حامد سعيد من المخرجين الشباب الموهوبين الجادين الذي يحرص علي تنفيذ عمله بدقة متناهية, لكن لا ندري سر اعتماده علي مطربين كل هدفهم تقليد عبدالحليم حافظ, فقد جاء عامر منيب في فيلمه كيمو وأنتيمو نسخة بالكربون من عبدالحليم حافظ, وجاء مصطفي قمر, نسخة بالكربون أيضا في فيلمه الحب الأول وبالذات في مشهد البلاج الذي هو قاضي البلاج في أبي فوق الشجرة. الغريب أن هؤلاء المطربين يعرفون أنهم لن يكونوا عبدالحليم حافظ, فبعد أن فشلوا في تقليده غنائيا راحوا يستنسخونه سينمائيا في عدة سيناريوهات عبارة عن أجزاء من أفلام حليم وقد واجهنا حامد سعيد بهذه الحقائق حرصا علي تميزه كمخرج. · كانت بدايتك في إخراج الكليبات, كيف تحولت إلي الإخراج السينمائي؟ - بعد تخرجي في كلية التجارة, جامعة القاهرة وكنت رئيسا لفريق التمثيل ومثلت وأخرجت مسرحا وعملت مع زملائي محمد سعد وهنيدي وهاني رمزي وصلاح عبدالله, ثم دخلت معهد السينما وتخرجت عام92, وحصلت في أول عمل لي علي جائزة مهرجان الإسماعيلية الدولي, وهو فيلم قصير حدث في ميت يعيش ثم اتجهت لإخراج برامج تليفزيونية, ثم أخرجت أغنية يا ليلة عودي تاني لمحمد منير, والتي حصلت بها علي جائزة مهرجان التليفزيون, ثم مجموعة أفلام قصيرة خير أجناد الأرض والميلاد والرمال السوداء ورمضان ثم أغنية ها انساك لمحمد فؤاد, ثم مجموعة من أغنيات مصطفي قمر, وجاء أول أعمالي السينمائية مع مصطفي قمر أيضا من خلال فيلم الحب الأول مع مني زكي وحنان ترك وهاني رمزي, وحقق الفيلم إيرادات جيدة رغم أن توقيت عرضه جاء مع هنيدي ومع فيلم الناظر. · هل اقترابك من المطربين وتعاونك معهم هو الذي جعل أفلامك قريبة من أفلام عبدالحليم حافظ؟ - مسألة اقتراب أفلامي من أفلام عبدالحليم حافظ مسألة تتعلق بمؤلف السيناريو, أما بالنسبة لي فأحب عبدالحليم, ومن منا لا يحب عبدالحليم. · لكن ليس لدرجة أن تكون أفلامك جزءا من أفلام عبدالحليم, فالمسألة ليست بأحمد البيه مؤلف السيناريو فقط؟ - عبدالحليم موجة موجودة حتي في الأغاني, تجد المطرب في مصر يأخذ تيمات عبدالحليم وأسلوبه وشكله وطريقته في الغناء, حتي طريقة الحب في الأفلام تجدها طريقة حب أفلام عبدالحليم, وحالة الشجن أيضا لذا تجد أن عديدين من كتاب السيناريو تأثروا بعبدالحليم وظهر هذا واضحا في أفلامهم, وأعتقد أن هذا ليس سيئا. · في فيلم الحب الأول هناك مشهد الرحلة علي البلاج هو ذاته نفس مشهد عبدالحليم علي البلاج, والأغنية التي قدمتموها هي نفس أغنية عبدالحليم قاضي البلاج مع اختلاف في كلمات الأغنية واللحن, وهناك مشهد ذهاب مني زكي لمصطفي قمر في البيت ولقائهما وهو يقف علي السلم وهي في الأرض, هو نفسه مشهد عبدالحليم وصباح في شارع الحب حين غنت له أغنية لأ؟ - أولا ليس عيبا أن أتأثر بحسين كمال, فهو أستاذ كبير جدا لا نستطيع الوصول إلي أعماله, أما أغنية البلاج في الحب الأول, فلا علاقة لها بأغنية قاضي البلاج, وحتي إذا كنا قد تأثرنا بعبدالحليم وحسين كمال فقد قدمنا العمل بشكل جديد. · هل كانت الأغنية والرحلة إلي البلاج مكتوبة في السيناريو؟ - ذهابهم في رحلة هو الذي كتب في السيناريو, وكانت هناك أغنية لكن ليس مكانها البلاج ولأسباب إنتاجية صورت علي البلاج, فقد كنا ننوي تصويرها في أسوان وصورناها في فايد ولو صورت في أسوان ما كنت تستطيع أن تقول إنها قريبة من أبي فوق الشجرة. · كيمو وأنتيمو كنت نفس المخرج, وأحمد البيه, كاتب السيناريو, كما في الحب الأول وهناك أيضا تأثر بعبدالحليم حافظ؟ - أحمد البيه متأثر بعبدالحليم بشكل كبير جدا وأدعوه ليغير اتجاهه, لكن دعني أسألك عن وجه التشابه بين أفلام عبدالحليم وكيمو وأنتيمو؟ القصة بالكامل متشابهة سواء في الخط الدرامي أو مرحلة الصعود حيث البطل وصديقه مثل عبدالحليم وصديقه وبحثهما عن المجد والشهرة, والغناء ولقاء فتاة في بداية المشوار تشجعه مثل شادية ومريم فخرالدين, ولكنها الآن مي عز الدين التي تشجع عبدالحليم, نقصد عامر منيب؟! قبل عبدالحليم كانت هناك ثنائيات تبحث عن المجد والشهرة والغناء في كل الأفلام العالمية تجد قصة الصعود هذه. إذن الصعود ليس حكرا علي أفلام عبدالحليم, أحمد زكي نفسه قدم تيمة الصعود ولكن بشكل مغاير والفرق بينه وعامر أنه ممثل وعامر مغن. · وتسبيلة عبدالحليم التي يقلدها عامر في الفيلم وسهتنة كيمو ومشيته وحركته, وإحساسه باليتم, أليس كل هذا عبدالحليم؟ - عامر في الفيلم عمل دور صايع, ولم أر عبدالحليم في دور صايع أو ضرب أحدا, أما مسألة عينيه ومشيته فلن أستطيع أن أقول له لا تقلد عبدالحليم. · لكنك المخرج, أي القائد الذي يوجهه ويوجه العمل ككل؟ - البطل يحب واحدة كيف سينظر لها, طبيعي أن يسبل, ومن الممكن أن يكون قد نظر لها مثل عبدالحليم في أحد المشاهد ذلك لأن عامر منيب أو كيمو في الفيلم كان يشاهد أفلام عبدالحليم فمن الممكن أن يقلده مثما يشاهد أي واحد في الشارع فيلما لتوم كروز, فيخرج ويسبل تسبيلته. · لكن توم كروز لم يكن يقلد نجما سبقه؟ - هي حاجة مشروعة, ثم إن مسألة عبدالحليم وتقليده تتكرر مع كل المطربين, فحين يقدم مصطفي قمر أو محمد فؤاد فيلما يتردد بأنهما يقلدان عبدالحليم, وعموما كل مطرب يطمح أن يكون عبدالحليم حافظ. · أليس من الغريب اعتمادك في أفلامك علي اثنين من المطربين يري كثيرون أنهما غير ناجحين كممثلين وهما مصطفي قمر وعامر منيب؟ - من الذي قال إن مصطي قمر لم ينجح, الحب الأول لمصطفي قمر كانت إيراداته5 ملايين جنيه تقريبا, وقلب جريء في أول يوم عرض كانت إيراداته مليون جنيه, فلو كان غير ناجح كممثل ما أقبلت عليه الجماهير, ونفس الشيء مع عامر منيب, سحر العيون قابلة الناس باستحسان, وكيمو وأنتيمو ثاني تجربة له أدي عامر مشهد المسرح والبكاء مشهد الفينال أعتقد أن ممثلين قلائل يستطيعون تأدية مثل هذا المشهد وخروج هذا الكم من الإنفعالات وأعتقد أن هذا يدلل علي موهبة عامر في التمثيل. · ألا تري أن معظم المطربين الحاليين أو كل المطربين لا تنجح أفلامهم بدءا بعمرو دياب وحتي الآن؟ - عمرو دياب قدم أيس كريم في جليم, وحقق بعض النجاح, لكن محمد فؤاد أعماله كلها ناجحة. · مثل هو في إيه؟!! - هو في إيه كانت به عدة مشاكل؟ لكن فؤاد هو الذي غير اتجاه السينما المصرية من خلال إسماعيلية رايح جاي وحقق أكبر الإيرادات ولولا محمد فؤاد ما حقق هنيدي نجوميته الحالية, فهنيدي في إسماعيلية لم يكن معروفا بشكل كبير, ففؤاد طلع هنيدي وأصبح سوبر ستار بسبب هذا الفيلم, وعمل فؤاد رحلة حب وكان معه أحمد حلمي الذي صار بعد هذا الفيلم سوبر ستار أيضا. في الحب الأول كان مع قمر هاني رمزي, وصار هاني نجما من وراء مصطفي قمر, فالمطربون هم السبب في وجود النجوم الحاليين. عامر منيب في كيمو وأنتيمو جاء بكوميديان جديد هو طارق عبدالعزيز الذي حقق نجاحا كبيرا وصار نجما يشارك الآن في بطولة عدة أفلام مثل سيب وأنا أسيب وغيره. · هل كنتم مستعجلين في كيمو وأنتيمو فخرج بهذا الشكل؟ - كنا نعمل في ظروف مادية سيئة جدا, وكان علينا ضغط جامد من حيث الوقت والمنتج الخائف علي أمواله ويريد جمعها وفريق عمل الفيلم الذي وقع تحت مثلث الرعب بين المنتج وموزع الفيلم والناقد الإرهابي الذي لا يحلل وهو ليس بسامي السلاموني الذي كان يحلل وليس شتاما دون تحليل في جريدة قومية كبيرة, وأدعوه لأن يكتب سيناريوهات هو والسادة النقاد الذين علي شاكلته, ويخرجون أفلاما بدلا منا وهي كانت موجة سائدة في فرنسا في وقت من الأوقات, وهذا يسهم في الأزمة التي يصر المنتجون علي وضعنا فيها حيث يفرضون علينا سيناريوهات بشكل معين لنعمل بها. عامر وطارق كان يعملان عشرين ساعة يوميا, وكنت اشتغل بـ120 علبة خام في حين أن هناك من يعمل بـ600 علبة خام والفيلم به ست أغاني, ورغم كل الضغوط الرهيبة التي تعرضنا لها نجحنا في الفيلم وأعتقد أنه تجربة صعبة لن أكررها ولن أعمل مرة أخري تحت ضغط أحد, ومثلما هناك امتحانات للممثلين والمخرجين في معهد السينما أتمني أن تجري امتحانات للمنتجين لتجعلهم مثل رمسيس نجيب وحسن رمزي. هل تتصور أن توقيت عرض الفيلم يأتي مع عرض عدة أفلام أمريكية حاصلة علي عدة جوائز أوسكار مثل الساموراي ومملكة الخواتم وفي نفس دور عرض كيمو وأنتيمو وفي غير توقيت عرض الأفلام العربية, منهم لله فقد ضيعونا* الأهرام العربي في 24 أبريل 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
حامد سعيد يهوي استنساخ أفلام عبدالحليم: المنتجون سبب أزمة السيناريو! أجرى الحوار: سامي كمال الدين |
|