شعار الموقع (Our Logo)

 

 

يشتمل كتاب «الحرب والسلام في السينما التسجيلية المصرية» لمؤلفه المخرج فؤاد التهامي على رصد متين في اكثر من حقبة زمنية عاشتها السينما المصرية طوال تاريخها الممتد من عمر السينما نفسه.

واشتمل الكتاب الذي اصدرته مكتبة الاسكندرية ضمن سلسلة اصداراتها السينمائية على عنوان فرعي آخر «30 عاما على حرب اكتوبر» ويسرد المؤلف الاسباب التي حدت به الى القيام باختيار مثل هذا العنوان العريض للكتاب في مستهل الكتاب على صورة هوامش شخصية توضح ارتباط المؤلف مع وقائع المعارك والحروب التي عاشها في حياته سواء داخل مصر او خارجها وفيها حمل كاميرته السينمائية في توثيق عددا من تلك الحروب (1996)، (1973)، (1982)، عدا عن حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية او السورية حيث اقام مدة من الزمن فكانت غاية هذا الكتاب هي محاولة لربط احداث الماضي القريب بالحاضر لاستكشاف مستقبل السينما التسجيلية في مصر.

يلقي الكتاب نظرة الى البدايات في السينما التسجيلية ويستعرض بعض حالات وجوهها التي سبقت التاريخ الرسمي للسينما ويحيلها الى اشكال من التسلية والخداع البصري قبل ان يبدأ العالم بالتعرف على التصوير الفوتغرافي وعندما يصل الى بداية حقبة التعرف على ماهية السينما بحسب اختراع اديسون والاخوين لويس واغت لومير يأخذ في الاشارة الى اول فيلم شاهده المجتمع المصري وكان ذلك في بورصة طومسون بالاسكندرية يوم 28 تشرين الثاني العام 1896 ثم يعرج الى عروض سينمائية شهدتها بلدان عربية في الفترة ذاتها كما في تونس، وسوريا وفلسطين والعراق 1908 وفي السودان 1912.

يخصص الكتاب فصلا بأكمله عن بدايات السينما في مصر، ويشير الى شهادات وثقها نقاد مثل علي ابو شادي، وسمير فريد، واحمد الحضري ويأخذ منها محطات توثيق الفيلم التسجيلي وفي الفصل ثبت كامل اسماء وعناوين تلك الأعمال ونبذة عن مواضيعها ثم ينتقل الكتاب الى عنوان «هوامش عن احوال مصر» ويبدأ من ملامح حركة التنوير كمقدمة لفصل شائك عن الرقابة على المطبوعات والسينما والقوانين الاستثنائية ما بين اعوام 1908 - 1919 وفيها يناقش الصعوبات التي تصدى لها الفيلم التسجيلي في مصر منذ بداياته الاولى.

تحت عنوان «شركة مصر للتمثيل والسينما ورائد السينما التسجيلية المصرية سعد نديم، يسعى المؤلف الى ابراز دور الاقتصادي المصري طلعت حرب في وضع اللبنات الاساسية لصناعة السينما المصرية، وكيف نشأ سعد نديم كواحد من رواد الفيلم التسجيلي في مصر خلال حقبة مليئة بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولقاءه مع جريرسون احد ابرز صناع السينما التسجيلية بالعالم، ويسلط الضوء على الاعمال الوثائقية التي حققها نديم ورفعت من شأن السينما التسجيلية وجعلت الجميع يدرك اهميتها كخط دفاع فكري ووطني بالغ القوة.

ويؤكد الكتاب على الأهمية التي اولاها نديم لعمله في احلك الظروف وتحدياتها، واستخدامه للكاميرا في تصوير مشاهد في اجواء المعارك والحرب وبين جثث الشهداء المبعثرة الاعضاء بالقرب من بعضها وفي اعمار متعددة ومن بينها فتية صغار مما يجعل تأثيرها لدى المشاهد اكثر بغضا للعدوان مثل الذي عايشته بورسعيد ابان حرب السويس (1956).

يركز الكتاب على افلام بعينها حققها نديم مثل «فليشهد العالم» الذي ابدع فيه مخرجه من ناحيته الفكرية والفنية وبرز فيه مخرجه كاستان في فن المونتاج، واصرار اهالي بورسعيد على البقاء احياء مما يضعه في خانة الافلام المضادة لوحشية العدوان وساهم في رفع شأن السينما التسجيلية داخل مصر.

في باب شهادات ووثائق يصف المؤلف اللحظات العصيبة التي قام بها بتصوير مجموعة من الافلام التسجيلية ويرصد يوميات العمل في اول اعماله «لن تموت مرتين» عدنما ذهب الى الجبهة في قناة السويس ابان حرب الاستنزاف.

يستعين فؤاد التهامي بكتابه بمجموعة من مقالات النقاد لتدعيم وجهة نظره في الشخصيات والمواضيع التي اختارها لتكون عناوين لكتابه فيكتب سمير عوض مسافر الى الشمال سافر الى الجنوب وهو عنوان لفيلم عن حرب تشرين، ومقالة ابطال من مصر لرفيق الصبان عن جماليات الصورة في لحظات البطولة والتضحية، وهناك ايضا حوار مع سعد نديم اجراه الناقد كمال رمزي حول الفيلم التسجيلي وحواران مع صلاح التهامي ومع عبدالقادر التلمساني اجراهما الناقد محمد عبدالله.

وفي النصف الثاني من الكتاب سجل شامل بقائمة الافلام التسجيلية منذ بواكير السينما المصرية ولغاية العام (1976) ويعجب القارىء عن عدم استكمال المؤلف لقائمة الافلام لغاية الالفية الثانية على الاقل ؟؟ وثيقة هامة ومرجعية لا غنى عنها للقارىء والمهتم في هذا الجانب من السينما على الاقل الذي بدأ بريقه يأفل امام السيل الهادر من الافلام الروائية والذي افسح المكان لعشرات الاعمال الشبيهة التي يتم تحقيقها عبر كاميرا الفيديو الرقمية (الديجتال) ومثل هذا النوع الاخير لم يشتغل عليه المؤلف وكأنه يسجل قبسا من ذكرياته الشخصية مع الكاميرا السينما كحالة وجدانية عايشها مع اقرانه الرواد في هذا المضمار، وكان الكتاب بمثابة التحية لهم جميعا.

الرأي الأردنية في 21 أكتوبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

فيلموغرافيا الحرب والسلام في السينما التسجيلية لفؤاد التهامي

عمان/ ناجح حسن