شعار الموقع (Our Logo)

 

 

انطلقت مساء أمس الأربعاء الدورة الثانية لمهرجان " أكادير سينما:السينما والهجرة " الذي تنظمه (جمعية المبادرة الثقافية ) بتعاون مع مجموعة من الشركاء الخواص والهيئات المنتخبة المحلية خلال الفترة ما بين 29 شتنبر الجاري و2 أكتوبر القادم. وخلال حفل الافتتاح الذي ترأسه عامل إنزكان أيت ملول السيد محمد المودن العلمي وحضره على الخصوص مجموعة من الفاعلين في حقل الفن السابع من ممثلين ومخرجين مغاربة وأجانب أبرز رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان السيد إبراهيم الزركضي الدور الفعال الذي يمكن أن تضطلع به هذه التظاهرة الثقافية الفنية في التقريب بين الثقافات والشعوب سيرا على النهج الذي سلكه المغرب الذي أصبح على امتداد فصول السنة ملتقى للحوار والتآلف بين الأمم والحضارات وذلك عبر مختلف التعابير الفنية والأدبية والدينية.

وأكد السيد الزركضي من جهة أخرى أن المهرجان سيكون له إسهام وازن في تنشيط الساحة الثقافية والفنية بمدينة أكادير ومحيطها, مذكرا في هذا السياق بالمبادرة الإيجابية التي أقدم عليها منظمو هذه التظاهرة والمتمثلة في إحياء القافلة السينمائية التي ستتنقل عبر مختلف التجمعات السكانية المتواجدة بمحيط هذه المدينة , لا سيما منها التي لا تتوفر على قاعات للعرض السينمائي حيث سيكون بوسع جمهور عريض أن يجدد صلته مع الفن السابع من خلال عروض في الهواء الطلق.

ومن جهته لاحظ مدير المركز السينمائي المغربي السيد نور الدين الصايل أن " السينما المغربية ليست في أحسن حال " لعدة اعتبارات منها - يشير المتدخل - عزوف الجمهور عن التوجه إلى قاعات العرض واستفحال ظاهرة القرصن ة الفنية بالرغم من الجهود المتواصلة لمحاربتها, لكنه أعرب مقابل ذلك عن ارتياحه لتواتر انعقاد المهرجانات السينمائية في مختلف المدن المغربية حيث اعتبر ذلك ظاهرة صحية تنم عن تزايد الإهتمام بالسينما من طرف المجتمع المغربي.

وبخصوص موضوع الهجرة التي اختيرت كتيمة محورية للمهرجان قال السيد الصايل إن منظمي هذه التظاهرة تمكنوا بفضل هذا الإختيار من جعل مدينة أكادير ملتقى للتمازج الثقافي والإنساني , ومن ثمة المساهمة في جعل المغرب فضاء فريدا لتمازج الرؤى والتصورات , والحلم بعالم أفضل تسوده قيم الإخاء والتواصل الإنساني. ومن جانبه أشار الفنان المغربي المهدي القطبي الذي أسندت إليه رآسة الدورة الثانية لمهرجان أكادير السينمائي , إلى أن الفرصة التي أتاحها هذا الملتقى الفني لتجميع حشد من الفنانين من مختلف التوجهات والجنسيات حولت مدينة أكادير إلى صلة وصل بين القارتين الإفريقية والأوروبية, مؤكدا أن الهجرة يمكن تسخيرها لتصبح أداة فعالة للثراء والتقدم ونبد الكراهية. وبعدما ذكر بأن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش كان له وقع جد إيجابي على تطوير السينما المغربية , أوضح أن مهرجان أكادير من شأنه أن يدعم هذا التوجه الذي اختاره المغرب, والذي أصبحت بموجبه المملكة تقتنع بأن الثقافة فضلا عن كونها تشكل أداة للتواصل والتفاهم بين الشعوب فهي كذلك وسيلة للتنمية الإقتصادية والإجتماعية. إثر ذلك أعطيت الإنطلاقة الرسمية للمهرجان الذي افتتح أولى عروضه ببث الشريط القصير" لاهنا ,لا لهيه " للمخرج الشاب رشيد بوتونس, تلاه عرض الشريط الطويل " منذ أن رحل أوطار" الذي يروي قصة مهاجر من جورجيا يعيش في فرنسا بصفة غير قانونية وذلك بعد انهيار الإتحاد السوفياتي. 

منظمو مهرجان أكادير السينمائي يتطلعون إلى مأسسة التظاهرة والإنفتاح  على تجارب تناولت موضوع الهجرة

عبر منظمو الدورة الثانية لمهرجان "أكادير سينما: السينما والهجرة" عن تطلعهم إلى مأسسة هذه التظاهرة الفنية السنوية قصد الرقي بها في مصاف المهرجانات الكبرى، وعن الرغبة الأكيدة في الإنفتاح على تجارب سينمائية أخرى تناولت موضوع الهجرة من زوايا مختلفة. وأوضح السيدان إبراهيم الزركضي والمهدي القطبي وهما على التوالي رئيس اللجنة التنظيمة للمهرجان ومدير دورته الثانية في ندوة صحافية عقداها مساء أمس الأربعاء بمعية مجموعة من أعضاء اللجنة المنظمة لتسليط الأضواء على برنامج هذه الدورة أن الإمكانيات المادية تحول دون التمكن من الحصول على حقوق بث بعض الأفلام التي نالت اهتماما كبيرا على الصعيد العالمي، حيث دعوا الصحافيين والمتتبعين لشؤون الفن السابع للإسهام بملاحظاتهم واقتراحاتهم التي من شأنها أن تغني الدورة القادمة سواء من ناحية التنظيم أو البرمجة. وأكدوا أنه بالرغم من العائق المادي فإن الدورة الثانية للمهرجان المنظمة من 29 شتنبر إلى2 أكتوبر 2004 استطاعت جلب أفلام ذات قيمة فنية عالمية مثل شريطي" منذ أن رحل أوطار " الحاصل على مجموعة من الجوائز من ضمنها جائزة النقد الدولي في آخر دورة للمهرجان السينمائي لمدينة كان الفرنسية وهو من توقيع المخرجة الشابة جولي بيرتوشيلي، إلىجانب الفيلم الكندي "ملاك كوردون" للمخرج دنيس شوينار.

وأضافوا أنهم سيسعون من خلال الدورات القادمة للحصول على أفلام متنوعة تعكس مختلف التجارب الفنية التي تناولت الهجرة كتيمة محورية سواء من منظور اجتماعي أو سياسي أو فني أو إنساني وذلك على اعتبار أن قضايا الهجرة لا تقتصر فقط على المنطقة المتوسطية وإنما هي ظاهرة عالمية بامتياز تهم فضلا عن القارة الإفريقية ، أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا وشرق أوروبا. وعن أهمية هذه التظاهرة بالنسبة لمدينة أكادير، أشار المتحدثون إلىأن القطاع السينمائي بالمدينة يعيش وضعية "تشبه الاحتضار" ومن شأن المهرجان أن يحفز الجمهور على المصالحة مع الفن السينمائي على وجه الخصوص، وسيساهم في إنعاش النشاط الثقافي بالمدينة، مؤكدين أن هذه المهمة يتقاسم مسؤوليتها الجميع من إدارات وهيئات منتخبة وجمعيات. وشدد المتدخلون على ضرورة انخراط الجميع في النهوض بالإشعاع الثقافي والفني لمدينة أكادير ولجهة سوس ماسة درعة وعبرهما إبراز الإشعاع الثقافي للمغرب .

وفي هذا السياق أشار رئيس مهرجان مونتريال السينمائي " نظرات حول إفريقيا " "فو دافريك" السيد أوساينو ديوب خلال الندوة الصحافية ذاتها إلىأن السينما المغربية حققت خلال السنوات الأخيرة تراكما كميا ونوعيا مما يؤهلها للمشاركة في المهرجانات الدولية الوازنة من ضمنها المهرجان الذي يتولى رآسته في كندا. وأكد السيد ديوب أن المغرب المعروف على الصعيد الدولي كقبلة للسياح الراغبين في الإستمتاع بشمسه وشواطئه وجباله يختزن العديد من الكفاءات السينمائية سواء منها الشابة أو المتمرسة التي تملك من المؤهلات ما يجعلها قادرة على تسويق صورة المغرب كوجهة سياحية وثقافية متميزة.

برنامج مهرجان أكادير السينمائي يلامس موضوع الهجرة  من خلال تجارب سينمائية مختلفة

أكادير30 - 9 - 2004 اهتم الجانب الأكبر من برنامج الدورة الثانية لمهرجان "أكادير سينما : السينما والهجرة " الذي انطلق أمس الأربعاء وفي انسجام تام مع شعاره، بالتعريف بعدد من التجارب السينمائية التي تلامس موضوع الهجرة من زوايا فنية وموضاعاتية مختلفة حيث توزع هذا البرنامج مابين أفلام طويلة، وأشرطة قصيرة ، إلىجانب أشرطة وثائقية. ففي ما يتعلق بالأفلام الطويلة، فإن أول شريط تم بثه خلال حفل الإفتتاح هو الشريط الفرنسي البلجيكي " عندما رحل أوطار " وهو من توقيع المخرجة جولي بيرتوشيلي ، فيما كان أول شريط قصير يتم بثه يحمل عنوان " لا هنا، لا لهيه " من بطولة حميدو بن مسعود وإخراج رشيد بوتونس.

وضمن لائحة الأشرطة الطويلة نجد أيضا الفيلم الكندي " ملاك كوردون " للمخرج دنيس شوينار، و" إن شاء الله الأحد" للمخرجة الفرنسية الجزائرية الأصل يامنة بنكيكي ، والفيلم الألماني " بعيدا عن الأضواء "وهو دراما كوميدية من إخراج هانس كريستيان شميد، وشريط " إلىاللقاء أمريكا " للمخرج الألماني جون شوت. ومن الأفلام المغربية الطويلة المدرجة ضمن هذه الدورة التي خصصت جزءا من برنامجها لموضوع الهجرة في علاقتها بحقوق الإنسان هناك شريط " الغرفة السوداء " للمخرج المغربي الشاب حسن بن جلون، وفيلم "جوهرة بنت الحبس " للمخرج سعد الشرايبي ، وشريط " باديس " لمحمد عبد الرحمان التازي. أما الأشرطة الوثائقية التي ستعرض إلىجانب الأفلام السينمائية فنجد شريط "الحلم الوحيد " للمخرج الشاب مصطفى الشعبي، و"ورزازات موفي " لعلي الصافي، و" رحال الأطلس" لعبد الله داري و" بريلور دو فرانتيير" لمحسن البدوي. كما أفرد المهرجان اهتماما خاصا للأطفال وذلك من خلال برمجة صبيحتين يتم خلالهما عرض شريطين طويلين هما "الطفل المحمس " و"حلم ليبيل ".

وموازاة مع العروض السينمائية يتضمن برنامج الدورة الثانية لمهرجان آكادير مائدتين مستديرتين يدور موضوع الأولى حول" الهجرة وحقوق الإنسان" وستشارك فيها مجموعة من الأسماء الفاعلة في الحقل الحقوقي المغربي من ضمنها على الخصوص السيد محمد أوجار، فيما سيتمحور موضوع الثانية التي سيدير أشغالها السيد سعيد أمسكان حول "الصناعة السينمائية والتنمية الجهوية : نموذج ورزازات" وسيساهم فيها باحثون في مجال الإقتصاد ومسؤولون عن تدبير الشأن المحلي بإقليم ورزازات.

وبعدما كرم مهرجان أكادير في دورته الأولى الوجه السينمائي المغربي المعروف على الصعيد العالمي الفنان حميدو بن مسعود، فإن الدورة الثانية ستكرم المخرجة السينمائية الجزائرية الأصل يامنة بنكيكي ، والمخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي الذي ساهم في إغناء الخزانة السينمائية المغربية بالعديد من الإنتاجات المتميزة خاصة منها التي تناولت موضوع الهجرة مثل أفلام "ابن السبيل " و" باديس " و" البحث عن زوج امرأتي". (عن وكالة المغرب العربي للأنباء)

موقع "إيلاف" في 30 سبتمبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

الدورة الثانية لمهرجان أغادير سينما:

السينما والهجرة

رسالة المغرب