شعار الموقع (Our Logo)

 

فهد الشرف الذهبي للمخرج الإيطالي أرماندو أولمي

فهد الشرف الذهبي ـ قمة التكريم للفنان عن انجازاته الفنية طوال حياته، سلم في حفل ضخم بالساحة المكشوفة أمام تسعة آلاف من الحضور، للمخرج الايطالي ارماندو أولمي (73 سنة). سبق وأن حظي بهذا التكريم عن انجازاتهم في عالم السينما المخرج الانجليزي كين لوش الدورة السابقة 2003 .حيث وقف أمام الجمع الحاشد مهاجماً سياسة رئيس وزراء بلده بلير، ورئيس جمهورية اميركا بوش، في سجل التكريم نجد اسماء مثل المخرج البرتغالي الكبير مانويل دي أوليفيرا الذي تجاوز التسعين من عمره وما زال ناشطاً، والمخرج الفرنسي ـ السويسري جان لوك جودار، والمخرج الايطالي برناردو برتو لتوشي والمخرج الفرنسي جاك ريفت والمخرج الصيني شين كايجي .

والمخرج الأميركي سيدني بولاك، والمخرج الألماني فيرنر شرويتر.تتنوع إبداعات أولمي بين السينما والمسرح والأدب (فاز بجوائز أدبية عديدة) في الرسم والتمثيل، وكذا الموسيقى حيث يقدم اختياراته بنفسه لموسيقى أفلامه.

رغم ان مواهبه هذه لم تظهر خلال دراسته حيث كان طالبا متواضعا و جاء من بيئة عمالية بسيطة حتى كاد ينقطع عن التعليم لظروفه المادية كما انه لم يتعلم لغة اجنبية وهو يشابه هذا المخرج الايراني الكبير عباس كياروستامي، تشاء الظروف ان يشترك معه مؤخراً في اخراج فيلم يجمع بينهما وبين المخرج الانجليزي كين لوش، وستشاهد روما قريبا اخراجه لأوبرا «ابنة الكتيبة العسكرية» لدونيزيتي .

ولن ينسى عشاق الفني السابع «شجرة الثقاب الخشبية» الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان عام 1978، كما فاز بالأسد الفضي لمهرجان فينيسيا 1988 عن فيلمه «الخيام الطويلة للسيدة» وبعدها بالأسد الذهبي عن فيلمه «أسطورة الشريب المقدس» وقوبل فيلمه «مهنة الأسلحة» بنجاح كبير في عرضه بمهرجان كان 2001.

بعد أن تسلم أولمي فهد الشرف الذهبي عن فيلمه الأخير «غناء خلف الشاشات» عن سيناريو له، يجمع فيه بين السينما والمسرح، من خلال المسرح الصيني في القرن الثامن، حيث يقدم رجل عجوز ـ شاهد على الأحداث او مؤرخ لها ـ عرضاً مسرحياً عن الأرملة «شينج» وهي امرأة لعوب تريد أن تنتقم لمقتل زوجها الذي كان قائداً لأسطول من القراصنة وخانه رفاقه تقرر أن تصفي أعداء زوجها .

وأن تتولى القيادة، يحدث كل هذا في مشاهد سينمائية خلفية، تأتي الى المقدمة، في حين يلاحظ احد الشباب العرض المسرحي وهو متعلق ببطلته الفاتنة، وهي تمد له الأمل في لقاء.. يستخدم أولمي تقنية المسرح الصيني القديم وموسيقاه معيدا بناء الأحداث بما يتفق مع العصر، رابطاً بين العناصر الملحمية والتاريخية.كما عرض لأولمي في برنامج «سينمائيو الحاضر» فيلمان قصيران (1953 ـ 1956) يؤكدان انتماءه في نشأته للطبقة العاملة، مركزاً على حياة ومشاكل العمال في بناء شبكة كهربائية، وفي تشييد خط أنابيب للبترول.

في الدراسة التي كتبها الناقد الإيطالي تيليو كيشيز عن أولمي ينقل عن المخرج الكبير فيتوريو دي سيكا، شاعر السينما الايطالية، إعجابه الحماسي بأولمي وتعدد نشاطاته ومقدرته ان يحقق ما يريد من أفكار حسب سليقته وهواه، وانغماسه في العمل، جسداً وروحاً، كأنما يريد أن يؤكد وجوده في الحياة، متشبثاً بها ومؤمناً بالمستقبل.

البيان الإماراتية

في 16 أغسطس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

Locarno

 

«البيان» في مهرجان لوكارنو السينمائي

لوكارنو/ فوزي سليمان

 

 

 

 

 

«العرس السوري» و«خصوصية» على شاشة الساحة الكبرى 

على مدى يومين متتاليين نطقت شاشات مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي باللغة العربية، وذلك من خلال فيلمين: الاول «العروس السورية» انتاج مشترك بين اسرائيل وفرنسا وألمانيا، والثاني «خصوصية» انتاج ايطالي. كل منهما شاركت فيه عناصر عربية أساسية في التمثيل، عرض الفيلم الاول في الساحة الكبرى المكشوفة، وعرض الفيلم الثاني في المسابقة الرسمية.وكلاهما في اطار البرنامج الخاص «حقوق الإنسان» الذي يقام للمرة الثانية وخصصت له ـ للمرة الأولى ـ جائزة مادية تقررها لجنة تحكيم دولية خاصة.

وسبق هذين الفيلمين كحدث خاص مفتتحا برنامج حقوق الانسان فيلم «باب الشمس» للمخرج المصري يسري نصرالله عن رواية الكاتب اللبناني إلياس خوري، ترددت اللغة العربية في كل هذه الافلام الثلاثة التي تحمل رؤى ومقاصد مختلفة ـ لم تكن هي اللغة الوحيدة فقد صاحبتها اللغة العبرية ـ واحيانا ـ الانجليزية.فيلم «العروس السورية» اخراج ايران ريكليس، عن سيناريو له مع سها عراف قام بأدوار رئيسية ممثلون من غرب اسرائيل هيام عباس، ومكرم خوري، وكلارا خوري واشرف برهوم وعدنان طرابيشي، وزفين بولس.. يدور الفيلم في منطقة الحدود بين الجولان ـ الذي تحتله اسرائيل منذ 1967 وسوريا حينما تحاول العروس «منى» وهي في رداء الزفاف عبور الحدود الى سوريا حيث ينتظرها «طلال» وهو نجم تلفزيوني سوري في الناحية الاولى .

وهي تنتمي الى اسر من الدروز لها تقاليدها التي نلمسها في استعدادات الزواج، والاهازيج واطلاق الرصاص في الهواء والرقصات، والمآدب.والدها وطني كان من رجال المقاومة وحبس في سجون اسرائيل، الدروز يحتفلون بتولي الرئيس الشاب بشار الاسد السلطة في سوريا، ويحملون صورته مع صورة حافظ الاسد، يضعون املهم في الرئيس الجديد يهتفون «في مظاهرة شعبية» بالروح بالدم نفديك يا جولان يعود اخوها من الغربة ومعه زوجة روسية لا يرحبون بها اول الامر رغم سعيها الى التفاهم.

منى متخوفة من عبور الحدود ستجد نفسها وحيدة غريبة عن اهلها اذا عبرت الحدود لن تعود الى بلدتها مجدل شمس. اختها الكبيرة امال ليست على وفاق مع زوجها تريد ان تكمل تعليمها بجامعة حيفا تثور مشكلة بيروقراطية عند الحدود بسبب تعنت ضابط الجوازات الاسرائيلي الذي اصر على وضع الختم الاسرائيلي وتعنت الضابط السوري الذي رفض هذا الختم. مندوبة الصليب الاحمر تسعى بين الطرفين للتوفيق، تفشل مساعيها يصبح يوم زفاف منى «اكثر ايام حياتها حزنا».

الكاتبة الفلسطينية (اسرائيلية الهوية!) سها عراف اختارها المخرج لمعرفتها بالعالم العربي وخاصة الدروز لمشاركته في كتابة السيناريو ولنظرتها التقدمية كما يقول المخرج نفسه امضى ثلاث سنوات في الذهاب الى الجولان ولقاء سكانه من الدروز، محاولا التعرف على الابعاد السياسية والاجتماعية لدروز الجولان راعته مشاعر العداوة واللامبالاة والبيروقراطية التي تمنع اي تفاهم وصور الفيلم في المناطق الحقيقية في الجولان اراد ان يدين الحدود المادية والعاطفية والعقلية.

كما قال له تجارب سابقة مثل فيلم «يمكن ان ترى دمشق ذات يوم صحو» (1984)، وازدهار (1993) قد تكون له نية طيبة في تحقيق التفاهم ولكنه لم يستطع ان يصل الى جذور المشكلة وهي الاحتلال الإسرائيلي وسياسة العدوان الصهيوني، ولكن نيته هذه يستثمرها أو لعلها تستثمر من قبل هيئات دولية ألمانية وفرنسية، وكذا من جانب مؤسسة دعم السينما الإسرائيلية!

فيلم «خصوصية» للمخرج الايطالي سافيريو كوستانزو «2 سنة» يقوم بالبطولة محمد بكري، الذي سبق ان اخرج فيلم «جنين».. ومعه عرين عماري.

دور رئيسي في فيلم «تذكرة من القدس إلى حيفا» و«هند أيوب» يعيش محمد مدرس الأدب الانجليزي مع أسرته وزوجته وخمسة من الأولاد والبنات يقع البيت في منطقة بين قرية فلسطينية وقاعدة عسكرية إسرائيلية، مما يجعلها تتعرض لاخطار القصف والرصاص المتبادل، وتقرر السلطة العسكرية الإسرائيلية احتلال الدور الأعلى للبيت بسبب موقعه الاستراتيجي ويرفض محمد ترك البيت، وفي نفس الوقت يؤمن بعدم جدوى العنف وان الحق لابد ان يعود، وان التفاهم ممكن.

تشعر الأسرة بعدم الأمن وعدم الخصوصية في حياتها أمام تلصص الجنود الإسرائيليين وازعاجهم لهم. يبدو المسكن غريباً. احتلال عسكري في الطابق الأعلى، وأسرة يجب ان تكتفي في مطالبها واحتياجاتها بالدور الأسفل، محمد يشعر بزعزعة سلطته ويحاول لم الشمل ونشر الطمأنينة في النفوس تبدو علاقاته الودية مع زوجته ومع بناته وأولاده، ولكنهم يشعرون باختناق. الابنة الكبرى تنادي بمقاومة الجنود ولكن كيف؟

في حين يعد الابن الأصغر كميناً بتفجيرات في الحديقة يحاول الفيلم تصوير المأساة الفلسطينية والضغط الواقع على الفلسطينيين، ولكنه في نفس الوقت يحاول تصوير الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي من وجهة نظر أو بعد رمزي، وقد زار إسرائيل لستة شهور لاستكمال السيناريو واستعان بكاتب سيناريو فلسطيني سيد قوشه.

ويقول المخرج ان فيلمه يكشف عن معلومات حقيقية لا نعرفها: الجانب الشخصي وراء الأحداث. كيف تعيش أسرة فلسطينية وسط الضغوط ورهبة الظلمة ليالي القصف، ومن هنا اقتربت الكاميرا من شخصيات الفيلم حتى تكاد تحس بأنفاسهم. ينتهي الفيلم باظلام وانفجار.. من أي مصدر ومن أصيب لا اجابة. نية طيبة في محاولة إدانة الاحتلال الإسرائيلي بتناول رأي تسجيلي يركز على الشخصيات والأحاسيس الإنسانية.

البيان الإماراتية

في 17 أغسطس 2004