شعار الموقع (Our Logo)

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

كتبوا في السينما

 

 

 

 

 

 

براءة استاذ التاريخ وناظر مدرسة الفن الجميل !

يحيي الفخراني يطالب بمحاكمة عباس الأبيض!

أعداء النجاح ظهروا مبكرا وسوف يعلنون توبتهم قريبا

حوار: خالد محمود

 

 

 

 

 

مازال الصدق هو طريقه المفضل لقلوب الجماهير وهو طريق بلا حدود.. ربما تتغير ملامحه من عام إلي آخر لكن صورته تظل دائما راسخة في الوجدان.

فمن سيد أوبرا الي عباس الابيض يسبح يحيي الفخراني في بحور من المشاعر بين الخير والشر.. يحاول أن يمسك بخيوط العدالة ليغزل منها 'شباك تصطاد الظلم وتلقيه خارج الحدود'.

يحيي الفخراني يؤكد انه لا يسعي للعرض الرمضاني رغم انه أصبح علامة أصيلة لهذا الشهر الكريم حيث استطاع أن يجذب الملايين لمتابعة رحلته في 'اليوم الأسود' بين دموع وابتسامات.. بعد أن استسلم لأحضان التليفزيون.

وفي هذا الحوار يقف الفخراني أستاذ التاريخ عند حد فاصل بين عشقه للبشر وتمرده علي تزييف سيرتهم الذاتية.

·         قلت له في البدايه : ما مدي الاختلاف الذي تشعر به في رمضان هذا العام عن السنوات السابقة؟

لا أشعر باختلاف جوهري.. فاحساسي بالعمل ورغبتي في النجاح دائما واحدة.. والنجاح من عدمه شيء ليس بيدي ولا بيد أحد.. وما يهمني ألا أكون قد قصرت.. وقد لا ينال العمل حظه من النجاح قدر المجهود الذي بذل فيه، ولكنه قد يظل هو العمل الاهم بالنسبة لي مثل 'جحا'.. فأنا أشعر أن هذا العمل سيظل في ذاكرة التليفزيون طويلا.. كما انني أري أن كل أسرة 'عباس الأبيض' بذلت مجهودا كبيرا.. يجعلهم يصلون الي بر الامان.

·         'عباس الابيض في اليوم الأسود' وكذلك التتر يوحي باننا سنشاهد عملا كوميديا.. لماذا التفاوت بين الاسم والتتر والاحداث؟

رغم انني صاحب اقتراح اسم 'عباس الابيض في اليوم الاسود' الا أنني لم اكن متحمسا له كثيرا حتي لا يعطي المشاهد الانطباع الكوميدي.. ولكنهم اصروا عليه فيما بعد.

والحقيقة أن المسلسل به مساحات 'سوداء' كثيرة.. ومن خلال هذا السواد تجد بعض المواقف الكوميدية فعلا مثل تراجيديات شكسبير.. وقد فكرت في أسماء أخري مثل 'غدا يوم آخر' وهي العبارة التي تردد علي لسان البطل أكثر من مرة.

أو اسم 'التاريخ كما يجب أن يكون' ولكن الواقع اثبت ان 'عباس الابيض' هو الاسم المقبول لدي المتفرج.. فهو بالفعل انسان أبيض في يوم أسود.. والمسلسل أيضا كوميديا انسانية.

·         ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في أداء هذا الدور؟

أحيانا لا يكون سهلا علي الممثل اداء دور يبكي فيه وتكون دموعه قريبه، خاصة انني في حياتي الواقعية دموعي ليست قريبة، ومع 'عباس الابيض' كنت امنع دموعي بصعوبة شديدة.. لان بداخل هذا الانسان حزنا عميقا وان كان يغلفه دائما بالتفاؤل.. بالاضافة الي سوء الحظ الذي يواجهه في كل مكان.. فسيرة هذا الانسان ومواقفه تجعلني حزينا بالفعل.. وفي الوقت نفسه تشاهده علي الشاشة وتضحك.. وهنا قمة الصعوبة في هذا الدور.

·         لماذا دائما أفراحك قليلة علي الشاشة؟

لست أهوي تقديم الحزن، ولكن الدور هو الذي يفرض الشكل العام للشخصية، وفي 'عباس الأبيض' رغم احزانه العميقة يسعي دائما الي اقتناص أي فرحة، ولكنه يعود ليفرح ثم يفاجئه حزن شديد، وهذا ما جعل فرحي قليلا علي الشاشة.

·         هل ما يروي علي لسان 'عباس' من خلال الاحداث حقائق تاريخية وواقعية أم لا؟

من أصعب الاشياء التي واجهتني في العمل هو كيف تقول التاريخ بشكل يجذب المشاهد ويجعله ينتظر الحدوتة التاريخية، خاصة اننا لو عرفنا التاريخ بشكل صحيح سنعشقه .. فالتاريخ هو الدنيا.. ولو فهمناه جيدا لتفادينا أخطاء كثيرة، وما يحكيه 'عباس' من خلال الاحداث من وقائع تاريخية هي وقائع صحيحة مائة في المائة.. فهو في الاصل مدرس تاريخ عاشق لمهنته ومشكلته الاساسية انه من البداية يصر علي عدم التزييف فهو انسان أبيض صادق جريء وهذا ما يوقعه في مشاكل باستمرار، وهذه الحكايات التاريخية تعطي المسلسل عمقا جديدا.

والواقع أنه دائما ما يكتب المنتقدون التاريخ ، ولكن بعد فترة تظهر الحقيقة، ومن خلال المسلسل نرصد بعض الانتقادات في تاريخ مصر، وهناك الكثير من العبارات التي بها اسقاطات مما يمنح العمل بعدا آخر.. وعموما المسلسل ليس تاريخيا.. فهو شكل جديد في الدراما.

·         وهل أنت في الواقع تحمل ذاكرة جيدة؟

في العمل نعم، لكن في الواقع وفي حياتي الخاصة الي حد ما.

·         يري البعض أن هناك مبالغة أو عدم واقعية في تناول شخصية 'عباس الابيض' الذي يصل تسامحه الي حد التهاون فما رأيك؟

­ عباس مواطن عادي أراه كثيرا في الحياة، وقد رأيت بالفعل شخصيات كثيرة مثله وهناك تعبير قاله نادر جلال واصفا عباس بانه كإنسان يضربه آخر بسكين في ظهره وهو في نفس الوقت يخرج شوكة من ظهر الانسان الذي أمامه.. هناك أناس في طبيعتها العطاء ودائما ما تتعب جدا هذه الشخصيات في حياتها.. ودائما ما تريد أن تهرب هذه النماذج من مشكلاتها من خلال الدخول في مشكلات الغير ومحاولة حلها.. فكما يقولون أحسن علاج للاكتئاب هو ألا تركز في حياتك أنت ولكن أن تتفاعل مع مشكلات الآخرين.. وهناك نموذج حي في حياتي يشبه الي حد كبير شخصية عباس وهو والد زوجتي.. فقد كان مدرسا وكان به هذا الكم من البياض وكان أيضا يهتم بشكل كبير بالآخرين لدرجة أن ذلك كان يحدث له العديد من المشاكل في أسرته وزوجتي تبكي كلماشاهدت عباس لانها فعلا تري فيه صورة والدها.

·         احساس المدرس عندما ينتاب الممثل هل يكون لصالحه أم ضده؟

التدريس قريب جدا من التمثيل فالمدرس الجيد يجب أن يكون لديه حضور الممثل واذكر انني عندما كنت طالبا بكلية الطب كان هناك أستاذ كنت استمتع بمحاضراته وانجذب اليها، لانه كان يوصل المعلومة بشكل شديد الجاذبية، وعلي النقيض كان هناك أستاذ آخر لا يحضر له احد وكان زملائي يطلقون عليه اسم 'دكتور منوم' فليس لديه أي قدرة علي الاداء التمثيلي أو الحضور أو تبسيط المعلومة.

·         وهل ينتابك احساس المدرس مع المواهب الجديدة من الممثلين؟

ليس كذلك، فاحساسي بهم دائما هو احساس الابوة وهو ما يقرب بيني وبينهم، وأري مجموعة هذا العام متميزة واتفاءل بهم وأري فيهم أيضا بريق النجومية.

·         ألم يكن من الافضل أن تلعب في المضمون ­ كما يقولون ­ من خلال وجوه اثبتت وجودها بالفعل؟

عملية التغيير هامة جدا.. ثم ان هؤلاء موهوبين فعلا، فهم ممثلون علي مستوي عال والخبرة الحياتية ستثقلهم أكثر.

وهل نستطيع أن نقول إن هناك جيلا أكثر موهبة من جيل آخر؟

لا، ولكن هناك أفراد أكثر موهبة من غيرهم. فمثلا نستطيع أن نقول إن نجيب الريحاني كان أكثر موهبة من غيره ولو ان في كل جيل فردا أو اثنين يتمتعون بالموهبة فان ذلك سيحدث ثراء حقيقيا في الحركة الفنية، ولا يبقي سوي أصالة الفنان الحقيقي الذي يستمر مع الاجيال بعيدا عن أي موضة تسيطر علي جيله.

·         وكيف تري المنافسة هذا العام؟

أنا لا انظر الي المنافسة فجو المنافسة هذا يخلقه النقاد والجمهور أيضا، وأنا صادق مع نفسي عندما اقول انني اتمني أن تكون كل الأعمال جيدة، لانه لو معظم الاعمال جيدة سينجذب الجمهور بشكل عام الي الشاشة الصغيرة ولكن لو غلبت الاعمال غير الجيدة فان الجمهور سوف ينصرف عن المشاهدة بشكل عام.

·         هل كنت حريصا علي المشاركة في اختيار أعضاءفريق العمل في المسلسل؟

عندما يسألوني أقول رأيي ولكني لا اتدخل في هذا دائما لان ذلك يعود في النهاية الي قرار المخرج والمنتج.

·         وماذا تبقي بداخلك الآن من شخصياتك الرمضانية علي مدار الاعوام السابقة؟

جحا مثلا.. اشعر انه كتاب ممتع بداخلي، أما العدالة فقد قربتني من مشكلة اللقطاء، والليل وآخره جعلني اعرف الصعيد كما لو كنت قد ولدت فيه، فقد زرت الصعيد أكثر من مرة لكني لم أعرفه الا من خلال 'الليل وآخره' أما 'اوبرا عايدة' فلو سئلت من هي الشخصية التي كنت تتمني أن تكون لأجبت دون تردد سيد اوبرا.

·         وماذا عن شخصية المدرس المواطن البسيط التي تجسدها الآن؟

المدرس ليس مواطنا بسيطا فهو الذي يخرج لنا الاجيال.. ولكن المدرس الذي اعنيه ليس هو من يقوم بحشو اذهان الابناء بمعلومات لمجرد سردها في ورقة الامتحان.

·     يجمع النقاد الآن علي وجود موجة جديدة يبشر بميلاد سينما أفضل.. هل من الممكن أن نراك علي الشاشة الفضية في ظل هذه الموجة الجديدة؟

لن انكر اني اتمني ان اعود للسينما، ولكن اين هو السيناريو الذي اشعر معه أن مكانتي في السينما لن تقل عما وصلت اليه في التليفزيون.

·         من خلال تجربتك الطويلة مع التليفزيون هل تؤيد مقولة إن التليفزيون يحرق النجوم والسينما هي ذاكرة الفنان؟

الناس في مصر تعشق الشعارات دون أن تفكر بعمق في حقيقة الاشياء فالنظرة القاصرة تقول إن التليفزيون يحرق الفنان والسينما ذاكرة الفن، ولكن وجهة النظر الصحيحة هي النظرة الي أي الوسائل أقوي، فالتليفزيون الآن أقوي من السينما وربما تظهر وسيلة فيما بعد أقوي من التليفزيون مثل الانترنت، وبالتالي سيكون العمل من خلال الانترنت هو الاقوي والاكثر تأثيرا، ومسألة انتشار الفضائيات واعادة المسلسلات في التليفزيون يعطي الفنان مساحة اكبر، فقد كانت لي أفلام مهمة ومع ذلك فهي لا تذاع بكثافة وليست متاحة بدور العرض السينمائية.. اذن التوصيل الآن من خلال الدراما التليفزيونية أقوي ولكن كلامي هذا لا يعني أن السينما في مكانة أقل من التليفزيون فهناك أعمال لا يقوي عليها الانتاج التليفزيوني.

أخبار النجوم في 20 نوفمبر 2004