شعار الموقع (Our Logo)

 

 

بالتعاون ما بين السفارة الايطالية بعمان، ودارة الفنون أقيم أسبوع خاص بالأفلام الايطالية وذلك في الساحة الصيفية المكشوفة للكنيسة البيزنطية، حيث عرضت خمسة أفلام لاقت اقبالا نخبويا كبيرا، وهذه الأفلام هي : بينيكيو للمخرج بينغني، الحياة حلوة ـ فيلليني، سينما الفردوس الجديدة ـ تورناتوري، لست خائفا ـ سلفاتوري، وأخيرا أسطورة عازف البيانو ـ تورناتوري.

ويتناول فيلم سينما الفردوس الجديدة وهو من انتاج العام 1989 للمخرج القدير جوزيبي تورناتوري، ذكريات مخرج شهير لطفولته مع السينما وادمانه مشاهدة الأفلام، وتبدأ الحكاية من والدته المسنة التي تشكو أن ولدها سلفاتوري لم يزرها منذ ثلاثين عاما، وتقرر أن تتصل به لتخبره بوفاة الفريدو ولكنها تجد زوجته وتخبرها بالأمر، وحين يعود الي بيته ليلا تخبره زوجته بالأمر، وهنا تتداعي الذكريات، وتنثال بطريقة استرجاعية فلاش باك حيث طفولته وعلاقته بالفريدو والسينما، فهو كان صبيا صغيرا يساعد قسيس القرية في طقوس الكنيسة، وأتاحت له هذه العلاقة أن يتابع مشاهدة الأفلام التي كانت تعرض في سينما براديسو من خلال الكوة الموجودة في قاعة العرض، وهكذا اكتشف عالم الأفلام وتشرب أسرار السينما الساحرة رويدا رويدا، وساعده الفريدو المسؤول عن جهاز العرض علي ذلك، والاكتشاف المدهش هنا أن القسيس كان يراقب الأفلام أخلاقيا ويأمر الفريدو بقص مناظر القبلات أو الكلام الفاحش، أو مشاهد العنف، ويتعلم الصبي الغير سلفاتوري كل ذلك، ويتمني أن يحصل علي تلك القصاصات من الأفلام التي يخبئها الفريدو عنه، الحكاية من جهة أخري ترصد حياة سلفاتوري مع أمه وأخته، وحيث الأب العسكري الغائب في جبهة روسيا، والزمان هو أثناء الحرب العالمية الثانية، ويستطيع سلفاتوري أن يكتشف أن والده قد قتل في المعارك من الأخبار التي تصل اليه عبر السينما، أما القرية المجنونة بعالم الأفلام حيث أنها التسلية الوحيدة فانها تتداعي للمشاهدة وخصوصا للفيلم الشهير ذهب مع الريح ويقرر الفريدو أن يوجه مرآة العرض الي أحد الجدران في الساحة ليتمكن الجميع من المشاهدة، ولكن هذا الأمر يؤدي الي حريق في آلة العرض والسينما، والي اصابة الفريدو بحروق وفقدان بصره، ولولا مساعدة صديقه الصغير لقضي في تلك الحادثة التي أتت علي السينما كلها، وهنا يقوم أحد الرجال الأثرياء من الجنوب الايطالي حيث الأحداث بافتتاح سينما الفردوس الجديدة ويتولي سلفاتوري مسؤولية جهاز العرض، ومع تتابع الأحداث، وتغير الحياة، ووصول سلفاتوري الي طور المراهقة تكون سنوات الخمسينات قد أتت علي كل أنواع الرقابة، وأصبح الانفتاح سيد الموقف، والأفلام الأمريكية الكابوي، الجنس ، قد انتشرت، وأصبح رواد سينما براديسو يستمتعون أكثر بمشاهدة الأفلام غير المراقبة بل يتعدي الأمر أن تصبح هناك نساء يبعن أجسادهن لرواد السينما في فورة تأجج الغرائز، وتبدأ هناك قصة الحب الأول لسلفاتوري حيث ايلينا وانتظاره لها 99 يوما تحت شباك غرفتها لعل قلبها يحن اليها، وتتواصل قصة الحب واللقاءات ولكنها تغيب فجأة عن أنظاره الي غير رجعة، وتتواصل علاقته بالفريدو رغم عماه، وتبدو شخصية الفريدو هنا قادمة من أحد الأفلام نفسها فهو يحفظ أقول أبطال السينما وحواراتهم في الأفلام عن ظهر قلب من كثرة ما شاهد من عروض، وهكذا تبدو حياته فيلمية خيالية أكثر منها واقعية، ولهذا يعترف لسلفاتوري في واحدة من اللقاءات أن الحياة الواقعية أصعب بكثير من الحياة في الأفلام، وينصحه بمغادرة القرية الي غير رجعة، ومتابعة هوايته في تصوير الأفلام، وهي هواية تتطور لاحقا لتقوده الي أن يصبح مخرجا مشهورا.

ويبدو من الصعب في عجالة كهذه الحديث جماليات اخراج الفيلم، والكوادر المشغولة بعناية فنان تشكيلي، والسيناريو المتقن الذي لا تشوبه شائبة، والذي جعل من هذا الفيلم واحدا من أفضل الأفلام العالمية والايطالية التي لا يمل الجمهور من متابعتها، ولكن يمكن الاشارة هنا علي ذلك الجمع من الناس الذين حملوا كراسيهم لمشاهدة الأفلام كتسلية وحيدة متوفرة في تلك القرية الواقعة في جزيرة صقلية علي ما يبدو، فالحياة الواقعية تتماهي هنا مع الحياة الفيلمية، بل أن رجلا يشاهد فيلما لمطاردات المافيا يموت من طلقة داخل الفيلم، لقد بلغ به ادمانه الأفلام أن تحول نفسيا الي أحد المشاركين بها، وكان أن أصيب بتوقف قلبه والموت من أثر طلقة سينمائية، ثمة من أقاموا علاقات داخل هذه الصالة بدأت بالنظرات وانتهت بالزواج وقدوم الأطفال، هناك عادات وممارسات مثيرة للتقزز وتثير الضحك لدي مشاهدتها، وهناك من كان يعتبر السينما مكانا للنوم، وبعضهم كان يحفظ الحوارات ويرددها قبل أن ينطق بها أبطال الفيلم، لقد كان الحس الكوميدي عاليا من هذه الناحية في براديسو، وحين يعود سلفاتوري الي قريته بعد ثلاثين عاما من الغياب المتواصل لحضور جنازة معلمه وصديقه وحافظ أسراره الفريدو يجد أمه ما تزال تنتظره، وتحتفظ له بغرفته وأسراره فيما تقوم أرملة الفريدو بتسليمه صندوقا صغيرا تركه له حين يعود، وحين يفتحه يجد به كل تلك القصاصات من أشرطة الأفلام التي كان يقصها تبعا للرقابة، هنا ثمة قبلات لا تنتهي لبطلات الأربعينات والخمسينات، ثمة عالم من الأحلام يعود اليه من جديد.

الحياة حلوة للمخرج الشهير فيلليني (1920 ـ 1993)

فيلم الحياة حلوة أو لا دولسي فيتا بالايطالية من انتاج العام 1960 وجاء باللونين الأبيض والأسود، ويعد هذا الفيلم الطويل ثلاث ساعات واحدا من ابرز الأفلام التي شكلت تجربة فيلليني وأثارت عليه الكثير من الاشكاليات من الدولة والمشاهدين حين عرض في تلك السنوات، ولكنه في النهاية استطاع أن يحوز علي جائزة الأوسكار لأهميته، والفيلم من بطولة مارسيلو ماستروياني، أنوك أيمي، أنيتا ايكبيرغ، واضافة الي عدد كبير من الممثلين والكومبارس، ويتناول الفيلم حياة صحافي وسيم صائد للأخبار الفضائحية، وهو من الصنف الذي يدعي بالايطالية باباراتزو الذين يتتبعون النجوم والحياة الخاصة لأفراد الطبقة المخملية بالكلمة والصورة، ويكتشف مارسيلو عبر عمله طبقات المجتمع المخملي وتهتكهم، وهواجسهم، وتبدو آثار الوجودية كفكر ماثلة في الفيلم، فقد عاشت في الستينات أكثر أيامها ازدهارا، ولهذا فليس غريبا أن يخصص فيلليني فيلما يرصد به تلك الأحاسيس التي تنتاب النفس البشرية وهي تعيش حالة من القلق والشعور بالعبث واللاجدوي، وهنا فان مارسيلو يعيش قصة حب مع احدي النساء التي يتعرف عليهن في الحفلات الصاخبة، ولكن حب هذه المرأة يكون مدمرا اذ تريد أن تحصي عليه حركاته وسكناته وان يكون الي جوارها كل حين، وتدفعها أنانيتها وحبها لامتلاكه الي محاولة الانتحار، ولهذا يحاول كثيرا أن يتهرب منها، وتكون المناسبة مع قدوم الممثلة الأمريكية ذائعة الصيت وملكة الاغراء سيلفيا وهكذا ينغمس في حبها بين ليلة وضحاها، ويصاحبها في ليل روما القديمة الهادئة، وأحيائها التراثية، ويمعن فيلليني هنا في رصد التفاصيل للعلاقة وتطورها، وليالي الرقص والغناء، ولهذا فان الفيلم يبدو محشوا بالكامل بفقرات تبعث علي الملل، تكاد تشعر المتلقي بوطأة الأحداث نفسها كما تجري علي البطل نفسه، ولعله هنا يرغب بنقل ذلك الاحساس من العبثية واللاتوازن الذي يعيشه مارسيلو كما هو علي المشاهد القاعد أمام الشاشة، فوقع الأحداث يبدو بطيئا وثقيل الظل، وثمة قصة أخري ينقلنا فيلليني الي أجوائها عبر مارسيلو اذ ثمة من ادعي بظهور قديسة بالقرب من شجرة في احدي القري، ويظهر هنا أثر الاعلام في صناعة أكذوبة قائمة علي أسس دينية، وكيف يتكالب الناس الي الحصول علي البركات والشفاء من اللاشيء، هناك مشاهد طويلة لأناس قضوا ليالي طويلة من الانتظار لمشاهدة القديسة، وثمة أجهزة كثيرة من التلفزة والصحافة والاذاعات تنقل الخبر مباشرة الي الجمهور المتعطش، وهناك المئات من المرضي والمعوقين والمصابين الذين ينتظرون المعجزة، ورغم الأمطار الشديدة وحالة الهلع الا أن شيئا من ذلك لم يحدث، وينتقل مارسيلو الي عوالم أخري من الأثرياء الكتاب حيث صديقه الذي يملك فيلا واسعة يستضيف فيها الشعراء والفنانين والمهووسين بالأدب، ثمة شاعرة تقرأ الشعر وتقول لا شيء في هذا العالم يعادل الخمر والجنس وأنا أخاف من وطأة السكينة ووقع السكوت والظلام ، ويتمني مارسيلو الفقير نسبيا أن يمتلك شيئا من هذه الثراء وتلك الحياة الصاخبة، ولكنه يصاب بالصدمة فيما بعد حينما يعلم أن صديقه الغني هذا قد قتل طفليه وانتحر، وهو مشهد يلقي ظلالا ثقيلة علي النفس البشرية التي تصاب بالخواء الداخلي والشعور بالعبث من الحياة التي لا روحانية فيها، وبالتالي تقود الي الانتحار، وفي ليلة أخري من ليالي مارسيلو يلتقي بوالده الستيني الذي يزوره في روما للاطمئنان عليه، وهكذا تكون هذه المناسبة فرصة لاكتشاف والده من جديد، وخصوصا رغباته الدفينة في التهتك والعيش عبر الرقص والغناء والشرب، يقول مارسيلو أنا متفاجأ من والدي، وأنا في الحقيقة لا أعرفه جيدا لقد قضي سنوات طويلة خارج البيت مسافرا ، وفي ليلة أخري من ليالي مارسيلو الضاجة بالمتع والحياة في أحد قصور أثرياء روما وأمرائها يتعرف علي جوانب أخري من هذا المجتمع الراقي ذي الطبقة النبيلة، لكن الليالي الصاخبة التي يعيشونها تجعله يكتشف جوانب أخري من النفس البشرية التي تبطن أكثر مما تخفي من رغباتها السرية، ولعل الليلة الخيرة التي يصورها فيلليني لنا تظهر مارسيلو وقد أصبح خبيرا في هذه الحياة ومبادرا الي طرح أفكاره حول تسليات جديدة للضيوف غير الشرب والرقص، وبدلا من كونه في الماضي مراقبا أو ناقدا لما يجري أصبح مشاركا أساسيا في هذه الحياة، بل يترك الصحافة والكتابة الأدبية غير المجدية ماديا ليعمل في مجال مكاتب الدعاية والاعلان، ويترك خطيبته ايما نهبا لحبها القاتل، علي حد تعبيره.
فيلليني ينتقــــد في فيلمه الستيني هذا التحولات التي طرأت علي المجتمع الايطالي في روما، وتبدلات النفس البشرية، وهواجسهــــا، ورغباتها المدمرة، وهو يرسخ أيضا مســيرته السينمائية التي امتدت منذ الأربعينات وانتهت في بداية التسعينات لتصنع منه واحدا من أعظم المخرجين في العالم.

أنا لست خائفا : الأجواء الغامضة لسلفاتوري

أما فيلم لست خائفا للمخرج القدير غابرييل سلفاتوري، من انتاج العام 2002، فهو يكشف قدرات مخرجه علي بناء عوالم غريبة وغامضة تتكشف أسرارها رويدا رويدا مع انتهاء آخر المشاهد، ولهذا فهو يورط المشاهد بالبقاء مشدودا علي مقعده حتي انتهاء الفيلم، والمخرج سلفاتوري صاحب الجوائز العديدة والفيلمين المتميزين ميديتيرانو، و دينتي يقدم لنا في فيلمه الجديد المأخوذ عن رواية للكاتب نيكولا أمانيتي حكاية الطفل مايكل أو ميكيلو كما يلفظ بالايطالية (يقوم بدوره جيورجيو كاريكيا) وهو ابن العاشرة الذي يعيش في منطقة جميلة من سهوب جنوب ايطاليا، وهنا تركز الكاميرا علي بيان جماليات هذه المنطقة، وتفاصيلها فثمة سهول منبسطة من حقول القمح وثمة بيوت حجرية قديمة مهجورة، وهناك هضبات مزروعة بالأشجار، ووسط كل تلك المساحات الريفية الشاسعة تكمن بضعة بيوت لأهل ميكيلو وجيرانه، اذ هناك أخته الصغيرة ذات الحكايات العفوية المخيفة أحيانا، وثمة والدته الصامتة، ووالده الغائب الغامض الذي يحضر بعد سفر طويل، اضافة الي مجموعة من أولاد الحي الذين يذهبون معا بدراجاتهم الهوائية الي الطريق الترابية والهضبة القريبة، وحينما يعود ميكيلو لاحضار نظارة شقيقته التي نسيها قرب البيت المهجور يكتشف فتحة في الأرض مغطاة بالعشب، ويري من خلالها طرفا لقدم بشرية، وهذا ما يجعله يخاف ويولي هاربا غير أن فضوله يدفعه للعودة مجددا مرات ومرات، وفي كل مرة نكتشف معه حكاية صاحب القدم الطفل فيليبو (دينو أبريسكا) المخطوف والمقيد بالسلاسل، وهنا تنشأ علاقة صداقــة بينه وبين ميكيلو حيث يحضر له الماء، وبعض الطعام، بل يأخذه في نزهة قريبة الي الحقول المجاورة، ومن الواضح تـلك العلامات من التعـــذيب التي يصورها لنا المخرج علي جسد فيليبو اذ أن بقاءه الطويل في الكهف المظلم أغشي عينيه وجعله يظن نفسه ميتا، وحينما يري ميكيلو لأول مرة يسأله : هل أنت ملاكي الحارس؟

هنا تبرز مسألة انتهاك عالم الطفل البريء الذي يظن نفسه في عداد الأموات ويتساءل عن بقية أهله الميتين وأين ذهبوا؟ الصدمة كانت كافية لنقله الي تلك الحالة النفسية وسط الظروف القاسية وغير الانسانية، ولعل المخرج سلفاتوري هنا يصور لنا حنو الطبيعة وجمالياتها، وعلي عكسها تلك القسوة التي تجتاح بني البشر، من جانب آخر تظهر حكــــاية أخري في بيت ميكيلو فثمة أشياء تدور في السر، وهناك مجموعة من أصدقاء والده الأشرار أقاموا في البيت، بل أن أحدهم ويدعي ســيرجيو وهو رئيسهم علي ما يبدو يتعامل مع ميكيلو بجلافة عجيـــبة، ولهذا يتحول ليل ميكلو الي رعب فيما نهاره أيضا يمر بخوف علي صديقه فيليبو، ويأتي اكتشاف مســــألة خطف فيليبو بالصدفة عبر الأخبار التلفزيونية اذ تظهر صورته علي الشاشة، وتطــــالب والدته الباكية مختطفيه بالرأفــــة به واعادته سالما، وفي احدي زيارات ميكيلو لصديقه يكتشف واحدا من أفراد العصابة نتيجة افشاء صديقه السر ويكتشف ميكيلو أنه واحد من أصدقاء والده، وهكذا تتغير أحواله فوالده مشارك في الجريمة، وبعد التهديد يضطر الي السكوت والابتعاد عن المكان الذي به فيليبو، لكنه يكتشف في ليلة ظلماء أن أفراد العصابة قد ضاقوا ذرعا بالصبي المخطوف، وأن البحث عنه جار من قبل رجال الأمن، ولهذا يرغبون بالتخلص منه، وما يكون من صديقه ميكيلو الا أن يذهب لانقاذه وتحريره لكنه يبقي مكانه ولا يستطيع الهرب، وهنا تأتي اللحظة الحاسمة اذ يأتي والده ويطلق عليه النار ظنا منه أنه الطفل المخطوف، وهنا تتبدي القسوة البشرية في أعظم صورها، اذ الوالد يطلق النار علي ولده الأثير، ويكاد سيرجيو يلــــقي القبض علي فيليبو الذي عاد للاطمئنان علي صديقه الذي ضحي بنفسه من أجله الا أن الشرطة تأتي في الوقت المناسب للقبض عليه وعلي أفراد العصابة الباغيـة، وهكذا وكما يحصل في بقية الأفلام تظــــهر الحقيقة في آخر لحظة وتأتي الشرطة في اللحظة الحرجة، لكنـها المناسبة تماما، وهذا هو المطب الذي أوقع المخرج نفسه به من أجل نهاية سعيدة تليق بالمتفرجين الذين تمسمروا علي المقاعد 109 دقائق لانتظارها.

وعلي كل حال يمكن لمتابع الفيلم أن يرصد تلك القدرات العالية للمخرج في ادارة الممثلين، والسيطرة علي تسلسل الأحداث ضمن سيناريو مقنع، أما التصوير فقد كان مدهشا وخصوصا رصده لجماليات الطبيعة ولتقلبات الطقس، وللقطات المطر، ولسهول القمح، وبعض الحيوانات البرية التي تظهر هنا وهناك مثل الأفعي، والأرنب والبوم، وغيرها، وثمة مشـهد جميل لا ينسي لحصادات القمح الآلية وهي تحصد السنابل اليانعة، أما الأدوار فقد قام بها بشكل ممتاز ومقنع الطفلان الصديقان، فيـــــما تميز أداء الأم (أيتــانا شانشيز) بقـدرات تعبيرية عالية، ويبقي الفــــيلم من ضمن موجة أفلام سلفاتوري المشوقة ذات العوالم الغامضة التي لا تبتعد عن الواقع كثيرا. تبقي هـــذه الأفلام في النهاية قد أتاحت فرصـــة من التنــويع للجمهور الأردني ليشاهد سينما مختلفة لها جمالياتها وخصوصيتها بعيدا عما هب ودب مما تبثه هوليوود أو أفلام الصالات ذات الطابع التجاري غالبا.

القدس العربي في 9 سبتمبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

أسبوع الفيلم الايطالي بـ دارة الفنون في عمان:

الحياة حلوة لفيلليني و سينما الفردوس لتورناتوري وأفلام أخري ترصد جماليات السينما الايطالية وخصوصيتها

عمان/ يحيي القيسي