شعار الموقع (Our Logo)

 

 

تحمل حكايا الغربة اسرارها وشجونها وشؤونها الخاصة، وخصوصا عندما تكون المغتربة امرأة، تعيش في باريس بحثا عن الحرية المنشودة او الحرية المتوهمة لتعيش حياة مشحونة بالتوتر والقلق واحيانا بالضياع.

من هنا تبدأ الكاتبة الاعلامية السورية المقيمة في باريس هدى الزين حكاية فيلمها «الباحثات عن الحرية» التي كتبت تفاصيلها اثر معاينتها للعديد من تجارب النساء العربيات في باريس.

ويغدو الفيلم اكثر اثارة عندما تقوم على اخراجه المصرية ايناس الدغيدي التي طالما اثارت الزوابع في افلامها بسبب جرأتها.

ولا يخلو العنوان نفسه «الباحثات عن الحرية» من اثارة الجدل والفضول الذي يمكن ان يسبق عرض الفيلم.

اما الكاتبة الزين فلها عدة اصدارات شعرية اولها «بداية الاسفار» ديوان شعري عن اتحاد الكتاب العرب 1980، «الابحار في زمن الرحيل» القاهرة 1990، وسبق وان كتبت «يوميات عربية في باريس» يحكي عن تجربتها في مدينة الثور، صدر عن دار العين في ابو ظبي، وكتبت قصة الفيلم القصير «اوهام عند اعتاب مدينة خرافية» من اخراج السوري صلاح سرميني الذي يحكي عن العزلة في المهجر.

«الرأي» التقت الكاتبة حول فيلمها وحكايته وانشغالاتها وكان هذا الحوار:

حكاية الفيلم

·         ما هي حكاية «الباحثات عن الحرية»؟

- اولا الفيلم سيكون بامضاء المخرجة المصرية ايناس الدغيدي- المعروفة بجرأتها وهي مثيرة للجدل، ويتوقع النقاد والسينمائيون ان يكون الفيلم مثل افلامها السابقة فيه جرعات من الجرأة والجنس.. الخ. وعنوان الفيلم «الباحثات عن الحرية» هو عنوان مثير للفضول، ويضع علامات استفهام حول نساء عربيات يعشن في بلد الحرية المطلقة باريس، ولا انكر ان اختيار الرواية «غابة من الشوك» وتفاصيلها فيه الكثير من الجرأة، فضلا عن التعرية لخفايا المجتمعات العربية.

ثلاث بنات

·         ما هي حكايات البنات الثلاث؟

- هي حكايات واقعية كل ما هنالك انني اضفت اليها بعض التشويق، وعنصر الخيال، واردت الا اقدم الصور ذاتها بشكل صريح، لذلك اردت الاختباء خلف احداث ورموز حتى ابعد الصورة الحقيقية للنساء الحقيقيات اللواتي هن بطلات الفيلم/ الرواية على ارض الواقع.

المرأة الاولى -عايدة- تقوم بدورها الممثلة المصرية داليا البحيري، وعايدة فنانة تشكيلية ناجحة وصريحة، متزوجة من فنان تشكيلي لكنها تفوقت عليه، ومن هنا ينشأ الصراع بينهما، اثر حصول عايدة على جوائز كبرى، فتصل الخلافات الى الطلاق، فتسافر عايدة الى باريس لتثبت حضورها في عاصمة الفن والجمال باريس تعيش الكثير من المصاعب حتى تصل الى مكانة مرموقة، وتحصل على جوائز في باريس وتعرض في اهم صالات الفن في باريس.

ورغم انها تعيش قصة حب رمانسية مع مهندس مصري يقيم في باريس، الا انها تقرر العودة الى الوطن، تشدها امومتها وطفلها الذي تركته هناك.

الفتاة الثانية وهي امل وتقوم بدورها الفنانة اللبنانية نيكول برودويل ملكة جمال لبنان، وهي حكاية فتاة تقع ضحية الحرب اللبانية مات اهلها في الاجتياح فتهرب الى باريس بحثا عن الامان تعمل في احدى المجلات اللبنانية المهاجرة، الا ان حصار الخوف والذكريات المؤلمة تطاردها في المساءات الباريسة الباردة، فتغرق في متاهات الخمر وحياة الليل الغامضة تاركة نفسها في احضان المجهول.

تعاني امل من عقدة الانفصام بين واقعها الصباحي كصحفية تسعى الى النجاح في مهنتها وبين عالم الليل.

وتجد في زميلها الصحفي الملتزم بالقضايا الوطنية الحب والحنان الا ان صورة الحبيب المخطوف تقف حجر عثرة بينها وبين الحب.

اما حكاية البنت الثالثة فهي سعاد وهي من المغرب العربي، وهي فتاة من عائلة فقيرة فضلا عن كونها ضحية واقعة طلاق بين والديها وتقوم بدورها الوجه الجديد المطربة المغربية سناء موزيان، اكتشفتها المخرجة الدغيدي ابان بحثها عن وجوه جديدة للفيلم.

تسافر سعاد الى باريس التي تعتبر «الفردوس المفقود» بالنسبة الى المغرب العربي، وتعمل في اعمال بسيطة جدا مثل شغالة ثم تعمل جليسة لرجل مسن يحتاجها في مرضه.

وجراء اخلاصها وتفانيها في رعايته، يوصي لها بمبلغ من ثروته لتبدأ حياتها بها.
بعد وفاة هذا الرجل، تذهب للعيش مع رجل عجوز «متصاب» لتصبح عشيقته بهدف الحصول على مبلغ من المال لترسله الى ذويها الفقراء في المغرب لتحسن اوضاعهم المعيشية.

وتضطر بعد ذلك ان تعمل في ناد ليلي، كمطربة الا أنها تجد نفسها في عالم الليل، والضياع على شفا هاوية من السقوط، فتهرب الى الزواج من رجل فرنسي أحبها بصمت.

·         ما الذي يربط بين حكايا النساء الباحثات عن الحرية؟

- من خلال الصحفية أمل يتعرفن على بعضهن ويرتبطن بعلاقة صداقة رغم اختلاف ظروفهن وشخصياتهن، الا ان واقع الغربة المرير يجعلهن اكثر التصاقا، كاحساس بالحماية والأمن من الظروف المحيطة بهن.

النموذج المشرق للمرأة

·         لكن هنالك بالتأكيد قصص نجاح اخرى لنساء اخريات .. دون الوقوع في المزالق؟

- أولا عايدة تمثل النموذج المشرق للمرأة العربية التي تثبت وجودها في الساحة الثقافية العربية، فقد تمكنت بجهدها وصبرها أن تصل الى اقامة معرض فردي، اثار اعجاب النقاد الفرنسيين والعرب ولفتت الانظار الى موهبتها الحقيقية كفنانة عربية. لكن ظروف أمل وسعاد تختلف فالأولى خارجة من مأساة الحرب، والثانية من مأساة الفقر دون ان تحمل اي منهن سلاحا تدافع به عن نفسها.

هناك نماذج مضيئة ومشرفة لنساء ورجال عرب في الغرب. لماذا ايناس؟

·         لماذا اخترت ايناس الدغيدي المثيرة للجدل أم هي اختارت الرواية؟

- عندما كانت الرواية مخطوطة اشترى حقوقها المخرج المصري محمد راضي، وسمح لي بحق نشرها كراوية، وانتظرت اكثر من خمس سنوات بعد توقيع العقد ولم يقم بانتاج الفيلم، ولما قرأتها كراوية اتصلت بي في باريس، وطلبت مني شراء حقوق انتاج الرواية،.

ونبهتني بحقي في نسخ العقد بعد عدم التزام المخرج، ولسبب جوهري الا وهو انهاء المدة القانونية للعقد، وافقت على ان يكون ذلك برضى من المخرج راضي، الذي وافق بعد ان قامت ايناس الدغيدي بالتفاهم معه.

·         متى يتم عرض الفيلم وأين؟

- الفيلم في مراحله الفنية الاخيرة، وقد يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي القادم في تشرين الثاني.

واذا لم يتم ذلك، فسيعرض في ايام عيد الفطر، كما اخبرتني المخرجة ايناس الدغيدي.

هواجس الحرية

·         ككاتبة ماذا اردت ان تقولي في الفيلم وانت العربية المغتربة في باريس؟

- هنالك عدة تساؤلات اردت طرحها اولها: الحرية يمكن ان نحققها في أوطاننا، والتساؤل الثاني لماذا نقبل بالغربة الصعبة، ونرفض العودة الى الوطن؟ هل لأننا لا نستطيع ذاتنا في اوطاننا؟!

اردت ان اقول ان الحرب الاهلية ليست مجرد دمار للبناء وموت عاجل، وانما موت داخلي يكسر الذات الى الابد ـ ربما ـ واردت ان اطرح ثلاث نماذج لنساء عربيات في الغربة / في الهجرة من أماكن عربية مختلفة ومن منظور خاص بكل منهن، لأن كل ما كتب عن الغربة في فرنسا، كتب عن بلدان المغرب العربي، وبصورة مشوهة، خاصة فيما يسمى بيننا الهجرة.

لذا اردت الكتابة عن تجارب واقعية بحلوها ومرها.

·         وما هي مشاريعك بعد هذا الفيلم؟

- اكتب الآن سيناريو فيلم للفنان السوري جمال سليمان بناء على طلبه ويحكي قصة رومانسية: تذكر بأيام الحب في الزمن الجميل .. ولن اتحدث كثيرا عن هذا الفيلم، الا بعد الانتهاء من كتابته.

الرأي الأردنية في 10 أغسطس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

«الباحثات عن الحرية» فيلم جديد بامضاء الدغيدي للكاتبة هدى الزين

الزين: اردت الكتابة عن تجارب واقعية بحلوها ومرها

حاورتها: سميرة عوض