كان انقطاعه عن الإنتاج غير مبرر، قيل أنه الاكتئاب وقيل انها الظروف التي تتعارض مع طموحاته الإنتاجية الفنية الحقيقية وأن تلك الظروف فرضت نوعا من الأفلام تخالف القيمة الإنتاجية التي تتصف بانها موضوعه الدائم. لكن الخبر هو عودته للإنتاج بعد انقطاع طوال عشر سنوات اما المفاجأة فهي الموضوع الرومانسي لفيلمه ملك وكتابة . ولما كان الأمر يبدو مدهشاً أو أن محمود حميدة ينزل بقوته السوق ـ وفي الظروف الحالية ـ بفيلم رومانسي يظل التساؤل ملحاً.. ماذا يعتقد محمود حميدة المنتج أنه سوف يحصد بفيلم من هذه النوعية!؟ فيلم ملك وكتابة إنتاج محمود حميدة بالاشتراك مع جهاز السينما والفيلم من الأفلام التي اصر محمود حميدة أن يدخلها منتجاً وممثلاً وفي النهاية مخاطراً بعد انقطاع سنوات. محمود حميدة اختار ايضا كاملة أبو ذكري ذات التجربة الوحيدة في الإخراج السينمائي العام قبل الماضي ولهذا تصبح مخاطرة محمود حميدة اكبر إضافة إلي أن هذه المخاطرة الأعظم هو رومانسية الفيلم الذي يصور قصة رجل في الخمسين من عمره يعود لمراهقته المتأخرة ويقع في حب فتاة صغيرة السن. ورغم أن كل هذا يوضع في ميزان مخاطرات حميدة إلا أنه يقول: الموضوع لا أحسبه من حيث المخاطرة والظروف فقط إنما لي حسابات اخري وكتابة الفيلم له خصائصه الفنية ما جعلني أصر علي إنتاجه ولي خبرات إنتاجية كبيرة سابقة لا تتوقف علي المردود المادي فقط أو ربما نقول لنصبح أكثر تفهماً أن المردود المادي لا يتأتي فقط من التسطح الفكري واللعب علي أوتار منها الضحك والهزل احيانا أو العري وإثارة الغرائز غير المبرر مثلاً. الجمهور ليس كما يصوره البعض إنه عاوز يضحك فقط وإنه مل الرومانسية وإنه لا يفكر وربما هذا ما يجعل هؤلاء المصورين لأمور ليست منطقية ولا معقولة، ربما هذا الذي يجعلهم يقدمون أفلاماً علي وتيرة واحدة وبعضهم يتعلل بالجمهور فيقوم بترتيب إفيهات ممكن أن يعاد ترتيبها وتصبح فيلما جديدا بعنوان جديد مع إنها هي هي نفس الإفيهات. أنا لست معترضاً ولا يمكن أن نصادر علي رأي أحد أو عمله ولا يجب أن نحكم عليه ولا داعي ان يبرر هو سر عمله بهذه الطريقة لكن في المقابل هناك مناطق فنية حقيقية يمكن اكتشافها والعمل عليها. وسوف يتفهمها الجمهور . يضيف: الجمهور المصري والعربي بشكل عام حساس وله تذوق فني لن أقول خاص ولكنه ذوق ينتقي ويستطيع الحكم بعيداً عن الاستسهال والتأويل في التبريرات لمنتجين لا يعلم بعضهم عن الفن شيئا . · إذا هذا هو السر في خروجك عما أسماه البعض فترة اعتصام إنتاجي؟ لا احب هذه المسميات لأنها تفاصيل وباستطاعتي الآن أن اخرج لك أكثر من عشرين مسمي متشابه يصلح مانشيت لصفحات السينما في الجرائد، وهذا لا يغير في الوضع أو الأمر الواقع شيئاً. لذلك احب دائماً الكلام عن المبادئ العامة. والفترة الماضية بالنسبة لي التي لم أقدم فيها علي تجارب الإنتاج كانت المشكلة الموضوع في السينما الأمريكية مثلاً هناك منتجون يتوقفون عن الإنتاج مدة عشرة وعشرين عاماً لكن الإنتاج عندما تحين الفرصة هو الإنتاج الحقيقي أو الذي يمكن أن نطلق عليه إنتاجا حقيقيا أو هو الفن بالمعني والمفهوم الذي أفهمه انا . يضيف: ألإنتاج في ظل الموجة الموجودة نوعان النوع الأول إنتاج تجاري بحت بمعني أن مؤسسة أو منتجا يحضر فيلما كل عام ويضع فيه كل عناصر النجاح الجماهيري دون النظر إلي عوامل اخري لذلك أطلق عليه إنتاج تجاري، هناك من سوف يقول إن السينما تجارة وصناعة وأنا لا اعترض علي هذا الكلام. السينما تجارة. هذا صحيح ولكنها صناعة أيضا يعني هي ليست مصنع اخشاب مصنعة أو سيراميك السينما فن مثل الفن التشكيلي وغيره من الفنون، الفن أولاً تم تسويقه وهذا النوع الثاني الموجود في السينما المصرية لكن وجوده يقل كثيرا عن وجود النوع الأول التجاري. ويمكن أن أصنف نفسي من عناصر النوع الأول، لأن لدي اقتناع عقيدي أن الفن يسوق ليعيش بينما النوع الأول من انتاج الذي تكلمت عنه الآن يسوق لأكل العيش والفرق بين الجانبين واضح . · لماذا اخترت كاملة ابو ذكري المخرجة خصوصاً وانها ما زالت قريبة العهد بالإخراج بينما الفيلم ملك وكتابة من النوع ثقيل العيار. كاملة أبو ذكري من المخرجات الواعدات وفيلمها الأول سنة اولي نصب الذي شاهدته كانت لها بصمة مخرجة جريئة جدا وذات فكر واعد واسع وهذه نقطة تحسب لها لذلك فهي مخرجة جيدة فعلاً ولا يمكن أن نصنف المخرجات الجديدات علي أساس عدد أعمالهن وإذا كان سنة أولي نصب أول تجارب كاملة السينمائية الطويلة لكن هذا لا يعني انها أول تجربة. كاملة لها تجارب سينمائية قصيرة تشير فعلاً إلي حجم وقدرتها كمخرجة شابة . · قلت: ماذا تعتقد من ناحية ايرادات فيما يتعلق بفيلم ملك وكتابة؟ لا يهمني النظر للإيرادات في هذه المرحلة من العمل ما زلنا نجهز ونضع أولويات العمل وشكله وما زالت هناك خطوط عريضة لم نصل إليها بعد. أعتقد أن أي عمل ناجح له شق تجاري وشق سينمائي فني لابد أن يثير جدلا ورد فعل عند الجمهور. · إذا أنت سوف تعتمد علي الشق التجاري؟ سوف أعتمد الشق الفني ثم التجاري وكما قلت لك هناك عمل فني يسوق ليعيش وهناك عمل فني لأكل العيش. أعتقد أنني لا أبحث عن الأخير!! القدس العربي في 11 أكتوبر 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
بعد انقطاع سنوات طويلة يعود بفيلم رومانسي محمود حميدة السينما ليست تجارة اخشاب وهناك فن يعيش وفن لأكل العيش! القاهرة/ وليد طوغان |