شعار الموقع (Our Logo)

 

 

·    «سقوط هتلر ونهاية الرايخ الثالث» هو محاولة المانية لتقديم صورة عن هتلر تختلف عن تلك التي قدمتها السينما العالمية.

أثار فيلم سينمائي جديد شديد الجرأة يسلط الضوء على الساعات الاخيرة في حياة ادولف هتلر في مخبئة السري في برلين ضجة واسعة في ألمانيا بشأن ما إذا كان الالمان مستعدون للنظر إلى الديكتاتور النازي باعتباره شخصية إنسانية تراجيدية بأكثر من كونها شخصية مخيفة مثيرة للهلع.

وفي بلد يحظر إظهار الشعارات النازية فإن الالمان اعتادوا على مدى ردح طويل من الزمان أن تذكرهم الاعمال التليفزيونية والسينمائية بين الحين والاخر بأن هتلر هو مجرم حرب الاول في القرن العشرين.

وفي بلد لم يختف فيه أبدا شبح النازيين الجدد فإن أي تناول لشخصية هتلر سواء في كتاب أو على الشاشة الصغيرة أو الفضية يتعين أن يكون في إطار الادانة واللعن وإلا فإنه سيدان لانه يصب في خانة مغازلة مشاعر اليمين المتشدد.

ولكن الساحة السينمائية الالمانية تشهد الان ولاول مرة تعاونا بين اشهر منتج سينمائي ألماني وأشهر مؤرخ ألماني أيضا في القرن العشرين ومجموعة من أشهر نجوم السينما لاظهار شخصية هتلر في إطار جديد تماما وهي مغامرة تنطوي على مخاطر واضحة ولاشك.

يجسد الممثل الكبير برونو جانز بطل فيلم " موجة جديدة" شخصية هتلر في فيلم المنتج بيرند ايشنجر الذي راجع مادته التاريخية المؤرخ الالماني الشهير يواخيم فيست.

تنقل أحداث الفيلم المشاهد إلى مخبئ هتلر الشهير كي يرى الايام الاخيرة في حياة الزعيم الالماني عبر أحداث الفيلم الذي يحمل عنوان "سقوط هتلر ونهاية الرايخ الثالث".

قال فيست في لقطة إعلامية عن الفيلم الذي تكلف 15 مليون دولار ويعرض في 16 أيلول/سبتمبر المقبل "إن جانز هو هتلر".

ويضيف فيست الذي سبق له كتابة السيرة الذاتية لهتلر "لقد ألقيت نظرة عليه وهو في مكياج الشخصية الكامل فسرت رعشه في جسدي على الفور. ثم فتح فمه وبدا مثل هتلر تماما. لم يكن ثمة فارق ملحوظ. لقد صور الشخصية بدقة تؤثر الالباب وعلى نحو لم أشهده أبدا من قبل على الشاشة الكبيرة.

اشتهر الممثل الكبير برونو جانز بفيلميه "مع فيم فيندرز "الصديق الامريكي" عام 1977 و "اجنحة الرغبة" 1988 والذي لعب فيه دور ملاك يريد أن يتحول إلى كائن بشري.

وصرح جانز للصحفيين قائلا "عندما شاهدت الفيلم كاملا أدركت أن ثمة لحظات فيه ربما سيشعر فيها المشاهد بالاسى قليلا تجاه هتلر وربما يتعاطف معه أيضا إلى حد ما. لكن هذه اللحظات محدودة ومتباعدة وأنا لا أشعر بالخجل من تجسيدي لهذه الشخصية. لقد لعبت الشخصية كما كتبت مثيرة للرثاء والشفقة.

يقول المنتج "ايشنجر "إن الفيلم إلى حد كبير ليس فيلما عن هتلر بل بالاحرى عن الايام الاخيرة لنظام عندما كانت الامور تنهار بكل معنى الكلمة من حول الزعيم النازي".

ويتابع "إنني أدرك أننا تحملنا مخاطرة هائلة في تجسيد هتلر كشخصية ربما تثير التعاطف وفي هذا الاطار أظهرناه كظل مريض لما كان عليه وهو يدرك أن النهاية صارت وشيكة".

لكن ايشنجر يقول أن الموضوع بني على الحقائق التاريخية المجردة.  ويتابع "لقد أرسلت السيناريو إلى فيست ولو أنه رفضه لكنت تخليت عن المشروع على الفور".

يصر ايشنجر على أن الالمان يتمتعون بالقدر الكافي من الذكاء الذي يسمح لهم بقراءة ما بين السطور وتكوين فكرتهم الخاصة عن هتلر.

ومع ذلك فإن الفيلم أثار جدلا شديدا في الصحافة الالمانية وفي البرامج الحوارية في الاذاعة والتليفزيون. وفيما أعرب بعض النقاد عن خشيتهم من أن الفيلم سيصب في صالح النازيين الجدد فإن آخرين رحبوا به بوصفه محاولة جديدة جريئة للتصالح مع الماضي حسبما يقول الالمان.

وكتب ناقد في أحد الصحف الالمانية يقول "ثمة شيء مهم يحدث في ألمانيا الان. فقد ولت تلك الايام التي كان إليك جونيس أو انتوني هوبكينز يلعبان شخصية هتلر بينما كانت أفلامنا تمارس عمليات جلد وتحقير الذات".

ويتابع "وها نحن أخيرا بدأنا في التصالح مع أنفسنا حيث صار تاريخنا يجسده ممثلون نعرفهم ونقدرهم ومن خلال أعمال إبداعية ألمانية الانتاج تستحق المشاهدة".

موقع "ميدل إيست أنلاين" في 25 أغسطس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

محاولة المانية لاعادة تشكيل الصورة الهتلرية

فيلم ألماني عن «هتلر الانساني» يثير ضجة

إرنست جيل هامبورج