"ليلا تقول" هو الفيلم الجديد للمخرج زياد الدويري، صوّره في فرنسا مع الممثلين فاهينا جيوكونت ومحمد خواص وكارمن لبّس في حكاية تمتد جذورها الى العلاقة بين الرجل والمرأة والخيال الجنسي الذي يتحكم بها من خلال العلاقة التي تربط بين "ليلا" و"تشيمو" على خلفية تجربة شاب عربي في فرنسا. مفارقات بين الاثنين تلهب خيال كل منهما وتغذي صورة العلاقة وخيالاتها إذ ان الاخيرة لا تقوم على البوح بقدر ما تنبني على الحوار الايروتيكي المثير الذي تجيده "ليلا" ويشكل خزاناً من الصور والمشاعر الحسية. اقتبس الدويري السيناريو بمشاركة جويل توما عن كتاب بالعنوان نفسه، صدر في فرنسا العام 1996. قُدِّم الفيلم في عرض افتتاحي امس امام الجمهور اللبناني في عرضه الاول بعد مهرجان تورونتو وبعد غياب للمخرج دام ست سنوات مذ عرض فيلمه الاول "ويست بيروت". ويحظى مساء اليوم بعرض ثانٍ وأخير في انتظار ان تنجلي مسألة توزيعه وعرضه المحليين مع الاشارة الى ان عروضه الفرنسية تنطلق في شهر كانون الثاني 2005. "المستقبل" التقت الدويري فكان هذا الحوار حول تجربته الجديدة الحاملة شيئاً من لهو "ويست بيروت" ومن نظرة مخرجه الى المراهقة وتفتح الاحاسيس الاولى. *** · من السهل ان نلاحظ ونلمس من اين أتى "ويست بيروت" او على الاقل جزء كبير منه. الحرب الاهلية، النضوج، الحب الاول.. كلها مكونات التجربة الشخصية. بالنسبة الى الفيلم الحالي "ليلا تقول"، كيف جاء ومن اين؟ ـ جاء من كتاب. هذا بشكل مباشر. ولكن قبل ذلك، كنت أفكر بقصة على جانب من الايروتيكية والاثارة والجنسية، بعيداً من الموضوعات الاجتماعية لاسيما في محيطنا. باختصار، كنت منجذباً الى الموضوع كفكرة عامة. ثم كانت الصدفة ان وقع كتاب "ليلا تقول" بين يدي قبل سنتين وشعرت على الفور انه مناسب وان تحويله فيلماً سينمائياً يصب تماماً في اهتمامي بالموضوع. ولكن ابعد من ذلك، منحني الكتاب الاحساس بأنني استطيع ان اضيف اليه تفاصيل من افكاري وتجربتي وقبل اي شيء من محيطي الشرق اوسطي. لهذا، قد يلمس المشاهد بعض الشبه بين "ليلا" و"ويست بيروت" لاسيما لجهة الديكورات الخارجية واحياناً الداخلية وطريقة تصوير مشاهد الشارع. هكذا كان ان بدأت العمل مع جويل توما على اقتباس الكتاب في سيناريو وفي الوقت عينه كان العمل جارياً على العثور على تمويل من خلال المنتجة مارينا غافتر التي تعرفت بها بعد "ويست بيروت". · فهمنا ان هذا المشروع جاء بديلاً من آخر كنت تحضر له ولم يتم وهو سبب غيابك الطويل. فماذا عن المشروع غير المُنجَز؟ ـ بعد "ويست بيروت"، وقعت عقداً مع الشركة المنتجة نفسها لانجاز فيلم عن الشرق الاوسط وكان مشروعاً ضخماً بموازنة تصل الى 15 مليون دولار، كتبته مع جويل توما ايضاً بمزيج من السياسة والتشويق والكوميديا ومستوحى من المحادثات السرية التي جرت العام 1991. القصة باختصار تدور حول رجل يعمل في وزارة الخارجية الاميركية ومتخصص في شؤون الشرق الاوسط. يأتي الى العالم العربي كمبعوث لمحاولة ايجاد حل لقضية الشرق الاوسط. كان واضحاً بالنسبة الي ان المشروع حساس لتطرقه الى علاقة العرب باسرائيل. لذلك انفقت اكثر من سنتين في كتابته واقل قليلاً في البحث عن تمويل. وعندما توصلت الى اول الطريق، وقعت احداث 11 ايلول وقلبت المقاييس فلم يعد ممكناً، حتى بالنسبة الى من احبوا السيناريو وتحمسوا له، انجاز فيلم عن العرب في تلك المرحلة الحرجة. وبالطبع حدث ولا حرج عن ردة فعل العرب تجاه الموضوع عندما حاولت البحث عن تمويل عربي للمشروع. · ذكرت شيئاً عن اضافاتك الى السيناريو. هل كانت اضافات الى خط الرواية الرئيسي؟ ـ العلاقة بين الشاب العربي والفتاة الفرنسية اساسية وموجودة في الكتاب. ثم ان الاخير كُتب قبل عشر سنوات، من هنا كانت هناك تفاصيل لم يعد لوجودها مبرر واخرى كان لا بد من التطرق اليها كجزء من عالمنا الحاضر. جزء كبير من الكتاب عُني بمشكلات الضواحي الباريسية المتفاقمة منذ العام 1996. بالنسبة الي، آثرت تجنب الموضوع لأنه فرنسي داخلي بحت ولأنني لست عالماً بتفاصيله. فغيّرت الاطار المكاني من ضواحي باريس الى حي في مدينة فرنسية على البحر المتوسط بما يشبه خلفيتي اكثر. · ألم يكن وارداً للحظة في ظل حرية الاقتباس ان تنقل الاحداث الى مكان يشبهك اكثر او الاحرى الى المكان الذي هو انت. الى بيروت مثلاً. ـ المكان الآخر الذي فكرت بنقل الاحداث اليه والذي يشبهني وأنتمي اليه هو اميركا وميتشيغن بالتحديد التي تحتوي على جالية لبنانية وعربية كبرى. ولعل ذلك الخيار كان مغرياً من نواحٍ عدة. فمن جهة، اعتبر انني اعرف اميركا جيداً لأنني عشت فيها نحو 18 سنة. ومن جهة ثانية، كان يمكن الفيلم لو تم هناك ان يتطرق الى موضوع لم تتناوله السينما بعد هو الجالية العربية في اميركا. هناك افلام كثيرة تناولت الجالية العربية في بلدان اخرى ولكن ليس اميركا. كما ان هناك افلاماً اكثر دارت حول الجاليات المختلفة في اميركا ولكن ليس العربية. حاولت كثيراً اقناع المنتجة ولكن المشروع كان صعباً تحقيقه هناك بسبب الكلفة العالية بطبيعة الحال. الى جانب تخوفها من عدم تقبل فيلم يتحدث عن العرب في اميركا اليوم مع انني لا اوافق على ذلك. أعتقد ان المشروع لو تم في اميركا كان سيحظى بخلفية سياسية اجتماعية اعمق بسبب الصراع بين اميركا والعالم العربي وبسبب احداث 11 ايلول ايضاً. اما بيروت، فلم تكن الخيار البديهي. · بصرف النظر عن الحوار الايروتيكي الاستفزازي احياناً، هل من عقبات اخرى وقفت دون عمل الفيلم هنا؟ ـ ولكن الحوار هو الفيلم ومن دون هذه اللغة الجنسية المستفزة لا يكون "ليلا" ما هو عليه. لا أعتقد انني كنت سأتمكن من العثور على ممثلة لتلعب الدور، وان نجحت فلم أكن لأتمكن من ايصال الحوار بالقوة عينها والاثارة من بعيداً من الابتذال. · هل هذا دليل على قصور لغتنا عن التعبير الجنسي ان قصورنا نحن عن التفكير بالجنس والشهوة الا بلغة اخرى بعيدة من ثقافتنا؟ ـ اعتقد اننا غير مستعدين ثقافياً وحضارياً واجتماعياً للبوح بمشاعرنا الجنسية لذلك تبقى مفرداتنا في هذا المجال خشنة مبتذلة بتأثير التابو المحاطة به. الجنس هو واحد من الموضوعات غير المتداولة في المجتمعات العربية. وعلينا الا ننسى ان انجاز فيلم يتطلب التفكير في نواحٍ اخرى منها التمويل. التمويل الاوروبي كان جاهزاً الى جانب القصة التي تدور احداثها في فرنسا. ولو ان تمويلاً عربياً كان متاحاً، كنت سأعاود التفكير ربما في تقديم المشروع هنا. · في واحد من مشاهد الفيلم، تقول "ليلا" لـ"تشيمو" ان "الرجال لا يفهمون تلك الامور" الصغرى المتعلقة بالنساء. بهذا المعنى، الى اي حد كانت مشاركة امرأة في كتابة السيناريو ضرورية؟ والى اي حد لعب كل منكما، جويل وانت، دوره كرجل او كإمرأة في كتابة السيناريو؟ ـ في الواقع، لعب كل منا دوره الى حد بعيد. كتبت جويل الكثير من حوارات "ليلا" وكتبت انا الكثير من حوارات "تشيمو". ولكننا في أحيانٍ كثيرة ايضاً تبادلنا الادوار. انفقنا اشهراً نتداول في ماهية الكلام الذي يُقال وما اذا كانت "جويل" قادرة على التفوه بمثيله اليوم او اذا كنت انا يمكنني التصرف كـ"تشيمو". من الطبيعي ان يتقمص الكاتب شخصياته. ساعدنا في ذلك ان كلينا آتٍ من خلفية اجتماعية مختلفة لها تحفظاتها ولكن كلينا تخطاها في مرحلة ما وتجاوز موروثاتها. بهذا المعنى، حاولنا التعاطي مع الشخصيات من منطلق انساني بعيد من الموروثات الدينية والاجتماعية. وما أدهشني وساعدني في نفس الوقت انني حصلت على آراء مثيرة لاسيما من نساء عرضت السيناريو عليهن في المراحل الاولى من العمل. كان الاجماع بين نساء تراوحت اعمارهن بين العشرين والسبعين ان للمرأة خيالاً جنسياً ايروتيكياً خصباً وان نساء كثيرات لديهن افكار "ليلا" مع فارق انهن قد لا يبحن به او يعبرن عنه بجرأة كالأخيرة. لعل هذا الاكتشاف يثبت ان شخصية "ليلا" تستطيع ان تنفذ الى اعماق المشاهد وان الفيلم هو خطوة أبعد للتعبير عن تلك المخيلة الكامنة بحرية وبدون قيود. · هل الكاتب إمرأة؟ ـ كاتب "ليلا تقول" مجهول. الكتاب منسوب الى "تشيمو"، شخصية الشاب الذي يُغرم بـ"ليلا" ويكتب يومياته عن مقابلاتهما. والكتاب عند صدوره اثار اسئلة عدة حول كاتبه ولكن احداً لم يتمكن من معرفة ما اذا كان الاخير رجلاً او امرأة. جويل تعتقد انه كُتب بجهود اثنين: رجل وامرأة. وربما هي مصيبة. بالنسبة الي تعاوني مع "جويل"، لم يكن فقط لضرورة مشاركة امرأة في السيناريو، ولكن ايضاً لأن ثمة تفاهماً كبيراً بيننا برز عندما كتبنا مشروعاً سابقاً Man in the Middle لم يُقدر له ان يُنجز. كذلك، تعكس علاقتنا وتمازج خلفيتينا العلاقة بين "تشيمو" و"ليلا". فالموضوع يمسها بقدر ما يمسني وكذلك قدومنا من خلفيتين دينيتين مختلفتين وتخلينا عنهما. ولكن قبل اي شيء، الفيلم يدور حول علاقة بين اثنين قائمة على الخيالات الجنسية والفانتازم. · في مشهد آخر، ينهر "تشيمو" "ليلا" على انشغالها الدائم بالحديث عن الجنس قتجيبه "وهل هناك شيء آخر؟". هل هكذا ترى الحياة؟ ان التابوات العالقة تمنع العلاقات من التطور؟ ـ هذه ناحية ولكن لهذا الحوار ناحية اخرى. فإذا لاحظت، كل الحوارات بين "تشيمو" و"ليلا" تنتهي بجملة للأخيرة هي بمثابة اعلان عن الحب. فتارةً تقول "اين الحبيب الذي ابحث عنه؟" وطوراً "هل هناك شيء آخر؟" كأنها تدعوه الى بوح من نوع آخر. واخيراً تعبر بصراحة "الا تستطيع ان ترى انني أحبك؟" في نهاية المطاف، هذه طريقتها في التعبير عن الحب وان كانت غريبة بعض الشيء وغير متداولة. · من السهل ان ننسب "ويست بيروت" الى مخرج لبناني وهوية مكانية وزمانية. في المقابل يصعب ان نجد مثل هذه الدلالات في "ليلا تقول" كأنه لا ينتمي الى تجربة مخرجه. ـ "ويست بيروت" يشبه السيرة الذاتية. ولكنني لا استطيع ان اعمل "سيرة ذاتية" دائماً. هناك قصص اخرى اريد ان ارويها ولغات مختلفة اود التعبير من خلالها. ثم انني عشت نصف حياتي في الخارج ولا شك في ان ذلك اصبح جزءاً مني. ولكن الكاتب والمخرج يجد دائماً آثار تجربته الشخصية في اي عمل مهما بعدت قصته او دنت منها. · في الفيلم سلسلة عناصر قد توقعه في النظرة الاكزوتيكية: مخرج لبناني يتناول قصة تدور احداثها في فرنسا مع فتاة فرنسية وشاب عربي وموضوع مثير يستدعي نظرة كل جهة الى الاخرى بما لا تخلو من كليشيهات... ـ لا أعتقد ان الوجود العربي في فرنسا مازال يستدعي النظرة الاكزوتيكية بالمعنى التقليدي. ربما هو ملموس اكثر في اسكندينافيا والمانيا والدانمارك واقول هذا من خلال تجربتي. فالتمازج الحاصل في العالم قلص النظرة السطحية الى الآخر لاسيما في البلدان التي شهدت هجرة عربية واسعة كفرنسا. الا ان تلك الاكزوتيكية لاتزال حاضرة في جوهر الاختلاف بين الشرق والغرب، اي في اختلاف طبيعة كل منهما. ولعل جزء من انجذاب الغرب الى الشرق هي عفوية الاخير ووحشيته في آنٍ معاً. في الفيلم، يقول صديق "تشيمو" ان الغربيات يركضن خلف الرجل العربي لأنه الموضة السائدة في هذه الايام. هذا نقاش لا ينتهي وفكرة الاكزوتيكية متشعبة ويصعب حصرها بتعريف واضح. بالنسبة الى "ليلا"، فإن انجذابها الى "تشيمو" نابع من اختلافه ليس كعربي بل كإنسان وكرجل. ثمة خصوصية في سلوكه ونظراته وصمته وخجله وحساسيته تتعدى جنسيته. ثم ان جزءاً من تحرر "ليلا" عدم ارتباطها بمفاهيم واحكام جاهزة قد يذهب ضحيتها شاب مثل "تشيمو". بهذا المعنى، تجد العلاقة بينهما جذورها في تحرر كل منهما من منظومة الموروثات والتحول الى جوهر انسانيتهما المتفلتة. · بعد تقديمك شخصية "ليلا" في اطار المرأة الحرة والمتمردة والغامضة، تعيدها الى "الطهارة" التي يفرضها المجتمع. لماذا؟ هل لإرضاء المتفرج باختلاف افكاره ومعتقداته؟ ـ الخيار كان الانسب درامياً. فالمشاهد يفكر طوال الفيلم في من تكون هذه الفتاة وفي ما اذا كانت تفعل ما تقوله. بهذا المعنى، فإن التحول الذي تتكلمين عنه هدفه ان يحقق شيئاً من التوازن بين طريقة تعبير "ليلا" وحقيقتها. انه ليس حكماً اخلاقياً ولا يتوخى تبرئة "ليلا" او الحكم عليها. السؤال الاهم بالنسبة الى المشاهد هو "لماذا؟" ولو ان "ليلا" بقيت سراً لما اكتملت حكايتها مع "تشيمو". كل الحكاية انها فتاة دفعت ثمن مخيلتها وربما حريتها. التحول ليس مبرراً لأنها في النهاية تدفع الثمن وهي بريئة. · تقول ان تجربتك في هوليوود جعلتك موضوعياً، تتوجه بأفلامك الى الجمهور العريض. الى اي حد ينطبق هذا على الفيلم الحالي؟ ـ "ليلا تقول" هو فيلم موجه الى الجمهور ايضاً لأنه ليس تحليلياً صعباً. وبالمناسبة انا اصنع الافلام التي احبها ومن هنا فإن اهتمامي بوصول افلامي الى الجمهور العريض ليس منفصلاً عن نظرتي الخاصة الى السينما. فأنا اميل الى الافلام التي تخاطب المشاعر اكثر من التي تتوجه الي الذهن. لست ضد الأخيرة ولكنني لا أدعي القدرة على صنعها. افضل الافلام الملموسة التي يعثر فيها المتفرج على نفسه في مكان ما. قد أتغير في مراحل لاحقة لا أدري وعندها ستتغير افلامي ايضاً. · من الصعب الا يسأل المشاهد نفسه كيف تعاطيت مع الممثلة في دور "ليلا". الى اي حد كان اداؤها مطلوباً من قبلك؟ والى اي مدى تصرفت هي بحرية مع تقديم الشخصية؟ ـ الحكاية طويلة جداً مع العثور على ممثلة. ولكن باختصار مرت اكثر من سنة من دون ان اجد الممثلة المناسبة للدور. وكان موعد التصوير قد اصبح قريباً مما خلق مشكلة بيني وبين المنتجة التي اصرت على اختيار ممثلة من اللواتي قابلتهن بينما بالنسبة الي كان ذلك يعني التضحية بالمشروع لأن ثمة خيطاً رفيعاً بين الاثارة والابتذال في طريقة اداء الشخصية. ثم بالصدفة التقت فاهينا جيوكونت خارجة من مكتب الشركة حيث كانت تقوم بتجربة اداء لمشروع اوليفر ستون "الاسكندر" فأعطتها السيناريو. اتصلت بي فاهينا في المساء وعبرت عن اهتمامها بالسيناريو وهكذا التقينا في اليوم التالي وقررت بعد خمس دقائق انها هي. ولكن القصة لم تنتهِ هنا. فعلى الرغم من حماسها للمشروع وقرارها المضي في المغامرة، مرت اوقات خلال التصوير تراجعت فيها وخافت من المخاطرة بدور من هذا النوع. وكان ذلك طبيعياً حتى انا مررت بلحظات "عدم ثقة" من ذلك النوع حيث اشك في السيناريو واخاف من الحوار فأعود اليهما لأتأكد من جديد ان هناك شيئاً جيداً سيطلع في النهاية. مع محمد خواص، حصل العكس. فقد وجدته فوراً ولكنني تعذبت معه خلال التصوير لأنها تجربته الاولى ولأنه آتٍ من خلفية مسرحية ميالة الى المبالغة في الأداء. ولكنه كان متعاوناً جداً. أعتقد انه وكارمن لبس افضل اثنين عملت معهما بين الممثلين. · من الصعب الا نلمس ملامح من "لوليتا" في شخصية "ليلا". الي اي حد هذا التأثر واعٍ؟ ـ الواقع انني سمعت ذلك من عدة اشخاص وهو واعٍ من ناحية انني وجويل قمنا بمشاهدة عدد كبير من الافلام القائمة على قصص حب من ذلك النوع الايروتيكي قبل الشروع بالكتابة. وكان الهدف ان ندرس معالجة شخصية الفتاة المراهقة التي تجمع بين البراءة والقدرة علي الاغواء. أعتقد اننا رسمنا الفارق بين "لوليتا" و"ليلا" بشكل واضح. فلوليتا كيوبريك استغلالية ومدمرة وبشكل رائع بالطبع بينما "ليلا" استغلالية ايضاً ولكنها غير مدمرة بل ان تأثيرها في المحصلة بناء. · الآن انتهيت من "ليلا تقول" وتحضر لمشروع في الخارج كما تقول. لماذا الابتعاد عن الموضوع اللبناني؟ هل هي سياسة السينما التي تتوجه الى الجميع مثل هوليوود؟ ـ سؤال كنت أنتظره وأعتقد انه مشروع تماماً. هناك ناحيتان للإجابة. السينما اولاً لا تمتلك جواز سفر ولا علاقة لها بالجنسيات والبلدان كما الموسيقى. لا شيء يفرض علي الالتزام بجنسيتي او محيطي ككاتب وكمخرج. من جهة ثانية. هل انا مضطر الى صنع افلام في الخارج لأعيش؟ نعم وبالتأكيد. منذ "ويست بيروت" اعيش من مردود عملي السينمائي وذلك يرضيني تماماً وافضله على العمل في الاعلانات او اي مجال آخر. العمل في لبنان يحتاج الي وجود بنى تحتية اي صناعة وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها او التغاضي عنها. لذلك فإن كل الافلام اللبنانية تنتج بأموال اوروبية وتحديداً فرنسية. ولكن الدعم الفرنسي بدأ يقل بعد 15 سنة من الاهتمام بالعالم العربي. اليوم بدأ نظرها يتحول الى مكان آخر هو اميركا اللاتينية لاسيما مع التغيرات الحاصلة في كثير من تلك البلدان التي سترفد السينما من دون شك. وهذه سياسة بديهية ومشروعة. لذلك، قد يكون العثور على تمويل لفيلم عربي صعباً اكثر في المرحلة المقبلة. من هنا اقول انه لكي يُطلَب من السينمائي اللبناني ان يصنع فيلماً لبنانياً يجب ان يكون هناك تمويل محلي لهذه السينما. المستقبل اللبنانية في 15 أكتوبر 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
افتتح أمس فيلمه الجديد "ليلا تقول" في سينما كونكورد بعد غياب ست سنوات زياد الدويري ما زلنا غير مستعدين ثقافياً وحضارياً للبوح بمشاعرنا الجنسية ريما المسمار |
"ليلا تقول" في مهرجان صندانس أعلن أمس زياد الدويري ان فيلمه الجديد "ليلا تقول" سيُعرض في مهرجان صندانس السينمائي بأميركا الذي يُعنى بالافلام المستقلة في شهر كانون الثاني المقبل. جاء الاعلان خلال العرض الافتتاحي للفيلم في سينما "كونكورد" الثامنة مساء امس وحيث سيُقدم الثامنة مساء اليوم ايضاً في عرض ثانٍ وأخير. دعا الدويري الممثلة كارمن لبس الى المنصة معرباً عن فرحته بالعمل معها في فيلمه الاول "ويست بيروت" والثاني "ليلا تقول" وضرب وعداً بتقديمها في مشروعه الثالث! اما لبس فكانت لها كلمة موجزة معبرة، بثت فيها معنى ان يكون التمثيل مهنة البعض في لبنان واصفة ذلك بـ"المُخجل" في ظل غياب افق العمل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي. وشكرت الممثلة شخصين "الاول هو زياد الرحباني الذي حقق حلمي بالتمثيل والثاني هو زياد الدويري الذي ادخلني عالم السينما وساعدني على الاستمرار بالحلم". قبل بدء العرض، وجه المخرج شكراً خاصاً الى جويل توما التي شاركته كتابة السيناريو. المستقبل اللبنانية 15 أكتوبر 2004 |