هذه الكتابة عن فنان اذهل بفنه عالم السينما في هوليوود. لكن الكتابة عن هذا الفنان ربما تستغرق مني يوما كاملا غير انني سوف اتكلم عنه بايجاز. اذا من هو هذا الفنان؟ انه الوحيد القادم من الهند والذي فاجأ الوسط الفني في هوليوود بفلمه الفريد. ألا وهو (مانوج نيليات شايمالان) والمعروف باسم (شايمالان الليل). ولد شايمالان في الهند لاسرة غنية عادية في 6 اغسطس 1970 في مدينة بونديشيري وهي جزء تابع للهند، الا انه عاش في فيلاديلفيا في ضاحية بينفالي. ويعمل والديه طبيبان. يتمتع بمواهب سينمائية منذ نعومة اظافره لذلك فقد بدأ باستخدام الكاميرا عندما كان في الثامنة من عمره. وعندما وصل لسن السابعة عشر كان قد انتج 45 فيلما منزليا. تخرج شايمالان من اكاديمية ابيسكوبال في سنة 1988. كما درس فن الديكور الداخلي في جامعة تيك في نيويورك. وفي سنة 1992 تخرج من تلك الجامعة وفي نفس السنة انتج اول فيلم تصويري له وسماه الصلاة الغاضبة (1992). اما مشروعه الثاني ومجهوده النظري الاول اطلق عليه اسم وايد اويك (1998) لكن مع الاسف لم يحقق كلا الفلمين نجاحات جيدة لكن شجاعته واصراره مكنته من انتاج فيلمه المسمى الحاسة السادسة (1999) وهو فيلم اثارة خارق حول شاب له قدرة على التواصل مع ارواح الموتى، وقد حقق هذا الفيلم ارقاما قياسية وبعد ذلك أصبح شايمالان واحد من ابرع المخرجين في هوليوود وشكل هذا انعطافة في حياته الفنية. ومنذ ذلك الوقت وفي سن التاسعة والعشرين أصبح الهندي الوحيد في مملكة هوليوود، فقد حصل فيلمه الحاسة السادسة على 61 جائزة وجائزتي اوسكار. بالاضافة الى جائزة شخصية عن النجاح الكبير الذي حققته القصة والاخراج والذي كان بسبب تفانيه في العمل، حيث على انتاج فيلم الحاسة السادسة (1999) 8 ملايين دولار وكان محظوظا حينما تمكن خلال اسبوع واحد من عرض الفيلم من استرداد ثلاثة اضعاف ذلك المبلغ اي حوالي 27 مليون دولار. بالاضافة الى ذلك، حقق من وراء مشروعه الثالث المسمى (غير قابل للكسر) سنة (2000) نجاحات جيدة. وبعد ذلك قدمت له ديزني 5 ملايين دولار لكتابة فيلم الاشارات سنة (2002). وأصبح الآن الكاتب الأعلى أجرا في تاريخ هوليوود. واذا ما نظرنا الى شياملان المخرج فإننا سنجد ان لديه قدرات جيدة لكتابة القصة وانتاج مسرحيات تلفزيونية بالاضافة الى قدرات جيدة لكتابة القصة وانتاج مسرحيات تلفزيونية بالاضافة الى قدرات استثنائية في مراقبة الاخراج. كما ان هذا الفنان يؤدي ادوارا بسيطة في افلامه التي ينتجها لانه يريد ان يعرف مدى قدراته الذاتية. إذاً، كيف أصبح شيامالان على قائمة نجوم هوليوود؟ هذا هو السؤال الرئيسي الذي أطرحه وبالرغم من صغر سنه الا انه احد كبار نجوم الاخراج في هوليوود. من وجهة نظري فإن اغلب الهنود لديهم نفس طموحه بالوصول الى مراكز متقدمة باسلوب جيد. وبامكاننا ان نجد هذا الجهد لدى كل هندي. لكن كيف تمكن شياملان من تحقيق مثل هذا الانجاز النادر. كان ذلك امرا خاصا جدا لاننا نعلم باننا لو حاولنا الاقتراب من هوليوود فانه اما ان تكسر يدنا او سنواجه مشاكل. لكن كيف تمكن شيامالان من اتخاذ مثل هذا القرار بالرغم من عدم تحقيق النجاح في فيلميه (الصلاة الغاضبة ووايد اويك)، فأنا لا املك سوى اجابة واحدة على هذا السؤال وهي الثقة بالنفس والشجاعة ولا شيء أكثر من ذلك. وفوق كل ذلك فهو رجل يحب عمل الخير. فقد تبرع المخرج شيامالان بمبلغ 1.5 مليون دولار لاعادة تجديد ضواحي ولايتي فيلادلفيا وبنسيلفانيا واللتان يستخدمهما في تصوير افلامه. لذلك فبإمكاننا الآن ان نعتبر شيامالان رجلا طيبا يملك كل ما يحتاجه الانسان. وان هذا الانجاز النادر الذي حققه شيامالان يعتبر مثالا بامكان كل شاب ان يتبعه بطريقة او باخرى لكن عليه ان يختار الاسلوب الصحيح. انجز شيامالان مؤخراً فيلم (القرية) الذي يعرض حالياً في دور السينما العالمية. الأيام البحرينية في 31 أغسطس 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
«شايمالان» الذي رأى هوليوود بـ «حاسته السادسة» شهير سراج (خاص) |
|