جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

سينماتك

 

 

 

حول مهرجان بغداد السينمائي الأول...

لئلا نرمي تراثاً يتألف من مئة فيلم وفيلم

بغداد - يوخنا دانيال

 

 

سينماتك

 

في ظلام قاعة العرض، يتساءل أحد السينمائيين الشباب ببراءة – مشوبة بالخبث – عن جدوى او معنى إقامة مهرجان سينمائي عراقي، يحمل اسم بغداد العظيمة في هذه الظروف بالذات. ويقول هامساً: «ان النيات الطيبة وحدها لا تصنع مهرجاناً سينمائياً»، في اشارة الى الغياب الفاضح للدعم الرسمي والاعلامي والأموال عن المهرجان. لكن بالنسبة الى طاهر عبد مسلم علوان، رئيس المهرجان ورئيس جمعية «سينمائيون عراقيون بلا حدود» المنظّمة للمهرجان، فان الموضوع يأخذ طابع التحدي السينمائي «الوجودي»: هل نبدأ أمْ لا نبدأ؟ ومن أين نبدأ؟ من الصفر طبعاً.

ويبدو ان كل شيء في العراق في هذه الأيام يبدأ من الصفر، بعد ان ضاعت كل التجارب او التقاليد والخبرات المتراكمة على مرّ السنين، حتى في الفنون أحياناً. وهذا ما يثير حفيظة وغضب الرعيل الأول او الرواد، وعلى رأسهم فناننا الكبير يوسف العاني، الذي أحزنه الموقف الذي يتخذه بعض السينمائيين والنقاد العراقيين الشباب في عدم الاعتراف المطلق بالسينما العراقية. يسأل العاني – العليل الصحة – بحزن حقيقي: هل يمكن أن نشطب او نلغي 100 فيلم بأكملها، بعرقها بدموعها وابتساماتها وحكاياتها؟ هل نلغي أكثر من نصف قرن من الزمان «السينمائي» الحميم؟ ألا توجد بين هذه الأفلام 20 او 30 فيلماً تستحق الخلود او التذكّر على الأقل؟

وفي كلمته في حفل افتتاح المهرجان، باعتباره أبرز المكرّمين في هذه الدورة الأولى، ألحّ العاني على إعادة الاعتبار للأفلام العراقية القديمة، ونقل الى الحاضرين وجهات نظر السينمائيين والنقّاد الفرنسيين الذين يقومون بشكل عالٍ بعض هذه الأفلام العراقية، بل يعطونها أحياناً حتى صفة العالمية باعتبارها فناً انسانياً عظيماً.

وربما أجاب الأستاذ المخرج الكبير عبدالهادي مبارك في كلمته عن بعض التساؤلات المتعلقة بأزمة السينما في العراق، هذه الأزمة التي تمتد جذورها الى البدايات التأسيسية الأولى. فقد نظرت الحكومات المتعاقبة في العهد الملكي الى السينما – إنتاجاً وتوزيعاً وعرضاً – باعتبارها نوعاً من النشاط الترفيهي والتجاري المحض، وشملتها بالضرائب والرسوم المفروضة على الملاهي، مما أعاق نموها كفنٍ مستقل منذ البداية. بينما عملت الحكومات المتعاقبة في العهد الجمهوري على الهيمنة على صناعة السينما بصورة كلية، وخصوصاً في العهد البعثي الطويل، وحوّلتها بالتالي الى بوق دعائي ايديولوجي في معظم الأوقات، فظلّت السينما في أزمة مزمنة.

ويشير السينمائي المغترب قاسم حول في رسالته الى السينمائيين العراقيين، الى المخاطر والصعوبات التي تعترض عملهم في الظروف الحالية قائلاً: «أنا أتابع بقلق شديد نشاطكم السينمائي، وأسأل كيف يمكن أن تصنعوا فيلماً سينمائياً في غياب الضوء. وأعرف أن تحقيق شريط سينمائي مهما كان قصيراً، ومهما أنجزت عملياته الفنية بتقنية فقيرة، إنجاز يتسم بالشجاعة النادرة، سيما إذا ما أدركنا ما يعانيه الوطن من ظروف أمنية غير مسبوقة في تأريخه، تستهدفه وجوداً من خلال استهداف قيمه الثقافية الحضارية منها والمعاصرة».

مهرجان بغداد

كل شيء في المهرجان – الذي عقدت دورته الأولى خلال الشهر الفائت تمّ إنجازه بالجهود الذاتية المتواضعة للجمعية السينمائية المستقلة «سينمائيون عراقيون بلا حدود»، مع دعم محدود او رعاية بسيطة من المركز الثقافي الفرنسي في بغداد، الذي ساهم في تمويل عمليات الطباعة والنشر للملصقات الاعلانية ووثائق وأوراق المهرجان المختلفة. كما كانت هناك مساهمة «فرنسية» بسيطة من الناقد العربي المقيم في باريس صلاح سرميني، الذي أرسل مشكوراً عدداً من الأفلام الفرنسية الوثائقية والتجريبية بالاتفاق المباشر مع مخرجيها وصنّاعها، لكنها للأسف لم تكن مترجمة الى العربية، مما أدّى الى ابتعاد الجمهور عنها. كما تعذّر الحصول على أفلام فرنسية روائية حديثة او قديمة – مترجمة الى العربية – من خلال مساهمات المركز الثقافي الفرنسي في بغداد.

مساهمة كبيرة أخرى في المهرجان جاءت من «مسابقة أفلام من الامارات»، التي أرسل مديرها مسعود أمر الله آل علي 11 فيلماً تسجيلياً وروائياً قصيراً من الدورات السابقة من المسابقة، وقد حظي بعضها باهتمام السينمائيين والمشاهدين العراقيين. لكن العمود الفقري الفعلي للمهرجان تمثّل في أفلام السينمائيين العراقيين المقيمين في الدنمارك من أمثال محمد توفيق ومحمد المقدادي ورانية توفيق وطارق هاشم وجودي الكناني وغيرهم، الذين شاركوا بـ11 فيلماً وثائقياً وروائياً قصيراً تحدثت عن حياة الانسان العراقي ومعاناته في بلده وفي الغربة، والتغيير الذي يجري الآن بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق، وقضايا انسانية أخرى.

وكانت هناك مساهمات رمزية أخرى من مصر تمثّلت في فيلمي أسامة فوزي «بحب السيما» وهالة خليل «أحلى الأوقات»، ومن المغرب فيلم «البحث عن زوج امرأتي» للمخرج المعروف محمد عبدالرحمن التازي، وأفلام أخرى لمخرجين من هولندا، بحيث زاد عدد الأفلام المعروضة داخل المسابقة وخارجها عن 40 فيلماً تسجيلياً وروائياً بين طويل وقصير. كما جرى تكريم العديد من المبدعين من السينمائيين العراقيين والعرب في هذا المهرجان من أمثال قاسم حول، بدري حسون فريد، عباش الشلاّه، هاشم النحاس، محمد عبدالرحمن التازي، عدنان مدانات، صلاح سرميني وآخرين. أما لجنة تحكيم الأفلام الداخلة في المسابقة الرسمية، فقد كانت برئاسة الفنان المسرحي سامي عبدالحميد وعضوية كل من المخرج عبد الهادي مبارك والفنانة شذى سالم.

شاعر القصبة

لقد احتشد ما يزيد على 200 شخص في القاعة الصغيرة التي استأجرتها ادارة المهرجان في فندق المنصور. الحضور كانوا من عشاق السينما ودارسيها والمشتغلين بها في العراق على مدى السنوات الماضية. كانت الآمال عالية والفرحة كبيرة. الصحف ومحطات التلفزة المحلية كانت حاضرة في هذه المناسبة «الرمزية»؛ الكاميرات والفلاشات وأجهزة التسجيل لم تتوقف لحظة عن العمل. الطلبة والطالبات من معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة استقبلوا المدعوين بترحاب وبسمات، وقدمّوا لهم التسهيلات كافة. كانت حفلة الافتتاح القمة «المعنوية» الكبرى في المهرجان، وخصوصاً من ناحية اجتذاب الجمهور والفنانين والمشاهدين. إذ ان أربعة أيام من العروض السينمائية «الثانوية»، غير المشهورة، غير النمطية، غير المترجمة، صباحاً ومساء... كانت أكثر مما يتحمله الجمهور، الذي غاب عن معظم العروض التي كانت تعرض في القاعة اليتيمة نفسها في فندق المنصور.

لقد تمكن فيلم الافتتاح «شاعر القصبة» للمخرج العراقي – المقيم في الدنمارك – محمد توفيق من الاستحواذ على اهتمام جمهور الحاضرين على رغم طوله الذي قارب الساعة، وترهّل بعض أجزائه وبطئها. كان موضوع الفيلم هو الخطاط/ الشاعر/ الفنان العراقي المغترب محمد سعيد الصكار. لقد ركّز الفيلم كلياً على الصكار الخطاط المبدع، ومصمم الحروف الطباعية العربية الحديثة، مفسحاً في المجال الأكبر لفن الصكار وتقنياته وأساليبه وإنجازاته المعروفة في الخط العربي المعاصر.

لكن، في الجزء الأخير، تطرّق الفيلم الى هجرة الصكار من العراق في السبعينات بسبب العداء الذي ووجه به من النظام السابق، نتيجة رفضه الانتماء الى حزب البعث آنذاك. هذه المرحلة «الدرامية» من الفيلم ومن حياة الصكار، جاءت هادئة في الفيلم من خلال الوثائق التي كان الصكار يعرضها ومن خلال تعليقاته أيضاً. ما لم يقله الفيلم، ان الصكار كان قد أصبح نجماً في بغداد في مطلع السبعينات من القرن الماضي، عندما كان يعمل كمصمم في جريدة الثورة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم. كان شاعراً وتشكيلياً أيضاً، يستضيفه التلفزيون الرسمي بين فترة وأخرى آنذاك، بمناسبة ما كان يسمّى آنذاك «أبجدية الصكار الطباعية الصحافية» التي استخدمتها العديد من الصحف وأشادت بها، ومن بينها جريدة الثورة نفسها. لذا كان من غير المقبول إطلاقاً أن لا يكون مثل هذا الشخص بعثياً، او أن يحمل ميولاً ماركسية، في ذلك الوقت العصيب من التنافس السياسي بين البعثيين وخصومهم من الشيوعيين والقوميين العرب والكرد. لذا احتدم الحصار حوله، واتخذ أبعاداً قانونية وفكرية وأكاديمية – يشرحها الفيلم بتفصيل وتوثيق – كادت تودي بالفنان الى حبل المشنقة بحجة العمالة للصهيونية، ولم ينقذه فعلاً من تلك الدوامة المميتة سوى الشاعر الشهيد شفيق الكمالي، الذي نصح الصكار – في شكل غير مباشر – بالبحث عن مكان آخر للعيش... وبعدها اختفى الصكار من حياتنا البغدادية فجأةً.

بعد سقوط النظام بما يقارب العام، زارنا الصكار في جريدة «الصباح» – بصحبة اسماعيل زاير رئيس تحريرها آنذاك – بمناسبة حضوره مهرجان المربد وأصرّ على اللقاء بجميع الكتّاب والمحررين العاملين في الجريدة، وقد اكتشفت حينها كم هو رقيق وهادئ ومتواضع ومنفتح تجاه الآخرين – في أحد مشاهد الفيلم نراه يربت بحنان على قطته النائمة باسترخاء على أريكة... هذا الفيلم يقدم صورة رائعة عن هذا الانسان: الصكار.

الحياة اللبنانية في 6 يناير 2006

 

ليس مهماً أن تكون حلب قلعة للغناء السوري

دمشق – فجر يعقوب 

فيلم «باب المقام» للمخرج السوري محمد ملص، هو فيلم الخيط العادي الذي يمسكه المتفرج من البداية وحتى النهاية من دون أن ينسى شدَّه من الوسط كي يخفف من وطأة الترهل الدرامي الذي يحدث هناك عادة، لكن الخيط ينقطع، فيدخل في متاهة البحث عن توصيلة لا تعود في متناول يده.

والخيط العادي الذي نذهب إليه يكمن في سيرة إيمان الزوجة المخلصة الصادقة التي تظهر في الفيلم وهي تنوء بأثقال هذا الترهل الذي أصاب المخرج في معالجة أحداث فيلمه. ويتجلى هذا في زيارة الكاميرا في البداية، بعد مشاهد قلعة حلب، لأسوار السجن السياسي. الزيارة محايدة، وما من علاقة بين أحداث الفيلم، وهذه الزيارة العادية التي لا تنبش خلفية الأحداث المفترض أن تقودنا إلى مصير إيمان نفسها.

طمس الصورة بهذه الطريقة ينم أحياناً عن ضعف وتفكك في الرؤية، فلا يكفي أن يتخيل المشاهد – إذا ما رغب المخرج بذلك – أن سجيناً ما خلف هذه الأسوار. الزيارة التي قامت بها الكاميرا المحمولة جاءت سياحية طالما ظهر لنا أن تدقيقاً درامياً بخيط الأحداث يكشف عن وهن في استرداد واقعة السجن التي قد تحدث في حياة البطلة الرئيسة إيمان، أو قد لا تحدث طالما انها لا تؤثر على سير الخيط الذي ينفرد أمام المتفرج كما لو أن مصير البطلة ينفرد أيضاً من دون أحداث، فلا الغناء في حياتها يعني شيئاً، ولا تبنيها الموقت لابنة أخيها (المغيب إخراجياً) أيضاً. فالحياة الرتيبة هنا (الغناء في المطبخ، طهو الطعام للزوج المحترم، الحديث عن الأحلام، انشغال الزوج بالسياسة، مراقبة أولاد العمومة لإيمان، زيارة إيمان للخـوجا) لا يعود يعكرها سوى صفو الغناء الكلثومي.

وهذه مقتلة درامية، لأن إيمان التي تُقتل بشبهة الغناء يكشفها الفيلم، كما لو أنها تبارك بالقتل، تماماً، كما يريد المجتمع الذي تعيش فيه لو أنها أخطأت بحق زوجها وأطفالها. ولكن امرأة مثلها تغرق في الحب والتفاني والإخلاص، تُقتل لأنها تغني فقط، فهنا توطئة درامية لكي يمسك القاتل بالخيط بدلاً من المتفرج ويفرده على آخره، ويقول ها أنذا أقتلها لأقتلها لأن ما من مشكلة درامية هنا. على أن نقل الأحداث إلى مدينة حلب (عاصمة الغناء في سورية) لا يعود يعني شيئاً، فليس للمكان هنا وزن سواء دارت أحداث الفيلم بمحاذاة باب المقام في حلب، أو باب توما في دمشق، فالقناطر متشابهة وفيها «تسويف درامي مقنع» لأن المرأة المفطورة على الإخلاص لزوجها قد لا يكون قتلها حلالاً إذا أخطأت بحق الزوج.

هل يصل الفيلم بالنيات «الطيبة» من طريق الخيط إلى درب مهلكة، فنقول بعد مشاهدتنا له إن هناك غناء حلالاً وغناء حراماً، وبالتالي أن هناك ذبحاً حلالاً وذبحاً حراماً؟‍ وأن التلفع بعبارات طنانة من مثل البحث في جذور العنف الكامن في المجتمع السوري وتقصي أسبابه قد لا تجدي لأن عنفاً كامناً موازياً له في النفوس القلقة والمعارضة يقلب الحسنة إلى إساءة، والإساءة إلى حسنة، وبالتالي ما يظهر أمامنا هو أنهم يقتلون ويقتلون لأنهم يغنون فقط ومن دون أن نعرف متى وكيف ولماذا؟‍

الحياة اللبنانية في 6 يناير 2006

مانديلا الشاشة المقبل فاجأه ترحيب العرب وخصالهم...

مورغان فريمان: العالمية؟ الوصفة بسيطة حكاية جيدة وفيلم مشغول بإتقان

دبي - فيكي حبيب 

فترة يسيرة ويكون نصف قرن من الزمن قد مرّ منذ ظهور نلسون مانديلا في مسرح السياسة العالمية، مناضلاً يسارياً أول الامر، يكافح ضد التمييز العنصري في بلده، جنوب افريقيا، ثم أسيراً فمحرراً لشعبه بعد إطلاق سراحه، فرئيساً لبلده. حكاية مانديلا تروى. وسبق لعشرات الكتب ان روتها. ولكن بقي عليها ان تصل الى السينما في شكل جدي. وهو شيء بات في حكم المؤكد الآن.

من يقوم بدور مانديلا؟ سؤال ما كان يجب طرحه مع وجود ممثل واحد في العالم يشبه مانديلا، ليس شكلاً فقط، بل ايضاً شخصية وأخلاقاً وله الكاريزما نفسها: مورغان فريمان، أحد ابرز النجوم الاميركيين والافارقة في هوليوود. وصاحب اكبر مروحة من ادوار غلب عليها دائماً طابع الطيبة، وإن كان هذا الفنان الستيني –الذي سيقوم بدور مانديلا كهلاً- عرف أيضاً كيف يلعب دور الشرير بين الحين والآخر.

أما الدور الذي لعبه أخيراً، فإنه دور «النجم» الذي قال لنا أنه لا يحبه كثيراً: ففي القاهرة ثم خصوصاً في دبي، كان فريمان نجم المهرجانين وموضع تكريم الجمهور والسينمائيين، في «أول» احتكاك له بالعرب، الذين كانوا بالنسبة إليه اكتشافاً طيباً وحقيقياً، ليس فقط لأنهم عاملوه بود وإقبال، كما لو انه كان حقاً نلسون مانديلا، الزعيم الذي يحبه العرب ويتمنون لو كان لديهم زعماء يماثلونه، بل أيضاً لأنه شاهد لديهم «خصالاً» لا تنقلها اجهزة الإعلام ابداً.

اكتشاف

مورغان فريمان الذي لا يعرف شيئاً عن السينما العربية، كما يؤكد هو نفسه في حديثه الى «الحياة»، تمكن أخيراً، وتحديداً في مهرجان دبي السينمائي الدولي، أن يتعرف، ولو عن غير قصد، الى احد نتاجات السينما العربية، وتحديداً السينما الفلسطينية مع هاني ابو اسعد وفيلمه «الجنة الآن».

قد يسأل المرء لماذا هذا الفيلم بالتحديد من دون سواه من الأفلام العربية الذائعة الصيت؟ وقبل أن يذهب الواحد منا في تكهناته السياسية والفنية والاجتماعية، يجيب مورغان فريمان بكل بساطة وبلا أي تعقيد قائلاً: «لأنه فيلم الافتتاح، وكان لا بدّ من الحضور».

إذاً مورغان فريمان الذي لم يفكر يوماً في مشاهدة فيلم عربي، «أرغم» هذه المرة –من دون إكراه طبعاً - على دخول صالة السينما في دبي لمتابعة «الجنة الآن»، فهل ندم؟

«كنت طوال الفيلم انتظر متى يسقط هذا العمل». يقول فريمان، ويتابع:» لكن هذا لم يحدث وقد فوجئت كثيراً. من هنا ارى ان سبب عدم إيصال السينما العربية الى الغرب يكمن في سوء التوزيع العالمي لا في غياب المهارات الفنية».

وفي هذا الإطار يقارن فريمان بين نجاح السينما الاميركية وتخلف السينما العربية، معتبراً أن سبب نجاح او جماهيرية السينما الاميركية في العالم أجمع، يعود بالدرجة الاولى الى القدرة على التوزيع الخارجي، الأمر الذي يغيب عن السينما العربية. يقول: «السينما الاميركية تخطت مشكلة سوء التوزيع. فأصحاب الشأن يضعون في بالهم دوماً قبل الإقدام على أي عمل السؤال التالي: هل سيحقق هذا الفيلم نجاحا في الخارج؟ إن كانت الإجابة نعم، نراهم يقدمون على إنجازه فوراً، وإن كانت الإجابة بالنفي يعدلون عن الفكرة من أساسها. من هنا أقول انه لا بدّ من ان يأخذ المرء في الاعتبار التركيبة التي تساهم في نجاح الفيلم في بلدان ذات خلفيات حضارية وثقافية مختلفة».

وصفة سحرية

فهل يوجد وصفة للنجاح؟

«الوصفة بسيطة جداً: ما عليك إلا الحصول على قصة جيدة، ترويها بأسلوب جيد وجذاب. عندها يصبح من السهل برأيي أن يصل الفيلم الى العالمية، وان يهتم بمشاهدته أكبر قدر من المتفرجين. ومع هذا اعود واكرر، إن لم نفهم أهمية التوزيع تذهب أعمالنا سدى».

ويتابع فريمان قائلاً: «الجنة الآن» مثلاً فيلم يفتح على الكثير من المعرفة حول الوضع الراهن الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والمعاناة التي يتكبدها الفرد في هذا المجتمع، والضغوط التي تولد معه ولا تكف عن مطاردته. وفي رأيي، من الضروري لنهوض السينما العربية أن تبتعد هذه السينما عن الأزمات وتقترب اكثر فأكثر من الحياة اليومية لشعوبها».

وإذ يؤمن فريمان بضرورة صنع أفلام إنسانية تكون مادة للتقارب بين الشعوب، يؤكد ان أفلاماً من هذا النوع كفيلة بالوصول الى العالم كله. ويقول: «الفيلم الذي يملك قاعدة إنسانية أو يحاول ان يعكس الحياة الإنسانية، له حظوظ كبيرة في أن يكون عالمياً».

وفي هذا الصدد يعطي بطل «إديسون» و «مايتي بروس» و «فتاة المليون دولار»، الأفلام الصينية كأفلام جاكي شان وجيت لي، كمثال لأفلام استطاعت أن تخترق السوق الاميركية وتحصد شعبية كبيرة، «لا بل صارت مع الوقت جزءاً من الخريطة الأميركية»، بحسب رأيه.

مورغان فريمان الذي يعتبر ان السينما هي افضل سفير لبلدها، ويرى اننا نعيش في العالم حالة حوار من طرف واحد (طالما أن السينما الاميركية هي المسيطرة الوحيدة على السوق)، لا يكترث للجوائز التي ينالها خلال مسيرته الفنية، أو على الأقل هذا ما يجيبك به حين تسأله عما تغير في حياته بعد نيله السنة الماضية جائزة الأوسكار عن أفضل دور ثانوي في «فتاة المليون دولار».. يجيب بنبرة ساخرة: «الشيء الوحيد الذي تغير هو ان الكل يريد أن يعرف ما الذي تغير!».

الحياة اللبنانية في 6 يناير 2006

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك