بدأت فكرة المشاركة السينمائية العربية في معرض فرانكفورت للكتاب خلال شهر تشرين الاول بالمانيا تتبلور ضمن اطار الاحتفال بالثقافة العربية في المهرجان لهذا العام وستفتتح باقامة معرض البوسترات والصور الفوتوغرافية والرسومات والاسكتشات حول مسيرة السينما في العديد من البلدان العربية منذ بداية اكتشاف دنيا الاطياف والاحلام وحتى وقتنا الراهن، قرن من الزمان سيتم اختزاله في مشاهد وصور لنجوم ومقتطفات من افلام تتساوى فيه مصر مع بلدان عربية اخرى ليس لها حضور كاف في هذا الحقل الابداعي، وستكون المقارنة ظالمة ومحيرة عندما يقارن الحضور بين مقتنيات المتحف الالماني للفيلم المكان الذي ستعلق فيه «لوحات» المعرض والذي سيليه عرض احدث نتاج للمخرج العربي العالمي يوسف شاهين «اسكندرية.. نيويورك» 2004، والذي يروي فيه نظرته الخاصة الى العلاقة المضطربة التي تجمعه ببلد مثل الولايات المتحدة درس فيها السينما باحدى جامعاتها وعاد محملا بالاحلام قبل ان يتكون وعيه الجمالي والفكري امام احداث جسام تتعلق بمصيره كفرد في مجتمع عربي مسلم نظرا للسياسة التي تتبعها اميركا في انحيازها ضد مفاهيم العدالة والحياد في مسألة الصراع العربي - الاسرائيلي. وسيجري عقب العرض نقاش مع المخرج عن القضايا والمفاهيم والطروحات التي يناقشها العمل مع النقاد والحضور والذي سيكون اغلبهم من السينمائيين الالمان ووقع الاختيار على الناقد السينمائي اللبناني ابراهيم العريس احد ابرز النقاد العرب المهتمين في نوعية الافلام التي يقدمها عادة يوسف شاهين والذي انجز اكثر من دراسة ومؤلف وبحث طويل عن سينما يوسف شاهين ومشواره مع الابداع السينمائي. وعلى صعيد الندوات الفكرية سوف تقام ندوة سينمائية متخصصة حول «المرأة في السينما العربية» تشارك فيها المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي صاحبة افلام «صمت القصور» و«موسم الرجال» وهناك ايضا «الناقد والباحث السينمائي المصري سمير فريد وكان من الاجدر ان يتم توظيف عنوان الندوة لتشمل على اسماء نسوية اخرى بهذا المجال مثل نجمات ومخرجات في بلدان عربية اخرى مثل: لبنان، فلسطين، المغرب، العراق وسوريا وان يتم التركيز على انواع فيلمية اخرى في سينما المرأة مثل الفيلم التسجيلي الذي ابدعت في مجاله كل من المصرية عطيات الابنودي، والفلسطينية مي المصري وسواهما. ويسبق الندوة عرض لمجموعة من الافلام الروائية العربية ضمن اطار برنامج يدعى: «نصف قرن من السينما العربية (1954-2004)» وتنظم هذه الفعالية بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس ومتحف الفيلم الالماني. ومن بين الافلام المشاركة نذكر: «حياة او موت» 1954 لكمال الشيخ «درب المهابيل» 1955 لتوفيق صالح، «شباب امرأة» 1956 لصلاح ابو سيف، «باب الحديد» 1958 ليوسف شاهين، «تمر حنة» 1958 لحسين فوزي، «الناصر صلاح الدين» 1963 ليوسف شاهين، «الحرام» 1965 لهنري بركات، «البوسطجي» 1968 لحسين كمال، «المومياء» لشادي عبدالسلام 1969، «الطوق والاسورة» 1985 لخيري بشارة، «الجوع» 1986 لمحمد خان، «ليه يا بنفسج» لرضوان الكاشف، «يا دنيا يا غرامي» 1996 لمجدي احمد علي، «ارض الخوف» 2004 لداوود عبد السيد، «باحب السيما» 2004 لاسامة فوزي، و«باب الشمس» ليسري نصرالله. وجمعها من نتاجات السينما المصرية التي اتفق على قيمتها النقاد، والتي تعبر عن مراحل تطور السينما المصرية في اكثر من حقبة زمنية، ولكنها لا تفسر سبب غياب اكثر من ثلاثة عقود من الزمن من عمر السينما المصرية ما بين 1927 و1955 وفيها من الافلام ما يستحق ان يطلع عليها المشاهد العربي والاجنبي من اعمال حققها جيل الرواد في السينما المصرية. وفي بانوراما السينما المغاربية تشارك افلام: «رياح الاوراس» 1966 لمحمد الاخضر حامينا - هنا تساؤل مشروع عن الاسباب الكامنة وراء غياب/ تغييب فيلم «وقائع سنوات الجمر» لمخرجه حامينا الفيلم العربي الوحيد الحائز على سعفة «كان» الذهبية لعام 1975 -، «الغمام» 1972 لمحمد بوعماري، «القلعة» 1988 لمحمد شويخ، «باب الود حومة» 1994 لمرزاق علواش، «وشمة» 1970 لحميد بناني من المغرب، «اليام.. اليام» 1978 لاحمد المعنوني، «عرائس من قصب» 1981 لجيلالي فرحات، «علي زاوا» 1999 للمغربي نبيل عيوش، و«الف شهر» 2003 لفوزي بنسعيد، ومن تونس افلام: «سجنان» 1973 لعبداللطيف بن عمار، «الهائمون» 1984 لناصر خمير، «ريح السد» 1986 لنوري بوزيد، «نغم الناعورة» 2003 لعبداللطيف بن عمار، و«صندوق عجب» 2003 لرضا الباهي، ومرة اخرى يكون سوء الاختيار في تغييب افلام تونسية لها مكانتها الرفيعة في الفن السابع مثل افلام: «السيدة» 2000 لمحمد الزرن و«حزمة» 2002 لجيلاني السعدي. وتشترك موريتانيا بالفيلمين «في انتظار السعادة» 2002 لعبدالرحمن سيساكو، و«فاطمة الجزائرية من السنغال» 2004 لمحمد عبيدو هندو صانع التحفة السينمائية الغائبة، ايضا «اولئك العبيد جيرانكم» العام 1976. وعلى هذا النسق اياه تسير باقي المشاركات العربية فمن المشرق العربي «لبنان، سورية، العراق، فلسطين والبحرين» تحضر افلام: «رجال تحت الشمس» للسوريين نبيل المالح ومروان مؤذن و محمد شاهين، «حادثة النصف متر» لسمير ذكرى، «احلام المدينة» محمد ملص، «صندوق الدنيا» لاسامة محمد، «ما يطلبه المستمعون» لعبداللطيف عبدالحميد، ومن السينما العراقية افلام: «سعيد افندي» لكاميران حسني، «الظامئون» لمحمد شكري جميل، «الاهوار» لقاسم حول، «النهر» لفيصل الياسري، و«رجل القصب: زمان» لعامر علوان، ومن فلسطين: «عرس الجليل» لميشيل خليفي، «حتى اشعار اخر» لرشيد مشهراوي، «يد الهية» لايليا سليمان، وفيلم «عطش» لتوفيق ابو وائل القادم من الاراضي الفلسطينية العام 1948. وهناك ايضا الافلام اللبنانية: «بيروت الغربية» لزياد دويري، «بيروت اللقاء» لبرهان علوية صاحب فيلم «كفر قاسم» الغائب بدوره، «طيارة من ورق» لرندة الشهال، و«معارك حب» لدانييل عربيد، وفي الوقت الذي تشترك فيه السينما البحرينية بفيلم «الحاجز» لبسام الزوادي يغيب اثنان من انضج اعمال السينما وهما: «بس يا بحر» و«عرس الزين» المستمدة احداثه عن رواية السوداني الطيب صالح. كان على القائمين على الاحتفالية السينمائية ان يتنبهوا الى تلك السينما الاخرى التي يعمل على تحقيقها هذه الايام مجموعة/ مجموعات من السينمائيين الشباب العرب عبر كاميراً الفيديو الرقمية «الديجتال» وان تتبوأ مكانا لها في العروض اذا علمنا ان هذا النوع من الافلام بدأت تتسابق عليه الكثير من المهرجانات السينمائية المكرسة، لما غدت تثيره من افكار وجماليات ومتعة بصرية وتختصر امكانيات غير متاحة في دولهم التي لا زالت بعيدة عن صناعة الفن السابع، هذا كله عدا عن الخيارات العشوائية سواء في اختيار المشاركين بالمساهمة في عرض حال السينما العربية وادبياتها امام جمهور عالمي بمناسبة اقامة المعرض ومن دون الاشارة الى اي اصدارات خاصة من الكتب والمجلات والمطبوعات السينمائية المتخصصة بأكثر من لغة حتى يطلع العالم على السينما العربية وحضورها وافاق تطورها والاجابة عن اسئلتها الشائكة. الرأي الأردنية في 5 سبتمبر 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
ناجح حسن |
|