جوزيف فارس يقطف نجاحاً في القاهرة ودبي مع فيلمه الرابع «زوزو»... دموع المتفرجين العرب للطفل الهارب من حرب لبنان دبي - فيكي حبيب |
الدموع لم تكن كثيرة هذا العام في مهرجاني القاهرة ودبي. الضحك كان أكثر وكذلك المغامرات والنجوم، لكن جوزيف فارس المخرج اللبناني الأصل السويدي الجنسية، والذي سطع نجمه في الخارج، استطاع بين آخرين أن يأسر القلوب ويدغدغ المشاعر بفيلمه الروائي الطويل الرابع «زوزو». دموع زوزو أبكت الحضور. ومعاناة شعبه تركت غصة في نفوسهم. بعضهم استعاد شريط الذكريات المؤلم. وبعضهم من الذين لم يعش ذاك الماضي، اتحد مع شخصية البطل وذاق طعم الحرب المرّ... أما النتيجة فإجماع الحضور على اعتبار «زوزو» من أفضل الأفلام اللبنانية التي أبصرت النور في السنوات الأخيرة، هذا إن لم يكن أفضلها. قد يقول قائل: كيف تمكن نسبة هذا الفيلم الى إنتاجات السينما اللبنانية، والإنتاج سويدي، وطاقم العمل سويدي، والتصوير جرى نصفه، تقريباً في السويد... كل هذا من دون أن ننسى أن المخرج ترك وطنه لبنان منذ حوالى 18 سنة، ولا تربطه به إلا أصوله فحسب؟ قد يكون سائل هذا السؤال على حق. ومع هذا يمكن اعتبار «زوزو» فيلماً لبنانياً بين مزدوجين. وهو كذلك، لأنه أولاً، فيلم عن الحرب اللبنانية ويدور جزء كبير من إطاره الزمني والمكاني في لبنان. وهو أيضاً فيلم لبناني لأن معظم الحوار يدور باللهجة اللبنانية العامية، ولأن ممثليه لبنانيون... وبعد، هل يجب استكمال الجدل حول «لبنانية» هذا العمل؟ مهما يكن من أمر، فإن جوزيف فارس يعتبر نفسه لبناني التعبير على الأقل. هو هنا يحقق فيلمه الرابع حتى وإن كانت الشهرة قد طاولت فيلميه السابقين فقط «يللا يللا» و «شرطيون» اللذين عرضا على نطاق واسع وحققا نجاحات كبيرة في السويد وخارجها. ففي الفيلم الاول قدم فارس فيلماً يطاول شخصيات لبنانية تعيش مثله مهجّرة في السويد. أما في الفيلم الثاني «شرطيون» فإنه قدم حكاية تدور في بلدة سويدية، لكن كل الذين شاهدوا الفيلم رأوا تقارباً لافتاً بينه وبين أجواء الاخوين رحباني. صحيح أن جوزيف فارس لم تتح له سنه ولا هجرته مبكراً الى السويد أن يطّلع عن كثب على أعمال الرحبانيين، ولكن لا ريب في أنه ينتمي في جزء منه، على الأقل، الى عوالم الفانتازيا نفسها وعالم الحيلة في الأدب الذي ينهل منه الرحابنة. وحسبك في «شرطيون» أن تغير الأسماء وتبدل المواقع لتجد نفسك أمام فيلم رحباني لبناني ممتع وعميق. هذا كله يتركه جوزيف فارس للنقاد ولهواة المقارنات. أما هو الذي قيّض له للمرة الاولى خلال عروض فيلمه الاخير «زوزو» أن يشهد عرض الفيلم مع جمهور عربي وتحديداً غير لبناني في القاهرة، ثم في دبي، خلال فترة وجيزة، فإنه لا شك شعر بقوة انتمائه اللبناني، خصوصاً أن «زوزو» هو أولاً وأخيراً، فيلم عن لبنانيين حققه لبناني وإن كان حقق في السويد وبإنتاج سويدي. على أية حال لم يكن الأمر صدفة وإن كان يحمل شيئاً من الغرابة، إذ في الفيلم، وفي شكل موارب، استوحى جوزيف فارس شيئاً من سيرة طفولته وهو في هذا سار على عكس مجايليه من مخرجين يبدأون سينماهم عادة بسيرهم الذاتية. لكن فارس عرف في الوقت نفسه كيف يقيم مسافة بين سيرته وسيرة بطله، بحيث اتى الفيلم في النهاية، وكأنه مساهمة في الحديث عن الكارثة التي حلت بلبنان. ويبدو هنا انه كان ناجحاً في اختياره الى درجة أن منتجة فيلمه، كما أخبرنا هو نفسه، طلبت منه أن يكون فيلمه المقبل عن لبنان. جواز سفر في انتظار ذلك يبدي فارس سروره من الاستقبال الذي لقيه «زوزو»، خصوصاً في القاهرة ودبي. فماذا عن الفيلم؟ يعود الفيلم بنا الى سنة 1987. الحرب اللبنانية في ذروتها. عائلة مسيحية تعيش في بيروت الشرقية تحت القذائف والنيران. كل همها الهرب الى الخارج. خمسة كائنات بشرية (الأب والأم وأولادهما الثلاثة) وصوص، معلقون معاً بخيط أمل رفيع: الحصول على تأشيرات السفر الى السويد. الكاميرا تلاحق زوزو الفتى الصغير. سؤال واحد يشغل بال الفتى: «ماما متى نذهب الى السويد؟». هاجس السفر وترك البلاد مسيطر على الكائن الصغير. يتحدث الى صديقه الصوص... يخبر أصحابه عن جمال ذلك البلد... عن السلام والامان... وعندما يسألونه: وما أدراك أنت بهذا؟ يوجّه إليهم صورة جدّيه المقيمين في السويد، كوثيقة رسمية تصادق على صحة كلامه. تمرّ الأيام والفتى معلّق بين حلم السفر والابتعاد من أهوال الحرب. حلم لا يكاد يبتعد حتى يأتيه النبأ المفرح: «هيئ نفسك سنذهب الى السويد في الصباح الباكر». الاستعدادات داخل البيت المتواضع في أوجها لمغادرة البلاد. شقيقة زوزو توضب أمتعتها. الأب يسأل عن جواز سفر الأم. وشقيق زوزو عند ابنة الجيران يودّعها، بعد ان أوهمها أنه سيأخذها معه. أما زوزو فواقف على الشرفة يتحدث الى الصوص... قبل ان يقاطعه الوالد ويطلب إليه النزول الى الدكان لشراء الماء. لكن من كان ليتصور أن اليوم الذي حلمت به عائلة زوزو طويلاً سيكون اليوم نفسه الذي يلقى به هؤلاء حتفهم؟ قذيفة عشوائية تخترق البيت لتقضي على من كان فيه. الصبيان وحدهما ينجوان بأعجوبة لوجودهما خارج المنزل. القذائف التي انهالت في تلك اللحظة هزّت الحي كله. يلتفت زوزو الى الوراء، يجد البيت يحترق. يتمسك بالحقيبة التي صار كل مستقبله داخلها (جوازات السفر)... ويهرع نحو أهله. مثله يفعل شقيقه الاكبر، ليلتقيا في لحظة تراجيدية تنقطع معها الأنفاس... صور الأشلاء المقطعة. الأب والام والاخت والدم في كل أرجاء البيت. الجثث الهامدة تفقد الفتى عقله. شقيقه الأكبر يحتوي الموقف. يأخذ زوزو خارج المنزل. يهرب به تحت القذائف ومطاردة سيارات الميليشيات الجوالة. يضعه داخل علبة للنفايات. يطلب منه أن ينتظره. لكنه لا يعود تاركاً زوزو وحيداً في مدينة لم يعد يربطه بها شيء. رحلة زوزو الى السويد لن تكون صعبة، كما قد يخطر في البال. قصة الفتى المحزنة تؤثر في زعيم إحدى الميليشيات المسيطرة على أمن المطار، فيعطي اوامره بتسهيل سفر الولد الى جَدّيه. وأخيراً حلم زوزو سيتحقق، وستدوس قدماه أرض السويد. لكن هل سيكون الاندماج داخل هذا الوطن الجديد سهلاً كما كان وصول الفتى بمفرده إليه؟ من معاناة الى معاناة يتنقل زوزو مع انتقاله للعيش مع جَدّيه. يحاول جاهداً التأقلم داخل المجتمع من دون أي جدوى. يتعلم اللغة السويدية بظرف قياسي. يدخل المدرسة. يحاول أن يكوّن صداقات. لكن من يرضى بغريب صديقاً؟ يفكّر بحل. لم لا يشتري صداقة هؤلاء بالهدايا؟ بداية تنجح الفكرة. لكن أمام ظمأ زملائه، وتعطشهم للإفادة منه قدر المستطاع ينجرف زوزو وراء اطماعهم، ما يضطره الى السرقة لتلبية حاجاتهم. قبل أن ينكشف أمره.... لا يقف معه أحد إلا فتى مهمش آخر، عانى ما عاناه بطلنا، لتتكون بين الإثنين صداقة متينة. حتى الآن يبدو كل شيء أسود ومحزناً في هذا الفيلم. لكن جوزيف فارس الذي اعتاد عليه الجمهور بأفلام ضاحكة، لم تغب لمسته الكوميدية عن هذا الفيلم الدرامي. إذ جاء ظهور الجدّ ليخفف بعضاً من الالم ويزرع الضحكة في الصالة. فالشتائم التي لا يتوقف الجدّ عن إلقائها يميناً وشمالاً، وعنفوانه الشرقي الذي يحركه بلا أي تفكير، والتهجم بطريقة بربرية على أي معتدٍ، وسرقة شجر الجيران، وتصرفه كما لو كان لا يزال يعيش في لبنان... كلها امور أحسن جوزيف فارس توظيفها لكسر حدّة المعاناة. وقد وفّق في اختيار الجدّ تماماً مثلما وفّق في اختيار الفتى الصغير (عماد كريدية) الذي حمل الفيلم كله على كتفيه. «لو لم أجد عماد لما كنت أقدمت على هذا الفيلم من اساسه»، يقول جوزيف فارس ويتابع: «الفيلم يقف بكامله على شخصية زوزو. من هنا لو لم أجد من يتقمص تلك الشخصية لما أبصر فيلمي النور». وبالفعل تقمص عماد كريدية شخصية زوزو في شكل كامل. حتى أنه مع الوقت، كما يخبرنا المخرج، بات يعطي الإحساس المطلوب من دون أي تدخل من جانب فارس. «في البداية كان صعباً عليه الدور، خصوصاً أنه لم يشارك ابداً في عمل بهذا الحجم، إذ كانت له إطلالات في الإعلانات وفي ادوار تمثيلية صغيرة. لكنه سرعان ما دخل في الشخصية. ولم يستغرق منه ذلك أكثر من أسبوع. وأيضاً بظرف أسبوع واحد صار يفهم اللغة السويدية من دون صعوبات كبيرة». سيرة ذاتية من يتعرف الى جوزيف فارس يدرك أن بعضاً من سيرته الذاتية موجود في هذا العمل. والحال، لم يأت اختيار عنوان الفيلم اعتباطياً. «زوزو» وهو اسم الدلع لجوزيف، جاء ليؤكد هذه الفكرة. فهو وحتى إن لم يفقد والديه في الحرب، هاجر بدوره الى السويد في العاشرة من عمره. فإلى أي حدّ يشبه زوزو في الفيلم زوزو في الحقيقة؟ «نصفه» يقول جوزيف بلا أي تفكير. ثم يضيف: «مثله هربت الى السويد ووجدت صعوبة في التأقلم داخل هذا المجتمع الى ان وجدت طريقي في الخامسة عشرة من عمري. حملت الكاميرا ورحت اصور وأصور. ومن خلال السينما اندمجت في المجتمع السويدي حتى صار الكل يعرف اسمي». اليوم يحمل جوزيف فارس في جعبته نحو 50 فيلماً قصيراً وأربعة افلام طويلة وهو بعد لم يتجاوز الـ 28 من عمره، فإلى أي مدى هيأت له ظروف عيشه في السويد الاجواء ليصبح مخرجاً سينمائياً هناك؟ «كان للسويد فضل كبير في تعبيد الطريق أمام طموحي. فهناك الفرص موجودة ومتاحة للجميع، وما على المرء إلا أن يتقدم نحو هدفه». باختصار «زوزو» فيلم عن اندماج المرء في مجتمع غريب أكثر منه فيلماً عن الحرب اللبنانية، كما يؤكد صاحبه. «بمعنى أنني لم أصور الحرب وأسباب اندلاعها والفرقاء المشتركين فيها، أي أنني لم أتطرق الى الشق السياسي من الموضوع، بل صوّرت وطأة الحرب على فرد يسعى للتخلص منها، فنال نصيبه من قذارات الحروب. وبرأيي أهم من الحرب، ان الفيلم يصور مشكلة اندماج المرء في وطن جديد بعد ابتعاده من وطنه الاصلي». الحياة اللبنانية في 30 ديسمبر 2005
جوزيف لوزي المعلم ... المزاوجة بين السينما الاوروبية والاميركية دمشق/ الحياة: أجرى الناقد السينمائي ميشيل سيمان مجموعة من الحوارات والبحوث المطولة مع عدد من كبار السينمائيين، أصدرها في كتب خاصة عن ستانلي كوبريك وجون بورمان، وفرانشيسكو روزي وتجمع هذه الكتب بين السيرة الذاتية والسيرة الفنية، وهو في كتابه الرابع في السلسلة «نظرة المعلم» – سلسلة الفن السابع، ترجمة لين معروف – يرصد التجربة الحياتية والابداعية للمخرج السينمائي الاميركي جوزيف لوزي (1909-1984) الذي عمل منذ اوائل الثلاثينات من القرن العشرين مخرجاً في المسرح، قبل ان يتحول الى السينما ليقدم اكثر من ثلاثين فيلماً متميزاً بعد ان انتقل الى هوليوود عام 1951. ومن تلك الافلام: «النمر النائم» و «المجرم» و «ايفا» و «الخادم» و «احتفال سري» و «اغتيال تروتسكي» و «بيت الدمية» و «الوسيط» و «السيد كلاين» و «دون جيوفاني». كتب لوزي سيناريوات لم يتمكن من تحويلها الى افلام بسبب الممنوعات التي تفرضها الرقابة او لأنها تطرح مواضيع غير رائجة تجارياً، وكانت علاقة الصداقة التي ربطته بالكاتب المسرحي الشهير برتولد بريخت سبباً اضافياً في ايقاف مشاريعه السينمائية في هوليوود، ومنها أفلمة مسرحية بريخت «حياة غاليله». ويضم كتاب «نظرة المعلم» عدداً كبيراً من الرسائل المتبادلة بين المؤلف وميشيل سيمان وعدد من الكتاب والفنانين من معاصريه، وهي تحمل الآراء الخاصة لجوزيف لوزي في المواضيع السينمائية الساخنة، منها رسالة الى هارولد بنتر ورسالة الى رومي شنيدر وأربع عشرة رسالة الى تنيسي وليامز. وعمل لوزي في اوروبا سنوات طويلة، بعد الخيبات المتلاحقة التي عاني منها في هوليوود، على خلفية القيود والمضايقات التي أفرزتها الحملة المكارثية في الولايات المتحدة. بعد ان شاهد تنيسي وليامز فيلم «الدوي» والذي أخرجه لوزي عن مسرحية لوليامز، كتب برقية الى لوزي يقول فيها: «انني مسرور جداً، فكل لقطة في الفيلم بمثابة رسم أسطوري. انني اشكرك جداً يا جو، فهذا افضل فيلم تم اخراجه بين الافلام المقتبسة عن اعمالي». بينما كتب لوزي في ملاحظاته عن المنزل: «في هذا الفيلم عبارة عن ملهى وقلعة سجن، اضافة الى ضريح». وهذا ما يشير الى اهتمام لوزي بإغناء التنويعات والتفاصيل بالوجوه المتعددة للمكان الواحد. ومن الطريف ان تتوازى حياة كل من لوزي وايليا كازان وأعمالهما، فهما من مواليد العام نفسه، وكلاهما جاء الى السينما من بوابة المسرح، ولكل منهما علاقات عمل مع تنيسي وليامز وهارولد بنتر، ولهما تجربة مرة مع الحملة المكارثية، مع ان كازان كان متهماً بالتعاون مع اللجنة التي تشكلت للتحقيق مع الكاتب والسينمائيين، فاستمر كازان في عمله، بينما غادر لوزي الى اوروبا - المنفى، ولم يعد الى الولايات المتحدة الا بعد اثني عشر عاماً، ليعرض فيلمه «الخادم» في مهرجان نيويورك عام 1963. حظي لوزي باهتمام خاص لدى النقاد الفرنسيين الذين قادوا تيار الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، كما حظيت افلامه باهتمام الاندية السينمائية الفرنسية ذات الامتداد الواسع، ربما لأن افلامه كانت تحمل خصوصية واضحة في المزاوجة بين الاساليب الاميركية والاوروبية في بنيتها، اضافة الى الطابع المميز لأسلوب لوزي الذي يستند الى خلفية فكرية وفنية تمتد بجذورها الى تجربته في أروقة المسرح. الحياة اللبنانية في 30 ديسمبر 2005 |
امال هوليوود معلقة على مذكرات فتاة غيشا غوريلا وفتاة غيشا وهاري بوتر يهبون لإنقاذ هوليوود لوس انجليس – من تونغي كيمينيه · عام 2005 عام سيء على السينما الاميركية، والمستقبل يمكن ان يكون اكثر سوادا. ميدل ايست اونلاين استطاعت الغوريلا العملاقة او فتاة الغيشا او حتى الساحر الصغير ذو النظارات المستديرة الحد من خسائر السينما الاميركية الا ان عام 2005 كان بالنسبة لهذه الصناعة التي تعيش ازمة وجودية عام الاحباطات مع الهبوط الكبير في الايرادات ومعدل المشاهدين. وسواء كان السبب الافلام المتواضعة المستوى او غلاء تذاكر الدخول او منافسة العاب الفيديو فقد انخفضت العائدات بنسبة 5% فيما انخفض معدل الاقبال بنسبة 6.2% خلال الاشهر الاحد عشر الاولى من العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2004 وفقا لشركة اكزيبيتور ريليشنز المتخصصة. ويقول بول درغاربيديان رئيس اكزيبيتور ريليشنز متسائلا عن هذا الانخفاض الذي يعتبر الاسوأ منذ 15 سنة "هل يرجع ذلك الى الافلام؟ الى العاب الفيديو؟ ... اعتقد ان الكثير من الاشياء حدثت في الوقت نفسه" معتبرا ان نوعية الافلام كانت ايضا عاملا رئيسيا. واضاف ان "هاري بوتر اظهر انه عندما يكون الفيلم جيدا فان الناس تذهب الى دور العرض" في اشارة الى الجزء الرابع من مغامرات الساحر الصغير "هاري بوتر اند ذى غوبلت اوف فاير" (هاري بوتر وكأس النار) الذي حصد خلال 17 يوما 230 مليون دولار من العائدات ما اتاح رفع الاتجاه قليلا. كما حققت افلام اخرى نجاحا كبيرا عام 2005 مثل اخر اجزاء "ستار وورز" (حرب النجوم) الذي حطم كل الايرادات مع 380 مليون دولار في اميركا الشمالية متجاوزا ميزانية انتاجه بثلاثة اضعاف. و"وور اوف ذي ورلدز" (حرب العوالم) لستيفن سبيلبرغ الذي تجاوزت عائداته 234 مليون دولار او "تشارلي ومصنع الشوكولاته" مع 206 ملايين. الا ان المفاجآت الجيدة لصندوق الايرادات كانت قليلة باستثناء الفيلم الفرنسي "لا مارش دو لومبيرور" (مسيرة الامبراطور) الذي حصد 77 مليون دولار. لكن افلاما اخرى ضخمة الانتاج مثل "كينغدوم اوف هيفن" (مملكة السماء) مع 47 مليون دولار و"ذى ايلاند" (الجزيرة) مع 35 مليون دولار و"ستيلث" مع 31 مليونا لم تغط ميزانيتها في سوق اميركا الشمالية التي تعد المعيار الحاسم لقياس نجاح اي فيلم. والان تعلق هوليوود آمالها على فيلمين هما "ميموارز اوف ايه غيشا" (مذكرات فتاة غيشا) والنسخة الجديدة من الفيلم الكلاسيكي "كينغ كونغ" للمخرج بيتر جاكسون الذي اخرج افلام "لورد اوف ذى رينغز" (سيد الخواتم) الثلاثة التي حققت نجاحا كبيرا. لكن ما بين الافلام المعادة المستوحاة من اخرى كلاسيكية قديمة ناجحة والافلام ذات الاجزاء مثل "حرب النجوم" السادس و"باتمان" (الرجل الوطواط) الخامس اللذين عرضا هذا العام او "روكي" السادس الذي سيعرض عام 2006 يتساءل بعض المراقبين عما اذا كانت هوليوود قد فقدت القدرة على الابتكار التي صنعت نجاحها في الماضي. ولا يخشى غيتيش بانديا الخبير في تقييم صناديق الايرادات استخدام لهجة فظة في تفسير الاسباب موضحا ان الامر يتلخص في بساطة في ان شركات الانتاج نسيت جمهورها. وتابع ان "عددا قليلا من الافلام هو الذي اقنع الناس بالخروج من منازلهم لمشاهدته. على الاستديوهات الاهتمام بما يريده الجمهور. ان محبي السينما اصبحوا اكثر انتقائية ويريدون الحصول على مقابل لنقودهم" مع ارتفاع سعر تذكرة الدخول الى 14 دولارا في بعض دور العرض. وتثير هذه الازمة ايضا قلق سلطات لوس انجليس وكاليفورنيا التي يرتكز ازدهارها الاقتصادي على هوليوود المركز الرئيسي للسينما الاميركية. وقال جاك قيصر رئيس لجنة التنمية الاقتصادية لمدينة لوس انجليس "الامر لا يتعلق بانخفاض معدل الاقبال فقط وانما ايضا بانخفاض مبيعات الفيدو .. دون الحديث عن مشاكل اخرى كهروب التصوير الى ولايات اخرى او دول اخرى مثل كندا التي تقدم امتيازات ضريبية افضل". واضاف ان "ذلك يعني ان الكثير من الاستديوهات ستبدا عمليات تسريح" لموظفيها. وبالفعل اعلنت شركة وارنر براذرذ (الاخوة وارنر) تسريح ما بين 250 الى 300 موظف اي اكثر من 5% من العاملين فيها. وحذر قيصر من ان "المستقبل يمكن ان يكون اكثر سوادا" اذا تأكد هذا الاتجاه. موقع "ميدل إيست أنلاين في 31 ديسمبر 2005
منهم منى زكي وشيرين سيف النصر وبثينة رشوان... ممثلون يكوّنون شركات انتاج فنية... لماذا؟ القاهرة - سعيد ياسين ميل عدد كبير من الممثلين الى تكوين شركات انتاج مهمتها تقديم وتسويق اعمال فنية اصبح امراً يشبه الظاهرة. والدوافع كثيرة أبرزها أن عدداً من هؤلاء بات يجد صعوبة كبيرة في العثور على أدوار جيدة وجديدة، الى جانب استغلال الانتاج الآخر لهم وعدم قيامه بدفع الاجور التي يطلبونها او توفير الظروف الانتاجية الملائمة. ويبقى أيضاً سبب في غاية الاهمية وهو ان الشركات القائمة بالفعل تحقق ارباحاً طائلة من خلال الاعمال التي يقدم النجوم من طريق المنتج المشارك أو المنفذ مع جهات الانتاج الحكومية ممثلة في مدينة الانتاج الاعلامي او قطاع الانتاج او شركة صوت القاهرة. أو حتى بعض الفضائيات العربية التي تشارك بالإنتاج ومنها «دبي» و «الراي» و «البغدادية» وغيرها على رغم أن بعض اصحاب هذه الشركات لا يمت الى الانتاج الفني بصلة. ما جعل بعض غلاة المحتجين يقولون ان ثمة من يتخذ من الانتاج تجارة رائجة ومضمونة. ومن ابرز الذين كونوا شركات انتاجية اخيراً منى زكي وانتصار وسلوى خطاب وهؤلاء الثلاث اشتركن في تكوين شركة انتاج فنية سيكون باكورة انتاجها مسلسل «وكالة عطية» من تأليف خيري شلبي. أما الفنانة شيرين سيف النصر فكوّنت شركة تعود طريقها الى التمثيل التلفزيوني من خلال نص يكتبه حالياً رؤوف حلمي الذي كتب لها من قبل «من الذي لا يحب فاطمة» و «اللص الذي احبه» ومعروف ان سيف النصر منذ عودتها الى الفن بعد فترة غياب بسبب الزواج لم تشارك الا في مسرحية «بودي غارد» أمام عادل امام. وقررت ماجدة الصباحي استئناف نشاط شركتها الفنية التي كانت قدمت من خلالها 11 فيلماً سينمائياً ناجحاً لعبت بطولتها. والآن وللمرة الأولى ستقوم الشركة بانتاج مسلسلات تلفزيونية تلعب بطولتها ابنة ماجدة، غادة نافع. وكوّن محمد رياض هو الآخر شركة انتاج فنية اكد انه لا ينوي القيام ببطولة كل اعمالها، وهو ما فعله لطفي لبيب الذي سيبدأ اول اعمال شركته من خلال فيلم كتب له القصة والسيناريو والحوار ويحمل عنوان «الكتيبة 26» وتدور احداثه حول الكتيبة 26 مشاة التي كان ينتمي اليها كجندي في حرب 1973. وكان محمود حميدة شارك في انتاج آخر افلامه «ملك وكتابة» من اخراج كاملة ابو ذكري وكان ينوي انتاج مسلسل عن حياة «علي باشا مبارك» ولكنه ارجأ الفكرة. اما بثينة رشوان فقررت تكوين شركة انتاج تعود من خلالها بفيلم جديد الى السينما بعد غياب طويل منذ قدمت فيلم «ليه يا بنفسج» امام فاروق الفيشاوي واخراج رضوان الكاشف. وكانت سميرة محسن انتجت فيلم «سنة اولى نصب» لأحمد عز وداليا البحيري وخالد سليم واخراج كاملة ابو ذكري. كما ان الراحل عبدالله محمود كان كون شركة انتاج فنية قبل رحيله قدم من خلالها باكورة افلامه السينمائية التي انتجها «كابتشينو» من اخراج سميح منسي. أما الفنانة شريفة ماهر فكوّنت شركة انتاج فني اقتصر نشاطها على تقديم اعمال يشارك فيها ولداها طارق عبدالواحد ونيفين، ومن اعمالها فيلم «ابناء الشيطان» لحسين فهمي وفاروق الفيشاوي ومسلسل «مؤسسة شهر العسل» لمحمد رياض ورانيا فريد شوقي واخراج اشرف سالم. ومعروف ان تيسير فهمي كونت مع زوجها أحمد ابو بكر شركة «التيسير» التي كان آخر اعمالها مسلسل «أماكن في القلب» لهشام سليم الذي عرض في رمضان الماضي، وينوي عمرو واكد انتاج اعمال درامية بعدما اقتصر نشاط شركته الانتاجية طوال الفترة الماضية على اعمال الدعاية والاعلان والارشاد لمصلحة وزارتي الصحة والبيئة. عودة ما... كما ينوي عدد آخر من الممثلين اعادة شركاتهم الانتاجية او اشهار شركات جديدة ومن هؤلاء ليلى علوى والهام شاهين وهشام عبدالحميد واشرف عبدالباقي وابرهيم يسري وآخرون. ومعروف ان هناك ممثلين لا يزالون يمارسون الانتاج من خلال شركاتهم ومنهم حسن يوسف ومديحة حمدي وعبد المحسن سليم وسميرة احمد وسامي العدل. يذكر أخيراً أن عدداً من الممثلين قام على مدى تاريخ الفن المصري بالانتاج او شارك فيه وقدم اعمالاً جيدة ومن هؤلاء احمد زكي وانور وجدي وماري كويني ويوسف وهبي وفريد شوقي ومديحة يسري ويحيى شاهين وكمال الشناوي وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب. الحياة اللبنانية في 30 ديسمبر 2005 |