سنوات طويلة مرت علي النجمة الشهيرة كاترين دي نيف والجميع يعتبرها رمزا للجمال والذكاء والأناقة، لدرجة أن الجمهور الفرنسي تعامل معها وكأنها أيقونة مقدسة أو ملكة من العصور الكلاسيكية القديمة.. إلا أن هذه الاسطورة تكاد تسقط تماما هذه الأيام بعد أن نشرت كاترين مذكراتها التي أطلقت عليها عنوان 'في ظلال نفسي' والتي اعتبرها البعض سقطة لاتغتفر.. في السطور التالية نعرف المزيد.. يقع الكتاب في 250 صفحة ويحمل عنوان 'كاترين دي نيف... في ظلال نفسي' وتركز كاترين في الكتاب علي سرد ذكرياتها وأحداث حياتها التي كتبتها أثناء تصويرها ستة أفلام بداية من فيلم 'أكاذيب ابريل' عام 1968 وحتي فيلم 'راقصة في الظلام' عام 1999 للمخرج الدنماركي الأصل لارس فون ترير والذي شاركت في بطولته المطربة بيورك. وكانت كاترين تحتفظ بهذه اليوميات أو المذكرات منذ الستينيات ولم تقرر نزولها الا هذه الايام.. الشعور بالوحدة وعن هذا الكتاب قالت كاترين في المؤتمر الصحفي الذي أقامته الاسبوع الماضي أن كل هذه الافلام الستة التي كتبت مذكراتها ويومياتها أثناء تصويرها كانت تتم خارج فرنسا وهو الامر الذي دفعها لأن تكتب كل يوم ما تشعر به وما حدث معها حيث إنها كانت بعيدة عن نفسها وعن بلدها ولذلك كانت تكتب لتغطي علي هذا الإحساس بالفراغ والبعد والوحدة. وقالت 'لقد كانت هذه اليوميات موجودة في احد الأدراج في حجرة نومي حيث كانت ترقد هناك لسنوات طويلة لدرجة أنني نسيتها ثم وجدت نفسي أخرجها مرة أخري وأقوم بطباعتها وفجأة حدث الأمر بسرعة كبيرة حتي وجدت عرضا بأن أقدم هذه المذكرات في كتاب وهو ما حدث بالفعل.. والكتاب لايتناول أي احداث شخصية في حياة كاترين دي نيف وهذا أمر معروف عنها حيث إنها ترفض الحديث عن تفاصيلها الشخصية دائما والحدث الشخصي الوحيد الذي تحدثت عنه في الكتاب كان أثناء وجودها في نيويورك عام 1968 لتصوير فيلمها 'أكاذيب ابريل' وهناك ساءت حالتها النفسية والعاطفية بعد أن ماتت أختها 'فرانسوس' التي اشتركت معها قبل موتها مباشرة في فيلم 'السيدات الصغيرات من روشفورت'. وعن هذه الأيام تقول كاترين في كتابها إنها كانت تشعر بالإحباط الشديد ولذلك قررت بأن عليها أن تكتب عن حزنها وتضعه علي الورق وإلا ستصاب بالانهيار الشديد. راقصة في الظلام وتحدثت كاترين في الكتاب أيضا عن مشاركتها المطربة الإيسليندية الأصل بيورك في فيلم 'راقصة في الظلام' التي اشتركت فيه بعد 30 عاما من فيلم 'اكاذيب ابريل' والتي عرضت هي علي المخرج العمل معه في أحد افلامه بعدما أرسلت له خطابا تخبره فيه عن أنها عشقت بشدة فيلمه 'كسر الأمواج' عام 1996 وطلبت منه أن يتعاون معها في أحد مشاريعه المستقبلية حتي عرض عليها دورا في فيلم 'راقصة في الظلام' مع بيورك عام .1999 وقالت كاترين في قسم خاص بالكتاب عن بيورك والتعامل معها 'إنها امرأة مستهترة لاتهتم بالآخرين وبآرائهم حيث إنها يصعب السيطرة عليها وحدث بيننا خلافات شديدة أدت إلي انهاء علاقتي تماما بها'. ويضم الكتاب أيضا حوارا أجرته مع صحفي فرنسي حول مشوارها الفني الذي استغرق 44 عاما والذي تحدثت فيه عن الفيلم الذي جعل شهرتها عالمية وهو فيلم 'جمال اليوم' انتاج عام 1967 والذي لعبت فيه دور امرأة ثرية تعاني من بعض المشاكل الجنسية لدرجة أنها تعيش حياة أخري سرية كعاهرة والتي تقول عنه كاترين إنه برغم أن الفيلم حقق لها شهرتها في العالم كله إلا أنها استغلت بصورة سيئة حيث إنها قامت بعمل مشاهد عارية للغاية كانت أكبر مما يحتاجه الفيلم. وقالت 'كنت وقتها في ال 23 من عمري وكنت أود التحدث مع مخرج الفيلم لويس بونيل لأحكي له عن شعوري بالاستغلال في الفيلم إلا أنني كنت اتحدث معه بصعوبة لأنه كان بعيدا عن التعامل مع الممثلين في الفيلم بأوامر من شركة الانتاج. نهاية الأسطورة وقد أثار الكتاب غضب بعض النقاد الفرنسيين الذين قالوا إنه سيء للغاية وغير مترابط ويظهر كاترين في صورة الفتاة المراهقة التي لاتتمتع بأي ذكاء أو مهارة في الكتاب أو سرد احداث من حياتها. وقال أحد النقاد الفرنسيين إن هذا الكتاب يدمر الاسطورة التي عرفها الجميع عن كاترين دي نيف وتعامل معها بمثل هذه الطريقة علي أساس أنها ممثلة مثقفة وذكية، مشيرا إلي ان الكتاب يخلو من الترابط ويتحدث عن أعمالها واسفارها وافكارها التي لاتبدو مثيرة علي الاطلاق لتقديمها للجمهور فهي تتحدث عن اشياء تافهة وسخيفة مثل أنها لم تلحق بطائرتها في إحدي المرات، تجولها لشراء سمك السلمون واصابتها باحتقان في اللوزتين وعن ارائها حول العمال في نيويورك بأنهم غريبي الأطوار وغير محترمين، مما يجعل كاترين تبدو في هذا الكاتب ضعيفة للغاية ويجعل مارلين مونرو بجانبها اكثر ثقافة وذكاء. واكد ناقد آخر أن الكتاب ضعيف للغاية وخال من المادة التي يمكن أن يقرأها الجميع، مشيرا إلي ان كاترين ربما كانت تعرف ذلك من البداية خاصة أنها كتبت في مقدمة الكتاب أو اليوميات للقراء 'استعدوا للقليل جدا'. وطالب عدد من النقاد بإعادة تقييم كاترين دي نيف التي صنع منها الفرنسيون اسطورة وأيقونة واعادة النظر في المكانة التي تستحقها وهل هي بالفعل نموذج للذكاء والجمال الفرنسي كما مجدها الجميع أم أنها مجرد ممثلة مغرورة لاتهتم بأي شيء سوي خطوط الموضة والأناقة...؟! وقالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إن هذا الكتاب يعد من ضمن سلسلة الكتب التي لاتحتوي علي أي قيمة والتي يكتبها معظم المشاهير الذين يتمتعون بقبول ونجاح لدي الجمهور ولكنهم لايفقهون شيئا عن الكتابة في نطاق أدبي حقيقي. أسرار مهمة ورغم هذا الهجوم الشديد فإن الكتاب لاقي الاعجاب ايضا من بعض النقاد حيث أكدت بعض الصحف الفرنسية مثل صحيفة 'أوبزرفاتور' أن الكتاب رقيق وحساس وأن الهجوم عليه يرجع لأن كاترين دي نيف إنسانة تؤمن بالخصوصية ولذلك أحبطت من كانوا يبحثون عن الفضائح والأسرار المهمة في حياتها لم يجدوها لأنها لم ولن تضع ذلك علي الورق مطلقا لإيمانها باحترام حياتها الشخصية.
وأشارت الصحيفة إلي أن العواطف والاحاسيس تأتي في
الكتاب بين
السطور. وقالت أن كاترين ليست شكسبير ولذلك من الطبيعي أن تكون هناك عيوب أدبية ولغوية بالكتاب ولكن كاترين أرادت أن تصف بعض مشاعرها واحداث يومها أثناء تصوير بعض افلامها بصورة كاملة لنفسها منذ البداية. وهو ما أكدته كاترين دي نيف عندما قالت: لو كنت أعلم أن هذه المذكرات واليوميات ستنشر ليقرأها الجميع، ما كنت قمت بكتابتها علي الاطلاق. وأضافت أن 'الكتاب ليس مؤلفا حقيقيا بل إنه مجرد لحظات موجودة علي الورق'. وأثني بعض النقاد علي الكتاب خاصة الأجزاء التي تحكي فيها كاترين عن شعورها بالحمل الثقيل تجاه شهرتها وجمالها وحديثها حول أهم شخصية أثرت عليها في حياتها وهي أختها الممثلة فرانسوس دورليك التي ماتت في حادث سيارة عام 1967 وعمق علاقتها بأختها حيث تقول في الكتاب إن أختها تطاردها كل ليلة في الاحلام. أخبار النجوم في 1 مايو 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
الأسطورة والايقونة المقدسة تنهار "في ظلال نفسي" مذكرات كاترين دي نيف تفضح أسرار سينما استغلال الجسد! إعداد: نيللي عزت |
|