شعار الموقع (Our Logo)

 

 

قد يبدو العنوان غريبا نوعا ما وغير مألوف (سينمائية القصيدة الشعرية) هو بحث أكاديمي أقوم به لنيل درجة الماجستير في الاخراج السينمائي والمسرحي من جامعة كون الباس نورماندي بفرنسا ـ كليه علوم الانسان ـ قسم السينما والمسرح.

والبحث يدور حول السينما الشعرية وسينمائية القصيدة الشعرية أي كتابة سيناريو للقصيدة الشعرية وتحويلها الي فيلم درامي تمثيلي وقد كتبت ستة سيناريوهات لست قصائد شعرية لشعراء مختلفين هم (نزار قباني ـ سعدي يوسف ـ عبد العزيز سعود البابطين ـ بيسان ابو خالد ـ يوسف صبري ـ فضل خلف جبر).

قمت بترجمة أربعة سيناريوهات للفرنسية هي: (جميلة أنت كالمنفي) عن قصيدة الشاعر نزار القباني ـ (حياة جامدة) عن قصيدة الشاعر سعدي يوسف ـ (الرتاج المبهور) عن قصيدة الشاعر عبد العزيز البابطين ـ (مراثي الجنون) عن قصيدة الشاعر بيسان ابو خالد) وسيتم ضم هذه السيناريوهات في البحث كجزء عملي وتطبيقي وسيتم اعطاء ملخص (لسيناريو أنشودة الحياة عن قصيدة الشاعر يوسف صبري وسيناريو بغال مجنحة عن قصيدة الشاعر فضل خلف جبر).

الجانب النظري يتحدث عن ثلاثة مخرجين عالميين هم (الفرنسي جون كوكتو ـ الايطالي بازوليني ـ السويدي بيرجمان) ويغوص بالتحليل في العديد من أفلامهم.

هناك جزء هام عن الصورة البصرية في الشعر ويتطرق البحث لتجارب شعرية لشعراء فرنسيين وعرب مثل (اندريه بريتون ـ رامبو ـ نزار قباني ـ ادونيس وعبد العزيز المقالح).

ثم فصل عن التجربة العربية في السينما الشعرية. وتجربه الباحث السابقة عن فيلمه محاولة الكتابة بدم شاعر الذي قام فيه بسينمائية قصيدة محاولة للكتابة بدم الخوارج ـ قصيدة الشاعر عبد العزيز المقالح .

يوجد جزء هام أيضا وهو حوار مفتوح مع أكثر من خمسين شاعرا وناقدا وسينمائيا ويدور الحوار حول سينمائية القصيدة الشعرية ـ اثر السينما علي الشعر ـ اثر الشعر علي السينما ـ أسباب ضعف الصور الشعرية والصورة السينمائية العربية ـ العوائق والعقبات أمام السينما الشعرية في العالم العربي.

بحثت كثيرا عن منتج او مؤسسة لانتاج احد أفلامي لتقديمه كنموذج عملي وعرضه خلال مناقشتي للبحث وقدمت سيناريو (حياة جامدة) الي أكثر من جهة وحصلنا فعلا علي دعم عيني ومعدات تصوير وغيرها وكنا بحاجة الي مبلغ ألف يورو لانتاج العمل ولكننا فشلنا في الحصول علي المبلغ ومازال العمل جاهزا للانتاج بعد ان خطونا خطوات عديدة في الاخراج واعداد الخطة الاخراجية والديكوباج وجمع الكادر الفني وحصلنا علي موافقة خطية من الشاعر سعدي يوسف وأطلعناه علي كل ما حدث.

ولا يعني هذا فشلي فقد تعرفت أخيرا علي الشاعر عبد العزيز سعود البابطين الذي وعدني بدعم الحلم وأنا الان بصدد اخراج فيلم الرتاج المبهور عن قصيدة الشاعر وسيكون بطبيعة الحال التصوير بعد انتهائي من مناقشة البحث لان الوقت لا يسمح حاليا.

ولكني متفائل خصوصا وأني لست وحدي بعد أن كسبت شركاء فرنسيين وعرب. ومنهم (الفنانة مني موسي وهي فنانة أردنية تقيم بالامارات ـ الفنان سليمان العوضي ـ فنان فوتوغرافي كويتي ـ الفنان عبد بوشهري مخرج كويتي ـ نواف الجناحي ممثل ومخرج اماراتي ـ حسن السمهريجي مصور بحريني وأنا علي تواصل مع فنانين آخرين من الأردن وفلسطين ومصر واليمن).

البحث فتح لي افاقا واسعة واحتكاكا كبيرا بشعراء نقاد وسينمائيين وهناك مشاريع عديدة لقصائد اخري لشعراء مثل (الشاعر البحريني قاسم حداد وقد اخترت قصيدته ذئب جائع ويتعفف عن أكل الجثث والشاعر اليمني المقيم بالنرويج منصور راجح والشاعر العماني سيف الرحبي رئيس تحرير مجلة نزوي والشاعر الفرنسي جون بير سيمون رئيس مؤسسة ربيع الشعراء الفرنسي والشاعرة البوليفية نورا زبار ومشروع لاحدي قصائد الشاعر الفرنسي الشهير رامبو والتي آمل تصويرها في صهاريج عدن باليمن).

بالطبع أمامنا عقبات أنا وشركائي في الحلم وأهمها العقبات المادية ربما يكون دعم البابطين لنا مبشرا بخير وقد يفتح لنا أبوابا جديدة هذا أملنا فألف ميل يبدأ بخطوة.

بدأنا بطرح بعض المشاريع علي مؤسسات تلفزيونية بالخليج وفرنسا ولكن الطريق ليس سهلا خصوصا وان هذا النوع من الأفلام نادر وغريب ولا يوجد فهم أحيانا لحلمنا فعندما نشرت بعض الصحف حول هذا الحلم تلقينا اتصالات من شباب سينمائي متعطش لخوض الحلم ونحن علي تواصل مع جهات كثيرة جدا وننتظر النتائج خلال الشهور القادمة.

شاركت خلال هذا العام بعدة مهرجانات شعرية وسينمائية في فرنسا وسويسرا وقريبا سأشارك بمهرجان الشعر العالمي (ابن زيدون) الذي سيعقد بقرطبة (الأندلس) برعاية مؤسسة البابطين.

استفدت كثيرا من هذه المهرجانات وخاصة مهرجان المتنبي الشعري العالمي الرابع الذي أقيم بزيورخ بأشراف المركز الثقافي العربي السويسري ووزارة الثقافة السويسرية حيث تعرفت علي شعراء وفنانين من الوطن العربي وسويسرا وألمانيا وغيرها.

تضمن بحثي مبحثا عن كيفية معالجة القصيدة الشعرية وكتابة سيناريو لها متمنيا أن يستفيد منه الآخرون وسوف أواصل بحثي للدكتورا في هذا الاتجاه وأود أن أقوم بعمل ورشة سينمائية خاصة لمعالجة القصائد الشعرية وأشجع كتاب السيناريو علي خوض تجارب في هذا الاتجاه ولو نجحنا فسوف يتحول الحلم الي اتجاه وحركة سينمائية جديدة قد تصبح من أهم الاتجاهات السينمائية الجديدة.

السينما الشعرية ليست اتجاها سينمائيا جديدا بل هو من أقدم المذاهب السينمائية وأعرقها منذ عهد جورج ميس الفرنسي صاحب أول فيلم سينمائي في العالم (وصل القطار الي المحطة) وافلامه كلها شعرية وسريالية وكذا شارلي شابلن ولويس بنويل وكوكتو وبازوليني وبيرجمان وتاركوفسكي وغيرهم ولكن هذا الاتجاه يحتاج من يعيد احيائه ليستعيد مجده.

سينمائية القصيدة الشعرية لا تعني تفسير وترجمة القصيدة ولا هي توثيق للشعر او تمريره وعرضه خلال الفيلم بل هي سفر وتحليق مع روح القصيدة واعادة قراءتها قراءة جديدة قد يختلف السينمائي مع الشاعر وقد يوافقه أحيانا انها أشبه بزواج بين الشعر والسينما.

نحتاج فعلا لامكانيات لانتاج هذه الأعمال وسيكون بعدها من السهل فهم معني سينمائية القصيدة الشعرية ونحن نوجه دعوة مفتوحة الي كل المؤسـسات الفنية والثقافية لدعم هذا الحلم الجميل.  

* سينمائي من اليمن

القدس العربي في 25 أغسطس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

سينمائية القصيدة الشعرية

حميد عقبي *

سينمائية القصيدة وشعرية السينما

نضال قوشحة  

كثيرا ما تحدث النقاد, عن تداخل عوالم الفنون, وتداخل مكوناتها, وطرائق إبداعها, فالموسيقى لها لون, والشعر له صورة, والرسم له إيقاع, وهكذا.

ولعل ما يميز مبدع عن آخر, هو مقدار تأثره بجملة هذه الفنون, وطغيان أحدها عنده على الفنون الأخرى.‏

ولكن في النهاية ومهما كان تصنيف هذا المبدع, سينمائيا كان أم روائيا أم شاعرا, أم غير ذلك فإن كل هذه الفنون سيتأثر بها, وستظهر ملامحها بوضوح في إبداعاته, وقلما نجد مبدعا, تخصص نهائيا في نمط إبداعي دون سواه, فالمبدعون دائما على إ تصال واضح بكذا فن, إلى جانب الفن الذي يظهر واضحا وبارزا في إبداعاتهم أكثر من غيره وليس على حساب غيره.‏

في هذا السياق, تطالعنا الأخبار حديثا, عن تجربة عربية رائدة في هذا المجال, يقوم بها باحث ومخرج سينمائي عربي, اسمه حميد عقبي, يسعى من خلال أبحاثه لدراسة بعض القصائد العربية لشعراء مختارين, بحيث يعد عن قصائدهم سيناريوهات, تكون أفلاما كاملة . وقد أختار المخرج لهذا العمل ستة قصائد, لستة شعراء هي. / جميلة أنت كالمنفى, لنزار قباني / / حياة جامدة لسعدي يوسف / الرتاج المبهور لعبد العزيز البابطين / / مراثي الجنون لبيسان أبو خالد / / أنشودة الحياة لصبري يوسف / / بغال مجنحة لفضل خلف جبر /.‏

هذه القصائد الستة أعد لها المخرج السيناريوهات اللازمة , وهي الآن في مرحلة الإنتاج, الفيلم الأول منها سيحمل عنوان الرتاج المبهور, وهو عنوان قصيدة الشاعر البابطين الذي قدم تمويل المشروع أيضا.‏

هذا المشروع يحمل في شكله نموذجا جديدا حتما, ذلك أنه لم يسبق للسينما العربية على ما هو معروف, أن صنعت أفلاما, مأخوذة من الشعر, وهي لذلك تستحق المتابعة و الاهتمام لجرأتها وتفردها في هذا التناول.‏

التجربة تنوس بين فضائي السينما والشعر, وهما فضاءان متقاربان متباعدان, حيث أن لكل منهما خصوصيته ولغته, لكنهما معا إبداعان فنيان, مصدرهما روح شفافة تنتج فنا, لا يشك أحد في مدى أهميته للإنسان.‏

فالشعر فيه الصورة, وبالتالي السينما, وكذلك السينما فيها الشعر, الذي تقاربه أحيانا بشفافيته وتجلياته.‏

الشعر في السينما, تجربة عربية جديدة, وهي مفتاح لجهد يفتح الآفاق واسعة أمام المزيد من الأفكار التي يمكن أن تكون موجودة, فيما لو تم توفير ما تحتاجه, من دعم معنوي ومالي.‏

وهو الأمل المرتجى, من الجهات العربية المختصة, لنحصل على إبداعات عربية خلاقة, نظهر من خلالها على الساحات العالمية, كأطراف مؤثرين في صناعة الفن العالمي, وبالتالي ألا نكون مجرد مستهلكين له.‏

إن الإبداع العربي موجود وفي أكثر من مجال في الساحة العالمية, وهذا دليل على إمتلاك القدرة في هذا الجانب على المنافسة والظهور.‏

ولكن المشكلة تكمن في عدم توفر المناخ الملائم والداعم, لنشاط هذه الطاقات, فوجود هكذا تجربة, ومثيلاتها في أوطاننا, فرصة لنا لكي نتابع العمل الجدي من خلالها, سعيا وراء الفن الحقيقي, وإثبات الذات أمام العالم كله.‏  

الملحق   الثقافي  لجريدة  الثورة - سوريا

24 أغسطس 2004