شعار الموقع (Our Logo)

 

 

العصر الزاهي والزاهر للسينما في البحرين (عصر الخمسينات والستينات) بدأ يعود علينا من جديد، ومؤشر ذلك نجده في لغة الأرقام، حيث تشير احصائيات الى حضور جماهيري كبير بدور العروض يغطي ـ في حالات كثيرة ـ نسبة 100% من طاقاتها الاستيعابية.

وتشير ذات الاحصائيات الى ان نسبة حضور الجمهور البحريني في دور السينما الراقية يصل الى معدل 75% من مجموع المشاهدين الكلي، ويشكل حجماً مؤثراً في دور السينما التقليدية (القديمة).

·         فهل تخلق مثل هذه الاحصائيات والأرقام افقاً لاحتمال نجاح صناعة فلمية (صناعة سينمائية) في البحرين؟

- في جوابه على هذا السؤال، يقول الفنان رضا شجاعي: نحن نعيش عصراً تدل كل مؤشراته على وجود فرص قوية لنجاح أية صناعة سينمائية تأخذ طريقها إلى التنفيذ ببلدنا، في ظل عجز محطات التلفزيون عن تقديم الجديد والمبتكر في عالم الانتاج الفني.

اختلاف الأوضاع

·         نسأله: ما هي حدود حظوظ النجاح أمام صناعة سينما محلية؟

- أقول، كل المؤشرات تدل وتؤكد على ان ظروف المرحلة الحالية تساعد على نجاح أي مشروع يتصل بإنشاء صناعة سينما محلية، فالأوضاع الحالية، تختلف تماماً عن أوضاع عقود التسعينات والثمانينات والسبعينات، ولا أقصد ـ بطبيعة الحال ـ الأوضاع في إطارها العام، ولكن في عدد من أوجهها، وهي أوجه هامة ومؤثرة ربما بشكل ايجابي وحاسم في صناعة الفيلم سيما على المستوى التجاري.

من هذه الأوضاع ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ عودة الجمهور البحريني الى دور السينما، فخلال الثلاثين سنة الماضية ـ وعلى النحو المعروف ـ هجر هذا الجمهور هذه الدور، في شبه قطيعة لها ولصالح متابعة التلفزيون الذي دخل حياة المواطن كاختراع جميل وعجيب، ذي أداء سحري، لكن مع دخولنا عام 2000، ولأسباب عدة فقد هذا التلفزيون ابهاره وبريقة، حيث اعاد الجمهور ـ وفي اتجاه معاكس ـ علاقته الحميمة بشاشة السينما، وحسب الاحصائيات يشكل البحرينيون ـ حالياً ـ حوالي 70% من حجم المترددين على دور السينما، وسط حضور مكثف يغطي عروض ٥ أفلام يومية، في كل دار.

هذا وضع لم يكن قائماً ـ كما ذكرت ـ خلال الثلاثة عقود الأخيرة، وبتوفره ـ بالوقت الحالي ـ يمكن القول بأن أهم العناصر التي يمكن ان تساعد، وبشكل قوي، على انجاح أي صناعة للسينما المحلية، بات موجوداً، (الحضور الجماهيري البحريني الكبير في دور السينما) ظل يتسع ويترسخ عاما اثر عام، على صورة تدريجية ومتواترة منذ عام 2000 وحتى عام 2004، فنسبة الاقبال في هذا العام تزيد بمعدل 75% عن اقبال ذلك العام.

واستطيع القول اعتماداً على الكثير من الحقائق ان السنوات المقبلة لن تشهد ـ مرة أخرى ـ عزوفاً جماهيرياً عن دخول دور السينما، بل يتوقع ان يتصاعد الاقبال عليها ليحصل الى تلك الحدود التي بلغها في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وذلك ـ بطبيعة الحال ـ يمنح صناعة السينما المحلية فرصاً أوسع، وأكثر اشراقاً في قادم الزمن.

هزال

·         ما هي المؤشرات والأدلة على ذلك؟

- أول وأهم هذه المؤشرات والدلائل، ان التلفزيون لم يعد تلك الوسيلة الترفيهية الساحرة، بذات الدرجة التي كان عليها في الماضي، هذا أمر طبيعي جداً، فبعد مضي أكثر من ثلاثة عقود على دخوله منازلنا في البحرين والخليج أصيب الناس بتشبع وصل الى حد التخمة من مشاهدته! سيما وانه ظل وباستمرار يسجل عجزاً في تقديم المادة الاعلامية والثقافية والترفيهية بشكل متجدد ومبتكر.

هناك من يقول ان دخول التلفزيون عصر البث الفضائي ربما جدد العلاقة بينه وبين الجمهور، على اعتبار أن مثل هذا البث يتيح كما هائلاً من القنوات أمام المتفرج، بما يشبع نهمه من متابعة مواد مختلفة شخصياً أرى ان ذلك قد يكون صحيحاً، لكن ليس بالقدر الكبير لأن ما تقدمه هذه القنوات من برامج، وبكافة أنواعها يغلب عليها السطحية والهزال، وعلى صورة لا تمكنها من ان تشكل محور جذب للأفراد.

·         ماذا تقدم الفضائيات العربية للمشاهدين ـ حالياً ـ؟

- ما تقدمه لا يزيد على نشرات الأخبار الضعيف! والأفلام المستهلكة، والمسلسلات المهلهلة! والبرامج المكررة والمقتبسة!! تبقى الإشارة إلى (القنوات المشفرة)، فليس هناك من شك فإن هذه القنوات تحرص، وبصفة دائمة، على تقديم (المواد الجيدة) لمشاهديها، ولكن ـ وبكل أسف ـ تفعل ذلك مقابل الحصول من زبائنها على اشتراكات مادية كبيرة وثقيلة تصل في حالات الى 250 دينارا سنوياً، وهذا مبلغ يضطر الكثيرون للجوء الى دور السينما لتكلفة دخولها المنخفضة بالمقارنة.

كما هو معروف تبدأ اسعار تذاكر دخول دور السينما القديمة من 1.200 فلس، والحديثة من دينارين، وهو مبلغ مناسب الى حدود بعيدة لأن المتفرج سيسعد بمتابعة اجمل الافلام وأكثرها حداثة.

كذلك ما يدفعني لأن اتوقع اياما جميلة ومزدهرة للسينما في البحرين، بما يخدم ويساعد على نجاح أي صناعة فيلم ناشئة بها هو ظروف مرحلتنا الحالية في بلادنا، فنظام العمل بالنسبة للافراد يقوم على اساس (الشفتات)، الأمر الذي يوفر اوقات فراغ طويلة بالنسبة للآلاف، بل بالنسبة لعشرات الآلاف، وعلى مدار اليوم، وقد اثبتت التجارب ان دار السينما، وخصوصا الحديثة منها هي القادرة، وربما لوحدها على تغطية هذه الأوقات بما يفيد، ويسعد، فالعامل أو الموظف الذي يبدأ دوامه - على سبيل المثال - ليلا، يستطيع (قتل الوقت) صباحا، بتخطيط برنامج ترفيهي مناسب لنفسه، تحديدا حيث بامكانه ان يذهب الى احد المجمعات الترفيهية للتسوق، وثم يختار مطعما للغذاء، وفي النهاية يعرج على دار سينما!

نقابة

·         وهل هناك عوامل أخرى يمكن ان تساعد على نجاح صناعة محلية للسينما؟

- هناك عوامل كثيرة وعديدة، منها ايجاد نقابة للفنانين فمثل هذه النقابة يمكن ان تهيئ مناخا لانتاج افلام بشروط معينة تكفل لها تحقيق الربح التجاري الضروري لولادة الصناعة السينمائية، ونموها على اسس سليمة وقوية، ذلك عن طريق حشد طاقات الممثلين، واستنفارها، وخلق علاقة ثقة عميقة بين هؤلاء، وجهات التمويل المختلفة من افراد وبنوك ومؤسسات مالية. فنظرا لعدم وجود نقابة على الساحة حاليا هناك حالة انفصام بين الفنان والممول.

ايضا حتى نؤمن نجاحا لصناعة سينما ناشئة في بلدنا يجب الاستفادة من ظروف نجاح الفيلم المصري في عقود الاربعينات والخمسينات، والستينات، فذلك تحقق له بفضل تفكير شركات الانتاج الصائب والسليم، المتمثل في اشراك كبار مطربي تلك الفترة في افلامها كممثلين لغرض الترويج والتسويق، فتهافت الجمهور عليها من كل ديار العرب لمشاهدة عبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش، وصباح، نحن كذلك - إذا ما اعتزمنا انتاج افلام، وحتى نضمن لها سوقا قوية فيجب ان نقدم دعوة اشتراك فيها للمطربة احلام، والمطرب محمد عبده، والمطرب راشد الماجد.

وفي نفس الاتجاه اضيف: حتى نوفر فرص النجاح امام صناعة سينمائية محلية وليدة - فوق كل ما تقدم - يتعين علينا انتاج الافلام اعتمادا على طاقات فنيين متميزين ومتخصصين على أعلى درجات، سيما العاملين في حقل التصوير والاضاءة والاخراج فهذه النواحي ودرجة الاتقان والكمال فيها ترسم جودة الفيلم سلبا او ايجابا، ربما تعد أكبر من أداء الممثلين ذاتهم.

وبالمناسبة، من الأهمية - هنا - الاشارة إلى ان توفير الأطقم الفنية لعمليات انتاج الأفلام، ليس امرا صعبا او حتى مكلفا، فهناك شركات دولية متخصصة في ذلك، ويمكن ان نجدها في دولة مثل الهند، حيث تتميز بأسعارها المناسبة مقارنة بمستويات التكلفة للشركات الخليجية.

·         ما هي حدود التكلفة التي يمكن ان يصلها الفيلم انتاج في البحرين؟

- انوه هنا الى ان حجم سوق البحرين لا يساعد على انتاج افلام ضخمة، يمكن ان تحقق نجاحا تجاريا واسعا، فمثل هذه الافلام مناسبة لأسواق دول مثل أمريكا واوروبا، ما يلائمنا في البحرين هو انتاج فيلم ذي حكاية محلية مشوقة، وبمستوى فني (شرق أوسطي) مثل هذا الفيلم، إذا ما تولت انجازه اياد خبيرة، فلن يكلف أكثر من 50 ألف دينار، لكنه يمكن له ان يحقق عائدا لا يقل في أسوء الاحتمالات عن 100 ألف دينار.

·     انشاء صناعة سينما خليجية مشتركة، هل هي اوفر حظا للنجاح، أن تكون سينما (محلية) مرتبطة ببلد واحد من دول مجلس التعاون؟

- الجميع يرحب بالمشروعات الخليجية المشتركة، وفي كل المجالات، ولكن مثل هذه المشروعات - وعلى النحو المعروف - لم تحقق تطلعات وطموحات ابناء المنطقة، كما هو مأمول، وبالحجم المطلوب. في ضوء هذه الحقيقة، اقول لا بأس من ان تنشأ صناعات سينما في كل دولة خليجية على حدة، شرط ان تزيل كل عائق يمكن ان يعرقل عرض الافلام المحلية على نطاق الخليج، بهذه الطريقة يمكن ان نحقق النجاح خصوصا وان لهجة أهل المنطقة متطابقة، وهذا يساهم في ترويج افلام البحرين في الامارات، وافلام الكويت في قطر، وافلام عمان في السعودية، والعكس صحيح.

الأيام البحرينية في  2 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

هل يمكن إنشاء صناعة سينمائية محلية ناجحة؟

الفنان رضا شجاعي: إشراك أحلام والماجد في أفلامنا.. يرفع أسهمها في البورصة!

جاسم العطاوي