قال المخرج السينمائي سيدني بولاك، الحائز على جائزة الاوسكار، انه يحس بالخجل والاحراج لكونه لم يزر مقر الامم المتحدة ابدا قبل ان يقوم باستكشافه مؤخرا موقعا لتصوير فيلمه الجديد The Interpreter المترجمة. والحقيقة ان نجمي الفيلم نيكول كيدمان وشون بن - الحائزين على الاوسكار ايضا لم يزورا المبنى من قبل. ولكن الثلاثة - وابتداء من مطلع شهر مارس الماضي ولمدة 14 اسبوعا - مضو اياما وليال وعطلة نهاية اسبوع واعياد عديدة هناك لتصوير فيلم مغامراتي عن مترجمة تعمل في الامم المتحدة تسمع محادثة قد تكلفها حياتها. وكان قد وقع بولاك عقدا مع الامم المتحدة حصل بموجبه على الضوء الاخضر لتصوير اول فيلم سينمائي طويل داخل المبني المؤلف من 39 طابقاً حسب قول مساعد الامين العام شاشي ثارور. ولم يكن هناك تصوير خلال ساعات العمل لتفادي عرقلة انشطة الامم المتحدة. وقال ثارور ان الامين العام كوفي عنان قرر السماح بتصوير الفيلم في المقر لان الامم المتحدة جزء حيوي من القصة وان نص الفيلم يحافظ اجمالا على القيم التي تمثلها المنظمة. واضاف ثارور: انه فيلم يتميز بجاذبية هائلة ونعتقد انه سوف يجتذب الكثيرين الى صالات العرض لرؤية اشياء تعود الى الامم المتحدة ويطلعون على امور المنظمة، ولولا الفيلم لما كان هؤلاء سيولونها اي اهتمام يذكر. وقال بولاك الذي حاز على جائزة الاوسكار لانتاجه واخراجه فيلم Out of Africa في العام 1985 ان معظم الامريكيين لا يعرفون شيئاً عن الامم المتحدة ولا يفهمون كيف تعمل ولا يعرفون ماهية عملها اليومي، ولذلك نحن متحمسون لكوننا نفتح المجال امامهم ليعرفوا. واضاف بولاك انه شخصيا لم يدخل ابدا الى المبنى في ضاحية ايست ريفر في مانهاتن. وقال انني اخجل من الاقرار بانني ذهبت الى المدرسة في نيويورك، وتزوجت فيها وعملت فيها ومررت بالقرب من المبنى ألف مرة. انني لم ار داخل المبنى قبل قيامي بأول زيارة استكشافية لموقع التصوير، وقد اذهلني ذلك. كما انني شعرت بالاحراج لانني لم يسبق ان زرت المبنى من الداخل. ونفس الشيء يقال عن شون ونيكول. وفي حين ان الامم المتحدة هي جزء لا يتجزأ من الفيلم شدد بولاك على ان الفيلم بالدرجة الاولى هو فيلم مغامرات وقصة حب ومطاردات واشخاص معرضون للهلاك. وتلعب نيكول كيدمان دور مترجمة تأتي من بلد افريقي متخيل يدعى ماتوبو تجري فيه الكثير من النزاعات الاهلية والتطهير العرقي، بلد طرأ فيه تغيير كبير وجذري على زعامته. ويلعب شون بن دور عميل في الشعبة السرية يحاول ان يمنع اغتيال زعيم ذلك البلد. والاثنان يريان العالم بمنظارين مختلفين المترجمة تؤمن كثيرا في قوة وقدسية الكلمات وتؤمن انهما اذا استعملا بالطرق المناسبة يمكن ان يكون لهما قوة الاعيرة النارية او الاسلحة. اما العميل فله عقلية الشرطي يحكم على الناس فقط من خلال سلوكهم وهو يسخر من الكلمات، كما يقول بولاك. ويشير بولاك الى انه اضافة الى عنصر التسلية لكل فيلم موضوع قابع في ثناياه. وان هذا فيلم معارض جدا لاستعمال القوة لتسوية الخلافات بين الناس وبين البلدان. وسئل بولاك عما اذا كان الموقف الذي وقفه شون ضد الحرب بزعامة امريكا في العراق قد يؤثر على الفيلم، فقال: لقد اتخذ موقفا قويا جدا من الرئيس بوش ومن الحرب في العراق. والزمن كفيل لنرى ما اذا كان سيؤثر على الفيلم. لا ادري. وسيكلف الفيلم حوالي 80 مليون دولار، ويأمل بولاك ان يبدأ عرضه في عيد الشكر في شهر نوفمبر المقبل، وهو يقول ان الامم المتحدة لم يكن لها اي رقابة على النص السينمائي، ولكنها ستطلع على الفيلم. وقد تفاوض بولاك، وثارور حول ظهور مسؤولي الامم المتحدة والسفراء في ادوار تمثلهم شخصيا - ولكن ثارور قال ان عنان لن يظهر في الفيلم. الأيام البحرينية في 19 أكتوبر 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
«المترجمة» لسيدني بولاك في 2005 شون بين ونيكول كيدمان في الأمم المتحدة الامم المتحدة (أ. ب) / اديث ليدرر |