شعار الموقع (Our Logo)

 

 

"هذا فيلمي وحاسبوني عليه", هكذا بدأت المخرجة الشابة كاملة أبو ذكري حديثها عن فيلمها الأول "سنة أولى نصب" من بطولة نور وداليا البحيري وأحمد عز. بدأت كاملة عملها في السينما وهي عمرها 16 سنة, اذ عملت أولاً مساعدة مخرج لعاطف الطيب ونادر جلال وعلي عبدالخالق وغيرهم في نحو 23 فيلماً حتى جاءت تجربتها الأولى.

وهي حققت كذلك فيلمين قصيرين هما "قطار الساعة السادسة" الذي حصل على 5 جوائز, و"نظرة للسماء". عن تجربتها الأولى والبدايات مع الإخراج, كان هذا الحوار. 

  • انتهيت من تصوير أول أفلامك الروائية الطويلة "سنة أولى نصب", كيف كانت هذه التجربة الأولى؟

- أعترف بأنني كنت خائفة جداً على رغم انني عملت كثيراً في السابق مساعدة مخرج وأنا لم استطع النوم ليلة أول تصوير كأي تلميذة ليلة الامتحان, ولكنني فوجئت بزوال هذا الخوف تماماً بعد بداية التصوير, وساعدني في ذلك أن معظم العاملين في الفيلم خلف الكاميرا يعرفونني وسبق ان عملت معهم, لذلك بذلوا جهداً كبيراً لمساعدتي وكانت تجربة جميلة جداً ومن أجمل أيام حياتي.

  • وهل استطعتِ أن تقدمي ما تريدين في أول أفلامك؟

- بكل تأكيد, واستطيع أن أقول ان "سنة أولى نصب" هو فيلمي من الألف إلى الياء وحاسبوني عليه, لا يوجد مشهد في الفيلم لم يأت كما أردت, ورـبما ساعدني فــي ذلــك أن فريـق التمثيل كان من الشبـاب وخبـرتـهــم قليــلة فكـانوا مطيـعين جداً وكــذلك النجوم الكبار في الفيلم مثل الدكتورة سميرة محسن وحسن حسني, وأنا في النهاية سعيدة بالفيلم وبأنه أولى تجاربي الروائية الطويلة.

  • ومَن قام باختيار الممثلين؟

- الدكتورة سميرة محسن وهي مؤلفة الفيلم ومنتجته. أنا على أية حال كنت اخترت معظم الأبطال ووجدتهم مناسبين جداً لأدوارهم. أنا أيضاً رشحت نور اللبنانية.

  • هل ترين أن أولى تجاربك الروائية الطويلة تأخرت؟

- قياساً بزملائي لا. أنا تخرجت في معهد السينما منذ ثماني سنوات عملت خلالها مساعدة مخرج في أكثر من 23 فيلماً وتعلمت خلالها الإخراج بجد من خلال المخرجين الذين عملت معهم مثل عاطف الطيب ونادر جلال من أساتذتي الذين علموني ما هو الإخراج ولم أتعلمه من معهد السينما! فترة انتظاري لم تكن طويلة جداً, إذ هناك يوجد زملاء أخذوا الفرصة بعد 15 سنة.

قصير

  • قلتِ إن الفيلم القصير عشقك الأول ولن تتخلي عنه أبداً وستستمرين في إخراجه... لماذا؟

- لأن الفيلم القصير من مميزاته أنه يعطيك الحرية لطرح أفكار من الصعب أن تقدمها في الأفلام الروائية الطويلة التي تكون فيها محكوماً بالنجوم والمنتج ومتطلبات السوق. كل هذا غير موجود في الأفلام القصيرة التي تصنعها كما تشاء, وللأسف ما زالت الأفلام القصيرة لا تلقى اهتماماً لدينا مع أنها في الخارج عكس ذلك تماماً, ومثلاً في فيلمي القصير الذي عرضته أخيراً "نظرة للسماء" فكرة من الصعب أن أقدمها في السينما كفيلم روائي طويل وهي عن تأثير الدين في تربية الفتيات, إذ نجد الفتاة في سن المراهقة المبكرة تعتقد أن الحب (حرام) وتخاف أن ترتبط عاطفياً بشاب مثلها وأحياناً تختلس هذا الحب وهي خائفة وأنا أحاول مناقشة هذه الفكرة في الفيلم.

  • ما رأيك في أعمال المخرجات العربيات؟

- عموماً عددهن قليل جداً قياساً الى عدد المخرجين وكذلك يمكن قول الشيء نفسه عن بقية عناصر صناعة السينما ربما لأنها مهنة شــاقة جــداً, ولكـن نجد تجارب اللواتي يصلن ناجحة جداً, من أسماء البكري ونادية حمزة الى مفيدة تلاتلي وسلمى بكار في تونس وواحة الراهـب في سورية, وحالياً هناك ساندرا نشأت وإيناس الدغيدي التي أحب أعمالها جداً إذ استطاعت أن تضع لها اسمــاً لدى الجمهور. انها بصراحة (شاطرة) جداً.

  • وكيف ترين سينما الشباب؟

- الشباب حققوا سينما جديدة بعد فترة طويلة جداً من استمرار نجوم معينين. لذلك ربما ان أبناء الجيل الحالي خدمهم الحظ جداً وأصبحوا نجوماً, ولكن تبقى لديهم مشكلة الإيرادات التي تقاس من خلالها نجوميتهم ولذلك نجدهم يخشون الإقدام على تجارب جديدة تكون السبب في فقدان مكانهم.

  • مع أنك ابنة للكاتب الصحافي وجيه أبو ذكري لم تتجهي الى الصحافة بل ذهبتِ الى الإخراج... كيف؟

- والدي بالطبع كان يتمنى أن أعمل في الصحافة ولكنني لم أحبها وخشيت أن يضرني اسم ابي, والأهم أن حبي للإخراج بدأ منذ كنت صغيرة وكان يشغل كل تفكيري أن أعرف ما هو الإخراج وكنت متعجلة جداً للالتحاق بمعهد السينما وفعلاً التحقت بقسم الاخراج وعمري 16 عاماً فقط وكذلك بدأت العمل مساعدة مخرج في هذه السن وكان ذلك مع عاطف الطيب الذي اعتبره مثلي الأعلى, وكان والدي مقتنعاً جداً بما أفعله ولا يزال يشجعني.

  • هل تتمنين الإخراج للتلفزيون والمسرح؟

- أنا مخرجة سينما فقط ولا أحب سواها, لذلك رفضت العمل في التلفزيون والمسرح وكذلك رفضت الأغاني والإعلانات.

  • هل تتوقعين نجاح فيلمك الأول؟

- لا أعرف, أنا حاولت أن أقيم توازناً بين ما أريد ومتطلبات السوق وصنعت فيلماً رومانسياً (خفيفا) وراضية جداً عن الفيلم سواء حقق نجاحاً جماهيرياً وإيرادات أم لا.

  • وأحلامك المستقبلية في الإخراج؟

- لديّ سيناريو فيلم اسمه "ملك وكتابة" وهو قصة حب بين شخص كبير وفتاة صغيرة وأتمنى أن أخرجه "ديجيتال" وأن يكون البطل أحمد زكي والبطلة هند صبري وألا أتوقف عن إخراج الأفلام القصيرة.

جريدة الحياة في  30 يناير 2004

كتبوا في السينما

 

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

المخرجة كاملة أبو ذكري في أول أفلامها

أخرجت فيلمي الأول كما أريد

أحمد فرغلي رضوان

مقالات ذات صلة:

المصرية "كاملة أبوذكري": أشعر بالغيرة من جيل عاطف الطيب

"كاملة أبو ذكري": لا أعتقد بأن هناك سينما للمرأة وأخرى للرجل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفيلم الروائي الأول لكاملة أبو ذكرى صدمة لمن شاهد فيلميها القصيرين

ن.ج.

(سنة أولى نصب)

شكّل الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة المصرية الشابة كاملة أبو ذكرى، <<سنة أولى نصب>>، صدمة فعلية لمن عرفها في فيلميها الروائيين القصيرين <<قطار الساعة السادسة>> و<<نظرة إلى السماء>> (خصوصا فيلمها الأول، <<قطار الساعة السادسة>>). فالمخرجة الشابة كشفت، في هذين الفيلمين، عن احترافها في تحويل سيناريو جيّد إلى متتاليات بصرية متكاملة في صوغ حبكتها الدرامية، وفي قراءة الذات وتحوّلاتها. في الفيلمين القصيرين، بدا واضحا أن كاملة أبو ذكرى تحرّرت من سطوة النظام الإنتاجي المصري، فالتقطت هذه الفسحة الإبداعية لإنجاز خطوات احترافية أولى، برهنت عن جدّية في معالجة موضوع الذات والعلاقة بالقدر، وفي اختيار النمط الشكلي المناسب لمعاينة التحوّل البشري والعاطفي في سياق اليومي والإنساني.

أميل كثيرا إلى <<قطار الساعة السادسة>>. أراه أجمل وأقوى في بنيته الفنية والدرامية، وفي تصويره بشاعة القدر والحطام الإنساني المنزوي عند الحافة الأخيرة لسكّة القطار/الحياة. فالعجوز ضائع عند الخط الفاصل بين الوعي والغيبوبة، منتظرا عودة ابنه من الحرب، بعد أعوام طويلة على موته. في <<نظرة إلى السماء>>، بدت كاملة أبو ذكرى منجذبة إلى البحث في علاقة المرء بالخالق، من خلال حكاية فتاة أحبّت شابا، من دون علم والديها، وحين وشى بها عمّها وأقسم على القرآن أنه رآها معه، أقسمت هي أيضا على القرآن نفسه أنها لم تكن الفتاة المعنية.

في <<سنة أولى نصب>>، خضعت كاملة أبو ذكرى لنظام إنتاجي متحكّم في السوق السينمائية المصرية. فالتركيبة الدرامية والفنية جاهزة، وأدوات التعبير معروفة، والحبكة بسيطة: شابان (أحمد عز وخالد سليم) يحتالان على الناس، فيسرقان أموالهم، لكنهما يقعان في الحب عندما يلتقيان فتاتين جميلتين (البنانية نور وداليا البحيري) يعرفان معهما لذّة الحياة والحب الحقيقي. في هذا كلّه، لا بدّ من بعض الأغنيات الرومانسية (خالد سليم)، ولقطات عدّة على الوجوه والأجساد الجميلة، المرتمية على شاطىء شرم الشيخ. هناك أيضا الأب الثري الذي يتدخّل في حياة ابنته مانعا عنها حبا <<أحمق>> مع صعلوك، والثري الآخر (حسن حسني) المحروم من البنين، الذي يسعى جاهدا إلى مساعدة الشابين الراغبين في حياة هادئة وجميلة وفرحة.

المشكلة الأولى والأخطر، كامنة في بهتان السيناريو. فالنص المكتوب بدا، بحسب نسخته السينمائية، مُفكّكا ومشحونا بكمّ هائل من الأحداث المصطنعة والادّعاء الدرامي. والمعالجة البصرية لم تُحرّر النص (لا يزال المصريون مصرّين على تعبير <<قصة وسيناريو وحوار>>، وهو هنا لسميرة محسن) من سطحيته المفرطة في صنع الحدث والمفارقات.

أما الأداء التمثيلي فمسطّح، خصوصا <<القدير>> حسن حسني، المستمرّ في تمثيل الأدوار الثانوية جدا في أفلام غلب عليها الطابع الاستهلاكي الباهت والمضجر، علما أنه يمثّل في فيلم مصري آخر، يُعرض في بيروت حاليا، هو <<شبر ونص>> لخالد يحيى، تمثيل مجموعة من الأطفال الصغار المنضوين في فرقة غنائية اسمها <<سبايسي بيبي>>.