تناولت السينما المصرية مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي.. وتعرضت لصراع مصر مع إسرائيل ابتداء من موجة أفلام حرب 48 التي بدأت بفيلم محمود ذوالفقار «فتاة من فلسطين»، الذي غنت فيه سعاد محمد أغنيتها الشهيرة «يا مجاهد في سبيل الله ده اليوم اللي تتمناه»... بعدها جاءت موجة أفلام حرب 56 والفدائيين التي كان منها فيلم «أرض السلام»، لكمال الشيخ... ثم بدأ نيازي مصطفي موجة أفلام الجاسوسية 64 بفيلمه «الجاسوس»،.. وبعد هزيمة 67 ظهرت أفلام مهمة للتعبير عن المقاومة مثل «أغنية علي الممر»، لعلي عبدالخالق.. و«ظلال علي الجانب الآخر»، لغالب شعث.. «والعصفور»، ليوسف شاهين. وفور حرب أكتوبر بادر مخرجو الأفلام التي كان يتم تصويرها وقت الحرب، بإضافة مشاهد الحرب علي هذه الأفلام، ومنها «أبناء الصمت»، لمجيد طوبيا ومحمد راضي «وحكايات الغريب»، لمحمد حلمي وإنعام محمد علي.. وفي عام 79 قدم يوسف شاهين فيلمه «إسكندرية ليه»، الذي قدم رؤية شديدة الموضوعية والصدق الفني للصراع العربي الإسرائيلي حتي حرب 1948 مشددا علي الفروق بين الصهيونية واليهودية من خلال رصد حالة أسرة يهودية مصرية هاجرت إلي إسرائيل ثم إلي جنوب أفريقيا.. بعد «إسكندرية ليه»، لم تظهر إسرائيل في السينما المصرية إلا علي درجات تتراوح بين التلميح والتصريح شبه الجريء... كانت البداية في عام 1983 مع عاطف الطيب وفيلمه «سواق الأوتوبيس»، ثم في عام 84 مع عبدالحي أديب وأحمد السبعاوي في فيلم «بيت القاضي»، وفي عام 87 لجأ محمد شبل إلي رموز معقدة للإشارة إلي إسرائيل في فيلمه «التعويذة»، وبعدها جاءت أفلام «زمن حاتم زهران» لمحمد النجار و«كتيبة الإعدام»، لعاطف الطيب و«الإمبراطور»، لفايز غالي وطارق العريان وفيه جاءت إشارة صريحة إلي دور إسرائيل في تهريب المخدرات اعتمادا علي التقارير التي نشرتها الصحف وبعدها في عام 92 أشار فيلم «الحب في طابا»، لأحمد فـؤاد إلي دور إسرائيل في إدخال الإيدز إلي مصر من خلال قالب كوميدي سياسي لاقي نجاحا معقولا وقبل ذلك جاءت إشارات ما إلي إسرائيل في أفلام مثل «المواطن مصري»، لصلاح أبوسيف و«أرملة رجل حي» لبركات. ويعتبر فيلم «الصعود إلي الهاوية»، الذي أخرجه المرحوم كمال الشيخ من أوائل الأفلام التي تناولت الصراع بين المخابرات المصرية والإسرائيلية.. فقد رأينا في فيلم «الصعود إلي الهاوية»، جميل راتب في دور ضابط الموساد وهو يردد للجاسوسة المصرية مديحة كامل عبارة «انت تتعاملين مع أذكي جهاز مخابرات في العالم». ولكن المقصود طبعا هو السخرية من هذا الجهاز الذي ينجح ضباط المخابرات المصرية في خداعه.. بعدها جاءت عدة أفلام متتالية للفنانة نادية الجندي عن الصراع العربي الإسرائيلي وتحديدا صراع المخابرات المصرية الإسرائيلية.... ونري كيف تجند إسرائيل جواسيس في مصر كما حدث في الفترة الأخيرة فقد تم القبض علي محام يدعي وليد لطفي هاشم وحكم عليه بالسجن 15 عاما لاتهامه بالتجسس لصالح إسرائيل وأنه باع وطنه بحفنة دولارات. وإذا كانت السينما المصرية قد حطت دائما من شأن جهاز المخابرات الإسرائيلية المعروف باسم «الموساد»، عن طريق التجاهل أو إضفاء صفات الغباء والضعف علي عملائه فإن السينما الإسرائيلية وذيولها في أمريكا وأوروبا قد بالغت في شأن «الموساد» عن طريق تعظيم قوته وتأثيره ودوره في سبيل الدفاع عن العالم كله... حيث قام الإسرائيليون بتقديم 320 فيلما عالميا وصهيونيا عن دولتهم وكيف أن البقعة العربية كانت في حاجة إلي استقدام الخبرة والمعرفة والديمقراطية والتكنولوجيا من خلال إقامة دولة إسرائيل... أما السينما المصرية فقد أنتجت عددا من الأفلام لم يتجاوز خمسة أفلام روائية طوال الخمسين عاما حول القضية الفلسطينية... كما أنتجت 27 فيلما تسجيليا. جريدة القاهرة في 27 أبريل 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
أفلام الصراع العربي الإسرائيلي... بالأرقام: إسرائيل قدمت 320 فيلماً عن أمجادها وبطولات الموساد.. مقابل 5 أفلام روائية مصرية و27 فيلماً تسجيلياً محمد خيري |
|