تقنية الفيديو والديجيتال في مسابقة رسمية يحاول مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي الذي يقام في القطاع الايطالي من الاتحاد السويسري «4 ـ15 اغسطس 2004» في ظل مديرته الفنية الناقدة الايطالية ابريني بينياردي اللحاق بكل جديد في السينما العالمية، واكتشاف المواهب الشابة، وكذا اعطاء مساحة لبرامج خاصة تناقش قضايا اساسية انسانية وسياسية واجتماعية، كما في برنامج «حقوق الانسان» الذي ينطلق من ميثاق حقوق الانسان للامم المتحدة 10 ديسمبر 1948 من خلال افلام روائية وتسجيلية قصيرة وفيديو ومائدة مستديرة. وهذا العام برنامج خاص جديد من الصفحة الاولى او اخبار الصفحة الاولى يتناول دور الصحافة ووسائل الاعلام في صياغة الرأي العام وحسن او اساءة توجيهه، او الكشف عن فضائح سياسية، وذلك من خلال برنامج موسع لافلام قديمة وحديثة، ومائدة مستديرة، ويواصل المهرجان اهتمامه بأفلام الشباب في برنامجه الخاص فهو خصص هذه الدورة لافلام من دول ناطقة بالفرنسية الى جانب افلام سويسرية، وفي اسبوع النقاد يختار النقاد السويسريون سبعة افلام تسجيلية. وتشكل لجنة تحكيم دولية لاختيار الفيلم الفائز. تكريم هذه الصورة لاسم النجم الاميركي الذي توفي الشهر الماضي مارلوني براندو، وللمخرج الايطالي الكبير إرماند اولمي بحضوره حيث يتسلم فهد الشرف الذهبي عن مجموعة انجازاته في عالم السينما، وفي برنامج «ابواب مفتوحة» تناقش احتمالات تشجيع السينما في بلاد آسيوية كانت من قبل تحت الاحتلال الفرنسي هي كمبوديا ولاوس وفيتنام العام الماضي كان البرنامج من اجل كوبا. تضم المسابقة الرسمية ثمانية عشر فيلما، من بينها ثمانية أفلام عمل أول وخمسة عمل ثاني، وذلك في اطار اهتمام المهرجان ـ حسب عهده ـ باكتشاف أحداث ومواهب جديدة من كل بلاد العالم. تأتي الافلام من العالم الثالث، والنامي ـ من الهند والصين وايران ومن فيتنام وجنوب افريقيا وكازاخستان الى جانب افلام من فرنسا وبريطانيا وأميركا وايطاليا واليابان وألمانيا. وسويسرا وتضم لجنة التحكيم المخرجة الباكستانية صبيحة سومار التي فازت بالفهد الذهبي ـ الجائزة الكبرى ـ لمهرجان لوكارنو 2003 عن فيلمها الأول «مياه مات» وهو عن مأساة تقسيم القارة الهندية بين باكستان والهند. والمخرج الفرنسي أوليفييه أساياسي، الذي بدأ ناقدا سينمائيا واهتم بالسينما الآسيوية في أبحاثه. وآخر أفلامه «نظيف» 2003 حقق نجاحا كبيرا، كما تضم اللجنة الناقد الانجليزي لاثير روبنسون صاحب الدراسات النقدية عن شابلن وموسيقى الافلام كما أخرج افلاما تسجيلية للسينما والتلفزيون. كان مهرجان لوكارنو من أسبق المهرجانات العالمية في الاهتمام بوسائط الفيديو والديجيتال، ويضم برنامج مسابقة الفيديو ستة عشر فيلما، ومن بين اعضاء لجنة التحكيم الباحث الايراني حميد دباشي والمخرج الأفغانستاني صديق بارماك الى جانب المخرجة البلجيكية شانتال أكرمان. أهم مميزات مهرجان لوكارنو هذه الساحة الكبيرة المكشوفة التي يحضرها 7 آلاف مشاهد على الاقل، ويضم البرنامج افلاما قديمة وحديثة. يعرض فيلم كوميادا الذي يعود الى العام 1970 تكريما لاسم النجم الاميركي ـ الذي توفي الشهر الماضي ـ مارلون براندو، كما يعرض فيلم «الرائحة الحلوة للنجاح» في اطار البرنامج الخاص «أخبار الصفحة الاولى . وهو من انتاج 1957، وكذلك ـ كل رجال الرئيس» عن فضيحة ووترجيت وفي نفس هذا الاطار فيلم حديث هو الاميركي «اصطياد الرئيس» ـ اخراج نيكولاس بيري ـ (2004) و«مصنع كرة القدم» ـ بريطاني ـ ألماني (2004) اخراج نيك لوف، وفيلم «إنساني فحسب» ـ اخراج تيريزا دي بيليجري ـ اسباني بريطاني ـ ارجنتيني ـ برتغالي ـ 2004 . و«أوه يوم سعيد» اخراج هيلا جوف: دنماركي ـ بريطاني 2004، و«العروس السورية» ـ اخراج إيراني ـ يكليس اسرائيلي ـ فرنسي ـ 2004، و«روجورا» ـ اخراج باتريس ليكونت فرنسي ـ 2004. برنامج سينمائيو الحاضر يجمع بين السينما والتلفزيون والفيديو ـ في رؤى حديثة حتى يمكن ان نطلق عليه سينمائيو المستقبل، في استهداف أشكال حديثة ـ يعرض 40 فيلما من ـ نصفها بالفيديو والديجيتال ـ ونجد من بين المخرجين أسماء كبيرة مثل المخرجة الفرنسية فلْفض َّمَهء ابنيس فاردا، كما نجد أسماء شابة مثل المخرج الشاب مرار مازابيف من جيورجيا في انتاج مشترك مع هولندا. البيان الإماراتية في 9 أغسطس 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
«البيان» في مهرجان لوكارنو السينمائي لوكارنو/ فوزي سليمان |
«ياسمين» فيلم بريطاني يدين العداء للإسلام تفاقمت ظاهرة الاسلاموفوبيا «التخوف من الاسلام» ومعاداة المهاجرين المسلمين الى الغرب ـ اوروبا الغربية واميركا الشمالية ـ بعد احداث 11 سبتمبر 2001، رغم ان اغلب هؤلاء المهاجرين المسلمين كانوا قد تجنسوا بجنسيات البلاد التي هاجروا اليها، واصبحوا عنصراً له فعاليته في داخل المجتمع الغربي. يتناول الفيلم البريطاني (انتاج مشترك مع ألمانيا) «ياسمين» للمخرج الاسكتلندي كيني جلينان هذه الظاهرة في المجتمع الغربي من خلال حياة اسرة باكستانية تعيش في شمال انجلترا، وفي نفس الوقت يتناول موقف شخصية شابة باكستانية الأصل بين هويتين تتنازعانها: هوية غربية ولدت ونشأت في ظلها، وهوية اسلامية بسبب تمسك والدها المحافظ بالتقاليد الاسلامية وفروض الاسلام، حيث نستمع منذ أول الفيلم الى صوت القرآن الكريم من خلال الميكروفون. مما يوحي بأن جالية اسلامية لها شأنها تعيش في هذه البلدة، ويبدو انقسام هوية الفتاة في سلوكها وفي ملبسها، فهي تقود سيارة وترتدي الحجاب، وتنزل منها لتخلع حجابها وترتدي زياً غربياً ـ كاشفاً ـ لتبدو مثل غيرها من الفتيات الانجليزيات، وهي تفخر بأنها لم تدخل المسجد لتصلي منذ خمس سنوات، وفي الحانة تلتقي بصديقها وصديقاتها الانجليزيات تحاول مجاراتهن تشرب الخمر في كوب يبدو انه لعصير الليمون. وتشارك في الرقص، تبدو ساخطة على ثقافة بلادها الاصلية، وهي متزوجة من قريب بعيد خضوعاً لأمر والدها، جاء من باكستان حيث كان راعياً للغنم والزواج وسيلة للحصول على الجنسية الانجليزية، لا يقربها وهي لا تبالي به تحتقره وتنهره اذا تلصص عليها في حجرتها، الوالد المحافظ الذي يراعي التقاليد غاضب عليها «الى اي مدى سيذهب هذا الجيل الجديد؟!»، في نفس الوقت لم تكن حياة الباكستانيين سهلة حتى قبل 11 سبتمبر، يكتبون على الحائط . «أيها الباكستانيون عودوا لبلادكم»! ـ لكن اخبار ومشاهد سقوط البرجين في نيويورك تثير المشاعر المعادية عنفاً. تقابل ياسمين مشاكل في عملها، وسوء معاملة من زميلاتها وصديقاتها، وذات يوم ينقض البوليس بشراسة على بيتها، بحثاً عن زوجها «فيصل» رغم انه كان يبدو طوال الوقت انساناً زاهداً عما حوله ـ جاء مرة بعنزة سماها صديقته، اتهم البوليس فيصل بأنه ارهابي، وانه عضو منظمة ارهابية خطيرة، حطم البوليس كل متاعها، وكان فيصل غائباً وعاد بعنزته ليستسلم بهدوء!. تحاول زيارته في السجن لأخذ توقيعه على طلب الطلاق. تعامل أسوأ معاملة، تفتش بامتهان لكرامتها بل وتتهم بأنها تخفي معلومات مهمة. يهددونها بتوجيه تهمة هجرة غير شرعية. يرفض صديقها الانجليزي ان يتعاون مع البوليس، ولكنها تتركه إلى صديقاتها، تقرر بقناعة ان ترتدي الحجاب. يطلق سراح فيصل لعدم ثبوت اي ادلة بتورطه مع اي منظمة ارهابية.بعد طلاقها تمنحه ياسمين مئة جنيه استرليني ليعود لبلاده ومراعيه.لكن في نفس الوقت ترى جماعة من الملتحين يدعون الشباب الباكستاني إلى مساندة اخوتهم المجاهدين في افغانستان وفلسطين». اخوتكم يقتلون كل يوم ـ «هذا طريقكم إلى الجنة».. شقيق ياسمين الاصغر الذي كان يتاجر في الحشيش، ويعاشر البنات الانجليزيات يتغير ويقرر السفر. تلتقي صديقها الانجليزي لم يتعرف عليها وهي بالحجاب، اجابت على دهشته بأنها ذاهبة للمسجد.. ياسمين تتصالح مع جذورها. قام المخرج ومعه كاتب السيناريو قبل بدء مشروع الفيلم ببحث ميداني حول الجاليات الاسلامية ـ الآسيوية خاصة ـ التقى بأسر اسلامية ارتابت في شأنه اول الامر ثم آنست اليه، ونال تدريجيا ثقة افرادها وقد استعان بعناصر محلية من بلدة يوركشير ـ ولو ان نساء مسلمات عديدات رفضن الظهور، وقد اختار لدور ياسمين ممثلة محترفة باكستانية الاصل هي «آرتشي بنجابي». كانت قد ظهرت في فيلم «الشرق هو الشرق».وقال عن مشاهد العنف التي مارسها البوليس في الفيلم ان لها اساساً من الواقع وقال: «انني اردت ان اقدم فيلما يعكس صورة واقعية لما حدث فعلاً لكثير من المواطنين... من الطبقة العاملة.. وقد لجأت إلى الدعابة والفكاهة احياناً كونها من وسائل تعبير المظلومين والفقراء عن تعاستهم. وقد قصدت ان لا تكون الشخصيات الآسيوية في الفيلم كاريكاتورية او نمطية، بل اردت ان يكونوا اناساً عاديين، ويعترف انه تأثر بالمخرج الانجليزي الكبير كين لوش في بحثه الدؤوب عن الحقيقة.ويضيف «اردت ان اقدم صورة ايجابية عن المجتمع الاسلامي وان انفي ما تناثر من اقاويل خاطئة ـ عن الاسلام ـ اسلاموفوبيا ـ بعد مأساة 11 سبتمبر. وقد شاهدت بعيني حرباً ظالمة ضد هؤلاء المهمشين وعقيدتهم بعد 11 سبتمبر ـ تعرضوا للاهانة بسبب لونهم وعقيدتهم».قوبل الفيلم بعد عرضه في صالة ضخمة بمهرجان لوكارنو بتصفيق متواصل، وعلمنا من احد الصحافيين الانجليز ان الفيلم عرض في نفس البلدة التي قامت فيها الاحداث وقوبل باهتمام ونقاش ـ لعله كان نوعاً من مراجعة النفس او الاعتذار. البيان الإماراتية في 15 أغسطس 2004 |
|