شعار الموقع (Our Logo)

 

 

شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة فنية جديدة فرضت نفسها بقوة على الوسط الفني، وتسببت في مزيد من القلق في نقابة السينمائيين وأوساط العاملين في السينما. وتمثلت هذه الظاهرة في هجرة مخرجي وممثلي الفيديو كليب والإعلانات إلى مجال السينما.

معظم نجمات السينما الآن من خريجات معامل الإعلانات والفيديو كليب، وأغلب المخرجين القادمين من هذه المعامل يدخلون في تجارب ضخمة الإنتاج رغم عدم وجود خبرات سينمائية سابقة لهم في هذه الصناعة المهمة والصعبة، ما أدى إلى ظهور عدد كبير من الشكاوى التي ينظرها مجلس نقابة السينمائيين حاليا ضد هؤلاء المخرجين ويطلب فيها بعض أعضاء مجلس النقابة من النقيب ممدوح الليثي أن يقوم بتحرير محاضر في الشرطة ليتم رفعها إلى القضاء باعتبار أن هؤلاء مقتحمون لمهنة الإخراج لأنهم ليسوا من أعضاء النقابة، ولم يتخرجوا من معهد السينما كما تنص لائحة النقابة. وبالتالي يؤثرون على زملائهم الذين لا يجدون أي فرصة عمل حاليا. ويطالب أعضاء مجلس النقابة بضرورة الوقوف أمام هذه الظاهرة بكل جدية حتى لا تزداد المشكلة اتساعا.

ويعد المخرج عمرو عرفة أول من افتتح موسم هجرة مخرجي الإعلانات والفيديو كليب إلى السينما، فبعد سنوات طويلة من عمله في إخراج إعلانات الوكالة التي يملكها هو وشقيقه المخرج شريف عرفة، نجح عمرو في تقديم أول أفلامه “أفريكانو” مع النجم الشاب أحمد السقا.

أما المخرج علي رجب فهو أكثر مخرجي الفيديو كليب حظا في السينما حيث انتهى من تصوير فيلم ويعمل حاليا في فيلمين آخرين، وهو ما لم يحدث إلا نادرا جدا مع محترفي الإخراج السينمائي، كما أنه من القلائل الذين لم تقابلهم أية مشكلات في الانتقال من إخراج الأغاني إلى الإخراج الروائي الطويل فبعدما أخرج عدداً من أغاني الفيديو كليب للمطرب فارس تحول تماما للسينما، وانتهى مؤخرا من تصوير فيلم “خالتي فرنسا” الذي تلعب بطولته الفنانة عبلة كامل ومعها منى زكي والطفلة مها عمار، وكان من المقرر عرضه خلال عيد الفطر المبارك لكن عرضه تأجل لظروف إنتاجية.

وقد بدأ علي رجب منذ أيام تصوير أحدث أفلامه والذي يحمل اسم “صايع بحر” الذي يعد ثاني بطولة مطلقة للفنان الشاب أحمد حلمي بعد فيلم “ميدو مشاكل” الذي شاركته بطولته المطربة شيرين.. وتشارك في بطولة فيلم “صايع بحر” النجمة ياسمين عبد العزيز التي أنقصت وزنها 10 كيلو جرامات في مدة قصيرة حتى تظهر في رشاقتها العادية بعد أن زاد وزنها بعد إنجابها لطفلتها الأولى من زوجها محمد حلاوة، ويستعد فريق العمل في الفيلم للسفر الى الإسكندرية لتصوير أحداث الفيلم التي تدور حول مغامرات الشباب في البحث عن فرصة عمل في إحدى المناطق الساحلية.

في الوقت نفسه، يعقد علي رجب جلسات عمل مع فريق وأبطال فيلم “اليمامة والديك” الذي اختار لبطولته كلا من شريف منير وعلا غانم وهند صبري وعمرو واكد وتدور أحداثه في إطار بوليسي اجتماعي حول جريمة قتل لسيدة متزوجة تخون زوجها، إلا أن هناك الكثير من الغموض الذي يحيط بظروف قتلها، ويبدأ البوليس رحلة البحث عن القاتل والذي تقرر أن يبدأ تصويره بعد انتهاء رجب من تصوير “صايع بحر” مباشرة.

ومن المخرجين الذين نفذوا أحلامهم في الإخراج السينمائي شريف صبري الذي ذاعت شهرته بعد أن قدمه عمرو دياب في أكثر من أغنية انتقل بعدها للعمل مع عدد كبير من نجوم الغناء مثل راغب علامة وسميرة سعيد وغيرهما، ويصور شريف صبري حاليا فيلمه الأول في تكتم شديد وهو الفيلم الذي اسند بطولته إلى الممثلة والمطربة روبي التي شاركت في فيلم “سكوت هنصور” ليوسف شاهين، وظهرت مؤخرا في كليب “انت عارف ليه” الذي أثار الآراء من حولها.

أيضا هناك المخرج عثمان أبو لبن الذي حاول دخول مجال الإخراج السينمائي منذ عامين بفيلم “قلب جريء” إلا أن نقابة السينمائيين منعته وقتها من العمل في الفيلم لعدم حصوله على تصريح بالإخراج فتم إسناده إلى المخرج محمد النجار. ويعد عثمان أبو لبن من أكثر المخرجين مشاركة في أغاني الفيديو كليب، حيث يعتمد في إخراجه على الأفكار العالمية اللامعة، والتي تحقق جماهيرية كبيرة بين الشباب رغم أن البعض يرى أنها أفكار سبق تقديمها في دول أخرى.. وهو يتمتع بسمعة طيبة في الوسط الفني وبين المطربين والمطربات على وجه التحديد رغم ارتفاع اجره الذي يصل في الأغنية الواحدة إلى 160 ألف جنيه.. ويتكلف أي كليب من إخراجه ما لا يقل عن 400 ألف جنيه، وقد تقدم عثمان أبو لبن إلى نقابة السينمائيين مؤخرا للحصول على تصريح بالإخراج حيث يبدأ قريبا تصوير فيلم “كواليس” بطولة المطرب عامر منيب ونيللي كريم.

المخرج يحيى مختار الذي يعمل بالقطاع الفضائي في التلفزيون وقدم بعض أغاني الفيديو كليب للمطرب مصطفى قمر وغيره بدأ يسعى جاهدا في تحقيق رغبته ليكون مخرجا معتمدا في السينما. ويتفق الآن مع مصطفى شعبان وفتحي عبد الوهاب وأميرة فتحي على فيلم جديد يكتبه احمد عبد الله وله عنوان مؤقت “شباب زمان” ليكون أول عمل رسمي له بالسينما، وهو ما يعد له أيضا المخرج احمد الفيشاوي، وهو ليس نجل الفنان فاروق الفيشاوي، وذلك بعد إخراجه عددا كبيرا من الأغاني المصورة حيث يجهز سيناريو جديدا بعنوان “ذهب ضد الريح” ليكون بداية عمله على شاشة السينما وجارٍ ترشيح أبطاله، كما يستعد مخرج الفيديو كليب احمد المهري لدخول عالم الإخراج السينمائي وأمامه حاليا ثلاثة نصوص ليختار أحدها للبدء به.

أما مخرج الفيديو كليب وجيه احمد فتحول إلى مونتاج الأفلام السينمائية حيث يهوى هذا المجال اكثر من الإخراج. ويكتفي بعمل المونتير الذي يراه من أهم عناصر نجاح الفيلم السينمائي.

على الجانب الآخر شهدت السنوات الأخيرة انتقال عدد من ممثلات الإعلانات والفيديو كليب إلى شاشة السينما لكي يجدن مساحة واسعة للشهرة والانتشار والنجومية أيضا، وقد حقق بعضهن نجاحا كبيرا مثل الفنانة اللبنانية نور التي كان أول ظهور لها من خلال إعلان بطاطس مع الفنان هشام سليم، لكي يختارها بعد ذلك المخرج سعيد حامد للمشاركة في بطولة فيلم “شورت وفانلة وكاب” الذي يعد أول بطولة مطلقة لنجمه أحمد السقا، انطلقت بعده نور لتجد فرصتها واسعة على شاشة السينما، فشاركت في العديد من أفلام الموجة الشبابية الجديدة، ومنها “أصحاب ولا بيزنس” مع مصطفى قمر وهاني سلامة وموناليزا، ثم “إزاي البنات تحبك” للمخرج أحمد عاطف، حتى توجت حضورها الفني في مصر بالوقوف على خشبة المسرح القومي والمشاركة في بطولة مسرحية “تحب تشوف مأساة” التي استمر عرضها به لفترة طويلة.

وهو السيناريو نفسه الذي تكرر مع النجمة ياسمين عبد العزيز، وإن كانت ملامح مشوارها الفني قد اختلفت في بعض التفاصيل، فإذا كانت ياسمين قد بدأت من الإعلانات إلا أن الخطوة التالية لها كانت على شاشة التلفزيون من خلال فوازير رمضان التي تقاسمت بطولتها مع الفنانة نيللي كريم، ثم مسلسل “امرأة من زمن الحب” مع النجمة سميرة أحمد، وبعدها انطلقت ياسمين من خلال عدد من الأفلام الجديدة، ومنها “قلب جريء” مع المطرب مصطفى قمر، و”رشة جريئة” مع النجم أشرف عبد الباقي.. وتشارك حاليا بقوة في بطولة عدد من أفلام الموجة الجديدة في السينما المصرية ونجومها الشبان.

ومن الإعلانات أيضا جاءت غادة عبد الرازق ونيرمين الفقي ووفاء عامر، وإن كانت اتجاهات الثلاثي الأخير لم تكن كلها سينمائية، ولم تكن قفزاتهن على مستوى ما حدث لنور وياسمين، فقد وجدت وفاء عامر وغادة عبد الرازق فرصتهما الكبرى على مسرح الفن لصاحبه الفنان جلال الشرقاوي الذي لعب دورا كبيرا في إبراز مواهب كل منهما، لكي تبدأ وفاء عامر رحلتها مع السينما بأدوار الإغراء التي كانت تعد وقتها مثل الوظيفة الشاغرة التي تبحث عمن يشغلها، حتى كانت فرصتها الكبرى مع النجم عادل إمام في فيلم “الواد محروس بتاع الوزير” حيث لمع اسمها بدرجة اختصرت لها الكثير من الخطوات التي كان ينبغي على أي ممثلة شابة أن تمر بها. ومثلها فعلت غادة عبد الرازق وإن كان حضورها المسرحي أعلى بكثير من مساحة حضورها على شاشتي السينما والتلفزيون، أما ثالثتهن نيرمين الفقي فهي حتى الآن لم تختبر سينمائيا، وإن كانت قد أثبتت حضورا مميزا على شاشة التلفزيون، حتى أنها تعد واحدة من نجمات التلفزيون الآن في مصر، ولا تقبل إلا أدوار البطولة الأولى في أي عمل تشارك فيه.

أما معامل الفيديو كليب فقد جاءت إلى السينما بعدد لا بأس به من نجمات الجيل الجديد، ولعل أبرزهن الفنانة أميرة فتحي التي كان أول ظهور لها من خلال الفيديو كليب الشهير “افرض مثلا” للمطرب حكيم، والذي قدمها بصورة شديدة الجاذبية، وفتح لها أبواب المنتجين والمخرجين والجمهور أيضا، هناك أيضا الفنانة غادة عادل وإن كان عملها في الفيديو كليب مع المطرب هاني شاكر قد جاء لاحقا لظهورها سينمائيا والذي بدأ مع النجم محمد هنيدي في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” ثم “الواد بلية ودماغه العالية”، ومي عز الدين التي اكتشفها المطرب محمد فؤاد من خلال ظهورها في فيديو كليب اختارها لكي تشاركه بطولة فيلم “رحلة حب” ورغم عدم نجاح الفيلم إلا أن موهبة مي استطاعت أن تفرض نفسها حيث اختارتها بعدها النجمة يسرا لتشاركها مسلسل “أوان الورد” ليتم تثبيت أقدامها سينمائياً وتلفزيونياً.

أما آخر الوافدات إلى شاشة السينما من معامل الفيديو كليب فهي الفنانة الشابة “هنا شيحة” التي ظهرت في فيديو كليب “انتِ لسه بتسألي” للمطرب هاني شاكر لكي تنضم إلى قافلة بنات شيحة اللاتي انطلقن على شاشة السينما بقوة منذ ظهور شقيقتهما “حلا” في مسلسل “الرجل الآخر” مع النجم نور الشريف وانطلاقها سينمائيا فيما بعد، ثم ظهور الشقيقة الصغرى “مايا” في فيلم “أسرار البنات” مع المخرج مجدي أحمد علي، لكي تبدأ بعد ذلك قافلة بنات شيحة في الإعلان عن مواهبهن واحدة تلو الأخرى وأحدثهن “هنا” التي جاءت لمشاركة شقيقتها “مايا” في أحد مشاهد كليب “انتِ لسه بتسألي” فعرفت طريقها لكاميرات السينما وعالم الشهرة والأضواء والنجومية.

الخليج الإماراتية في  25 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

ظاهرة تثير قلق الوسط الفني في مصر

نجوم الـ"الفيديو كليب" يغزون السينما!

عبدالوهاب داود