسبب هروب ابنها مع ابنته، فيقوم باغتصابها هو ورجاله، وحرقها حية، بعد أن يخبر زوج البطلة (جاي شروف)، ورجاله عن مكان اختباء زوجته، فتهرب البطلة إلى غابة مهجورة يعيش فيها شاب شجاع متمرد (أجاي ديفغان) يخافه الجميع، وهو من يقوم بالدفاع عنها ضدّ زوجها، ويقتل رجاله، ويكاد يقتل زوجها، لكنها في الأخير تدافع عنه، فيقول الشاب المتمرد (أجاي ديفغان) كلامه الشهير في الفيلم بأن النساء هنّ السبب الأول في البلاء الذي ينزل عليهن بدفاعهن عن أزواجهن، والمغفرة لهم مهما حصل.

وينتهي الفيلم بـحضور البطلة حفل تكريم زوجها الثري في مسرح كبير، وفضحها له أمام الجميع، وتكشف أفعاله أمام الكاميرات، والصحافة، والجمهور. 

الفيلم ميلودراما غنائية استعراضية، خاصة مع وجود مادهوري ديكسيت أحسن راقصة تقليدية في بوليود، وكذلك الأخريات اللواتي أبدعن في أداء الاستعراضات، بالإضافة إلى ضيفات الشرف اللواتي شاركن فقط في الاستعراضات، ولم يشاركن في التمثيل، وهو أمر معروف في سينما بوليوود، مثل سونالي بندري، وأورميلا مادونتغار.

فيلم Lajja (العار) انتصارٌ للمرأة على الطريقة البوليودية، ضدّ العار الذي يبقى لصيقاً بها لأسباب ليست مسؤولة عنها، وهو ليس الوحيد الذي ينتقد التقاليد الهندية البالية، والمعمول بها لحدّ الآن في الكثير من الأرياف، والمدن الداخلية الهندية، والقائمة طويلة للأفلام التي جعلت من هذا الموضوع مادة رئيسية، أو جانبية في قصصها، حيث المجتمع الهندي الحقيقي متخمٌ بالتقاليد المختلفة، والراسخة، والمتجدرة، خاصة مع اختلاف، وتنوع الأعراق، والديانات، والطوائف.

رؤى الواقع 2021

دورةٌ قويةٌ بشكلٍ خاصّ، في صيّغٍ حرّة، ومتعددة

سيُقدم مهرجان (رؤى الواقع) بمناسبة دورته الـ 52 حوالي 142 فيلماً من 58 دولة، سيتمّ تقديم 82 فيلماً تُعرض لأول مرة في العالم، و16 فيلماً في عروضٍ دولية أولى.

وفي الوقت الذي سينعقد مهرجان نيون السينمائي الدولي (سويسرا) في الغالب في شكلٍ افتراضيّ، يؤكد اختياره الرسميّ على دوره الرائد عندما يتعلق الأمر باستكشاف مجموعةٍ من المُمارسات السينمائية الحقيقية.

مع 26 إنتاجاً سويسرياً (مشتركًا)، يؤكد المهرجان نفسه أيضاً على أنه شريكٌ أساسيٌّ في الإبداع الوطني.

 41٪ من الأفلام المختارة أخرجتها نساء، و31 فيلماً هي الأفلام الروائية الأولى.

يمنح المهرجان تحيةً تكريميةً للمؤلف، والمخرج، وكاتب السيناريو الفرنسي إيمانويل كارير بمنحه جائزة الشرف المرموقة.

 

ورش العمل لعام 2021 مخصصة لكلٍ من تاتيانا هويزو، وبييترو مارسيلو.

سيفتتح فيلم(المُعالجون) Les Guérisseurs ، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرجة السويسرية ماري إيف هيلدبراند، الدورة 52 في 15 أبريل.

المهرجان الوحيد المخصص لسينما الواقع في سويسرا، (رؤى الواقع) هو حدثٌ رئيسيّ على المستوى الدولي، ويقدم سلسلةً من المشاريع المحددة لجعلها في متناول أكبر عدد ممكن من الناس، يشكل مكوّن VdR-Industry  منصة تواصل مهمة، ويختار المشاريع في جميع مراحل تطورها.

 

يقول ريموند لوريتان، رئيس المهرجان:

"سنبذل قصارى جهدنا لجعل هذه الدورة حدثاً خاصاً لا يُنسى، والعثور على الصيّغ التي تجمع بين سهولة الاستخدام، والأمان، ونمنح الجمهور، وصانعي الأفلام كلّ ما يمكننا تقديمه لهم، ستكون النسخة افتراضية بقدر ما هو ضروريّ وجهاً لوجه قدر الإمكان".

 

تتابع إميلي بوجيس، المديرة الفنية:

"إن الأفلام التي يتألف منها الاختيار الرسميّ لعام 2021 تحتضن هذه الحرية، هذه السمات الذاتية، هذا الرفض للتفسيرات، أو المعلومات الشاملة، من أجل التطلع بشكلٍ أفضل إلى ترجمة المشاعر، والعواطف الشخصية التي تفعل ذلك، والتي ستصبح أكثر عالمية، وبالتالي، فإن اختيار عام 2021 هذا، قوياً، وانتقائياً، سيجعل من الممكن مرة أخرى تفسير استقلالية السينما، وتحريرها من الواقع المعاصر، والذي يتمّ الاحتفاظ به على مسافةٍ معقولة من الرهانات التي أحيانا تبعدها عن الروائيّ، والتصنيفات - الشكل، والمضمون - غالباً ما تكون ضيقة جدًا بالنسبة لـ "الفيلم التسجيلي".

تمّ اختيار الأفلام من بين 3000 تسجيل (وهو رقمٌ لا يزال ثابتاً على الرغم من الوضع الحالي)، يفخر المهرجان الترحيب بأعضاء لجنة التحكيم المرموقين في مسابقاتها الأربع: تشمل القائمة صانعي الأفلام الموهوبين مثل: كمال الجعفري، أليخو فرانزيت، توماس إمباخ، ليلى باكالنينا.

المنتجتان: كونسويلو فراونفيلدر، وجولي فرير.

شخصياتٍ من الصناعة السينمائية مثل: سافينا نيروتي، وآنا بيرثوليه، وديانا تاباكوف.

بالإضافة إلى المبرمجين، والمنسقين مثل: جوش سيجل، سيرجيو فانت، غاربيني أورتيغا.

وللمرة الأولى، يتشرّف المهرجان بالترحيب بلجنة تحكيم الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (FIPRESCI) لمنح جائزة لأول فيلم روائي طويل من المسابقة الدولية للأفلام الروائية، ومسابقة  Burning Lights

مهرجان رامسجيت الدولي للسينما، والتلفزيون

مهرجانٌ حيث التنوّع حقيقةٌ واقعة

ينعقدُ في رويال هاربور بإنجلترا، وهو موقعٌ مُذهلٌ للعديد من الإنتاجات التلفزيونية، والأفلام الحائزة على جوائز، والمشهود لها، سيعرض مهرجان "رامسجيت الدولي الخامس للسينما، والتلفزيون" أعمالًا جديدة، ويساعد في تعزيز صانعي الأفلام، والوعيّ الثقافي، سيتمّ استكمال العروض ببرنامجٍ دولي من الأحداث، والندوات الفريدة من نوعها، مع متخصصين رفيعي المستوى في الصناعة.

يفخر المهرجان أن تكون الدورة الخامسة (3-6 يونيو 2021) برعاية الفنانة بريندا بليثين الفائزة بجائزة أفضل ممثلة في جوائز البافتا، الجلوب، ومهرجان كان، والمُرشحة لجائزة الأوسكار، ستختار أفضل فيلم روائيّ لمخرج لأول مرة، وسينضمّ إليها الضيوف الحائزون على جوائز، كان من بين أعضاء لجنة التحكيم السابقين نيك برومفيلد، وجيمي أكينجبولا، وآندي ميسون، ودي أندرسون، ...

ستحتفل دورة عام 2021 بمرور 5 سنواتٍ على عرض أفلام عالية الجودة، ورعاية صُناع أفلامهم، وسوف يُمنح تمثال "المرساة" البرونزي الجميل لأفضل فيلم في المهرجان، بالإضافة إلى جوائز أخرى بما في ذلك جائزة بريندا بليثين الخاصة لأفضل فيلم أول.

ستجري العروض بشكلٍ أساسي في سينما جرانفيل (رامسجيت)، وعدد من الأماكن الساحلية الأخرى.

مع خلفية ميناء رويال هاربور المذهل، والفريد من نوعه في المملكة المتحدة.

يضمّ مهرجان رامسجيت الدولي الخامس للسينما، والتلفزيون أيضاً حلقات نقاش مع ممثلين بارزين في الصناعة.

توفر مدينة رامسجيت أيضاً لروّاد المهرجان الفرصة لاستكشاف المنطقة الغنية بالثقافة، والتراث البحري، والعمارة التاريخية.

حشرة كروننبرغ، ومسخ كافكا

حسن علاء الدين/القاهرة

في تجربة المخرج ديفيد كروننبرغ "The fly" عام 1986 يحاكي عالماً من عوالم الكاتب الراحل فرانز كافكا، وإستمد عالمه تحديداً من رواية "المسخ"، أو فيما يُعرف بالتحوّل؛ حين يستيقظ "جوريجور سامسا" ليجد نفسه قد تحوّل إلى حشرةٍ كبيرة الحجم لا تقدر حتى في البدء على الوقوف، والحركة، ولا تجد سوى أن تستسلم لمصيرها البائس.

بطل الفيلم عالمٌ عبقري، مهووس بالعلم، يسعى لإحداث طفرة في تكنولوجيا التنقل من مكان لآخر، فيما يشبه ظاهرة آلة الزمن، ولكن، لسوء حظه، يتعرض لخلل ما أثناء تجربته لآلته، ويؤثر عليه تدريجياً حتى يتحول في النهاية إلى حشرة، ويكون له خواصها التشريحية، والفسيولوجية.

تلك التيمة دائماً ما تهيمن، وتسود عالم كروننبرغ، فهو يرى أن هوس الإنسان بالتكنولوجيا يؤدي إلى تماهي تام بين الإنسان، والآلة، فيصبح في الأخير جزءًا منها .

وبالطبع، لا تخلو تلك التجربة في ظاهرها من محاكاة قصص، وأساطير الأميرة والوحش؛ حينما أحب الوحش المشوّه لأميرة حسناء، ومن خلال عرض ذلك التناقض بين مفهوميّ الجمال، والقبح الظاهرييّن يتجلى مفهوم الحب.

الشخصيات في عالم كافكا في حالة هروب دائم جراء عدم فهم الوجود، وهي ترى في رحلتها عدم جدواه، فتنتهي إما بالخضوع طوعاً لقوانين عالم محكوم بالعبث، أو الانصياع عنوة نتيجة الضعف البشري أمام قسوة ذاك العالم كما يتجلى في المحاكمة، القصر، طبيب القرية.

يمثل كروننبرغ هنا ذاك الهروب متجسداً في الحشرة التي تسعى لإثبات ماهيتها، ولكنها تفشل في الأخير نتيجة مخالفتها قوانين العالم، والبشر الجمالية، ذات المثالية المفرطة، وتكون نهايتها كمثل نهاية مسخ كافكا، فتمرده على قوانين العالم هو في النهاية تمرد حشرة، تنتهي حياتها بأيدي أكثر المقربين لها لمجرد الاختلاف.

إنّ اختلاف مسخ كافكا ليس مجرد اختلاف شكلانيّ، فهو اختلاف باطني، عقائدي يرفض الوجود نفسه.

ماكس بيكاس، ملك الأفلام الهابطة

لقد مرّت ما يقرب من 17 سنة منذ رحيل المخرج الفرنسي ماكس بيكاس، ومع ذلك، لا تزال أفلامه حاضرة، تُبث، ويُعاد بثها، خاصةً تلك التي كانت في الجزء الأخير من حياته المهنية، الكوميديات التي صورها في سانت تروبيز (فرنسا).

إنها تجسدّ التهوّر في أوائل الثمانينيّات، الشاطئ، والفتيات الجميلات، والمُغازلة ...

لا يتردد الشهود في الفيلم التسجيلي (إخراج ميشيل جييرم، إنتاج عام 2011، 49 دقيقة) في استحضار الأجواء البهيجة التي عرف المخرج كيف يغرسها في لقطاته، البعض من الممثلين، والممثلات ظهر لأول مرةٍ في أفلامه، قبل ذلك، عاش ماكس بيكاس حياة أخرى كمخرج، أقلّ شهرة، حيث كان أكثر لطفاً في تخريبه: إنه أحد رواد السينما الفرنسية الشهوانية، عناوين مثيرة للذكريات: أنا شبق، نادي خاصّ، جنسياً لك، إلخ... التي تجعلك ترغب في معرفة المزيد عن هذا النوع الذي عفا عليه الزمن الآن ... نزهات في القوارب الشراعية، أثداء تظهر بشكلٍ، أو بآخر، مشاهد جنسية تمّ إخراجها في إطار شيفرات العصر، ومختلفة حسب البلد ...

العديد من جوانب نفس المخرج الذي يعود إليه هذا الفيلم التسجيلي من خلال شهادات ماكس بيكاس حول هذا الموضوع، وأبنائه، وشهود آخرين على هذا الوقت الضائع.

نظرةٌ على مسيرته المُبكرة أيضاً مع أفلام المسدسات، والفتيات الشابات ... لدى كلّ واحد منهم فكرته، ولديه ألف وجه، لا شيء بالنسبة للبعض، وعفا عليها الزمن بالنسبة للآخرين، فهو يمثل خفة من الماضي.

 

Max Pécas, le roi du navet

إخراج ميشيل جييرم، إنتاج عام 2011، 49 دقيقة

سينماتك في ـ  01 ديسمبر 2022

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 03.04.2021

 

>>>

05

04

03

02

01

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004