لم يكن حظ السينما الروسية بعد (البيريسترويكا) أفضل نصيبا من حظ الحركات الأدبيات والمسرحية. فقد بدأت سياسة إعادة البناء والعلانية بعرض أفلام (أندرية تاركوفسكي) لإثبات حسن النية، من ناحية، ومن ناحية أخرى قامت بطرح موجة من الأفلام الانفتاحية الغثة والرديئة التي تميزت بالسخرية من كل شيء، وهدم كل ما مضى دون طرح رؤية جديدة لسبر أغوار المتفرج، وأظهرت عنصرية واضحة ضد الأجانب من العرب والسود وأصدقاء الأمس من دول الكتلة الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة, في الوقت الذي رسخت فيه نموذج الحياة الأمريكي والأوروبي, وتم فتح الأبواب لأفلام الـ(أكشن) الأمريكية كمقدمة لاستقبال أفلام (سلفستر ستالوني) في (فيتنام وأفغانستان)، وأفلام (شواتسنيجر) و(فان دام) والمافيا الإيطالية والأمريكية. أفلام الجنس.. والمسلسلات الهندية والمكسيكية جاءت التحولات الجديدة على بنية تحتية قوية بالنسبة لعدد الاستوديوهات ودور العرض السينمائي والميزانيات المالية الضخمة مما ساهم في انتشار الموجات السينمائية الاستهلاكية في السنوات الأولى للبريسترويكا, وقام جهاز التلفزيون والفيديو بدورهما في التأثير على الشباب وكبار السن بعرض أفلام الجنس والمخدرات والمسلسلات الهندية والمكسيكية والأمريكية المليودرامية التي يبلغ طول المسلسل الواحد منها أحيانا أكثر من 300 حلقة, ومع نهاية عمر (البريسترويكا) كانت استوديوهات (ليننجراد فيلم) قد توقفت تماما عن الإنتاج وبدأت المفاوضات مع صندوق السينما الفرنسي وبعض الجمعيات الأوروبية الأخرى للقيام بدور الممول, في حين تحول جيش المخرجين والممثلين والعاملين في مجال السينما إلى عاطلين عن العمل. وكان أمامهم أحد وطريقين, إما الانخراط والمساهمة في تغييب وعي الجمهور بالعمل في سينما الانفتاح، وإما انتظار دور الدولة برصد الميزانيات الكافية، أو البحث عن ممولين جادين لتبني سينما حقيقية تقوم بدورها الطليعي. ولكن مع بداية الـ(ريفورما) تحولت معظم دور العرض إلى محلات لبيع الملابس والمشروبات الكحولية وأفلام الفيديو والتصوير، أو توقفت تماما عن العمل في انتظار صاحبها الجديد من شريحة الروس الجدد, وأصبح من النادر مشاهدة فيلم روسي جاد، أو حتى عرض فيلم قديم بالتليفزيون, بينما سيطرت السينما الأمريكية والمكسيكية على الشاشتين. من 170 إلى 30 فيلماً سنويا قال رئيس تحرير مجلة الفيلم السوفييتي سابقا والأستاذ بمعهد السينما أرمين مدفيديف: لقد تقلص الإنتاج السينمائي من 170 فيلما سنويا في آخر سنوات ما قبل (البريسترويكا) إلى 30 فيلما فقط في السنة. وبالرغم من أن هذا العدد لا يمثل 20% من الإنتاج السابق إلا أن الدولة ترصد له مبلغا ضئيلا لا يتعدى 10 ملايين دولار تذهب منها 3 ملايين للصرف على العاملين. وأضاف: "لقد انتظرنا الرأسمال الوطني للمساهمة في استمرار مسيرة السينما, إلا إننا فوجئنا بأنهم يريدون سينما خاصة بهم, وسريعة الكسب. بل اشترى العديد منهم بعض دور العرض على ألا يحولوها إلى مؤسسات تجارية, ولكنهم نجحوا في التحايل على القانون". أما المخرج والمصور وكاتب السيناريو سيرجي ليفنيف الذي يعمل مديرا لاستوديوهات جوركي فقد رأى أنه قد أصبح من الصعب تصدير السينما الروسية لرداءة مستواها, وانعدام الإنتاج الجيد, وقلة الأفلام بشكل عام. وأضاف: "إن إنتاج استوديوهات جوركي لا يتعدى فيلمين في السنة الواحدة. وطوال الفترة من 1978 إلى 1998 لم يتم إنتاج مسلسل روسي واحد, بينما تحولت استوديوهات موسكو فيلم إلى إطارات خارجية لبعض الأكشاك ومحلات إصلاح آلات التصوير المستوردة". سينما الانفتاح والوجوه الجديدة لم تبخل سينما الانفتاح على العديد من الشباب بإعطائهم فرصة العمل والظهور على الشاشة الكبيرة, والصغيرة أيضا, إلا أن المتفرج لا يذكر إطلاقا اسم أي منهم, بل يصعب على المتابع المتخصص رصد السمات المميزة للوجوه الجديدة المتشابهة في مجملها. وتبقي في الذاكرة فقط أسماء المخرجين السوفييت من أمثال ايزنشتاين وتاركوفسكي وميخائيلكوف ومامين وشاخنازاروف وريزانوف ومينشوف وجايداي وعشرات آخرين في حين لا زالت وجوه النجوم السوفييت محفوظة لدى الجميع من أمثال تيخونوف وأرلوفا ومينشكوف ويفريموف وأندريتشينكو وماريتساكيا وبابانوف وميرونوف وأوساتوفا وخارتين ومورداكوفا وسافونوفا وتاباكوف وليونوف وجورتشينكا وسالومين وشجارخانيان على الرغم من أن العديد منهم قد وافاه الأجل في السنوات الأخيرة. بداية استعادة المواقع المفقودة هذه اللمحة العابرة لحال السينما الروسية تزامنت مع تعثر واضح في ما كان يسمى في السابق مهرجاني موسكو وطشقند السينمائي الذي كان يقام سنويا في الاتحاد السوفيتي. ولكن مع بداية 2001 بدأت دور السينما على الأقل في العودة إلى وظيفتها الأساسية في عرض الأفلام السينمائية بدلا من عرض الملابس المستوردة والأثاث والملابس الداخلية الأجنبية. ووفقا للإحصائيات كان عام 2003 هو بداية الانطلاق الحقيقي على مستوى الإنتاج. إذ بدأ إنتاج 120 فيلما منها 46 للمبتدئين وعرض على الشاشة 75 فيلما. وتميز هذا العام أيضا بأنه دشن مرحلة تكامل روسيا مع المجال السينمائي العالمي. لكن النشاط السينمائي المحلي لم يتحول بعد في الحقيقة إلى عمل حر كامل على الرغم من النجاحات الملموسةالنسبية. فقد حصد فيلم "العودة" للمخرج أندريه زفياجينتسيف عددا كبيرا من الجوائز في مهرجانات البندقية وسالونيكي ولوكارنو. ويعتبر هذا الفيلم الإنجاز الرئيسي لكنه ليس الوحيد في هذه السنة. فقد حققت النجاح على الصعيدين المحلي والعالمي أفلام أخرى منها فيلم "القطار الأخير" للمخرج ألكسي جيرمان الأصغر وفيلم لاريسا ساديلوفا مع حبي يا ليليا" وفيلم ألكسندر سوكوروف "الأب والابن" وغيرها. ونتيجة لضيق ذات اليد، والانحسار الذي أصاب صناعة السينما والنجوم في آن واحد، اتجهت روسيا نحو أوروبا، فأعادت إحياء الاتفاقيات السابقة التي وقعها الاتحاد السوفيتي مع الدول الأوروبية، وتم إنتاج حوالي 20 فيلما مع مختلف الدول منها "لقاء ماذا" للكلاسيكي البولوني يجي كافاليروفيتش، و"السمح" للمخرج يفجيني جينزبورج، و"القاع الذهبي" للمخرج ماريك نوفيتسكي. ومن أضخم المشروعات التي تحققت هو عمل "حقائب تولس لوبر" الذي اشتركت فيه روسيا مع 7 دول أوروبية هي بريطانيا ولوكسمبورج وإيطاليا وأسبانيا والمجر وهولندا وألمانيا. وأصبحت الممثلة الروسية تشولبان خاماتوفا نجمة حقيقية في أوروبا، وألمانيا بالذات، بعد أن أدت الدورين الرئيسيين في فيلمي "فيكتور فوجل ملك الدعاية"، و"وداعا يا لينين". واشتركت الممثلة الروسية آنا يانوفسكايا والممثل سيرجي فرولوف في فيلم "الضوء البعيد" عن المهاجرين غير الشرعيين الذين ينتقلون من بولندا إلى ألمانيا. وأقامت روسيا لأول مرة في هذا العام علاقة سينمائية مع النمسا حيث قام المخرج المسرحي كيريل سيريبرنيكوف بإخراج فيلم مشترك عن قصة أنطون تشيخوف "العنبر رقم 6". وعلى الرغم من هذه النجاحات البارزة، والتي يراها العاملون في صناعة السينما إنجازا كبيرا، فإن أهم إنجاز لعام 2003 هو الزيادة الملحوظة لريع العروض السينمائية. هذا طبعا بالمقارنة مع السنوات السابقة. ولكن إذا قارناه بالسينما في الاتحاد السوفيتي، أو حتى في أية دولة أوروبية، فسوف تكون النتيجة مخيبة لكل الآمال. وتفيد المعطيات الأولية بأن المجموع السنوي يصل إلى 200 مليون دولار. وهذه زيادة عملاقة قياسا إلى عام 2002 حيث بلغ ريع الأفلام الوطنية 115 مليونا. في هذا الصدد يقول الخبير السوسيولوجي رئيس تحرير مجلة "فن السينما" دانييل دوندوري أن ريع عروض الأفلام الروسية لم يرتفع بشدة. فقد ألف نسبة 6% من ريع العروض العامة كما كان الحال في عام 2002. ولا شيء يدعو إلى الفخر إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الأفلام التي أخرجت في عام 2003 تزيد مرتين عن ما كانت عليه في السنة التي قبلها. ويضيف في لهجة أكثر تحديدا: هناك 7 أفلام فقط لقيت أكبر رواج وعادت بأكبر ريع، من بينها أفلام "العودة"، و"النزهة"، و"باركوا المرأة"، و"السماء والطائرة والفتاة"، و"بومر". ولم يعوض عن نفقات الإنتاج سوى فيلم "بومر" و"العودة". وتبقى السينما المحلية خاسرة من حيث الأساس. وفي انتقاد واضح يقول دوندوري إن نمو السينما الروسية معدوم لأن السينمائيين الروس لم يتعلموا بعد التوجه إلى المشاهدين المحتملين، أي إلى الناس الذين يرتادون دور السينما. وفي ما تنوي وزارة الثقافة الروسية أن تقدم للإنتاج في عام 2004 حوالي 57 فيلما طويلا، تبقى واحدة من أكثر المشكلات في صناعة السينما الروسية قائمة بدون حل، ألا وهي تنظيم العروض في دور السينما، لأنه مادام سوق الاستهلاك معدوما فإن عدد المنتجات لا قيمة له. للمشاهد رأي أيضا!! رغم أن صناعة السينما عموما هي صناعة من أجل "المشاهد" الذي يعتبر ممولها الأول. إلا إنه من الملاحظ أن جميع الآراء تصدر من القائمين عليها، ويتم المرور العابر على رأي المتلقي. فحارس دار سينما (بوشكينسكايا) الذي يمكن اعتباره عاملا بشكل أو بآخر في هذا المجال، ومشاهد عادي أيضا، كما يقول هو بنفسه، انفعل جدا ووصف السينما في روسيا بأنها مجرد "خرابة". وقال: "أنا شخصيا أشاهد كل ما يعرض هنا. ولكن لا شئ يحترمني أو يحترم أولادي. غالبية ما يعرض عندنا الآن، هو أفلام غربية عموما، وأمريكية على وجه الخصوص. هذه الأفلام مليئة بالعنف والجنس والمخدرات والشذوذ. نحن لم نتعود على هذا النوع من السينما. وكل عام أو اثنين يعرضون لنا فيلما أجنبيا جيدا. أما إنتاجنا الروسي فلا نراه إلا نادرا. وإذا حدث وتم عرض فيلم روسي، فهو لا يختلف كثيرا عن الأفلام الأمريكية. وبالتالي ليس أمامي أنا وأولادي إلا العودة إلى الأفلام السوفيتية القديمة الأكثر إنسانية". ويقول شاب (22 عاما): خرجت لتوي من مشاهدة فيلم أجنبي. أنا شخصيا أحب مشاهدة الأفلام الأجنبية. أفلامنا ما هي إلا تقليد سيئ لما ينتجه الغرب. ولذلك أعود في الكثير من الأحيان إلى أفلامنا القديمة. ولكن صديقته رأت أن السينما الروسية بدأت تتغير نسبيا، إذ أن هناك بعض الأفلام الجديدة الجيدة التي حصلت على جوائز عالمية. إلا إنها تعترف بأن النزعة السائءدة في السينما الروسية لا تزال هي العنف والجريمة. شاب آخر (28 عاما) يقول: أنا لا أتفرج إلا على الأفلام الأجنبية. الفيلم الروسي الآن أصبح في غاية الملل. وبالتالي فأمامنا إما السينما الأمريكية والغربية، أو أفلامنا العظيمة القديمة التي كانت ولا تزال تمثل حالة إنسانية متفردة. ويقول صديقه الذي كان يرافقه: إنهم يتحججون بعدم توافر الإمكانيات اللازمة لإنتاج سينما جيدة ومحترمة. ومع ذلك فالإمكانيات متوافرة، ولكن الأمر ببساطة أن ذلك ليس مفيدا لأحد منهم. فمصالحهم تتلخص في عرض الأفلام الأجنبية التي يجنون من ورائها أرباحا طائلة سواء عن طريق ما يحصلون عليه مقابل الإعلانات، أو السمسرة. السينما الروسية تعيش مرحلة نهوض المخرج فاليري تودوروفسكي يرى أن السينما الروسية تشهد نزعات إيجابية. فقد بدأت الأفلام الروسية تعرض في دور السينما، ويأتي مخرجون جدد بينهم الكثير من الموهوبين، ويتوفر في البلاد استقرار معين يساعد على تطور الإنتاج السينمائي كعمل خاص، وارتقى مستوى السينما التلفزيونية خلال السنوات الثلاث الأخيرة من الأفلام الرخيصة والمشينة والغبية إلى الأفلام عالية الحرفية مثل فيلم "الأبله" الذي أخرجه فلاديمير بورتكو عن رواية دوستويفسكي. ويفضل المشاهد الروسي، كما تدل الاستطلاعات، الأفلام الوطنية. ويؤكد على أن أهم ما في الأمر هو أن السينما الروسية أخذت تستجيب مجددا لرغبات المشاهدين الذين سئموا من أفلام سنوات التسعينات العشر التي صورت الحياة في روسيا وكأنها سلسلة لا متناهية من الجرائم والسكر والعربدة والتشرد والعهر. وتم إخراج الكثير من الأفلام عالية الحرفية في ظل نفقات منخفضة قياسا إلى أوروبا ناهيك عن الولايات المتحدة. إذ تتراوح ميزانية الفيلم الروسي ما بين 5ر1 و 5 ملايين دولار، بينما تبلغ هذه الميزانية في أوروبا 10 ملايين وفي الولايات المتحدة 100 مليون دولار. يرتكز تودوروفسكي في رأيه هذا إلى مجموعة من الأفلام التي لاقت نجاحا كبيرا في روسيا بالدرجة لأولى، ولاقى بعضها نجاحا في المهرجانات الدولية. ومن هذه الأفلام فيلم "الوقواق" لألكسندر روجوشكين، و"النجمة" لنيقولاي ليبيديف، و"العشيق" لفاليري تودوروفسكي، و"السفينة الروسية" لألكسندر سوكوروف الذي يسير على خطى أندريه تاركوفسكي. المخاوف والطموحات المشكلة تكمن هنا في أن المنتجات الأمريكية ما زالت تسود العروض ، وهي من حيث الأساس ليست من النوعية الجيدة في أغلبها وتمارس تأثيرا نفسيا سلبيا، إذ تجسد الهجوم على العالم باستمرار وليس العيش معه بوفاق. ولا تكاد نسبة الأفلام الروسية في العروض تؤلف 16%. فلماذا لا تستطيع الأفلام المحلية الروسية منافسة الأفلام الأمريكية؟ الإجابة على هذا السؤال في غاية الصعوبة. فهناك ردود رسمية من قبيل: لا يخرج في روسيا سوى حوالي 50 فيلما في السنة بسبب نقص التوظيفات. بينما تؤلف الأفلام المحلية في القنوات التلفزيونية نسبة 55% لأن هذه القنوات تمول إنتاجها. أو يفضل الموزعون التعامل مع شركائهم الأمريكيين نظرا للدقة التي تسود هذا التعامل من كل النواحي. ولكن الأخطر من هذا وذاك هو عملية التحلل التي أصابت هذه الصناعة طوال أكثر من 10 سنوات. وكذلك الإغراءات التي يقدمها الموزع الأمريكي. إذ تصل تكاليف الإعلانات عن الفيلم إلى أكثر من 50 ألف دولار. وهذا المبلغ يحصل عليه الموزع الروسي، علما بأن الفيلم الأمريكي يعلن عن نفسه بنفسه وبوسائل كثيرة، إذن فأين تذهب مثل هذه المبالغ؟! إنها من ضمن الإغراءات الكثيرة التي تدفع الموزع الروسي إلى التعامل مع المنتج الأجنبي مفضلا إياه عن المنتج المحلي الأقل على مستوى الحرفة، والمقلد على مستوى الموضوع، وغير المصحوب-وهذا هو الأهم-بثمن "الإعلانات". ويعقد المخرجون آمالهم في التوزيع على الدولة التي لا ترفض مساعدتهم. وقد خصص للإنتاج والتوزيع في عام 2003 حوالي 47 مليون دولار، الأمر الذي يعتبر لا بأس به بالنسبة لروسيا. لكن هذا ليس كافيا. وقد أعلن المدير العام لاستديو "موسفيلم " الذي يعد أضخم استديو في أوروبا كارين شاخنازاروف أن على الدولة أن تشكل بالدرجة الأولى سوقا سينمائية. لأن السينمائيين لا يستطيعون العمل بكامل طاقاتهم بدون هذه السوق، حيث لا تتوفر لديهم الفرص لبيع الفيلم. ويعتقد شاخنازاروف بأن على الدولة أن تحل مهمتين، أولاهما مكافحة البيع غير الشرعي الذي تصل نسبته إلى 70%-80% ، وثانيهما إجبار الموزعين قانونيا على تخصيص ولو نسبة 20% من وقت العروض للأفلام المحلية. بيد أن وزارة الثقافة ترى أن تخصيص الحصص أمر غير مجد. فإذا كانت روسيا تعتزم الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، الأمر الذي يتطلب تلقائيا الحد الأدنى من القيود على حرية تنقل السلع والخدمات، فعن أية حصص يمكن أن يدور الحديث؟ وترى الوزارة أن المشكلة يمكن أن تحل عن طريق توظيف أموال التوزيع في الإنتاج السينمائي. وهناك إجراء آخر محتمل لدعم السينما، ألا وهو إحياء طلبيات الدولة التي كان معمول بها في السابق، لأن مصالح الدولة والمنتجين السينمائيين متشابهة في هذه الحالة. غير أن السينمائيين يخشون تكرار ما حدث في التسعينات حين أدى انقطاع السينما عن الدولة، انقطاعا تاما تقريبا، إلى انهيار الإنتاج السينمائي. في هذا الصدد قال المخرج المعروف ستانيسلاف جوفوروخين إن السينما أهم سلاح إيديولوجي يمكن توجيهه لإنقاذ البلاد والأجيال ويمكن توجيهه للإضرار بهما. وتبين استطلاعات علماء الاجتماع أن أغلبية الروس يشكون من قلة الأفلام المخصصة للأطفال والأفلام الكوميدية والموسيقية والتاريخية. وتخطط الدولة لحل مشكلة إنتاج 100 فيلم روائي طويل مع حلول عام 2006. غير إنه من الواضح أنها مهمة غاية في الصعوبة في ظل المشكلات القائمة. إضافة إلى أن الدولة لم ترصد إلا 80 مليون دولار فقط لصناعة السينما في روسيا لعام 2004. موقع "إيلاف" في 1 مايو 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
بدلا من عرض الثياب والموبيليا والملابس الداخلية سينما الانفتاح في روسيا تعود إلى وظيفتها الأساسية أحمد عبدالعزيز |
من فيلم نداء الأرض
وحيد موسايان -فيلم نداءالأرض- جائزة شركة كوداك
مشهد من فيلم جورود زيرو2
ليونيد فيلاتوف |