شعار الموقع (Our Logo)

 

 

اقتحمت السينما التركية الساحة الدولية حين فاز فيلم «صيف جاف» بالدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي الدولي العام «1964» ولكن الاهتمام الاكثر بالسينما التركية والاضواء الاعلامية الاشد لمعانا جاءا مع فوز فيلم «الطريق» YOL بالسعفة الذهبية لمهرجان كان العام 1982 وخاصة ما احاط بها من ظروف:هروب يلماز YILMAZ YUNEY جونيه من السجن بتركيا وقيامه بتوليف الفيلم بنفسه في باريس، وكان لجونيه تجارب سينمائية مهمة سابقة منذ فيلمه «امل» «1970» شكلت ما سمي في الدراسات السينمائية بـ «ظاهرة جونيه» اثارت الاهتمام العالمي.

هذان الفيلمان: «الطريق» و«امل» كانا بين احسن عشرة افلام تركية» من اهم البرامج الاستعادية بمهرجان كارلو في فاري» السينمائي الدولي الاخير «يوليو 2004» وقد يدعو للدهشة الاقبال الكبير على مشاهدة هذه الافلام القديمة، بل لاحظنا وجود بعض النقاد والصحفيين رغم سابق مشاهدتهم لها ـ وهذا يؤكد ما كتبه الدكتور احمد بوياسيوجو رئيس رابطة السينما في انقرة التي اختارت في استفتاء بين النقاد هذه الافلام العشرة، ان ناقدا المانيا ومنسقا لبرامج مهرجان برلين السينمائي قال له.حينما التقاه في المؤتمر السنوي للمهرجانات السينمائية الاوروبية في بروكسل ان فيلم «القطيع» الذي كتبه يلماز جونيه واخرجه زكي اوكتين قد غير حياته بعد مشاهدته له حينما كان يدرس في باريس فقرر ان يتحول الى السينما.ويذكرانه منذ عام 1914 انتجت تركيا 6058 فيلما روائيا طويلا من بينها 4425 فيلما بين 1960 و1986 وكانت الافلام التركية خاصة في الستينيات أهم وسائل الترفيهي الجماهيرية، واضاف ان الافلام التركية العشرة تمثل احسن وجوه السينما التركية وتعرف بالحياة اليومية، والعادات والتقاليد والمشاكل الاجتماعية وخاصة الهجرة من الريف الى المدينة، وقد وجدنا انها تمثل مختلف الاجيال والاتجاهات.

تتراوح سنوات انتاج هذه الافلام بين 1964 و2002 اقدمها فيلم «صيف جاف» عام 1964 اخراج ميتين ايركسان» الذي كان قد بدأ حياته المهنية كناقد سينمائي واخرج عام 1952 فيلما عن احد الشعراء اتبعه بأفلام اجتماعية ـ واقعية، كما في فيلمه «صيف جاف» الذي يتناول مشكلة الصراع حول الارض والماء، مما يذكرنا بأفلام مصرية مثل «الارض» الشرقاوي كاتبا وشاهين مخرجا ـ وع المية مثل الايطالي «الارز المر» هنا نزاع دموي بين شقيقين مثل قابيل وهابيل.فيلم «امل» اخراج «يلماز جونيه» يعود للعام 1970 يمثل نقطة تحول في مسيرته من الميلودراما والسينما التجارية ـ كاتبا وممثلا ـ وكان قد درس القانون في جامعة أنقرة والاقتصاد في جامعة استانبول. ونشر عام 1958 اول مجموعة خطية، ثم عمل مع المخرج عاطف يلماز ككاتب سيناريو ومساعد مخرج وممثل، ثم اخرج فيلم «امل» ـ الذي يبدو فيه تأثره بالواقعية الجديدة الايطالية.

ويدور الفيلم حول «صبار» هو سائق عربة فقير من ادنه يكافح في ظل ظروف صعبة من اجل اعالة «اسرته» زوجته ووالدته وخمسة من الاولاد والبنات، يتصور انه يجني ثروة من اوراق اليانصيب ولكن امله يضيع هباء، ويحاصره الدائنون، ويتعرض للمهانة ويموت احد خيوله ويصادر حصان اخر، ويجري وراءه وهم العثور على كنز دفين ولكن هي الامال الى زوال.

اما فيلم «الطريق» 1982 الذي كتبه وسجل تفاصيل اخراجه في السجن، ليخرجه شريف جورين فهو يروي قصة خمسة اصدقاء محكوم عليهم بالسجن سمح لهم باجازة لقضاء العيد مع اسرهم، لحسن سلوكهم ـ احدهم «بيت علي» يريد الانتقام لشرفه بقتل زوجته الخائنة «محمد علي» ترفضه اسرة زوجته لأن ترك شقيقها يقتل في حادث سطو.. «يوسف» يعاد بالقوة للسجن لانه فقد تصريح خروجه «مولود» الذي كان يحلم بقضاء اجازته مع خطيبته ولكن مضايقات اسرتها تمنعه، اما «عمر» فانه يقع في غرام جلبهار احدى فتيات قريته.

فيلم «القطيع» اخراج زكي اوكتين 1979، يعتبره الناقد التركي «اتيلا دورسان من اهم علامات السينما التركية، عن سيناريو عاطف يلماز يصور اسرة قبلية في ريف الاناضول على شفا الانهيار، بسبب الصراعات الدموية. شخصيات قوية ابرزها «بريفان» التي فقدت ثلاثة من أبنائها في هذه الصراعات واصبحت صماء وتقرر ان ترحل مع قطيع خرافها بالقطار الى انقرة لبيعها هناك ـ مشاهد رحلة القطار الملحمة تبقى في الذاكرة.

اكثر المخرجين الاتراك غزارة هو عاطف يلماز «78 سنة» اخرج 150 فيلما خلال 50 عاما ـ اولها «الصرخة الدامية» عام 1951، من اهم افلامه «الفتاة ذات الوشاح الاحمر» 1977 الذي اختير لهذا البرنامج وهو مقتبس عن رواية للكاتب القيرغيزي المشهور سينيجر ايتمانوف التي تعتبر اجمل واعظم قصص الحب كما وصفها الكاتب الفرنسي لويس اراجون ـ يروي قصة حب «الياس» سائق عربة نقل تحمل الرمل الى موقع سد، ومع آسيا.

ولكن هذا الحب يهتز بسبب الغيرة وخيانة الياس لزوجته وادمانه للخمر، مما اضطر آسيا الى الابتعاد الى مكان بعيد مع ابنها، حيث يتقرب اليها ناظر مدرسة تجد حماية لديه. ولكن هنا يعود الياس بعد سنوات فتكتشف ان الحب لم يمت ومازال قويا ومشتعلا.

فيلم «العروس» اخراج لطفي عمر عقاد «1973» يتناول قضية الهجرة من الريف الاقطاعي الى استنابول باعتبارها مدينة الفرص الذهبية، من خلال هجرة اسرة وكفاح أم من اجل مستقبل ابنها، وسعادته بالبحث عن عروس له.

فيلم «براءة» من اخراج زكي ديمير كوبوز 1977 يروي قصة يوسف الذي خرج من السجن لا احد ينتظره، اخته تعاني من زواج فاشل، يجد عزاء في علاقة غريبة مع مومس تنتهي بمأساة. يقدم المخرج عمر كافور نموذجا مختلفا في فيلمه «فندق الوطن الام» 1986 يبتعد عن الواقع الى الاحلام والهواجس.

والوحدة من خلال تعلق نزيل فندق بنزيلة جاءت لقضاء ليلة واحدة في حين ينتقل بنا فيلم «محسن بيه» اخراج يافوز تورجول الى عالم الموسيقى والغناء، فان فيلم «مسافة» للمخرج نوري بيلجي سيلان «2002» يواصل رحلة بطل فيلميه الاولين البلدة الصغيرة 1997، وغيوم مايو 2000 من القرية للمدينة في محاولة لاستكشاف الحياة المعقدة او الطاردة في القرية وفي المدينة ، اسطنبول. والتي تدعوه الى البحث عن عمل على سفينة تأخذه الى بلاد بعيدة.

البيان الإماراتية في 23 يوليو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

«البيان» في مهرجان كارلو فيفاري السينمائي:

الأرض والهجرة من الريف في أفضل الأفلام التركية

 كارلو فيفاري «تشيكيا» ـ فوزي سليمان