شعار الموقع (Our Logo)

 

 

جديد المخرج السينمائي اللبناني جان شمعون فيلم ارض النساء الذي ينتمي الي السينما الدكيودرامية التي صارت حرفة متيسرة بالنسبة له. في هذا الشريط الذي يمتد لحوالي الساعة يدخل المخرج الي شخصية الاسيرة المحررة من سجن الخيام كفاح عفيفي التي تعود بالذاكرة الي مراحل طفولتها وذكرياتها مع الحرب اللبنانية ومجازر صبرا وشاتيلا التي نجت منها بأعجوبة. ومن خلال عفيفي والمثال الانساني والنضالي الذي تشكله بالنسبة لها كل من الشاعرة فدوي طوقان والرائدة سميحة خليل يطل المخرج علي شخصيات النساء الثلاث مركزا علي نجاحهن في تحطيم الحواجز التي اقامها التاريخ الاجتماعي والسياسي امامهن.

في ارض النساء بدا المخرج جان شمعون اكثر رشاقة في المزج بين الوثائقي والدرامي، واكثر احترافا في الولوج الي داخل الشخصيات بحيث تمكن من استخراج اكثر اللحظات صدقا من كفاح عفيفي.

مع جان شمعون كان هذا الحوار:

·         ارض النساء جمع بين ثلاث بطلات، علي اي اساس تم اختيارهن؟ما هو القاسم المشترك بينهن؟

- البداية كانت مع كفاح عفيفي بعض التعرف العميق اليها كانسانة ظهر لي انها تفكر ابعد من ذاتها كمرأة. في بالها نساء يشكلن لها المثال والقدوة. هي امرأة نشأت في مخيم شاتيلا في لبنان ونجت بأعجوبة من مجازر المخيمات، كما ان اسرتها قدمت ثلاثة اخوة شهداء. انها ابنة رجل له مواقفه الوطنية،ولوالدتها اثرها العميق في حياتها النضالية. انهم عائلة اصيلة.في الخلفية الثقافية لحياة كفاح عفيفي التي تلعب دورا اساسيا في فيلم ارض النساء عدد من النساء المؤثرات في الحياة النضالية للشعب الفلسطيني . من تلك النسوة الشاعرة فدوي طوقان، والمناضلة سميحة الخليل.

·         هل كانت هاتان المرأتان قدوة لها في حياتها؟

- ليس هذا وحسب بل ان فدوي طوقان كانت رفيقتها في زنزانتها الانفرادية في سجن الخيام. في السجن عاشت كفاح نوعا من المقارنة بين حياتها وحياة فدوي طوقان حين سجنها اخوها في المنزل ومنعها من متابعة الدراسة الي ان جاء اخوها ابراهيم الذي كانت له مكانة كبيرة في حياتها وحياة العائلة وساعدها علي العودة الي الدراسة. فدوي طوقان كانت تتمتع باحساس تمرد تاريخي ناتج عن القمع القديم العهد الذي مورس علي النساء وهي كانت بحاجة الي الظروف التي تساعدها علي الانطلاق.

·     هل يمكن القول ان فدوي طوقان وسميحة الخليل كانتا من الحوافز التي دفعت كفاح عفيفي لتخوض تجربتها النضالية في مقاومة الاحتلال؟

- لم تكونا حافزا اساسيا. طفولتها ومن ثم نضوجها كانا الاساس. طوقان والخليل شكلتا مثالا لها حين ازداد وعيها. كفاح عفيفي عاشت تجربة قاسية جدا خلال الحرب الاهلية في لبنان ومنها حرب المخيمات ومجازر صبرا وشاتيلا وفقدانها لثلاثة من اشقائها وهي لا تزال بعد في عمر ال12 سنة. كل ذلك عجن شخصيتها ودفعها للبحث عن عمل ما تقوم به، وكانت العملية العسكرية ضد الاحتلال في الجنوب اللبناني. لقد سمعت بفدوي طوقان وسميحة الخليل منذ الصغر وهما اصبحتا من النساء الرائدات والمثال في حياتها، ومن هنا جاء تذكرها لهما في اسرها في زنزانة انفرادية.

·         هل كان مقصودا اختيار نماذج نسائية متنوعة في نضالها ضد العدو بين الشعر والسياسة والكفاح المسلح؟

- لست انا من قصد ذلك. كفاح عفيفي هي من اوحت بمسار الفيلم. عندما اختار الشخصيات التي اعمل معها اهتم كثيرا بتجربة تلك الشخصيات، اسعي لاكتشافهم قبل انطلاق الكاميرا. و ثمة ما يدفعني للدخول كثيرا الي تفاصيل تلك الشخصيات.

·         الي اي حد تدخلت كمخرج في رسم حركة بطلة الفيلم كفاح عفيفي؟ والي اي حد تركتها علي عفويتها؟

- في علاقتي مع الشخصيات التي اختارها احاول الوصول بهم الي راحة ذاتية كاملة تؤدي بهم الي العفوية المطلقة. اخلق الجو المطلوب واتركهم علي سجيتهم. وكلما نجحت في ذلك كلما توصلت لاستخراج الحالات والظروف باللحظات الصادقة وعندها يبدأون بالبوح والتعبير عن تجاربهم.

·         كيف تيسر لك جمع المادة المطلوبة من فلسطين المحتلة؟ وهل تم اللقاء بفدوي طوقان قبل رحيلها؟

- اللقاء المصور معها نفذه احد الاصدقاء ومن ثم تحادثنا معا عبر الهاتف. عملت لتركيب اللقاء المصور من خلال المونتاج. المشاهد التي تم تركيبها علي كلامها ومنها اللقطات المصورة في نابلس بعضها من الارشيف القديم كما مرحلة طفولتها وجسر اللمبي جميعها شكلت ايحاءات لكل ما تحدثت به فدوي طوقان. ومع سميحة الخليل تناولت انجازاتها لجهة تأسيس جمعية انعاش الاسرة الفلسطينية،اضافة الي دورها الفاعل في حياة المرأة الفلسطينية خاصة وانها كانت من النساء الاكثر نشاطا. كما استعنت ببعض المشاهد من حياة سميحة الخليل سبق لمي المصري ان صورتها في فلسطين المحتلة.

·         الوثائقي الذي تصوره يأخذ باستمرار منحي الالتزام السياسي. هل ما زال في جعبتك افكار؟

- يضحك ويقول: اعتقد اني في التزام وطني وانساني أكثر منه التزاما سياسيا. الالتزام الوطني بالنسبة لي استراتيجي ليس له بداية ولا نهاية. انها حالة موجودة في داخلي وتنبع من واقعي. كل عمل فني يتم تقديمه ويفسره الناس علي انه غير سياسي فهو برأيي يحمل ابعادا سياسية بشكل غير مباشر.

·         هل بات الفيلم الوثائقي فنا متيسرا بالنسبة لك؟ في ارض النساء لمسنا انك تتعامل معه برشاقة واضحة؟

- هنا اعود الي قضية العفوية والاسلوب الذي اعمل وفقه. من خلال الفيلم الوثائقي احاول الدخول الي الدراما بحيث اقدم عملا دكيودراميا. طموحي الدائم ان اخبر قصة من خلال الفيلم الوثائقي. قد اتناول اكثر من شخصية في فيلمي واحكي قصصها التي تفتح علي الواقع السياسي والتاريخي والاجتماعي. من هنا ندخل في اسلوب سينمائي يمكنه ان يولد نوعا من التواصل مع الجمهور من خلال البساطة والعمق والبعد الرمزي في الوقت نفسه. بحسب تجربتي هذا النوع من السينما يخلق علاقة متينة مع الجمهور وتواصلا اذا ابتعدنا بالطبع عن التعقيد وفلسفة الامور. المطلوب هو الصدق والاخلاص للواقع. وبقدر ما يكون هذا الواقع بسيطا وعميقا يصل الي الناس.

·     من الطبيعي ان نتوجه بهذا النوع من الافلام الملتزمة الي العقل الغربي اولا. بعد الكثير من التجارب هل بت تتقن الدخول الي هذا العقل؟

- عندما اكون بصدد فيلم ما افكر بالجمهور بشكل شمولي ولا افكر بجمهور معين. افكر اولا باحساسي وأحكي ما اشعر به واسعي لتقديمه من خلال الاداة التي اعمل بها وهي السينما التي اعتبرها وسيلة تعبير وثقافة وفن. ان نمتلك وسيلة التعبير هذه مسألة تسهل الوصول الي الناس.

·         اين عرض فيلم ارض النساء؟

- العرض العالمي الاول كان في مهرجان اوكسفورد الدولي لأفلام حقوق الانسان. في هذا المهرجان تمت برمجة ارض النساء في عرض خاص. وتلا العرض نقاش مميز مع الجمهور الذي تشكل من مشاهدين اوروبين وعرب واسيويين وافارقة. الفيلم استقبل بشكل جيد بعد ان قدمني مدير المهرجان قائلا للجمهور نحن سعداء بحضور المخرج جان شمعون الذي يضع الانسانية في صناعة الافلام الانسانية .

·         هل من مشروع لعرض هذا الفيلم علي شاشات التلفزيونات الغربية ؟

- العروض دائما مفتوحة، ونحن الان في مرحلة الاتصالات مع كل التلفزيونات الغربية بعد ثلاثة عروض في جنوب فرنسا حيث عرض في ثلاث مدن واحداها في مدينة Digne نظمته نساء فرنسيات متضامنات مع القضية الفلسطينية. وفي كل العروض الفرنسية كان الحضور جيدا جدا والنقاش مفيدا. وهنا اشير الي ان العرض الاول للفيلم جري في قصر الاونيسكو في بيروت بحضور حوالي 1200 مشاهد.

القدس العربي في  26 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

جون شمعون حول "أرض النساء":

الأسيرة كفاح أوحت بمسار فيلمي

يحاول الدخول الي الدراما من خلال الفيلم الوثائقي

أجرى الحوار: زهرة مرعي