شعار الموقع (Our Logo)

 

 

لا يستطيع المشاهد لفيلم <<السقوط>> الذي يروي تفاصيل الساعات الأخيرة لسقوط برلين ونهاية الزعيم الألماني أدولف هتلر، وطبيعة العلاقات في الوسط القيادي الألماني، إلا أن يتذكّر سقوط بغداد ونهاية الرئيس صدام حسين، كما طبيعة العلاقات التي سادت الوسط القيادي العراقي.

ومن سخريات القدر أن تصل حدود المقارنة بين الحدثين التاريخيين حدود التناقض، وكأنها صورة مقلوبة رأساً على عقب، سواء بالنسبة لعمليات المقاومة والدفاع عن برلين كما بغداد، أو بالنسبة لشكل النهاية بين أدولف هتلر وصدام حسين، وأخيرا، بالنسبة لتصرفات القياديين، السياسيين والعسكريين الألمان في ساعاتهم الأخيرة، مقارنة بالقياديين العراقيين.

ويعتبر فيلم <<السقوط>> أو الانهيار، الذي ينزل إلى الأسواق الألمانية والعالمية هذا الشهر (أيلول)، من أهم الأفلام الألمانية على الإطلاق، وبلغت تكلفة إنتاجه 15 مليون يورو، وهذا أعلى معدل في تاريخ الإنتاج السينمائي الألماني.

ولا تعود أهمية فيلم <<السقوط>> إلى روعة الإخراج والتمثيل والتكلفة المالية العالية، بقدر ما تعود إلى أهمية القصة الدقيقة والحقيقية التي تروى لأول مرة لتكشف حقيقة ما جرى في الساعات الأخيرة للعاصمة الألمانية وللجسم القيادي الحاكم.

ونظراً لأهمية ما يحويه الفيلم الألماني المرتقب من حقائق ووثائق حول الساعات الأخيرة للنظام النازي، تكشف لأول مرة بدقّة ومن دون كذب وتمويه إعلامي، خصصت مجلة <<درشبيغل>> غلافها الأخير ومضمون عددها هذا الأسبوع للحديث عن أهم الصفحات في التاريخ الألماني.

والحديث الذي يدور في وسائل الإعلام وبين جدران البيوت الألمانية حول مضمون فيلم <<السقوط>>، يكشف لأول مرة جرأة ألمانية في التعامل مع التاريخ الألماني، ومقاربته من دون عقد الخوف والنقصان والشعور بالذنب. ويكشف الفيلم أيضا جوانب من شخصية الزعيم النازي هتلر على حقيقتها، ولا ضرر هنا في محبة الناس له وإبداء إعجابها بشخصه حيث يستحق أو كرهه والابتعاد عنه حيث يستحق أيضا. هذه المرّة تغيب صورة هتلر الوحش الذي ساهمت دعاية الحلفاء بنشرها، لتحضر مكانها صورة هتلر الإنسان، الذي تدمع عيونه والذي يحبّ ويتزوج امرأة (وليس القضية)، والذي يرقص وينتحر ويطالب بحرق جثته كي لا يستفيد <<الغزاة>> منها.

وترى مجلة <<درشبيغل>> أن فيلم <<السقوط>> يتحدى عالم <<البروباغندا>> والدعاية الكاذبة التي حبكت تفاصيل الساعات الأخيرة للسقوط النازي ولشخصية الزعيم، فشوّهت الحقائق وطمستها، خدمة لأهداف المنتصر. وتنظر صحيفة <<دي فيلت>> من ناحيتها إلى فيلم <<السقوط>> بأنه أول دليل واقعي غير مشوّه وغير كاذب حول نهاية الحكم والزعيم النازي.

إذاً، التاريخ هنا <<لا يكتبه الأقوياء>> بل تكتبه الوقائع والأدلة والمذكرات التي كانت مخفية في أدراج الأجهزة الاستخباراتية، كما تكتبه الذكريات الحيّة التي نطق بها بعض مرافقي هتلر، من القيادات العسكرية والسياسية، والذين عاشوا معه في <<البونكر>> (الملجأ) منذ إطلالة الجيش السوفياتي الأحمر، منتصف شهر نيسان العام 1945 على ضواحي برلين، حتى لحظة انتحاره في نهاية الشهر.

والجديد في عملية التأريخ للساعات الأخيرة من سقوط برلين ونهاية الزعيم وحكمه النازي، أن هذا التأريخ لا يأتي من أدراج استخبارات الحلفاء أو مكاتب الدراسات اليهودية، بل هو خطّ بقلم سكرتيرة هتلر تراودل يونغي التي عاشت مع هتلر وفريق عمله القيادي داخل <<البونكر>>. هذه المرأة الشابة، الموثوقة والمخلصة جدا للزعيم، رافقته في ساعاته الأخيرة كما رافقت وزير الدعاية النازية جوزف غوبلز وعائلته، فسجّلت بصدق وإخلاص للتاريخ، كامل التفاصيل في لحظات الضعف والقوة قبل السقوط والانهيار.

وبالإضافة إلى ذلك، يشكّل فيلم <<السقوط>> فاتحة الأفلام والوثائق الحقيقية للتاريخ النازي، والتي بدأ الألمان بالكشف عنها منذ الاحتفال بالذكرى السنوية الستين لنزول قوات الحلفاء على شواطئ النورماندي، ومن المقرر أن تكرّ سلسلة أفلام في العام المقبل (مستقاة من مذكرات جوزف غوبلز الشخصية)، كما سلسلة معارض، لتكشف الوجه الآخر غير المشوّه والمكتوب بأقلام مشاهدين للحدث، ما زال بعضهم حياً يرزق.

"بونكر" غرفة العمليات

وعمد المخرج الألماني برند آيشنغر إلى رسم الشخصيات التاريخية بدقة، واختار أهم الممثلين الألمان للقيام بأدوار تتطلب الموضوعية وعزل مشاعر الممثل الشخصية عن الدور، فنجح بذلك إلى أقصى الحدود. والجديد في فيلم <<السقوط>> أن المخرج الألماني لم يهتم هذه المرة لردود الفعل، خاصة اليهودية على فيلمه، فلم يبادر كما جرت العادة إلى تشويه هتلر أو إظهاره بشكل كاريكاتوري هزلي، كما فعلت هوليوود الأميركية، بل هو نقل الوقائع، التي كشفت بأن هتلر إنسان كسواه من البشر، في داخله مكامن للقوة والضعف كما للحب والكراهية. وفي أول تعليق صحافي ألماني على مضمون الفيلم، جاء أن <<هتلر دخل مجددا إلى حياة الشعب الألماني ولم يعد الحديث عنه وعن خصائله معصية أو جرماً يخضع صاحبه للمعاقبة>>. ويلاحظ في هذا السياق أنه على الرغم من الدور التاريخي الذي لعبه أدولف هتلر، فإن صوره الشخصية على شبكة الإنترنت تكاد تكون معدومة، حيث لا يسمح بإطلالته إلا عبر صور هزلية دعائية سخيفة.

قضى الزعيم النازي أدولف هتلر الشهر الأخير من حياته داخل <<بونكر>>، أي ملجأ تحت مبنى المستشارية، هو عبارة عن نفق كبير تبلغ سماكة جدرانه أربعة أمتار من الاسمنت المسلح، وهو يقع على مسافة 50 متراً من مبنى البرلمان الألماني (البوندستاغ) الحالي في وسط برلين بالقرب من بوابة براندنبورغ.

أبرز <<نزلاء>> البونكر، بالإضافة إلى هتلر، كانت عشيقته (لاحقا زوجته) ايفا براون ووزير الدعاية النازية جوزف غوبلز وعائلته (زوجة وستة أطفال)، والسكرتيرة الوحيدة تراودل يونغي (توفيت قبل عامين بعد نشر مذكراتها)، ومجموعة من ضباط الاستخبارات والشعب العسكرية والحرس الشخصي لهتلر. هؤلاء عاشوا معاً أجواء الساعات الأخيرة في <<بونكر>> مجهز بمختلف أنواع المأكولات والتبريد والتدفئة والتهوية ووسط حراسة مشددة وتفتيش دقيق لا يسمح بمرور أو خروج أي شيء من دون تصريح.

وجرى تجهيز البونكر بكل وسائل الراحة، وخاصة باللوحات الفنية الثمينة التي يحبها هتلر، كما كان مكتبه الشخصي ضيقاً (ثلاثة مقاعد) ومتواضعاً بمساحة ثلاثة أمتار مربعة، لكنه مجهز بما يلزم من وسائل الاتصال.

هذا <<البونكر>> اضطرت القوات السوفياتية إلى نسفه وتدميره في العام 1947 بعد أن تحوّل إلى محجّة سياحية، واحتفظت ألمانيا الشرقية بجميع موجوداته، وباستطاعة الزائر اليوم مشاهدة بعض آثار هذا البونكر الذي لم يدمر بكامله.

وتكشف مذكرات سكرتيرة هتلر أن الزعيم لم يفكر لحظة بالاستسلام بل كان مستعداً للقتال حتى آخر مواطن، وكان يكرر أمامها وأمام ضباطه: <<إذا كان شعبنا الألماني غير جدير بالدفاع عن أرضه فيجب أن يزول هذا الشعب>>!

وينقل الفيلم دمعة هتلر وهو يسمع عن بعض الخيانات، وخاصة عند سماعه بأن رئيس جهاز الاستخبارات (أس.أس) هملر حاول توقيع الصلح مع السوفيات من دون علمه، كما ينقل الفيلم مشاهد عن حفلات السكر والرقص داخل البونكر في اليوم قبل الأخير للهزيمة، لا حباً بالفرح بل يأساً من الحياة واستعداداً للموت. هنا لأول مرة، يظهر هتلر إنساناً متألماً حزيناً مغايراً للصورة التي نقلها الحلفاء عنه بأنه سعيد لاحتراق شعبه وبلاده.

في التاسع من شهر آذار 1945، وصل الجيش الأحمر الروسي إلى مسافة 70 كيلومتراً من العاصمة برلين، ووصل الحلفاء إلى نهر الألب. يومها وجه هتلر أمراً بالدفاع عن برلين حتى آخر رصاصة.

ثلاث محطات قبل الموت

في 22 نيسان 1945، اعترف هتلر بالهزيمة وبدأ التفكير بالإخراج النهائي للفصل الأخير من حياته. طلب إلى عشيقته ايفا براون وسكرتيرته مغادرة البونكر والفرار: <<بعد ساعة تسافران على متن طائرة إلى جنوب ألمانيا>>. هنا ترفض براون المغادرة وترجوه أن يسمح لها بالبقاء إلى جانبه.. ولأول مرة يقبلها هتلر على فمها علانية بحضور السكرتيرة.

وينقل أحد ضباط البونكر في مذكراته (برند فرايتاغ): <<لم يعد لدينا ما نقوم به. لقد انصبّ تفكيرنا على أفضل طريقة للانتحار، هل نجرع كبسولة سم زيانكالي، وهل نطلق النار داخل الفم أم على الصدغ؟>>. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخ ريتشارد لاكوفسكي يشير إلى أن أكثر من 100 ألف مواطن ألماني وضعوا في الساعات الأخيرة من حياة العاصمة الألمانية حداً لحياتهم بواسطة الانتحار. كان الموت أهون من الاستسلام للعدو.

وينقل الضابط فرايتاغ لامبالاة هتلر بالموت ورفضه اقتراحا بالهرب بواسطة مركب سريع وإصراره على أن يكون الجندي الأخير المقاتل في ألمانيا.

يبدأ المشهد الأول في كوارث النهاية، في 28/4/1945، حيث يعقد هتلر قرانه على ايفا براون في حفل هو مزيج من الفرح والحزن. هنا يشرب العريسان الشامبانيا على وقع الموسيقى ويتقبلان معاً التهاني.

أما المشهد الثاني، فيبدأ قبل تناول هتلر لطعام الغداء (سباغتي هتلر نباتي لا يأكل لحماً)، حيث يطلب حارسه الشخصي أوتو غونشي وخادمه لينغي وينقل إليهما الأمر التالي: سوف أطلق النار على نفسي كما تنتحر زوجتي ايفا، وأنا آمركما بحرق جثتي بعد موتي تماما.. وقال هتلر لخادمه: بعد سماع صوت الرصاص بعشر دقائق تدخل غرفتي وتطلق النار مجددا علي ثم تحرق جثتي.. وللتأكد من فعالية السمّ الذي سلمه إليه طبيبه الخاص، أحضر هتلر كلبه <<بلوندي>> وحقنه بالسم فمات. عندها اطمأن هتلر إلى الفعالية. ودخل هتلر وزوجته ايفا إلى الغرفة حيث تناولت هي السم، وبعد ان تأكد من وفاتها أطلق النار على نفسه ليدخل حارسه الشخصي بعد عشر دقائق ويجهز عليهما برصاص الرحمة كما أمره.. بعد ذلك قام الحارس بنقل الجثتين إلى أحد مخارج البونكر وأحرقهما.. هذه الوقائع حول الوفاة، نقلها لاحقا كل من الخادم والحارس في المعتقل الروسي.

وفي المشهد الكارثي الثالث داخل البونكر، تنقل السكرتيرة مشهداً لوقيعة رهيبة: انتحار الوزير جوزف غوبلز وزوجته ماجدة وأطفالهما الستة، وتفضيلهم جميعاً الموت على الاستسلام!

هذا الحدث التاريخي ينقله فيلم <<السقوط>> بتجرد توثيقي لأول مرة بعد مرور ستين عاما على الهزيمة الألمانية في الحرب العالمية الثانية. وبعيداً عن الأسباب والنتائج، فإن سير المعارك وطبيعة المواجهة وإدارة المعركة في برلين تفتح الذاكرة الطريّة العود على بغداد وسقوطها. هتلر في بونكر تحت الأرض يدير المعركة العسكرية ويفضل الانتحار على الاستسلام للعدو، ووزيره غوبلز ينتحر وينحر عائلته، كذلك يدافع سكان العاصمة الألمانية عن مدينتهم ولا يرفعون الرايات البيضاء. حتماً سيكون باستطاعة المشاهد العربي لفيلم <<السقوط>> رسم المقارنة بين سقوط العاصمتين الالمانية والعراقية، وسوف تحضر الملابسات والوقائع إلى ذهن المشاهدين، ولكل منهم حرية التفكير واستخلاص العبر!

السفير اللبنانية في 2 سبتمبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

الساعات الأخيرة لهتلر في فيلم "السقوط"

الفوهرر: على الشعب الألماني أن يزول

غسان أبو أحمد

فيلم الماني يغامر بتصوير الجانب الانساني من حياة هتلر

تجرأ فيلم الماني كلف ملايين الدولارات على تناول الجانب الانساني من حياة هتلر من خلال تسليط الضوء على ايامه الاخيرة بعد ان كان يعتبر التطرق الى تاريخ اشهر دكتاتور في التاريخ من الامور المحرمة في المانيا.

ويبدأ عرض الفيلم الذي يحمل عنوان "السقوط" الخميس. ويقوم بدور هتلر الممثل السويسري برونو غانز. الا ان الفيلم يثير حاليا جدلا حول مخاطر اظهار الشر متمثلا في وجه بشري.

وتساءل هلموت كاراسيك ناشر صحيفة "تاغيشبيغل" في تعليق على صفحة كاملة وسط تغطية اعلامية واسعة للفيلم في الصحف الالمانية "هل يسمح لنا بتصوير شخص على انه انساني بعد ان تسبب في مقتل 40 مليون شخص؟".

وقال اوليفر هيرشبيغل مخرج الفيلم الذي يصور تفاصيل الايام الاخيرة للرايخ الثالث بانتحار هتلر في حصنه في 30 نيسان/ابريل 1945 ان الوقت قد حان للمخاطرة بتقديم مثل هذا الفيلم. واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس في فندق في برلين على مسافة قريبة من انقاض الحصن الذي انتحر فيه هتلر "ان الخطر لا يكمن في تصويره على انه بشر بل في وصف هذا الرجل على انه وحش وخلق اسطورة تجعل منه شخصية كرتونية كوميدية". وتابع "ان الادعاء بان هتلر لم يكن بشرا يعتبر اهانة للضحايا لان ذلك يعني انه كان شيطانا حل على الشعب الالماني او شخصا مهووسا لم يكن قادرا على تحمل مسؤوليات اعماله. لقد كان يعلم جيدا ما كان يفعله في كل لحظة من لحظات حياته".

ويعرض غانز في فيلمه تصويرا رائعا لهتلر في مشاهد لم يكن يتخيلها احد ومنها مغازلة سكرتيراته وتقبيله عشيقته ايفا براون بحرارة وغضبه الشديد حول التقارير التي تتحدث عن هجمات الجيش الاحمر وتلطيخه زيه العسكري الرمادي بصلصة اثناء تناوله طعام العشاء.

ويرى المشاهدون هتلر في الفيلم وهو يرتعش باستمرار لاصابته على ما يبدو بمرض باركنسون وكذلك وهو يقوم باصدار اوامر بنشر جيوشه المهزومه لمواجهة الروس وتوقيعه على امر يؤدي الى قتل مئات الالاف برفضه الاستسلام.

واحتوى الفيلم كذلك على بعض الكوميديا رغم انها كانت سوداء. ففي احد المشاهد يتم احضار احد القضاة الى الحصن الذي كان يتواجد فيه هتلر وايفا براون لتزويجهما وكيف ان القاضي كان محرجا ان يسأل الاثنين عما اذا كانا يحملان في عروقهما دما آريا نقيا وهو السؤال الذي كان يطلب منه توجيهه في ذلك الوقت.

وطوال الفيلم يشيد هتلر باخلاص وتفاني اتباعه ويفاخر بالقبضة الحديدية التي حكم بها البلاد طوال 12 عاما.

وقال غانز انه كان يهدف الى معرفة سر جاذبية هتلر لدى الشعب في ذلك الوقت. ويأمل منتجو الفيلم ان يحصل الممثل على جائزة اوسكار عن افضل فيلم غير ناطق بالانكليزية. وصرح غانز في مقابلة تلفزيونية "انا لا اكره هذا الشخص (هتلر) والا لما استطعت ان امثل شخصيته".

وكانت افلام سابقة قام ببطولتها الممثل اليك غينيس وانتوني هوبكنز صورت هتلر على انه شخص معتوه وفشلت في القاء الضوء على سر جاذبيته التي جعلت ملايين الالمان يتحلقون حوله.

وقال مخرج الفيلم هيرشبيغل انه يدرك مخاطر نشر التفهم او حتى التعاطف مع هتلر. وقال "ان اثارة اسئلة جديدة لا تعني اطلاقا بانني حين اظهر هتلر كانسان فانني استخف به او اجعل منه شخصا محبوبا". واضاف "هذا هراء. اذا استخلصت بان هتلر شخص محبوب فانك لم تكن تستمع (الى ما كان يقال في الفيلم)".

ويغرق المشاهدون في رعب الساعات الاخيرة حين يرون الضباط الالمان ينفذون اوامر هتلر الاخيرة بسكب البنزين على جثته وجثة عروسه واضرام النار فيهما ويشاهدون زوجة رئيس الدعاية الالمانية جوزف غوبيلز تخدر اطفالها الستة وتضع كبسولات الزرنيخ في افواههم الصغيرة.

الا ان بعض النقاد اتهموا منتجي الفيلم بالافتقار الى الشجاعة في الاجابة على احد اهم الاسئلة في التاريخ وهو: كيف كانت جرائم الرايخ الثالث ممكنة؟".

وكتبت صحيفة "فرانكفورتر الجماينة" تقول "ان حقيقة ان الفيلم يتظاهر بانه دخل منطقة محظورة لا يعكس جهود الالمان بمواجهة الاشتراكية القومية وجها لوجه". وتساءلت "اذا كان الفيلم يصور شخصا سفاحا على انه بشر يستطيع اثارة التعاطف معه في ايامه الاخيرة وان الدكتاتور يمكن ان يعيش حياة عادية اذا ماذا كانت صورة المانيا في عهد هتلر في اذهاننا حتى يتم عرض مثل هذه الاشياء باعتبارها اكتشافات جديدة بالنسبة لنا؟".

واشار كراسيك الى ان مشاهدة شخصية هتلر الضعيفة لن تجعل منه شخصية قوية بل قللت من اهميته بالضبط كما حدث مع صدام حسين حين عرضت صوره وهو يخرج من الحفرة التي كان يختبىء فيها". وقال ان "برونو غانز يظهر انه حتى اكثر الامور لاانسانية تنبع عن انسان. وهذا لا يقلل من (فظاعتها)".

موقع الـMSN

16 سبتمبر 2004