شعار الموقع (Our Logo)

 

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

انطلاقاً من فكرة جديدة غير مسبوقة عربياً ولا عالمياً عقبي لـ "ثقافة اليوم":

مشروعي الحلم "سينمائية القصيدة الشعرية"..

مغامرة تحويل القصائد إلى سيناريوهات أفلام.. تبحث عن منتجين!

هيام المفلح

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بدأ اسم المبدع اليمني (حميد سعيد عقبي) يطرح نفسه بقوة في الساحة الثقافية والابداعية العربية والعالمية كصاحب مشروع "سينمائية القصيدة الشعرية".

حميد متعدد الابداعات فهو باحث، مخرج سينمائي ومسرحي، ومصور فوتوغرافي، كتب المسرحية وكتب السيناريو، ويعمل حاليا كمعيد بكلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة في اليمن، وهو بذات الوقت طالب دراسات عليا ماجستير بالإخراج السينمائي والمسرحي - جامعة كون الباس نورماندي - فرنسا.

مشروع "سينمائية القصيدة الشعرية" هو موضوع بحثه للماجستير، كتب حتى الآن كتابة خمسة سيناريوهات لست قصائد شعرية..

"ثقافة اليوم" حاورت المبدع حميد عبر البريد الالكتروني لتتعرف على تفاصيل مشروعه "الحلم" الذي نذر نفسه له مؤخرا، وما الطموحات المتعلقة به، وهل كل قصيدة تصلح للكتابة كسيناريو.. وأخيرا ما نصيب الشعر السعودي من هذا المشروع؟ وماذا يقول للمبدعين السعوديين؟.. فيما يلي تفاصيل الاجابات:

المشروع الحلم

·         بداية يعرفنا حميد عقبي عن مشروعه فيقول:

مشروع الحلم "سينمائية القصيدة الشعرية" هو فعلا عنوان بحثي لنيل درجة الماجستير بالإخراج السينمائي والمسرحي. وقد حصلت على بروفيسور مشرف فرنسي بعد صعوبات عديدة فهذا المجال صعب وقليلة هي الأبحاث في هذا الاتجاه وكوني عربيا وليس فرنسيا فقد كان يخاف الأساتذة ألا أقدر على كتابة البحث كون اغلب المراجع باللغة الإنجليزية والفرنسية وهو موضوع شائك وصعب كونه يحتاج إلى امتلاك لغة قوية ولكن بحمد لله رغم الصعوبات مع اللغة الفرنسية إلا إنني كتبت بحث يحوي أكثر من  150صفحة وهذا البحث سيناقش في شهر اكتوبر القادم ان شاء الله وسيكون مدخلا لبحثي للدكتوراة الذي سيكون أكثر عمقا بالطبع كوني سأبحث عن (نظريات وجماليات السينما الشعرية) حسب اتفاقي مع أستاذي المشرف البروفيسور فنسون إميل.

وبحثي الذي أعده حاليا يدور حول السينما الشعرية وسينمائية القصيدة الشعرية أي كتابة سيناريو للقصيدة الشعرية وتحويلها إلى فيلم درامي تمثيلي وقد كتبت ستة سيناريوهات لست قصائد شعرية لشعراء مختلفين هم(نزار قباني - سعدي يوسف - عبد العزيز سعود البابطين - بيسان ابو خالد - يوسف صبري - فضل خلف جبر).

قمت بترجمة أربعة سيناريوهات للفرنسية هي (جميلة أنت كالمنفى)عن قصيدة الشاعر نزار القباني (حياة جامدة) عن قصيدة الشاعر سعدي - (الرتاج المبهور) عن قصيدة الشاعر عبد العزيز البابطين - (مراثي الجنون) عن قصيدة الشاعرة بيسان ابو خالد - وسيتم ضم هذه السيناريوهات في البحث كجزء عملي وتطبيقي وسيتم إعطاء ملخص (لسيناريو أنشودة الحياة)عن قصيدة الشاعر يوسف صبري - وسيناريو (بغال مجنحة) عن قصيدة الشاعر فضل خلف جبر.

الجانب النظري من البحث يتحدث عن ثلاثة مخرجين عالميين هم (الفرنسي جون كوكتو - الايطالي بازوليني - السويدي بيرجمان ) ويغوص بالتحليل في العديد من أفلامهم.

هناك جزء هام عن الصورة البصرية في الشعر ويتطرق البحث لتجارب شعرية لشعراء فرنسيين وعرب مثل (اندريه بريتون- آرثر رامبو - نزار القباني - ادونيس وعبد العزيز المقالح).

ثم فصل عن التجربة العربية في السينما الشعرية. وتجربة الباحث السابقة عن فيلمه محاولة الكتابة بدم شاعر الذي قام فيه بسينمائية قصيدة محاولة للكتابة بدم الخوارج - قصيدة الشاعر عبد العزيز المقالح.

يوجد جزء حوار مفتوح حول السينما الشعرية وهو حوار مفتوح مع أكثر من خمسين شاعر وناقد وسينمائي ويدور الحوار حول سينمائية القصيدة الشعرية - اثر السينما على الشعر - اثر الشعر على السينما - أسباب ضعف الصور الشعرية والصورة السينمائية العربية - العوائق والعقبات أمام السينما الشعرية في العالم العربي.

أصداء ايجابية

·         وعن التفاعل العربي والعالمي مع هذا المشروع.. يقول حميد:

اسماء كثيرة جدا التقيت بها في عدة مهرجانات دولية في فرنسا وسويسرا وتلقيت رسائل على الايميل ونشرت عشرات المواضيع على الانترنت وبالصحف لا أخفي أنني في البداية كدت أصاب بالإحباط بسبب عدم فهم البعض لموضوع البحث وبعض ما وصلني في البداية مجرد انطباعات عادية وليس إجابات علمية ممكن ان يعتمد عليها لكني استفدت من نشر بعض رسائلي على مواقع شعرية مثل موقع "جهة الشعر" وتربطني صداقة وثيقة بالشاعر العزيز قاسم حداد كان من ضمن أوائل الشعراء الذين شجعوني وسيكون بيننا مشروع مستقبلي قريبا مع قصيدته الرائعة (ذئب ويتعفف عن أكل الجثث).

يتضمن البحث أيضا فصلا عن كيفية كتابة سيناريو للقصيدة الشعرية والخطوات الممكن إتباعها للوصول إلى السيناريو وحاولت الإجابة على عدد من الأسئلة الهامة عن علاقة الشاعر بالسيناريست مثلا وكيفية اختيار القصيدة... الخ

الفكرة غير مسبوقة

·         يؤكد حميد على أن فكرة المشروع جديدة وغير مسبوقة - حسب علمه - يقول:

بالنسبة لهذه الفكرة فهي جديدة حسب ما توصلت اليه فقد تواصلت مع المعهد العالي للسينما بالقاهرة وتحدثت مع عدد من الأساتذة منهم الدكتورة منى الصبان أستاذة مادة السيناريو والدكتور يحيى عزمي أستاذ مادة الإخراج.

الدكتورة الصبان اعتذرت عن الإجابة وقالت لي موضوعك صعب ومعقد وأما الدكتور عزمي فقد تناقشت معه ونحن في تواصل مستمر.

وقد اخبرني انه لم يسبق ان تطرق احدهم لهذا البحث في المعهد طبعا المعهد من اعرق المعاهد وربما يكون المعهد الوحيد في الوطن العربي الذي يعد برنامجا للدراسات العليا توجد كليات فنية اخرى لكن لا يوجد بها برنامج للدراسات العليا.

بالنسبة للبحوث الفرنسية توجد بالطبع بعض البحوث حول السينما الشعرية ولكن بخصوص النقطة التي ابحث فيها كجزء من البحث كتابة سيناريو للقصيدة الشعرية فلم اطلع إلى الآن على دراسة سابقة وأتمنى ان اجد مثل هذه الدراسات كونها ستفيدني سواء في بحثي الآن أو في بحث الدكتوراه في المستقبل القريب إن شاء الله.

طموحات واسعة

·         يذكر حميد طموحاته المتعلقة بمشروعه الحلم.. يقول:

من أهم طموحاتي محاولة إنتاج وإخراج السيناريوهات التي كتبتها وهي ستة سيناريوهات الى الآن لست قصائد وأنا أخوض تجربة إخراجية جديدة لسيناريو "الرتاج المبهور" عن قصيدة الشاعر عبد العزيز سعود البابطين - يقف بجانبي طبعا شركائي في الحلم فرنسيين وعربا.

اطمح ان اقوم بتأسيس ورشة فنية لتدريب كتاب السيناريو على كتابة سيناريوهات لقصائد شعرية وتشجيع الآخرين لخوض هذه المغامرة.

إن هناك تجاوبا عربيا وعالميا مع المشروع، كانت البداية صعبة والتجاوب كان ضعيفا، أما الآن فأفضل بكثير، ويمكن ان ألمس هذه النتائج الطيبة من خلال ما أتلقاه من رسائل شبه يومية وما ينشر بالصحافة وعلى مواقع الانترنت والدعوات التي أتلقاها لحضور مهرجانات شعرية عالمية.

اعلم جيدا انه توجد تحديات كثيرة امامنا رغم اننا استطعنا تكوين "جماعة الحلم" نحن في بلدان عديدة لم تفرقنا الجغرافيا وجمعنا حلم واحد هو سينمائية القصيدة الشعرية ولا يمر يوم دون ان أتواصل أنا وشركائي في الحلم تلفونيا أو على الانترنت ليس الهدف فقط ان أخرج فيلما أو أكثر الهدف اكبر من هذا نحن نتحاور ونتبادل الأفكار الهموم والأحلام تعرفت على مخرجين مشهورين في العالم العربي ولكن هؤلاء لا ينتبهون لهذه الأفكار الشبابية وتجاوبهم مع الحلم كان ضعيفا والتواصل معهم ضعيفا قد لا يكون لديهم فعلا من الوقت للتجاوب معنا نحن الشباب وقد يكون شيئا آخر!

على المستوى الفرنسي تربطني علاقات طيبة بنقاد وشباب سينمائيين وأساتذة وكذا بعض الفنانين العرب بفرنسا، وسيكون بيننا مشروع مشترك قريبا وهو عبارة عن فيلم وثائقي عن اليمن السعيد.

شروط تقنية

·         ولكن هل كل قصيدة قابلة لتحويلها الى سيناريو؟.. يجيب حميد على هذا السؤال بقوله:

أي قصيدة يمكن ان تعالج وتحول إلى فيلم بالطبع ليست أي قصيدة الملامح الدرامية قد لا تكفي إنها القصيدة الديناميكية التي تحمل روح الشعر وليس شكل الشعر، الشعر ليس صناعة أو حرفة هناك من يكتب على البحور السبعة أو العشرة ويوزن قصيدته أحسن وزن، ولكن قد تكون غير قابلة للمعالجة لا يعني بالطبع أن نهمل الشكل والأوزان القصيدة كالمرآة الجميلة صاحبة الروح الجميلة.

أعتقد ان الشعراء الذين يتأثرون بالسينما أو الفنون البصرية بشكل عام الرسم التصوير النحت...الخ يكتبون قصائد أكثر ديناميكية.

ستجدين من خلال اختياري للقصائد أنه جاء بناء على التواصل مع الشعراء بعضهم غير معروفين كثيرا لكنهم تفاعلوا معي هذا التفاعل دفعني لدراسة قصائدهم والتعمق فيها وهناك شعراء آخرون تواصلت معهم وبيننا اتفاق مبدئي ولكن لابد أن انتهي من بحثي أولا وستكون هناك مشاريع معهم (خاصة الشاعر البحريني قاسم حداد - والعماني سيف الرحبي - واليمني منصور راجح - والشاعرة الأردنية زليخة ابو ريشة) وشعراء آخرين فرنسيين مثل (جون بير سيمون - رئيس مؤسسة ربيع الشعراء الفرنسي ، وشاعرة بوليفية مقيمة بسويسرا سبق وان اتفقت معها على كتابة سيناريو لإحدى قصائدها ووجهت لي دعوة لزيارتها في لوزان بسويسرا لعرض السيناريو وستساهم بمبلغ مالي لإنتاج العمل، وفعلا كتبت المعالجة الدرامية للقصيدة ستكون فيلما قصيرا جدا خمس دقائق تقريبا ولكن في الوقت الحالي لم استطع تلبية الدعوة بسبب التزاماتي الدراسية كذا بسبب الإعداد لفيلم "الرتاج المبهور" الشعر البابطين الذي ساهم بمبلغ مالي للانتاج.

دعوة مفتوحة

·         وهل كل كاتب قادر على تحويل القصيدة الى سيناريو؟.. وهل تتقبل سيناريوهات الآخرين أم تكتفي بانتاجك فقط؟.. يجيب حميد:

في الحقيقة جربت ووجهت دعوة للمبدعين لخوض مثل هذه المغامرة لكن النتائج كانت ضعيفة أنا نفسي في بداية المشوار قضيت سنه كاملة في معالجة قصيدة "جميلة أنت كالمنفى" للشاعر نزار القباني كوني كنت افتقر لأشياء كثيرة ولكن بعد مضي سنة من الدراسة ومشاهدة أفلام السينما الشعرية أجدني الآن أتعامل بكل سلاسة مع القصيدة والكتابة.

أصبحت كتابة السيناريو للقصائد الشعرية متعة بالنسبة لي وهواية وعشقا أصبحت مهووسا بالشعر والسينما وعندما أشاهد الفيلم أبحث عن الشعر فيه وهكذا ابحث عن السينما في الشعر.

ضريبة الحلم!

·         يستطرد حميد في سرد عشقه لحلمه فيقول:

ربما أنني احلم كثيرا وتنتابني الكوابيس أيضا وربما حدث للشاعر شيء من هذا ولا أخفي أنني أمرر هذه الأحلام والكوابيس خلال أعمالي فقد اكتب صورا غير مفسرة غريبة وصعبة الفهم أنا لا أفهمها أيضا لذا لا اقدر على تفسيرها لا للمشاهد ولا لنفسي هكذا جاءت ولا ادري هل السبب القصيدة أم من واقع تأثير القصيدة التي أعالجها وأظل أياما معطلا لا اعمل شيئا سوى التفكير  أصاب بالصداع، وأتناول حبوبا مهدئة !! ربما يكتب الشاعر قصيدته وهو منتعش وسعيد، ولكني أعالج القصيدة واكتب السيناريو وأنا إنسان آخر متعب ومرهق أحيانا وعرضة للكوابيس والأحلام.

حاليا أقوم بكتابة السيناريو وحدي ولم يشترك معي أي شخص آخر في أي عمل لكني أجد مساعدة بعض الأصدقاء الفرنسيين عندما أقوم بترجمة السيناريو الى الفرنسية لأنني اكتب السيناريو بالعربي وبعدها أترجمه للفرنسي لدي عدد من الأصدقاء والصديقات يساعدوني في الترجمة والمراجعة اللغوية.

أنا لم أنشر السيناريوهات أخاف عليها خوفي على أبنائي ولا أرسل أي نص إلا لشخص أثق فيه جدا وسأقوم بتوثيق نصوصي في باريس قبل نشر النصوص في البحث.

كما أنني أرحب بأي مخرج يحب ان يخرج احد نصوصي وأي مؤسسة إنتاجية ترغب بشراء نصوصي فلا أمانع في بيعها وفق شروط تضمن حقوقي الفكرية والمادية وللشاعر أيضا كون القصيدة منبع العمل.

نصيب الابداع السعودي

·     ما مدى اطلاعك على الانتاج الشعري السعودي تحديدا؟ وهل وجدت فيه قصيدة معينة تصلح تحويلها الى سيناريو؟.. يجيب حميد:

بصراحة لم التق الى الآن بشاعر سعودي خلال المهرجانات الشعرية التي حضرتها في فرنسا وسويسرا واطلاعي على التجربة السعودية متواضع ولكني قرأت للشاعر السعودي غازي القصيبي وأرجو ان أتواصل معه أحسست في شعره شيئا يشدني وأرحب بأي شاعر سعودي لدية الرغبة في الانضمام الى الحلم ومن الممكن ان يساهم في إنتاج العمل بصراحة أبحث الآن عن شعراء لديهم الرغبة فعلا ومن الممكن ان يساهموا في الإنتاج.

أنا لا اكتب السيناريو لمجرد كتابة سيناريو اكتب السيناريو لإخراجه في فيلم وليس سيناريو على الورق. هناك شعراء كبار بالسعودية يكتبون شعرا غنائيا راقيا، إذن ممكن ان نجد في بعض قصائد هؤلاء قصائد سينمائية تصلح للمعالجة السينمائية.

أود أن أنوه انني تواصلت مع بعض الأصدقاء بالسعودية وأرسل لي الصديق جميل مصلح قصة قصيرة "قبور جامدة" أعجبتني وفعلا بدأت أعالجها سينمائيا وطلبت منه ان يبحث عن منتج أو جهة لدعم الإنتاج لكنه لم يتفاعل معي فأخرت المشروع عندي الفكرة العامة للمعالجة وفي حال تفاعله معي سأكتبها خلال أسبوع.

وأرحب بأي قاص أو شاعر أو روائي ومستعد ان أتعامل مع المبدعين والمؤسسات في السعودية والخليج ولكن يجب أن تكون هناك جهة إنتاجية

اليوم السعودية في 4 سبتمبر 2004