شعار الموقع (Our Logo)

 

 

* أفلامي التي حاكمت الثورة يتحمل وزرها نجيب محفوظ... أنا مجرد سينارست غلبان

* عمري ما كنت من أعداء الثورة ولا من كارهي عبدالناصر... بل أعتبره زعيما عظيما له إنجازاته الهائلة.. وأخطاؤه الهائلة

كان من المفترض أن يقتصر هذا الحوار مع ممدوح الليثي نقيب السينمائيين علي القضية التي أثارتها الأديبة نعمات البحيري علي صفحات  «القاهرة» ونبهت فيها إلي «المهانة» التي يتعرض لها المبدعون من حاملي عضوية اتحاد الكتاب عندما تتحول قصصهم إلي أعمال درامية، يجربون موهبتهم في كتابة السيناريو و الحوار.. عندها تصادفهم وتصدمهم لوائح عجيبة وطلبات غريبة، ويجدون أنفسهم محاصرين برسوم ودمغات تفوق في قيمتها ما يحصلون عليه من «ملاليم»، من جهات الإنتاج التي تتعاقد معهم.

وكان من الطبيعي أن يبدأ الحوار بأن نزف البشري إلي هؤلاء الذين عانوا من تلك اللوائح العتيقة والمستفزة في نقابة السينمائيين، وننقل لهم استجابة نقيبها لاستغاثة نعمات البحيري، ولمقال كاتبنا الكبير أسامة أنور عكاشة المؤيد لها، وتدخل ممدوح الليثي لتعديل تلك اللوائح بل ودعوته لأعضاء اتحاد الكتاب بالانضمام إلي شعبة السيناريو بالنقابة حتي يحصلوا علي امتيازاتها ويريحوا أنفسهم من عقبات عديدة كانت تصادفهم إذا طق في دماغهم اقتحام مجال الكتابة الدرامية.

نقول كان من المفترض والطبيعي أن يحدث ذلك لولا «مداعبة» عابرة  في ثنايا الحوار قلبت الأمور رأسا علي عقب، وتضغط علي وتلح بشدة لأن تكون هي المفتتح.

قلت لممدوح الليثي: أظن أنك لا تستطيع أن تخفي سعادتك بالحملة الأخيرة علي عصر عبدالناصر والتي تتفق مع ما طرحته من أفكار في أفلامك التي أدانت هذا العصر بشدة، ومازلت تعد الأجرأ والأعنف ـ وربما الأسخف ـ في محاكمة العهد الناصري؟!

وحتي تلك اللحظة كنت أظن أن الليثي من غلاة المنتقدين لذلك العصر؟ خاصة أن توقيعه يزين بالبنط العريض خمسة أفلام تحتل قائمة ما يسميه النقاد «سينما التزوير والتشهير بالعهد الناصري»، وهي الكرنك، ميرامار، ثرثرة فوق النيل، المذنبون، الحب تحت المطر....

ولا يغيب عن الذهن ما تحمله تلك الأفلام من إدانة صريحة تصل إلي حد التجريح في سنوات حكم عبدالناصر، وتعرض الليثي بسببها إلي هجوم حاد، لعل أبرزه ما كتبه علي أبوشادي، واتهامه لليثي بتصفية حسابات مع الثورة وزعيمها... «وولعه بإدانة النظام الثوري وتجربة عبدالناصر والحل الاشتراكي»... «كتاب سينما وسياسة لعلي أبوشادي».

وتوقعت أن تمر المداعبة سريعا، وأن يتجاوزها الحوار، خاصة أن موضوعها لم يكن في الحسبان... وخاب ظني، ولم أستطع أن أخفي دهشة ارتسمت علاماتها بوضوح علي ملامحي، وأنا أستمع إلي رد كاتب سيناريو «الكرنك»، الرصاصة السينمائية الأولي علي جسد المرحلة الناصرية.. بنبرات حاسمة حازمة قال ممدوح الليثي:

هو أنا ضد عبدالناصر؟! للأسف الشديد إحنا ماشيين علي مبدأ لا تقربوا الصلاة دون أن نتم الآية.... شوف: إحنا عندنا شوامخ من القادة السياسيين من محمد علي إلي حسني  مبارك.. كل واحد له إيجابياته وإنجازاته... وله أيضا هزائمه وسلبياته.. ولاشك أن عبدالناصر كانت له إنجازات عظيمة وانتصارات هائلة.. ولولا هذا الرجل ما كنت اتعلمت ولا حققت حاجة.. هو زعيم حقيقي بلاشك، لكن لا تستطيع أن تخفي أخطاءه، ولا تغفر له نكسة 67، ولا أنه مات وترك البلد  محتلا، والقوات الإسرائيلية  تعربد في سيناء.. ولا تستطيع أن تتجاوز عما كان يحدث في معتقلاته وما كانت ترتكبه مخابراته...

هذا لا ينفي عظمته، فهو صاحب قرارات تاريخية مثل تأميم قناة السويس، وأنا الذي أنتجت فيلم «ناصر 56» تخليدا لهذا الحدث... وهو قائد حرب الاستنزاف.. وأنا الذي أنتجت فيلم «الطريق إلي إيلات» تحية وتقديرا لتلك المعارك التي ردت هيبة مصر.

وأسأله: وهل أنتجت تلك الأفلام تكفيرا عن «الكرنك» وأخواته؟

ـ أبدا... عايز أقول حاجة مهمة.. أفلامي التي اعتبروها طعنا وتشهيرا في الثورة وزعيمها ينسون أنها من تأليف نجيب محفوظ... هو صاحب الفكر والآراء الرئيسية فيها، ومع ذلك يهاجمونني أنا وكأنني مؤلف الشخصيات وصاحب الآراء.

أنا كتبت السيناريو والحوار لأفلام مأخوذة عن روايات كتبها نجيب محفوظ ونشرها في «أهرام» عبدالناصر، وبموافقة هيكل... ولم يتهم نجيب محفوظ أنه عدو الناصرية، في حين هاجموا السينارست الغلبان... أليس ذلك أمرا مضحكا؟

حاجة ثانية... فيلم «الكرنك» كان يدين انحراف المخابرات وعبدالناصر نفسه أدان هذا الانحراف ورفضه وحاكم مرتكبيه وبعضهم دخل السجن في عهده.... فيلم «ميرامار» كان يدين انحرافات الاتحاد الاشتراكي، وهو ما فعله عبدالناصر، كذلك... هذا تاريخ ثابت.. فلماذا يريدون أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك؟

أنا عمري  ما كنت من أعداء الثورة، ولا من كارهي عبدالناصر... ده أنا أنتجت فيلمين... «ناصر 56» و«الطريق إلي إيلات» خلت كثيرين يعتقدون أني ناصري..

·         أقدر اسمي تلك الآراء «عودة الوعي» علي طريقة ممدوح الليثي؟

ـ سمها ما شئت... المهم أن تتضح الصورة، ويعرف الجميع، أنني لم أكن يوما ضد الناصرية.

·     أتوقع أن يثير رأيك هذا مزيدا من مخاوف أسرة المشير عامر، وتصر علي موقفها من فيلمك الجديد «الرئيس والمشير»، فهم من البداية يتصورون أنك ستنحاز ضد المشير؟!

شوف السيدة برلنتي عبدالحميد كلمتني في التليفون، وقلت لها إن الفيلم موضوعي جدا،  ولا ينحاز لطرف علي حساب الآخر، بل يتناول علاقة عامر وناصر من واقع التاريخ والوثائق... وقلت لها إن دورها مكتوب حلو جدا، ولكنها تصر علي أن تقرأ السيناريو أولا... وهذا أمر مرفوض، فكوني أرسل لها السيناريو معناه أنني أطلب موافقتها وتصريحا منها بالقبول....  التصريح الوحيد الذي أعترف به هو تصريح الرقابة، وقد حصلت عليه بالفعل، وكون أن الرقابة أرسلت السيناريو إلي المخابرات العامة أو المخابرات العسكرية فهذا تزيد لا داعي له... أنا ضد تعدد جهات الرقابة، والتساهل في هذا الأمر سيغري جهات عديدة بالتدخل... وليس بمستبعد أن يطلبوا بعد ذلك موافقة الحزب الوطني أو مجلس الشوري.

·         معني كلامك أن الفيلم لم يحصل بعد علي موافقة بالتصوير؟

ـ السيناريو أرسل إلي المخابرات العامة والمخابرات الحربية ومازال لديهم.. ومنذ أيام اتصلت باللواء مصطفي عبداللطيف مدير التوجيه المعنوي وقلت له إن التليفزيون المصري أذاع حلقات عن لغز انتحار المشير في برنامج اختراق الذي يعده ويقدمه ابني عمرو.... قلت له إن الحلقات التليفزيونية التي أعاد التليفزيون عرضها ثلاث مرات أجرأ كثيرا من السيناريو الذي كتبته... ومع ذلك تقبلها الجميع وأشادوا بها، ولم تخرج المظاهرات في الشوارع احتجاجا عليها... فلماذا تتخوفون من السيناريو وكأنه جريمة سوف تقع... علشان الفيلم يطلع بالشكل اللائق لازم الجيش يقف جنبي... ولازم الجهات المسئولة تتأكد أنه عمل وطني لم أقصد به سوي وجه الوطن والحقيقة.

.. لا أنا منحاز لعبدالناصر... ولا أنا ضد المشير.

·         فوجئت بتدخلك السريع لحل المشكلة التي طرحتها نعمات البحيري؟

ـ وفوجئت ليه؟! هذه قضية عادلة.. أنا قرأتها وابتسمت لأنني اكتشفت أن فيه حالة عبثية، إذ إن الأديب عليه أن يدفع طبقا للوائح رسما نسبيا يزيد علي ما يتقاضاه هو بالفعل... فيه لوائح وتشريعات بالية لابد من تعديلها فورا.

وبعد الذي كتبته نعمات، وما كتبه أسامة عكاشة  اجتمع مجلس نقابة السينمائيين وقررنا أن نرحب بانضمام أعضاء اتحاد الكتاب إلينا.... أبوابنا مفتوحة لهم للحصول علي عضوية شعبة السيناريو بالنقابة، سواء عضوية عاملة أو منتسبة.. وإلي أن يتم هذا أعطيت تعليمات أن كل من يحمل كارنيه اتحاد الكتاب عليه أن يتقدم بمصنفه إلي الرقابة، وأن يؤجل دفع الرسم النسبي للنقابة إلي أن يتعاقد علي العمل بالفعل، ويحصل علي مستحقاته.

وهنا يجب أن أوضح أن الرسم النسبي الذي تحصل عليه النقابة يعد من الموارد المهمة لدعم خزانة النقابة، لمواجهة أعباء كثيرة مطلوبة منها.. إحنا مطالبون بفلوس لعلاج 4000 عضو، ودفع معاشات... حتي مصاريف الجنازة ندفعها من ميزانية النقابة.

علي العموم المشكلة تم حلها... وهذه دعوة مفتوحة مني لأعضاء الاتحاد للتقدم إلي شعبة السيناريو بالنقابة، حتي يتجاوزوا عن روتين اللوائح.

* دعوة للأدباء

·     تدخلت نعمات البحيري التي كانت حاضرة معنا في الحوار وطالبت ممدوح الليثي بإنصاف أكبر للأدباء، واقترحت أن يخصص جهاز السينما فرعا لإنتاج أفلام مأخوذة عن روايات أدبية، خاصة أنه نفسه اكتسب شهرته من روايات نجيب محفوظ  التي حولها إلي الشاشة الفضية.

ـ وأجاب الليثي: لابد أن نعترف أن الأعمال الروائية فقدت بريقها، ولم تعد تحظي بنسبة المقروئية والانتشار القديمة... أذكر وأنا ابن 16 عاما كنت أقرأ روايات نجيب محفوظ وإحسان والسباعي وفتحي غانم ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم.

ولا أريد أن أنسي ثروت أباظة الذي أنتجت له 20 قصة وأنا مسئول عن قطاع الإنتاج.. كل هؤلاء المبدعين وغيرهم كان إنتاجهم يصلني باستمرار، ويحرصون علي أن أقرأه... يوسف السباعي إلي أن مات كان يرسل لي كل رواية تصدر له.. زوجة الأستاذ نجيب أطال الله في عمرهما كانت ترسل لي إنتاجه أولا بأول.... نيرمين القويسني مديرة مكتب إحسان كانت مكلفة منه بأن تصلني رواياته.... ولذلك تحولت أغلب أعمال هؤلاء المبدعين إلي أفلام ومسلسلات.

أما الجيل الحالي من الأدباء فأنا أعتبرهم «غلابة»، إذ إن لديهم ثلاثة معوقات تحرمهم من فرص الانتشار وتحقيق نجومية الأجيال السابقة:

1 ـ إن فرص النشر الصحفي لأعمالهم أصبحت محدودة جدا... زمان كانت «الأهرام»، تنشر روايات نجيب محفوظ مسلسلة... و«روز اليوسف»، تنشر قصص إحسان... و«صباح الخير» تنشر أعمال صبري موسي وفتحي غانم... الآن لم يعد هذا التقليد الصحفي الراسخ معمولا به.. مما حرم مبدعين شبانا حقيقيين من الوصول للناس... مؤخرا دعيت إلي ندوة بكلية من كليات الإعلام الجديدة وسألت الطلاب الموجودين بالقاعة: من شاهد أفلامي المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ؟ فوجدت أن 90%  شاهدوها.. وسألت: من قرأ الروايات نفسها؟! وفوجئت أنهم لا يزيدون علي ثلاثة فقط من بين 500 طالب اكتظ بهم المدرج.

إذن الروايات انتشارها محدود... ومن ثم علي أصحابها أن يسعوا هم إلينا، لأنني لا يصح أن أقف علي باب اتحاد الكتاب وأنادي: مين عنده قصة تنفع تتعمل فيلم؟!

 2 ـ إن الحركة النقدية الأدبية مقصرة بشدة في تسليط الضوء علي الأعمال الجيدة.. ولولا ما نشر عن رواية علاء الأسواني «عمارة يعقوبيان»، والاهتمام النقدي بها لمرت مرور الكرام، ولم تحصل علي ما تستحقه من تقدير.

3 ـ اتهم الأدباء أنفسهم بالكسل.... أغلبهم عنده «ألاطة» ويمكنك أن تسميها كبرياء أو اعتزازا مبالغا فيه بالنفس.... يا أخي مرة واحد أرسل لي قصة في البريد، أعجبتني فقررت إنتاجها وتحويلها إلي فيلم.. حدث ذلك وأنا في قطاع الإنتاج.. ومستعد أن يحدث وأنا في جهاز السينما... يا سيدي الأديب احتفظ بكبريائك وأرسل لي أعمالك بالبريد، أنا نفسي في قصص كويسة.

ولا أخفي سرا عندما أقول إن أغلب الأفلام الموجودة في السوق عرضت علي في البداية ورفضتها.. جاءني سيناريو «اللمبي» وقلت لمؤلفه: الفيلم ده هينجح  جدا لكني لا أجرؤ علي إنتاجه لأن مستواه لا يتفق مع سياستنا.

أنا مصمم علي إنتاج أفلام محترمة لها قيمة... يعني دخلت في إنتاج فيلم «إسكندرية نيويورك»، لأني أتشرف بأن يقدم الجهاز فيلما ليوسف شاهين حتي ولو لم يحقق أرباحا... وأرفض أن أنتج فيلما مثل «عوكل»، حتي لو حقق لي 100 مليون جنيه.. هذه قناعتي وأنا متمسك بها.

·         أعتبر أن هذه دعوة منك للأدباء، ووعد بأن يتبني الجهاز إنتاج أعمالهم الإبداعية؟

ـ أكرر: أنا نفسي في قصص حلوة.. يا أخي أنا اشتريت قصة  «تائه بين السماء والأرض»، لإحسان عبدالقدوس مؤخرا لصالح الجهاز.. القصة عاجباني مع أني اشتريتها وأنا في قطاع الإنتاج من 20 سنة وتعثر إنتاجها.. اشتريتها تاني علشان أعملها.. القصص الجيدة تفرض نفسها.

لن أمسك بطارية وأدور في الشوارع أبحث عن الروائيين واللي عنده قصة حلوة.. فلماذا لا يتقدمون هم بإنتاجهم إلينا.. لا أري في هذا ما يسيء بل ربما يساهم في إنصاف جيل من المبدعين إذا تحولت أعمالهم إلي السينما.

·     رغم أن مهرجان الإسكندرية علي الأبواب إلا أنني ألاحظ أن الأمور تسير في هدوء غير معتاد.. فالدورات السابقة شهدت نزاعات وصراعات ومشكلات كانت تبدأ قبل بداية الدورة بشهور... فماذا حدث؟

ـ شوف.. هذا العام إحنا عملنا لجنة عليا برئاستي وبصفتي رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان وتضم في عضويتها صلاح شقوير، رئيس صندوق التنمية الثقافية، وعلي أبوشادي، رئيس المركز القومي للسينما، ود. مدكور ثابت رئيس جهاز الرقابة، والناقد الصديق رؤوف توفيق الرئيس الجديد للمهرجان... اجتمعنا ووضعنا خطوطا عريضة، التزمنا بها ومن بينها أن نمنح رئيس المهرجان كافة السلطات مالية وإدارية وفنية، حتي لا تحدث الازدواجية بين اختصاصات رئيس الجمعية ورئيس المهرجان وهي الازدواجية التي كانت سببا في المشاكل.

ولذلك تجد أن الأمور تسير في هدوء وسلام وفيه تعاون حقيقي  ورغبة في الخروج بالمهرجان بأبهي صوره.. ولكن تبقي المشكلة الأهم.

·         وما المشكلة الأهم؟

ـ مشكلة التمويل... نحن نقيم مهرجانا دوليا بملاليم... ولذلك ذهبت لمقابلة وزير الثقافة الفنان فاروق حسني... وقلت له بصراحة لازم الوزارة تشارك جمعية كتاب ونقاد السينما في إقامة المهرجان... إحنا في الجمعية مجرد أفراد متطوعين.. يعني لو قلت لواحد كلمة لم تعجبه سوف يتركك ويمشي لأنه لا يتقاضي أي مقابل، وسيقول  لك: لست موظفا عندك.. علشان كده إحنا محتاجين «دعم بشري»، من الوزارة محتاجين لخبرة موظفي الصندوق والمركز للمشاركة في تنظيم المهرجان.. وللأسف تصور البعض أنني سلمت المهرجان لوزارة الثقافة... في جميع الأحوال كان المهرجان يقام تحت رعاية الوزارة وبدعمها ومادام الأمر كذلك فلماذا لا تكون رعاية بحق وحقيقي.

لو عرفت ميزانية المهرجان لازم تضحك.... نحن نحصل علي دعم من الوزارة قدره 100 ألف جنيه، بالإضافة إلي 75 ألفا من محافظة الإسكندرية، و100 ألف من طارق نور مقابل إعلانات.. يبقي إجمالي الميزانية 325 ألف جنيه... ولو قارنت هذه الميزانية بميزانية مهرجان فينسيا التي تبلغ 80 مليون دولار، و«كان» التي تزيد علي 180 مليون دولار، أو حتي ميزانية مهرجان «القاهرة» «5 ملايين جنيه»، ستكتشف أننا نقيم مهرجانا دوليا «بنكلة»، ورغم ذلك فأنا متفائل أن يخرج المهرجان هذا العام بصورة أفضل.

·         ومن يتحمل مسئولية عواصف الدورات الماضية؟

ـ المشاكل كانت تأتي من كلمة «اشمعني».. هذا مهرجان كما قلت إمكاناته محدودة، وبنود إنفاقه واضحة: 200 ألف جنيه لإقامة نحو 80 فردا بين فنانين ونقاد وصحفيين من مصر والعالم، 50 ألفا تذاكر طيران للضيوف الأجانب و40 ألفا للجمارك علي الأفلام.

النتيجة أن عدد الضيوف محدود جدا، وعليك أن تستوعبهم في أقل من 70 غرفة، ثم تفاجأ بأن غير المعزومين يقولون لك اشمعني إحنا؟ والمعزومين يقولون لك اشمعني فلان تعطونه حجرة بمفرده.

مع أن هذا الذي حصل علي هذا الحق ليس من أجل سواد عيونه، بل لظروف خاصة.. فلا يصح أن تعزم ناقدة كبيرة مثل حسن شاه مثلا وتنزلها مع محررة من عمر أولادها.

ومن هنا كان يحصل الخلل والمشاكل وفي ظروف مثل هذه لازم تحدث لخبطة وبلبلة، ويتعمد البعض ممن لم يحصلوا علي ما يريدون نشر أخبار خاطئة مثلما حدث العام الماضي عندما نشر أحدهم أنني «سلطت» مذيعة حفل الافتتاح لتقدم الوزير قبل رئيس المهرجان حتي تحدث بلبلة.. مع أن الأمر كان سهوا وبحسن نية.

هذا العام إحنا عاقلين جدا، والأمور محسوبة ومحسومة بعد أن وزعنا الاختصاصات ونزعنا الفتيل المسبب للانفجارات.

·         سؤال أخير.. عن مشروعاتك الإنتاجية القادمة؟

ـ أفكر في ترشيح المطربة السمراء شيرين لبطولة فيلم «تائه بين السماء والأرض»، فكل مواصفات بطلة إحسان عبدالقدوس تنطبق عليها تماما..  وعندي مشروع لإنتاج فيلم استعراضي كبير.. لم أستقر بعد علي أبطاله.. بالإضافة إلي مفاجآت سأعلنها في الأيام القادمة.

جريدة القاهرة في 10 أغسطس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

صاحب «الكرنك» و«ميرامار» و«ثرثرة فوق النيل» في حوار «تاريخي»

ممدوح الليثي في «عودة الوعي»:

أنا ناصري.. ولولا عصر عبدالناصر ما تعلمت وما أصبحت شيئًا مذكورًا