جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

سينماتك

 

 

 

عدي رشيد يسجل يوميات بغداد بُعَيد الاحتلال على شريط خام شبه تالف

"نحن والمدينة نعيش في الظل منذ زمن والخلل في الخام يشبه الخلل في حياتنا"

ريما المسمار

 

 

سينماتك

في زمن الصور المتاحة والمتدفقة، تبدو الاشياء كأنها في حاجة الى "التصفير"، العودة الى نقطة الصفر من جديد. منذ متى أصبح العالم مرئياً الى هذا الحد؟ كأنك امام شاشة التلفزة، تجلس خلف نافذة ضخمة مطلة على ذلك الشارع في الاسفل، الشارع الذي اصبح عالماً والعالم الذي تحول شارعاً تحت النظر وعلى مرأى من اعيننا المجردة. الصورة لشدة واقعيتها، ما عادت موضع تساؤل بل احياناً مدعاة إعراض. وما ينسل من تفاصيل صغرى من بين الصور العامة لا يلقى اهتماماً. الصورة التي تضافرت على صنعها الحروب الاخيرة والتلفزيون تكرَّست حقيقة لا غبار عليها وألغت بتطابقها مع اللحظة الوقائعية إمكانية الشك في حقيقتها. السؤال الغائب هو انتقائية الصورة وليس واقعيتها، قدرتها على التراكم في اتجاه واحد وعلى الغاء الخصوصية والتعددية والاختلاف. هكذا فعلت في فلسطين ومازالت وتفعل في العراق. المطلوب صورة بديلة؟ صحيح.

لفترة طويلة، كان الاعتقاد السائد يقول بأن الفيلم الوثائقي هو الاكثر ملاءمة لمجتمع يرزح تحت حرب يومية. ولكن مع فيض الصور الوثائقية وتفاوتها وامتثالها احياناً لشروط الصورة الاخبارية من سرعة وتعميم والغاء للخصوصية، لم تعد الصورة البديلة وقفاً على الفيلم الوثائقي كما لم تعد "الحقيقة" منذ زمن بعيد رديفة الواقع. ليس جديداً القول ان غياب السينما الروائية في فلسطين وانشغال المخرجين بالعمل الوثائقي لأسباب بتنا نعرف انها تفتقد الدقة (الكلفة الاقل، سرعة الانجاز، مواكبة الاحداث...)، غيَّب جزءاً هاماً من ذاكرتها وأقصى طاقات ابداعية لسينمائيين كان خيالهم ليضاف الكثير الى الذاكرة المكتوبة بالافلام الوثائقية.

في العراق اليوم، هناك من يحاول اعادة الاشياء الى نقطة الصفر من دون خوف، مسمياً الاولويات بلا تردد. من قال ان الثقافة ليست اولوية حتى في ازمنة الحروب؟ ومن قال ان الفيلم الوثائقي وحده القادر على تسجيل ذاكرة الواقع؟ ومن قرر ان الرؤية المتخيلة او الشخصية تستلزم مسافة من الحدث وواقعه؟ ومن قال ان مادة الخام السينمائية التالفة لا تستطيع ان تنتج صورة معبرة؟!

كأنما عدي رشيد، المخرج العراقي الثلاثيني، يعيد الاسئلة تلك كافة الى الصفر. لاشيء مكرس لاشيء اكيد ولاشيء منتهٍ. أليس ذلك اقل ما يمكن تعلمه في العراق منذ نيف وسنة؟

"غير صالح"

غريب ان يبدو عمل سينمائي روائي اكثر قدرة احياناً على التعبير عن الواقع من صورة وثائقية تنتجها كاميرا لا تكف عن الدوران والتقاط يوميات الحرب. لعل "عدي" لم يكن ليحسم امر الفيلم ونوعه لولا تضافر مجموعة ظروف. فالمخرج الشاب المنتمي مع مجموعة شباب من ذوي الهوى الفني والثقافي الى ما اسموه "الناجين"، تسكنه شخصيات هي مزيج من نفسه واصدقائه، تحمل افكارهم وهواجسهم وعذاباتهم.. من هذه الارضية انطلقت الفكرة او الاحرى كانت موجودة: "التناول السينمائي تناول يومي بالنسبة الي. هناك دائماً مشروع او فكرة تجد طريقها بحسب الظرف." يقول المخرج في حوار مع "المستقبل" من بيروت حيث يجري نسخ المشاهد. ربما كان "عدي" سينتهي الى تصوير نفسه واصدقائه في ما يشبه فيلماً وثائقياً شخصياً وربما كان الاخير سينتهي الى مصير بعض افلامه السابقة كأن يحترق تحت النيران او يُسرق او...

بالصدفة عثر "عدي" على خامة سينمائية (celluloid) في دار السينما والمسرح يعود تاريخ صنعها الى سبعينات القرن الماضي. ولدى إجرائه بعض الأبحاث عنها، تبين انها من صنع كوداك ومن النوع الذي توقفت عن تصنيعه اوائل الثمانينات. على ان الشاب وجد في الامر ما يعبر عن الواقع بامتياز: مادة سينمائية غير صالحة مركونة في ظروف غير مؤاتية منذ نحو ثلاثة عقود. "فكرت في نفسي ان هذا هو شكل الحياة في بغداد تماماً قبل الحرب وخلالها وحتى هذه اللحظة" يقول عدي. برغم المخاطرة الكبرى، قرر ان يصور بها كأنه بذلك لا يستثني نفسه وعمله من المخاطر التي تطاول المدينة بكاملها. على الرغم من ان شركة "كوداك" وجدت الامر جنونياً في وقت ما راسلها وأطلعها على نيته استخدام الخام منتهي العمر، الا انها قررت المساعدة من خلال تظهير الخام في مختبرها ببيروت "ذي غايت" (the gate). بالفعل، أُجري الاختبار على الخامة وبمصادفة عجيبة تبين انها صالحة مع مراعاة بعض الشروط العائدة الى قِدَمها كعدم استخدام إضاءة كافية."من هنا جاء عنوان الفيلم بالانكليزية under exposure، وهو تعبير سينمائي يعني النقص في الاضاءة. ولكنني وجدته ملائماً لوصف جيلي ومدينتي ايضاً: ألسنا جميعاً قابعين في الظلمة منذ عهد صدام وحتى هذا اليوم؟ نحن نعيش حياة ينقصها الضوء الكفيل بأن يوهج الاشياء ويلفت الانتباه اليها."

من هذا الربط بين مضمون الفيلم وفكرته الفلسفية، انطلق العمل: "الخلل العضوي في الخامة ارتبط بالفكرة الفلسفية لذلك لم ارد ان اغير عنها على الرغم من انني تلقيت عروضاً بعد بدء التصوير لتزويدي بخامات حديثة." تمسك "عدي" بالظروف القاسية التي يتماهى فيها الفيلم والمدينة والشخصيات. كأن صنع فيلم عم مدينة تتمزق في ظروف عادية هو ترف لا يخلو من ادعاء. لم يملك الفريق سوى ثمانين علبة خام، اي قرابة اربع ساعات ونصف الساعة، وهي نصف الكمية المطلوبة عادة لفيلم روائي طويل.

الناجون

بدأ تصوير الفيلم في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2003 وامتد الى منتصف نيسان/ابريل الفائت. "عملنا بدون ميزانية" يقول عدي مضيفاً "وبدون سيناريو فقد قررت ان يُكتَب السيناريو خلال عملية التصوير ليصبح اقرب الى بناء شعري في علاقته بالزمان والمكان. كنا نجزئ الفيلم الى متتاليات مشهدية، كل منها مرتبطة في مكان. هكذا نصور مجموعة المشاهد التي تدور في مكان واحد ثم نتوقف لاسبوع او اكثر ريثما نحضر للمجموعة الثانية ونجمع المال اللازم." وجمع المال كان في معظم الاحيان يعني بحث كل واحد في فريق العمل عن شيء جديد يمكنه ان يبيعه بعد ان ساهم كل منهم في البداية بمبلغ بعد ان باع ارضه او سيارته او كاميراه الفوتوغرافية.. "مع دخول القوى الوطنية بغداد بشعاراتها الرنانة، قررنا ان نلحق الكذاب الى باب البيت، فعرضنا مشروع الفيلم عليهم ولكن احداً لم يتحمس." عند ذلك، توقفوا عن طلب المساعدة "وقررنا ان يكون عملنا بنظام underground factory. واجهنا الموت ست مرات وفصلتنا عن القذائف ثوانٍ لا تتعدى الثلاث عدا الصدامات مع الاميركيين وتعرض اثنين من فريق التصوير لمحاولة الاعتقال من دون ان تتم." حتى اصبح لقبهم "جماعة عدي الحمقى". برغم ذلك، يعتقد "عدي"، ان التوقف الذي كان يطول الى اكثر من شهر احياناً بين تصوير وآخر "منحني مساحة زمنية لمزيد من التأمل في المشروع وفي التغيرات التي تشهدها المدينة."

على ان تجربة "عدي" السينمائية الروائية الاولى وكذلك تجربة العراق السينمائية الاولى منذ اكثر من عقد من الزمن، تكتسب قوتها من ايمان اصحابها بها. فجماعة "الناجين" تلك التي تشكلت قبل اثني عشر عاماً على مبدأ عدم التحول بوقاً للسلطة، تضم شباباً في المجالات الفنية والثقافية : "نحن رافضون للإنغماس في السلطة ولا نملك فكرة ايديولوجية مضادة. الفكرة الكونية والانسان اعمق في داخلنا." لقد قادت هذه الافكار "عدي" واصدقاءه الى اختيار طريق صعبة خلال حكم صدام. معظمهم طُرد من الجامعة او آثر الخروج بنفسه. "انا طُردت من كلية الفنون الجميلة قسم السينما عام 1998 بعيد عام على دخولي لاسباب تتعلق بالبناء الاكاديمي. كانوا يعلمون الطلبة كيف يصنعون فيلماً دعائياً. ولكن بعد خروجي من الجامعة، اصبح الطلاب يقصدونني لأصنع افلام تخرجهم وهناك نحو 120 متخرجاً سنوياً. كل عمل كان بمثابة سنة دراسية، اتاح لي فرصة التجريب وبعض تلك الافلام شارك في مهرجانات عالمية باسم الطالب بالطبع. المفارقة اننا كنا نعيش السينما في مكان لا يتنفس السينما. وسنوات الحصار ساعدتنا كثيراً من حيث تنظيم الفوضى في داخلنا. لذلك اعول على جيل سينمائي سيبرز قريباً في العراق هو نتاج رفضه للمرحلة السابقة."

بين اولئك مدير التصوير زياد التركي الذي يستفيض "عدي" في الحديث عنه كأنما ليؤكد ان الفيلم للكل: "انهى مدير التصوير زياد التركي معهد الفنون الجميلة اواخر الثمانينات وكان يصور 16 ملم. ولكنه واجه اما الاندماج في السلطة او الانعزال. اختار التصوير الفوتوغرافي ولم يقرب الكاميرا السينمائية منذ ذلك الحين الى ان صور فيلمي. حساسيته تجاه الخامة المعطوبة كانت مضاعفة. فقد فقدت الاخيرة الشروط الاساسية لترجمة الجمال لأنها لم تعد صالحة ولكن خللها ذاك ينجم تماماً مع الخلل في حياتنا."

شعار فريق under exposure كان "لن نصنع فيلماً عظيماً بل صادقاً." من هنا، جاءت شخصيات الفيلم مستوحاة مما يعرفونه ـ مخرج سينمائي، موسيقي ـ ومما يحلمون باختراقها بعد سنوات القمع الطويلة ـ المومس، العلاقات المحرمة. "كانت الشخصيات موجودة عندي ولكنني لم ارد ان اضعها في قالب ورقي وهذه بالمناسبة طريقة عمل غودار، اي وضع الشخصيات ضمن نهج فلسفي. لذلك كنت اعطي الممثل المشهد وحين اشعر انه بدأ بحفظه، آخذ الورق وأطلب منه فكرة المشهد كما يراها."

ولكن البطل الاساسي في الفيلم "هي المدينة الحاضرة ابداً في علاقة المخرج بها وعلاقة الاثنين بالموت وبالحرب. كنت ابحث عن قراءة او رؤية للمدينة ومن هنا جاء اختيار شخصية المخرج السينمائي. اقول ان البحث كان في مفاصل الذات وليس عن الذات، بين انتمائي للمدينة وانتمائي لنفسي كإنسان. الشخصية تشبهني بالطبع لأن العلمية السينمائية براغماتية لا تخلو من الاستعراضية في دعوة ربما الى المشاركة او البحث عن اشباه."

الموت

يفرض العمل في واقع متغير شروطاً قد تذهب بالعمل الى حيث لا يريد. عن ذلك يقول المخرج: "تعلمت الفصل بين الوقائعية، اي الطاقة اليومية المبذولة، والنظرة الشمولية من مارتن هيدغر الذي رسم الخط بين الاسفاف والعادية. عدي ينغمس في اليومي ولكنه ليس عدي الذي يصنع فيلماً. علي القول بأن الفيلم لا يمكن ان يكون في سياق الواقعية الايطالية مثلاً لأن الاخيرة ظهرت لاستلام نتائج الحرب. اما نحن فلم نستلم شيئاً بل ان الاشياء لم تتخذ شكلاً بعد." من هنا، يطرح الفيلم اسئلة ويلاحق الشخصيات في علاقاتها المتبدلة والمدينة بتحولاتها. حتى نهاية الفيلم لم تكن مقررة: "اوقفنا التصوير عندما انتهى الخام لذلك اعتقد الفيلم قراءة أُقفل عليها ولم تنتهِ. لو كان هناك المزيد من الخام لصورت اكثر. لا أخفيك احساسي العميق بالحزن بعد انتهاء التصوير. لست سعيداً لأنني صنعت هذا الفيلم؛ لقد عمّق الجرح اكثر." والمفارقة ان "عدي" الذي واجه الموت مراراً مع فريق عمله، يعلن خوفه من الموت: "فكرة الموت قائمة في داخلي، واحياناً تغلب معاليتها فعالية لحظة الحياة. وانتهاء الفيلم كان بمثابة ادراك الحقيقة والاخيرة هي موت تماماً كما قال بازوليني ان الموت هو القيمة العليا للمونتاج على جسد الفيلم. لقد توغلت من خلال الفيلم في الجرح العام والشخصي، تضاعف احساسي بالموت الداخلي والجماعي. كان اقرب الى قراءة في الجرح النازف. وها هو الحزن يكتب مراحل جديدة مع كل صورة صالحة. صارت الصور ارشفة لهذا الحزن."

هل يمكن القول ان عمل "عدي" هو انتماء للسينما الخالصة؟ "الانتماء الى السينما هو انتماء للحياة من حيث ان السينما حياة."

مازال العمل ينتظر عملية المونتاج وخلال هذا الوقت تقاطرت العروض على المخرج: "اواجه مشكلة التعاطي مع الفيلم من زاوية سياسية. هذا طبيعي الى حد ما، ولكن اذا زاد يصبح اهانة. لذلك أعترض على اي تناول سياسي وارفض مساهمة اية جهة تنظر الى الفيلم من زاوية واحدة فقط." لذلك يبدو المخرج ميالاً الى عرض المخرج السويسري جان ـ لوك غودار الذي عرض المساعدة بعد ان قرأ لقاءً مع المخرج في "لوموند"، يقضي بإجراء المونتاج في قرية سويسرية.

المونتاج هو اللقاء الذي يهابه "عدي" ويعتبره مواجهة مباشرة للموت: "انا خائف جداً من هذه اللحظة. ثمة مسؤولية كبيرة وهذا اللقاء الذي نجريه الآن هو بمثابة حجز في الذاكرة. سأكون سيزيف ولكن اتمنى الا تسقط الصخرة كثيراً. سأكون وحيداً في مواجهة المسؤولية وامام الاحاسيس المستثمرة من قبل الفريق في الفيلم. كل الاحتمالات قائمة ما عدا نسف الاحساس. واعتقد ان ما صورناه ينتج صورة جيدة عن هذا الاحساس."

ربما يترجم "عدي" بعض احساسه بالموت في قوله انه سيتجه الى الرواية بعد هذا الفيلم "افلام جديدة ستعني احاديث مع منتجين وناس وهذا ما لا طاقة لي عليه.". او ربما فيلم جديد، اقول له، سيعني البحث عن مدينته في قلب الخراب والخوف من عدم العثور عليها او التعرف اليها...

"بغداد اغتُصبت ولا اعرف الى اين سينتهي ذلك..عندي احساس بالكهولة والرغبة في التقاعد والانزواء." كلام "عدي" هذا سيبقى بين مزدوجين ولن يكون "حجزاً في الذاكرة" لأنه نابع من احساس اللحظة. أفلم يشعر بعجز مماثل بعيد العثور على نيغاتيف فيلمه الوثائقي "نبض المدينة" محروقاً؟ "لعل ذلك صحيح" يقول مضيفاً "بعد اكتشافي ان بكرات فيلم "نبض المدينة" الذي صورته قبل الاجتياح الاميركي بأسبوعين احترقت، احسست بعجز كامل ولكن وقوف اصدقائي الى جانبي بقاماتهم المنتصبة أشعرني بالخجل. لذلك بدأت فيلماً جديداً وكان احساسي انني من خلال ذلك ادافع عن نفسي ضد مفهوم الهزيمة وضد تغيير وجه المدينة".

المستقبل اللبنانية في 2 يناير 2006

 

ســـبيلبرج‏..‏ وأحـداث مـيونيخ

كتبت ـ ماجدة حليم 

منذ شهور نشر خبر يقول إن المخرج ستيفن سبيلبرج يخرج فيلما جديدا في سرية تامة‏,‏ ولم يعرف احد لماذا هذه السرية‏,‏ حتي أعلن اخيرا عن فيلمه ميونيخ‏.‏ الفيلم لايقدم حادث ميونيخ الذي حدث عام‏1972‏ اثناء انعقاد الدورة الاوليمبية عندما قتل‏11‏ لاعبا اسرائيليا بواسطة جماعة فلسطينية تدعي سبتمبر الاسود‏..‏انما تدور احداثه بعد ذلك عندما قررت رئيسة وزراء اسرائيل جولدا مائير الانتقام وهكذا تمت مطاردة كل مشتبه في اشتراكه في انحاء العالم وقتله‏.‏

وقد قرر سبيلبرج أن يقدم فيلما عادلا‏..‏اي يقدم ماحدث من تصفيات جسدية للفلسطينيين بعد تلك الحادثة‏..‏وقد تم تصوير الفيلم في مالطة وبودابست ونيويورك وباريس ولندن وبيروت واسرائيل وكان بعض الممثلين لايعرفون الاحداث التي تدور حولها قصة الفيلم‏,‏ وكانت كل الاحداث لاتخرج عن المخرج والسيناريست توني كشنر لضمان السرية لكن سبيليرج يقول انه لم يشأ أن يقدم فيلما عن الطيبين والاشرار أو أن اليهود قتلوا الفلسطينيين بدون سبب‏..‏ الفيلم مأخوذ عن قصة نشرت عام‏1998‏ لجورج جون فينجينس‏,‏ وقد كتب السيناريو ثلاث مرات‏..‏ولم يتحدث المخرج سوي مع مجلة التايم‏.‏

سبيلبرج يقول‏:‏ انه لم يقدم اي فيلم معتقدا انه رسالة تفعل شيئا جيدا للعالم حتي عندما قدمت فيلم قائمة شندلر كنت مرتاعا واعتقد أنه ربما يشعر من لم يعاصروا الهولوكست بالذنب واشعر بنفس الشيء حول فيلم ميونيخ ولاأعتقد ان اي فيلم أو كتاب أو عمل فني يمكن أن يحل مشكلة الشرق الاوسط حاليا‏.‏ ويؤكد سبيلبرج أنه لم يخرج هذا الفيلم من أجل المال‏..‏لكنه يؤكد أن صناع الافلام اذا تحلوا بالشجاعة للكلام حول هذه المشاكل والمآسي سواء كان سينمائيا او تسجيليا فسوف يضعون الناس امام المشكلة الحقيقية‏.‏

وينوي سبيلبرج البدء في مشروع جديد في فبراير القادم ويعتقد انه سيحدث تأثيرا جيدا وهو منح‏125‏ طفلا فلسطينيا و‏125‏ طفلا اسرائيليا كاميرات فيديو ليصوروا افلاما بانفسهم عن حياتهم الخاصة وأماكن تواجدهم وماذا يعتقدون واين يكون اباؤهم عندما يذهبون للمدرسة‏,‏ وماذا يأكلون وماهي الافلام التي يشاهدونها واسطوانات السي‏.‏ دي التي يستمعون اليها‏..‏وحينئذ سوف يعطي افلام الاسرائيليين للفسلطينيين والعكس‏!‏ ويقول اعتقد انني هكذا اكون ساهمت في جعلهم يفهمون ببساطة انه لايوجد فرق كبير بينهم‏.‏

وبينما تغلف المشاعر الانسانية‏..‏فيلم ميونيخ وكذلك الاسي يقول سبيلبرج انني وكاتب السيناريو لم نحدث أي غموض عن أي شخصية‏..‏انهم اشخاص حقيقيون ولهم عائلات‏,‏ وقد قدمت ماحدث لأن كل اربعة اعوام يقام اوليمبياد في مكان مافي العالم ولايذكر اي من اليهود الذين قتلوا عام‏1972‏ وقد اردت بهذا الفيلم أن اشاركهم الحزن وايضا أن اجعله في ذاكرتهم ففيما يبدو انهم نسوه والصمت حيالهم من اللجان المنظمة للاوليمبياد تضعني في حالة من الخوف والقلق كل اربع سنوات‏.‏

ويظن سبيلبرج انه مازال محظوظا حتي هذه اللحظة في مجال عمله فقد استطاع تقديم الافلام التي يفضلها بدون الانتماء الي استوديو أو شركة انتاج وهذا حدث بفضل فيلم الفك المفترس لانه اعطاه القدرة علي الانطلاق بايراداته الساحقة‏,‏ وهكذا ظل كما يعتقد يستطيع انتقاد اي شيء ينحو نحو الخطأ‏.‏

وهكذا يعلن المخرج ستيفن سبيلبرج رأيه بوضوح في انتمائه وتفسيره للاحداث التي وقعت بين اليهود والالمان في فيلم قائمة شندلر والاحداث التي حدثت ومازالت بين اليهود والفلسطينيين‏.‏

الأهرام اليومي في 4 يناير 2006

 

في السينما العالمية :

الاعتراف بالذنب في حق العرب والمسلمين

كتب ـ أحمد عاطف 

في الوقت الذي يري فيه السياسيون في الغرب أن العالمين العربي والإسلامي هما أكبر مشاكل الوقت الحالي‏,‏ والعدو الذي يجب مهادنته أو قهره‏..‏ رأي مخرجو أفلام هذا العام أن للشرق دينا في رقبة الغرب لابد من دفعه‏,‏ دينا من الظلم السياسي والاستغلال الاقتصادي وعدم التسامح ولهذا فأبلغ ظواهر هذا العام هي الأفلام التي تعيد فهمنا بعمق‏.‏

علي رأس تلك الأفلام جاء فيلم‏(‏ مملكة الجنة‏)‏ للمخرج الإنجليزي ريدلي سكوت الذي استعاد تاريخ مدينة القدس ليعيد التساؤل عن هوية تلك المدينة ويوحي في رسالة الفيلم بأن القدس لابد ان تكون مدينة لكل الأديان‏,‏ ولكن أهم ما أظهره الفيلم هو انتصارات العرب العسكرية فضلا عن مدي تسامح القائد العربي صلاح الدين الأيوبي ويحسب للفيلم ايضا اشراكه عددا من الممثلين العرب والمسلمين علي رأسهم خالد النبوي من مصر وغسان مسعود من سوريا‏.‏

ثم يأتي فيلم مختبئ للمخرج النمساوي مايكل هانيكاه والذي حصد أغلب جوائز اكاديمية الفيلم الأوروبي فضلا عن جائزة الإخراج في مهرجان كان ويحكي الفيلم عن صحفي فرنسي يتلقي تهديدات بالقتل فيتجه بشكوكه نحو رجل جزائري تربي معه في طفولته بالمنزل‏..‏ ويأخذ في تضييق الخناق علي الرجل الجزائري البريء فينتحر الرجل من كثرة الضغوط عليه ليتعرف الفيلم انه كلما جاءت مصيبة يتصور الغرب اننا وراءها‏,‏ وقد نبه الفيلم لمشاكل عرب شمال إفريقيا الذين يعيشون في فرنسا قبل انفجار ثورة الضواحي‏,‏ وأظهر ضنك الحياة التي يعيشون فيها‏.‏

وفي مجال الأفلام التسجيلية حلل فيلم قوة الكوابيس مدي خطورة المحافظين الجدد في السياسة الأمريكية وقدرتهم علي اختلاق الأكاذيب والترويج لخرافات تؤكد للأمريكيين أن العدو الأول لهم العرب والمسلمون‏,‏ رغبة منهم في زرع الخوف في نفوس الأمريكيين والسيطرة علي مقدراتهم من خلال ذلك واستبدال العدو السوفيتي السابق بعدو حالي‏.‏ ونبرة الاعتراف بالذنب في حق العرب والمسلمين تجاوزتنا لتتجه نحو الأفارقة أو المهاجرين بشكل عام فكان فيلم البستاني الدءوب الذي انتقد سياسة أمريكا وانجلترا في إفريقيا السوداء واستهانتهما بحياة الملايين من أجل مصالح شركات الدواء‏..‏ بينما صرخ فيلم إذا ولدت لاتستطيع الاختباء للإيطالي ماركو توليو جيورد انا بأن أوروبا مسئولة عن المهاجرين الذين يدخلون أراضيها حتي لو دخلوا بطريقة غير شرعية‏,‏ لأن أوروبا احتلتهم في السابق وعليها ان تدفع الثمن الآن فضلا عن أن القانون الإنساني يحتم علينا التعاون لكي نعيش معا‏.‏

وليت سياسيي الغرب يمتلكون ضمير السينمائيين فيه‏.‏

الأهرام اليومي في 4 يناير 2006

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك