كان من المنتظر أن يتم عرض الفيلم الوثائقي جورج بوش ودونالد رامسفيلد خلال مهرجان كان الأخير، للمخرج الفرنسي ويليم كارل william karl لكن لجنة الترشيحات اعتذرت عن ادراج هذا الفيلم تحت ذريعة أنه لا يمكن عرض فيلمين وثائقيين عن جورج بوش، بعد ما تم اختيار الفيلم الوثائقي فهرنهايت 9/11 للمخرج الأمريكي مايكل مور Michel Morre والذي حصل علي السعفة الذهبية خلال المهرجان. الفيلم الوثائقي جورج بوش ودونالد رامسفيلد كان من اقتراح المنتج الفرنسي جون فرانسوا لوبرتي Jean ـ Fran‡ois le ـ petit. في هذا السياق نورد نص الحوار الذي أجراه مبعوث صحيفة لوموند بالمهرجان مع مخرج الفيلم والمنشور بالعدد 18469 وتاريخ 12 حزيران (يونيو) 2004: · كما هو الحال بالنسبة للمخرج الأمريكي مايكل مور، فقد تم انجاز فيلم عن جورج بوش؟ - انه اقتراح من المنتج الفرنسي جون فرانسوا لوبوتي Jean ـ Fran‡ois le ـ petit استنادا الي المعلومات والحقائق الواردة بكتابي الصحافي الفرنسي اريك لورن Eric Laurent حرب آل بوش ـ أسرار عائلة بوش الكتاب الأول أفادني في الشق الأخير من سلسلتي حول وكالة المخابرات الأمريكية CIA. والثاني زودني بمعلومات كنت أجهلها حول علاقة الجد بوش مع النازيين و المهمة الالهيةen Miion divi ، لجورج بوش الابن. · قلتم أنكم وجدتم صعوبات في الحصول علي شهود؟ - المبدأ في كل أفلامي هو الاعتماد علي التاريخ المروي من خلال شهود مباشرين ومن الصعوبة بمكان جعل الشهود يتكلمون أمام الكاميرا عكس عما هو عليه الحال بالنسبة للكتاب. وسعيي الهادف الي اجراء اتصال مع حاشية الرئيس جورج بوش كان غير مقبول تماما. لقد تم الاتصال مع ثلاثين شخصا، الدائرة الأولي: ديك تشيني، دونالد رامسفيلد، بول ولفوفيتز، لكن رايس رفضت. · ما هي القواعد المعمول بها في الولايات المتحدة الأمريكية؟ - القاعدة العامة المتبعة في الولايات المتحدة الأمريكية أن الساسة الذين يتحملون مسؤولية حكومية، يمتنعون عن الادلاء بأية معلومات لكن يمكنهم الكلام بمجرد مغادرة مواقعهم الحكومية بشرط عدم الادلاء بتصريحات تعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر وهذا ما حصل مع دافيد فرم David Frum مبتكر مصطـــلح محور الشر الذي تحدث لي عن الصلاة الجماعــــية والطريقة الذي يعد بها الرئيس الأمريكـــــي خطاباته قبل عـقد الاجتماعات بالبيت الأبيض. كانت هناك اتصالات مع بعض المقربين من الرئيس الأمريكي والذين أصبحوا منشقين من بينهم جو ويلسون Joe Wilson الذي كان مكلفا بالتحقيق حول ما اذا كان صدام حسين قد اشتري اليورانيوم المخصب من النيجر ودافيد كاي David Kay عضو المخابرات الأمريكية الذي أنيطت به مهمة البحث عت أسلحة الدمار الشامل بالعراق. الفيلم ساهم فيه بعض الشهود المباشرين وكتاب ومؤرخين والروائي نورمان ميلر Norman Mailer الذي أصدر كتاب حول حماقة الحرب علي العراق. · ما هو أسلوبكم في اجراء الحوار؟ - اختيار المحاور، هناك عشرون نقطة كنت أريد طرحها علي الشهود، كل منها غنية بالمعلومات ويمكن أن تشكل وحدها فيلما وثائقيا: الدين ـ العلاقة بين السعودية وعائلة بوش ـ الأسلوب الذي اتبعه فريق بوش في اقناع العالم بأن صدام حسين كان وراء تفجيرات 11 ايلول (سبتمبر). نفس الشيء بالنسبة لهانس بليكس الذي كان يائسا وتم اغراقه في الوحل من طرف بول ولفوفيتز. · متي علمتم بأن مايكل مور أنجز فيلما شبيها بفيلمكم؟ - بمجرد لقائي الأول مع فرانك كارليتشي Franc Carlucci الذي قال لي أن مايكل مور سينجز فيلما وثائقيا عن بن لادن. · لماذا تحدث معك أعضاء سابقون بوكالة المخابرات الأمريكية؟ - لأن لا أحد يحدثهم وكانوا سعداء بالحديث معي. · كيف يمكن لرجل ذي نفوذ كبير مثل فرانك كارليتشي أن يقوم باستقبالكم؟ - انه من الشخصيات القوية في واشنطن. أخبرته بالمواضيع التي سأطرحها عليه: علي سبيل المثال عضوية بوش الأب بالمجلس الاداري لمجموعة كارلايل Carlyle والتي تقوم احدي فروعها ببيع الدبابات والصواريخ بموافقة ابنه. وكيف كان كاتب الدولة في الدفاع زود صدام حسين بغاز الانتراكس وكيف أنه خلال الاجتماع السنوي لشركة كارليلي والذي صادف يوم 11 ايلول (سبتمبر) 2001 الساعة التاسعة صباحا، كان شقيق بن لادن، شفيق بن لادن في جلسة عمل مع جورج بوش. لقد كان فرانك كارليتشي بعد أسبوع يمكنكم المجيء . · الكتاب الثاني لاريك لوران يهتم أساسا بالعلاقات مع اسرائيل، كيف اشتغلتم معه؟ - كتاب اريك لورن أفادني كثيرا في فيلمي، لم نشتغل معا، اريك يعرف آرييل شارون، حاولنا خلال الستة أشهر اجراء حوار معه لكن شرح لنا بأن ليس لديه وقت مما اضطررنا معه الي تقليص هذا الجزء. · كيف تقيمون فيلمكم، هل هو فيلم وثائقي سياسي أم هجو ونقد؟ - لا اطلاقا، مايكل مور كانت له الجرأة في اتخاذ مواقف، هو أمريكي يساهم الآن في الحملة الانتخابية مع الديمقراطيين .بالنسبة لي الفيلم الوثائقي محايد يأتي بوقائع وأرقام. كان بالامكان أن أقول بأن رامسفيلد وبوش هما أحمقان خطيران وأن مساندتهما المطلقة لشارون، هي أسوأ خدمة يمكن تقديمها لاسرائيل، حقا أنني أقطتفي الشهود الذين يسيرون في الاتجاه الذي يرغب فيه فعلا. لقد حاولت تقييم حصيلة ألف يوم من حكم جورج بوش وابراز الأخطار والأهوال الحاصلة جنبا الي جنب. · هل تؤمنون بسلطة الفيلم؟ - جريدة لوموند نشرت مؤخرا خبرا مفاده أن تقريرا مؤرخا في 6/8/2001 وضع بمكــــتب البيت الأبيض قبل تفجيرات 11 ايلول (سبتمبر) حول احتمال قيام ارهابيين بخطف وتحويل طائرات مدنيــــــة واستعمالها كسلاح في مواجهة الولايات الأمريكية، خلال شهادتهم بالفيلم الوثائقي وكـــــالة المخابرات الأمريكية، حروب سرية الذي عرضته القنـاة الفرنسية الألمانية arte خلال السنة الماضية. القدس العربي في 10 أغسطس 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
وليم كارل صاحب فيلم جورج بوش ودونالد رامسفيلد : فيلمي لا يشبه ما فعله مايكل مور الذي يخوض معركة الانتخابات مع الديمقراطيين ترجمة: عمر الفاتحي |
|