شعار الموقع (Our Logo)

 

 

1-بحثاً عن العدالة والحب والحرية

اللقطات الأولى من فيلم " اللصوص" للمخرج الأمريكي باري ليفنسون تكشف عن هويته واتجاهه بشكل قصدي، فنرى على نحو ظاهر انه صياغة أخرى جديدة لفيلم العصابات الشـهير "بوني وكلايد" الذي أخرجه الأمريكي آرثر بن عام 1967، ليصبح فيما بعد أحد أساطير السينما الأمريكية .

يعتقد النقاد إن محاولة سينمائية تناصية من هذا النوع يمكنها أن تحظى باهتمام الجمــهور الذي احب النسخة الأصل دائما، إلى درجة أن قاده هذا الحب إلى الوقوع في رد فعل تقلـيدي إزاء النسخة الجديدة، جعل من استقباله الآني حبيس المقارنة بين النسختين . وبرغم مشروعيـة هذه المقارنة وضرورتها أحيانا، يلزمنا الانتباه إلى أن أسلـوب المحاكاة بالنسبةللمخرج( ليفنسون ) ليس هدفا منشودا بحد ذاته، إلا في حدود استعادته لملامح معينة تسهم في الإبقـاء على تقارب الأجواء والشخصيات ضمن الإطار العام للقصة، وتسمح للفيلم– في الوقت نفسه – بالمغايرة مضمونيا وفنيا عبر امتلاكه لغته الخاصة .

قد يجد البعض منا إن التقاء الفيلمين في الخطوط العامة واختلافهما في التفاصيل أو العـكس، هدفه اللعب على معادلة التقارب والافتراق التي بوسعها استثارة ذهن المشاهد للوقوف على خصوصية كل فيلم، ومن ثم دفعه للبحث خارج ذاكرته عن اشارات تفسر تحول الشخصية عن العنف المجاني في ضوء متغيرات عدة تستوعب رؤيتـنا الحالية للأحداث والوقائع ورغبتنـا في تجاوز نمطية ( الصورة ) .

من ناحية أخرى ما زالت الأسباب الموضوعية التي تقف وراء شيوع هذه القصص ( الواقعية أو المتخيلة ) قائمة ومستمرة، بل إن العنف والتمرد والاغتراب مظاهر مهيمنة بقوة وتعد عنوانا ملازما للحياة اليومية يعبر عن مسارها بصيغ مختلفة، ربما يكون اشدها وضوحا، انعكاسها المرئي على الشاشة كصورة نمطية مريرة تلخص التحولات الخطيرة في عالم اليوم .وقد يكون من المفارقة لا غير، أن هذا الواقع الحالي المفزع حتم على المتفرجين الشعور بالحنين إلى عنف الماضي الذي يبدو عنفا طفوليا ساذجا مقارنة بالمشهد الدموي الواسع للسينما الأمريكية التي تسعى اتجاهاتها المعروفة إلى تأكيده ونشره بدأب ومثابرة قل نظيرهما .

إن تأمل الفكرة الرئيسية في الفيلمين المذكورين أعلاه، يعني – بحال من الأحوال – اجتياز الفاصل الزمنيبينهما، وفتح الطريق أمام المتلقي لإدراك المنحى الفكري والدرامي وتأثيراته على رسم الشخصية السينمائية بصفتها أسطورة بطولية جمعية تتغذى غالبا من حصيلة ذخائر هوليود الرائجة إعلاميا . وليس من المبالغة القول إن بعض الشخصيات السينمائية الشهيرة أصبحت بمرور الوقت رموزا شعبية ملهمة لأجيالمن المشاهدين على اختلاف مستوياتهم وتطلعاتهم . فمنذ ( بوني وكلايد ) والحديث لم ينقطع عن سينما العنف أو عن ظاهرة العنف في السينما، التي يتبدل إيقاعها من حين إلى آخر وفقا لدرجة التناغم الفكري والمعنوي مع مؤشرات الحياة السياسية والاجتماعية والنفسية .وبالطبع شهدت صالات العرض قبل ذلك التأريخ، أفلاما عدة تناولت الموضوع نفسه، وقد بالغ بعضها في الترويج له، لكنها إجمالا كانت ابسط من أن تمتلك وجهة نظر خاصة ورؤية جادة تحاول توظيف فكرة العنف في السينما كوسيلة للنقد الأيديولوجي والاجتماعي تتوجه إلى تعرية الواقع الفاسد .وكما هو معروف كان للمناخ الفكري السائد آنذاك دورا كبيرا في تهيئة الأذهان لتلقي أسطورة الثنائي ( بوني وكلايد ) بعد أن وجدت أسباب تقبلهما على ارض الواقع . فَجَرت العادة أن يعاد إنتاج وتشكيل الواقع سينمائيا، بحيث يسارع المخرجون إلى صناعة أفلامهم من نسيج الأخبار والوقائع المؤثرة التي تظهر في الصحف اليومية ووسائل الإعلام الأخرى بعد إضفاء اللمسات التشويقية والدرامية عليها .

أما بخصوص فيلم ( اللصوص ) المنتج حديثا، فيصح القول انه بالإضافة إلى دوافع المنتجين للانتشار وجني الأرباح، تبدو الواقعة النفسية فيه متصلة مع صورة الماضي بشكل وثيق يساعد على نموها كموضوعة لا واعية ذات ديمومة . وقد يؤشر هذا الميل للوقوف عند اجتراح تنويعات على ثقافة الماضي ( المكتوبة أو المرئية ) حاجة الموضوعة للتعبير عن نفسها بمنحى مجازي يتطلب تفسيرات جديدة، ليس أبعدها عن التصور الرغبة في ابتكار نماذج فردية أخرى يمكنها أن تحل بديلا عن انعدام فكرة البطل الثوري في قاموس المجتمعات الرأسمالية الغربية . والحال هذه أشبه باستنطاق مكبوتات المخيال الشعبي المشفوعة بمئات الصور المختلفة عن حالات الهياج والتمرد والبطولة التي غالبا ما توجه سخطها ضد سلطة معينة تكون مسؤولة عن واقع عدم الرضى والاستغلال على المستويات كافة .

تلك الأوضاع المشتبكة أصلا جعلت الاعتقاد بالعنف أحد ابرز الممارسات السلوكية واكثرها شيوعا ودلالة ضمن محيط التوتر الذي يسم علاقة الفرد بالمجتمع . ومع تزايد هذه الميول تفاقمت الأزمة معلنة تصاعد موجة الانتقادات الحادة للأضرار الخطيرة الناتجة عن السكوت إزاء مختلف مظاهر البطالة والضياع والجريمة المتفشية أبان فترة الكساد الاقتصادي التي خيمت على الولايات المتحدة في الثلاثينيات . فكان من العلامات البارزة لتلك الفترة ظهور مجموعة من العصابات الشهيرة التي حظيت بدعم فئات واسعة من المهمشين والمعدمين تتطلع إلى التشهير بالأوضاع السيئة والانتقام من المستفيدين منها، إحلالا لعدالة الشارع محل العدالة الغائبة !

اغلب افراد تلك العصابات كانوا ممن عانى لوعة الاستلاب والفقدان والحبس والعقاب، أولئك الذين يشعرون في أعقاب خروجهم من السجن، إن أشياءً كثيرة قد تغيرت، حتى أن العالم لم يعد مكانا صالحا لذوي النية الطيبة أو الإحساس الضعيف . من هنا نجدهم يعتقدون بان الفرد يصبح حرا بقدر خروجه عن القانون . لكنهم رغم ذلك وبسببه يتبنون فلسفة براغماتية خاصة تبرر أفعالهم وتعينهم على التمييز بين الخطأ والصواب .

إن تصورات من هذا النوع ليست سطحية في حال عرضها كصورة سينمائية يتذكرها الجميع إلى الآن، وهي التي ستدفع أبطال فيلمي ( بوني وكلايد ) و ( اللصوص ) على حد سواء إلى المضي بعيدا فيما يؤمنون به، مثلهم مثل الناس الأسوياء الذين يأسفون بشدة لضياع حياتهم في البؤس والعزلة والشقاء، بفارق أن أبطال ( ليفنسون ) يختارون أسلوبا اقل عنفا واشد طرافة ومتعة .

2- لصوص وسرقات وإضافات تزويقية

يفتتح المخرج ( ليفنسون ) عرضه السينمائي بمشهد درامي محبوك ينتمي في تسلسله الزمني إلى اللحظات الأخيرة من الفيلم . وخلال الدقائق الحرجة لهذا المشهد تطالعنا عصابة ( جو بليك و تيري كولينز ) وهي محاصرة في أحد البنوك من قبل حشود البوليس والصحافة، ومنشغلة اكثر في البحث عن سبيل ما للخروج من هذا المأزق . وقبل أن نرى بوضوح ما يسفر عنه هذا المشهد الافتتاحي ينتقل بنا الفيلم بطريقة ( الفلاش باك ) إلى متابعة الأحداث من مكان آخر، فيختار لنفسه بداية تقليدية تركز على محاولات جو بليك ( الممثل بروس ويلس ) لاستعادة مجموعته الصغيرة بعد خروجه من السجن . ويتاح للمتلقي عبر لقطات قصيرة فرصة جيدة لفهم أبعاد الشخصية الرئيسية ( جو بليك ) وتمييزها عن شخصية صديقه الحميم ( تيري ) . وهنا يفضل ( بليك ) تجنبا لأية اخفاقات متوقعة الاستعانة بالمقربين والثقاة، ومنهم بالطبع قريبه الشاب الذي تسند إليه مهمة سياقة السيارة أثناء عمليات السطو، فيجد في عمله هذا إشباعا لفضوله وارضاءً لولعه بالمخاطرة والشهرة !

وبجهود مجموعة متجانسة مكونة من ثلاثة أفراد تنجح معظم العمليات وفقا لما هو مخطط لها . ويعود السبب الحقيقي في ذلك إلى أن المجموعة الصغيرة هذه وضعت ثقتها التامة في اعتمادها أسلوبا جديدا غير مألوف في تاريخ السرقات الكبرى . تتلخص فكرته في أن يباشر ( بليك وتيري ) بجمع المعلومات الدقيقة عن كل ما يتعلق بالبنك المقصود قبل سرقته، وبشكل خاص معرفة هوية مدير البنك وعنوان مسكنه وأفراد أسرته . ومن ثم القيام بزيارته في منزله بشكل طبيعي لا يتطلب سوى القليل من الهدوء والعفوية . ومن دون مقدمات أو بطولات أو حيل، يطرقون الباب ليلا ويقدمون أنفسهم بعبارات قصيرة مهذبة توجز هدفهم من هذه الزيارة المفاجئة مع التلويح بعدم حاجتهم إلى استخدام العنف أو السلاح الذي يعدونه ضرورة شكلية ليس إلا . وبخبرة بارعة يتبادلون الأحاديث العابرة مع أفراد العائلة ويشاركونهم مائدة الطعام أحيانا . وخلال الانشغال بغرابة الموقف تتراوح مشاعر الجميع ما بين الدهشة والخوف والإعجاب، فيما تمر الساعات الحرجة وسط تبادل النظرات القلقة حول ما يمكن أن يحدث ..

وحيث أن لكل طرف غايته الأكيدة، تطمح الأسرة باستئناف حياتها الطبيعية، فيما يأمل الغرباء بحلول صباح وشيك يأتي محملا بالأمنيات والأحلام المنشودة .. عندئذ يتواصل عزم اللصوص في الوصول إلى البنك مبكرا برفقة السيد المدير، قبل توافد بقية الموظفين . فتبدو الفرصة الذهبية حينها سانحة أمامهم تنتظر فقط من يجمع الأموال ويحزم الحقائب بخفة ومهارة تليق برجال من طراز خاص !

على هذا المنوال تسير اغلب العمليات اللاحقة لعصابة ( بليك وتيري ) بحيث تتسبب غرابتها في خلق شهرة واسعة لهم، تضعهم – بعد حين – في مفارقات درامية شيقة . فكلما بالغت وسائل الإعلام في وصفهم بالخطورة والذكاء ازداد اهتمام الناس بهم وتعاطف الأغلبية المحرومة معهم، بشكل يعزز رغبة الفيلم السينمائي في سرقة قلوب المشاهدين وتعاطفهم معه !

وعلى غرار أسلافهم، يرفض لصوص ( باري ليفنسون ) سرقة الأموال بشكل عشوائي لا يفرق بين غني وفقير .

وهنا يقول ( بليك ) : إننا نفضل سرقة الأموال من الدولة، لأنها في الأساس تسرقنا كل لحظة، وما نفعله نحن بدورنا لا يتعدى استعادة حقوقنا منها . وكمتلقين نبدو كأننا أمام ( روبن هود ) عصري !

الأحداث اللاحقة للفيلم تطور محورا آخرايتمثل في ظهور شخصية جديدة تنضم إلى العصابة بفعل المصادفة وحدها، وهو ما لا يمكن تجنبه في قصص كهذه تعتمد الإثارة التقليدية . قبل ذلك نعرف خلال لقطات قصيرة أن كيت (الممثلة كيت بلانشيت ) امرأة متزوجة تمضي معظم وقتها في إنجاز أعمال البيت . وهي على الأرجح شخصية متمردة وساخطة على بلادة حياتها وافتقارها إلى المعنى . تعتقد بعد لقائها بـ ( بليك وتيري ) أنها ستجد في رفقتهم متعة وحيوية طال انتظارهما، وربما ملاذا آمنا يداوي اكتئابها ويحرر رغباتها من سجن الفراغ والوحدة واللامعنى .ولأنها المرأة الوحيدة الجميلة بين ثلاثة ذكور، تصبح ( كيت) محط إعجاب الجميع بمرحها وعفويتها وجرأتها . وتدريجيا تنضج المشاعر البسيطة لتصبح علاقة حب معلنة بين ( بليك وكيت ) التي لاتخفي- في الوقت نفسه – إعجابها الشديد بصديقه ( تيري ) . من هذه الزاوية الدرامية تتواصل السرقات على خلفية تأزم الأجواء بين الصديقين ( بليك وتيري ) للانفراد بالمعشوقة ( كيت ) التي تفرض بتصرفها السديد شروط الحفاظ على صداقتهما الثمينة كمجموعة متآلفة لها نفس الأهداف والأحلام .

ولدى الوصول إلى مشهد ( المحاصرة داخل البنك ) والذي كان بداية مراوغة للفيلم ذات طابع تشويقي، تقترب قصة الشريط من نهايتها الوشيكة . فقد ذهب المخرج في هذا المشهد تحديدا إلى توظيف تفاعلنا مع الأحداث عبر التلاعب بمشاعرنا علانية، حينما حاول الانتقال بنا من لحظة الاستقبال الحيادي للمشهد في ظهوره الأول إلى حالة الترقب والشد في ظهوره السياقي الثاني . وعادة ما يساهم التصاعد الدرامي للأحداث في انزياح الحدود الشفيفة بين الصورة والمتلقي، إلى درجة أن يتوهمالأخير نفسهبطلا يحقق الخلاص في ذروة الأحداث وتأزمها، خاصة تحت تأثير الاختيارات الموسيقية البارعة ( ومنها بعض أغنيات المطربة بوني تايلر ) التي تخللت اجمل لقطات الفيلم وأضفت عليها جوا محببا من التناغم الإيقاعي بين الصوت والصورة.

كان بوسع الاختلاف البنيوي بين هذين الفيلمين أن يلقي ضوءً ما على متغيرات استجابة المتلقي وآلية استقباله ما بين أفلام الأمس واليوم . وربما تمثل هذه المسالة تأويلا مرجحا لطبيعة الخاتمة التي اختارها فيلم ( اللصوص ) لأبطاله تماشيا مع رغبة الجمهور الأكيدة في رؤية عصابة ( بليك وتيري ) حرة وسعيدة بعد فوزهم بعواطفه . ويمكننا أننعد الأمر تجاوزا فنيا لموت الثنائي ( بوني وكلايد ) في نهاية مأساوية تملك مسارها الاستعاري الخاص الذي يؤشر مزاج عصر بأكمله . وبحال من الأحوال تبقى لكل من هاتين النهايتين ضرورتها ودلالتها الفاعلةفي السياق السردي للفيلم السينمائي .

ولغرض الإشارة السريعة إلى مدى تفاعل الجمهور مع هذه الأشرطة، من المناسب هنا التذكيربعبارة الناقد السينمائي ( روبرت. ف. كولر ) في قراءته الطويلة لفيلم ( بوني وكلايد ) والتي جاء فيها : " نحن متأكدون فقط من أن أبطالنا يجعلون العالم اكثر حيوية، وان الأشخاص الذين يحاولون إيقافهم هم مغفلونومضللون " على هذا الأساس يمكننا ( كمشاهدين ) تأصيل استنتاجاتنا النقدية بفعل مشاركتنا الواعية لحقل الصورة السينمائية.

وبرغم الجهود الواضحة للمخرج باري ليفنسون، لا يرتقي فيلم ( اللصوص ) إلى مستوى أفلامه السينمائيةالأخرى،مثل: رجل المطر، النائمون، هزة كلب ..إلا انه في المحصلة الأخيرة يحاول الاحتفاظبلمساته المميزة كفيلم درامي مشوق أعاد الحياة إلى أسطورة ( بوني وكلايد ). وقد يجد البعض إن ما فعله( ليفنسون ) في ( اللصوص ) يعد - من زاوية ما – استمرارا للنهج التهكمي في السينما الأمريكية، الذي يكاد يكون كشفا واقعيا عن الحاجة المتنامية لخلق أسطورة شعبية تحفز الجمهور وتظهر رغباته المكبوتة على نحو رمزي يؤشر واقع الاغتراب في عالم مختنق فَقَدَ توازنه المعقول !

هكذا تواصل السينما سعيها إلى اسطرة الواقع وفضح واقعيته، إلى درجة أن تغدو - بكيفياتها المتعددة - هي الأسطورة عينها . فمن المخرج الكبير ( آرثر بن ) إلى المبدع ( ليفنسون ) تختار الحياة مثلما الأفلام إشاراتها البليغة، نافذة ومبتكرة .

 * ناقد عراقي مقيم في الناصرية

ahmedthamer@maktoob.com

موقع "كيكا" في 9 أغسطس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

لصوص باري ليفنسون:

محاولة للسير على خطى "بوني وكلايد"

أحمد ثامر جهاد *