شعار الموقع (Our Logo)

 

 

مخملباف : أطرح الأسئلة في أفلامي ولا أقدم تقارير

ضمن برنامج «ملتقى السينما المستقلة» بمهرجان كارلو في فاري السينمائي الدولي «يوليو 2004» تعرض أربعة أفلام ايرانية، ثلاثة منها للمخرجة سميرة مخملباف والرابع لشقيقتها الصغرى حنا مخملباف وكان المهرجان قد سبق ان احتفى بالمخرج الايراني الكبير محسن مخملباف ـ والذي حقق بأفلامه نجاحا عالميا عام 1997 بعرض مجموعة من افلامه.عرض لسميرة مخملباف ـ بحضورها ـ ثلاثة افلام طويلة: «التفاحة» «1997»، «السبورة» «2000»، «الخامسة بعد الظهر «2003»، واجريت مناقشات معها مع عرض كل فيلم، كما عقد لها مؤتمر صحفي اختصر بسبب مؤتمر تال لنجم اميركي وكأنها اثارت اهتماما اعلاميا بوجودها ـ وحدها ـ بالزي الايراني الاسود، ولباقتها في الحديث باللغة الانجليزية.

سميرة «24 سنة» هي الابنة الكبرى لمحسن مخملباف، بدأ ارتباط حياتها بالسينما منذ ان ظهرت في فيلم والدها «راكب الدراجة «1988» وعمرها سبع سنوات، بعد عشر سنوات عملت كمساعدة مخرج في فيلم «صمت» 1998، واخرجت شريطي فيديو قبل ان تخرج فيلمها الروائي الطويل الأول «تفاحة» عام 1997 الذي نالت عنه جائزة الكاميرا الذهبية بمهرجان «كان» الدولي، وقد كتبه محسن مخملباف على أساس قصة حقيقية.

وقعت في حي بجنوب طهران حينما اشتكى جيران من اسرة تحبس اطفالها داخل البيت ـ وكانت اخصائية اجتماعية، تحققت بنفسها من الامر واكتشفت ان بنتين توأم في عمر 11 سنة محبوستان خلف الجدران منذ ولادتهما. ودافع الوالد ـ الضرير ـ بأن ابنتيه مثل الزهور لا يجب تعرضهما للشمس والا ذبلتا..

ويحمل الفيلم رمزا واضحا عن المجتمع الايراني بعد الثورة الاسلامية الحبيس في ظل القيود، وهو رمز لم تغمره بلا شك المخرجة الشابة، ومن قصد كاتب السيناريو محسن مخملباف.

فيلم «السبورة» عن تجوال بعض المدرسين بعد قصف كردستان الايرانية بين بلدة واخرى تعرضت للخراب والتدمير، يحملون سبورات، بحثا عن تلاميذ لتعليمهم. يلتقي احد هؤلاء المدرسين مجموعة من الاولاد المراهقين يحاولون التسلل سرا عبر الحدود، يحاول اقناعهم بضرورة تعلم القراءة والكتابة ولكن لا احد فيهم يبالي يلتقي مدرس اخر بمجموعة من المسنين يحاولون العودة الى بلاده، هناك في هذا الفيلم ايضا رمز، مع جمع بين عناصر تسجيلية واقعية وصور شاعرية.

يتناول فيلم «الخامسة بعد الظهر» ما حدث في افغانستان بعد سقوط طالبان حيث يسمح للبنات ان يذهبن للمدرسة، ولكن والد الفتاة «نوفريه» المحافظ المتشدد مازال يعتقد ان البنات لا يجب ان يتعلمن، رغم انه يسمح لها بالتردد على فصول حفظ القرآن، وتتظاهر الفتاة بإطاعة اوامره ولكن بعد ان يوصلها للمدرسة تخلع نعليها وتضع حذاء بكعب عال وتذهب الى مدرسة مدنية افتتحت حديثا.

وتحلم الفتاة بأن تصبح رئيسة للجمهورية في بلادها اسوة بالرئيسة الباكستانية السابقة بنازير بوتو، عنوان الفيلم مستوحى من قصيدة للشاعر جارسيا لوركا، السيناريو لسميرة ومحسن مخمالياف وانتاج الافلام الثلاثة يعود الى «بيت مخملباف» للفيلم بالاشتراك مع منتجين اخرين wild bunchh mk2 ميزام مخمالياف ادار تصوير فيلم «التفاحة»، والمنتج المنفذ لفيلم «الخامسة بعد الظهر».

في المؤتمر الصحفي القصير لسميرة مخملباف بدأت بابداء سعادتها ان تزور لأول مرة بلد الكاتب التشيكي ميلان كونديرا، ولكنها ابدت انزعاجها مما تردد في احدى الصحف الالمانية وما اثاره صحفي حول نفس الموضوع، وهو ان سميرة قد صرحت بأنها لا تؤمن بالله. نفت سميرة ما زعمته الصحيفة الالمانية وقالت غاضبة لماذا تنشر هذه الصحيفة هذه الاكاذيب؟ وتتدخل في شئون الناس.

طبعا انني اؤمن بالله كخالق لهذا العالم. والايمان علاقة بين الانسان والله لا شأن للآخرين بها. عن سؤال لمراسل «البيان» حول موقف الثورة من الثقافة والفن والمرأة بعد 25 سنة اجابت:

ـ كل ثقافة تستحق الحكومة التي تمثلها، ولابد من توازن بين الدولة والثقافة، وبعد 25 سنة من الثورة الايرانية حدث تغيير كبير في الحياة اليومية، كفنانة ايرانية احب ان اعرف كيف يفكر الناس، واحاول ان اعبر عن آمال هؤلاء الناس، ولكنني احب ان اطرح اسئلة اكثر من ان اقدم تقريرا.

حول الرقابة قالت ان الرقابة لا تساعد على عمل افلام جيدة، وهناك خطوات عديدة للرقابة في ايران قبل وبعد التصوير، وفي ظلها لا تتوفر لنا حرية كافية.

وقالت: بالنسبة لي ـ كفنانة ـ يهمني ان اعبر عن الواقع وعن رؤيتي للمستقبل. ففي فيلم «الخامسة بعد الهظر» اردت ان ابرز ان هناك شخصيات نسائية مختفية وراء الحجاب ولهن «احلامهن وتطلعاتهن» حتى تتمنى بعضهن ان تصبح رئيسة للجمهورية فليس هناك قانون في ايران او افغانستان يمنع المرأة من ان تصبح رئيسة للجمهورية ما عدا القانون المكتوب في عقول الناس ـ كم رئيسة جمهورية في العالم؟

وهل هناك فرق بين عقلية الرجال وعقلية النساء؟ اذا لم يكن هناك فرق فلماذا لا يتساوى الرجال والنساء في حق الوصول الى منصب رئيس الجمهورية حتى في أوروبا وأميركا؟

في نفس برنامج السينما المستقلة عرض فيلم ايراني رابع هو «فرحة الجنون» اخراج حنا مخملباف ـ 15 سنة ـ الشقيقة الصغرى لسميرة، تصور فيه بحث شقيقتها سميرة عن ممثلين وممثلات يظهرون في فيلمها «الخامسة بعد الظهر» الذي تصوره بكاميرا ديجيتال ـ رجل مسن يرفض لأن السينما حرام وآخر يطالب بأجر كبير، اكثر النساء لا يثقون بوعود الحرية واخريات يحلمن برئاسة الجمهورية! حنا لها مجموعة شعر بعنوان: «تأشيرة للحظة «واحدة»!

البيان الإماراتية في 25 يوليو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

«البيان» في مهرجان كارلو فيفاري السينمائي:

 كارلو فيفاري «تشيكيا» ـ فوزي سليمان

الجائزة الكبرى لفيلم ايطالي عن أولاد الشوارع

من بين 16 فيلما روائيا طويلا في عروضها العالمية الاولى عرضت في مسابقة الدورة الاخيرة لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي التاسع والثلاثين «يوليو 2004» فاز الفيلم الايطالي «قصة أطفال» بالجائزة الكبرى، كرة الكريستال الذهبية و 000,20 دولار وهو من اخراج الشقيقين التوأم اندريا، وانتونيو فراتزي «60 سنة» انتاج 2004 ويبدو اهتمامها بقضايا الاطفال منذ فيلمها الروائي الطويل الاول «السماء ستسقط» 1999. الذي حصد جوائز من مهرجان جيفوني للاطفال والشباب في ايطاليا وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لمهرجان برلين الدولي لافلام الاطفال وجائزة الجمهور في مهرجان فيلبربت في فرنسا الى جائزة فيديريكو فيلليني.

تدور الاحداث في إحدى ضواحى مدينة نابولي، هذه المدينة الايطالية المعروفة بوجهها المرح من الاغاني والرقصات التابوليتانية، التي تستمتع بها البوراجوازية والشباب، ولكن ايضا لها وجهها الاخر القبيح: عصابات الجريمة والسرقة والمخدرات والقمار، واولاد الشوارع، اولاد الشوارع هؤلاء موضوع فيلم «قصة أطفال» حيث نشاهد «روزاريو» 11 سنة واصحابه يتسكعون بين البارات سيئة السمعة ونادي قمار «لاس فيجاس» على مسمى امثاله من نوادي القمار في الافلام الاميركية.ويحتسون الخمر ويسرقون، في محاولة لتقليد أسوأ ما في عالم الكبار، كلهم جاءوا من بيئات فقيرة او أسر مفككة، روزاريو نفسه بيته كئيب يعيش مع جدته المريضة التي تقضى اغلب يومها بالفراش، البسمات والضحكات التي كان من المفروض ان تلمع على وجوههم كأطفال، انزاحت لتحل محلها ملامح الشقاء التي تحمل آثار تجارب مؤلمة في الحياة، حياة الضياع وفقدان الأمن وانتفاء براءة الطفولة.

يرتبط روزاريو بأحد رجال العصابات، الذي يجد فيه خامة طيبة يشكلها يدربه على اصابة الهدف، وعدم التردد او الخوف، يعطي له مثالا رهيبا للجرأة والقتل بدم بارة، حينما يقوم بتصويب مسدسه الى كلبه المخلص الرابض امامه فيرديه قتيلا وهو يتألم، بل يكرر ضرباته ليؤكد له درسا هاما ان لا تترك الضحية بين الحياة والموت بل ان لا تتركها قبل ان تلفظ انفاسها الاخيرة، وهكذا فعل روزاريو برجل اعمال انيق دبرت العصابة التخلص منه لصالح منافس له، يرديه روزاريو قتيلا داخل جاراج.

ورصاصة بعد اخرى ثم يخرج ليخلع سترته ويرتدي قميصا لكرة القدم، يغسل يديه في دماء عالقة ويشارك فريق اولاد كرة قدم يلعبون في ساحة، كل هذا يروى عن طريق فلاش باك في رحلة روزاريو بالقطار خارج بلدته، بل يتذكر ذهابه مع اثنين من اصدقائه الى بيت دعارة واذا بالمومس فتاة صغيرة بل طفلة لا ترضيه.

الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب دييجوري سيلفار ، قد يوحي اسمه بأنه من اميركا اللاتينية حيث تتجسد مشاكل الاطفال الضائعين بقوة، ينقلها المخرجان الايطاليان الى جو وبيئة نابولي، في تعرية صريحة للتناقض والظلم الاجتماعي، وقد يذكرنا بفيلم عربي هو المغربي «علي زاوا» عن اولاد الشوارع.

جائزة لجنة التحكيم الخاصة منحت لفيلم من يوغوسلافيا السابقة: كرواتيا والبوسنة والهرسك هو «هنا» للمخرج زرينكو اوجريستا 46 سنة وقد سبق ان صور افلاما تسجيلية خلال الحرب الاهلية، لاشك انه استفاد منها في فيلمه الجديد هذا، ولكنه هنا يخرج من اطار المعارك الى ما تركته الحرب من اثار نفسية وجسدية.

ولكن من الصعب نسيان ذكريات الحرب المؤلمة التي تخنق النفوس ككابوس فظيع، تبدو الشخصيات ضائعة مع محاولة لاسترداد النفس والعودة للجياة الطبيعية، نذكر مشهد الشاب المعاق في اول الفيلم بين دمار الحرب الاهلية، هناك من يحاول النسيان في الشراب او ادمان المخدرات، كل شيء قد تغير بسبب الحرب، ولكن هناك امل في محاولة التعايش مع الظروف الجديدة ونسيان الماضي المؤلم.

الفيلم الاسباني ليون واولفيدون اخراج اكسافييه سانشيز بيرموديز 53 سنة انتاج 2004 ـ فاز بجائزة احسن اخراج واحسن ممثلة، والممثلة هنا هارتالا التي تقوم بدور اوليفرو الاخت الكبرى للمراهق ليون عليها ان تعنى به بعد وفاة امهما ولكنها تتخلص منه بوضعه في اصلاحية احداث وتتمزق بين حاجتها لارضاء رغباتها العاطفية.

وبين رعايتها التي تضطر اليها لشقيقها. ممثلة اخرى تفوز بالجائزة هي كارين مينستر بطلة الفيلم الدنمركي «فيما بعد» للمخرجة بابر يكاستين تعمل اخصائية اجتماعية تعالج مشاكل الاخرين ولكنها لا تستطيع ان تعالج مشكلتها الخاصة في عدم التفاهم مع زوجها.

جائزة احسن ممثل بطل فيلم «نابولا» الالماني اخراج دينيس جانيسل 2004، وهو هنا ملاكم وطالب في مدرسة نازية 1942 تفرض عليه المباديء النازية ويحاول ان يجد طريقا للتحرر.

جائزة احسن فيلم تسجيلي منحت لفيلم «زفاف الصمت» من روسيا 2003، اخراج بافيل ميدفيدين عن عالم الصم ومع هذا يستمعون نساء ورجالا بالحياة واللقاءات العائلية الحميمة والرقص، تفوز مخرجتان بشهادتي تقدير بفيلم «ايام تحت» من هولندا للمخرجة جيسكا ريكلز 2003.

«تحت» هنا هو عالم التعدين تحت الارض ومشاق العمل، وتميز الفيلم بالموسيقى المعبرة المصاحبة وتسجيل الصوت والتصوير، والفيلم «بدون ندم» تشيكي للمخرجة تيودورا ريمونودوفا التي تقدم وجهين متناقضين في فيلمها الجزء الاول 3 نساء: جدة، «75 سنة» و ابنتها الارملة «50 سنة» وحفيدتها «27 سنة» وحياتهن الاليمة في وحدة في حين ان الجزء الثاني اسرة سعيدة في الزواج والامومة!

البيان الإماراتية في 25 يوليو 2004