شعار الموقع (Our Logo)

 

 

من زمان وانا على بالي قدّم قصة فيها الكثير من الاثارة الجنسية والقليل من الشرق الاوسط. قصة ليلا تجمع الاثنين لأنها مزيج من الاباحية والغموض وفيها في الوقت عينه نكهة شرق اوسطية .

حول فيلمه الروائي الطويل الثاني الاباحي، بلغته الصادمة والمباشرة وكاميرته المثيرة والحميمة LILA DIT اA الذي ابصر النور خمسة اعوام بعد شريطه الاول وست بيروت ، والذي شارك في مهرجان تورنتو السينمائي قبل اسابيع، والذي كان مقررا ان يشارك في مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الذي عاد وتأجل عاما كاملا، والذي سيشاهده الجمهور اللبناني ليومين فقط (في الثامنة من مساء الخميس والجمعة في 14 و15 تشرين الاول الجاري في صالات كونكورد ردان) في انتظار الاتفاق بين الانتاج الفرنسي والموزع اللبناني لبدء عرضه في لبنان، حول ليلا تقول هذا ما الذي سيقوله زياد دويري المخرج وكاتب السيناريو اللبناني؟

انها قصة شيمو شاب في التاسعة عشرة فرنسي من اصل عربي خجول وهادىء اعتاد ان يتكلم اكثر على الورق. الى حيه العربي في مدينة مرسيليا ستنتقل الشقراء المراهقة ليلا التي ستبدأ باخباره اسرارها واهواءها ورغباتها الجنسية. لم تتكلم عن هذه الامور مع غيره في السابق. لماذا له هو؟ احب ان انظر الى عينيك عندما اخبرك حميمياتي ...

·         شيمو بطل شريطك هو كاتب الرواية؟

- عمر الرواية عشر سنين وقد وصلت الى دار النشر PLON عبر البريد مع توقيع شيمو عليها ومع تنازل عن حقوقها يخول دار النشر اصدارها وبيعها للسينما. اذا شيمو الذي ارسلها هو شخص مجهول اصر على التكتم حول شخصيته. عندما قرأتها وجويل احببنا القصة فورا رغم ان الموضوع ليس على الموضة . لقد كانت القصة تمزج الطابع الجنسي الاباحي بالمناخ الشرقي وهذا ما كنت ارغب في تقديمه.

·         وهل ادخلتما تعديلات على القصة اثناء اعداد السيناريو؟

- لقد نقلنا الحوادث من الضاحية الباريسية المستهلكة جداً في السينما الى احد احياء مرسيليا لنكون اقرب الى البحر الابيض المتوسط وبالتالي الى جذورنا. لقد ادخلت ايضا اشارات عن الاصولية الاسلامية وحاولت ان ابتعد عن الكليشيه في تصوير بعض الشخصيات كما الأم (كارمن لبّس) التي اضفت دورها ولم اجعلها محجبة لأن العامل الاساسي في شخصيتها ليس الدين بل الكآبة والاستسلام لليأس بعد هجر زوجها لها.

·         لكن دور الصديق مولود هو صورة مكررة كليشيه عن الشاب الفرنسي العربي الذي تصوره السينما عادة...

- مولود يتحرك وفق الغيرة والحسد من صداقة شيمو لليلا وليس لأنه ذو جذور عربية. لو انه كان بلغارياً او فرنسياً اصلياً او من اي جنسية اخرى لكان تصرف بالاسلوب عينه.

·     قبل ان نغوص اكثر في الفيلم هناك ما لفتني في الجينيريك ويتعلق بمشاركة جويل توما في كتابة السيناريو. نحن نعلم ان مشاركتها اساسية فلماذا وضعت جملة AVEC ¼ AIMABLE PARTICIPATION DE JOELLE TOUMA التي اوحت ان مشاركتها معنوية وغير اساسية؟

- شكرا على سؤالك وملاحظتك. طبعا جويل شاركتني في كتابة السيناريو بشكل اساسي. لكن ما حصل له علاقة بالانتاج الفرنسي الذي يأبى ان يضع اسم كاتب سيناريو غير فرنسي على فيلم فرنسي. سأشرح اكثر. وزارة السينما CNC تشارك في جزء من التمويل وهي تمنح 18 نقطة من الضروري تأمينها لمراكز الفيلم الاساسية مثل الاخراج والسيناريو والمونتاج والتصوير والموسيقى الخ. المخرج ينال اربع نقاط وكاتب السيناريو ثلاث نقاط وبما ان جويل لم تكن تحمل الجنسية الفرنسية فاشراك اسمها في كتابة السيناريو كان سيجعلنا نخسر ثلاث نقاط وتاليا لن نؤمن الـ18 نقطة ولن نحصل على التمويل. لقد اضطررنا الى القبول بالمناورة من اجل الحصول على التمويل.

·     انت وجويل حاضران بقوة في الفيلم. الشرق والغرب المسلم والمسيحية. الى اي درجة هناك تماه مع الشخصيات والى اي مدى انتما متعلقان بجذوركما الشرقية؟

- الشرق جزء منا بروحيته. فيلمنا ليس فيلما عربيا بل فرنسي بتمويل فرنسي وجزء بريطاني. ولكن كان لا بد لنا، جويل وانا، ان ندخل جزءا منا حتى نتعلق بالشخصيات فتصبح جزءا منا. التماهي موجود فأنا مسلم وهي مسيحية ونعلم بالتالي التباين ودرجة الفوارق بين شيمو وليلا. لقد اهتمت جويل اكثر بكتابة ليلا وانا بكتابة شيمو ثم كنا نجمع ما كتبنا وندمجه معا.

·     يبدو جلياً تعلقك بموضوعات  معينة شكلت نقاطا مشتركة بين فيلمك الاول وست بيروت والثاني LILA DIT اA ، مثل المراهقين وتركيزهم على الجنس والكاميرا لتصوير اللحظات الحميمة والمثيرة، والصديقين المسلمين المتعلقين بصديقة مسيحية...

- الامر مصادفة. هذه الموضوعات كانت موجودة في قصة ليلا ولم اخلقها انا. لو ان بطلي القصة ناضجان لما كان في امكاننا ان نتكلم عن هذه الامور.

·         لكن القصة شدتك لأنها تحتوي على هذه الموضوعات المكررة في شريطك السابق. اذا الامر اكثر من مصادفة الا تظن؟

- يضحك ثم يقول: حسنا انها بصمتي .

·     احد النقاد في تورنتو قال بعدما شاهد فيلمك: لو ان روجيه اديم لا يزال حيا لكان فخورا بزياد دويري . هل تجد نفسك قريبا من اسلوب اديم المعروف بتقديمه المرأة والجنس في اطار من البراءة والاثارة؟

- انا لست متأثرا بروجيه  اديم ولا اعرف الكثير من افلامه. طبعا شاهدت ET DIEU CRةA LA FEMME لكنني لست متأثرا به.

·     لكنك مثله تحب ان تلتقط الوجه الجميل في كاميرتك.  اديم سبق وقال: بما ان رودان لم يكن يقبل ان يعمل على منحوتة قبيحة، فلا تطلبوا مني ان اقدم ممثلة قبيحة في افلامي. هذا هو اسلوبي وهذه هي طبيعتي .

- صحيح انا احب ان اقدم الوجوه الحلوة في افلامي. ابطال فيلمي الاول كلهم وسيمون وكذلك بطلا شريطي الجديد  اهينا جيوكانت ومحمد خواس لافتان في سحرهما وجمالهما وحضورهما. لقد اظهرت بطريقة تصويري كل التأثير والحضور اللذين تتمتع بهما  اهينا اضافة الى الاغراء الممزوج بالبراءة.

·         على اي حال بطلتك ليلا ذكّرتنا قليلا ببريجيت باردو ولوليتا بطلة شريط ادريان لاين.

- ربما لكنني ايضا لم اشاهد لوليتا ادريان لاين بل لوليتا ستانلي كيوبريك. قد يكون هناك قاسم بينهما لكن لوليتا اكثر سوقية واكثر تلاعبا واكثر فسادا وقدرة على تدمير حياة الرجل. اما ليلا فلن نرغب في صفعها كما لوليتا بل نشعر برغبة في ان نحبها. ليلا ساهمت وإن عن غير قصد في تبديل حياة شيمو نحو الافضل بجعله يخرج من دائرته المغلقة وينتقل لدراسة فن التأليف.

·     ليلا وشيمو هما محور شريطك.  كيف وجدتهما وخصوصا ان الفيلم جريء بلغته وموضوعه وقد يخيف اي ممثلة شابة مهما كانت محترفة.

- لم اجد مشكلة في ايجاد شيمو. الممثل محمد خواس شاب فرنسي من اصل جزائري مبتدئ في عالم التمثيل على عكس اهينا جيوكانت (من افلامها VOULEUR DE VIE مع ساندرين بونير وايمانويل بييار وBELLA CIAO و PAS DE SCANDALE و LE LIBERTIN و VIVANT و LE CADEAU  D ELENA). محمد حساس وخجول وشعرت بأنني استطيع ان اخرج منه اشياء كثيرة. اما  اهينا فقد عانيت الامرّين حتى وجدتها. حتى انني كنت سألغي المشروع لأن الانتاج كان سيقع في خسارة مع استمراري في رفض معظم اللواتي قابلتهن من اجل الدور الذي بلغ عددهن 400 شابة بين ممثلة محترفة ومبتدئات. ليلا كان يجب ان تكون شقراء في حي مليء بالناس السمر. ويجب ان تقول كلمات اباحية مثيرة من دون ان تقع في السوقية. كثيرات لم يقنعنني وكثيرات خفن من الدور مثل ميلاني تييري الممثلة التي لعبت دور حبيبة تيم روث في فيلم جوسيبيه تورناتوري LEGEND OF 1900. اخيرا وقبل شهر من الموعد المقرر لبدء التصوير وبينما كنت استعد للتوقف لأنني لن اقبل بأي ممثلة ما لم اجدها مناسبة، التقيت باهينا. او بالاحرى التقت بها منتجة فيلمي مارينا غافتر في احد الاستوديوات اثناء خضوعها لكاستينغ من اجل فيلم اولير ستون ALEXANDER THE GREAT . ما ان قرأت اهينا السيناريو حتى اتصلت بي معلنة موافقتها على الدور وما ان رأيتها حتى علمت انني وجدت ما ابحث عنه. انها فرنسية من اصل كورسيكي غجري وقد شدني فيها هذا الحضور والغموض والاثارة والبراءة وذلك الجانب الكاثوليكي. لقد سبق وشاهدتها في اول ادوارها في السينما عندما كانت في الرابعة عشرة مع فيلم MARIE BAIE DES ANGES وقد لفتت انتباهي كثيرا. لكن اهينا التي تحمست للدور في البدء، اصبحت متخوفة كثيرا مع بدء التصوير وخصوصا ان بين الاباحية والسوقية شعرة رفيعة.

·     في اي حال الاباحية في فيلمك لغوية اكثر منها بصرية. ترى هل لأصولك الشرقية علاقة بهذا الرادع النظري مع العلم ان اللغة اقوى تأثيرا من الصورة في فيلمك واكثر ايحاء.

- لا علاقة لشرقيتي بتاتا ولا مشكلة عندي في تصوير العري والاثارة. لكن في فيلمي هذا، الكلمة اقوى من الفعل، فليلا فتاة تتكلم اكثر مما تفعل. انها ملاك بلباس عاهرة كما وصفها احد اصدقائي.

·         لقد شعرنا بانسجام بين ليلا وشيمو فهل كانت ادارتهما سهلة وخصوصا في موضوع جريء كفيلمك؟

- لن تصدقي ان قلت لك انهما لم ينسجما بتاتا اثناء التصوير، والودّ بينهما كان مفقودا فمحمد لم يستطع تجاوز فكرة انه يعمل مع ممثلة اهم منه في مجال المهنة. وقد حصلت خلافات عديدة بينهما اثناء التصوير اضطرتني الى التدخل مرارا وتكرارا ولعب دور المحلل النفسي لاحلال الهدوء والتسامح بينهما.

·         وماذا عن الرقابة عندنا، هل اصبحت اكثر تسامحا؟

- معجزة ... فعلا ان في الامر معجزة ان تعفو الرقابة عن شريطي من دون ان تقص اي مشهد او جملة منه. اظن ان الرقابة عندنا اصبحت اكثر تساهلا كتر خير الله .

·         بين وست بيروت وLILA DIT اA خمسة اعوام تقريبا. اين كنت خلالها؟

- لم اكن نائما كنت اعمل مع جويل توما على كتابة شريط اميركي له علاقة بالشرق الاوسط. فيلمنا كان بعنوان MANIN THE MIDDLE ويروي قصة موظف في وزارة الخارجية الاميركية مهتم بمكتب شؤون الشرق الاوسط سيقنع رئيس الجمهورية جورج بوش الأب بأخذ المبادرة لاقناع العرب واليهود بتوقيع معاهدة سلام. ورغم تردد الرئيس، يتم ارسال هنري الموظف الى الشرق الاوسط بشكل سري مع وضع البيت الابيض خطوطا حمرا كثيرة له. طبعا كي ينجح هنري في التوفيق بين العرب واليهود كان مضطرا لتجاوز الخطوط الحمر. دور هنري كتبته خصيصا للممثل بيل موراي الذي يعجبني كثيرا والذي سبق وشاهد فيلمي وست بيروت وابدى اعجابه به ووافق على اداء دور هنري. التحضيرات له كانت جارية على قدم وساق وكنا قد بدأنا نجمع التمويل عندما حصلت كارثة الحادي عشر من ايلول فتجمد المشروع. فيلمي هذا كان قد اثار اهتمام شركات ضخمة مثل دريم واركس و يونيرسال التي حصلت على اوسكار عن انتاجها فيلم TRAFFIC . قرأت سيناريو الفيلم واعجبت به لكنها اخبرتني انها اشترت حقوق كتاب كتبه مبعوث سري للامم المتحدة الى لبنان عام 1986 للتفاوض على اطلاق الرهائن الاميركيين، لكنها عجزت هي الفائزة بالاوسكار عن الحصول على تمويل للفيلم بعد 11 ايلول.

·         سابقا كنت تقول ان لا تدخل لليهود في صناعة السينما... يبدو انك غيرت رأيك.

- نعم لقد غيرت رأيي وانا مقتنع بأن هوليوود خاضعة للسيطرة اليهودية وكل ما يمثل وجهة نظر عربية يعتبر خطا احمر يجب عدم تجاوزه. عندما عرضت فيلمي على بعض الممولين العرب قالوا ان الفيلم ضد العرب لأنه يظهر الديكتاتورية وبعض التفاهات. بدورهم المسيطرون على هوليوود اعتبروا انه ضدهم. اذاً فيلمي مجمد حتى الآن وما زلت في انتظار حلول الفرصة المناسبة للبدء بتصويره. وكي لا يطول الانتظار واتجمد بدوري قمت وجويل بكتابة LILA DIT اA وبتقديمه.

·         هل ستعود بعد ليلا الى حالة الانتظار ام ستباشر فيلما آخر؟

- لقد بدأت فعلا بفيلم جديد اسمه APPARITION ابتعد من خلاله تماما عن جذوري العربية وعن الاثارة والجنس اللذين قلت انهما العامل المشترك لفيلمي السابقين السيناريو لي ولجويل توما وهو يعود الى عام 1519 عندما ظهرت السيدة العذراء على رجل هندي استيكي في المكسيك يدعى خوان دياغو . خوان دياغو اصبح قديسا في ما بعد، لكننا في شريطنا سنعيده الى عصرنا الحالي. هو سيعود لأنه سمع ان هناك طبيبة عيون تحاول ان تبرهن ان ظهور العذراء عليه كان مجرد خرافة. خوان سيعود لمساعدتها على اثبات ذلك لأنه تحول خالدا مع تحوله قديسا وهو يرغب في العودة انسانا عاديا كي يتمكن من الموت للالتقاء بزوجته مجددا. قصة عن الالوهية والحب ستكون من انتاج فرنسي واسباني وانكليزي ومع شركة 3B التي مولت لي وست بيروت . التصوير سيبدأ في السنة المقبلة بين باريس والمكسيك واميركا اللاتينية وقد وافقت الممثلة الفرنسية ساندرين بونير على اداء دور الطبيبة.

النهار اللبنانية في 15 أكتوبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

ماذا يقول زياد دويري عن فيلمه Lila Dit اa؟

“نكهة فيلمي شرق أوسطية فيها مزيج من إباحية وغموض”

ليلا تقول هذا فما الذي يقوله زياد دويري؟

جوزفين حبشي