شعار الموقع (Our Logo)

 

 

اثار الفيلم السينمائي «بحب السيما» جدلاً واسعاً في الفترة الماضية في الاوساط السياسية والثقافية المصرية وصل الى حد رفع عدة دعاوى قضائية تطالب بوقف عرض الفيلم  من دور السينما بدعوى ان الفيلم اعتبره الرافضون  للفيلم انه سيء.

ومن هذا الاطار عقدت المنظمة المصرية لحقوق الانسان ندوة شارك فيها عدد كبير من النقاد السينمائيين والمثقفين ورجال الدين وطالبوا خلالها بضرورة فك الاشتباك بين الفن والدين  بالشكل الذي يحافظ على قدسية الدين وفي الوقت نفسه يضمن حرية الفكر والتعبير والابداع للافراد، واكد المشاركون رفضهم قيام المؤسسة الدينية سواء كانت ممثلة في الازهر او الكنيسة بالرقابة على الاعمال الفنية المعتمدة على الخيال والابداع.

وقالت رئيسة تحرير مجلة «أدب ونقد» الكاتبة فريدة النقاش في الندوة التي عقدت بعنوان «من اجل حرية الفكر والابداع»: «بحب السيما» هل اضحت المؤسسة الدينية في مصر جهة رقابية؟ معتبرة ان تناول قضية فنية تخص ديانة ما مسيحية او اسلامية او يهودية او وثنية يجب ان تحاسب فنياً فحسب ولا يحاسب العاملون في العمل الفني بمقاييس اخرى مشيرة الى ان قضية حرية الفكر والتعبيرفي الثقافة العربية قد مرت بمراحل بالغة التعقيد حيث وقعت مصادرات لا حصر لها سواء كانت مصادرة لافلام او دواوين شعر.

واوضحت النقاش ان اول مصادرة كانت لكتاب طه حسين: «من الشعر الجاهلي» وصولاً الى مقتل الكاتب الدكتور فرج فودة ومحاولة اغتيال الاديب نجيب محفوظ، ووصفت رفع دعاوي قضائي على فيلم «بحب السيما» بانه ظاهرة غير صحية على الاطلاق معتبرة ان سبب الازمات التي يشهدها المجتمع المصري من الحين للاخر يرجع الى غياب الحريات فيه.

ورأى راعي الكنيسة الانجيلية بشبرا القس د.  اكرام لمعي ان الاسرة المسيحية في الفيلم لا تمثل جميع الاسر المسيحية في مصر وان الفيلم يصور حياة اسرة مصرية من الطبقة المتوسطة سواء  كانت مسيحية او مسلمة وقال لمعي ان الفيلم ليس موجهاً الى المتدينين والكنسيين وانما هو موجه للشباب المصري البعيد عن الله.

فيما ذهب الكاتب والناقد لويس جريس الى ان فيلم «بحب السيما ليس سوى اختراق للكنيسة القبطية في مواجهة ما يجرى الآن على المستوى السياسي في العالم مشيراً الى انه مثلما تتحدث الولايات المتحدة عن ضرورة الاصلاح على المستوى السياسي العام يتحدث الفيلم عن الاصلاح داخل الكنيسة الارثوذكسية المتعصبة التي تقوم بدور الوصاية.

واكد جريس ان الفيلم لا يطرح قضية الحرية للنقاش ولكنه يخترق الكنيسة القبطية - اول كنيسة في العالم - اختراق واضحاً حتى تبدو الكنيسة متخلفة وبحاجة للاصلاح وان الذي سيقوم بذلك الاصلاح هو الكنيسة البروتستانتية.

اما الناقد السينمائي طارق الشناوي فقد طالب برفع القيود - اية قيود - عن الاعمال الفنية  موكداً ان التزمت لا يقتصر على ديانة معينة سواء كانت المسيحية او الاسلام، كما لا يرتبط بطائفة ما من الطوائف المسيحية، ودلل الشناوي على ذلك بالاشارة الى ان بطلة الفيلم - قامت بدورها الفنانة ليلى علوي لم تبق متحررة حتى نهايته بل اصبحت متزمتة فيما بعد.

واعتبر الشناوي ان الازمة التي احاطت  بفيلم «بحب السيما» ليست خاصة بالفيلم ولكنها  ازمة مجتمعية وقال ان المجتمع المصري فقد روح الدعابة متهما مؤسسات الدولة باضعاف هذا المجتمع الذي عرف دائماً بتسامحه وسيادة روح الدعابة على افراده.

وقال الكاتب والسيناريست فايز غالي ان الازمة هي ازمة فيلم في ثلاثة جوانب اولها علاقة الفيلم بصناعة السينما في مصر خلال السنوات الاخيرة حيث تشهد هذه السينما حالة من التردي الملحوظ برغم زيادة  عدد الافلام المنتجة على مدار العام الواحد  والتي تصل الى حوالي 90 فيلماً لكنها دون المستوى المطلوب وبالتالي فالمتلقي تعود على مثل هذه النوعية من الافلام بما يجعل فيلما بجرأة فيلم «بحب السيما» صادماً بالفعل.

اضاف غالي ان العامل الثاني  يتمثل في ازمة الفيلم من  علاقته بالثقافة حيث هناك ازمة في المجتمع المصري بشأن تذوق الاعمال الفنية مشيراً الى ان العامل الثالث يتمثل في ازمة المجتمع حيث لا يستطيع احد التعرض لما يجري تحت سلطات التدين والدين سواء على الجانب المسلم او المسيحي وقال ان المجتمع المصري وصل الى مرحلة من التزمت  والتعصب على الجانبين و ان الفيلم فجر المختبئ تحت السطح لدى المسيحيين مؤكداً ان هذا الفيلم قيمة فنية كبرى ولا يسعى لوقيعة او اهانة او اختراق  للكنيسة الارثوذكسية بقدر ما هو فيلم اجتماعي بسيط.

ورأت الناقدة السينمائية ماجدة موريس ان المناخ غير المواتي الذي قدم فيه الفيلم والمليء بالحساسيات بين الجانبين المسلم والمسيحي هو الذي تسبب في الضجة التي اثيرت بشأن الفيلم مشيرة الى ان الفيلم حوى الكثير من الايجابيات ومن بينها تحويل الكثير من المواطنين المسيحيين  لاطراف مستعدة للتحاور حول الفن مثل استعداداها في نفس الوقت للدفاع عن نفسها وعقيدتها.

واختتم المشاركون بالمطالبة باطلاق حرية الفكر والابداع للافراد ورفع وصاية المؤسسات الدينية عن الاعمال الفنية مؤكدين انه لا يحق لرجال الدين التدخل في قضايا الابداع الفني.

الرأي الأردنية في 22 أغسطس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

مثقفون ونقاد مصريون يطالبون برفع وصاية المؤسسات الدينية عن الاعمال الفنية

محيي الدين سعيد