جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

سينماتك

 

 

 

محمد الأحمد يرد علي الانتقادات الموجهة لمهرجان دمشق السينمائي:

قدمنا مهرجانا متميزا بكلفة أقل من مراكش ودبي وبدءا من العام القادم سيكون المهرجان سنويا!

أنور بدر

 

 

سينماتك

دمشق ـ القدس العربي بدعوة من المؤسسة العامة للسينما بدمشق، عقد بقاعة الربوة في فندق الشام المؤتمر الصحافي الذي تحدث فيه المدير العام لمهرجان دمشق السينمائي ومدير المؤسسة العامة للسينما السيد محمد الأحمد عن الانتقادات والملاحظات التي وجهت إلي دورة المهرجان السابقة، مؤكداً: نحن لسنا تواقين إلي المديح، بالعكس نحن نرغب أن يكون تعاطي الإعلام وما يكتب عن المهرجان موضوعياً بحيث يشير إلي الايجابيات والسلبيات، فهنالك مسائل يجب تطويرها، وهنالك خطوات يجب اتخاذها، وهناك حقائق موجودة يجب أن لا ننكرها أو نتغاضي عنها، وهذه مناسبة لنشكر الإعلام وكل من غطي المهرجان، وكل من كان له رأي سلبي أو ايجابي، فالسلبيات سوف نعمل علي تجاوزها أو تقديم بدائل لها ضمن استطاعتنا وقدرتنا، والإيجابيات سنعمل علي تعزيزها في الدورات القادمة.

وأضاف الناقد محمد الأحمد أنّ الدورة الأخيرة كانت بالتأكيد هي الأكبر ضمن دورات مهرجان دمشق السينمائي منذ انطلاقته عام 1979، كان كبيراً بعدد الأفلام وكبيراً بالتظاهرات وكبيراً بالضيوف، كما توفرت صالات عرض أفضل من الدورات السابقة، وكان التنظيم جيداً، إذ عرض (507) أفلام في مواعيدها المحددة، وهذه هي ثلاثة كاتلوغات أمامي لكل من مهرجان دمشق ومهرجان القاهرة، ومهرجان دبي، وأعتقد أنّ نظرة إلي هذه الكاتلوغات تكفي لإدراك الفرق بين المهرجانات الثلاث من حيث عدد الأفلام والتظاهرات التي قدمناها .

وأشار في صدد التكلفة المالية للمهرجان أنها تتراوح ما بين (30) و(35) مليون ليرة سورية، وهذا الرقم هو الأدني بالقياس لأي مهرجان سينمائي في المنطقة العربية، فهو اقل من تكلفة مهجران قرطاج أو القاهرة أو مراكش، ففي مراكش وصل الرقم هذا العام إلي خمسة ملايين دولار أي حوالي (300) مليون ليرة سورية، فيما ارتفعت التكلفة في مهرجان دبي إلي (8) ملايين دولار، أي ما يُعادل (450) مليون ليرة سورية.

وقال الأحمد: لذلك أنا لست مع النظرية التي تقول أنّ المال يكفل تحقيق مهرجان جيد أو حتي فيلم جيد، فاغلب الأفلام الجيدة التي أراها ليست مما يُسمي السوبر برودكشن، ولست مع الذين يتذرعون بأنّ المال هو العائق، فهذا هو مهرجان دمشق يُقدّم مجموعة كبيرة من الأفلام التي عرضت في مهرجان دبي، وأضعافها بتكلفة أقل بكثير . ثم توقف الأحمد مع بعض الانتقادات التي وجهت من قبل الأصدقاء أو الإعلاميين عن أسباب غياب السينما العراقية أو السينما الفلسطينية أو اللبنانية، فقال:

صدقوني لم اعثر علي فيلم عراقي واحد يستحق ان يُعرض، ويؤسفني قول ذلك، فأنا شــاهدت فيلمــين عراقيين واحد في مهجران روتردام والآخر في بلجيــكا، حيث كانت الصالات مزدحمة بالحضور، لكن لم يمض نصف ساعة علي العرض حتي فرغت الصالات من روادها للسذاجة التي صنع بها الفيلمان، وقد كان بإمكاننا المجـيء بهما بعدما أتينا ب (507) أفلام، لكنها حقـــاً أفلام ضعيفة، آثرنا أن نقدم مكانها ما هو أفضل للمشاهدة.

وبالنسبة للسينما الفلسطينية وكما سبق وقلت في مؤتمر صحافي : لا أستطيع ولن اقبل ولن يكون في أيامي عرض لأي فيلم فيه إنتاج إسرائيلي.

لقد شاهدت فيلماً مهماً جداً بعنوان الجنة الآن لهاني أبو أسعد، وكان الفيلم العربي الوحيد في مهرجان برلين، لكن المنتج الأساسي للفيلم إسرائيلي، والموزع الوحيد له في العالم هي شركة توزيع إسرائيلية، وأنا لا أستطيع ولا أقبل إحضار هذا الفيلم إلي مهرجان دمشق السينمائي، فهذا المهرجان له توجه قومي، ولن يعرض فيلماً فلسطينيا إلا إذا كان إنتاجاً فلسطينياً صرفاً، لذلك توجهت للمخرج الكبير والصديق رشيد مشهراوي ، لكن فيلمه انتظار كان قد شارك في ذات الوقت بمهرجان نانت الولي، وكان من الصعوبة الحصول علي نسخة الفيلم.

أما فيما يتعلق بالسينما اللبنانية فقد سمعت وقرأت بعض الأقاويل عن موقف من هذه السينما، ومحاولات لربط الأمر بالأجواء السياسية، وهذا الكلام ليس صحيحاً علي الإطلاق ؟؟ فقد أتينا بنجوم من لبنان، وكان هنالك صحافيون لبنانين لكننا استبعدنا بعض الذين يقررون شتيمة المهرجان ـ وليس نقده ـ قبل أن يبدأ.

فمثلاً نديم جرجوره من صحيفة السفير قررت أنّ لا أوجه له دعوة، ففي العام الماضي وجهنا له دعوة وكتب خمسة مقالات في جريدة السفير ـ علي ما اعتقد ـ ثلاث منها حول فيلم قصير تعرض لحرق نتيجة خطأ آلة في صالة راميتا، وكتب مقالين آخرين شتم بالمهرجان، وهذا الأمر باعتقادي يستحق منا وقفة، فهو لا يتحدث عن انتقادات أو سلبيات أو هنات، لكنه لا يري غير ذلك في المهرجان، فهو لم يلاحظ وجود 450 فيلماً، ولم ير 25 كتاباً في الثقافة السينمائية وزعت حتي عليه، ولم يشاهد بعض تحف السينما والتظاهرات العالمية التي كانت موجودة، كل هذا لم يذكره ولم يكتب عنه، فقط توقف عند فيلم قصير تعرض للحرق، أو عند سلبية معينة شاهدها.

نفس الأمر انطبق علي الصحافية ريما مسمار من جريدة المستقبل، والتي كتبت بنفس الطريقة، فهذا النوع من الصحافة لا ترحيب به في مهرجان دمشق السينمائي، نحن مع من ينتقد السلبيات ومن يذكر الايجابيات، والمهرجان هو مهرجان الجميع، لكن من يريد أن يوجه لنا شتيمة قبل أن يبدأ المهرجان، فنحن في غني عنه وعن الجريدة التي يكتب لها.

المسألة الأخري التي توقف عندها الناقد الأحمد في مؤتمره الصحافي، كانت حول التعليقات أو التركيز علي وجود كم كبير من الدعوات للوفد المصري في مهرجان دمشق، وبدأ حديثه بإقرار هذه الظاهرة، ثم حاول تفسيرها:

حين مرّت العلاقات بين مصر وسورية في مزاج متوتر في منتصف الثمانيـنات، كان هناك رغبة دائمة من المصريين أن يكــــون الوفد السوري هو أكبر الوفود العربية المشاركة في مــــهرجان القاهرة، وكانت في سورية أن يكون الوفد المصري هو أكبر الوفود المشاركة في مهرجان دمشق.

ونلاحظ أنّ في مصر عدداً كبيراً من النجوم، وعدداً ضخماً من المسؤولين الإداريين، فمثلاً لدينا في سورية محمد الأحمد هو المسؤول عن كل ما يتعلق بالسينما والمهرجان، من الرقابة إلي المطبوعات إلي كل ما له علاقة بالسينما، حتي برامج السينما في التلفزيون أنا أقدمها وأعدها، وهذه المهام التي بين يدي الآن يقوم عليها في مصر عشرة أشخاص أو أكثر، فلا بُد من دعوة هذه الشخصيات كلها، لا بًُد أن أدعو أبو شادي مدير المركز القومي للسينما، ولا بُد أن توجه الدعوة إلي مدكور ثابت رئيس أكاديميّة الفنون والسينما وإلي كل الهيئات الحكومية الأخري العاملة في حقل السينما.

أيضا ًهناك اتفاقية توأمة بيننا وبين مهرجان القاهرة السينمائي، وقعتها مع الصديق حسين فهمي، لتبادل قوائم دعوات بيننا من (15) شخصاً لكل مهرجان، أي هناك أمر وبرتوكول، فإذا أحصينا عدد النجوم مع المدراء ورؤساء الهيئات نجد أنّ الوفد المصري لا بُد أن يكون حوالي (50) شخصاً. وهنا أقول أنّ وفد سورية في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة الدولي كان أكبر الوفود العربية، وقد وصل إلي (22 ـ 23) شخصاً، فيما قائمة الضيوف التي وصلتنا من مصر بلغت (56) شخصاً. وذكر الأحمد بمسألة أخري تتعلق بالاهتمام الإعلامي المصري بمهرجان دمشق، موضحاً أنّ ما كتب عنه في مصر يكفي لطباعة كتاب من (500) صفحة، كتب الناقـــد سمير فريد، وكتبت حنان شومان وكبار الصحـافيين والنقاد كتبوا بحب كبير وبمقارنة من قبلهم مع مهرجان القاهرة كانت لصالحنا. المسألة الأخيرة، والغاية من هذا المؤتمر الصحافي تجلّت في إعلان السيد محمد الأحمد موافقة وزارة الثقافة علي تحويل مهرجان دمشق السينمائي إلي مهرجان سنوي، بدلاً من كونه كل عامين.

وهذا الأمر كما أوضح الأحمد ـ سيضمن لنا ليس مزيداً من دورات المهرجان، بل مزيداً من تطور السينما السورية، سيكون هناك فرصة متاحة لتقديم نوعية أفضل، ورغبة أكيدة بالبحث عمّا هو أفضل.

كما سيرتب علينا مزيداً من الإنتاج، إذ كنا سابقاً ننتج خلال عامين مجموعة من الأفلام ونختار ما هو الأفضل، لكن مع بدء المهرجان ي دورته السنوية سيكون هناك دافع أكبر لإنتاج مجموعة أكثر من الأفلام، وفي انتقاء مجموعة أفضل. وتابع الأحمد: أنّ هذا سيقودنا للحديث أنّ سنوية المهرجان، ستنعكس علي الكم، إذ كنا حريصين خلال الدورات السابقة أن نجمع كل ما أنتج خلال عامين، بينما سنكتفي الآن بتقديم نتاجات سنة واحدة، وهذه المسألة تشكل استجابة لرغبات عدد من الإعلاميين والأصدقاء والضيوف الذين أشاروا أنّ (500) فيلم يعتبر رقماً ضخماً جداً، وأعتقد أنه سينخفض إلي (200 ـ 250) فيلماً في الدورات السنوية.

الإشكالية الوحيدة التي أثارها الأحمد، أنّ القــــرار السابق لن يُطبق قبل عام (2007) كون مدينة حلب هي عاصمة للثقافة الإسلامية في عام (2006) وستتركز النشـــــاطات كلها فيها بـدءاً من بداية العام، كما أنّ سنوية المهـرجان تحتاج لمزيد من الجهد والتنظـيم والترتيب، وتحتـاج إلي مقر ثابت للمهرجان خارج مبـني المؤسـسة العامة، وكل هذا دفع لتأجيل تطبيق قرار سنوية المهرجان حتي دورتـه القادمة في عام (2007) م.

القدس العربي في 28 ديسمبر 2005

 

شن هجوماً قاسياً على محمد ملص...

الأحمد: مهرجان دمشق السينمائي سيصبح سنوياً

دمشق – ابراهيم حاج عبدي

أعلن محمد الأحمد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما السورية ان مهرجان دمشق السينمائي الدولي الذي يقام، مرة كل سنتين، «سيتحول، بدءاً من الدورة المقبلة في العام 2007 الى مهرجان سنوي»، لافتاً الى ان «اختيار مدينة حلب عاصمة للثقافة الاسلامية في السنة المقبلة حال دون اقامة المهرجان عام 2006 وفق القرار الجديد.

وأضاف الأحمد، في مؤتمر صحافي عقده في دمشق ان «هذا القرار جاء بعد النجاح الذي حققه المهرجان في دورته الاخيرة التي انتهت قبل نحو شهر، مشيراً الى ان «هذا النجاح يتحقق على رغم ضآلة الموازنة البالغة 35 مليون ليرة سورية التي ترصد له (نحو 650 الف دولار أميركي)، بينما تصل موازنة مهرجان دبي السينمائي، على سبيل المثال، الى اكثر من ثمانية ملايين دولار اميركي».

وأكد الاحمد الذي يدير المهرجان ان تحويل مهرجان دمشق الى سنوي «سيحقق المزيد من التطوير للسينما السورية»، معرباً عن الأمل في زيادة وتيرة انتاجها ولافتاً الى ان «المال وحده لا يصنع الافلام الجيدة، فمعظم الافلام التي نالت الاعجاب وحازت جوائز عالمية تم تحقيقها بتكلفة انتاجية قليلة».

وأشار الاحمد الى مقومات ثلاث تلعب دوراً في انجاح أي مهرجان، وهي «نوعية الافلام، وشروط العرض، والتنظيم»، مشيراً الى ان دورات المهرجان المقبلة ستتضمن «تظاهرة تحت عنوان سينما الامل وستعرض خلالها افلام لمخرجين هواة من جميع انحاء العالم منفذة بتقنية الديجيتال».

وعلى رغم اعترافه ببعض السلبيات في الدورة الاخيرة للمهرجان، وإقراره بأن السينما السورية لم تحقق ما هو مرجو منها الى الآن، أكد ان سورية هي البلد الوحيد الذي يدعم الانتاج السينمائي من اوله الى آخره»، مشيراً الى معاناة السينمائيين القاسية في دول اخرى. وضرب مثالاً على ذلك، اذ قال بأن مخرجاً كبيراً مثل جيلالي فرحاتي يقدم سيناريو الى وزارة الثقافة في بلاده المغرب، وتقدر تنفيذ السيناريو بمبلغ معين لا يحصل منه المخرج الا على الربع، ويتحتم عليه، والحال كذلك، ان يطوف دول العالم ويطرق جميع الابواب ليؤمن المبلغ المتبقي لتنفيذ فيلمه. وتابع الأحمد بان مخرجاً متميزاً مثل برهان علوية، كذلك، ينتظر منذ ثماني سنوات لتحقيق مشروع سينمائي، وربما سينتظر سنوات اخرى حتى يستطيع ايجاد ممول، اما المخرج السوري فهو «مدلل» بحسب تعبيره، وعلى رغم ذلك يشكو ويتباكى.

وفي هذا السياق شن الأحمد هجوماً قاسياً على المخرج السينمائي السوري محمد ملص، واعتبره شخصاً ناكراً للجميل، وجاحداً. فعلى رغم ان المؤسسة العامة للسينما وبناء على توجيهاته قدمت له كل الدعم والتسهيلات الممكنة لتصوير فيلمه الاخير «باب المقام»، الا ان ملص راح يشكو ويتباكى في مهرجان مراكش الاخير قائلاً بانه «مخرج مقموع في بلاده ومحطم نفسياً، وأضاف الأحمد: «ومع ان لجنة القطاع الخاص اقرت السيناريو ووافقت على تصويره، فان ملص زعم بأن اللجنة لم توافق على النص، كما زعم ان فيلمه منع من العرض في سورية، بل زاد بأن فيلمه صور في فرنسا لتتحول مدينة حلب التي صور فيها كل مشاهد فيلمه الى باريس»، لافتاً الى ان «هذه الافتراءات صدرت من ملص بقصد استمالة عاطفة اعضاء لجنة التحكيم والحصول على جائزة من مهرجان مراكش، وبالفعل نال ما كان يصبو اليه، اذ حصل فيلمه على احدى الجوائز، وهنأته على الجائزة، وعلى هذه القدرة الفائقة على تشويه الوقائع».

الحياة اللبنانية في 6 يناير 2006

 

قضية سينمائية‏:‏

لماذا هبطت لغة الحوار في أفلام الكوميديا ؟

كتب ــ مصطفي فهمي

احمد البيه ـ رؤوف توفيق ـ مصطفى درويش ـ تامر حبيب

 

في السنوات الأخيرة‏,‏ سادت في حوارات الأفلام لغة ركيكة تحمل قدرا كبيرا من الفجاجة‏,‏ والكلمات الغليظة‏,‏ وغير المهذبة‏,‏ وزاد من انتشارها أنها أثارت ضحكات المشاهدين‏,‏ وبدأ الشباب صغير السن يردد مثل هذه الكلمات والعبارات الهابطة والمسفة‏,‏ فلماذا هبطت لغة الحوار في الأفلام؟ وما سر هذا الهبوط اللغوي؟ ولماذا تتمسك سينما الشخصيات المهمشة بابتكار المزيد من الحوارات المسفة؟‏.‏

‏*‏ السيناريست تامر حبيب‏:‏ لغة الحوار في الفيلم تعبر عن الشخصية علي المستوي النفسي والاجتماعي‏,‏ لأن لغة الشخصية تكون مشابهة لسلوكها وأفعالها‏,‏ كما حدث في فيلم اللمبي‏,‏ وليس حقيقيا أن الناس تتكلم مثل الأفلام بل علي العكس‏,‏ الأفلام هي التي تتكلم مثل الناس‏,‏ لأن الفيلم يعكس الواقع‏!‏ ولغة الشارع أكثر فجاجة وقبحا من لغة السينما‏,‏ وعن تجربتي الشخصية في فيلم سهر الليالي‏,‏ فإن الحوار الذي دار بين شخصيات الرجال الأربعة كان يستدعي في بعض الأوقات استخدام بعض الكلمات التي تري الرقابة أنها لاتليق‏,‏ وبالرغم من ذلك تعاطف الناس مع الشخصيات‏,‏ ولا أنكر تسامح الرقابة في حوارات كثيرة‏.‏

ويضيف إن السينما جهاز ثقافي دوره أن يجعل الجمهور في حالة فكر وليس الهدف التهذيب‏..‏وربما يكون اختيار الناس بناء علي حكم أخلاقي نابع من حالة الانفصام في المجتمع‏,‏ لذلك يطلب الناس من السينما التقويم وهذا يتنافي مع دورها الثقافي‏.‏

‏*‏ الناقد مصطفي درويش‏:‏ سبب ظهور هذه اللغة في السنوات العشر الأخيرة يرجع إلي أن جمهور السينما لم يعد من الطبقة المتوسطة‏,‏ وإنما من طلبة المدارس والمعاهد وصغار السن الذين يميلون لهذه الحوارات التي يتبادلونها في المدارس بشكل سوقي‏,‏ إلي جانب ظهور جيل جديد من كتاب السيناريو يرون أن هذه اللغة هي الواقعية وتعبر عن سكان الأحياء الشعبية دون حياء‏,‏ ولايعلمون أن الفن لابد أن يكون مثل المصفاة لايجمل الواقع بل يصفه‏,‏ وينقله بواقعية مهذبة‏,‏ والكتاب المتأثرون بالحارة يقدمون ألفاظا لاترتفع بأذواق الناس‏,‏ بل تهبط بهم‏,‏ وللأسف مستواهم أقل من المتلقي‏,‏ وعلاج هذه الظاهرة يكون بالسماح بمزيد من الحرية في التعبير‏.‏

‏*‏ الناقدة ماجدة خير الله‏:‏ السبب في هذه اللغة ظهور كتاب يتصورون أنهم يقدمون أفلاما واقعية‏,‏ علي الرغم من أنها لا تمت للواقع بصلة‏,‏ وإلا ماذا نعتبر أفلام صلاح أبو سيف‏,‏ الذي قدم الحارة الشعبية‏,‏ فما يقدمونه ليس بالحارة الشعبية بل عبارة عن بالوعة‏,‏ وتقديم أناس مهمشين لانتعاطف معهم‏,‏ فالفن ليس بتقديم بيئة منحطة وقبيحة لأن مردوده علي الجمهور يؤدي إلي سلوك مشين لشخصيات لاتعبر عن زمنها سواء علي مستوي اللغة أو الوضع الاجتماعي‏,‏ فالجزار مثلا في زماننا يرتدي الجلباب الملطخ بالدماء‏,‏ وحتي لو الصورة كاريكاتيرية‏,‏ فهي غير موجودة والسبب من استخدام هذه اللغة هو جذب جمهور الشباب لتحقيق الربح المادي‏.‏

‏*‏ السيناريست أحمد البيه‏:‏ من المهم استخدام اللغة في مكانها وتكون مطابقة للشخصية فمثلا السيناريست محمود أبو زيد في فيلمي العار والكيف استخدم لغة المخدرات وكانت في مكانها‏,‏ والآن أصبح هناك خلط في اللغة بين الطبقات‏,‏ فنجد إبنة النادي تتكلم بلغة مغايرة لوضعها‏(‏ لغة العامة‏),‏ وبائع المناديل يحدثك ببعض الكلمات الإنجليزية مثل‏OK,‏ والسبب في ذلك يرجع إلي وجود هذه التداخلات بين الطبقات‏,‏ هذا إلي جانب عدم قناعة الناس بحالها بسبب البعد عن العادات والتقاليد واستخدام كل ما هو قادم من الغرب والكارثة تكمن في تقديم شخصية يتعاطف معها الناس‏,‏ وهي تحمل آثارا سلبية‏,‏ وتأثير لغة الشخصية يتوقف علي التأثر بها وأعتقد أن تقديم المشاكل الحقيقية للشخصية أفضل من تقديم لغتها التي تنتهي بسرعة لأن الشباب يبتكر لغة جديدة خاصة به كل فترة‏.‏

‏*‏ السيناريست بشير الديك‏:‏ يرجع السبب إلي نظم الانتاج القائم علي الاحتكار من التجار الذين كثيرا ما يخطئون ونادرا مايصيبون‏,‏ فما يريدونه هو تحقيق أقصي ربح ممكن‏,‏ فأصبح هناك عدم احترام للصناعة والحرفة‏,‏ ومايقدم الآن جاء وليد المصادفة بعد عرض بعض الأفلام التي حققت نجاحا جماهيريا‏,‏ فبدأ القائمون علي السينما في إنتاج الأفلام القائمة علي الشخصيات المهرجة‏,‏ التي تنطق بلغة مبتذلة مثلها مثل شخصيات السيرك‏,‏ والجمهور يقبل علي الأفلام لأنه يريد أن يضحك دون إعمال العقل في أي شيء‏,‏ فأصبح الإسفاف هو الطريق للكوميديا دون تهذيب للواقع‏,‏ لأن تقديم الحارة لابد أن يمر بمعالجة فنية تهذب وتثقل هذا الواقع‏,‏ فمثلا صلاح أبو سيف قدم الحارة دون إسفاف أو فجاجة‏,‏ وهناك الضمير الفني والاجتماعي والثقافي الذي لابد أن يتحلي به الفنان‏.‏

د‏.‏رفيق الصبان‏:‏ مايحدث في السينما هو تقليد ساذج جدا لما تقدمه السينما الأمريكية في الفترة الأخيرة من كلمات شائنة‏,‏ وأتذكر أنه من‏20‏ أو‏30‏ سنة عندما قالت فاتن حمامة يابن الكلب هاجمها النقاد‏,‏ لكن الآن أصبحت الكلمة عادية ونسمع أقبح منها بكثير وسادت عبارات جريئة لنجوم خاصة محمد سعد لذلك أري أنه لابد من وجود حدود وميزان دقيق لدي الكاتب‏,‏ ومن يقول إنه ينقل الواقع لابد وأن يكون له منظور ونظرة خاصة به‏,‏ وإلا فما هو الفرق بين نظرة المصور الفوتوغرافي والكاتب‏,‏ ولابد من عملية تهذيب للواقع وتحويله لشيء جمالي‏,‏ لأن مايحدث إفساد للذوق الحضاري‏,‏ وعلاج هذه الظاهرة يكمن في ضمير الكاتب أولا والتزام كل من الفنان والمخرج‏,‏ وأيضا الرقابة‏.‏

الأهرام اليومي في 4 يناير 2006

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك